- عربي - نصوص الآيات عثماني : كَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : كما أنزلنا على المقتسمين
- عربى - التفسير الميسر : وقل: إني أنا المنذر الموضِّح لما يهتدي به الناس إلى الإيمان بالله رب العالمين، ومنذركم أن يصيبكم العذاب، كما أنزله الله على الذين قسَّموا القرآن، فآمنوا ببعضه، وكفروا ببعضه الآخر من اليهود والنصارى وغيرهم.
- السعدى : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
وقوله: { كما أنزلنا على المقتسمين } أي: كما أنزلنا العقوبة على المقتسمين على بطلان ما جئت به، الساعين لصد الناس عن سبيل الله.
- الوسيط لطنطاوي : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
ثم هدد - سبحانه - الذين يحاربون دعوة الحق ، ويصفون القرآن بأوصاف لا تليق به فقال - تعالى - : ( كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى المقتسمين الذين جَعَلُواْ القرآن عِضِينَ ) . .
والكاف فى قوله ( كما ) للتشبيه ، و ( ما ) موصوله أو مصدرية وهى المشبه به أما المشبه فهو الإيتاء المأخوذ من قوله - تعالى - ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المثاني ) .
ولفظ ( المقتسمين ) افتعال من القسم بمعنى تجزئة الشئ وجعله أقسامًا . .
والمراد بهم بعض طوائف أهل الكتاب ، الذين آمنوا ببعضه وكفروا بالبعض الآخر .
أو المراد بهم - كما قال ابن كثير : " ( المقتسمين ) أى المتحالفين ، أى الذين تحالفوا على مخالفة الأنبياء وتكذيبهم وأذاهم . . . " .
ولفظ ( عضين ) جمع عضة - بزنة عزة - ، وهى الجزء والقطعة من الشئ . تقول : عضيت الشئ تعضية ، أى : فرقته وجعلته أجزاء كل فرقة عضة .
قال القرطبى ما ملخصه : وواحد العضين عضة ، من عضيت الشئ تعضية أى فرقته ، وكل فرقة عضة . قال الشاعر : وليس دين الله بالمعضى . أى : بالمفرق .
والعضة والعضين فى لغة قريش السحر . وهم يقولون للساحر عاضه ، وللساحرة عاضهة . . .
وفى الحديث : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم العاضهة والمستعضهة أى الساحرة والمستسحرة " . وقيل : هو من العضة ، وهى التميمة . والعضيهة : البهتان . . . يقال : أعضهت يا فلان أى : جئت بالبهتان .
والمعنى : ولقد آتيناك - أيها الرسول الكريم - السبع المثانى والقرآن العظيم ، مثل ما أنزلنا على طوائف أهل الكتاب المقتسمين ، أى الذين قسموا كتابهم أقسامًا ، فأظهروا قسمًا وأخفوا آخر ، والذين جعلوا - أيضًا - القرآن أقسامًا ، فآمنوا ببعضه ، وكفروا بالبعض الآخر .
. فجعله ( الذين جَعَلُواْ القرآن عِضِينَ ) بيان وتوضيح للمقتسمين .
ومنهم من يرى أن قوله - تعالى - ( كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى المقتسمين . . . ) متعلق بقوله - تعالى - قبل ذلك ، ( وَقُلْ إني أَنَا النذير المبين ) ، فيكون المشبه الإِنذار بالعقاب المفهوم من الآية الكريمة . وأن المراد بالمقتسمين : جماعة من مشركى قريش ، قسموا أنفسهم أقسامًا لصرف الناس عن الإِيمان بالنبى صلى الله عليه وسلم .
والمعنى : وقل - أيها الرسول الكريم - إنى أنا النذير المبين لكم من عذاب مثل عذاب المقتسمين . . .
وقد فصل الإِمام الآلوسى القول عند تفسيره لهاتين الآيتين فقال ما ملخصه : قوله - تعالى - ( كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى المقتسمين . . . ) متعلق بقوله - تعالى - ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً . . . ) على أن يكون فى موضع نصب نعتا لمصدر من آتينا محذوف أى : آتيناك سبعا من المثانى إيتاء كما أنزلنا ، وهو فى معنى : أنزلنا عليك ذلك إنزالاً كإنزالنا على أهل الكتاب ( الذين جَعَلُواْ القرآن عِضِينَ ) أى قسموه إلى حق وباطل . .
وقيل : هو متعلق بقوله - تعالى - : ( وَقُلْ إني أَنَا النذير المبين ) . . وجوز أن يراد بالمقتسمين جماعة من قريش . . . أرسلهم الوليد بن المغيرة ، أيام موسم الحج ، ليقفوا على مداخل طرق مكة ، لينفروا الناس عن الإِيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم فانقسموا على هاتيك المداخل ، يقول بعضهم لا تغتروا بالخارج فإنه ساحر . .
أى : وقل إنى أنا النذير عذابا مثل العذاب الذى أنزلناه على المقتسمين .
وقيل المراد بالمقتسمين ، الرهط الذين تقاسموا على أن يبيتوا صالحًا - أى يقتلوه ليلاً - فأهلكهم الله . . .
ثم قال - رحمه الله - : والأقرب من الأقوال المذكورة أن قوله ( كما أنزلنا . . ) متعلق بقوله - تعالى - ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً . . . ) وأن المراد بالمقتسمين أهل الكتابين ، وأن الموصول مع صلته ، صفة مبينة لكيفية اقتسامهم . . .
والمعنى : لقد آتيناك سبعًا من المثانى والقرآن العظيم ، إيتاء مماثلاً لإِنزال الكتابين على أهلهما . . . .
ويبدو لنا أن من الأفضل أن يكون المراد بالمقتسمين ، ما يشمل أهل الكتابين وغيرهم من المشركين المتحالفين على مخالفة الأنبياء وتكذيبهم وأذاهم - كما قال ابن كثير - وقد ذهب إلى ذلك الإِمام ابن جرير ، فقد قال - رحمه الله - بعد سرده للأقوال فى ذلك ما ملخصه : " والصواب من القول فى ذلك عندى أن يقال : إن الله - تعالى - أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلم قومه الذين عضوا القرآن ففرقوه ، أنه نذير لهم من سخط الله وعقوبته ، أن يحل بهم ما حل بالمقتسمين من قبلهم ومنهم " . . .
وجائز أن يكون عنى بالمقتسمين : أهل الكتابين .
. وجائز أن يكون عنى بذلك : المشركين من قريش ، لأنهم اقتسموا القرآن ، فسماه بعضهم شعرا ، وسماه بعضهم كهانة . . .
وجائز أن يكون عنى به الفريقين . . . وممكن أن يكون عنى به المقتسمين على صالح من قومه . لأنه ليس فى التنزيل ولا فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فى فطرة العقل ، ما يدل على أنه عنى به أحد الفرق الثلاثة دون الآخرين ، وإذا فكل من اقتسم كتابًا لله بتكذيب بعض وتصديق بعض ، كان داخلاً فى هذا التهديد والوعيد . . . .
- البغوى : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
( كما أنزلنا على المقتسمين ) قال الفراء : مجازه : أنذركم عذابا كعذاب المقتسمين . حكي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال : هم اليهود ، والنصارى .
- ابن كثير : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
وقوله : ( المقتسمين ) أي : المتحالفين ، أي : تحالفوا على مخالفة الأنبياء وتكذيبهم وأذاهم ، كما قال تعالى إخبارا عن قوم صالح أنهم : ( قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ) [ النمل : 46 ] أي : نقتلهم ليلا قال مجاهد : تقاسموا : تحالفوا .
( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ) [ النحل : 38 ] ( أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ) [ إبراهيم : 44 ] ( أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) [ الأعراف : 49 ] فكأنهم كانوا لا يكذبون بشيء إلا أقسموا عليه ، فسموا مقتسمين .
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : المقتسمون أصحاب صالح ، الذين تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله .
وفي الصحيحين ، عن أبي موسى [ الأشعري ] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به ، كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم ، إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ! فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ، وانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبه طائفة منهم فأصبحوا مكانهم ، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق "
- القرطبى : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
وقيل : الكاف زائدة ، أي أنذرتكم ما أنزلنا على المقتسمين ; كقوله : ليس كمثله شيء وقيل : أنذرتكم مثل ما أنزلنا بالمقتسمين . وقيل : المعنى كما أنزلنا على المقتسمين ، أي من العذاب وكفيناك المستهزئين ، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين الذين بغوا ، فإنا كفيناك أولئك الرؤساء الذين كنت تلقى منهم ما تلقى .
واختلف في المقتسمين على أقوال سبعة :
الأول : قال مقاتل والفراء : هم ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم فاقتسموا أعقاب مكة وأنقابها وفجاجها يقولون لمن سلكها : لا تغتروا بهذا الخارج فينا يدعي النبوة ; فإنه مجنون ، وربما قالوا ساحر ، وربما قالوا شاعر ، وربما قالوا كاهن . وسموا المقتسمين لأنهم اقتسموا هذه الطرق ، فأماتهم الله شر ميتة ، وكانوا نصبوا الوليد بن المغيرة حكما على باب المسجد ، فإذا سألوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : صدق أولئك .
الثاني : قال قتادة : هم قوم من كفار قريش اقتسموا كتاب الله فجعلوا بعضه شعرا ، وبعضه سحرا ، وبعضه كهانة ، وبعضه أساطير الأولين .
الثالث : قال ابن عباس : ( هم أهل الكتاب آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه ) . وكذلك قال عكرمة : هم أهل الكتاب ،
وسموا مقتسمين لأنهم كانوا مستهزئين ، فيقول بعضهم : هذه السورة لي وهذه السورة لك . وهو القول الرابع .
الخامس : قال قتادة : قسموا كتابهم ففرقوه وبددوه وحرفوه .
السادس : قال زيد بن أسلم : المراد قوم صالح ، تقاسموا على قتله فسموا مقتسمين ; كما قال - تعالى - : تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله .
السابع : قال الأخفش : هم قوم اقتسموا أيمانا تحالفوا عليها . وقيل : إنهم العاص بن وائل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام وأبو البختري بن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف ومنبه بن الحجاج ; ذكره الماوردي .
- الطبرى : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
ثم اختلف أهل التأويل في الذين عُنُوا بقوله ( الْمُقْتَسِمِينَ )، فقال بعضهم: عني به: اليهود والنصارى، وقال: كان اقتسامهم أنهم اقتسموا القرآن وعضوه ، فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عيسى بن عثمان الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيان، عن ابن عباس، في قول الله: كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ قال: هم اليهود والنصارى، آمنوا ببعض ، وكفروا ببعض.
حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم ، قالا ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ قال: هم أهل الكتاب، جزّءوه فجعلوه أعضاء أعضاء، فآمنوا ببعضه ، وكفروا ببعضه.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، في قوله كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ قال: الذين آمنوا ببعض، وكفروا ببعض.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: ( الْمُقْتَسِمِينَ ) أهل الكتاب.( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) قال: يؤمنون ببعض، ويكفرون ببعض.
حدثني مطر بن محمد الضَّبِّيُّ، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، أنه قال في قوله ( كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ) قال: هم أهل الكتاب.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ قال: هم أهل الكتاب، آمنوا ببعضه ، وكفروا ببعضه.
حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس، في قوله ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) قال: هم أهل الكتاب جزّءوه فجعلوه أعضاء، فآمنوا ببعضه ، وكفروا ببعضه.
حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم ، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: جزّءوه فجعلوه أعضاء كأعضاء الجزور.
حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن منصور، عن الحسن، قال: هم أهل الكتاب.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال : ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ) قال: هم اليهود والنصارى من أهل الكتاب قسموا الكتاب ، فجعلوه أعضاء، يقول: أحزابا، فآمنوا ببعض ، وكفروا ببعض.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: ( الْمُقْتَسِمِينَ ) أهل الكتاب، ولكنهم سموا المقتسمين، لأن بعضهم قال استهزاء بالقرآن: هذه السورة لي، وقال بعضهم: هذه لي.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك، عن عكرمة أنه قال في هذه الآية ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) قال: كانوا يستهزءون، يقول هذا: لي سورة البقرة، ويقول هذا: لي سورة آل عمران.
وقال آخرون: هم أهل الكتاب، ولكنهم قيل لهم: المقتسمون: لاقتسامهم كتبهم ، وتفريقهم ذلك بإيمان بعضهم ببعضها ، وكفره ببعض، وكفر آخرين بما آمن به غيرهم ، وإيمانهم بما كفر به الآخرون.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عبد الملك، عن قيس، عن مجاهد كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ قال: هم اليهود والنصارى، قسموا كتابهم ففرّقوه. وجعلوه أعضاء.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال: ثني الحسن قال: ثنا ورقاء ، وحدثني المثنى ، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ) قال: أهل الكتاب فرقوه وبدّلوه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ) قال: أهل الكتاب.
وقال آخرون: عُنِي بذلك رهط من كفار قريش بأعيانهم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ رهط خمسة من قريش، عضَّهُوا كتاب الله.
وقال آخرون: عُنِي بذلك رهط من قوم صالح الذين تقاسموا على تبييت صالح وأهله.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ) قال: الذين تقاسموا بصالح ، وقرأ قول الله تعالى وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ قال: تقاسموا بالله حتى بلغ الآية.
وقال بعضهم: هم قوم اقتسموا طرق مكة أيام قدوم الحاجّ عليهم، كان أهلها بعثوهم في عقابها، وتقدموا إلى بعضهم أن يشيع في الناحية التي توجه إليها لمن سأله عن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم من القادمين عليهم، أن يقول: هو مجنون ، وإلى آخر: إنه شاعر ، وإلى بعضهم: إنه ساحر.
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يُعلم قومه الذين عضَّوا القرآن ففرقوه، أنه نذير لهم من سخط الله تعالى وعقوبته ، أن يَحُلّ بهم على كفرهم ربهم ، وتكذيبهم نبيهم ، ما حلّ بالمقتسمين من قبلهم ومنهم ، وجائز أن يكون عني بالمقتسمين: أهل الكتابين: التوراة والإنجيل، لأنهم اقتسموا كتاب الله، فأقرّت اليهود ببعض التوراة وكذبت ببعضها ، وكذبت بالإنجيل والفرقان، وأقرت النصارى ببعض الإنجيل وكذبت ببعضه وبالفرقان. وجائز أن يكون عُنِي بذلك: المشركون من قريش، لأنهم اقتسموا القرآن، فسماه بعضهم شعرا ، وبعض كهانة ، وبعض أساطير الأوّلين . وجائز أن يكون عُنِيَ به الفريقان ، وممكن أن يكون عني به المقتسمون على صالح من قومه ، فإذ لم يكن في التنـزيل دلالة على أنه عُني به أحد الفرق الثلاثة دون الآخرين، ولا في خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا في فطرة عقل، وكان ظاهر الآية محتملا ما وصفت، وجب أن يكون مقتضيا بأن كلّ من اقتسم كتابا لله بتكذيب بعض وتصديق بعض، واقتسم على معصية الله ممن حلّ به عاجل نقمة الله في الدار الدنيا قبل نـزول هذه الآية، فداخل في ذلك لأنهم لأشكالهم من أهل الكفر بالله ، كانوا عبرة ، وللمتعظين بهم منهم عِظَة.
- ابن عاشور : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
التشبيه الذي أفاده الكاف تشبيه بالذي أنزل على المقتسمين .
و ( ما ) موصولة أو مصدرية ، وهي المشبه به .
وأما المشبه فيجوز أن يكون الإيتاءَ المأخوذ من فعل { آتيناك سبعاً من المثاني } [ سورة الحجر : 87 ] ، أي إيتاء كالذي أنزلنا أو كإنزالنا على المقتسمين . شُبّه إيتاء بعض القرآن للنبيء بما أنزل عليه في شأن المقتسمين ، أي أنزلناه على رسل المقتسمين بحسب التفسيرين الآتيين في معنى المقتسمين }.
ويجوز أن يكون المشبّهُ الإنذارَ المأخوذَ من قوله تعالى : { إني أنا النذير المبين } [ سورة الحجر : 89 ] ، أي الإنذار بالعقاب من قوله تعالى : { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } [ سورة الحجر : 92 93 ].
وأسلوب الكلام على هذين الوجهين أسلوب تخلّص من تسلية النبي إلى وعيد المشركين الطاعنين في القرآن بأنهم سيحاسبون على مطاعنهم .
وهو إما وعيد صريح إن أريد بالمقتسمين نفسُ المراد من الضميرين في قوله تعالى : { أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم } [ سورة الحجر : 88 ].
وحرف على } هنا بمعنى لام التّعليل كما في قوله تعالى : { ولتكبروا الله على ما هداكم } [ سورة البقرة : 185 ] وقوله : { فكلوا مما أمسكن عليكم } [ سورة المائدة : 4 ] ، وقول علقمة بن شيبان من بني تيم الله بن ثعلبة :
ونطاعن الأعداء عن أبنائنا ... وعلى بصائرنا وإن لم نُبصر
ولفظ { المقتسمين } افتعال من قَسم إذا جَعل شيئاً أقساماً . وصيغة الافتعال هنا تقتضي تكلف الفعل .
والمقتسمون يجوز أن يراد بهم جمع من المشركين من قريش وهم ستّة عشر رجلاً ، سنذكر أسماءهم ، فيكون المراد بالقرآن مسمى هذا الاسم العَلَم ، وهو كتاب الإسلام .
ويجوز أن يراد بهم طوائف أهل الكتاب قَسّموا كتابهم أقساماً ، منها ما أظهروه ومنها ما أنسوه ، فيكون القرآن مصدراً أطلق بمعناه اللغوي ، أي المقروء من كتبهم؛ أو قسّموا كتاب الإسلام ، منه ما صدّقوا به وهو ما وافق دينهم ، ومنه ما كذّبوا به وهو ما خالف ما هم عليه .
- إعراب القرآن : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
«كَما» الكاف حرف جر وما موصولية متعلقان بآتيناك «أَنْزَلْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ» متعلقان بأنزلنا
- English - Sahih International : Just as We had revealed [scriptures] to the separators
- English - Tafheem -Maududi : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ(15:90) This warning is like the warning We sent to the schismatics,
- Français - Hamidullah : De même que Nous avons fait descendre [le châtiment] sur ceux qui ont juré entre eux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wie Wir die Strafe auf diejenigen hinabgesandt haben die aufteilten
- Spanish - Cortes : como hemos infligido un castigo a los conjurados
- Português - El Hayek : Tal como admoestamos aqueles que dividiram as escrituras
- Россию - Кулиев : Мы также ниспослали его наказание разделяющим
- Кулиев -ас-Саади : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
Мы также ниспослали его (наказание) разделяющим,- Turkish - Diyanet Isleri : Kuran'ı işlerine geldiği gibi bölenlere de kendi Kitablarının bir kısmına inanıp bir kısmını kabul etmeyen yahudi ve hıristiyanlara da nitekim Kitap indirmiştik; Rabbine and olsun ki hepsini yaptıklarından sorumlu tutacağız
- Italiano - Piccardo : Lo stesso che facemmo scendere sui congiurati
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهك کتێبی ئاسمانیمان دابهزانده سهر بهش بهشکهران که مهبهست جوولهکهو گاوڕه باوهڕ به ههندێکی دهکهن و پهیڕهوی ههندێکی ناکهن یاخود بهشێکی زۆریان دهستکاری کردووه
- اردو - جالندربرى : اور ہم ان کفار پر اسی طرح عذاب نازل کریں گے جس طرح ان لوگوں پر نازل کیا جنہوں نے تقسیم کردیا
- Bosanski - Korkut : kao što smo sljedbenike Knjige opomenuli
- Swedish - Bernström : [Vi har nämligen anförtrott dig ett gudomligt budskap] så som Vi tidigare gav Våra uppenbarelser till dem som [därefter godtyckligt] delade upp dem i stycken
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sebagaimana Kami telah memberi peringatan Kami telah menurunkan azab kepada orangorang yang membagibagi Kitab Allah
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
(Sebagaimana Kami telah menurunkan) azab (kepada orang-orang yang membagi-bagi kitab Allah) yaitu Yahudi dan Nasrani.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যেমন আমি নাযিল করেছি যারা বিভিন্ন মতে বিভক্ত তাদের উপর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே முன் வேதங்களை பலவாறாகப் பிரித்தவர்கள் மீது முன்னர் நாம் வேதனையை இறக்கியவாறே
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เช่นเดียวกับที่เราได้ให้แก่พวกแบ่งการศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Худди тақсимловчиларга туширганимизга ўхшаш Аҳли китоб; яҳудий ва насоролар ўзларига келган илоҳий китобларни тақсимлаб бир қисмига иймон келтириб бир қисмига иймон келтирмаган эдилар Ана ўшаларга китоб туширганимизга ўхшаб сенга ҳам китоб туширдик
- 中国语文 - Ma Jian : 那正如我所降示分配者们的(东西)一样的,
- Melayu - Basmeih : Kami berikan kepadamu AlFaatihah dan AlQuran samalah seperti Kami menurunkan Kitabkitab kepada orangorang yang membahagibahagi
- Somali - Abduh : sidaan ugu soo dejinay Cadaab kuwii isu dhaarsaday Dhibka xaqa
- Hausa - Gumi : Kamar yadda Muka saukar a kan mãsu yin rantsuwa
- Swahili - Al-Barwani : Kama hivyo tuliwateremshia walio gawa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ashtu u kemi dërguar cënim atyre të cilët e kanë ndarë Librin
- فارسى - آیتی : همانند عذابى كه بر تقسيمكنندگان نازل كرديم:
- tajeki - Оятӣ : Ҳамонанди азобе, ки бар тақсимкунандагон нозил кардем:
- Uyghur - محمد صالح : پارچىلىۋەتكۈچىلەرگە (يەنى يەھۇدىيلار ۋە ناسارالارغا تەۋرات بىلەن ئىنجىلنى) نازىل قىلغاندەك (ساڭا سۈرە فاتىھە بىلەن ئۇلۇغ قۇرئاننى نازىل قىلدۇق)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ശൈഥില്യം സൃഷ്ടിച്ചവര്ക്ക് നാം താക്കീതു നല്കി. അതുപോലെയാണിതും.
- عربى - التفسير الميسر : وقل اني انا المنذر الموضح لما يهتدي به الناس الى الايمان بالله رب العالمين ومنذركم ان يصيبكم العذاب كما انزله الله على الذين قسموا القران فامنوا ببعضه وكفروا ببعضه الاخر من اليهود والنصارى وغيرهم