- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَىْءٍۢ وَمَن رَّزَقْنَٰهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُۥنَ ۚ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا ۖ هل يستوون ۚ الحمد لله ۚ بل أكثرهم لا يعلمون
- عربى - التفسير الميسر : ضرب الله مثلا بيَّن فيه فساد عقيدة أهل الشرك: رجلا مملوكًا عاجزًا عن التصرف لا يملك شيئًا، ورجلا آخر حرًا، له مال حلال رزَقَه الله به، يملك التصرف فيه، ويعطي منه في الخفاء والعلن، فهل يقول عاقل بالتساوي بين الرجلين؟ فكذلك الله الخالق المالك المتصرف لا يستوي مع خلقه وعبيده، فكيف تُسَوُّون بينهما؟ الحمد لله وحده، فهو المستحق للحمد والثناء، بل أكثر المشركين لا يعلمون أن الحمد والنعمة لله، وأنه وحده المستحق للعبادة.
- السعدى : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ضرب تعالى مثلين له ولمن يعبد من دونه، أحدهما عبد مملوك أي: رقيق لا يملك نفسه ولا يملك من المال والدنيا شيئا، والثاني حرٌّ غنيٌّ قد رزقه الله منه رزقا حسنا من جميع أصناف المال وهو كريم محب للإحسان، فهو ينفق منه سرا وجهرا، هل يستوي هذا وذاك؟! لا يستويان مع أنهما مخلوقان، غير محال استواؤهما.
فإذا كانا لا يستويان، فكيف يستوي المخلوق العبد الذي ليس له ملك ولا قدرة ولا استطاعة، بل هو فقير من جميع الوجوه بالرب الخالق المالك لجميع الممالك القادر على كل شيء؟"
ولهذا حمد نفسه واختص بالحمد بأنواعه فقال: { الْحَمْدُ لِلَّهِ } فكأنه قيل: إذا كان الأمر كذلك فلم سوَّى المشركون آلهتهم بالله؟ قال: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } فلو علموا حقيقة العلم لم يتجرؤوا على الشرك العظيم.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ثم وضح لهم - سبحانه - كيف تضرب الأمثال ، فساق مثلين حكيمين يدلان على وحدانية الله - تعالى - وقدرته . .
أما المثل الأول فيتجلى فى قوله - عز وجل - : ( ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ على شَيْءٍ . . ) . أى : ذكر الله - تعالى - وبين ووضح لكم مثلا تستدلون به على وحدانيته - سبحانه - وهو أن هناك عبدا رقيقا مملوكا لغيره ، وهذا العبد لا يقدر على شئ من التصرفات حتى ولو كانت قليلة .
وقوله - سبحانه - : ( عبدا ) بدل من ( مثلا ) و ( مملوكا ) صفة للعبد . ووصف - سبحانه - العبد بأنه مملوك ، ليحصل الامتياز بينه وبين الحر ، لأن كليهما يشترك فى كونه عبدا لله - تعالى - .
ووصفه أيضا - بأنه لا يقدر على شئ للتمييز بينه وبين المكاتب والعبد المأذون له فى التصرف ، لأنهما يقدران على بعض التصرفات .
هذا هو الجانب الأول من المثل ، أما الجانب الثانى فيتجلى فى قوله - تعالى - : ( وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً . . . ) .
قال الآلوسى : " و " من " فى قوله ( ومن رزقناه ) نكرة موصوفة ، ليطابق عبدا فإنه نكرة موصوفة - أيضا - ، وقيل : إنها موصولة ، والأول اختيار الأكثرين أى : حرا رزقناه بطريق الملك ، والالتفات إلى التكلم - فى ( رزقناه ) للإِشعار باختلاف حال ضرب المثل والرزق . . . " .
أى : ذكر الله - تعالى - لكم لتتعظوا وتتفكروا ، حال رجلين : أحدهما عبد مملوك لا يقدر على شئ . والثانى حر مالك رزقه الله - تعالى - رزقا واسعا حلالا حسنا ، ( فهو ) أى هذا الحر ينفق على غيره من هذا الرزق الحسن ( سرا وجهرا ) واختار - سبحانه - ضمير العظمة فى قوله ( رزقناه ) للإِشعار بكثره هذا الرزق وعظمته ، ويزيده كثرة وعظمة قوله - تعالى - بعد ذلك ( مِنَّا ) أى؛ من عندنا وحدنا وليس من عند غيرنا .
ووصف - سبحانه - الرزق بالحسن ، للإشارة إلى أنه مع كثرته فهو حلال طيب مستحسن فى الشرع وفى نظر الناس .
وقال - سبحانه - ( فهو ينفق ) بصيغة الجملة الاسمية ، للدلالة على ثبوت هذا الإنفاق ودوامه .
وقوله ( سرا وجهرا ) منصوبان على المصدر ، أى إنفاق سر وجهر ، أو على الحالية ، أى فهو ينفق منه فى حالتى السر والجهر .
والمراد أنه إنسان كريم ، لا يبخل بشئ مما رزقه الله ، بل ينفق منه فى عموم الأحوال ، وعلى من تحسن معه النفقة سرا ، وعلى من تحسن معه النفقة جهرا .
هذان هما الجانبان المتقابلان فى هذا المثل ، والفرق بينهما واضح وعظيم عند كل ذى قلب سليم ، ولذا جاء بعدهما بالاستفهام الإِنكارى التوبيخى فقال :
( هل يستوون ) ؟ أى : هل يستوى فى عرفكم أو فى عرف أى عاقل ، هذا العبد المملوك العاجز الذى لا يقدر على شئ . . مع هذا الإنسان الحر . المالك الذى رزقه الله - سبحانه - رزقا واسعا حلالا ، فشكر الله عليه ، واستعمله فى وجوه الخير .
إن مما لا شك فيه أنهما لا يستويان حتى فى نظر من عنده أدنى شئ من عقل .
ومادام الأمر كذلك ، فكيف سويتم - أيها المشركون الجهلاء - فى العبادة ، بين الخالق الرازق الذى يملك كل شئ ، وبين غيره من المعبودات الباطلة التى لا تسمع ولا تبصر ، ولا تعقل ، ولا تملك شيئا .
وقال - سبحانه - ( هل يستوون ) مع أن المتقدم اثنان ، لأن المراد جنس العبيد والأحرار ، المدلول عليهما بقوله ( عبدا ) وبقوله ( ومن رزقناه ) .
فالمقصود بالمثل كل من اتصف بهذه الأوصاف المذكورة من الجنسين المذكورين لافردان معينان .
وقوله : ( الحمد لله ) ثناء منه - سبحانه - على ذاته ، حيث ساق - سبحانه - هذه الأمثال الواضحة للتمييز بين الحق والباطل .
أى : قل - أيها الانسان المؤمن العاقل - ( الحمد ) كله ( لله ) - تعالى - على إرشاده لعباده المؤمنين ، وتعليمهم كيف يقذفون بحقهم على باطل أعدائهم فإذا هو زاهق .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) أى : بل أكثر هؤلاء الكافرين الضالين ، لا يعلمون كيف يميزون بين الحق والباطل لانطماس بصائرهم ، واستيلاء الجحود والحسد والعناد على قلوبهم .
وقال - سبحانه - ( بل أكثرهم . . ) للإِشعار بأن من هؤلاء الكافرين من يعلم الحق ويعرفه كما يعرف أبناءه ، ولكن الهوى والغرور والتقليد الباطل . . حال بينه وبين اتباع الحق .
هذا هو المثال الأول الذى ذكره الله - تعالى - للاستدلال على بطلان التسوية بين عبادة الله - تعالى - الخالق لكل شئ والمالك لكل شئ . . وبين عبادة غيره من الأصنام والجمادات التى لا تخلق شيئا ، ولا تملك شيئا ، ولا تضر ولا تنفع .
- البغوى : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ثم ضرب مثلا [ للكافرين والمؤمنين ] فقال جل ذكره : ( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ) هذا مثل الكافر ، رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا ، ( ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا ) هذا مثل المؤمن ، أعطاه الله مالا فعمل فيه بطاعة الله ، وأنفقه في رضاء الله ، سرا وجهرا ، فأثابه الله عليه الجنة . ( هل يستوون ) ولم يقل يستويان لمكان " من " وهو اسم يصلح للواحد والاثنين والجمع ، وكذلك قوله " لا يستطيعون " بالجمع لأجل ما .
معناه : هل يستوي هذا الفقير البخيل والغني السخي؟ كذلك لا يستوي الكافر العاصي والمؤمن المطيع . وروى ابن جريج عن عطاء في قوله تعالى : ( عبدا مملوكا ) أي : أبو جهل بن هشام ( ومن رزقناه منا رزقا حسنا ) أبو بكر الصديق رضي الله عنه . ثم قال :
( الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) يقول ليس الأمر كما تقولون ، ما للأوثان عندهم من يد ولا معروف فتحمد عليه ، إنما الحمد الكامل لله عز وجل ، لأنه المنعم والخالق والرازق ، ولكن أكثر الكفار لا يعلمون .
- ابن كثير : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
قال العوفي ، عن ابن عباس : هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن : وكذا قال قتادة ، واختاره ابن جرير .
والعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء مثل الكافر ، والمرزوق الرزق الحسن فهو ينفق منه سرا وجهرا هو المؤمن .
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : هو مثل مضروب للوثن وللحق تعالى ، فهل يستوي هذا وهذا ؟
ولما كان الفرق ما بينهما بينا واضحا ظاهرا لا يجهله إلا كل غبي ، قال [ الله ] تعالى : ( الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) [ ثم قال الله تعالى ]
- القرطبى : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
قوله تعالى : ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون
فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ضرب الله مثلا نبه - تعالى - على ضلالة المشركين ، وهو منتظم بما قبله من ذكر نعم الله عليهم وعدم مثل ذلك من آلهتهم . ضرب الله مثلا أي بين شبها ; ثم ذكر ذلك فقال : عبدا مملوكا أي كما لا يستوي عندكم عبد مملوك لا يقدر من أمره على شيء ورجل حر قد رزق رزقا حسنا فكذلك أنا وهذه الأصنام . فالذي هو مثال في هذه الآية هو عبد بهذه الصفة مملوك لا يقدر على شيء من المال ولا من أمر نفسه ، وإنما هو مسخر بإرادة سيده . ولا يلزم من الآية أن العبيد كلهم بهذه الصفة ; فإن النكرة في الإثبات لا تقتضي الشمول عند أهل اللسان كما تقدم ، وإنما تفيد واحدا ، فإذا كانت بعد أمر أو نهي أو مضافة إلى مصدر كانت للعموم الشيوعي ; كقوله : أعتق رجلا ولا تهن رجلا ، والمصدر كإعتاق رقبة ، فأي رجل أعتق فقد خرج عن عهدة الخطاب ، ويصح منه الاستثناء . وقال قتادة : هذا المثل للمؤمن والكافر ; فذهب قتادة إلى أن العبد المملوك هو الكافر ; لأنه لا ينتفع في الآخرة بشيء من عبادته ، وإلى أن معنى ومن رزقناه منا رزقا حسنا المؤمن . والأول عليه الجمهور من أهل التأويل . قال الأصم : المراد بالعبد المملوك الذي ربما يكون أشد من مولاه أسرا وأنضر وجها ، وهو لسيده ذليل لا يقدر إلا على ما أذن له فيه ; فقال الله - تعالى - ضربا للمثال . أي فإذا كان هذا شأنكم وشأن عبيدكم فكيف جعلتم أحجارا مواتا شركاء لله - تعالى - في خلقه وعبادته ، وهي لا تعقل ولا تسمع .
الثانية : فهم المسلمون من هذه الآية ومما قبلها نقصان رتبة العبد عن الحر في الملك ، وأنه لا يملك شيئا وإن ملك . قال أهل العراق : الرق ينافي الملك ، فلا يملك شيئا ألبتة بحال ، وهو قول الشافعي في الجديد ، وبه قال الحسن وابن سيرين . ومنهم من قال : يملك إلا أنه ناقص الملك ، لأن لسيده أن ينتزعه منه أي وقت شاء ، وهو قول مالك ومن اتبعه ، وبه قال الشافعي في القديم . وهو قول أهل الظاهر ; ولهذا قال أصحابنا : لا تجب عليه عبادة الأموال من زكاة وكفارات ، ولا من عبادات الأبدان ما يقطعه عن خدمة سيده كالحج والجهاد وغير ذلك . وفائدة هذه المسألة أن سيده لو ملكه جارية جاز له أن يطأها بملك اليمين ، ولو ملكه أربعين من الغنم فحال عليها الحول لم تجب على السيد زكاتها لأنها ملك غيره ، ولا على العبد لأن ملكه غير مستقر . والعراقي يقول : لا يجوز له أن يطأ الجارية ، والزكاة في النصاب واجبة على السيد كما كانت . ودلائل هذه المسألة للفريقين في كتب الخلاف . وأدل دليل لنا قوله - تعالى - : الله الذي خلقكم ثم رزقكم فسوى بين العبد والحر في الرزق والخلق . وقال - عليه السلام - : من أعتق عبدا وله مال . . . فأضاف المال إليه . وكان ابن عمر يرى عبده يتسرى في ماله فلا يعيب عليه ذلك . وروي عن ابن عباس أن عبدا له طلق امرأته طلقتين فأمره أن يرتجعها بملك اليمين ; فهذا دليل على أنه يملك ما بيده ويفعل فيه ما يفعل المالك في ملكه ما لم ينتزعه سيده . والله أعلم .
الثالثة : وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن طلاق العبد بيد سيده ، وعلى أن بيع الأمة طلاقها ; معولا على قوله - تعالى - : لا يقدر على شيء . قال : فظاهره يفيد أنه لا يقدر على شيء أصلا ، لا على الملك ولا على غيره فهو على عمومه ، إلا أن يدل دليل على خلافه . وفيما ذكرناه عن ابن عمر وابن عباس ما يدل على التخصيص . والله - تعالى - أعلم .
الرابعة : قال أبو منصور في عقيدته : الرزق ما وقع الاغتذاء به . وهذه الآية ترد هذا التخصيص ; وكذلك قوله - تعالى - : ومما رزقناهم ينفقون . و أنفقوا مما رزقناكم وغير ذلك من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : جعل رزقي تحت ظل رمحي وقوله : أرزاق أمتي في سنابك خيلها وأسنة رماحها . فالغنيمة كلها رزق ، وكل ما صح به الانتفاع فهو رزق ، وهو مراتب : أعلاها ما يغذي . وقد حصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوه الانتفاع في قوله : يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت . وفي معنى اللباس يدخل الركوب وغير ذلك . وفي ألسنة المحدثين : السماع رزق ، يعنون سماع الحديث ، وهو صحيح .
الخامسة : قوله تعالى : ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هو المؤمن ، يطيع الله في نفسه وماله . والكافر ما لم ينفق في الطاعة صار كالعبد الذي لا يملك شيئا .
هل يستوون أي لا يستوون ، ولم يقل يستويان لمكان من لأنه اسم مبهم يصلح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث . وقيل : إن عبدا مملوكا ، ومن رزقناه أريد بهما الشيوع في الجنس .
الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون أي هو مستحق للحمد دون ما يعبدون من دونه ; إذ لا نعمة للأصنام عليهم من يد ولا معروف فتحمد عليه ، إنما الحمد الكامل لله ; لأنه المنعم الخالق .
بل أكثرهم أي أكثر المشركين .
لا يعلمون أن الحمد لي ، وجميع النعمة مني . وذكر الأكثر وهو يريد الجميع ، فهو خاص أريد به التعميم . وقيل : أي بل أكثر الخلق لا يعلمون ، وذلك أن أكثرهم المشركون .
- الطبرى : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
يقول تعالى ذكره: وشَبَّه لكم شَبها أيها الناس للكافر من عبيده، والمؤمن به منهم. فأما مثَل الكافر: فإنه لا يعمل بطاعة الله، ولا يأتي خيرا، ولا ينفق في شيء من سبيل الله ماله لغلبة خذلان الله عليه، كالعبد المملوك ، الذي لا يقدر على شيء فينفقه. وأما المؤمن بالله فإنه يعمل بطاعة الله ، وينفق في سبيله ماله كالحر الذي آتاه الله مالا فهو ينفق منه سرّا وجهرا، يقول: بعلم من الناس وغير علم ( هَلْ يَسْتَوُونَ ) يقول هل يستوي العبد الذي لا يملك شيئا ولا يقدر عليه، وهذا الحرّ الذي قد رزقه الله رزقًا حسنًا فهو ينفق كما وَصَف ، فكذلك لا يستوي الكافر العامل بمعاصي الله المخالف أمره ، والمؤمن العامل بطاعته.
وبنحو ما قلنا في ذلك كان بعض أهل العلم يقول.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ) هذا مثل ضربه الله للكافر، رزقه مالا فلم يقدم فيه خيرا ولم يعمل فيه بطاعة الله، قال الله تعالى ذكره ( وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا ) فهذا المؤمن أعطاه الله مالا فعمل فيه بطاعة الله وأخذ بالشكر ومعرفة حق الله، فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لأهله في الجنة، قال الله تعالى ذكره هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا والله ما يستويان ( الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ).
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ) قال: هو الكافر لا يعمل بطاعة الله ولا ينفق خيرا( وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا ) قال: المؤمن يطيع الله في نفسه وماله.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ) يعني: الكافر أنه لا يستطيع أن ينفق نفقة في سبيل الله ( وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ) يعني المؤمن، وهذا المثل في النفقة.
وقوله ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) يقول: الحمد الكامل لله خالصًا دون ما تَدْعُون أيها القوم من دونه من الأوثان فإياه فاحمدوا دونها.
وقوله ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) يقول: ما الأمر كما تفعلون، ولا القول كما تقولون، ما للأوثان عندهم من يد ولا معروف فتُحْمد عليه، إنما الحمد لله ، ولكن أكثر هؤلاء الكفرة الذين يعبدونها لا يعلمون أن ذلك كذلك، فهم بجهلهم بما يأتون ويَذَرون يجعلونها لله شركاء في العبادة والحمد.
وكان مجاهد يقول: ضرب الله هذا المثل، والمثل الآخر بعده لنفسه، والآلهة التي تعبد من دونه.
- ابن عاشور : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
أعقب زجرهم عن أن يشبّهوا الله بخلقه أو أن يشبّهوا الخلق بربّهم بتمثيل حالهم في ذلك بحال من مثل عبداً بسيّده في الإنفاق ، فجملة { ضرب الله مثلاً عبداً } الخ مستأنفة استئنافاً بيانياً ناشئاً عن قوله تعالى : { ويعبدون من دون الله ما لا يملك رزقاً من السموات والأرض شيئاً ولا يستطيعون } [ سورة النحل : 73 ].
فشبّه حال أصنامهم في العجز عن رزقهم بحال مملوك لا يقدر على تصرّف في نفسه ولا يملك مالاً ، وشبّه شأن الله تعالى في رَزقه إيّاهم بحال الغنيّ المالك أمر نفسه بما شاء من إنفاق وغيره ، ومعرفة الحالين المشبّهتين يدلّ عليها المقام ، والمقصود نفي المماثلة بين الحالتيْن ، فكيف يزعمون مماثلة أصنامهم لله تعالى في الإلهية ، ولذلك أعقب بجملة { هل يستوون }.
وذيّل هذا التمثيل بقوله تعالى : { بل أكثرهم لا يعلمون } كما في سورة إبراهيم ( 26 ) { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة } إلى قوله تعالى : { ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة } الآية ، فإن المقصود في المقامين متّحد ، والاختلافُ في الأسلوب إنما يومىء إلى الفرق بين المقصود أولاً والمقصود ثانياً كما أشرنا إليه هنالك .
والعبد : الإنسان الذي يملكه إنسان آخر بالأسر أو بالشّراء أو بالإرث .
وقد وُصف { عبداً } هنا بقوله : { مملوكاً } تأكيداً للمعنى المقصود وإشعاراً لما في لفظ عبد من معنى المملوكية المقتضية أنه لا يتصرّف في عمله تصرف الحرّية .
وانتصب { عبداً } على البدلية من قوله تعالى : { مثلاً } وهو على تقدير مضاف ، أي حال بعد ، لأن المثل هو للهيئة المنتزعة من مجموع هذه الصّفات . وجملة { لا يقدر على شيء } صفة { عبداً } ، أي عاجزاً عن كلّ ما يقدر عليه الناس ، كأن يكون أعمى وزمناً وأصمّ ، بحيث يكون أقل العبيد فائدة .
فهذا مَثَل لأصنامهم ، كما قال تعالى : { والذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون أموات غير أحياء } [ سورة النحل : 20 ] ، وقوله تعالى : { إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً } [ سورة العنكبوت : 17 ].
ومن } موصولة ما صدْقها حُرّ ، بقرينة أنه وقع في مقابلة عبد مملوك ، وأنه وصف بالرزق الحسن فهو ينفق منه سرّاً وجهراً ، أي كيف شاء . وهذا من تصرّفات الأحرار ، لأن العبيد لا يملكون رزقاً في عرف العرب . وأما حكم تملّك العبد مالاً في الإسلام فذلك يرجع إلى أدلّة أخرى من أصول الشريعة الإسلامية ولا علاقة لهذه الآية به .
والرزق : هنا اسم للشيء المرزوق به .
والحَسن : الذي لا يشوبه قبح في نوعه مثل قِلّة وجدان وقت الحاجة ، أو إسراع فسادٍ إليه كسوس البُرّ ، أو رداءة كالحشف . ووجه الشبه هو المعنى الحاصل في حال المشبّه به من الحقارة وعدم أهليّة التصرّف والعجز عن كل عمل ، ومن حال الحرية والغنى والتصرّف كيف يشاء .
وجعلت جملة { فهو ينفق منه } مفرّعة على التي قبلها دون أن تجعل صفة للرزق للدّلالة على أن مضمون كلتا الجملتين مقصودٌ لذاته كمالٌ في موصوفه ، فكونه صاحب رزق حَسَن كمال ، وكونه يتصرّف في رزقه بالإعطاء كمال آخر ، وكلاهما بضدّ نقائص المملوك الذي لا يقدر على شيء من الإنفاق ولا ما ينفق منه .
وجعل المسند فعلاً للدّلالة على التقوّي ، أي ينفق إنفاقاً ثابتاً . وجعل الفعل مضارعاً للدّلالة على التجدّد والتكرر . أي ينفق ويزيد .
و { سراً وجهراً } حالان من ضمير { ينفق } ، وهما مصدران مؤوّلان بالصّفة ، أي مُسرّاً وجاهراً بإنفاقه . والمقصود من ذكرهما تعميم الإنفاق ، كناية عن استقلال التصرّف وعدم الوقاية من مانع إيّاه عن الإنفاق .
وهذا مثَل لغنى الله تعالى وجوده على الناس .
وجملة { هل يستوون } بيان لجملة { ضرب الله مثلاً } ، فبُيّن غرض التشبيه بأنّ المثل مراد منه عدم تساوي الحالتين ليستدلّ به على عدم مساواة أصحاب الحالة الأولى لصاحب الصّفة المشبّهة بالحالة الثانية .
والاستفهام مستعمل في الإنكار .
وأما جملة { الحمد لله } فمعترضة بين الاستفهام المفيد للنفي وبين الإضراب ب { بل } الانتقالية . والمقصود من هذه الجملة أنه تبيّن من المثل اختصاص الله بالإنعام فوجب أن يختصّ بالشكر وأن أصنامهم لا تستحقّ أن تشكر .
ولما كان الحمد مظهراً من مظاهر الشكر في مظهر النّطق جعل كناية عن الشكر هنا ، إذ كان الكلام على إخلال المشركين بواجب الشكر إذْ أثنوا على الأصنام وتركوا الثناء على الله ، وفي الحديث « الحمدُ رأس الشّكر » . جيء بهذه الجملة البليغة الدّلالة المفيدة انحصار الحمد في مِلْك الله تعالى ، وهو إما حصر ادّعائي لأن الحمد إنما يكون على نعمة ، وغير الله إذا أنعم فإنما إنعامه مظهر لنعمة الله تعالى التي جرت على يديه ، كما تقدم في صدر سورة الفاتحة ، وإما قصر إضافي قصرَ إفراد للردّ على المشركين إذ قسموا حمدهم بين الله وبين آلهتهم .
ومناسبة هذا الاعتراض هنا تقدُّم قوله تعالى : { وبنعمت الله هم يكفرون } [ سورة النحل : 72 ] { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً } [ سورة النحل : 73 ]. فلما ضرب لهم المثل المبيّن لخطئهم وأعقب بجملة { هل يستوون } ثُني عنان الكلام إلى الحمد لله لا للأصنام .
وجملة { بل أكثرهم لا يعلمون } إضراب للانتقال من الاستدلال عليهم إلى تجهيلهم في عقيدتهم .
وأسند نفي العلم إلى أكثرهم لأن منهم من يعلم الحقّ ويكابر استبقاء للسيادة واستجلاباً لطاعة دهمائهم ، فهذا ذَمّ لأكثرهم بالصراحة وهو ذمّ لأقلّهم بوصمة المكابرة والعناد بطريق التعريض .
وهذا نظير قوله تعالى في سورة الزمر ( 29 ) { ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلَما لرجل هل يستويان مثلاً الحمدُ لله بل أكثرهم لا يعلمون } وإنما جاءت صيغة الجمع في قوله تعالى هل يستوون } لمراعاة أصحاب الهيئة المشبّهة ، لأنها أصنام كثيرة كل واحد منها مشبّه بعبد مملوك لا يقدر على شيء ، فصيغة الجمع هنا تجريد للتمثيلية ، أي هل يستوي أولئك مع الإله الحقّ القادر المتصرّف . وإنما أجري ضمير جمعهم على صيغة جمع العالم تغليباً لجانب أحد التمثيلين وهو جانب الإله القادر .
- إعراب القرآن : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
«ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا» ماض ولفظ الجلالة فاعله ومثلا مفعوله «عَبْداً» بدل من مثلا «مَمْلُوكاً» صفة والجملة مستأنفة «لا يَقْدِرُ» لا نافية ومضارع وفاعله مستتر والجملة صفة ثانية لعبدا «عَلى شَيْ ءٍ» متعلقان بيقدر «وَمَنْ» الواو عاطفة من معطوفة على عبدا ومن اسم موصول «رَزَقْناهُ» فعل ماض وفاعله ومفعوله الأول والجملة صلة «مِنَّا» متعلقان برزقناه «رِزْقاً» مفعول به ثان «حَسَناً» صفة «فَهُوَ» الفاء عاطفة هو مبتدأ والجملة معطوفة «يُنْفِقُ» مضارع وفاعله مستتر والجملة خبر «مِنْهُ» متعلقان بينفق «سِرًّا» حال «وَجَهْراً» معطوفة على سرا «هَلْ» حرف استفهام «يَسْتَوُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة مستأنفة «الْحَمْدُ» مبتدأ «لِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بالخبر المحذوف والجملة مستأنفة «بَلْ» حرف إضراب «أَكْثَرُهُمْ» مبتدأ والهاء مضاف إليه والجملة مستأنفة «لا يَعْلَمُونَ» لا نافية ويعلمون مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر.
- English - Sahih International : Allah presents an example a slave [who is] owned and unable to do a thing and he to whom We have provided from Us good provision so he spends from it secretly and publicly Can they be equal Praise to Allah But most of them do not know
- English - Tafheem -Maududi : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(16:75) Allah cites a similitude *66 (of two men): one of them is a slave, who is owned by another and has no power over anything. There is the other man whom We Ourselves have provided with a fair provision from which he freely spends openly and secretly. (Ask them): "Are these two men equal?"-May God be praised! *67 But most people do not mderstand (this simple thing). *68
- Français - Hamidullah : Allah propose en parabole un esclave appartenant [à son maître] dépourvu de tout pouvoir et un homme à qui Nous avons accordé de Notre part une bonne attribution dont il dépense en secret et en public [Ces deux hommes] sont-ils égaux Louange à Allah Mais la plupart d'entre eux ne savent pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah prägt das Gleichnis eines leibeigenen Dieners der über nichts Macht hat und jemandes dem Wir von Uns her eine schöne Versorgung gewährt haben so daß er davon heimlich und offen ausgibt Sind sie etwa gleich Alles Lob gehört Allah Nein Vielmehr wissen die meisten von ihnen nicht
- Spanish - Cortes : Alá propone un símil un esclavo propiedad de otro incapaz de nada y un hombre a quien Nosotros hemos proveído de bello sustento del que da limosna en í secreto o en público ¿Son acaso iguales ¡Alabado sea Alá Pero la mayoría no saben
- Português - El Hayek : Deus põe em comparação um escravo subserviente que nada possui com um livre que temos agraciado prodigamente eque esbanja íntima e manifestamente Poderão acaso equipararse Louvado seja Deus Porém a maioria o ignora
- Россию - Кулиев : Аллах привел притчу о рабе который принадлежит другому и ни на что не способен и человеке которому Мы даровали прекрасный удел и который расходует его тайно и открыто Равны ли они Хвала Аллаху Но большая часть людей не знает этого
- Кулиев -ас-Саади : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
Аллах привел притчу о рабе, который принадлежит другому и ни на что не способен, и человеке, которому Мы даровали прекрасный удел и который расходует его тайно и открыто. Равны ли они? Хвала Аллаху! Но большая часть людей не знает этого.В этом и последующем аятах Всевышний привел две притчи о себе и тех, кому многобожники поклоняются вместо Него. В первой притче говорится о рабе, который не имеет никаких земных богатств и не может распоряжаться даже собственной судьбой, а также свободном и богатом человеке, которого Аллах почтил прекрасным уделом и всевозможными благами. Этот богач является великодушным человеком, любит делать добро и раздает пожертвования тайно и открыто. Разве можно сравнить этих двоих мужчин? Безусловно, они не равны. Их невозможно сравнить, несмотря на то, что они оба являются творениями. И если это так, то как осмеливаются многобожники сравнивать рабов, которые не обладают и не могут обладать властью и могуществом, которые испытывают всестороннюю нужду и зависимость, с Господом Богом, Который правит всеми творениями и властен над всем сущим?!! Затем Всевышний Аллах возвестил о том, что Ему надлежит самая совершенная и самая всеобъемлющая хвала. И словно отвечая на вопрос о том, почему многобожники равняют Его с творениями, Аллах сказал, что большинство из них не обладают знаниями. Но если бы они обладали настоящими знаниями, то не осмеливались бы исповедовать величайшее многобожие.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah hiçbir şeye gücü yetmeyen ve başkasının malı olan bir köle ile kendisine verdiğimiz güzel nimetlerden gizlice ve açıkça sarfeden kimseyi misal gösterir Hiç bunlar eşit olur mu Övülmeğe layık olan Allah'tır fakat çoğu bilmezler
- Italiano - Piccardo : Allah vi propone la metafora di un servo uno schiavo senza alcun potere e di un uomo al quale abbiamo dato risorse notevoli e delle quali in pubblico e in privato fa elemosine Sono forse uguali Lode ad Allah ma la maggior parte di loro non lo sa
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا نموونهی هێناوهتهوه به کهسێکی بهنده که بێ دهسهڵاتهو هیچ شتێکی نیه له بهرامبهر ئهو کهسهدا که له ڕزق و ڕۆزی چاك و زۆر بههرهوهرمان کردووه به ئارهزووی خۆی لێی دهبهخشێت بهنهێنی و ئاشکرا ئایا ئهو دوو کهسه وهك یهکن سوپاس و ستایش بۆ خوا که پهروهردگارێکی کاربهجێ یه بهڵام زۆربهی ئهو خهڵکه نازانن و لهم ڕاستیانه سهریان دهرناچێت چونکه تهنها دنیا دهبینن
- اردو - جالندربرى : خدا ایک اور مثال بیان فرماتا ہے کہ ایک غلام ہے جو بالکل دوسرے کے اختیار میں ہے اور کسی چیز پر قدرت نہیں رکھتا اور ایک ایسا شخص ہے جس کو ہم نے اپنے ہاں سے بہت سا مال طیب عطا فرمایا ہے اور وہ اس میں سے رات دن پوشیدہ اور ظاہر خرچ کرتا رہتا ہے تو کیا یہ دونوں شخص برابر ہیں ہرگز نہیں الحمدلله لیکن ان میں سے اکثر لوگ نہیں سمجھ رکھتے
- Bosanski - Korkut : Allah navodi kao primjer roba u tuđem vlasništvu koji ništa nema i onoga koga smo Mi bogato obdarili i koji udjeljuje iz toga i tajno i javno – zar su oni jednaki Neka je hvaljen Allah Ali većina njih ne zna
- Swedish - Bernström : Gud framställer liknelsen om [två män] en slav som tillhör en annan man och som inte kan företa sig något [på egen hand] och en man som Vi har skänkt god försörjning och som ger av sitt både när ingen ser det och öppet inför alla Är dessa två jämförbara Gud ske lov [för denna liknelse] Men de flesta [av dem] inser inte [den skillnad som här råder]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Allah membuat perumpamaan dengan seorang hamba sahaya yang dimiliki yang tidak dapat bertindak terhadap sesuatupun dan seorang yang Kami beri rezeki yang baik dari Kami lalu dia menafkahkan sebagian dari rezeki itu secara sembunyi dan secara terangterangan adakah mereka itu sama Segala puji hanya bagi Allah tetapi kebanyakan mereka tiada mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(Allah membuat perumpamaan) lafal matsalan ini kemudian dijelaskan oleh badalnya yaitu (dengan seorang hamba sahaya yang dimiliki) lafal mamlukan ini berkedudukan menjadi sifat dari lafal `abdan, dimaksud untuk membedakannya dari manusia yang merdeka, karena manusia yang merdeka disebutkan dengan istilah Abdullaah atau hamba Allah (yang tidak dapat bertindak terhadap sesuatu) karena ia tidak memiliki apa pun (dan seorang) lafal man di sini nakirah maushufah, artinya seorang yang merdeka, bukan hamba sahaya (yang Kami beri rezeki yang baik dari Kami, lalu dia menafkahkan sebagian dari rezeki itu secara sembunyi dan secara terang-terangan) artinya dia menafkahkannya sekehendak hatinya. Misal yang pertama untuk menggambarkan tentang berhala dan misal yang kedua untuk menggambarkan tentang Allah swt. (adakah mereka itu sama?) antara hamba sahaya dan orang merdeka yang bebas dalam bertindak; tentu saja tidak. (Segala puji bagi Allah) semata (tetapi kebanyakan mereka) yakni penduduk kota Mekah (tidak mengetahui) apa yang bakal menimpa mereka kelak yaitu berupa azab, yang karena ketidaktahuan mereka itu akhirnya mereka menyekutukan Allah swt.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ একটি দৃষ্টান্ত বর্ণনা করেছেন অপরের মালিকানাধীন গোলামের যে কোন কিছুর উপর শক্তি রাখে না এবং এমন একজন যাকে আমি নিজের পক্ষ থেকে চমৎকার রুযী দিয়েছি। অতএব সে তা থেকে ব্যয় করে গোপনে ও প্রকাশ্যে উভয়ে কি সমান হয় সব প্রশংসা আল্লাহর কিন্তু অনেক মানুষ জানে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ் இருவரை உதாரணம் கூறுகிறான்; பிறிதொருவனுக்கு உடமைக்கப்பட்ட எந்தப் பொருளின் மீதும் அதிகார உரிமை பெறாத ஓர் அடிமை மற்றொருவனோ நம்மிடமிருந்து அவனுக்கு நல்ல உணவும் மற்றும் பொருள்களும் கொடுத்திருக்கின்றோம்; அவனும் அவற்றிலிருந்து இரகசியமாகவும் பகிரங்கமாகவும் நம் வழியில் செலவு செய்கிறான் இவ்விருவரும் சமமாவாரா அல்ஹம்து லில்லாஹ் புகழ் எல்லாம் அல்லாஹ்வுக்கே என்றாலும் அவர்களில் பெரும் பாலோர் இதனை அறிந்து கொள்வதில்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อัลลอฮ์ทรงยกอุทาหรณ์ถึงบ่าวผู้เป็นทาสไม่มีอำนาจในสิ่งใด กับผู้ที่เราได้ให้ปัจจัยยังชีพที่ดีจากเราแก่เขา แล้วก็เขาบริจาคมันโดยทางลับและเปิดเผย พวกเขาจะเท่าเทียมกันละหรือ บรรดาการสรรเสริญเป็นของอัลลอฮ์ แต่ทว่าส่วนมากของพวกเขาไม่รู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ ҳеч нарсага қодир бўлмайдиган мамлукқул билан Биз уни яхши ризқ ила ризқлантирган ва ўшандан махфий ва ошкоро инфоқ қиладиган кимсани зарбул масал қиладир Улар тенг бўладиларми Ҳамду сано Аллоҳгадир Лекин кўплари билмаслар Ушбу мисол ояти карима нозил бўлган жойдаги араб жоҳилий жамияти воқеълигидан олингандир Исломни инкор этиб Аллоҳга ширк келтираётганларнинг бошлиқлари Қурайшнинг зодагонбойлари эди У даврдаги бойларнинг мамлукқуллари бор эди Бу қуллар эгасига мулк ўзлари ҳеч нарсага ҳақсиз бир жонзот эди Кўп ризқу рўзга эга бўлиб ҳаммага хайру эҳсон қилаётган хўжайин билан унинг ҳеч нарсаси йўқ мамлук қули тенг бўладими Албатта тенг эмаслар Демак ҳамманинг холиқи ва розиқи Аллоҳ таоло билан ҳеч нарсага қодир бўлмаган мушриклар ибодат қилаётган бутлар ҳам тенг бўла олмайдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 真主打一个比喻:一个奴隶,不能自由处理任何事务,一个自由人,我赏赐他忧厚的给养,而他秘密地和公开地加以施舍;他们俩人是一样的吗?一切赞颂,全归真主!但他们大半不知道。
- Melayu - Basmeih : Allah memberikan satu misal perbandingan Seorang hamba abdi yang menjadi milik orang yang tidak berkuasa melakukan dengan bebasnya sesuatupun; dan seorang lagi yang merdeka yang Kami kurniakan kepadanya pemberian yang baik harta kekayaan dari Kami maka dia pun membelanjakan hartanya dengan bebasnya sama ada secara bersembunyi atau terbuka adakah kedua orang itu sama Segala puji tertentu bagi Allah dan Allah jualah yang berhak disembah tetapi kebanyakan mereka yang musyrik tidak mengetahui hakikat tauhid itu
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu ka yeelay tusaale Addoon la leeyahay oon Waxba karin iyo Ruux aannu ku Arzaaqnay rizqi fiican oo u bixin qarsoodi iyo muuqaalba Ma isku midbaa Mahad Eebaa iska leh Badankooduse wax ma oga
- Hausa - Gumi : Allah Yã buga wani misali da wani bãwa wanda bã ya iya sãmun ĩko a kan yin kõme da wani bãwa wanda Muka azurtã shi daga gare Mu da arziki mai kyau Sa'an nan shĩ yanã ciyarwa daga arzikin a asirce da bayyane Shin sunã daidaita Gõdiya ta tabbata ga Allah Ã'a mafi yawansu ba su sani ba
- Swahili - Al-Barwani : Mwenyezi Mungu anapiga mfano wa mtumwa aliye milikiwa asiye weza kitu na mwingine tuliye mruzuku riziki njema inayo toka kwetu naye akawa anatoa katika riziki hiyo kwa siri na dhaahiri Je hao watakuwa sawa Alhamdu Lillahi Kuhimidiwa kote ni kwa Mwenyezi Mungu Lakini wengi wao hawajui
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia ka bërë krahasim shembullin e skllavit që s’ka mundësi për asgjë dhe atë që e kemi furnizuar Ne me dhuntitë e mira e ai nga ato – jep fshehtazi dhe haptazi A janë këta njëlloj Falenderimi është për Perëndinë Por shumica e tyre nuk dinë
- فارسى - آیتی : خدا برده زرخريدى را مثَل مىزند كه هيچ قدرتى ندارد، و كسى را كه از جانب خويش رزق نيكويش دادهايم و در نهان و آشكارا انفاق مىكند. آيا اين دو برابرند؟ سپاس خاص خداست، ولى بيشترشان نادانند.
- tajeki - Оятӣ : Худо ғуломи зархаридеро мисол меорад, ки ҳеҷ қудрате надорад ва касеро, ки аз ҷониби худ ризқи некӯяш додаем ва дар ниҳону ошкоро нафақа мекунад. Оё ин ду баробаранд? Шукр хоси Худост, вале бештарашон нодонанд.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ بۇنداق بىر مىسال كەلتۈرىدۇ: ھېچقانداق ئىشنى ئۆز ئالدىغا بىر تەرەپ قىلالمايدىغان بىر قۇل بىز ئوبدان رىزىق (يەنى مال - مۈلۈك) ئاتا قىلغان ۋە ئۇنى يوشۇرۇن ياكى ئاشكارا يوسۇندا سەدىقە قىلىپ تۇرغان (ھۆر - ئەركىن) ئادەم بىلەن ئوخشاشمۇ؟ (يەنى ھېچ نەرسىگە ئىگە بولمىغان قۇلغا ئوخشايدىغان بۇتلارنى ھەممىگە ئىگە بولغان ۋە كائىناتنى خالىغانچە تەسەررۇپ قىلىدىغان اﷲ بىلەن قانداقمۇ تەڭلەشتۈرگىلى بولسۇن؟) جىمى ھەمدۇسانا اﷲ قا خاستۇر! ئۇلار (يەنى كاپىرلار) نىڭ تولىسى (ھەمدۇساناغا اﷲ لايىق ئىكەنلىكىنى، بۇتلارنىڭ ھەمدۇساناغا ۋە ئىبادەتكە لايىق ئەمەسلىكىنى) ئۇقمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു ഒരുദാഹരണം സമര്പ്പിക്കുന്നു: ഒരാള് മറ്റൊരാളുടെ ഉടമയിലുള്ള അടിമയാണ്. അയാള്ക്കൊന്നിനും കഴിയില്ല; മറ്റൊരാള്, നാം നമ്മുടെ വകയായി നല്കിയ ഉത്തമമായ ആഹാരപദാര്ഥങ്ങളില് നിന്ന് രഹസ്യമായും പരസ്യമായും ചെലവഴിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നു. അവരിരുവരും തുല്യരാണോ? അല്ലാഹുവിന് സ്തുതി. എങ്കിലും അവരിലേറെ പേരും കാര്യം മനസ്സിലാക്കുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : ضرب الله مثلا بين فيه فساد عقيده اهل الشرك رجلا مملوكا عاجزا عن التصرف لا يملك شيئا ورجلا اخر حرا له مال حلال رزقه الله به يملك التصرف فيه ويعطي منه في الخفاء والعلن فهل يقول عاقل بالتساوي بين الرجلين فكذلك الله الخالق المالك المتصرف لا يستوي مع خلقه وعبيده فكيف تسوون بينهما الحمد لله وحده فهو المستحق للحمد والثناء بل اكثر المشركين لا يعلمون ان الحمد والنعمه لله وانه وحده المستحق للعباده
*66) In the preceding verse, the mushriks were told not to make comparisons between AIlah and His creatures, for there is nothing like Him. As the bases of their comparison were wrong, their conclusions were also misleading. In this verse appropriate similitudes have been cited and right comparisons have been made to lead them to Reality.
*67) Between the last question and "May God be praised! " there is a gap which is to be filled with the help of the latter. When the question was posed, obviously the mushriks could not say that the two men were equal. So some of them would have admitted that they were not equal, while the others would have kept quiet for fear that in case of admission, they would have to abide by its logical conclusion, that is, the admission of refutation of the doctrine of shirk. Therefore, the words, "May God be praised !" have been put in the mouth of the Prophet in answer to both kinds of the response to the question. In the first case, it would mean: "May God be praised! you have admitted at least so much" . In the second case, it would mean: "May God be praised! you have kept quiet in spilte of alI your obduracy and have not had the audacity to say that both were equal" .
*68) " . . . . most people do not understand (this simple thing)" that while they feel and carefully observe the distinction between those who have powers and those who are powerless, they neither feel nor observe the clear distinction between the Creator and His creation. That is why they associate the creatures with the Creator in His Attributes and Powers and show the kind of allegiance to them as is the exclusive right of the Creator. The pity is that in their everyday life, they would beg for sane thing from the master of the house and not from the servants but in contrast to this, they would beg for their needs from the servants of Allah and not from Him.