- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَعَلَى ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ ۚ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَىٰكُمْ أَجْمَعِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ۚ ولو شاء لهداكم أجمعين
- عربى - التفسير الميسر : وعلى الله بيان الطريق المستقيم لِهدايتكم، وهو الإسلام، ومن الطرق ما هو مائل لا يُوصل إلى الهداية، وهو كل ما خالف الإسلام من الملل والنحل. ولو شاء الله هدايتكم لهداكم جميعًا للإيمان.
- السعدى : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
{ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ } أي: الصراط المستقيم، الذي هو أقرب الطرق وأخصرها موصل إلى الله.
وأما الطريق الجائر في عقائده وأعماله وهو: كل ما خالف الصراط المستقيم فهو قاطع عن الله، موصل إلى دار الشقاء، فسلك المهتدون الصراط المستقيم بإذن ربهم، وضل الغاوون عنه، وسلكوا الطرق الجائرة { وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } ولكنه هدى بعضا كرما وفضلا، ولم يهد آخرين، حكمة منه وعدلا.
- الوسيط لطنطاوي : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
وبعد أن بين - سبحانه - دلائل وحدانيته وقدرته ، عن طريق خلق السموات والأرض والإِنسان والدواب . . أتبع ذلك ببيان أنه - عز وجل - كفيل بالإِرشاد إلى الطريق المستقيم لمن يتجه إليه فقال - تعالى - : ( وعلى الله قَصْدُ السبيل ، وَمِنْهَا جَآئِرٌ ، وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) .
والقصد : الاستقامة . والسبيل : الطريق والقصد منه : هو المستقيم الذى لا اعوجاج فيه . يقال : سبيل قصد وقاصد ، أى : مستقيم ، قال الشاعر :
ومن الطريقة جائر وهدى ... قصد السبيل ، ومنه ذو دخل
قال الجمل ما ملخصه : " ( وعلى الله ) أى : تفضلا ( قصد السبيل ) على تقدير مضاف ، أى : وعلى الله بيان قصد السبيل . وهو بيان طريق الهدى من الضلالة ، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف ، والقصد مصدر يوصف به . يقال : سبيل قصد وقاصد أى : مستقيم ، كأنه يقصد الوجه الذى يؤمه السالك لا يعدل عنه .
- البغوى : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
قوله تعالى : ( وعلى الله قصد السبيل ) يعني : بيان طريق الهدى من الضلالة . وقيل : بيان الحق بالآيات والبراهين . والقصد : الصراط المستقيم .
( ومنها جائر ) يعني : ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوج ، فالقصد من السبيل : دين الإسلام ، والجائر منها : اليهودية ، والنصرانية ، وسائر ملل الكفر .
قال جابر بن عبد الله : " قصد السبيل " : بيان الشرائع والفرائض .
وقال عبد الله بن المبارك ، وسهل بن عبد الله : " قصد السبيل " السنة ، " ومنها جائر " الأهواء والبدع ، دليله قوله تعالى : " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل " ( الأنعام - 153 ) .
( ولو شاء لهداكم أجمعين ) نظيره قوله تعالى : " ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها " ( السجدة - 13 ) .
- ابن كثير : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
لما ذكر تعالى من الحيوانات ما يسار عليه في السبل الحسية ، نبه على الطرق المعنوية الدينية ، وكثيرا ما يقع في القرآن العبور من الأمور الحسية إلى الأمور المعنوية النافعة الدينية ، كما قال تعالى : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) [ البقرة : 197 ] وقال : ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ) [ الأعراف : 26 ] .
ولما ذكر في هذه السورة الحيوانات من الأنعام وغيرها ، التي يركبونها ويبلغون عليها حاجة في صدورهم ، وتحمل أثقالهم إلى البلاد والأماكن البعيدة والأسفار الشاقة - شرع في ذكر الطرق التي يسلكها الناس إليه ، فبين أن الحق منها ما هي موصلة إليه ، فقال : ( وعلى الله قصد السبيل ) كما قال : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) [ الأنعام : 153 ] وقال : ( هذا صراط علي مستقيم ) [ الحجر : 41 ] .
قال مجاهد : في [ قوله ] : ( وعلى الله قصد السبيل ) قال : طريق الحق على الله .
وقال السدي : ( وعلى الله قصد السبيل ) قال : الإسلام .
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله : ( وعلى الله قصد السبيل ) يقول : وعلى الله البيان ، أي : تبين الهدى والضلال .
وكذا روى علي بن أبي طلحة ، عنه . وكذا قال قتادة ، والضحاك . وقول مجاهد هاهنا أقوى من حيث السياق ; لأنه تعالى أخبر أن ثم طرقا تسلك إليه ، فليس يصل إليه منها إلا طريق الحق ، وهي الطريق التي شرعها ورضيها وما عداها مسدودة ، والأعمال فيها مردودة ; ولهذا قال تعالى : ( ومنها جائر ) أي : حائد مائل زائغ عن الحق .
قال ابن عباس وغيره : هي الطرق المختلفة ، والآراء والأهواء المتفرقة ، كاليهودية والنصرانية والمجوسية ، وقرأابن مسعود : " ومنكم جائر " .
ثم أخبر أن ذلك كله كائن عن قدرته ومشيئته ، فقال : ( ولو شاء لهداكم أجمعين ) كما قال : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) [ يونس : 99 ] وقال : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) [ هود : 118 ، 119 ] .
- القرطبى : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
قوله تعالى : وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين قوله تعالى : وعلى الله قصد السبيل أي على الله بيان قصد السبيل ، فحذف المضاف وهو البيان . والسبيل : الإسلام ، أي على الله بيانه بالرسل والحجج والبراهين . وقصد السبيل : استعانة الطريق ; يقال : طريق قاصد أي يؤدي إلى المطلوب .
ومنها جائر أي ومن السبيل جائر ; أي عادل عن الحق فلا يهتدى به ; ومنه قول امرئ القيس :
ومن الطريقة جائر وهدى قصد السبيل ومنه ذو دخل
وقال طرفة :
عدولية أو من سفين ابن يامن يجور بها الملاح طورا ويهتدي
العدولية سفينة منسوبة إلى عدولى قرية بالبحرين . والعدولي : الملاح ; قاله في الصحاح . وفي التنزيل وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل . وقد تقدم وقيل : المعنى ومنهم جائر عن سبيل الحق ، أي عادل عنه فلا يهتدي إليه . وفيهم قولان : أحدهما : أنهم أهل الأهواء المختلفة ; قاله ابن عباس . الثاني : ملل الكفر من اليهودية والمجوسية والنصرانية . وفي مصحف عبد الله " ومنكم جائر " وكذا قرأ علي " ومنكم " بالكاف . وقيل : المعنى وعنها جائر ; أي عن السبيل . ف " من " بمعنى عن . وقال ابن عباس : أي من أراد الله أن يهديه سهل له طريق الإيمان ، ومن أراد أن يضله ثقل عليه الإيمان وفروعه . وقيل : معنى قصد السبيل مسيركم ورجوعكم . والسبيل واحدة بمعنى الجمع ، ولذلك أنث الكناية فقال : ومنها والسبيل مؤنثة في لغةأهل الحجاز .
قوله تعالى : ولو شاء لهداكم أجمعين بين أن المشيئة لله - تعالى - ، وهو يصحح ما ذهب إليه ابن عباس في تأويل الآية ، ويرد على القدرية ومن وافقها كما تقدم .
- الطبرى : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
يقول تعالى ذكره: وعلى الله أيها الناس بيان طريق الحقّ لكم، فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضلّ فإنما يضلّ عليها ، والسبيل: هي الطريق، والقصد من الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، كما قال الراجز:
فَصَدَّ عَنْ نَهْجِ الطَّرِيقِ القاصِدِ (3)
وقوله ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) يعني تعالى ذكره: ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوجّ، فالقاصد من السبيل: الإسلام، والجائر منها: اليهودية والنصرانية ، وغير ذلك من ملل الكفر كلها جائر عن سواء السبيل وقصدها، سوى الحنيفية المسلمة ، وقيل: ومنها جائر، لأن السبيل يؤنث ويذكر، فأنثت في هذا الموضع ، وقد كان بعضهم يقول: وإنما قيل: ومنها ، لأن السبيل وإن كان لفظها لفظ واحد فمعناها الجمع.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) يقول: البيان.
حدثنا محمد بن سعد ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) يقول: على الله البيان، أن يبين الهدى والضلالة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن. قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل وحدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) قال: طريق الحقّ على الله.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) يقول: على الله البيان، بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) قال: السبيل: طريق الهدى.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو معاوية، عن جويبر، عن الضحاك ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) قال: إنارتها.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) يقول: على الله البيان، يبين الهدى من الضلالة، ويبين السبيل التي تفرّقت عن سبله، ومنها جائر.
حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) : أي من السبل، سبل الشيطان ، وفي قراءة عبد الله بن مسعود: " وَمِنْكُمْ جَائِرٌ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَهَدَاكُمْ أجمَعِينَ".
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر ، عن قتادة ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) قال: في حرف ابن مسعود: " وَمِنْكُمْ جَائِرٌ".
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) يعني: السبل المتفرّقة.
حدثني عليّ بن داود، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) يقول: الأهواء المختلفة.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) يعني السبل التي تفرّقت عن سبيله.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) السبل المتفرقة عن سبيله.
حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) قال: من السبل جائر عن الحقّ قال: قال الله وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
وقوله ( وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) يقول: ولو شاء الله للطف بجميعكم أيها الناس بتوفيقه، فكنتم تهتدون وتلزمون قصد السبيل ، ولا تجورون عنه ، فتتفرّقون في سبل عن الحقّ جائرة.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) قال: لو شاء لهداكم أجمعين لقصد السبيل ، الذي هو الحقّ ، وقرأ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا الآية، وقرأ وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ... الآية.
------------------------
الهوامش:
(3) البيت شاهد على أن الطريق القاصد معناه : المستقيم . قال في اللسان : القصد : استقامة الطريق ، قصد يقصد قصدا فهو قاصد ، وقوله تعالى : ( وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ) أي على الله تبيين الطريق المستقيم ، والدعاء بالحجج والبراهين الواضحة . " ومنها جائر " أي ومنها طريق غير قاصد .
وطريق قاصد : سهل مستقيم .
- ابن عاشور : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
جملة معترضة . . اقتضَتْ اعتراضَها مناسبة الامتنان بنعمة تيسير الأسفار بالرواحل والخيل والبغال والحمير .
فلما ذكرت نعمة تيسير السبيل الموصلة إلى المقاصد الجثمانية ارتُقِي إلى التذكير بسبيل الوصول إلى المقاصد الرُّوحانية وهو سبيل الهدى ، فكان تعهّد الله بهذه السبيل نعمة أعظمَ من تيسير المسالك الجثمانية لأن سبيل الهدى تحصل به السعادة الأبدية . وهذه السبيل هي موهبةُ العقل الإنساني الفارق بين الحقّ والباطل ، وإرسال الرسل لدعوة الناس إلى الحقّ ، وتذكيرهم بما يغفلون عنه ، وإرشادهم إلى ما لا تصل إليه عقولهم أو تصل إليه بمشقّة على خطر من التورّط في بنيّات الطريق .
فالسبيل : مجاز لما يأتيه الناس من الأعمال من حيث هي موصلة إلى دار الثواب أو دار العقاب ، كما في قوله : { قل هذه سبيلي } [ سورة يوسف : 108 ]. ويزيد هذه المناسبة بياناً أنه لما شرحت دلائل التوحيد ناسب التنبيه على أن ذلك طريق للهدى ، وإزالة للعذر ، وأن من بين الطرق التي يسلكها الناس طريق ضلال وجور .
وقد استعير لتعهّد الله بتبيين سبيل الهدى حرف على } المستعار كثيراً في القرآن وكلام العرب لمعنى التعهّد ، كقوله تعالى : { إن علينا للهدى }. شبه التزام هذا البيان والتعهّد به بالحقّ الواجب على المحقوق به .
والقصد : استقامة الطريق . وقع هنا وصفاً للسبيل من قبيل الوصف بالمصدر ، لأنه يقال : طريق قاصد ، أي مستقيم ، وطريق قصد ، وذلك أقوى في الوصف بالاستقامة كشأن الوصف بالمصادر ، وإضافة { قصد } إلى { السبيل } من إضافة الصفة إلى الموصوف ، وهي صفة مخصّصة لأن التعريف في { السبيل } للجنس . ويتعين تقدير مضاف لأن الذي تعهّد الله به هو بيان السبيل لا ذات السبيل .
وضمير { ومنها } عائد إلى { السبيل } على اعتبار جواز تأنيثه .
و { جائر } وصف ل { السبيل } باعتبار استعماله مذكراً . أي من جنس السبيل الذي منه أيضاً قصد سبيل جائر غير قَصْد .
والجائر : هو الحائد عن الاستقامة . وكنّي به عن طريق غير موصل إلى المقصود ، أي إلى الخير ، وهو المفضي إلى ضُرّ ، فهو جائر بسالكه . ووصفه بالجائر على طريقة المجاز العقلي . ولم يضف السبيل الجائر إلى الله لأن سبيل الضلال اخترعها أهل الضلالة اختراعاً لا يشهد له العقل الذي فطر الله الناس عليه ، وقد نهى الله الناس عن سلوكها .
وجملة { ولو شاء لهداكم أجمعين } تذييل .
- إعراب القرآن : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
«وَعَلَى اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بعلى متعلقان بخبر قصد «قَصْدُ» مبتدأ مرفوع والجملة مستأنفة «السَّبِيلِ» مضاف إليه «وَمِنْها جائِرٌ» جائر صفة لمبتدأ محذوف تقديره منها سبيل جائر والجار والمجرور متعلقان بالخبر المقدم والجملة معطوفة على سابقتها «وَلَوْ» الواو استئنافية لو حرف شرط غير جازم «شاءَ» الله ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة لا محل لها لأنها ابتدائية «لَهَداكُمْ» اللام واقعة في جواب لو وماض فاعله مستتر والكاف مفعوله «أَجْمَعِينَ» توكيد للمفعول به والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم
- English - Sahih International : And upon Allah is the direction of the [right] way and among the various paths are those deviating And if He willed He could have guided you all
- English - Tafheem -Maududi : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ(16:9) Allah has taken upon Himself to show the Right Way, when there exist crooked ways too. *9 He would have guided all of you aright, if He had so willed. *10
- Français - Hamidullah : Il appartient à Allah [par Sa grâce de montrer] le droit chemin car il en est qui s'en détachent Or s'Il voulait Il vous guiderait tous
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah obliegt es euch auf dem richtigen Weg zu halten Es gibt ja auch manche die abweichen Wenn Er gewollt hätte hätte Er euch fürwahr allesamt rechtgeleitet
- Spanish - Cortes : A Alá le incumbe indicar el Camino del que algunos se desvían Si hubiera querido os habría dirigido a todos
- Português - El Hayek : A Deus incumbe indicar a verdadeira senda da qual tantos se desviam Porém se Ele quisesse iluminarvosia a todos
- Россию - Кулиев : Аллах указывает на прямой путь но есть дороги которые уводят в сторону Если бы Аллах пожелал то Он вас всех наставил бы на прямой путь
- Кулиев -ас-Саади : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
Аллах указывает на прямой путь, но есть дороги, которые уводят в сторону. Если бы Аллах пожелал, то Он вас всех наставил бы на прямой путь.Прямой путь - это самый короткий путь, ведущий к Аллаху и обители божественной милости. А дороги, которые уводят в сторону, - это воззрения и деяния, которые противоречат прямому пути, отдаляют человека от Аллаха и приводят его в обитель вечного несчастья. По воле Аллаха праведники следуют прямым путем, а заблудшие сбиваются с этого пути и сворачивают в сторону. Если бы Аллах пожелал, то все люди последовали бы прямым путем. Однако Аллах соизволил проявить милость и великодушие по отношению к некоторым людям, которых Он наставил на прямой путь, а остальных людей Он лишил верного руководства по Своей мудрости и справедливости.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yolun eğri olanı da vardır Allah dileseydi hepinizi doğru yola iletirdi
- Italiano - Piccardo : Guidarvi sulla retta via è prerogativa di Allah poiché altre [vie] se ne allontanano Se volesse vi guiderebbe tutti
- كوردى - برهان محمد أمين : ڕوونکردنهوهی ڕێبازی ڕاست و بهرنامهی دروست لهسهر خوایه دهبێت وریا بن ههندێك ڕێبازی لارو چهوت و ناڕێکیش ههیه خۆ ئهگهر بیویستایه هیدایهتی ههر ههمووتانی دهدا بهگشتی سهرپشکی نه دهکردن بهڵام ڕێزی لێناون
- اردو - جالندربرى : اور سیدھا رستہ تو خدا تک جا پہنچتا ہے۔ اور بعض رستے ٹیڑھے ہیں وہ اس تک نہیں پہنچتے اور اگر وہ چاہتا تو تم سب کو سیدھے رستے پر چلا دیتا
- Bosanski - Korkut : Allahovo je da ukaže na Pravi put a ima ih i krivih; a da On hoće sve bi vas uputio
- Swedish - Bernström : Gud visar färdriktningen men det finns de som viker av från den [och går vilse] Om Han hade velat skulle Han ha lett er alla på rätt väg
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan hak bagi Allah menerangkan jalan yang lurus dan di antara jalanjalan ada yang bengkok Dan jikalau Dia menghendaki tentulah Dia memimpin kamu semuanya kepada jalan yang benar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
(Dan hak bagi Allah menerangkan jalan yang lurus) hak bagi Allah menjelaskannya (dan di antara jalan-jalan) tersebut (ada yang bengkok) menyimpang dari jalan yang lurus. (Dan jika Dia menghendaki) untuk memberi petunjuk kepada kalian (niscaya Dia memberi petunjuk kepada kalian) ke jalan yang lurus (semuanya) sehingga kalian semua mendapat petunjuk ke jalan yang lurus itu atas kehendak kalian sendiri.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : সরল পথ আল্লাহ পর্যন্ত পৌছে এবং পথগুলোর মধ্যে কিছু বক্র পথও রয়েছে। তিনি ইচ্ছা করলে তোমাদের সবাইকে সৎপথে পরিচালিত করতে পারতেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் நேர் வழிகாட்டுதல் அல்லாஹ்வின் மீதே இருக்கிறது அவனருளை அடைய முடியாத தவறான பாதைகளும் இருக்கின்றன மேலும் அல்லாஹ் நாடினால் உங்கள் அனைவரையும் நிச்சயமாக நேர்வழியில் சேர்த்துவிடுவான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเป็นหน้าที่เหนืออัลลอฮ์คือการชี้แนะทางที่เที่ยงตรง และจากมันทางต่าง ๆ นั้น ก็มีทางคดเคคยวและหากพระองค์ทรงประสงค์แน่นอนพระองค์ก็จะทรงชี้นำทางแก่พวกเจ้าทั้งหมด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Йўлларнинг мақсаддагиси Аллоҳга оиддир Улардан эгриси ҳам бордир Агар хоҳласа албатта ҳаммангизни ҳидоят қилган бўларди Бу дунёда ҳиссий йўлларга ўхшаб маънавий йўллар ҳам кўпдир Ўша маънавий йўллар ичида яхшиси ҳам ёмони ҳам бор Энг тўғри йўл яъни мақсадга эриштирадиган икки дунё саодатига олиб борадиган йўл–Аллоҳ йўлидир
- 中国语文 - Ma Jian : 真主负责指示正道的责任。有些道路是偏邪的,假若他意欲,他必将你们全体引入正道。
- Melayu - Basmeih : Dan kepada Allah jualah tertentunya urusan memberi panduan yang menerangkan jalan yang lurus; dan di antara jalanjalan yang dituju ada yang terpesong dari kebenaran; dan jika Ia kehendaki tentulah Ia memberi petunjuk kepada kamu semua yang menyampaikan ke jalan yang lurus itu
- Somali - Abduh : Xagga Eebaana jid toosan yahay Hanuun Mid leexsanna waa jiraa xumaanta Hadduu Doonana wuu idin hanuunin lahaa dhammaan
- Hausa - Gumi : Kuma ga Allah madaidaiciyar hanya take kuma daga gare ta akwai mai karkacẽwa Kuma da Yã so dã Ya shiryar da ku gabã ɗaya
- Swahili - Al-Barwani : Na ni juu ya Mwenyezi Mungu kuelekeza Njia Na zipo njia za upotovu Na angeli penda angeli kuongoeni nyote
- Shqiptar - Efendi Nahi : E Perëndia është që t’ju tregojë rrugën e drejtë e ka prej tyre edhe të shtrembëra e sikur të donte Perëndia do t’i udhëzonte të gjithë në rrugë të drejtë
- فارسى - آیتی : بر خداست كه راه راست را بنمايد. از ميان راهها نيز راهى است منحرف. اگر خدا مىخواست، همه شما را هدايت مىكرد.
- tajeki - Оятӣ : Бар Худост, ки роҳи ростро бинамояд. Аз миёни роҳҳо низ роҳест каҷ. Агар Худо мехост, ҳамаи шуморо ҳидоят мекард.
- Uyghur - محمد صالح : توغرا يول كۆرسىتىشنى اﷲ ئۆز ئۈستىگە ئالغان. بەزى يوللار ئەگرى بولىدۇ، مۇبادا اﷲ خالىسا ئىدى، سىلەرنىڭ ھەممىڭلارنى ئەلۋەتتە توغرا يولغا سالغان بولاتتى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നേര്വഴി കാണിക്കല് അല്ലാഹുവിന്റെ ബാധ്യതയത്രെ. വഴികളില് പിഴച്ചവയുമുണ്ട്. അല്ലാഹു ഇച്ഛിച്ചിരുന്നെങ്കില് നിങ്ങളെയൊക്കെ അവന് നേര്വഴിയിലാക്കുമായിരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : وعلى الله بيان الطريق المستقيم لهدايتكم وهو الاسلام ومن الطرق ما هو مائل لا يوصل الى الهدايه وهو كل ما خالف الاسلام من الملل والنحل ولو شاء الله هدايتكم لهداكم جميعا للايمان
*9) This contains an argument for Prophethood along with a proof of Tauhid and of Allah's Compassion and Providence. The argument is this:
There arc many divergent ways of thought and action open for man to choose from. Obviously all these divergent ways cannot be straight ways, because there can be only one straight way; therefore, there can be only one right theory of life which is based on that way, and only one right way of life which is based on that right theory . Thus it is clear that the choice of the right way of life is man's most important and basic need, for its wrong choice would inevitably lead to his ruin. This is because all other things fulfil his animal needs only, but this is the greatest necessity of his life as a human being and without its fulfilment his life would be an utter failure.
Now, it cannot be expected that Allah Who made so many provisions, and on such a large scale, for the fulfilment of the animal life of man, did not make any arrangement for the fulfilment of this real and greatest necessity of man. Just as He has provided for all the necessities of his life, so He has also provided for this greatest need of his through Prophethood. If Prophethood is denied then it should be pointed out in what way Allah has fulfilled this basic need of man. Experience of centuries has shown that mankind has always blundered whenever it. has chosen a way of life by itself. This is because Man's wisdom and intelligence are limited, and he cannot depend on these for the choice of the right way of life. Above all, one cannot say that Allah has made no arrangement for this basic need of man, for this will be the greatest misconception of AIIah that He may make most elaborate arrangements for man's animal life but should leave him in the lurch to search out a way for himself for the fulfilment of this most important and basic need.
*10) Here a question arises: "Why didn't Allah will to guide all the people aright inherently when He had taken upon Himself to show the Right Way ?" It is true that Allah could have imbued Man, like other creatures, with the inborn instinct and enabled him to choose the Right Way without conscious thought, experience or teaching. But this would have been against His will which was to create a being, having will and power and freedom to follow the Right Way or the wrong way, whichever he chose for himself. This is why he has been endowed with different means of knowledge and powers of conscious thought, deliberation and will, and has been empowered with the authority to make use of all powers in him and all things around him. Moreover, He has placed in him and all around him such factors as might lead him to guidance or deviation. All these things would have become meaningless, had he been created righteous by birth, and he could never have attained the heights of progress, which can be achieved only by the right use of freedom. That is why Allah has chosen Prophethood for Man's guidance, and left him free to follow or reject a Prophet. This is a test by means of which Allah judges whether Man accepts the guidance that is presented to him in a rational way.