- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَٰلًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَٰنًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَٰبِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ وَسَرَٰبِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم ۚ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون
- عربى - التفسير الميسر : والله جعل لكم ما تستظلُّون به من الأشجار وغيرها، وجعل لكم في الجبال من المغارات والكهوف أماكن تلجؤون إليها عند الحاجة، وجعل لكم ثيابًا من القطن والصوف وغيرهما، تحفظكم من الحر والبرد، وجعل لكم من الحديد ما يردُّ عنكم الطعن والأذى في حروبكم، كما أنعم الله عليكم بهذه النعم يتمُّ نعمته عليكم ببيان الدين الحق؛ لتستسلموا لأمر الله وحده، ولا تشركوا به شيئًا في عبادته.
- السعدى : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ } أي: من مخلوقاته التي لا صنعة لكم فيها، { ظِلَالًا } وذلك كأظلة الأشجار والجبال والآكام ونحوها، { وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا } أي: مغارات تكنكم من الحر والبرد والأمطار والأعداء.
{ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ } أي: ألبسة وثيابا { تَقِيكُمُ الْحَرَّ } ولم يذكر الله البرد لأنه قد تقدم أن هذه السورة أولها في أصول النعم وآخرها في مكملاتها ومتمماتها، ووقاية البرد من أصول النعم فإنه من الضرورة، وقد ذكره في أولها في قوله { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ }
{ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ } أي: وثيابا تقيكم وقت البأس والحرب من السلاح، وذلك كالدروع والزرد ونحوها، كذلك يتم نعمته عليكم حيث أسبغ عليكم من نعمه ما لا يدخل تحت الحصر { لَعَلَّكُمْ } إذا ذكرتم نعمة الله ورأيتموها غامرة لكم من كل وجه { تُسْلِمُونَ } لعظمته وتنقادون لأمره، وتصرفونها في طاعة موليها ومسديها، فكثرة النعم من الأسباب الجالبة من العباد مزيد الشكر ، والثناء بها على الله تعالى، ولكن أبى الظالمون إلا تمردا وعنادا.
- الوسيط لطنطاوي : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
وبعد الحديث عن نعمة البيوت والأنعام جاء الحديث عن نعمة الظلال والجبال واللباس ، فقال - تعالى - : ( والله جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً . . . ) .
والظلال : جمع ظل ، وهو ما يستظل به الإِنسان .
أى : والله - تعالى - بفضله وكرمه جعل لكم ما تستظلون به من شدة الحر والبرد ، كالأبنية والأشجار ، وغير ذلك من الأشياء التى تستظلون بها .
وقوله - تعالى - ( وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الجبال أَكْنَاناً . . . ) نعمة ثانية .
والأكنان جمع كِن - بكسر الكاف - وأصله السُّتْرَةُ ، والجمع : أكنان وأَكِنَّة ، ومنه قوله - تعالى - : ( وَقَالُواْ قُلُوبُنَا في أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ . . . ) أى فى أستار وأغطية فلا يصل إليها قولك . . .
والمراد بالأكنان هنا : المغارات والأسراب والكهوف المنحوتة فى بطون الجبال .
أى : وجعل لكم - سبحانه - من الجبال مواضع تستترون فيها من الحر أو البرد أو المطر ، أو غير ذلك من وجوه انتفاعكم بتلك الأكنان .
وقوله - سبحانه - ( وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ) نعمة ثالثة . والسرابيل : جمع سربال وهى كل ما يتسربل به : أى يلبسها الناس للتستر والوقاية كالقمصان والثياب والدروع وغيرها . أى : وجعل لكم من فضله وكرمه ملابس تتقون بها ضرر الحر وضرر البرد ، وملابس أخرى هى الدروع وما يشبهها - تتقون بها الضربات والطعنات التى تسدد إليكم فى حالة الحرب .
وقال - سبحانه - ( تقيكم الحر ) مع أنها تقى من الحر والبرد ، اكتفاء بذكر أحد الضدين عن الآخر ، أو اكتفى بذكر الحر لأنه الأهم عندهم ، إذ من المعروف أن بلاد العرب يغلب عليها الحر لا البرد .
قال صاحب الكشاف : لم يذكر البرد ، لأن الوقاية من الحر أهم عندهم ، وقلما يهمهم البرد لكونه يسيرا محتملا ، وقيل : ما بقى من الحر يقى من البرد ، فدل ذكر الحر على البرد .
وقال القرطبى : قال العلماء : فى قوله - تعالى - : ( وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ) دليل على اتخاذ الناس عدة الجهاد ليستعينوا بها على قتال الأعداء . وقد لبسها النبى صلى الله عليه وسلم فى حروبه . . .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : ( كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ) أى : كذلك الإِتمام السابغ للنعم التى أنعم بها - سبحانه - على عباده يتم نعمته عليكم المتمثلة فى نعم الدين والدنيا ، لعلكم بذلك تسلمون وجوهكم لله - عز وجل - ، وتدخلون فى دين الإِسلام عن اختيار واقتناع ، فإن من شاهد كل هذه النعم ، لم يسعه إلا الدخول فى الدين الحق .
- البغوى : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
( والله جعل لكم مما خلق ظلالا ) تستظلون بها من شدة الحر ، وهي ظلال الأبنية والأشجار ، ( وجعل لكم من الجبال أكنانا ) يعني : الأسراب ، والغيران ، واحدها كن ( وجعل لكم سرابيل ) قمصا من الكتان والقز ، والقطن ، والصوف ، ( تقيكم ) تمنعكم ، ( الحر ) قال أهل المعاني : أراد الحر والبرد فاكتفى بذكر أحدهما لدلالة الكلام عليه . ( وسرابيل تقيكم بأسكم ) يعني : الدروع ، والبأس : الحرب ، يعني : تقيكم في بأسكم السلاح أن يصيبكم .
( كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ) تخلصون له الطاعة .
قال عطاء الخراساني : إنما أنزل القرآن على قدر معرفتهم ، فقال : وجعل لكم من الجبال أكنانا ، وما جعل [ لهم ] من السهول أكثر وأعظم ، ولكنهم كانوا أصحاب جبال كما قال : " ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها " لأنهم كانوا أصحاب وبر ، وشعر ، وكما قال : " وينزل من السماء من جبال فيها من برد " ( النور - 43 ) وما أنزل من الثلج أكثر ، ولكنهم كانوا لا يعرفون الثلج . وقال : " تقيكم الحر " وما تقي من البرد أكثر ، ولكنهم كانوا أصحاب حر .
- ابن كثير : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
وقوله : ( والله جعل لكم مما خلق ظلالا ) قال قتادة : يعني : الشجر .
( وجعل لكم من الجبال أكنانا ) أي : حصونا ومعاقل ، كما ( جعل لكم سرابيل تقيكم الحر ) وهي الثياب من القطن والكتان والصوف ، ( وسرابيل تقيكم بأسكم ) كالدروع من الحديد المصفح والزرد وغير ذلك ، ( كذلك يتم نعمته عليكم ) أي : هكذا يجعل لكم ما تستعينون به على أمركم ، وما تحتاجون إليه ؛ ليكون عونا لكم على طاعته وعبادته ، (لعلكم تسلمون )
هكذا فسره الجمهور ، وقرءوه بكسر اللام من " تسلمون " أي : من الإسلام .
وقال قتادة في قوله : ( كذلك يتم نعمته عليكم [ لعلكم تسلمون ] ) هذه السورة تسمى : سورة النعم .
وقال عبد الله بن المبارك وعباد بن العوام ، عن حنظلة السدوسي ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس أنه كان يقرؤها " تسلمون " بفتح اللام ، يعني من الجراح . رواه أبو عبيد القاسم بن سلام ، عن عباد ، وأخرجه ابن جرير من الوجهين ، ورد هذه القراءة .
وقال عطاء الخراساني : إنما نزل القرآن على قدر معرفة العرب ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا ) وما جعل [ لكم ] من السهل أعظم وأكثر ، ولكنهم كانوا أصحاب جبال ؟ ألا ترى إلى قوله : ( ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين ) وما جعل لكم من غير ذلك أعظم منه وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر ، ألا ترى إلى قوله : ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) [ النور : 43 ] لعجبهم من ذلك ، وما أنزل من الثلج أعظم وأكثر ، ولكنهم كانوا لا يعرفونه ؟ ألا ترى إلى قوله تعالى : ( سرابيل تقيكم الحر ) وما بقي من البرد أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب حر .
- القرطبى : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
قوله : والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون
فيه ست مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ظلالا الظلال : كل ما يستظل به من البيوت والشجر . وقوله مما خلق يعم جميع الأشخاص المظلة .
الثانية : قوله تعالى : أكنانا الأكنان : جمع كن ، وهو الحافظ من المطر والريح وغير ذلك ; وهي هنا الغيران في الجبال ، جعلها الله عدة للخلق يأوون إليها ويتحصنون به أو يعتزلون عن الخلق فيها . وفي الصحيح أنه - عليه السلام - كان في أول أمره يتعبد بغار حراء ويمكث فيه الليالي . . الحديث ، وفي صحيح البخاري قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة مهاجرا هاربا من قومه فارا بدينه مع صاحبه أبي بكر حتى لحقا بغار في جبل ثور ، فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما فيه عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حتى تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل ، وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس ، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث . . . وذكر الحديث . انفرد بإخراجه البخاري .
الثالثة : قوله تعالى : وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر يعني القمص ، واحدها سربال .
وسرابيل تقيكم بأسكم يعني الدروع التي تقي الناس في الحرب ; ومنه قول كعب بن زهير :
شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل
الرابعة : إن قال قائل : كيف قال وجعل لكم من الجبال أكنانا ولم يذكر السهل ، قال تقيكم الحر ولم يذكر البرد ؟ فالجواب أن القوم كانوا أصحاب جبال ولم يكونوا أصحاب سهل ، وكانوا أهل حر ولم يكونوا أهل برد ، فذكر لهم نعمه التي تختص بهم كما خصهم بذكر الصوف وغيره ، ولم يذكر القطن والكتان ولا الثلج - كما تقدم - فإنه لم يكن ببلادهم ; قال معناه عطاء الخراساني وغيره . وأيضا : وأيضا : فذكر أحدهما يدل على الآخر ; ومنه قول الشاعر :
وما أدري إذا يممت أرضا أريد الخير أيهما يليني
أألخير الذي أنا أبتغيه أم الشر الذي هو يبتغيني
الخامسة : قال العلماء : في قوله - تعالى - : وسرابيل تقيكم بأسكم دليل على اتخاذ العباد عدة الجهاد ليستعينوا بها على قتال الأعداء ، وقد لبسها النبي - صلى الله عليه وسلم - تقاة الجراحة وإن كان يطلب الشهادة ، وليس للعبد أن يطلبها بأن يستسلم للحتوف وللطعن بالسنان وللضرب بالسيوف ، ولكنه يلبس لأمة حرب لتكون له قوة على قتال عدوه ، ويقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، ويفعل الله بعد ما يشاء .
السادسة : قوله تعالى : كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون قرأ ابن محيصن وحميد " تتم " بتاءين ، " نعمته " رفعا على أنها الفاعل . الباقون يتم بضم الياء على أن الله هو يتمها . وتسلمون قراءة ابن عباس وعكرمة " تسلمون " بفتح التاء واللام ، أي تسلمون من الجراح ، وإسناده ضعيف ; رواه عباد بن العوام عن حنظلة عن شهر عن ابن عباس . الباقون بضم التاء ، ومعناه تستسلمون وتنقادون إلى معرفة الله وطاعته شكرا على نعمه . قال أبو عبيد : والاختيار قراءة العامة ; لأن ما أنعم الله به علينا من الإسلام أفضل مما أنعم به من السلامة من الجراح .
- الطبرى : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
يقول تعالى ذكره: ومن نعمة الله عليكم أيها الناس أن جعل لكم مما خلق من الأشجار وغيرها ظلالا تستظلون بها من شدة الحرّ، وهي جمع ظلّ.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم بن بشير، قال: ثنا عمرو، عن قتادة، في قوله ( مِمَّا خَلَقَ ظِلالا ) قال: الشجر.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالا ) إي والله، من الشجر ومن غيرها.
وقوله ( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ) يقول: وجعل لكم من الجبال مواضع تسكنون فيها، وهي جمع كنّ.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ) يقول: غيرانا من الجبال يسكن فيها.
( وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ) يعني ثياب القطن والكتان والصوف وقمصها. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ) من القطن والكتان والصوف.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن مَعْمر، عن قتادة ( سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ) قال: القطن والكتان.
وقوله ( وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ) يقول: ودروعا تقيكم بأسكم، والبأس: هو الحرب، والمعنى: تقيكم في بأسكم السلاح أن يصل إليكم.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ) من هذا الحديد.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن مَعْمر، عن قتادة ( وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ) قال: هي سرابيل من حديد.
وقوله ( كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ) يقول تعالى ذكره: كما أعطاكم ربكم هذه الأشياء التي وصفها في هذه الآيات نعمة منه بذلك عليكم، فكذا يُتِمّ نعمته عليكم لعلكم تسلمون. يقول: لتخضعوا لله بالطاعة، وتذِلّ منكم بتوحيده النفوس، وتخلصوا له العبادة. وقد روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ (لَعَلَّكُمْ تَسْلَمُونَ) بفتح التاء.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، قال: ثنا ابن المبارك، عن حنظلة، عن شهر بن حَوْشب، قال: كان ابن عباس يقول: (لَعَلَّكُمْ تَسْلَمُونَ) قال: يعني من الجراح.
حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم بن سلام، قال: ثنا عباد بن العوّام، عن حنظلة السَّدوسيّ، عن شهر بن حَوْشب، عن ابن عباس، أنه قرأها: (لَعَلَّكُمْ تَسْلَمُونَ) من الجراحات، قال أحمد بن يوسف: قال أبو عبيد: يعني بفتح التاء واللام.
فتأويل الكلام على قراءة ابن عباس هذه: كذلك يتمّ نعمته عليكم بما جعل لكم من السرابيل التي تقيكم بأسكم، لتسلموا من السلاح في حروبكم، والقراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها بضم التاء من قوله ( لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ) وكسر اللام من أسلمت تُسْلِم يا هذا، لإجماع الحجة من قرّاء الأمصار عليها.
فإن قال لنا قائل: وكيف جعل لكم سرابيل تقيكم الحر، فخص بالذكر الحر دون البرد، وهي تقي الحر والبرد ، أم كيف قيل ( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ) وترك ذكر ما جعل لهم من السهل ؟ قيل له: قد اختُلِف في السبب الذي من أجله جاء التنـزيل كذلك، وسنذكر ما قيل في ذلك ثم ندلّ على أولى الأقوال في ذلك بالصواب.
فرُوِي عن عطاء الخراساني في ذلك ما حدثني الحارث، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا محمد بن كثير، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه ، قال: إنما نـزل القرآن على قدر معرفتهم، ألا ترى إلى قول الله تعالى ذكره: ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ) وما جعل لهم من السهول أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب جبال، ألا ترى إلى قوله وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ؟ و ما جعل لهم من غير ذلك أعظم منه وأكثر، ولكنهم كانوا أصحاب وَبَر وَشَعر ألا ترى إلى قوله وَيُنَـزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ يعجِّبهم من ذلك؟ وما أنـزل من الثلج أعظم وأكثر، ولكنهم كانوا لا يعرفون به، ألا ترى إلى قوله ( سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ) وما تقي من البرد، أكثر وأعظم؟ ولكنهم كانوا أصحاب حرّ ، فالسبب الذي من أجله خصّ الله تعالى ذِكرُه السرابيل بأنها تقي الحرّ دون البرد على هذا القول، هو أن المخاطبين بذلك كانوا أصحاب حرّ، فذكر الله تعالى ذكره نعمته عليهم بما يقيهم مكروه ما به عرفوا مكروهه دون ما لم يعرفوا مبلغ مكروهه، وكذلك ذلك في سائر الأحرف الأخَر.
وقال آخرون: ذكر ذلك خاصة اكتفاء بذكر أحدهما من ذكر الآخر، إذ كان معلومًا عند المخاطبين به معناه ، وأن السرابيل التي تقي الحرّ تقي أيضًا البرد وقالوا: ذلك موجود في كلام العرب مستعمل، واستشهدوا لقولهم بقول الشاعر:
وَمـــا أدْرِي إذا يَمَّمْــتُ وَجْهًــا
أُرِيـــدُ الخَــيْرَ أيُّهُمــا يَلِينِــي (2)
فقال: أيهما يليني: يريد الخير أو الشرّ، وإنما ذكر الخير لأنه إذا أراد الخير فهو يتقي الشرّ.
وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال: إن القوم خوطبوا على قدر معرفتهم، وإن كان في ذكر بعض ذلك دلالة على ما ترك ذكره لمن عرف المذكور والمتروك وذلك أن الله تعالى ذكره إنما عدّد نعمه التي أنعمها على الذين قُصدوا بالذكر في هذه السورة دون غيرهم، فذكر أياديه عندهم.
- ابن عاشور : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
عطف على أخواتها .
والقول في نظم { والله جعل لكم } كالقول في نظائره المتقدّمة .
وهذا امتنان بنعمة الإلهام إلى التوقّي من أضرار الحرّ والقُرّ في حالة الانتقال ، أعقبت به المنّة بذلك في حال الإقامة والسكنى ، وبنعمة خلق الأشياء التي يكون بها ذلك التوقّي باستعمال الموجود وصنع مايحتاج إليه الإنسان من اللباس ، إذ خلق الله الظّلال صالحة للتوقّي من حَرّ الشمس ، وخلقَ الكهوف في الجبال ليمكن اللجأ إليها ، وخلق مواد اللباس مع الإلهام إلى صناعة نسجها ، وخلق الحديد لاتّخاذ الدروع للقتال .
و ( من ) في { مما خلق } ابتدائية .
والظلال تقدّم الكلام عليه عند قوله تعالى : { يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل } [ سورة النحل : 48 ] آنفاً ، لأن الظلال آثار حجب الأجسام ضوء الشمس من الوقوع على الأرض .
والأكنان : جمع كِنّ بكسر الكاف وهو فعل بمعنى مفعول ، أي مكنون فيه ، وهي الغيران والكهوف .
و ( مِن ) في قوله تعالى : { مما خلق } ، و { من الجبال } ، للتبعيض . كانوا يأوون إلى الكهوف في شدّة حرّ الهجير أو عند اشتداد المطر ، كما ورد في حديث الثلاثة الذين سألوا الله بأفضل أعمالهم في «صحيح البخاري » .
والسّرابيل : جمع سربال ، وهو القميص يقي الجسد حرّ الشمس ، كما يقيه البرد .
وخص الحرّ هنا لأنه أكثر أحوال بلاد المخاطبين في وقت نزولها ، على أنه لما ذكر الدفء في قوله تعالى : { والأنعام خلقها لكم فيها دفء } [ سورة النحل : 5 ] ذكر ضدّه هنا .
والسّرابيل التي تقي البأس : هي دروع الحديد . ولها من أسماء القميص الدرع ، والسّربال ، والبدن .
والبأس : الشدّة في الحرب . وإضافته إلى الضمير على معنى التوزيع ، أي تقي بعضكم بأس بعض ، كما فسر به قوله تعالى : { ويذيق بعضكم بأس بعض } [ سورة الأنعام : 65 ] ، وقال تعالى : { وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد } [ سورة الحديد : 25 ] ، وهو بأس السيوف ، وقوله تعالى : { وعلمناه صنعة لبوس لكم ليحصنكم من بأسكم } [ سورة الأنبياء : 80 ].
وجملة كذلك يتم نعمته عليكم } تذييل لما ذكر من النّعم ، والمشار إليه هو ما في النّعم المذكورة من الإتمام ، أو إلى الإتمام المأخوذ من { يتم }.
و ( لعلّ ) للرجاء ، استعملت في معنى الرّغبة ، أي رغبةً في أن تسلموا ، أي تَتّبعوا دين الإسلام الذي يدعوكم إلى ما مآله شكر نعم الله تعالى .
وتقدم تأويل معنى الرجاء في كلام الله تعالى من سورة البقرة .
- إعراب القرآن : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
«وَاللَّهُ» الواو استئنافية ولفظ الجلالة مبتدأ «جَعَلَ» ماض وفاعله مستتر والجملة خبر «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «مِمَّا» من وما الموصولية متعلقان بالفعل «خَلَقَ» ماض فاعله مستتر «ظِلالًا» مفعول به والجملة صلة «وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً» ماض فاعله مستتر ومفعوله والجار والمجرور متعلقان بجعل والجملة معطوفة «وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ» ماض وفاعله مستتر وسرابيل مفعوله والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة معطوفة «تَقِيكُمُ الْحَرَّ» مضارع فاعله مستتر والكاف مفعوله الأول والحر مفعوله الثاني «وَسَرابِيلَ» معطوفة على ما سبق والجملة صفة لسرابيل الأولى «تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ» مضارع فاعله مستتر ومفعولاه «كَذلِكَ» متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق «يُتِمُّ نِعْمَتَهُ» مضارع ومفعوله وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «عَلَيْكُمْ» متعلقان بيتم «لَعَلَّكُمْ» لعل واسمها «تُسْلِمُونَ» الجملة خبر وجملة لعل تعليل لا محل لها.
- English - Sahih International : And Allah has made for you from that which He has created shadows and has made for you from the mountains shelters and has made for you garments which protect you from the heat and garments which protect you from your [enemy in] battle Thus does He complete His favor upon you that you might submit [to Him]
- English - Tafheem -Maududi : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ(16:81) Allah has made for you from the many things He has created shelter from the sun. He has created for you places of refuge in the mountains and blessed you with such garments as protect you from heat *76 and garments which shield you in your fights. *77 Thus He perfects His blessings on you, *78 so that you should submit to Him.
- Français - Hamidullah : Et de ce qu'Il a créé Allah vous a procuré des ombres Et Il vous a procuré des abris dans les montagnes Et Il vous a procuré des vêtements qui vous protègent de la chaleur ainsi que des vêtements [cuirasses armures] qui vous protègent de votre propre violence C'est ainsi qu'Allah parachève sur vous Son bienfait peut-être que vous vous soumettez
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Allah hat euch aus dem was Er erschaffen hat Schattenspender gemacht Und Er hat euch in den Bergen Deckung gegeben Und Er hat euch Kleider gemacht die euch vor der Hitze schützen und Kleider die euch vor eurer Gewalt gegeneinander schützen So vollendet Er Seine Gunst an euch auf daß ihr Ihm ergeben sein möget
- Spanish - Cortes : De lo que ha creado Alá os ha procurado sombra refugios en las montañas indumentos que os resguardan del calor e indumentos que os protegen de los golpes Así completa Su gracia en vosotros Quizás así os sometáis a Alá
- Português - El Hayek : E Deus vos proporcionou abrigos contra o sul em tudo quanto criou destinou abrigos nos montes concedeuvosvestimentas para resguardarvos do calor e do frio e armaduras para protegervos em vossos combates Assim vos agracia para que vos consagreis a Ele
- Россию - Кулиев : Аллах даровал вам тень от того что Он сотворил Он устроил для вас убежища в горах сотворил для вас одеяния которые оберегают вас от жары и доспехи которые защищают вас от причиняемого вами вреда Так Он доводит до конца Свою милость к вам - быть может вы станете мусульманами
- Кулиев -ас-Саади : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
Аллах даровал вам тень от того, что Он сотворил. Он устроил для вас убежища в горах, сотворил для вас одеяния, которые оберегают вас от жары, и доспехи, которые защищают вас от причиняемого вами самими вреда. Так Он доводит до конца Свою милость к вам, - быть может, вы станете мусульманами.Аллах сотворил тень, которая падает от многих вещей, не созданных человеком. Среди них можно назвать деревья, горы и холмы. В горах Всевышний Аллах сотворил пещеры, которые служат укрытием для людей от жары, холода, дождя и неприятеля. Он также сотворил одеяния, которые оберегают людей от жары. Ранее мы сказали, что в начале этой суры перечисляются основные милости Господа, а в конце - второстепенные. В этом аяте не говорится о том, что одежда защищает людей от холода, потому что оберегание человека от холода относится к основным милостям. Аллах сообщил об этом в начале суры, когда сказал: «Он также сотворил скот, который приносит вам тепло и пользу» (16:5). К числу Божьих милостей также относятся кольчуги, которые защищают людей от ранений во время сражений. Аллах одарил людей самым совершенным образом, и поэтому всех милостей Господа просто не сосчитать. Быть может, если человек призадумается над щедротами своего Господа, он заметит, что они окружают его со всех сторон, склонится перед Его величием, покорится Его велениям и будет расходовать приобретенные блага только на совершение благодеяний, угодных его Покровителю и Благодетелю. Воистину, изобилие благ, которыми Аллах одаряет Своих рабов, обязывает их еще лучше благодарить и восхвалять Его. Однако несправедливые грешники отказываются от всего, кроме неповиновения и упрямства. И поэтому далее Аллах сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah yarattıklarından size gölgeler yapmış; dağlarda sığınacağınız barınaklar var etmiş sizi sıcaktan koruyacak elbiseler harpte sizi koruyacak zırhlar vermiştir Size olan nimetini müslüman olasınız diye işte bu şekilde tamamlamaktadır
- Italiano - Piccardo : Con quel che ha creato Allah vi ha dato l'ombra e ha fatto per voi rifugi nelle montagne Vi ha concesso vesti che vi proteggono dal calore e altre che vi proteggono dalla vostra stessa violenza Ha in tal modo completato la Sua benevolenza su di voi affinché siate sottomessi
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا لهو شتانهی که دروستی کردووه سێبهری بۆ ئێوه ڕهخساندووه له کێوهکانیشدا کون و کهلێن و ئهشکهوتی سازاندووهو پۆشاکی بۆتان بهدیهێناوه تا له گهرماو سهرما بتانپارێزێت ههروهها جۆرهها پۆشاکی تر بۆ بهدیهێناون بۆ پاڕاستنی گیانتان لهکاتی جهنگ و شهڕو شۆڕدا وهکو زرێ و شتومهکی تر ئا بهو شێوهیه پهروهردگارتان نازو نیعمهتی خۆیتان بهتهواوی بهسهردا دهڕژێنێت بۆ ئهوهی ملکهچ و فهرمانبهردار بن
- اردو - جالندربرى : اور خدا ہی نے تمہارے ارام کے لیے اپنی پیدا کی ہوئی چیزوں کے سائے بنائے اور پہاڑوں میں غاریں بنائیں اور کرتے بنائے جو تم کو گرمی سے بچائیں۔ اور ایسے کرتے بھی جو تم کو اسلحہ جنگ کے ضرر سے محفوظ رکھیں۔ اسی طرح خدا اپنا احسان تم پر پورا کرتا ہے تاکہ تم فرمانبردار بنو
- Bosanski - Korkut : Od onoga što je stvorio – Allah vam hlad daje i skloništa u brdima vam daje i odjeću koja vas čuva od vrućine; daje vam i oklope koji vas u borbi štite; i tako vam upotpunjava blagodat Svoju da biste bili poslušni
- Swedish - Bernström : Och bland de ting som Gud har skapat har Han [sörjt för att några skänker] er skydd och skugga och i bergen har Han skapat grottor [där ni kan söka tillflykt] Och Han har gett er kläder till skydd mot hetta [och köld] och kläder som skyddar er mot ont som ni själva är upphov till [Se] hur Han ger er Sin välsignelse i fullt mått kanske underkastar ni er [nu Hans vilja]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Allah menjadikan bagimu tempat bernaung dari apa yang telah Dia ciptakan dan Dia jadikan bagimu tempattempat tinggal di gununggunung dan Dia jadikan bagimu pakaian yang memeliharamu dari panas dan pakaian baju besi yang memelihara kamu dalam peperangan Demikianlah Allah menyempurnakan nikmatNya atasmu agar kamu berserah diri kepadaNya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
(Dan Allah menjadikan bagi kalian dari apa yang telah Dia ciptakan) seperti rumah-rumah, pohon-pohon dan mendung (sebagai tempat bernaung) lafal zhilaalan adalah bentuk jamak dari lafal zhillun; yang dapat melindungi diri kalian dari sengatan panas matahari (dan Dia jadikan bagi kalian tempat-tempat tinggal di gunung-gunung) lafal aknaanan adalah bentuk jamak dari lafal kinnun, yang artinya tempat untuk tinggal seperti gua dan liang besar (dan Dia jadikan bagi kalian pakaian) baju-baju gamis (yang memelihara kalian dari panas) dan dari dingin (dan pakaian/baju besi yang memelihara kalian dalam peperangan) sewaktu kalian berperang yakni dari tusukan dan pukulan senjata di dalam peperangan, seperti baju dan topi besi. (Demikianlah) sebagaimana Dia telah menciptakan semuanya itu (Allah menyempurnakan nikmat-Nya) di dunia (atas kalian) dengan menciptakan segala sesuatu yang menjadi keperluan kalian (agar kalian) hai penduduk Mekah (masuk Islam) agar kalian mengesakan-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ তোমাদের জন্যে সৃজিত বস্তু দ্বারা ছায়া করে দিয়েছেন এবং পাহাড় সমূহে তোমাদের জন্যে আত্ন গোপনের জায়গা করেছেন এবং তোমাদের জন্যে পোশাক তৈরী করে দিয়েছেন যা তোমাদেরকে গ্রীষ্ম এবং বিপদের সময় রক্ষা করে। এমনিভাবে তিনি তোমাদের প্রতি স্বীয় অনুগ্রহের পূর্ণতা দান করেন যাতে তোমরা আত্নসমর্পণ কর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் அல்லாஹ் தான் படைத்துள்ளவற்றிலிருந்து உங்களுக்கு நிழல்களையும் ஏற்படுத்தினான்; மலைகளிலிருந்து உங்களுக்குத் தங்குமிடங்களாக குகைகளையும் ஏற்படுத்தினான்; இன்னும் வெப்பத்திலிருந்து உங்களைப் பாதுகாக்கக்கூடிய சட்டைகளையும் உங்களுடைய போரில் உங்களை பாதுகாக்கக்கூடிய கவசங்களையும் உங்களுக்காக அமைத்தான்; நீங்கள் அவனுக்கு முற்றிலும் வழிப்பட்டு நடப்பதாக இவ்வாறு தன் அருட்கொடையை உங்களுக்குப் பூர்த்தியாக்கினான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และอัลลอฮ์ทรงทำจากสิ่งที่พระองค์ทรงสร้าง ให้เป็นที่ร่มแก่พวกเจ้า และพระองค์ทรงทำที่พักพิงจากภูเขา ให้แก่พวกเจ้าและพระองค์ทรงทำเครื่องนุ่มห่ม ให้พวกเจ้า เพื่อป้องกันพวกเจ้าให้พ้นจากความร้อน และเสื้อเกราะเพื่อป้องกันพวกเจ้าให้พ้นจากอันตรายในยามสงคราม เช่นนั้นแหละ พระองค์ทรงให้ความโปรดปรานของพระองค์อย่างครบถ้วนแก่พวกเจ้า เพื่อพวกเจ้าจะได้นอบน้อม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ сизга Ўзи яратган нарсалардан соялар қилиб қўйди ва сизга тоғлардан бошпаналар сизларни иссиқдан сақлайдиган кийимлар ва зарбадан сақлайдиган кийимлар қилиб қўйди Шундай қилиб У сизларга Ўз неъматини батамом қилиб берди Шоядки мусулмон бўлсангиз Бу ўринда инсон айниқса ушбу ояти карима тушган жой ва вақтнинг одами кундалик ҳаётида муҳтож бўлиб турадиган Аллоҳнинг неъматлари ҳақида гап кетмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 真主以他所创造的东西做你们的遮阴,以群山做你们的隐匿处,以衣服供你们防暑(和御寒),以盔甲供你们防御创伤。他如此完成他对你们的恩惠,以便你们顺服。
- Melayu - Basmeih : Dan Allah menjadikan bagi kamu sebahagian dari yang diciptakanNya bendabenda untuk berteduh dan Ia menjadikan bagi kamu sebahagian dari gunungganang tempattempat berlindung; dan Ia juga menjadikan bagi kamu pakaianpakaian yang memelihara kamu dari panas dan sejuk juga pakaianpakaian yang memelihara kamu semasa berjuang Demikianlah Ia menyempurnakan nikmatNya kepada kamu supaya kamu berserah diri kepadaNya dan mematuhi perintahNya
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu idiinka yeelay wuxuu abuuray Geedaha hadh wuxuuna idiinka yeelay Buuraha Dugaal idiinkana yeelay dhar idinka dhawra kulaylka iyo Qamiis Bireed idinka dhawrta Dhibka Dagaalka saasuuna idiinku Taamyeeli Eebe Nicmadiisa inaad Islaam noqotaan Xaqa raacdaan
- Hausa - Gumi : Kuma Allah ne Ya sanyã muku inuwa daga abin da Ya halitta kuma Ya sanyã muku ɗãkuna daga duwãtsu kuma Ya sanyã muku waɗansu riguna sunã tsare muku zãfi da waɗansu rĩguna sunã tsare muku makãminku Kamar wancan ne Allah Yake cika ni'imarSa a kanku tsammãnin ku kuna sallamawa
- Swahili - Al-Barwani : Na Mwenyezi Mungu amekufanyieni vivuli katika vitu alivyo viumba na amekufanyieni maskani milimani na amekufanyieni nguo za kukingeni na joto na nguo za kukingeni katika vita vyenu Ndio hivyo anakutimizieni neema zake ili mpate kut'ii
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia ka bërë për ju – nga ajo që ka krijuar – hije që të mbron nga nxehtësia dhe ka bërë për ju – nga malet – strehim dhe ka bërë për ju rroba që u mbrojnë nga nxehtësia; dhe ka bërë për ju veshje prej metali për t’ju mbrojtë në luftë; dhe kështu ua plotëson dhuntitë e Veta për t’ju bindë Perëndisë
- فارسى - آیتی : خدا براى شما از چيزهايى كه آفريده است سايهها پديد آورد. و در كوهها برايتان غارها ساخت. و جامههايى كه شما را از گرما حفظ مىكند و جامههايى كه در جنگ نگهدار شماست. خدا نعمتهاى خود را اينچنين بر شما تمام مىكند. باشد كه تسليم فرمان او شويد.
- tajeki - Оятӣ : Худо барои шумо аз чизҳое, ки офаридааст, сояҳо падид овард. Ва дар кӯҳҳо бароятон ғорҳо сохт. Ва ҷомаҳое, ки шуморо аз гармо ҳифз мекунад ва ҷомаҳое, ки дар ҷанг нигаҳдори шумост. Худо неъматҳои худро инчунин бар шумо комил мекунад. Шояд, ки таслими фармони Ӯ шавед.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ سىلەرگە ئۆزى ياراتقان نەرسىلەر (يەنى دەرەخلەر، تاغلار ۋە بىنالار) دىن (كۈننىڭ ھارارىتىدىن ساقلىنىدىغان) سايىلەرنى قىلىپ بەردى. تاغلاردىن سىلەرگە (غار، ئۆڭكۈرگە ئوخشاش) تۇرالغۇ قىلىدىغان جايلارنى قىلىپ بەردى. سىلەرگە ئىسسىقتىن (ۋە سوغۇقتىن) ساقلىنىدىغان كىيىملەرنى، ئۇرۇشتا سىلەرنى (زىيان - زەخمەتتىن) ساقلايدىغان تۆمۈر كىيىملەرنى تەييار قىلدى. اﷲ سىلەرنى ئىتائەت قىلسۇن دەپ، سىلەرگە ئەنە شۇنداق مۇكەممەل نېمەتلەرنى بېرىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു താന് സൃഷ്ടിച്ച നിരവധി വസ്തുക്കളാല് നിങ്ങള്ക്ക് തണലുണ്ടാക്കി. പര്വതങ്ങളില് അവന് നിങ്ങള്ക്ക് അഭയസ്ഥാനങ്ങളുമുണ്ടാക്കി. നിങ്ങളെ ചൂടില് നിന്ന് കാത്തുരക്ഷിക്കുന്ന വസ്ത്രങ്ങള് നല്കി. യുദ്ധവേളയില് സംരക്ഷണമേകുന്ന കവചങ്ങളും പ്രദാനം ചെയ്തു. ഇവ്വിധം അല്ലാഹു തന്റെ അനുഗ്രഹം നിങ്ങള്ക്ക് പൂര്ത്തീകരിച്ചുതരുന്നു; നിങ്ങള് അനുസരണമുള്ളവരാകാന്.
- عربى - التفسير الميسر : والله جعل لكم ما تستظلون به من الاشجار وغيرها وجعل لكم في الجبال من المغارات والكهوف اماكن تلجوون اليها عند الحاجه وجعل لكم ثيابا من القطن والصوف وغيرهما تحفظكم من الحر والبرد وجعل لكم من الحديد ما يرد عنكم الطعن والاذى في حروبكم كما انعم الله عليكم بهذه النعم يتم نعمته عليكم ببيان الدين الحق لتستسلموا لامر الله وحده ولا تشركوا به شيئا في عبادته
*76) The Qur'an has not mentioned protection from cold for either of the two reasons: (1) Because the use of garments in the summer season is a symbol of cultural perfection and obviously there is no need to mention the lower stages of culture. Or (2) the use of garments in hot countries has specially been mentioned because the main use of garments there is for protection from the hot pestilential furious wind. Therefore, one has to cover one's head, neck, ears, and the whole of ones body to protect it from the hot wind which would otherwise scorch one to death.
*77) That is, "Armour".
*78) "He perfects His blessings on you": AIIah makes provision for the minutest needs and necessities of every aspect of human life. For example, Iet us take the instance of the protection of the human body from external influences. We fmd that Allah has made such elaborate arrangements as require a complete book to relate them. These arrangements reach their perfection in the case of clothing and housing arrangement. Or, if we consider the food requirements we realize that it is of many varieties which fulfil every need. More than this: the means Allah has provided for food requirements of man are so numerous that the list of the varieties and the names of different kinds of food require a big volume. This is the perfection of the blessing of food. Likewise, one would see perfection of the blessings of Allah in the fulfillment of each and every human need and necessity.