- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْـًٔا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ۙ لعلكم تشكرون
- عربى - التفسير الميسر : والله سبحانه وتعالى أخرجكم مِن بطون أمهاتكم بعد مدة الحمل، لا تدركون شيئًا مما حولكم، وجعل لكم وسائل الإدراك من السمع والبصر والقلوب؛ لعلكم تشكرون لله تعالى على تلك النعم، وتفردونه عز وجل بالعبادة.
- السعدى : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
أي: هو المنفرد بهذه النعم حيث { أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا } ولا تقدرون على شيء ثم إنه { جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ } خص هذه الأعضاء الثلاثة، لشرفها وفضلها ولأنها مفتاح لكل علم، فلا وصل للعبد علم إلا من أحد هذه الأبواب الثلاثة وإلا فسائر الأعضاء والقوى الظاهرة والباطنة هو الذي أعطاهم إياها، وجعل ينميها فيهم شيئا فشيئا إلى أن يصل كل أحد إلى الحالة اللائقة به، وذلك لأجل أن يشكروا الله، باستعمال ما أعطاهم من هذه الجوارح في طاعة الله، فمن استعملها في غير ذلك كانت حجة عليه وقابل النعمة بأقبح المقابلة.
- الوسيط لطنطاوي : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
ثم ساق - تعالى - بعد ذلك أنواعا من نعمه على عباده فقال : ( والله أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً ) . أى : والله - تعالى - وحده هو الذى أخرجكم - أيها الناس - من بطون أمهاتكم إلى هذه الدنيا ، وأنتم لا تعلمون شيئا لا من العلم الدنيوى ولا من العلم الدينى ، ولا تعرفون ما يضركم أو ينفعكم ، والجملة الكريمة معطوفة على قوله - تعالى - قبل ذلك :
( والله جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً . . ) وجملة ( لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً ) حال من الكاف فى ( أخرجكم ) .
وقوله - سبحانه - ( وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) نعمة ثانية من نعمة الله - سبحانه - التى لا تحصى .
أى : أن من نعمة الله - تعالى - أنه أخرجكم من بطون أمهاتكم - بعد أن مكثتم فيها شهورا تحت كلاءته ورعايته - وأنتم لا تعرفون شيئا ، وركب فيكم بقدرته النافذة ، وحكمته البالغة ، ( السمع ) الذى تسمعون به ، والبصر الذى بواسطته تبصرون ، ( والأفئدة ) التى عن طريقها تعقلون وتفقهون ، لعلكم بسبب كل هذه النعم التى أنعمها عليكم ، تشكرونه حق الشكر ، بأن تخلصوا له العبادة والطاعة ، وتستعملوا نعمه فى مواضعها التى وجدت من أجلها .
قال الجمل : وجملة : ( وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار . . . ) ابتدائية ، أو معطوفة على ماقبلها ، والواو لا تقتضى ترتيبا ، فلا ينافى أن هذا الجعل قبل الإِخراج من البطون . ونكتة تأخيره - أى الجعل - أن السمع ونحوه من آلات الادراك ، إنما يعتد به إذا أحس الإِنسان وأدرك وذلك لا يكون إلا بعد الإِخراج . وقدم السمع على البصر ، لأنه طريق تلقى الوحى ، أو لأن إدراكه أقدم ، من إدراك البصر . وإفراده - أى السمع - باعتبار كونه مصدرا فى الأصل . . . .
وقال الإِمام ابن كثير : " وهذه القوى والحواس تحصل للإِنسان على التدريج قليلا قليلا حتى يبلغ أشده . وإنما جعل - تعالى - هذه الحواس فى الإِنسان ليتمكن بها من عبادة ربه ، فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه كما جاء فى صحيح البخارى عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقول تعالى - " من عادى لى وليا فقد بارزنى بالحرب . وما تقرب إلى عبدى بشئ أفضل مما افترضت عليه ، ولايزال عبدى يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ، وبصره الذى يبصر به ، ويده التى يبطش بها ، ورجله التى يمشى بها ، ولئن سألنى لأعطينه ، ولئن دعانى لأجيبنه ولئن استعاذ بى لأعيذنه ، وماترددت فى شئ أنا فاعله ترددى فى قبض نفس عبدى المؤمن ، يكره الموت ، وأكره مساءته ، ولابد له منه " .
فمعنى الحديث أن العبد إذا أخلص الطاعة ، صارت أفعاله كلها لله ، فلا يسمع إلا لله ، ولا يبصر إلا لله أى : لما شرعه الله له . . .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - ( قُلْ هُوَ الذي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ).
- البغوى : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
قوله عز وجل : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم ) قرأ الكسائي " بطون إمهاتكم " بكسر الهمزة ، وقرأ حمزة بكسر الميم والهمزة ، والباقون بضم الهمزة وفتح الميم ، ( لا تعلمون شيئا ) تم الكلام ، ثم ابتدأ فقال جل وعلا ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) لأن الله تعالى جعل هذه الأشياء لهم قبل الخروج من بطون الأمهات ، وإنما أعطاهم العلم بعد الخروج ، ( لعلكم تشكرون ) نعمة الله .
- ابن كثير : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
م ذكر تعالى منته على عباده في إخراجه إياهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ، ثم بعد هذا يرزقهم تعالى السمع الذي به يدركون الأصوات ، والأبصار اللاتي بها يحسون المرئيات ، والأفئدة - وهي العقول - التي مركزها القلب على الصحيح ، وقيل : الدماغ والعقل به يميز بين الأشياء ضارها ونافعها . وهذه القوى والحواس تحصل للإنسان على التدريج قليلا قليلا كلما كبر زيد في سمعه وبصره وعقله حتى يبلغ أشده .
وإنما جعل تعالى هذه في الإنسان ؛ ليتمكن بها من عبادة ربه تعالى ، فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه ، كما جاء في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " يقول تعالى : من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن دعاني لأجيبنه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ، ولا بد له منه " .
فمعنى الحديث : أن العبد إذا أخلص الطاعة صارت أفعاله كلها لله - عز وجل - فلا يسمع إلا الله ، ولا يبصر إلا الله ، أي : ما شرعه الله له ، ولا يبطش ولا يمشي إلا في طاعة الله - عز وجل - مستعينا بالله في ذلك كله ; ولهذا جاء في بعض رواية الحديث في غير الصحيح ، بعد قوله : " ورجله التي يمشي بها " : " فبي يسمع ، وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي " ; ولهذا قال تعالى : ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) كما قال في الآية الأخرى : ( قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون ) [ الملك : 23 ، 24 ] .
- القرطبى : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
قوله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون قوله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ذكر أن من نعمه أن أخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالا لا علم لكم بشيء . وفيه ثلاثة أقاويل : أحدها : لا تعلمون شيئا مما أخذ عليكم من الميثاق في أصلاب آبائكم . الثاني : لا تعلمون شيئا مما قضي عليكم من السعادة والشقاء . الثالث : لا تعلمون شيئا من منافعكم ; ثم ابتدأ فقال : وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة أي التي تعلمون بها وتدركون ; لأن الله جعل ذلك لعباده قبل إخراجهم من البطون وإنما أعطاهم ذلك بعد ما أخرجهم ; أي وجعل لكم السمع لتسمعوا به الأمر والنهي ، والأبصار لتبصروا بها آثار صنعه ، والأفئدة لتصلوا بها إلى معرفته . والأفئدة : جمع الفؤاد نحو غراب وأغربة . وقد قيل في ضمن قوله وجعل لكم السمع إثبات النطق لأن من لم يسمع لم يتكلم ، وإذا وجدت حاسة السمع وجد النطق .
وقرأ الأعمش وابن وثاب وحمزة " إمهاتكم " هنا وفي النور والزمر والنجم ، بكسر الهمزة والميم . وأما الكسائي فكسر الهمزة وفتح الميم ; وإنما كان هذا للإتباع . الباقون بضم الهمزة وفتح الميم على الأصل . وأصل الأمهات : أمات ، فزيدت الهاء تأكيدا كما زادوا هاء في أهرقت الماء وأصله أرقت . وقد تقدم هذا المعنى في ( الفاتحة ) .
لعلكم تشكرون فيه تأويلان : أحدهما : تشكرون نعمه . الثاني : يعني تبصرون آثار صنعته ; لأن إبصارها يؤدي إلى الشكر .
- الطبرى : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
يقول تعالى ذكره: والله تعالى أعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من بعد ما أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعقلون شيئا ولا تعلمون، فرزقكم عقولا تفقهون بها ، وتميزون بها الخير من الشرّ وبصَّركم بها ما لم تكونوا تبصرون، وجعل لكم السمع الذي تسمعون به الأصوات، فيفقه بعضكم عن بعض ما تتحاورون به بينكم والأبصار التي تبصرون بها الأشخاص فتتعارفون بها وتميزون بها بعضا من بعض.( وَالأفْئِدَةَ ) يقول: والقلوب التي تعرفون بها الأشياء فتحفظونها وتفكرون فتفقهون بها.( لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) يقول: فعلنا ذلك بكم، فاشكروا الله على ما أنعم به عليكم من ذلك، دون الآلهة والأنداد، فجعلتم له شركاء في الشكر، ولم يكن له فيما أنعم به عليكم من نعمه شريك.
وقوله ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ) كلام متناه، ثم ابتدئ الخبر، فقيل: وجعل الله لكم السمع والأبصار والأفئدة. وإنما قلنا ذلك كذلك، لأن الله تعالى ذكره جعل العبادة والسمع والأبصار والأفئدة قبل أن يخرجهم من بطون أمهاتهم، وإنما أعطاهم العلم والعقل بعد ما أخرجهم من بطون أمهاتهم.
- ابن عاشور : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
عود إلى إكثار الدلائل على انفراد الله بالتصرّف وإلى تعداد النّعم على البشر عطفاً على جملة { والله جعل لكم من أنفسكم } [ النحل : 72 ] بعدما فصل بين تعداد النّعم بما اقتضاه الحال من التذكير والإنذار .
وقد اعتبر في هذه النّعم ما فيها من لطف الله تعالى بالناس ليكون من ذلك التخلّص إلى الدعوة إلى الإسلام وبيان أصول دعوة الإسلام في قوله تعالى : { كذلك يتمْ نعمته عليكم لعلّكم تسلمون } [ سورة النحل : 81 ] إلى آخره .
والمعنى : أنه كما أخرجكم من عدم وجعل فيكم الإدراك وما يتوقّف عليه الإدراك من الحياة فكذلك ينشئكم يوم البعث بعد العدم .
وإذ كان هذا الصّنع دليلاً على إمكان البعث فهو أيضاً باعث على شكر الله بتوحيده ونبذ الإشراك فإن الإنعام يبعث العاقل على الشكر .
وافتتاح الكلام باسم الجلالة وجعل الخبر عنه فعلاً تقدم بيانه عند قوله تعالى : { والله أنزل من السماء ماء } [ سورة النحل : 65 ] والآيات بعدهُ .
والإخراج الإبراز من مكان إلى آخر .
والأمّهات : جمع أمّ . وقد تقدم عند قوله تعالى : { حرّمت عليكم أمّهاتكم } في سورة النساء ( 23 ).
والبَطن : ما بين ضلوع الصدر إلى العانة ، وفيه الأمعاء والمعدة والكبد والرحم .
وجملة { لا تعلمون شيئاً } حال من الضمير المنصوب في { أخرجكم }. وذلك أن الطفل حين يولد لم يكن له علم بشيء ثم تأخذ حواسّه تنقل الأشياء تدريجاً فجعل الله في الطفل آلات الإدراك وأصول التفكّر .
فقوله تعالى : { وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة } تفسيره أنه أوجد فيكم إدراك السمع والبصر والعقل ، أي كوّنها في الناس حتى بلغت مبلغ كمالها الذي ينتهي بها إلى علم أشياء كثيرة ، كما دلّت عليه مقابلته بقوله تعالى : { لا تعلمون شيئاً } ، أي فعلمتم أشياء .
ووجه إفراد السّمع وجمع الأبصار تقدم عند قوله تعالى : { أمّن يملك السمع والأبصار } في سورة يونس ( 31 ) ، وقوله تعالى : { قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم } في سورة الأنعام ( 46 ).
و { الأفئدة } : جمع الفؤاد ، وأصله القلب . ويطلق كثيراً على العقل وهو المراد هنا . فالسمع والبصر أعظم آلات الإدراك إذ بهما إدراك أهم الجزئيّات ، وهما أقوى الوسائل لإدراك العلوم الضرورية .
فالمراد بالسمع : الإحساس الذي به إدراك الأصوات الذي آلته الصمّاخ ، وبالإبصار : الإحساسُ المدرك للذّوات الذي آلته الحدقة . واقتصر عليهما من بين الحواس لأنهما أهمّ ، ولأن بهما إدراك دلائل الاعتقاد الحقّ .
ثم ذكر بعدهما الأفئدة ، أي العقل مقرّ الإدراك كلّه ، فهو الذي تنقل إليه الحواس مدركاتِها ، وهي العلم بالتصوّرات المفردة .
وللعقل إدراك آخر وهو إدراك اقتران أحد المعلومين بالآخر ، وهو التصديقات المنقسمة إلى البديهيّات : ككون نفي الشيء وإثباته من سائر الوجوه لا يجتمعان ، وككون الكلّ أعظم من الجزء .
وإلى النظريات وتُسمّى الكسبيّات ، وهي العلم بانتساب أحد المعلومين إلى الآخر بعد حركة العقل في الجمع بينهما أو التّفريق ، مثل أن يحضر في العقل : أن الجسم ما هو ، وأن المحدَث بفتح الدال ما هو .
فإن مجرد هذين التصوّرين في الذهن لا يكفي في جزم العقل بأن الجسم محدث بل لا بد فيه من علوم أخرى سابقة وهي ما يدلّ على المقارنة بين ماهية الجسمية وصفةِ الحدوث .
فالعلوم الكسبية لا يمكن اكتسابها إلا بواسطة العلوم البديهية . وحصول هذه العلوم البديهية إنما يحصل عند حدوث تصوّر موضوعاتها وتصوّر محمولاتها . وحدوث هذه التصوّرات إنما هو بسبب إعانة الحواس على جزئياتها ، فكانت الحواس الخمس هي السبب الأصلي لحدوث هذه العلوم ، وكان السمع والبصر أول الحواس تحصيلاً للتصوّرات وأهمّها .
وهذه العلوم نعمة من الله تعالى ولطف ، لأن بها إدراك الإنسان لما ينفعه وعمَلَ عقله فيما يدلّه على الحقائق ، ليسلم من الخطأ المفضي إلى الهلاك والأرزاء العظيمة ، فهي نعمة كبرى . ولذلك قال تعالى عقب ذكرها { لعلكم تشكرون } ، أي هي سبب لرجاء شكرهم واهبَها سبحانه .
والكلام على معنى { لعلكم تشكرون } مضى غير مرة في نظيره ومماثله .
- إعراب القرآن : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
«وَاللَّهُ» والواو استئنافية ولفظ الجلالة مبتدأ والجملة مستأنفة «أَخْرَجَكُمْ» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر «مِنْ بُطُونِ» متعلقان بأخرجكم «أُمَّهاتِكُمْ» مضاف إليه والكاف مضاف إليه «لا تَعْلَمُونَ» لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة حالية «شَيْئاً» مفعول به «وَجَعَلَ» ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة «لَكُمُ» متعلقان بجعل «السَّمْعَ» مفعول به «وَالْأَبْصارَ» معطوف على السمع «وَالْأَفْئِدَةَ» معطوف أيضا «لَعَلَّكُمْ» لعل واسمها «تَشْكُرُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر
- English - Sahih International : And Allah has extracted you from the wombs of your mothers not knowing a thing and He made for you hearing and vision and intellect that perhaps you would be grateful
- English - Tafheem -Maududi : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(16:78) Allah brought you out of your mothers' wombs in this state that you knew nothing: He gave you ears and eyes and thinking minds *72 so that you may be grateful. *73
- Français - Hamidullah : Et Allah vous a fait sortir des ventres de vos mères dénués de tout savoir et vous a donné l'ouïe les yeux et les cœurs l'intelligence afin que vous; soyez reconnaissants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Allah hat euch aus den Leibern eurer Mütter hervorgebracht während ihr nichts wußtet Und Er hat euch Gehör Augenlicht und Herzen gegeben auf daß ihr dankbar sein möget
- Spanish - Cortes : Alá os ha sacado del seno de vuestras madres privados de todo saber Él os ha dado el oído la vista y el intelecto Quizás así seáis agradecidos
- Português - El Hayek : Deus vos extraiu das entranhas de vossas mães desprovidos de entendimento proporcionouvos os ouvidos as vistas eos corações para que Lhe agradecêsseis
- Россию - Кулиев : Аллах вывел вас из чрева ваших матерей когда вы ничего не знали Он наделил вас слухом зрением и сердцами - быть может вы будете благодарны
- Кулиев -ас-Саади : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
Аллах вывел вас из чрева ваших матерей, когда вы ничего не знали. Он наделил вас слухом, зрением и сердцами, - быть может, вы будете благодарны.Всевышний один одаряет вас многочисленными милостями, одной из которых является ваше появление на свет из утроб ваших матерей. Вы рождаетесь слабыми и беспомощными, а затем Аллах одаряет вас слухом, зрением и разумом. Он особо отметил эти три качества, потому что они являются самыми славными и прекрасными качествами человека. Они являются ключом к постижению знаний, ибо любые знания, которые приобретает человек, постигаются благодаря слуху, зрению и разуму. Наряду с этим Аллах одарил человека другими органами, благодаря которым человек обладает физической силой и прочими способностями. Аллах заставляет эти органы расти и развиваться до тех пор, пока они не достигают соответствующих размером и должного развития. Все это обязывает человека возблагодарить Аллаха, используя дарованное ему тело для выполнения Его велений. И если человек не поступает так, то отвечает на Его милость ужасной неблагодарностью, а дарованные ему способности становятся доводом против него.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah sizi annelerinizin karnından bir şey bilmez halde çıkarmıştır Belki şükredersiniz diye size kulak göz ve kalp vermiştir
- Italiano - Piccardo : Allah vi fa uscire dai ventri delle vostre madri sprovvisti di ogni scienza e vi dà udito occhi e intelletto Sarete riconoscenti
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا ئێوهی له سکی دایکتان دهرهێناوه بێ ئهوهی هیچ شتێك بزانن ئینجا دهزگای بیستن و بینین و تێگهیشتنی بۆ دابین کردوون بۆ ئهوهی سوپاسگوزاری بکهن
- اردو - جالندربرى : اور خدا ہی نے تم کو تمہاری ماوں کے شکم سے پیدا کیا کہ تم کچھ نہیں جانتے تھے۔ اور اس نے تم کو کان اور انکھیں اور دل اور ان کے علاوہ اور اعضا بخشے تاکہ تم شکر کرو
- Bosanski - Korkut : Allah vas iz trbuha majki vaših izvodi vi ništa ne znate i daje vam sluh i vid i razum da biste bili zahvalni
- Swedish - Bernström : Gud förde er ut ur era mödrars sköten ovetande om allt och gav er hörsel syn och hjärta; kanske känner ni tacksamhet [mot Honom]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Allah mengeluarkan kamu dari perut ibumu dalam keadaan tidak mengetahui sesuatupun dan Dia memberi kamu pendengaran penglihatan dan hati agar kamu bersyukur
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(Dan Allah mengeluarkan kalian dari perut ibu kalian dalam keadaan tidak mengetahui sesuatu pun) jumlah kalimat laa ta'lamuuna syaian berkedudukan menjadi hal atau kalimat keterangan (dan Dia memberi kalian pendengaran) lafal as-sam'u bermakna jamak sekali pun lafalnya mufrad (penglihatan dan hati) kalbu (agar kalian bersyukur) kepada-Nya atas hal-hal tersebut, oleh karenanya kalian beriman kepada-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ তোমাদেরকে তোমাদের মায়ের গর্ভ থেকে বের করেছেন। তোমরা কিছুই জানতে না। তিনি তোমাদেরকে কর্ণ চক্ষু ও অন্তর দিয়েছেন যাতে তোমরা অনুগ্রহ স্বীকার কর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உங்கள் மாதாக்களின் வயிறுகளிலிருந்து நீங்கள் ஒன்றுமே அறியாதவர்களாக இருந்த நிலையில் உங்களை அல்லாஹ் வெளிப்படுத்துகிறான்; அன்றியும் உங்களுக்குச் செவிப்புலனையும் பார்வைகளையும் இதயங்களையும் நீங்கள் நன்றி செலுத்தும் பொருட்டு அவனே அமைத்தான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และอัลลอฮ์ทรงให้พวกเจ้าออกจากครรภ์มารดาของพวกเจ้า โดยพวกเจ้าไม่รู้อะไรเลย และพระองค์ทรงทำให้พวกเจ้าได้ยินและเห็นและมีหัวใจ สำหรับนึกและคิด เพื่อพวกเจ้าจะได้ขอบคุณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ сизни оналарингиз қорнидан ҳеч нарса билмайдиган ҳолингизда чиқарди У сизга қулоқ кўзлар ва дилларни берди Шоядки шукр қилсангиз Дунёда фақат инсон боласигина жуда ожиз ҳолда туғилади Бошқа ҳайвонларнинг болалари туғилгандан бир оз ўтиб ҳаракатга тушади ўзи юради онасини эмади ва бошқа ҳожатларини чиқаради Инсон боласи эса йиғидан бошқа ҳеч нарсани билмай тураверади Ҳар бир нарсани унга соат кун ҳафта ой эмас балки йил давомида ўргатиш керак Ўша ўрганиш ҳам Аллоҳ берган хусусиятлар билан бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 真主使你们从母腹出生,你们什么也不知道,他为你们创造耳目和心灵,以便你们感谢。
- Melayu - Basmeih : Dan Allah mengeluarkan kamu dari perut ibu kamu dengan keadaan tidak mengetahui sesuatupun; dan dia mengurniakan kepada kamu pendengaran dan penglihatan serta hati akal fikiran; supaya kamu bersyukur
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu idinka soo bixiyay Caloosha Hooyooyinkiin Waxba idinkoon ogayn wuxuuna Idiin yeelay Ma qal iyo Arag iyo Quluub inaad Ku Shukridaan Eebe
- Hausa - Gumi : Kuma Allah ne Ya fitar da ku daga cikunan iyãyenku ba da kunã sanin kõme ba kuma Ya sanya muku ji da gannai da zukãta tsammãninku zã ku gõde
- Swahili - Al-Barwani : Na Mwenyezi Mungu amekutoeni matumboni mwa mama zenu hali ya kuwa hamjui kitu na amekujaalieni masikio na macho na nyoyo ili mpate kushukuru
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia u ka nxjerrë juve nga barku i nënave tuaja e ju nuk dinit asgjë ai u dha të dëgjuarit të pamurit dhe zemrat për të qenë falenderues
- فارسى - آیتی : خدا شما را از بطن مادرانتان بيرون آورد و هيچ نمىدانستيد. و برايتان چشم و گوش و دل بيافريد. شايد سپاس گوييد.
- tajeki - Оятӣ : Худо шуморо аз батни модаронатон берун овард ва ҳеҷ намедонистед. Ва бароятон чашму гӯшу дил биёфарид. Шояд шукр гӯед!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ سىلەرنى ئاناڭلارنىڭ قارنىدىن ھېچ نەرسىنى بىلمەيدىغان ھالىتىڭلار بىلەن چىقاردى، اﷲ سىلەرگە شۈكۈر قىلسۇن دەپ، قۇلاق، كۆز ۋە يۈرەكلەرنى ئاتا قىلدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു നിങ്ങളെ മാതാക്കളുടെ ഉദരങ്ങളില് നിന്ന് ഒന്നും അറിയാത്തവരായി പുറത്തേക്ക് കൊണ്ടുവന്നു; പിന്നെ നിങ്ങള്ക്ക് അവന് കേള്വിയും കാഴ്ചകളും ഹൃദയങ്ങളും നല്കി. നിങ്ങള് നന്ദിയുള്ളവരാകാന്.
- عربى - التفسير الميسر : والله سبحانه وتعالى اخرجكم من بطون امهاتكم بعد مده الحمل لا تدركون شيئا مما حولكم وجعل لكم وسائل الادراك من السمع والبصر والقلوب لعلكم تشكرون لله تعالى على تلك النعم وتفردونه عز وجل بالعباده
*72) This is to remind them that when they were born they were more helpless and ignorant than the young-one of an animal, but Allah gave them ears to hear, eyes to see and minds to think and reflect. These have enabled them to acquire every kind of information and knowledge to carry on their worldly affairs efficiently. So much so that these sensory faculties are the only means which help man attain so much progress as to rule over everything on the earth.
*73) That is, "You should be grateful to that Allah Who has bestowed upon you such blessings as these. It will be ingratitude on your part if you hear everything with your ears except the Word of God, and see everything with your eyes except the Signs of Allah and consider seriously about all the matters except your Benefactor Who has blessed you with these favours.