- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍۢ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ تِبْيَٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم ۖ وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ۚ ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين
- عربى - التفسير الميسر : واذكر -أيها الرسول- حين نبعث يوم القيامة في كل أمة من الأمم شهيدًا عليهم، هو الرسول الذي بعثه الله إليهم من أنفسهم وبلسانهم، وجئنا بك -أيها الرسول- شهيدًا على أمتك، وقد نَزَّلْنا عليك القرآن توضيحًا لكل أمر يحتاج إلى بيان، كأحكام الحلال والحرام، والثواب والعقاب، وغير ذلك، وليكون هداية من الضلال، ورحمة لمن صدَّق وعمل به، وبشارة طيبة للمؤمنين بحسن مصيرهم.
- السعدى : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
لما ذكر فيما تقدم أنه يبعث { فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا } ذكر ذلك أيضا هنا، وخص منهم هذا الرسول الكريم فقال: { وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ } أي: على أمتك تشهد عليهم بالخير والشر، وهذا من كمال عدل الله تعالى أن كل رسول يشهد على أمته لأنه أعظم اطلاعا من غيره على أعمال أمته، وأعدل وأشفق من أن يشهد عليهم إلا بما يستحقون.
وهذا كقوله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }
وقال تعالى: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ } وقوله: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } في أصول الدين وفروعه، وفي أحكام الدارين وكل ما يحتاج إليه العباد، فهو مبين فيه أتم تبيين بألفاظ واضحة ومعان جلية، حتى إنه تعالى يثني فيه الأمور الكبار التي يحتاج القلب لمرورها عليه كل وقت، وإعادتها في كل ساعة، ويعيدها ويبديها بألفاظ مختلفة وأدلة متنوعة لتستقر في القلوب فتثمر من الخير والبر بحسب ثبوتها في القلب، وحتى إنه تعالى يجمع في اللفظ القليل الواضح معاني كثيرة يكون اللفظ لها كالقاعدة والأساس، واعتبر هذا بالآية التي بعد هذه الآية وما فيها من أنواع الأوامر والنواهي التي لا تحصى، فلما كان هذا القرآن تبيانا لكل شيء صار حجة الله على العباد كلهم. فانقطعت به حجة الظالمين وانتفع به المسلمون فصار هدى لهم يهتدون به إلى أمر دينهم ودنياهم، ورحمة ينالون به كل خير في الدنيا والآخرة. فالهدى ما نالوه به من علم نافع وعمل صالح.
والرحمة ما ترتب على ذلك من ثواب الدنيا والآخرة، كصلاح القلب وبره وطمأنينته، وتمام العقل الذي لا يتم إلا بتربيته على معانيه التي هي أجل المعاني وأعلاها، والأعمال الكريمة والأخلاق الفاضلة، والرزق الواسع والنصر على الأعداء بالقول والفعل ونيل رضا الله تعالى وكرامته العظيمة التي لا يعلم ما فيها من النعيم المقيم إلا الرب الرحيم.
- الوسيط لطنطاوي : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
ثم أكد - سبحانه - أمر البعث ، وأنه آت لا ريب فيه ، فقال - تعالى - : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ ) .
والمراد بالشهيد هنا : كل نبى بعثه الله - تعالى - لأمة من الأمم السابقة كنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وغيرهم من الأنبياء السابقين - عليهم الصلاة والسلام - .
والظرف ( يوم ) متعلق بمحذوف تقديره : اذكر .
والمعنى : واذكر - أيها العاقل لتتعظ وتعتبر - يوم القيامة - يوم نبعث فى كل أمة من الأمم السابقة ، نبيها الذى أرسل إليها فى الدنيا ، ليشهد عليها الشهادة الحق ، بأن يشهد لمؤمنها بالإِيمان ، ولكافرها بالكفر .
وقوله - سبحانه - : ( من أنفسهم ) أى : من جنسهم وبيئتهم ، ليكون أتم للحجة ، وأقطع للمعذرة ، وأدعى إلى العدالة والإنصاف .
قال الآلوسى : ولا يرد لوط - عليه السلام - فإنه لما تأهل فيهم وسكن معهم عد منهم - أيضا - .
وقال ابن عطية : يجوز أن يبعث الله شهداء من الصالحين مع الأنبياء - عليهم السلام - .
وقد قال بعض الصحابة : إذا رأيت أحدا على معصية فانهه فإن أطاعك وإلا كنت شهيدا عليه يوم القيامة .
وقوله - سبحانه - : ( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً على هؤلاءآء ) خطاب للنبى صلى الله عليه وسلم على سبيل التشريف والتكريم . أى : وجئنا بك - أيها الرسول الكريم - يوم القيامة شهيدا على هؤلاء الذين أرسلك الله - تعالى - لإِخراجهم من الظلمات إلى النور .
وإيثار لفظ المجئ على البعث ، لكمال العناية بشأنه صلى الله عليه وسلم .
قال ابن كثير قوله : ( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً على هؤلاءآء ) يعنى أمتك . أى اذكر ذلك اليوم وهوله ، وما منحك الله فيه من الشرف العظيم ، والمقام الرفيع . " وهذه الآية شبيهة بالآية التى انتهى إليها عبد الله بن مسعود حين قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم صدر سورة النساء فلما وصل إلى قوله - تعالى - ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً ) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " حسبك " . فقال ابن مسعود : فالتفت فإذا عيناه صلى الله عليه وسلم تذرفان . أى بالدموع . . . " .
والمراد بشهادته على أمته صلى الله عليه وسلم : تصريحه بأنه قد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح لأمته ، وتزكيته لأعمال الصالحين منها ، ورجاؤه من الله - تعالى - فى هذا اليوم العصيب أن يغفر للعصاة من هذه الأمة .
ويرى بعضهم أن المراد بهؤلاء فى قوله : ( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً على هؤلاءآء ) أى : على الأنبياء السابقين وأممهم .
ويبدو لنا أن الرأى الأول أقرب إلى الصواب ، لأنه هو الظاهر من معنى الجملة الكريمة ، ولأن آية سورة النساء
- البغوى : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
( ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم ) يعني : نبيها من أنفسهم ، لأن الأنبياء كانت تبعث إلى الأمم منها .
( وجئنا بك ) يا محمد ، ( شهيدا على هؤلاء ) الذين بعثت إليهم .
( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا ) بيانا ، ( لكل شيء ) يحتاج إليه من الأمر والنهي ، والحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، ( وهدى ) من الضلالة ، ( ورحمة وبشرى ) بشارة ( للمسلمين )
- ابن كثير : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
يقول تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - : ( ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ) يعني أمته .
أي : اذكر ذلك اليوم وهوله وما منحك الله فيه من الشرف العظيم والمقام الرفيع . وهذه الآية شبيهة بالآية التي انتهى إليها عبد الله بن مسعود حين قرأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدر سورة " النساء " فلما وصل إلى قوله تعالى : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) [ النساء : 41 ] . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حسبك " . قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : فالتفت فإذا عيناه تذرفان .
وقوله : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) قال ابن مسعود : [ و ] قد بين لنا في هذا القرآن كل علم ، وكل شيء .
وقال مجاهد : كل حلال وحرام .
وقول ابن مسعود أعم وأشمل ; فإن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق ، وعلم ما سيأتي ، وحكم كل حلال وحرام ، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ، ومعاشهم ومعادهم .
( وهدى ) أي : للقلوب ، ( ورحمة وبشرى للمسلمين )
وقال الأوزاعي : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) أي : بالسنة .
ووجه اقتران قوله : ( ونزلنا عليك الكتاب ) مع قوله : ( وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ) أن المراد - والله أعلم - : إن الذي فرض عليك تبليغ الكتاب - الذي أنزله عليك - سائلك عن ذلك يوم القيامة ، ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ) [ الأعراف : 6 ] ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) [ الحجر : 92 ، 93 ] ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب ) [ المائدة : 109 ] وقال تعالى : ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) [ القصص : 85 ] أي : إن الذي أوجب عليك تبليغ القرآن لرادك إليه ، ومعيدك يوم القيامة ، وسائلك عن أداء ما فرض عليك . هذا أحد الأقوال ، وهو متجه حسن .
- القرطبى : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
قوله تعالى : ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين
قوله تعالى : ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وهم الأنبياء شهداء على أممهم يوم القيامة بأنهم قد بلغوا الرسالة ودعوهم إلى الإيمان ، في كل زمان شهيد وإن لم يكن نبيا ; وفيهم قولان : أحدهما : أنهم أئمة الهدى الذين هم خلفاء الأنبياء . الثاني : أنهم العلماء الذين حفظ الله بهم شرائع أنبيائه .
قلت : فعلى هذا لم تكن فترة إلا وفيها من يوحد الله ; كقس بن ساعدة ، وزيد بن عمرو بن نفيل الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - : يبعث أمة وحده ، وسطيح ، وورقة بن نوفل الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - : رأيته ينغمس في أنهار الجنة . فهؤلاء ومن كان مثلهم حجة على أهل زمانهم وشهيد عليهم . والله أعلم .
كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يدعى نوح - عليه السلام - يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير فيقول من يشهد لك فيقول محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ ويكون الرسول عليكم شهيدا فذلك قوله - عز وجل - وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا . . . . وذكر هذا الحديث مطولا ابن المبارك بمعناه ، وفيه : فتقول تلك الأمم كيف يشهد علينا من لم يدركنا فيقول لهم الرب سبحانه كيف تشهدون على من لم تدركوا فيقولون ربنا بعثت إلينا رسولا وأنزلت إلينا عهدك وكتابك وقصصت علينا أنهم قد بلغوا فشهدنا بما عهدت إلينا فيقول الرب صدقوا فذلك قوله - عز وجل - وكذلك جعلناكم أمة وسطا - والوسط العدل - لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا .
قوله تعالى : ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء نظيره : ما فرطنا في الكتاب من شيء . وقد تقدم فلينظر هناك وقال مجاهد : تبيانا للحلال والحرام .
- الطبرى : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
يقول تعالى ذكره ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) يقول: نسأل نبيهم الذي بعثناه إليهم للدعاء إلى طاعتنا ، وقال ( مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) لأنه تعالى ذكره كان يبعث إلى أمم أنبياءها منها: ماذا أجابوكم، وما ردّوا عليكم ( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ ) يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وجئنا بك يا محمد شاهدا على قومك وأمتك الذين أرسلتك إليهم بما أجابوك ، وماذا عملوا فيما أرسلتك به إليهم. وقوله ( وَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) يقول: نـزل عليك يا محمد هذا القرآن بيانا لكلّ ما بالناس إليه الحاجة من معرفة الحلال والحرام والثواب والعقاب (وَهُدًى) من الضلال (وَرَحْمَةً) لمن صدّق به، وعمل بما فيه من حدود الله ، وأمره ونهيه، فأحل حلاله ، وحرّم حرامه ( وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) يقول: وبشارة لمن أطاع الله وخضع له بالتوحيد ، وأذعن له بالطاعة، يبشره بجزيل ثوابه في الآخرة ، وعظيم كرامته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة، قال: ثنا أبان بن تغلب، عن الحكم، عن مجاهد ( تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) قال: مما أحلّ وحرّم.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن أبان بن تغلب، عن مجاهد، في قوله ( تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) مما أحلّ لهم وحرّم عليهم.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، قوله ( تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) قال: ما أمر به، وما نَهَى عنه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، في قوله ( وَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) قال: ما أُمِروا به، ونهوا عنه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن أشعث، عن رجل، قال: قال ابن مسعود: أنـزل في هذا القرآن كل علم وكلّ شيء قد بين لنا في القرآن. ثم تلا هذه الآية.
- ابن عاشور : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
تكرير لجملة { ويوم نبعث من كل أمةٍ شهيداً ثم لا يؤذن للذين كفروا } [ سورة النحل : 84 ] ليبنى عليه عطف جملة وجئنا بك شهيداً على هؤلاء وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا على هؤلآء } على جملة { ويوم نبعث في كل أمةٍ شهيداً عليهم }.
ولما كان تكريراً أعيد نظير الجملة على صورة الجملة المؤكّدة مقترنة بالواو ، ولأن في هذه الجملة زيادة وصف { من أنفسهم } فحصلت مغايرة مع الجملة السابقة والمغايرة مقتضية للعطف أيضاً .
ومن دواعي تكرير مضمون الجملة السابقة أنه لبعد ما بين الجملتين بما اعترض بينهما من قوله تعالى : { ثم لا يؤذن للذين كفروا } إلى قوله : { بما كانوا يفسدون } [ سورة النحل : 84 ، 88 ] ، فهو كالإعادة في قول لبيد :
فتنازعا سبطاً يطير طلالُه ... كدخان مشعلة يشبّ ضِرامها
مشمولةٍ غلثت بنابت عرفج ... كدخان نار ساطع أسنامها
مع أن الإعادة هنا أجدر لأن الفصل أطول .
وقد حصل من هذه الإعادة تأكيد التهديد والتسجيل .
وعُدّي فعل { نبعث } هنا بحرف { في } ، وعُدّي نظيره في الجملة السابقة بحرف ( مِن ) ليحصل التفنّن بين المكرّرين تجديداً لنشاط السامعين .
وزيد في هذه الجملة أن الشهيد يكون من أنفسهم زيادة في التذكير بأن شهادة الرسل على الأمم شهادة لا مطعن لهم فيها لأنها شهود من قومهم لا يجد المشهود عليهم فيها مساغاً للطعن .
ولم تخل أيضاً بعد التعريض بالتحذير من صدّ الكافرين عن سبيل الله من حسن موقع تذكير المسلمين بنعمة الله عليهم إذ بعث فيهم شهيداً يشهد لهم بما ينفعهم وبما يضرّ أعداءهم .
والقول في بقيّة هذه الجملة مثل ما سبق في نظيرتها .
ولما كان بعث الشهداء للأمم الماضية مراداً به بعثهم يوم القيامة عبّر عنه بالمضارع .
وجملة { وجئنا بك شهيداً } يجوز أن تكون معطوفة على جملة { ويوم نبعث } كلّها . فالمعنى : وجئنا بك لما أرسلناك إلى أمّتك شهيداً عليهم ، أي مقدّراً أن تكون شهيداً عليهم يوم القيامة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان حيّاً في آن نزول هذه الآية كان شهيداً في الحال والاستقبال ، فاختير لفظ الماضي في { جئنا } للإشارة إلى أنه مجيء حصل من يوم بعثته .
ويعلم من ذلك أنه يحصل يوم القيامة بطريق المساواة لبقيّة إخوانه الشهداء على الأمم ، إذ المقصود من ذلك كلّه تهديد قومه وتحذيرهم . وهذا الوجه شديد المناسبة بأن يعطف عليه قوله تعالى : { ونزلنا عليك الكتاب } [ سورة النحل : 89 ] الآية .
وقد علمت من هذا أن جملة { وجئنا بك شهيداً } ليست معطوفة على { نبعث } بحيث تدخل في حيّز الظرف وهو { يوم } ، بل معطوفة على مجموع جملة { يوم نبعث } ، لأن المقصود وجئنا بك شهيداً من وقت إرسالك . وعلى هذا يكون الكلام تَمّ عند قوله : { من أنفسهم } ، فيحسن الوقف عليه لذلك .
ويجوز أن تعطف على جملة { نبعث في كل أمّة شهيداً } فتدخل في حيّز الظرف ويكون الماضي مستعملاً في معنى الاستقبال مجازاً لتحقّق وقوعه ، فشابه به ما حصل ومضى ، فيكون الوقف على قوله : { شهيداً }. ويتحصّل من تغيير صيغة الفعل عن المضارع إلى الماضي تهيئة عطف { ونزلنا عليك الكتاب }.
ولم يوصف الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه من أنفسهم لأنه مبعوث إلى جميع الأمم ، وشهيد عليهم جميعاً ، وأما وصفه بذلك في قوله تعالى : { لقد جاءكم رسول من أنفُسكم } في سورة التوبة ( 128 ) فذلك وصف كاشف اقتضاه مقام التّذكير للمخاطبين من المنافقين الذين ضَمّوا إلى الكفر بالله كفران نعمة بعث رسول إليهم من قومهم .
وليس في قوله : { على هؤلاء } ما يقتضي تخصيص شهادته بكونها شهادة على المتحدّث عنهم من أهل الشرك ، ولكن اقتصر عليهم لأن الكلام جار في تهديدهم وتحذيرهم .
و { هؤلاء } إشارة إلى حاضر في الذّهن وهم المشركون الذين أكثر الحديث عليهم . وقد تتبّعتُ مواقع أمثال اسم الإشارة هذا في القرآن فرأيته يُعنى به المشركون من أهل مكّة . وتقدّم بيانه عند قوله تعالى : { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } في سورة النساء ( 41 ) ، وقوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء } في سورة الأنعام ( 89 ).
عطف على جملة { وجئنا بك شهيداً } أي أرسلناك شهيداً على المشركين وأنزلنا عليك القرآن لينتفع به المسلمون ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم شهيد على المكذّبين ومرشد للمؤمنين .
وهذا تخلّص للشروع في تعداد النّعم على المؤمنين من نعم الإرشاد ونعم الجزاء على الامتثال وبيان بركات هذا الكتاب المنزّل لهم .
وتعريف الكتاب للعهد ، وهو القرآن .
و { تبياناً } مفعول لأجله . والتّبيان مصدر دالّ على المبالغة في المصدرية ، ثم أريد به اسم الفاعل فحصلت مبالغتان ، وهو بكسر التاء ، ولا يوجد مصدر بوزن تفعال بكسر التاء إلا تِبيان بمعنى البيان كما هنا . وتِلقاء بمعنى اللّقاء لا بمعنى المكان ، وما سوى ذلك من المصادر الواردة على هذه الزّنة فهي بفتح التاء .
وأما أسماء الذوات والصفاتُ الواردة على هذه الزنة فهي بكسر التاء وهي قليلة ، عدّ منها : تمثال ، وتنبال ، للقصير . وأنهاها ابن مالك في نظم الفوائد إلى أربع عشرة كلمة .
و«كلّ شيء» يفيد العموم؛ إلا أنه عموم عرفي في دائرة ما لمثله تجيء الأديان والشّرائع : من إصلاح النفوس ، وإكمال الأخلاق ، وتقويم المجتمع المدنيّ ، وتبيّن الحقوق ، وما تتوقّف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية ، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وما يأتي في خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق الكونية ، ووصف أحوال الأمم ، وأسباب فلاحها وخسارها ، والموعظة بآثارها بشواهد التاريخ ، وما يتخلّل ذلك من قوانينهم وحضاراتهم وصنائعهم .
وفي خلال ذلك كلّه أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف صالحة لأن تكون بياناً لكل شيء على وجه العموم الحقيقي إن سلك في بيانها طريق التفصيل واستنير فيها بما شرح الرسول صلى الله عليه وسلم وما قفّاه به أصحابه وعلماء أمّته ، ثم ما يعود إلى الترغيب والترهيب من وصف ما أعدّ للطائعين وما أعدّ للمعرضين ، ووصف عالم الغيب والحياة الآخرة .
ففي كل ذلك بيان لكل شيء يقصد بيانه للتبصّر في هذا الغرض الجليل ، فيؤول ذلك العموم العرفي بصريحه إلى عموم حقيقي بضمنه ولوازمه . وهذا من أبدع الإعجاز .
وخصّ بالذّكر الهدى والرحمة والبُشرى لأهميتها؛ فالهدى ما يرجع من التّبيان إلى تقويم العقائد والأفهام والإنقاذ من الضلال . والرحمة ما يرجع منه إلى سعادة الحياتين الدنيا والأخرى ، والبُشرى ما فيه من الوعد بالحسنيين الدنيوية والأخروية .
وكل ذلك للمسلمين دون غيرهم لأن غيرهم لما أعرضوا عنه حَرموا أنفسهم الانتفاع بخواصّه كلها .
فاللام في { لكل شيء } متعلق بالتبيان ، وهي لام التقوية ، لأن «كل شيء» في معنى المفعول به ل { تبياناً }. واللام في { للمسلمين } لام العلّة يتنازع تعلّقها «تبيان وهدى ورحمة وبُشرى» وهذا هو الوجه .
- إعراب القرآن : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
و«وَيَوْمَ» الواو حرف استئناف ويوم ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكر «نَبْعَثُ» مضارع فاعله مستتر والجملة مضاف إليه «فِي كُلِّ» متعلقان بنبعث «أُمَّةٍ» مضاف إليه «شَهِيداً» مفعول به «عَلَيْهِمْ» متعلقان بشهيدا «مِنْ أَنْفُسِهِمْ» متعلقان بمحذوف صفة لشهيدا والهاء مضاف إليه «وَجِئْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما سبق «بِكَ» متعلقان بجئنا «شَهِيداً» حال «عَلى هؤُلاءِ» الها للتنبيه وأولاء اسم إشارة في محل جر بعلى ومتعلقان بشهيدا «وَنَزَّلْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «عَلَيْكَ» متعلقان بنزلنا «الْكِتابَ» مفعول به «تِبْياناً» حال «لِكُلِّ» متعلقان بتبيانا «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «وَهُدىً» معطوفة على تبيانا «وَرَحْمَةً وَبُشْرى » معطوف على ما سبق «لِلْمُسْلِمِينَ» متعلقان ببشرى
- English - Sahih International : And [mention] the Day when We will resurrect among every nation a witness over them from themselves And We will bring you [O Muhammad] as a witness over your nation And We have sent down to you the Book as clarification for all things and as guidance and mercy and good tidings for the Muslims
- English - Tafheem -Maududi : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ(16:89) (O Muhammad, warn them of) the Day when We shall call a witness from among every community to testify against it. And We shall call you to testify against these people; (that is why) We have sent down to you this Book which makes plain everything *86 and is guidance, blessing and good news to those who have surrendered themselves entirely.' *87
- Français - Hamidullah : Et le jour où dans chaque communauté Nous susciterons parmi eux-mêmes un témoin contre eux Et Nous t'emmenerons [Muhammad] comme témoin contre ceux-ci Et Nous avons fait descendre sur toi le Livre comme un exposé explicite de toute chose ainsi qu'un guide une grâce et une bonne annonce aux Musulmans
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und gedenke des Tages da Wir in jeder Gemeinschaft einen Zeugen über sie aus ihren eigenen Reihen erwecken Dich bringen Wir als Zeugen über diese da herbei Und Wir haben dir das Buch offenbart als klare Darlegung von allem und als Rechtleitung Barmherzigkeit und frohe Botschaft für die Allah Ergebenen'
- Spanish - Cortes : El día que hagamos surgir de cada comunidad a un testigo de cargo te traeremos a ti como testigo contra éstos Te hemos revelado la Escritura como aclaración de todo como dirección y misericordia como buena nueva para los que se someten
- Português - El Hayek : Recordalhes o dia em que faremos surgir uma testemunha de cada povo para testemunhar contra os seus e teapresentaremos por testemunha contra os teus Temoste revelado pois o Livro que é uma explanação de tudo éorientação misericórdia e alvíssaras para os muçulmanos
- Россию - Кулиев : В тот день Мы выставим против каждой общины свидетеля из их числа а тебя выставим свидетелем против этих Мы ниспослали тебе Писание для разъяснения всякой вещи как руководство к прямому пути милость и благую весть для мусульман
- Кулиев -ас-Саади : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
В тот день Мы выставим против каждой общины свидетеля из их числа, а тебя выставим свидетелем против этих. Мы ниспослали тебе Писание для разъяснения всякой вещи, как руководство к прямому пути, милость и благую весть для мусульман.Всевышний еще раз напомнил о том, что перед каждой общиной предстанет свидетель, и особо отметил благородного Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, который будет свидетельствовать за или против своих последователей. Абсолютная справедливость Всевышнего Аллаха требует, чтобы каждый посланник свидетельствовал только о представителях своей общины, ибо он лучше других осведомлен о поступках своих последователей, лучше других может объективно разобраться в их деяниях и испытывает к ним больше сострадания. Всевышний сказал: «Мы сделали вас общиной, придерживающейся середины, чтобы вы свидетельствовали обо всем человечестве, а Посланник свидетельствовал о вас самих» (2:143); «Что же произойдет, когда Мы приведем по свидетелю от каждой общины, а тебя приведем свидетелем против этих? В тот день те, которые не уверовали и ослушались Посланника, пожелают, чтобы земля сровнялась с ними. Они не смогут утаить от Аллаха ни одной беседы» (4:41–42). Затем Аллах поведал о том, что Священный Коран разъясняет людям основные и второстепенные вопросы религии, а также излагает законы, действующие в этом мире и Последней жизни. В этом Писании разъясняется все, в чем нуждаются рабы Аллаха. Истина разъяснена в нем самым ясным и выразительным образом, потому что слова его ясны, а их смысл - очевиден и доступен. Наиболее важные вопросы, в регулярном повторении которых человеческие души испытывают нужду, повторяются в Коране по несколько раз. Аллах излагает их различными словами и убеждает Своих рабов посредством различных доводов, дабы их сердца обрели покой и приносили благие плоды. Обилие этих плодов зависит от того, насколько прочно Откровение укореняется в человеческих сердцах. Короткие и ясные коранические аяты зачастую обладают сразу несколькими значениями, благодаря чему текст аятов превращается в религиозный закон. А при рассмотрении этих законов необходимо связывать обсуждаемый аят с последующим, потому что из них вытекает множество повелений и запретов, сосчитать которые просто невозможно. Поскольку коранические откровения ниспосланы в разъяснение всего сущего, они являются неопровержимым доводом против всех рабов Аллаха. Грешников они лишают малейшего оправдания, а мусульманам приносят огромную пользу. Коран является для мусульман верным руководством во всех духовных и мирских делах и милостью, благодаря которой они добиваются благополучия как при жизни на земле, так и после смерти. Пользуясь верным руководством, мусульмане приобретают полезные знания и совершают праведные деяния. А благодаря милости они обретают вознаграждение в мирской и будущей жизнях, добродетель, духовный покой и совершенство разума. Воистину, человеческий разум становится совершенным только благодаря размышлениям над смыслом коранических аятов, потому что их смысл является самым возвышенным и самым славным. Наряду с этим коранические откровения помогают вершить праведные деяния, придерживаться прекрасных нравственных норм, приумножать богатство, одерживать верх над противниками словом и делом и снискать благоволение Всевышнего Аллаха и Его великую милость, обо всех бесконечных удовольствиях которой известно только Ему.
- Turkish - Diyanet Isleri : O gün her ümmetten bir kişiyi onlara şahit tutarız Seni de ümmetine şahit getiririz Sana her şeyi açıklayan ve Müslümanlara doğruyu gösteren bir rehber rahmet ve müjde olarak Kuran'ı indirdik
- Italiano - Piccardo : E il Giorno in cui susciteremo in ogni comunità un testimone scelto tra loro e a carico loro ti chiameremo [o Muhammad] come testimone nei loro confronti Abbiamo fatto scendere su di te il Libro che spiegasse ogni cosa guida e misericordia e lieta novella per i musulmani
- كوردى - برهان محمد أمين : ڕۆژێك دێت له ههموو ئوممهتێکدا شایهتێك دهنێرین له خۆیان بۆ سهریان تۆشمان هێناوه ئهی محمد صلی الله علیه وسلم که شایهت بیت لهسهر ئهو خهڵکه قورئانیشمان بۆ تۆ دابهزاندووه ڕوونکهرهوهی ههموو شتێکه هیدایهت بهخش و ڕهحمهتهو مزگێنیشه بۆ موسوڵمانان
- اردو - جالندربرى : اور اس دن کو یاد کرو جس دن ہم ہر امت میں سے خود ان پر گواہ کھڑے کریں گے۔ اور اے پیغمبر تم کو ان لوگوں پر گواہ لائیں گے۔ اور ہم نے تم پر ایسی کتاب نازل کی ہے کہ اس میں ہر چیز کا بیان مفصل ہے اور مسلمانوں کے لیے ہدایت اور رحمت اور بشارت ہے
- Bosanski - Korkut : A šta će biti onog Dana kad protiv svakog naroda dovedemo po jednog svjedoka od njega samog i tebe dovedemo kao svjedoka protiv ovih Mi tebi objavljujemo Knjigu kao objašnjenje za sve i kao uputu i milost i radosnu vijest za one koji jedino u Njega vjeruju
- Swedish - Bernström : [Påminn dem om] den Dag då Vi från varje samfund skall låta ett vittne ur deras egna led stiga fram [som skall vittna] mot dem Och dig har Vi gjort till vittne mot dem [som du har nått med budskapet] Vi har uppenbarat denna gudomliga Skrift för dig steg för steg med klargörande av allt med vägledning och nåd och ett glatt budskap om hopp till dem som har underkastat sig Guds vilja
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ingatlah akan hari ketika Kami bangkitkan pada tiaptiap umat seorang saksi atas mereka dari mereka sendiri dan Kami datangkan kamu Muhammad menjadi saksi atas seluruh umat manusia Dan Kami turunkan kepadamu Al Kitab Al Quran untuk menjelaskan segala sesuatu dan petunjuk serta rahmat dan kabar gembira bagi orangorang yang berserah diri
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
(Dan) ingatlah (akan hari ketika Kami bangkitkan pada tiap-tiap umat seorang saksi atas mereka dari mereka sendiri) yakni nabi mereka sendiri (dan Kami datangkan kamu) hai Muhammad (menjadi saksi atas mereka) bagi kaummu. (Dan Kami turunkan kepadamu Alkitab) yakni Alquran (untuk menjelaskan) untuk menerangkan (segala sesuatu) yang diperlukan oleh umat manusia menyangkut masalah syariat (dan petunjuk) supaya jangan tersesat (serta rahmat dan kabar gembira) memperoleh surga (bagi orang-orang yang beriman) bagi orang-orang yang mentauhidkan Allah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : সেদিন প্রত্যেক উম্মতের মধ্যে আমি একজন বর্ণনাকারী দাঁড় করাব তাদের বিপক্ষে তাদের মধ্য থেকেই এবং তাদের বিষয়ে আপনাকে সাক্ষী স্বরূপ উপস্থাপন করব। আমি আপনার প্রতি গ্রন্থ নাযিল করেছি যেটি এমন যে তা প্রত্যেক বস্তুর সুস্পষ্ট বর্ণনা হেদায়েত রহমত এবং মুসলমানদের জন্যে সুসংবাদ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் ஒவ்வொரு சமூகத்திலும் அந்த சமூகத்தவர்களிலிருந்தே அவர்களுக்கு எதிர்சாட்சியை அவர்களுக்கு எதிராக எழுப்பி அந்நாளில் உம்மை இவர்களுக்கு உம்மை நிராகரிக்க முற்படும் இம்மக்களுக்கு எதிராகச் சாட்சியாக நாம் கொண்டு வருவோம்; மேலும் இவ்வேதத்தை ஒவ்வொரு பொருளையும் தெளிவாக்குகிறதாகவும் நேர்வழி காட்டியதாகவும் ரஹ்மத்தாகவும் முஸ்லிம்களுக்கு நன்மாராயமாகவும் உம்மீது நாம் இறக்கி வைத்திருக்கிறோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และวันที่เราจะตั้งพยานขึ้นจากทุกประชาชาติ เพื่อเป็นพยาน ต่อพวกเขาจากหมู่พวกเขาเอง และเราก็นำเจ้ามาเป็นพนานต่อเขาเหล่านั้นและเราได้ให้คัมภีร์แก่เจ้าเพื่อชี้แจงแก่ทุกสิ่ง และเพื่อเป็นทางนำและเป็นความเมตตา และเป็นข่าวดีแก่บรรดามุสลิม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ҳар бир умматга ўзидан гувоҳ олиб келган кунимизда сени анавиларга умматингга гувоҳ қилиб келтирамиз Сенга китобни ҳар бир нарсани баён қилувчи этиб мусулмонларга ҳидоят раҳмат ва хушхабар қилиб нозил этдик Яъни қиёмат куни ҳар бир умматга Пайғамбарини гувоҳ этганимиздек сени ҳам умматингга гувоҳ қилиб келтирамиз Сенга Қуръони Каримни нозил қилишдан мақсад ҳар бир нарсани баён қилиб беришдир Қуръон мўминлар учун Аллоҳнинг раҳматидир мусулмонлар учун ҳидоятдир Қуръони Карим мўминлар учун хушхабардир уларга иймонлари орқасидан келадиган яхшиликлар хушхабарини беради
- 中国语文 - Ma Jian : 我要在每个民族中,推举他们族中的一个见证,来反证他们,在那日,我要推举你来反证这等人。我曾降示这部经典,阐明万事,并作归顺者的向导、恩惠和喜讯。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatkanlah tentang hari Kami bangkitkan dalam kalangan tiaptiap umat seorang saksi terhadap mereka dari golongan mereka sendiri; dan Kami datangkanmu wahai Muhammad untuk menjadi saksi terhadap mereka ini umatmu; dan Kami turunkan kepadamu AlQuran menjelaskan tiaptiap sesuatu dan menjadi hidayah petunjuk serta membawa rahmat dan berita yang mengembirakan bagi orangorang Islam
- Somali - Abduh : Xusuusi Maalintaan ka soo bixinayno Umad kasta marag Naftooda ah oon ku Keenayno Nabiyow Adoo marag ku ah kuwan Umadaada Waxaana kugu dajinnay Kitaab oo ah Caddaynta wax kasta iyo hanuun iyo Naxariis iyo bishaarada dadka muslimiinta ah
- Hausa - Gumi : Kuma a rãnar da Muke tãyar da shaidu a cikin kõwace al'umma a kansu daga kãwunansu kuma Muka zo da kai kanã mai bãyar da shaida a kan waɗannan kuma Mun saussaukar da Littãli a kanka dõmin yin bãyani ga dukkan kõme da shiriya da rahama da bushãra ga mãsu mĩƙa wuya Musulmi
- Swahili - Al-Barwani : Na waonye siku tutakapo wainua mashahidi katika kila umma wakiwashuhudia kwa yanayo tokana na wao na tutakuleta wewe uwe shahidi juu ya hao Na tumekuteremshia Kitabu hiki kinacho bainisha kila kitu na ni uwongofu na rehema na bishara kwa Waislamu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe përkujtoju ditën kur Na do të sjellim kundër çdo populli dëshmitarë nga mesi i tyre pejgamberi i tyre dhe atëherë Na do të sjellim ty Muhammed dëshmitar kundër këtyre E Na ta kemi dërguar ty Librin shpjegim për çdo çështje dhe si udhërrëfyes mëshirë dhe sihariq për muslimanët
- فارسى - آیتی : و روزى باشد كه از هر امتى شاهدى از خودشان بر خودشان برانگيزيم و تو را بياوريم تا بر آنان شهادت دهى. و ما قرآن را كه بيانكننده هر چيزى است و هدايت و رحمت و بشارت براى مسلمانان است بر تو نازل كردهايم.
- tajeki - Оятӣ : Ва рӯзе бошад, ки аз ҳар уммате шоҳиде аз худашон бар худашон бифиристем ва туро биёварем, то бар онон шаҳодат диҳӣ. Ва мо Қуръонро, ки баёнкунандаи ҳар чизест ва ҳидояту раҳмат ва хушхабар барои мусалмонон аст, бар ту нозил кардаем.
- Uyghur - محمد صالح : شۇ كۈندە بىز ھەر بىر ئۈممەتكە ئۇلارنىڭ ئىچىدىن ئۇلارغا قارشى (گۇۋاھلىق بېرىدىغان) بىر شاھىت (يەنى پەيغەمبەر) كەلتۈرىمىز ۋە (شۇ كۈندە) بىز سېنى ئۇلارغا (يەنى ئۈممىتىڭگە) شاھىت قىلىپ كەلتۈرىمىز. ساڭا بىز كىتابنى (يەنى قۇرئاننى) ھەممە نەرسىنى (يەنى كىشىلەر موھتاج بولىدىغان دىنىي ئىشلارنىڭ ھەممىسىنى) چۈشەندۈرۈپ بېرىدىغان، (دىللارغا) ھىدايەت، (بەندىلەرگە) رەھمەت، مۇسۇلمانلارغا مەڭگۈلۈك سائادەت بىلەن خوش خەۋەر يەتكۈزىدىغان قىلىپ نازىل قىلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഓരോ സമുദായത്തിലും അവര്ക്കെതിരായി നിലകൊള്ളുന്ന സാക്ഷിയെ അവരില് നിന്നു തന്നെ നാം നിയോഗിക്കുന്ന ദിവസമാണത്. ഇക്കൂട്ടര്ക്കെതിരെ സാക്ഷിയായി നിന്നെ നാം കൊണ്ടുവരുന്നതുമാണ്. നിനക്ക് നാം ഈ വേദപുസ്തകം ഇറക്കിത്തന്നിരിക്കുന്നു. ഇതില് സകല സംഗതികള്ക്കുമുള്ള വിശദീകരണമുണ്ട്. വഴിപ്പെട്ടു ജീവിക്കുന്നവര്ക്ക് വഴികാട്ടിയും അനുഗ്രഹവും ശുഭവൃത്താന്തവുമാണിത്.
- عربى - التفسير الميسر : واذكر ايها الرسول حين نبعث يوم القيامه في كل امه من الامم شهيدا عليهم هو الرسول الذي بعثه الله اليهم من انفسهم وبلسانهم وجئنا بك ايها الرسول شهيدا على امتك وقد نزلنا عليك القران توضيحا لكل امر يحتاج الى بيان كاحكام الحلال والحرام والثواب والعقاب وغير ذلك وليكون هدايه من الضلال ورحمه لمن صدق وعمل به وبشاره طيبه للمومنين بحسن مصيرهم
*86) The Qur'an makes manifest everything on which depends guidance or deviation, success or failure: whose knowledge is essential for following the Right Way: which clearly distinguishes Truth from false hood.
In this connection one should guard against that meaning of this sentence and the like in the Qur'an according to which some people interpret "everything" to mean "the knowledge of all sciences, arts, etc.," and in order to prove the correctness of their interpretation, they have to pervert the real meaning of the Qur'an.
*87) This Book is a guidance for those who surrender to it as a Divine Book and follow it in every aspect of life. Then it will bring Allah's blessings upon them, and will give them the good news that they will comc out successful in the Court of Allah on the Day of Judgment. Or. the contrary, those people who reject it shall not only be deprived of guidance and blessing but will also find it as a testimony against themselves on the Day of Resurrection when Allah's Messenger will stand up to testify against them. This Book will prove to be a strong argument against them, for Allah's Messenger will say that he had conveyed its Message which made manifest the distinction between Truth and falsehood.