- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ
- عربى - نصوص الآيات : وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال
- عربى - التفسير الميسر : وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله، وعند الله مكرهم فهو محيط به، وقد عاد مكرهم عليهم، وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه، ولم يضرُّوا الله شيئًا، وإنما ضرُّوا أنفسهم.
- السعدى : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
{ وَقَدْ مَكَرُوا } أي: المكذبون للرسل { مَكْرَهُمْ } الذي وصلت إرادتهم وقدر لهم عليه، { وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ } أي: هو محيط به علما وقدرة فإنه عاد مكرهم عليهم { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله }
{ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ } أي: ولقد كان مكر الكفار المكذبين للرسل بالحق وبمن جاء به -من عظمه- لتزول الجبال الراسيات بسببه عن أماكنها، أي: { مكروا مكرا كبارا } لا يقادر قدره ولكن الله رد كيدهم في نحورهم.
ويدخل في هذا كل من مكر من المخالفين للرسل لينصر باطلا، أو يبطل حقا، والقصد أن مكرهم لم يغن عنهم شيئا، ولم يضروا الله شيئا وإنما ضروا أنفسهم.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
ثم بين - سبحانه - بعد ذلك لونا آخر من ألوان عراقتهم فى الكفر والجحود فقال : ( وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ الله مَكْرُهُمْ ) .
والمكر : تبييت فعل السوء بالغير وإضماره ، مع إظهار ما يخالف ذلك . وانتصب ( مكرهم ) الأول على أنه مفعول مطلق لمكروا ، لبيان النوع ، والإِضافة فيه من إضافة المصدر لفاعله .
أى : أن هؤلاء الظالمين جاءتهم العبر فلم يعتبروا ، بل أضافوا إلى ذلك أنهم مكروا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - مكرهم العظيم الذى استفرغوا فيه جهدهم لإِبطال الحق ، وإحقاق الباطل ، والذى كان من مظاهره محاولتهم قتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله ( وَعِندَ الله مَكْرُهُمْ ) أى : وفى علم الله - تعالى - الذى لا يغيب عنه شئ مكرهم ، وسيجازيهم عليه بما يستحقونه من عذاب مهين .
وقوله - تعالى ( وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجبال ) قرأ الجمهور ( لتزول ) بكسر اللام على أنها لام الجحود والفعل منصوب بعدها . بأن مضمره وجوبا ، و " إن " فى قوله ( وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ ) نافبة بمعنى ما .
والمعنى : ولقد مكر هؤلاء الكافرون مكرهم الشديد الذى اشتهروا به ، وفى علم الله - تعالى - مكرهم ، وما كان مكرهم - مهما عظم واشتد - لتنتقل منه الجبال من أماكنها ، لأنه لم يتجاوز أمثالهم ممن دمرناهم تدميرا .
وعلى هذه القاءة يكون المقصود بهذه الجملة الكريمة ، الاستخفاف بهم وبمكرهم ، وبيان أن ما يضمرونه من سوء ليس خافيا على الله - تعالى - ولن يزلزل المؤمنين فى عقيدتهم ، لأن إيمانهم كالجبال الرواسى فى ثباته ورسوخه .
وقرأ " السكائى " ( لِتَزُولَ ) - بفتح اللام على أنها لام الابتداء ، ورفع الفعل بعدها - و " إن " مخففة من الثقيلة .
فيكون المعنى : وقد مكروا مكرهم ، وعند الله مكرهم ، وإن مكرهم من الشدة بحيث تزول منه الجبال وتنقلع من أماكنها ، لو كان لها أن تزول أو تنقلع .
وعلى هذه القراءة يكون المراد بهذه الجملة الكريمة التعظيم والتهويل من شأن مكرهم ، وأنه أمر شنيع أو شديد فى بابه ، كما فى قوله - تعالى - : ( وَقَالُواْ اتخذ الرحمن وَلَداً . لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً . تَكَادُ السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً . . ) .
- البغوى : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم ) أي : جزاء مكرهم ( وإن كان مكرهم ) قرأ علي وابن مسعود : ( وإن كان مكرهم ) بالدال ، وقرأ العامة بالنون .
( لتزول منه الجبال ) قرأ العامة لتزول بكسر اللام الأولى ونصب الثانية .
معناه : وما كان مكرهم .
قال الحسن : إن كان مكرهم لأضعف من أن تزول منه الجبال .
وقيل : معناه إن مكرهم لا يزيل أمر محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو ثابت كثبوت الجبال .
وقرأ ابن جريج ، والكسائي : " لتزول " بفتح اللام الأولى ورفع الثانية ، معناه : إن مكرهم وإن عظم حتى بلغ محلا يزيل الجبال لم يقدروا على إزالة أمر محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال قتادة : معناه وإن كان شركهم لتزول منه الجبال ، وهو قوله تعالى : ( وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا ) ( مريم - 19 ) .
ويحكى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معنى الآية : أنها نزلت في نمرود الجبار الذي حاج إبراهيم في ربه ، وذلك أنه قال : إن كان ما يقول إبراهيم حقا فلا أنتهي حتى أصعد السماء فأعلم ما فيها ، فعمد إلى أربعة أفرخ من النسور فرباها حتى شبت واتخذ تابوتا ، وجعل له بابا من أعلى وبابا من أسفل ، وقعد نمرود مع رجل في التابوت ، ونصب خشبات في أطراف التابوت ، وجعل على رءوسها اللحم ، وربط التابوت بأرجل النسور ، فطرن وصعدن طمعا في اللحم ، حتى مضى يوم وأبعدن في الهواء ، فقال نمرود لصاحبه : افتح الباب الأعلى ، وانظر إلى السماء هل قربناها ، ففتح [ الباب ونظر ] فقال : إن السماء كهيئتها ثم قال : افتح الباب الأسفل وانظر إلى الأرض كيف تراها ؟ ففعل ، فقال : أرى الأرض مثل اللجة والجبال مثل الدخان ، فطارت النسور يوما آخر ، وارتفعت حتى حالت الريح بينها وبين الطيران ، فقال لصاحبه : افتح البابين ففتح الأعلى فإذا السماء كهيئتها ، وفتح الأسفل فإذا الأرض سوداء مظلمة ، فنودي : أيها الطاغية أين تريد ؟
قال عكرمة : كان معه في التابوت غلام قد حمل معه القوس والنشاب ، فرمى بسهم فعاد إليه السهم متلطخا بدم سمكة قذفت نفسها من بحر في الهواء - وقيل : طائر أصابه السهم - فقال : كفيت شغل إله السماء .
قال : ثم أمر نمرود صاحبه أن يصوب الخشبات وينكص اللحم ، ففعل ، فهبطت النسور بالتابوت ، فسمعت الجبال حفيف التابوت والنسور ، ففزعت وظنت أنه قد حدث حدث من السماء ، وأن الساعة قد قامت ، فكادت تزول عن أماكنها ، فذلك قوله تعالى : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) .
- ابن كثير : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
وقد روى شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن [ بن دابيل ] أن عليا - رضي الله عنه - قال في هذه الآية : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) قال : أخذ ذاك الذي حاج إبراهيم في ربه نسرين صغيرين ، فرباهما حتى استغلظا واستعلجا وشبا .
قال : فأوثق رجل كل واحد منهما بوتد إلى تابوت ، وجوعهما ، وقعد هو ورجل آخر في التابوت قال : - ورفع في التابوت عصا على رأسه اللحم - قال : فطارا [ قال ] وجعل يقول لصاحبه : انظر ما ترى ؟ قال : أرى كذا وكذا ، حتى قال : أرى الدنيا كلها كأنها ذباب . قال : فقال : صوب العصا ، فصوبها ، فهبطا . قال : فهو قول الله - عز وجل - : " وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال " . قال أبو إسحاق : وكذلك هي في قراءة عبد الله : " وإن كاد مكرهم " .
قلت : وكذا روي عن أبي بن كعب ، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أنهما قرآ : " وإن كاد " كما قرأ علي . وكذا رواه سفيان الثوري ، وإسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أذنان عن علي ، فذكر نحوه .
وكذا روي عن عكرمة أن سياق هذه القصة لنمرود ملك كنعان : أنه رام أسباب السماء بهذه الحيلة والمكر ، كما رام ذلك بعده فرعون ملك القبط في بناء الصرح ، فعجزا وضعفا . وهما أقل وأحقر ، وأصغر وأدحر .
وذكر مجاهد هذه القصة عن بختنصر ، وأنه لما انقطع بصره عن الأرض وأهلها ، نودي أيها الطاغية : أين تريد ؟ ففرق ، ثم سمع الصوت فوقه فصوب الرماح ، فصوبت النسور ، ففزعت الجبال من هدتها ، وكادت الجبال أن تزول من حس ذلك ، فذلك قوله : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال )
ونقل ابن جريج عن مجاهد أنه قرأها : " لتزول منه الجبال " بفتح اللام الأولى ، وضم الثانية .
وروى العوفي عن ابن عباس في قوله : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) يقول : ما كان مكرهم لتزول منه الجبال . وكذا قال الحسن البصري ، ووجهه ابن جرير بأن هذا الذي فعلوه بأنفسهم من كفرهم بالله وشركهم به ، ما ضر ذلك شيئا من الجبال ولا غيرها ، وإنما عاد وبال ذلك على أنفسهم .
قلت : ويشبه هذا - إذا - قوله تعالى : ( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) [ الإسراء : 37 ] .
والقول الثاني في تفسيرها : ما رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) يقول شركهم ، كقوله : ( تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا ) [ مريم : 90 - 91 ] وهكذا قال الضحاك وقتادة .
- القرطبى : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
قوله تعالى : وقد مكروا مكرهم أي بالشرك بالله وتكذيب الرسل والمعاندة ; عن ابن عباس وغيره .
وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " إن " بمعنى " ما " أي ما كان مكرهم لتزول منه الجبال لضعفه ووهنه ;
وإن بمعنى " ما " في القرآن في مواضع خمسة : أحدها هذا . الثاني : فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك . الثالث : لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا أي ما كنا . الرابع : قل إن كان للرحمن ولد . الخامس : ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه . وقرأ الجماعة " وإن كان " بالنون . وقرأ عمرو بن علي وابن مسعود وأبي " وإن كاد " بالدال . والعامة على كسر اللام في لتزول على أنها لام الجحود وفتح اللام الثانية نصبا . وقرأ ابن محيصن وابن جريج والكسائي لتزول بفتح اللام الأولى على أنها لام الابتداء ورفع الثانية وإن مخففة من الثقيلة ، ومعنى هذه القراءة استعظام مكرهم ; أي ولقد عظم مكرهم حتى كادت الجبال تزول منه ; قال الطبري : الاختيار القراءة الأولى ; لأنها لو كانت زالت لم تكن ثابتة ; قال أبو بكر الأنباري : ولا حجة على مصحف المسلمين في الحديث الذي حدثناه أحمد بن الحسين : حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن دانيل قال سمعت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول : إن جبارا من الجبابرة قال لا أنتهي حتى أعلم من في السماوات ، فعمد إلى فراخ نسور ، فأمر أن تطعم اللحم ، حتى اشتدت وعضلت واستعلجت أمر بأن يتخذ تابوت يسع فيه رجلين ; وأن يجعل فيه عصا في رأسها لحم شديد حمرته ، وأن يستوثق من أرجل النسور بالأوتاد ; وتشد إلى قوائم التابوت ، ثم جلس هو وصاحب له في التابوت وأثار النسور ، فلما رأت اللحم طلبته ، فجعلت ترفع التابوت حتى بلغت به ما شاء الله ; فقال الجبار لصاحبه : افتح الباب فانظر ما ترى ؟ فقال : أرى الجبال كأنها ذباب ، فقال : أغلق الباب ; ثم صعدت بالتابوت ما شاء الله أن تصعد ، فقال الجبار لصاحبه : افتح الباب فانظر ما ترى ؟ فقال : ما أرى إلا السماء وما تزداد منا إلا بعدا ، فقال : نكس العصا فنكسها ، فانقضت النسور . فلما وقع التابوت على الأرض سمعت له هدة كادت الجبال تزول عن مراتبها منها ; قال : فسمعت عليا - رضي الله عنه - يقرأ " وإن كان مكرهم لتزول " بفتح اللام الأولى من " لتزول " وضم الثانية . وقد ذكر الثعلبي هذا الخبر بمعناه ، وأن الجبار هو النمرود الذي حاج إبراهيم في ربه ، وقال عكرمة : كان معه في التابوت غلام أمرد ، وقد حمل القوس والنبل فرمى بهما فعاد إليه ملطخا بالدماء وقال : كفيت نفسك إله السماء . قال عكرمة : تلطخ بدم سمكة من السماء ، قذفت نفسها إليه من بحر في الهواء معلق . وقيل : طائر من الطير أصابه السهم ثم أمر نمرود صاحبه أن يضرب العصا وأن ينكس اللحم ، فهبطت النسور بالتابوت ، فسمعت الجبال حفيف التابوت والنسور ففزعت ، وظنت أنه قد حدث بها حدث من السماء ، وأن الساعة قد قامت ، فذلك قوله : وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال . قال القشيري : وهذا جائز بتقدير خلق الحياة في الجبال . وذكر الماوردي عن ابن عباس : أن النمرود بن كنعان بنى الصرح في قرية الرس من سواد الكوفة ، وجعل طوله خمسة آلاف ذراع وخمسين ذراعا ، وعرضه ثلاثة آلاف ذراع وخمسة وعشرين ذراعا ، وصعد منه مع النسور ، فلما علم أنه لا سبيل له إلى السماء اتخذه حصنا ، وجمع فيه أهله وولده ليتحصن فيه . فأتى الله بنيانه من القواعد ، فتداعى الصرح عليهم فهلكوا جميعا ، فهذا معنى وقد مكروا مكرهم وفي الجبال التي عنى زوالها بمكرهم وجهان : أحدهما : جبال الأرض . الثاني : الإسلام والقرآن ; لأنه لثبوته ورسوخه كالجبال . وقال القشيري : وعند الله مكرهم أي هو عالم بذلك فيجازيهم أو عند الله جزاء مكرهم فحذف المضاف . وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال بكسر اللام ; أي ما كان مكرهم مكرا يكون له أثر وخطر عند الله تعالى ، فالجبال مثل لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقيل : وإن كان مكرهم في تقديرهم لتزول منه الجبال وتؤثر في إبطال الإسلام . وقرئ " لتزول منه الجبال " بفتح اللام الأولى وضم الثانية ; أي كان مكرا عظيما تزول منه الجبال ، ولكن الله حفظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو كقوله تعالى : ومكروا مكرا كبارا والجبال لا تزول ولكن العبارة عن تعظيم الشيء هكذا تكون .
- الطبرى : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
يقول تعالى ذكره: وسكنتم في الدنيا في مساكن الذين كفروا بالله ، فظلموا بذلك أنفسهم من الأمم التي كانت قبلكم ( وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ) يقول: وعلمتم كيف أهلكناهم حين عتوا على ربهم وتمادوا في طغيانهم وكفرهم ( وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ ) يقول: ومثَّلنا لكم فيما كنتم عليه من الشرك بالله مقيمين الأشباه ، فلم تنيبوا ولم تتوبوا من كفركم ، فالآن تسألون التأخير للتوبة حين نـزل بكم ما قد نـزل بكم من العذاب ، إن ذلك غير كائن.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) يقول: سكن الناس في مساكن قوم نوح وعاد وثمود ، وقرون بين ذلك كثيرة ممن هلك من الأمم. ( وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ ) قد والله بعث رسله ، وأنـزل كتبه ، ضرب لكم الأمثال ، فلا يصم فيها إلا أصمّ ، ولا يخيب فيها إلا الخائب ، فاعقلوا عن الله أمره.
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ( وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ) قال: سكنوا في قراهم مدين والحجر والقرى التي عذب الله أهلها ، وتبين لكم كيف فعل الله بهم ، وضرب لهم الأمثال.
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا شبابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( الأمْثَالَ ) قال: الأشباه.
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله.
- ابن عاشور : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
يجوز أن يكون عطفَ خبر على خبر ، ويجوز أن يكون حالاً من { الناس } في قوله : { وأنذر الناس } ، أي أنذرهم في حال وقوع مكرهم .
والمكر : تبييت فعل السوء بالغير وإضمارُهُ . وتقدم في قوله تعالى : { ومكروا ومكر الله } في سورة آل عمران ( 54 ) ، وفي قوله : { أفأمنوا مكر الله } في سورة الأعراف ( 99 ).
وانتصب مكرهم } الأول على أنه مفعول مطلق لفعل { مكروا } لبيان النوع ، أي المكر الذي اشتهروا به ، فإضافة { مكر } إلى ضمير { هم } من إضافة المصدر إلى فاعله . وكذلك إضافة { مكر } الثاني إلى ضمير { هم }.
والعندية إما عندية عِلم ، أي وفي علم الله مكرهم ، فهو تعري بالوعيد والتهديد بالمؤاخذة بسوء فعلهم ، وإما عندية تكوين ما سُمي بمكر الله وتقديره في إرادة الله فيكون وعيداً بالجزاء على مكرهم .
وقرأ الجمهور { لتزول } بكسر اللام وبنصب الفعل المضارع بعدها فتكون ( إن ) نافية ولام { لتزول } لام الجحود ، أي وما كان مكرهم زائلة منه الجبال ، وهو استخفاف بهم ، أي ليس مكرهم بمتجاوز مكر أمثالهم ، وما هو بالذي تزول منه الجبال . وفي هذا تعريض بأن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين يريد المشركون المكر بهم لا يزعزعهم مكرهم لأنهم كالجبال الرواسي .
وقرأ الكسائي وحده بفتح اللام الأولى من { لَتزولُ } ورفع اللام الثانية على أن تكون { إنْ } مخففة من { إنْ } المؤكدة وقد أكمل إعمالها ، واللام فارقة بينها وبين النافية ، فيكون الكلام إثباتاً لزوال الجبال من مكرهم ، أي هو مكر عظيم لَتزول منه الجبال لو كان لها أن تزول ، أي جديرة ، فهو مستعمل في معنى الجدارة والتأهل للزوال لو كانت زائلة . وهذا من المبالغة في حصول أمر شنيع أو شديد في نوعه على نحو قوله تعالى : { يكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً } [ سورة مريم : 90 ].
- إعراب القرآن : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
«وَقَدْ» الواو استئنافية وقد حرف تحقيق «مَكَرُوا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «مَكْرَهُمْ» مفعول مطلق «وَعِنْدَ اللَّهِ» الواو حالية وعند ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم ولفظ الجلالة مضاف إليه «مَكْرَهُمْ» مبتدأ مؤخر والهاء مضاف إليه والجملة حالية «وَإِنْ» الواو استئنافية وإن نافية «كانَ مَكْرُهُمْ» كان واسمها والهاء مضاف إليه والجملة استئنافية «لِتَزُولَ» اللام لام الجحود والمصدر المؤول في محل جر خبر كان ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود «مِنْهُ» متعلقان بتزول «الْجِبالُ» فاعل.
- English - Sahih International : And they had planned their plan but with Allah is [recorded] their plan even if their plan had been [sufficient] to do away with the mountains
- English - Tafheem -Maududi : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(14:46) They had tried all their cunning devices to outwit Us but Allah had the remedy to counteract their devices, even though these were so powerful as to move mountains. " *55
- Français - Hamidullah : Ils ont certes comploté Or leur complot est inscrit auprès d'Allah même si leur complot était assez puissant pour faire disparaître les montagnes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und sie haben bereits ihre Ränke geschmiedet aber ihre Ränke sind bei Allah auch wenn ihre Ränke derart sind daß davor die Berge vergehen
- Spanish - Cortes : Urdieron intrigas pero Alá las conocía y eso que eran intrigas como para trasladar montañas
- Português - El Hayek : E conspiraram; porém Deus tem registrado tais conspirações mesmo que as suas conspirações tenham abalado asmontanhas
- Россию - Кулиев : Они строили свои козни но их козни были у Аллаха А ведь козни эти могли сдвинуть горы или не могли сдвинуть горы
- Кулиев -ас-Саади : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
Они строили свои козни, но их козни были у Аллаха. А ведь козни эти могли сдвинуть горы (или не могли сдвинуть горы).Неверующие ухищрялись в борьбе с Божьими посланниками и строили козни, которые соответствовали их желаниям и возможностям. Однако их козни были прекрасно известны Аллаху, Который был властен помешать нечестивцам. И поэтому козни неверующих обращались против них самих. Всевышний сказал: «Но злое ухищрение окружает (или поражает) только тех, кто творит зло» (35:43). Козни неверующих, которые отвергали Божьих посланников и истину, были настолько изощренными, что ими можно было сдвинуть могучие горы. Всевышний даже сказал: «Они замыслили тяжкую хитрость» (71:22). Оценить тяжесть этих ухищрений невозможно, но Всемогущий Аллах направил их против самих нечестивцев. И такая участь ожидает каждого, кто противится Божьим посланникам, поддерживает ложь и сражается против истины. Их коварные замыслы не принесут им никакой пользы и ничем не навредят Всевышнему Аллаху. Более того, они причинят непоправимый ущерб самим неверующим.
- Turkish - Diyanet Isleri : Şüphesiz onlar düzenlerini kurdular; oysa dağları yerinden oynatacak olsa bile bu düzenleri hep Allah'ın elindeydi
- Italiano - Piccardo : Tramarono ma la loro trama è nota ad Allah foss'anche una trama capace di fare a pezzi le montagne
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان خوانهناسان پیلان و تهڵهکهی خۆیانیان گێڕا فێڵ و فڕی زۆریان کرد بهڵام ههموو پیلان و فێڵیان لای خوا ئاشکراو دیاره بهسهر خۆیاندا دهشکێتهوه ههرچهنده پیلان و فێڵیان کێوهکانیش له بن بهێنێت
- اردو - جالندربرى : اور انہوں نے بڑی بڑی تدبیریں کیں اور ان کی سب تدبیریں خدا کے ہاں لکھی ہوئی ہیں گو وہ تدبیریں ایسی غضب کی تھیں کہ ان سے پہاڑ بھی ٹل جائیں
- Bosanski - Korkut : I oni lukavstva svoja pletu a Allah zna za lukavstva njihova samo što lukavstva njihova ne mogu brda pokrenuti
- Swedish - Bernström : De smidde onda planer men Gud kände deras planer och [skulle ha omintetgjort dem] även om man med deras hjälp hade kunnat flytta berg
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya mereka telah membuat makar yang besar padahal di sisi Allahlah balasan makar mereka itu Dan sesungguhnya makar mereka itu amat besar sehingga gununggunung dapat lenyap karenanya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
(Dan sesungguhnya mereka telah membuat makar) terhadap Nabi saw. (makar yang besar) yaitu mereka bermaksud untuk membunuh Nabi saw. atau membelenggunya, atau mengusirnya (padahal di sisi Allahlah makar mereka) yakni pengetahuan makar tersebut, atau pembalasan makar itu. (Dan tidak akan) tidak bisa (makar mereka itu) betapa pun besarnya (dapat melenyapkan gunung-gunung) pengertiannya ialah makar tersebut dibiarkan dan tidak memberikan mudarat melainkan hanya terhadap diri mereka sendiri. Yang dimaksud dengan pengertian gunung-gunung di sini, menurut suatu pendapat adalah hakiki, yakni gunung yang sesungguhnya, dan menurut pendapat yang lain dimaksud adalah syariat-syariat Islam yang digambarkan seperti gunung-gunung dalam hal ketetapan dan keteguhannya. Menurut suatu qiraat yang lain litazuula ini dibaca latazuulu, yakni dengan harakat fatah pada huruf lamnya kemudian akhir fi'ilnya dibaca rafa', maka berdasarkan qiraat ini berarti huruf in di sini adalah bentuk takhfif atau keringanan daripada huruf inna yang ditasydidkan huruf nunnya, makna yang dimaksud adalah menggambarkan tentang besarnya makar orang-orang kafir itu terhadap diri Nabi saw. Akan tetapi menurut pendapat yang lain dikatakan, yang dimaksud dengan lafal al-makru ialah kekafiran mereka. Makna yang terakhir ini sesuai pula dengan apa yang disebutkan di dalam firman Allah swt. yang. lainnya, yaitu, "Hampir-hampir langit pecah karena ucapan itu (mendakwa Tuhan mempunyai anak), bumi belah, dan gunung-gunung runtuh." (Q.S. Maryam 90) Sedangkan pengertian yang pertama sesuai dengan bacaan yang tertera.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা নিজেদের মধ্যে ভীষণ চক্রান্ত করে নিয়েছে এবং আল্লাহর সামনে রক্ষিত আছে তাদের কুচক্রান্ত। তাদের কুটকৌশল পাহাড় টলিয়ে দেয়ার মত হবে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனினும் அவர்கள் தங்கள் சூழ்ச்சிகளைச் செய்து கொண்டேயிருந்தனர்; அவர்களுடைய சூழ்ச்சிகள் மலைகளைப் பெயர்த்து விடக்கூடியவையாக இருந்தபோதிலும் அவர்களின் சூழ்ச்சிக்கு உரிய தண்டனை அல்லாஹ்விடம் இருக்கிறது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และแน่นอนพวกเขาได้วางแผนของพวกเขา และแผนของพวกเขาอยุ่ที่อัลลอฮฺ ถึงแม้ว่าแผนของพวกเขาจะทำให้ภูเขาเคลื่อนย้ายไปก็ตาม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Дарҳақиқат улар ўз макрларини қилдилар Ҳолбуки уларнинг макрлари гарчи макрларидан тоғлар заволга учрайдиган бўлса ҳам Аллоҳнинг ҳузуридадир Кофирмушриклар Пайғамбарга с а в мўминларга динга қарши қўлларидан келган барча макрларни қилдилар Аммо уларнинг макрлари ҳар қанча кучли ҳатто тоғларни йўқ қилиб юборадиган даражада бўлмасин ҳеч нарса қила олмайдилар Чунки уларнинг барча макрлари Аллоҳ таолонинг ҳузуридадир У ҳаммасини кўриб билиб туради Ўзи хоҳлаганича тасарруф қилади
- 中国语文 - Ma Jian : 他们确已用计谋,在真主那里,有他们的计谋(的果报)。他们的计谋,不足以移动群山。
- Melayu - Basmeih : Dan sesungguhnya mereka telah menjalankan rancangan jahat mereka untuk menentang Islam sedang di sisi Allah ada balasan bagi rancangan jahat mereka walau rancangan jahat mereka itu dapat melenyapkan gunungganang sekalipun
- Somali - Abduh : iyagoo dhagar samayn Eebe agtiisaana Abaalka dhagartoodu yahay dhagartooduna ma aha mid la suulaan tagaan Buuruhu
- Hausa - Gumi : Kuma lalle sun yi mãkirci irin makircinSu kuma a wurin Allah makircinsu yake kuma lalle ne makircinsu yã kasance haƙĩƙa duwãtsu sunã gushẽwã sabõda shi
- Swahili - Al-Barwani : Na kwa hakika walifanya vitimbi vyao na vitimbi vyao anavijua Mwenyezi Mungu Wala vitimbi vyao si vya kuondosha milima
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ata thurin dredhitë e tyre e te Perëndia është dënimi i dredhive të tyre; për dredhitë e atyre nuk mund t’i lëkundin malet
- فارسى - آیتی : آنان نيرنگهاى خود نمودند و خدا از نيرنگهايشان آگاه بود. هر چند كه از نيرنگهايشان كوه از پاى درمىآمد.
- tajeki - Оятӣ : Онон найрангҳои худ намуданд ва Худо аз найрангҳояшон огоҳ буд. Ҳарчанд, ки аз найрангҳояшор кӯҳ аз пой меафтод.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار ھەقىقەتەن (پەيغەمبەرلەرگە ۋە مۆمىنلەرگە) مىكىر ئىشلەتتى. ئۇلارنىڭ مىكرى تاغنى ئۆرۈۋەتكۈدەك (چوڭ) بولسىمۇ، اﷲ ئۇلارنىڭ مىكرىنى بەربات قىلىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് തങ്ങളുടെ കൌശലം പരമാവധി പ്രയോഗിച്ചു. എന്നാല് അവര്ക്കെതിരിലുള്ള കൌശലം അല്ലാഹുവിങ്കലുണ്ട്; അവരുടെ കുതന്ത്രം പര്വതങ്ങളെ പിഴുതുമാറ്റാന് പോന്നതാണെങ്കിലും.
- عربى - التفسير الميسر : وقد دبر المشركون الشر للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله وعند الله مكرهم فهو محيط به وقد عاد مكرهم عليهم وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووهنه ولم يضروا الله شيئا وانما ضروا انفسهم
*55) That is, "You have seen that the former people who violated the Divine Law, and who opposed the Message, devised very effective and cunning schemes to avert the consequences of their iniquity, but AIIah defeated them with His single counter-device. You did not give up your crafty schemes against the Message of Truth in the vain hope that your "strong" measures would succeed where the schemes of your predecessors had failed.