- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن صَلْصَٰلٍۢ مِّنْ حَمَإٍۢ مَّسْنُونٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون
- عربى - التفسير الميسر : ولقد خلقنا آدم مِن طين يابس إذا نُقِر عليه سُمع له صوت، وهذا الطين اليابس من طين أسود متغيِّر لونه وريحه؛ مِن طول مكثه.
- السعدى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
يذكر تعالى نعمته وإحسانه على أبينا آدم عليه السلام، وما جرى من عدوه إبليس، وفي ضمن ذلك التحذير لنا من شره وفتنته فقال تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ } أي آدم عليه السلام { مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ } أي: من طين قد يبس بعد ما خمر حتى صار له صلصلة وصوت، كصوت الفخار، والحمأ المسنون: الطين المتغير لونه وريحه من طول مكثه.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
والمراد بالإِنسان فى قوله - سبحانه - ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن صَلْصَالٍ ) آدم - عليه السلام - لأنه أصل النوع الإِنسانى ، وأول فرد من أفراده .
والصلصال : الطين اليابس الذى يصلصل ، أى : يحدث صوتاً إذا حرك أو نقر عليه ، كما يحدث الفخار قال - تعالى - ( خَلَقَ الإنسان مِن صَلْصَالٍ كالفخار ) وقيل : الصلصال : الطين المنتن ، مأخوذ من قولهم : صَلَّ اللحم وأصلَّ ، إذا أنتن . .
قال الإِمام ابن جرير : " والذى هو أولى بتأويل الآية ، أن يكون الصلصال فى هذا الموضع ، الطين اليابس الذى لم تصبه النار ، فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة - وذلك أن الله - تعالى - وصفه فى موضع آخر فقال : ( خَلَقَ الإنسان مِن صَلْصَالٍ كالفخار ) فشبهه - تعالى ذكره - بأنه كالفخار في يُبسِه ، ولو كان معناه فى ذلك المنتن لم يشبهه بالفخار ، لأن الفخار ليس بمنتن فيشبه به فى النتن غيره " .
والحمأ : الطين إذا اشتد سواه وتغيرت رائحته .
والمسنون : المصور من سن الشئ إذا صوره .
قال الآلوسى ما ملخصه : ( من حمأ ) أى : من طين تغير واسود من مجاورة الماء ، ويقال للواحدة حمأة - بسكون الميم - . . .
وقوله ( مسنون ) أى : مصوَّر من سُنَّة الوجه وهى صورته . وأنشد لذلك ابن عباس قول عمه حمزة يمدح النبى صلى الله عليه وسلم :
أغرُّ كأن البدرَ سنَّةُ وجهه ... جلا الغيم عنه ضوؤه فتبددا
وقيل مسنون : " أى مصبوب ، من سنَّ الماء بمعنى صبه . ويقال شَنَّ - بالشين أيضاً - : أى : مفرغ على هيئة الإِنسان . . . وقيل : المسنون : المنتن . . . " .
والذى يتدبر القرآن الكريم يرى أن الله - تعالى - قد وضح فى آيات متعددة أطوار خلق آدم - عليه السلام - ، فقد بين فى بعض الآيات أنه خلقه من تراب ، كما فى قوله - تعالى - ( إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ الله كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ . . . ) وبين فى آيات أخرى أنه - سبحانه - خلقه من طين ، كما فى قوله - تعالى - ( الذي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِن طِينٍ ) وبين هنا أنه - سبحانه - خلقه ( مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) .
قال الجمل : " وهذا الطور آخر أطوار آدم الطينية ، وأول ابتدائه أنه كان ترابا متفرق الأجزاء ، ثم بُلَّ - أى التراب - فصار طينا ، ثم ترك حتى أنتن وأسود فصار حمأ مسنونا .
أى : متغيرا ، ثم يبس فصار صلصالاً ، وعلى هذه الأحوال والأطوار تتخرج الآيات الواردة فى أطواره الطينية ، كآية خلقه من تراب ، وآية ( بَشَراً مِّن طِينٍ ) وهذه الآية التى نحن فيها "
.والمقصود من هذه الآيات الكريمة ، التنبيه على عجيب صنع الله - تعالى - وعظيم قدرته ، حيث أخرج - سبحانه - الجملة الكريمة بلام القسم وقد ، لزيادة التحقيق ، وللإِرشاد إلى أهمية هذا الخلق ، وأنه بهذه الصفة .
و ( من ) فى قوله ( من صلصال ) لابتداء الغاية أو للتبعيض ، وفى قوله ( من حمأ ) ابتدائية .
والجار والمجرور صفة لصلصال أى : من صلصال كائن من حمأ ، ومسنون صفة لحمأ .
- البغوى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
قوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان ) يعني : آدم عليه السلام ، سمي إنسانا لظهوره وإدراك البصر إياه . وقيل : من النسيان لأنه عهد إليه فنسي . ( من صلصال ) وهو الطين اليابس الذي إذا نقرته سمعت له صلصلة ، أي : صوتا .
قال ابن عباس : هو الطين الحر ، الذي نضب عنه الماء تشقق ، فإذا حرك تقعقع .
وقال مجاهد : هو الطين المنتن . واختاره الكسائي ، وقال : هو من صل اللحم وأصل ، إذا أنتن ( من حمإ ) والحمأ : الطين الأسود ( مسنون ) أي : متغير . قال مجاهد وقتادة : هو المنتن المتغير .
وقال أبو عبيدة : هو المصبوب . تقول العرب : سننت الماء أي صببته .
قال ابن عباس : هو التراب المبتل المنتن ، جعل صلصالا كالفخار .
وفي بعض الآثار : إن الله عز وجل خمر طينة آدم وتركه حتى صار متغيرا أسود ، ثم خلق منه آدم عليه السلام .
- ابن كثير : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة : المراد بالصلصال هاهنا : التراب اليابس .
والظاهر أنه كقوله تعالى : ( خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار ) [ الرحمن : 14 - 15 ]
وعن مجاهد أيضا : الصلصال : المنتن .
وتفسيرها بالآية أولى
وقوله : ( من حمإ مسنون ) أي : الصلصال من حمأ ، وهو : الطين . والمسنون : الأملس ، كما قال الشاعر
ثم خاصرتها إلى القبة الخضراء تمشي في مرمر مسنون
أي : أملس صقيل .
ولهذا روي عن ابن عباس : أنه قال : هو التراب الرطب . وعن ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك أيضا : أن الحمأ المسنون هو المنتن . وقيل : المراد بالمسنون هاهنا : المصبوب .
- القرطبى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
قوله تعالى : ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون قوله تعالى : ولقد خلقنا الإنسان يعني آدم - عليه السلام - .
من صلصال أي من طين يابس ; عن ابن عباس وغيره . والصلصال : الطين الحر خلط بالرمل فصار يتصلصل إذا جف ، فإذا طبخ بالنار فهو الفخار ; عن أبي عبيدة . وهو قول أكثر المفسرين . وأنشد أهل اللغة :
كعدو المصلصل الجوال
وقال مجاهد : هو الطين المنتن ; واختاره الكسائي . قال : وهو من قول العرب : صل اللحم وأصل إذا أنتن - مطبوخا كان أو نيئا - يصل صلولا . قال الحطيئة :
ذاك فتى يبذل ذا قدره لا يفسد اللحم لديه الصلول
وطين صلال ومصلال ; أي يصوت إذا نقرته كما يصوت الحديد . فكان أول ترابا ، أي متفرق الأجزاء ثم بل فصار طينا ; ثم ترك حتى أنتن فصار حمأ مسنونا ; أي متغيرا ، ثم يبس فصار صلصالا ; على قول الجمهور . وقد مضى في " البقرة " بيان هذا . والحمأ : الطين الأسود ، وكذلك الحمأة بالتسكين ; تقول منه : حمئت البئر حمأ ( بالتسكين ) إذا نزعت حمأتها . وحمئت البئر حمأ ( بالتحريك ) كثرت حمأتها . وأحمأتها إحماء ألقيت الحمأة ; عن ابن السكيت . وقال أبو عبيدة : الحمأة ( بسكون الميم ) مثل الكمأة . والجمع حمء ، مثل تمرة وتمر . والحمأ المصدر ، مثل الهلع والجزع ، ثم سمي به . والمسنون المتغير . قال ابن عباس : ( هو التراب المبتل المنتن ، فجعل صلصالا كالفخار ) . ومثله قول مجاهد وقتادة ، قالا : المنتن المتغير ; من قولهم : قد أسن الماء إذا تغير ; ومنه " يتسنه " و ماء غير آسن . ومنه قول أبي قيس بن الأسلت :
سقت صداي رضابا غير ذي أسن كالمسك فت على ماء العناقيد
وقال الفراء : هو المتغير ، وأصله من قولهم : سننت الحجر على الحجر إذا حككته به . وما يخرج من الحجرين يقال له السنانة والسنين ; ومنه المسن . قال الشاعر :
ثم خاصرتها إلى القبة الحمراء تمشي في مرمر مسنون
أي محكوك مملس . حكي أن يزيد بن معاوية قال لأبيه : ألا ترى عبد الرحمن بن حسان يشبب بابنتك . فقال معاوية : وما قال ؟ فقال : قال :
هي زهراء مثل لؤلؤة الغواص ميزت من جوهر مكنون
فقال معاوية : صدق ! فقال يزيد : [ إنه يقول ] :
وإذا ما نسبتها لم تجدها في سناء من المكارم دون
فقال : صدق ! فقال : أين قوله : ثم خاصرتها . . . البيت . فقال معاوية : كذب . وقال أبو عبيدة : المسنون المصبوب ، وهو من قول العرب : سننت الماء وغيره على الوجه إذا صببته . والسن الصب . وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ( المسنون الرطب ) ; وهذا بمعنى المصبوب ; لأنه لا يكون مصبوبا إلا وهو رطب . النحاس : وهذا قول حسن ; لأنه يقال : سننت الشيء أي صببته . قال أبو عمرو بن العلاء : ومنه الأثر المروي عن عمر أنه كان يسن الماء على وجهه ولا يشنه . والشن ( بالشين ) تفريق الماء ، وبالسين المهملة صبه من غير تفريق . وقال سيبويه : المسنون المصور . أخذ من سنة الوجه وهو صورته . وقال ذو الرمة :
تريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس لها خال ولا ندب
وقال الأخفش : المسنون . المنصوب القائم ; من قولهم : وجه مسنون إذا كان فيه طول . وقد قيل : إن الصلصال للتراب المدقق ; حكاه المهدوي . ومن قال : إن الصلصال هو المنتن فأصله صلال ، فأبدل من إحدى اللامين الصاد .
" من حمإ " مفسر لجنس الصلصال ; كقولك : أخذت هذا من رجل من العرب .
- الطبرى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا آدم وهو الإنسان من صلصال. واختلف أهل التأويل في معنى الصلصال، فقال بعضهم: هو الطين اليابس لم تصبه نار، فإذا نقرتَه صَلَّ فسمعت له صلصلة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهديّ، قالا ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خلق آدم من صلصال من حمأ ومن طين لازب ، وأما اللازب: فالجيد، وأما الحَمَأ: فالحمأة، وأما الصَّلصال: فالتراب المرقَّق ، وإنما سمي إنسانا لأنه عهد إليه فنسي.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ ) قال: والصلصال: التراب اليابس الذي يسمع له صلصلة.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: الصلصال: الطين اليابس يسمع له صلصلة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس ( مِنْ صَلْصَالٍ ) قال: الصلصال: الماء يقع على الأرض الطيبة ثم يحسَرُ عنها، فتشقق، ثم تصير مثل الخَزَف الرقاق.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خُلق الإنسان من ثلاثة: من طين لازب، وصلصال، وحمأ مسنون. والطين اللازب: اللازق الجيد، والصلصال: المرقق الذي يصنع منه الفخار، والمسنون: الطين فيه الحَمْأة.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثنا أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: هو التراب اليابس الذي يُبَل بعد يُبسه.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن مسلم، عن مجاهد، قال: الصلصال: الذي يصلصل، مثل الخَزَف من الطين الطيب.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك، يقول: الصلصال: طين صُلْب يخالطه الكثيب.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مِنْ صَلْصَالٍ ) قال: التراب اليابس.
وقال آخرون: الصلصال: المُنْتِن. وكأنهم وجَّهوا ذلك إلى أنه من قولهم: صلّ اللحم وأصلّ ، إذا أنتن، يقال ذلك باللغتين كلتيهما: يَفْعَل وأَفْعَل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، وحدثنا الحسن، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء، وحدثني المثنى قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مِنْ صَلْصَالٍ ) الصلصال: المنتن.
والذي هو أولى بتأويل الآية أن يكون الصلصال في هذا الموضع الذي له صوت من الصلصلة، وذلك أن الله تعالى وصفه في موضع آخر فقال خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ فشبهه تعالى ذكره بأنه كان كالفخَّار في يُبسه. ولو كان معناه في ذلك المُنتِن لم يشبهه بالفخارِّ، لأن الفخار ليس بمنتن فيشبَّه به في النتن غيره.
وأما قوله ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) فإن الحمأ: جمع حَمْأة، وهو الطين المتَغيِّر إلى السواد. وقوله ( مَسْنُونٍ ) يعني: المتغير.
واختلف أهل العلم بكلام العرب في معنى قوله ( مَسْنُونٍ ) فكان بعض نحويِّي البصريين يقول: عني به: حمأ مصورّ تامّ. وذُكر عن العرب أنهم قالوا: سُنّ على مثال سُنَّة الوجه: أي صورته. قال: وكأن سُنة الشيء من ذلك: أي مثالَه الذي وُضع عليه. قال: وليس من الآسن المتغير، لأنه من سَنَن مضاعف.
وقال آخر منهم: هو الحَمَأ المصبوب. قال: والمصبوب: المسنون، وهو من قولهم: سَنَنْت الماء على الوجه وغيره إذا صببته.
وكان بعض أهل الكوفة يقول: هو المتغير، قال: كأنه أخذ من سَنَنْت الحَجَر على الحجر، وذلك أن يحكّ أحدهما بالآخر، يقال منه: سننته أسنُه سَنًّا فهو مسنون. قال: ويقال للذي يخرج من بينهما: سَنِين، ويكون ذلك مُنْتنا. وقال: منه سُمِّيَ المِسَنّ لأن الحديد يُسَنُّ عليه. وأما أهل التأويل ، فإنهم قالوا في ذلك نحو ما قلنا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: الحمأ: المنتنة.
حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: الذي قد أنتن.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: منتن.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: هو التراب المبتلّ المنتنُ، فجعل صَلصالا كالفَخار.
حدثني محمد بن عمرو، قال ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، وحدثنا الحسن، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء، وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا شبل جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: منتن.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) والحمأ المسنون: الذي قد تغير وأنتن.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: قد أنتن، قال: منتنة.
حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: ثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: من طين لازب، وهو اللازق من الكثيب، وهو الرمل.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) قال: الحمأ المنتن.
وقال آخرون منهم في ذلك: هو الطين الرَّطْب.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) يقول: من طين رَطب.
- ابن عاشور : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
تكملة لإقامة الدليل على انفراده تعالى بخلق أجناس العوالم وما فيها . ومنه يتخلص إلى التذكير بعداوة الشيطان للبشر ليأخذوا حذرهم منه ويحاسبوا أنفسهم على ما يخامرها من وَسْواسه بما يرديهم . جاء بمناسبة ذكر الإحياء والإماتة فإن أهم الإحياء هو إيجاد النوع الإنساني . ففي هذا الخبر استدلال على عظيم القدرة والحكمة وعلى إمكان البعث ، وموعظةٌ وذكرى . والمراد بالإنسان آدم عليه السلام .
والصلصال : الطين الذي يترك حتى ييبس فإذا يبس فهو صلصال وهو شبه الفَخّار؛ إلا أن الفَخّار هو ما يبس بالطبخ بالنّار . قال تعالى : { خلق الإنسان من صلصال كالفخار } [ سورة الرحمن : 14 ].
والحَمأ : الطين إذا اسودّ وكرهت رائحته . وقوله : { من حمإ } صفة ل { صلصال } و { مسنون } صفة ل { حمإ } أو ل { صلصال }. وإذ كان الصلصال من الحمأ فصفة أحدهما صفة للآخر .
والمسنون : الذي طالت مدة مكثه ، وهواسم مفعول من فعل سنّهُ إذا تركه مدة طويلة تشبه السّنة . وأحسب أن فعل ( سَن ) بمعنى ترك شيئاً مدة طويلة غيرُ مسموع .
ولعل ( تَسَنّه ) بمعنى تغيّر من طول المدّة أصله مطاوع سَنه ثم تنوسي منه معنى المطاوعة . وقد تقدم قوله تعالى { لم يتسنّه } في سورة البقرة ( 259 ).
والمقصود من ذكر هذه الأشياء التنبيه على عجيب صنع الله تعالى إذ أخرج من هذه الحالة المهينة نوعاً هو سيد أنواع عالم المادة ذات الحياة .
وفيه إشارة إلى أن ماهية الحياة تتقوم من الترابية والرطوبة والتعفن ، وهو يعطي حرارة ضعيفة . ولذلك تنشأ في الأجرام المتعفّنة حيوانات مثل الدود ، ولذلك أيضاً تنشأ في الأمزجة المتعفّنة الحمى .
وفيه إشارة إلى الأطوار التي مرّت على مادة خلق الإنسان .
وتوكيد الجملة بلام القسم وبحرف ( قد ) لزيادة التحْقيق تنبيهاً على أهميّة هذا الخلق وأنه بهذه الصفة .
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
«وَلَقَدْ» الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق «خَلَقْنَا الْإِنْسانَ» ماض وفاعله ومفعوله «مِنْ صَلْصالٍ» متعلقان بخلقنا «مِنْ حَمَإٍ» متعلقان بصفة لصلصال «مَسْنُونٍ» صفة لحمأ والجملة لا محل لها لأنها مستأنفة
- English - Sahih International : And We did certainly create man out of clay from an altered black mud
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ(15:26) We created Man from dried clay of rotten earth: *17
- Français - Hamidullah : Nous créâmes l'homme d'une argile crissante extraite d'une boue malléable
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir haben ja den Menschen aus trockenem Ton aus fauligem schwarzen Schlamm erschaffen
- Spanish - Cortes : Hemos creado al hombre de barro arcilloso maleable
- Português - El Hayek : Criamos o homem de argila de barro modelável
- Россию - Кулиев : Мы сотворили человека из сухой звонкой глины полученной из видоизмененной грязи
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
Мы сотворили человека из сухой звонкой глины, полученной из видоизмененной грязи.Всевышний поведал о Своей милости по отношению к нашему прародителю Адаму и том, что произошло с его врагом Иблисом. Тем самым Всевышний предостерег нас от зла и искушения сатаны. Он сотворил Адама из глины, которая высохла после того, как была замешана. И если бы по ней постучали, то она зазвенела бы, подобно гончарной глине. А прежде она представляла собой застоявшуюся глину с измененным цветом и запахом.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki insanı kuru balçıktan işlenebilen kara topraktan yarattık
- Italiano - Piccardo : Creammo l'uomo con argilla secca tratta da mota impastata
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بهخوا ئێمه سهرهتا ئینسانمان له قوڕێکی وشك دروست کرد که پێشتر قوڕێکی ڕهشباوو ترشاو بوو
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے انسان کو کھنکھناتے سڑے ہوئے گارے سے پیدا کیا ہے
- Bosanski - Korkut : Mi smo stvorili Adema od ilovače od blata ustajalog
- Swedish - Bernström : VI HAR skapat människan av ljudande krukmakarlera av formbar gyttja;
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya Kami telah menciptakan manusia Adam dari tanah liat kering yang berasal dari lumpur hitam yang diberi bentuk
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
(Dan sesungguhnya Kami telah menciptakan manusia) yaitu Nabi Adam (dari tanah liat kering) tanah liat kering yang apabila diketuk akan terdengar daripadanya suara melenting (yang berasal dari lumpur hitam) tanah liat yang hitam (yang diberi bentuk) diubah bentuknya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি মানবকে পচা কর্দম থেকে তৈরী বিশুস্ক ঠনঠনে মাটি দ্বারা সৃষ্টি করেছি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஓசை தரக்கூடிய கருப்பான களி மண்ணால் மனிதனை நிச்சயமாக நாமே படைத்தோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และโดยแน่นอน เราได้สร้างมนุษย์จากดินแห้ง จากดินดำเป็นตม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ Биз инсонни қуруқ лойдан ўзгартирилган қора балчиқдан яратдик
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已用黑色的成形的黏土创造了人。
- Melayu - Basmeih : Dan sesungguhnya Kami telah menciptakan manusia Adam dari tanah liat yang kering yang berasal dari tanah kental yang berubah warna dan baunya
- Somali - Abduh : annagaana ka abuuray dadka dhoobo doorsoon
- Hausa - Gumi : Kuma lalle ne Mun halicci mutum daga ƙeƙasasshiyar lãka daga baƙin yumɓu wanda ya canja
- Swahili - Al-Barwani : Na tulimuumba mtu kwa udongo unao toa sauti unao tokana na matope yaliyo tiwa sura
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na kemi krijuar njeriun prej një balte të fortë – të zezë së cilës i është dhënë forma
- فارسى - آیتی : ما آدمى را از گل خشك، از لجن بويناك آفريديم.
- tajeki - Оятӣ : Мо одамиро аз гили хушк, аз лаҷани (лойи) бӯйнок офаридем.
- Uyghur - محمد صالح : شەك - شۈبھىسىزكى، بىز ئىنسان (يەنى ئادەم ئەلەيھىسسالامنى) نى قارا لايدىن ياسىلىپ شەكىلگە كىرگۈزۈلگەن (چەكسە جىرىڭلايدىغان) قۇرۇق لايدىن ياراتتۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിശ്ചയമായും മനുഷ്യനെ നാം, മുട്ടിയാല് മുഴങ്ങുന്ന, ഗന്ധമുള്ള കറുത്ത കളിമണ്ണില് നിന്നു സൃഷ്ടിച്ചു.
- عربى - التفسير الميسر : ولقد خلقنا ادم من طين يابس اذا نقر عليه سمع له صوت وهذا الطين اليابس من طين اسود متغير لونه وريحه من طول مكثه
*17) The Arabic word "salsal" means the dried clay which produces a sound like pottery."
"Hams " is "the black mud which has become so rotten as to be in a fermented state."
"Masnun" has a double meaning: (a) "rotten clay which has become greasy" (b) clay which has been moulded into a shape." It is clear from the wording of the text that at first the image of man was made of clay from rotten earth and when it dried up, soul was breathed into it. Thus the Qur'an positively refutes the Darwinian theory of Evolution that man came into existence after passing through continuous genetic adaptations. It will, therefore, be a futile attempt, as some modernised commentators have done, to prove that theory from the Qur'an.