- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍۢ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم
- عربى - التفسير الميسر : أفأمن الكفار المدبِّرون للمكايد أن يخسف الله بهم الأرض كما فعل بقارون، أو يأتيهم العذاب من مكان لا يُحِسُّونه ولا يتوقعونه، أو يأخذهم العذاب، وهم يتقلبون في أسفارهم وتصرفهم؟ فما هم بسابقين الله ولا فائتيه ولا ناجين من عذابه؛ لأنه القوي الذي لا يعجزه شيء، أو يأخذهم الله بنقص من الأموال والأنفس والثمرات، أو في حال خوفهم من أخذه لهم، فإن ربكم لرؤوف بخلقه، رحيم بهم.
- السعدى : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
تفسير الآيات من 45 حتى 47 :ـ
هذا تخويف من الله تعالى لأهل الكفر والتكذيب وأنواع المعاصي، من أن يأخذهم بالعذاب على غرَّة وهم لا يشعرون، إما أن يأخذهم العذاب من فوقهم، أو من أسفل منهم بالخسف وغيره، وإما في حال تقلُّبهم وشغلهم وعدم خطور العذاب ببالهم، وإما في حال تخوفهم من العذاب، فليسوا بمعجزين لله في حالة من هذه الأحوال، بل هم تحت قبضته ونواصيهم بيده . ولكنه رءوف رحيم لا يعاجل العاصين بالعقوبة، بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهم وهم يؤذونه ويؤذون أولياءه، ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة، ويدعوهم إلى الإقلاع من السيئات التي تضرهم، ويعدهم بذلك أفضل الكرامات، ومغفرة ما صدر منهم من الذنوب، فليستح المجرم من ربه أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع اللحظات ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات، وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر، فليتب إليه، وليرجع في جميع أموره إليه فإنه رءوف رحيم. فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة وبره العميم وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم، ألا وهي تقواه والعمل بما يحبه ويرضاه.
- الوسيط لطنطاوي : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
وقوله- سبحانه-: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.
قال بعض العلماء: والتخوف في اللغة يأتى مصدر تخوف القاصر، بمعنى خاف، ويأتى مصدر تخوف المتعدى بمعنى تنقص. وهذا الثاني لغة هذيل، وهي من اللغات الفصيحة التي جاء بها القرآن» .
والمعنى على الأول: أو يأخذهم وهم في حالة خوف وتوقع لنزول العذاب بهم، كما نزل بالذين من قبلهم.
وإلى هذا المعنى أشار ابن كثير بقوله: وقوله: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ. أى: أو يأخذهم الله- تعالى- في حال خوفهم من أخذه لهم، فإنه يكون أبلغ وأشد حالات الأخذ، فإن حصول ما يتوقع مع الخوف شديد ... » .
والمعنى على الثاني: أو يأخذهم وهم في حالة تنقص في أنفسهم وأموالهم وأولادهم حتى يهلكوا، فيكون هلاكهم قد سبقه الفقر والقحط والمرض، وفي ذلك ما فيه من عذاب لهم، وحسرة عليهم.
قال القرطبي: وقال سعيد بن المسيب: بينما عمر بن الخطاب- رضى الله عنه على المنبر قال: أيها الناس ما تقولون في قول الله- عز وجل-: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ.
فسكت الناس.
فقال شيخ من بنى هذيل: هي لغتنا يا أمير المؤمنين. التخوف: التنقص.
فقال عمر: أتعرف العرب ذلك في أشعارهم؟ قال نعم قال شاعرنا أبو كبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد اكتنازه:
تخوّف الرحل منها تامكا قردا ... كما تخوّف عود النّبعة السّفن
فقال عمر: أيها الناس: عليكم بديوانكم شعر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم» .
وختم- سبحانه- الآية الكريمة بقوله: فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ لبيان فضله- سبحانه- على عباده، حيث لم يعاجلهم بالعقوبة، بل أمهلهم لعلهم يتوبون إليه ويستغفرونه.
وبذلك ترى أن هذه الآيات الكريمة قد حذرت الكافرين من التمادي في كفرهم، وهددتهم:
بخسف الأرض بهم. أو بنزول العذاب عليهم من حيث لا يشعرون، أو بإهلاكهم وهم في الأرض يكدحون، أو بأخذهم وهم للأخذ متوقعون.
وبعد أن خوف- سبحانه- الماكرين بما خوف، أتبع ذلك بما يدل على كمال قدرته وعظمته وجلاله، حيث خضعت جميع المخلوقات لذاته- سبحانه- فقال- تعالى-:
- البغوى : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
( أو يأخذهم على تخوف ) والتخوف : التنقص ، أي : ينقص من أطرافهم ونواحيهم الشيء بعد الشيء حتى يهلك جميعهم ، يقال : تخوفه الدهر وتخونه : إذا نقصه وأخذ ماله وحشمه .
ويقال : هذا لغة بني هزيل .
وقال الضحاك والكلبي : من الخوف ، أي : يعذب طائفة فيتخوف الآخرون أن يصيبهم مثل ما أصابهم .
( فإن ربكم لرءوف رحيم ) حين لم يعجل بالعقوبة .
- ابن كثير : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
وقوله : ( أو يأخذهم على تخوف ) أي : أو يأخذهم الله في حال خوفهم من أخذه لهم ، فإنه يكون أبلغ وأشد حالة الأخذ ; فإن حصول ما يتوقع مع الخوف شديد ; ولهذا قال العوفي ، عن ابن عباس : ( أو يأخذهم على تخوف ) يقول : إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوفه بذلك . وكذا روي عن مجاهد ، والضحاك ، وقتادة وغيرهم .
ثم قال تعالى : ( فإن ربكم لرءوف رحيم ) أي : حيث لم يعاجلكم بالعقوبة ، كما ثبت في الصحيحين " [ لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم " . وفي الصحيحين ] إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) [ هود : 102 ] وقال تعالى : ( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ) [ الحج : 48 ] .
- القرطبى : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
أو يأخذهم على تخوف قال ابن عباس ومجاهد وغيرهم أي على تنقص من أموالهم ومواشيهم وزروعهم . وكذا قال ابن الأعرابي : أي على تنقص من الأموال والأنفس والثمرات حتى أهلكهم كلهم . وقال الضحاك : هو من الخوف ; المعنى : يأخذ طائفة ويدع طائفة ، فتخاف الباقية أن ينزل بها ما نزل بصاحبتها . وقال الحسن : على تخوف أن يأخذ القرية فتخافه القرية الأخرى ، وهذا هو معنى القول الذي قبله بعينه ، وهما راجعان إلى المعنى الأول ، وأن التخوف التنقص ; تخوفه تنقصه ، وتخوفه الدهر وتخونه - بالفاء والنون - بمعنى ; يقال : تخونني فلان حقي إذا تنقصك . قال ذو الرمة :
لا ، بل هو الشوق من دار تخونها مرا سحاب ومرا بارح ترب
وقال لبيد :
تخونها نزولي وارتحالي
أي تنقص لحمها وشحمها . وقال الهيثم بن عدي : التخوف " بالفاء " التنقص ، لغة لأزد شنوءة . وأنشد :
تخوف غدرهم مالي وأهدى سلاسل في الحلوق لها صليل
وقال سعيد بن المسيب : بينما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر قال : يا أيها الناس ، ما تقولون في قول الله - عز وجل - : أو يأخذهم على تخوف فسكت الناس ، فقال شيخ من بني هذيل : هي لغتنا يا أمير المؤمنين ، التخوف التنقص . فخرج رجل فقال : يا فلان ، ما فعل دينك ؟ قال : تخوفته ، أي تنقصته ; فرجع فأخبر عمر فقال عمر : أتعرف العرب ذلك في أشعارهم ؟ قال نعم ; قال شاعرنا أبو كبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد تمكه واكتنازه :
تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر : يا أيها الناس ، عليكم بديوانكم شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم . تمك السنام يتمك تمكا ، أي طال وارتفع ، فهو تامك . والسفن والمسفن ما ينجر به الخشب . وقال الليث بن سعد : على تخوف على عجل . وقال : على تقريع بما قدموه من ذنوبهم ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضا . وقال قتادة : على تخوف أن يعاقب أو يتجاوز .
فإن ربكم لرءوف رحيم أي لا يعاجل بل يمهل .
- الطبرى : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
وأما قوله ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ) فإنه يعني: أو يهلكهم بتخوّف، وذلك بنقص من أطرافهم ونواحيهم الشيء بعد الشيء حتى يهلك جميعهم، يقال منه: تخوّف مال فلان الإنفاق: إذا انتقصه، ونحو تخوّفه من التخوّف بمعنى التنقص، قول الشاعر:
تَخَـوَّفَ السَّـيْرَ مِنْهـا تامِكـا قَـرِدًا
كمـا تَخَـوَّفَ عُـودَ النَّبْعَـةِ السَّـفَنُ (4)
يعني بقوله تخوّف السير: تنقص سَنامها. وقد ذكرنا عن الهيثم بن عدّي أنه كان يقول: هي لغة لأزد شَنوءة معروفة لهم ، ومنه قول الآخر:
تَخَــوَّفَ عَــدْوُهُمْ مـالي وأهْـدَى
سَلاسِـل فـي الحُـلُوقِ لَهَـا صَلِيـلُ (5)
وكان الفرّاء يقول: العرب تقول: تحوّفته: أي تنقصته، تحوّفا: أي أخذته من حافاته وأطرافه، قال: فهذا الذي سمعته، وقد أتى التفسير بالحاء وهما بمعنى. قال: ومثله ما قرئ بوجهين قوله: إن لك في النهار سَبْحًا وسَبْخًا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن المسعودي، عن إبراهيم بن عامر بن مسعود، عن رجل، عن عُمَر أنه سألهم عن هذه الآية (أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ) فقالوا: ما نرى إلا أنه عند تنقص ما يردّده من الآيات، فقال عمر: ما أرى إلا أنه على ما تنتقصون من معاصي الله ، قال: فخرج رجل من كان عند عمر، فلقي أعرابيا، فقال: يا فلان ما فعل ربك؟ قال: قد تَخَيفته، يعني تنقصته ، قال: فرجع إلى عمر فأخبره، فقال: قدّر الله ذلك.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ) يقول: إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوّف بذلك.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراسانيّ، عن ابن عباس ( عَلَى تَخَوُّفٍ ) قال: التنقص، والتفزيع.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ) على تنقص.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( عَلَى تَخَوُّفٍ ) قال: تنقص.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ) فيعاقب أو يتجاوز.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ) قال: كان يقال: التخوّف: التنقُّص، ينتقصهم من البلدان من الأطراف.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ) يعني: يأخذ العذاب طائفة ويترك أخرى، ويعذّب القرية ويهلكها، ويترك أخرى إلى جنبها.
وقوله ( فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) يقول: فإن ربكم أن لم يأخذ هؤلاء الذين مكروا السيئات بعذاب معجَّل لهم، وأخذهم بموت وتنقص بعضهم في أثر بعض، لرءوف بخلقه، رحيم بهم، ومن رأفته ورحمته بهم لم يخسف بهم الأرض، ولم يعجِّل لهم العذاب، ولكن يخوّفهم وينقّصهم بموت.
--------------------
الهوامش :
(4) البيت لابن مقبل (لسان العرب: خوف) قال: التخوف: التنقص. وفي التنزيل: "أو يأخذهم على تخوف". قال الفراء في التفسير بأنه التنقيص قال: والعرب تقول: تحوقته أي تنقصته من حافاته. قال: فهذا الذي سمعته. قال: وقد أتى التفسير بالحاء قال الزجاج: ويجوز أن يكون معناه: أو يأخذهم بعد أن يخيفهم بأن يهلك قرية، فتخاف التي تليها. وقال ابن مقبل: تخوف ... إلخ والسفن: الحديدة التي تبرد بها القسي، أي تنقص، كما تأكل هذه الحديدة خشب القسي. وكذلك التخويف، يقال: خوفه وخوف منه. قال ابن السكيت: يقال: هو يتحوف المال (بالمهملة) ويتخوفه، أي يتنقصه، ويأخذ من أطرافه. وقال ابن الأعرابي: تحوفته وتحيفته، وتخوفته وتخيفته إذا تنقصته. والتامك السنام أو السنام المرتفع. والقرد: الذي تجمع شعره، أو الذي تراكم لحمه من السمن. وفي "فتح القدير" للشوكاني: التخوف بالفاء: التنقص: لغة لأزد شنوءة. والنبع من شجر الجبال نتخذه من القس، الواحدة نبعة.
(5) البيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (1: 360) قال: "على تخوف" مجازه: على التنقص، وأنشد بيتين ثانيهما بيت الشاهد، وأولهما:
أُلاُم عَــلى الهِجــاءِ وكُــلَّ يَـوْمٍ
يُلاقِينِــي مِــنَ الجِــيرَانِ غُـولُ
أي تنقص غدرهم مالي. سلاسل: يريد القوافي تنشد، فهو صليلها. وهو قلائد في أعناقهم. وفي رواية أبي عبيدة والقرطبي غدرهم، في مكان عدوهم. أي اعتداؤهم. قلت: وفي اللسان أيضاً (خوف) تخونه، وخونه ، وخون منه: نقصه. يقال: تخونني فلان حقي إذا تنقصك .
- ابن عاشور : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
والتخوّف في اللغة يأتي مصدر تخوّف القاصر بمعنى خاف ومصدر تخوّف المتعدّي بمعنى تنقّص ، وهذا الثاني لغة هذيل ، وهي من اللغات الفصيحة التي جاء بها القرآن .
فللآية معنيان : إما أن يكون المعنى يأخذهم وهم في حالة توقّع نزول العذاب بأن يريهم مقدماته مثل الرعد قبل الصّواعق ، وإما أن يكون المعنى يأخذهم وهم في حالة تنقّص من قبل أن يتنقّصهم قبل الأخذ بأن يكثر فيهم الموتان والفقر والقحط .
وحرف { على } مستعمل في التمكّن على كلا المعنيين ، ومحل المجرور حال من ضمير النصب في { يأخذهم } وهو كقولهم : أخذه على غرّة .
روى الزمخشري وابن عطية يزيد أحدهما على الآخر : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خفي عليه معنى التخوّف في هذه الآية وأراد أن يكتب إلى الأمصار ، وأنه سأل الناس وهو على المنبر : ما تقولون فيها ؟ فقام شيخ من هذيل فقال : هذه لغتنا . التخوّف : التنقّص . قال : فهل تعرف العرب ذلك في أشعارها ؟ قال : نعم ، قال شاعرنا :
تخوّف الرحل منها تامكا قردا ... كما تخوّف عودَ النبعة السفن
فقال عمر رضي الله عنه : «أيها الناس عليكم بديوانكم لا يضلّ ، قالوا وما ديواننا ؟ قال شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم» .
وتفرّع { فإن ربكم لرؤوف رحيم } على الجمل الماضية تفريع العلّة على المعلّل . وحرف ( إن ) هنا مفيد للتعليل ومغن عن فاء التفريع كما بيّنه عبد القاهر ، فهي مؤكدة لما أفادته الفاء . والتّعليل هنا لما فهم من مجموع المذكورات في الآية من أنه تعالى قادر على تعجيل هلاكهم وأنه أمهلهم حتى نسوا بأس الله فصاروا كالآمنين منه بحيث يستفهم عنهم : أهم آمنون من ذلك أم لا .
- إعراب القرآن : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
«أَوْ يَأْخُذَهُمْ» معطوف على ما سبق والهاء مفعوله وفاعله مستتر «عَلى تَخَوُّفٍ» متعلقان بمحذوف حال «فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ» الفاء استئنافية إن واسمها وخبراها واللام المزحلقة والكاف مضاف إليه والجملة مستأنفة
- English - Sahih International : Or that He would not seize them gradually [in a state of dread] But indeed your Lord is Kind and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ(16:47) or that He will seize them when they themselves are on the alert about the impending danger? These people have no power to frustrate His plans. The fact is that your Lord is very Lenient and Compassionate.
- Français - Hamidullah : Ou bien qu'Il les saisisse en plein effroi Mais vraiment votre Seigneur est Compatissant et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : oder daß Er sie in Verängstigung ergreift Euer Herr ist wahrlich Gnädig und Barmherzig
- Spanish - Cortes : o de que les sorprenda atemorizados Vuestro Señor es ciertamente manso misericordioso
- Português - El Hayek : Ou que os alcance com um processo de aniquilamento gradual Porém sabei que o vosso Senhor é Compassivo Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : Или того что Он схватит их когда их охватит ужас Воистину твой Господь - Сострадательный Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
Или того, что Он схватит их, когда их охватит ужас? Воистину, твой Господь - Сострадательный, Милосердный.Всевышний Аллах устрашил грешников, которые исповедуют неверие, отвергают истину и ослушаются своего Господа тем, что мучительное наказание может настигнуть их внезапно, когда они не будут даже подозревать о его приближении. Оно может обрушиться на них сверху или поглотить их снизу. Оно может поразить их, пока они будут метаться в поисках богатства, когда мысли о наказании не будут даже приходить им в голову. Оно также может поразить их, когда они будут в страхе ожидать его, но не смогут предотвратить его наступления. Каким бы образом лютая кара не обрушилась на грешников, они не смогут убежать от Аллаха, поскольку полностью находятся в Его власти. Однако среди Его прекрасных имен - Сострадательный и Милосердный. Он не спешит наказывать ослушников, а предоставляет им отсрочку. Он одаряет их благополучием и пропитанием даже тогда, когда они причиняют страдания Его возлюбленным рабам. Наряду с этим Он распахивает перед ними врата покаяния и призывает их отречься от злодеяний, которые могут причинить им вред. Он обещает оказать раскаявшимся рабам самые большие почести и простить им совершенные ими грехи. Пусть же грешник постыдится своего Господа, ведь Аллах одаряет его Своими милостями при любых обстоятельствах, а его грехи продолжают и продолжают возноситься к Нему. Пусть же преступник узнает, что Аллах дарует отсрочку, но не предает забвению, и если Он однажды схватит его, то никто не защитит его от Могущественного и Всесильного Господа. Пусть же он покается в совершенных преступлениях и вернется на путь своего Сострадательного и Милосердного Создателя. Воистину, человек обязан спешить к Его безграничной милости и следовать путем, на котором можно снискать Его благоволение. Воистину, этот путь - это богобоязненность и совершение богоугодных деяний.
- Turkish - Diyanet Isleri : Veya hareket halindelerken -ki Allah'ı aciz bırakamazlar- ya da yok olmak endişesindeyken onlara azabın gelmesinden güvende midirler Doğrusu Rabbin şefkatlidir merhametlidir
- Italiano - Piccardo : O che li colpisca al culmine della disperazione In verità il vostro Signore è dolce misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : یاخود پهروهردگار بهتوانایه له کاتی ترس و ناخۆشی و بیمدا بیانگرێت و له ناویان بهرێت بهڵام مۆڵهت دهدات تا بهڵکو ڕووبکهنه ئیمان چونکه بهڕاستی پهروهردگارتان بهسۆزو میهرهبانه
- اردو - جالندربرى : یا جب ان کو عذاب کا ڈر پیدا ہوگیا ہو تو ان کو پکڑلے۔ بےشک تمہارا پروردگار بہت شفقت کرنے والا اور مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : ili da ih neće malopomalo kažnjavati Ali Gospodar vaš je doista blag i milostiv
- Swedish - Bernström : eller att Han inte straffar dem genom att steg för steg urholka deras [privilegierade ställning] Er Herre den Barmhärtige ömmar [för Sina tjänare]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : atau Allah mengazab mereka dengan berangsurangsur sampai binasa Maka sesungguhnya Tuhanmu adalah Maha Pengasih lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
(Atau Allah mengazab mereka secara berangsur-angsur) sedikit demi sedikit hingga semuanya binasa; lafal takhawwufin menjadi hal dari fa`il atau dari maf'ul (maka sesungguhnya Rabb kalian adalah Maha Pengasih lagi Maha Penyayang) karena Dia tidak menyegerakan siksa-Nya terhadap mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কিংবা ভীতি প্রদর্শনের পর তাদেরকে পাকড়াও করবেন তোমাদের পালনকর্তা তো অত্যন্ত নম্র দয়ালু।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லது அவர்கள் அஞ்சிக் கொண்டிருக்கும் பொழுதே அல்லாஹ் அவர்களைப் பிடிக்கமாட்டான் என்று அச்சமற்றவர்களாக இருக்கிறார்களா நிச்சயமாக உங்கள் இறைவன் இரக்கமுடையவன்; பெருங் கிருபையுடையவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : หรือพระองค์พวกเขาให้ตายทีละน้อย ดังนั้น แท้จริงพระเจ้าของพวกเจ้านั้น แน่นอนเป็นผู้ทรงเอ็นดู ผู้ทรงเมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ёки У зот уларни хавфсираб турган ҳолларида ҳам олишидан хотиржаммилар Албатта Роббингиз меҳрибон ва раҳмлидир
- 中国语文 - Ma Jian : 或逐渐惩治他们,因为你们的主确是至爱的,确是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Atau Ia membinasakan mereka dan harta benda mereka sedikit demi sedikit Kerana sesungguhnya Tuhan kamu Amat melimpah belas kasihan dan rahmatNya
- Somali - Abduh : ama ku qabto Nusqaamin iyo cabsi iyagoo ku sugan Eebihiinna waa u Ture Naxariista
- Hausa - Gumi : Ko kuwa Ya kama su a kan naƙasa To lalle ne Ubangijinka haƙĩƙa Mai tausayi ne Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Au hatawashika kwa kitisho na kuwapunguza kidogo kidogo Hakika Mola wenu Mlezi ni Mwenye huruma Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : ose a janë të sigurtë ata se nuk do t’i godas dënimi duke qenë ata në frikë; me të vërtetë Zoti juaj është i butë dhe i mëshirshëm
- فارسى - آیتی : يا از آنان يكانيكان بكاهد؟ هرآينه پروردگارتان رئوف و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Ё аз онон ягон-ягон кам кунад? Албатта Парвардигоратон мушфиқу меҳрубон аст!
- Uyghur - محمد صالح : ياكى (اﷲ نىڭ) ئۆزلىرىنى قەدەممۇقەدەم جازالىشىدىن قورقمامدۇ؟ سىلەرنىڭ پەرۋەردىگارىڭلار ئەلۋەتتە مەرھەمەتلىكتۇر، مېھرىباندۇر (شۇڭا سىلەرنى ئالدىراپ جازالىمىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അതുമല്ലെങ്കില് അവര് പേടിച്ചുവിറച്ചുകൊണ്ടിരിക്കെ അല്ലാഹു അവരെ പിടികൂടുകയില്ലെന്ന്? എന്നാല് നിങ്ങളുടെ നാഥന് ഏറെ കരുണയുള്ളവനും പരമദയാലുവുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : افامن الكفار المدبرون للمكايد ان يخسف الله بهم الارض كما فعل بقارون او ياتيهم العذاب من مكان لا يحسونه ولا يتوقعونه او ياخذهم العذاب وهم يتقلبون في اسفارهم وتصرفهم فما هم بسابقين الله ولا فائتيه ولا ناجين من عذابه لانه القوي الذي لا يعجزه شيء او ياخذهم الله بنقص من الاموال والانفس والثمرات او في حال خوفهم من اخذه لهم فان ربكم لرووف بخلقه رحيم بهم