- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَٰنَكُمْ دَخَلًۢا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِىَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة ۚ إنما يبلوكم الله به ۚ وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون
- عربى - التفسير الميسر : ولا ترجعوا في عهودكم، فيكون مَثَلكم مثل امرأة غزلت غَزْلا وأحكمته، ثم نقضته، تجعلون أيمانكم التي حلفتموها عند التعاهد خديعة لمن عاهدتموه، وتنقضون عهدكم إذا وجدتم جماعة أكثر مالا ومنفعة من الذين عاهدتموهم، إنما يختبركم الله بما أمركم به من الوفاء بالعهود وما نهاكم عنه مِن نقضها، وليبيِّن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون في الدنيا من الإيمان بالله ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
- السعدى : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
{ وَلَا تَكُونُوا } في نقضكم للعهود بأسوأ الأمثال وأقبحها وأدلها على سفه متعاطيها، وذلك { كَالَّتِي } تغزل غزلا قويا فإذا استحكم وتم ما أريد منه نقضته فجعلته { أَنْكَاثًا } فتعبت على الغزل ثم على النقض، ولم تستفد سوى الخيبة والعناء وسفاهة العقل ونقص الرأي، فكذلك من نقض ما عاهد عليه فهو ظالم جاهل سفيه ناقص الدين والمروءة.
وقوله: { تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ } أي: لا تنبغي هذه الحالة منكم تعقدون الأيمان المؤكدة وتنتظرون فيها الفرص، فإذا كان العاقد لها ضعيفا غير قادر على الآخر أتمها لا لتعظيم العقد واليمين بل لعجزه، وإن كان قويا يرى مصلحته الدنيوية في نقضها نقضها غير مبال بعهد الله ويمينه.
كل ذلك دورانا مع أهوية النفوس، وتقديما لها على مراد الله منكم، وعلى المروءة الإنسانية، والأخلاق المرضية لأجل أن تكون أمة أكثر عددا وقوة من الأخرى.
وهذا ابتلاء من الله وامتحان يبتليكم الله به حيث قيض من أسباب المحن ما يمتحن به الصادق الوفي من الفاجر الشقي.
{ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } فيجازي كلا بما عمل، ويخزي الغادر.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
ثم ضرب - سبحانه - مثلا لتقبيح نقض العهد ، فقال - تعالى - : ( وَلاَ تَكُونُواْ كالتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً ) .
وقوله : ( غزلها ) اى : مغزولها ، فهو مصدر بمعنى المفعول . والفعل منه غزل يغزل - بكسر الزاى .
. من باب ضرب . يقال غزلت المرأة الصوف أو القطن غزلا .
والجار والمجرور فى قوله ( مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ) متعلق بالفعل ( نقضت ) أى : نقضته وأفسدته من بعد إبرامه وإحكامه .
و ( أنكاثا ) حال مؤكدة من ( غزلها ) ، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا ، بتضمين الفعل نقضت معنى صيرت أو جعلت .
والأنكاث : جمع نكث - بكسر النون - ، بمعنى منكوث أى منقوض ، وهو ما نقض وحل فتله ليغزل ثانيا ، والجمع أنكاث كحمل وأحمال .
يقال : نكث الرجل العهد نكثا - من باب قتل - إذا نقضه ونبذه ، ومنه قوله - تعالى - ( فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ على نَفْسِهِ ) قال ابن كثير : هذه امرأة خرقاء كانت بمكة ، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه .
وقال مجاهد وقتادة وابن زيد : هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده . وهذا أرجح وأظهر سواء أكان بمكة امرأة تنقض غزلها أم لا .
والمعنى : كونوا - أيها المسلمون - أوفياء بعهودكم ، ولا تنقضوها بعد إبرامها ، فإنكم إن نقضتموها كان مثلكم كمثل تلك المرأة الحمقاء ، التى كانت تفتل غزلها فتلا محكما ، ثم تنقضه بعد ذلك ، وتتركه مرة أخرى قطعا منكوثة محلولة . .
فالجملة الكريمة تحقر فى كل جزئية من جزئياتها ، حال من ينقض العهد ، وتشبهه على سبيل التنفير والتقبيح بحال امرأة ملتاثه فى عقلها ، مضطربة فى تصرفاتها .
وقوله - سبحانه - : ( تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) .
إبطال للأسباب التى كان يتخذها بعض الناس ذرائع ومبررات لنقض العهود .
والدَّخَل - بفتح الخاء - : المكر والغش والخديعة . وهو فى الأصل اسم للشئ الذى يدخل فى غيره وليس منه .
قال الراغب : والدخل كناية عن الفساد والعداوة المستبطنة ، كالدَّغلَ ، وعن الدعوة فى النسب . . . ومنه قيل : شجرة مدخولة - أى ليست من جنس الأشجار التى حولها .
وقوله ( أَن تَكُونَ أُمَّةٌ . . . ) متعلق بقوله ( تتخذون ) .
وقوله ( أربى ) مأخوذ من الربو بمعنى الزيادة والكثرة . يقال : رَبَا الشئ يربوا إذا زاد وكثر .
والمعنى : ولا تكونوا مشبهين لامرأة هذا شأنها ، حالة كونكم متخذين أيمانكم وأقسامكم وسيلة للغدر والخيانة ، من أجل أن هناك جماعة أوفر عددا وأكثر مالا من جماعة أخرى .
قال القرطبى : قال المفسرون : نزلت هذه الآية فى العرب الذين كانت القبيلة منهم إذا حالفت أخرى ، ثم جاءت إحداهما قبيلة أخرى كبيرة قوية فداخلتها غدرت بالأولى ونقضت عهدها ، ورجعت إلى هذه الكبرى ، فنهاهم الله - تعالى- : أن ينقضوا العهود من أجل أن طائفة أكثر من طائفة أخرى ، أو أكثر أموالا . . .
وقال الفراء : المعنى : لا تغدروا بقوم لقلتهم وكثرتكم ، أو لقلتكم وكثرتهم وقد عززتموهم بالأيمان .
وقال ابن كثير : قال مجاهد : كانوا يحالفون الحلفاء ، فيجدون أكثر منهم وأعز ، فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون أولئك الذين هم أكثر وأعز ، فنهوا عن ذلك .
والخلاصة: أن الآية الكريمة تدعو إلى وجوب الوفاء بالعهود في جميع الأحوال، وتنهى عن اللجوء إلى الذرائع الباطلة، من أجل نقض العهود، إذ الإسلام لا يقر هذه الذرائع وتلك المبررات، بدعوى أن هناك جماعة أقوى من جماعة، أو دولة أعز من دولة، وإنما الذي يقره الإسلام هو مراعاة الوفاء بالعهود، وعدم اتخاذ الأيمان وسيلة للغش والخداع.
والضمير المجرور في قوله: إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ يعود على مضمون الجملة المتقدمة وهي قوله- تعالى-: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ.
أى: إنما يبلوكم الله ويختبركم بكون أمة أربى من أمة، لينظر أتفون بعهودكم أم لا. وإلى هذا المعنى أشار صاحب الكشاف بقوله: قوله- تعالى-: إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ الضمير لقوله: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ ... لأنه في معنى المصدر. أى: إنما يختبركم بكونهم أربى، لينظر أتتمسكون بحبل الوفاء بعهد الله، وما عقدتم على أنفسكم ووكدتم من أيمان البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أم تغترون بكثرة قريش وثروتهم وقوتهم. وقلة المؤمنين وفقرهم وضعفهم .
ويجوز أن يعود إلى ما أمر الله به من الوفاء بالعهد، فيكون المعنى: إنما يبلوكم الله ويختبركم بما أمركم به من الوفاء بالعهود، ومن النهى عن النقض ليظهر لكم المطيع من العاصي، وقوى الإيمان من ضعيفه.
ثم ختم- سبحانه- الآية الكريمة ببيان أن مرد الفصل بين العباد فيما اختلفوا فيه إليه- تعالى- وحده، فقال: وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فيجازى أهل الحق بما يستحقون من ثواب، ويجازى أهل الباطل بما هم أهله من عقاب.
- البغوى : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
ثم ضرب الله مثلا لنقض العهد فقال : ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة ) ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة ) أي : من بعد غزله وإحكامه .
قال الكلبي ، ومقاتل : هي امرأة خرقاء حمقاء من قريش ، يقال لها " ريطة بنت عمرو بن سعد بن كعب بن زيد مناة بن تميم " وتلقب بجعر ، وكانت بها وسوسة ، وكانت اتخذت مغزلا بقدر ذراع وصنارة مثل الأصبع ، وفلكة عظيمة ، على قدرها ، وكانت تغزل الغزل من الصوف والشعر والوبر ، وتأمر جواريها بذلك ، فكن يغزلن من الغداة إلى نصف النهار ، فإذا انتصف النهار أمرتهن بنقض جميع ما غزلن فهذا كان دأبها .
ومعناه : أنها لم تكف عن العمل ، ولا حين عملت كفت عن النقض ، فكذلك أنتم إذا نقضتم العهد ، لا كففتم عن العهد ، ولا حين عاهدتم وفيتم به .
( أنكاثا ) يعني أنقاضا واحدتها " نكث " وهو ما نقض بعد الفتل ، غزلا كان أو حبلا .
( تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ) أي : دخلا وخيانة وخديعة ، و " الدخل " ما يدخل في الشيء للفساد .
وقيل : " الدخل " و " الدغل " : أن يظهر الوفاء ويبطن النقض .
( أن تكون ) أي : لأن تكون ، ( أمة هي أربى ) أي : أكثر وأعلى ، ( من أمة ) قال مجاهد : وذلك أنهم كانوا يحالفون الحلفاء فإذا وجدوا قوما أكثر منهم وأعز نقضوا حلف هؤلاء وحالفوا الأكثر ، فمعناه : طلبتم العز بنقض العهد ، بأن كانت أمة أكثر من أمة . فنهاهم الله عن ذلك .
( إنما يبلوكم الله به ) يختبركم الله بأمره إياكم بالوفاء بالعهد ، ( وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ) في الدنيا .
- ابن كثير : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
وقوله : ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) قال عبد الله بن كثير ، والسدي : هذه امرأة خرقاء كانت بمكة ، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه .
وقال مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد : هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده .
وهذا القول أرجح وأظهر ، وسواء كان بمكة امرأة تنقض غزلها أم لا .
وقوله : ( أنكاثا ) يحتمل أن يكون اسم مصدر ، نقضت غزلها أنكاثا ، أي : أنقاضا . ويحتمل أن يكون بدلا عن خبر كان ، أي : لا تكونوا أنكاثا ، جمع نكث من ناكث ; ولهذا قال بعده : ( تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ) أي : خديعة ومكرا ، ( أن تكون أمة هي أربى من أمة ) أي : يحلفون للناس إذا كانوا أكثر منكم ليطمئنوا إليكم ، فإذا أمكنكم الغدر بهم غدرتم . فنهى الله عن ذلك ؛ لينبه بالأدنى على الأعلى إذا كان قد نهى عن الغدر - والحالة هذه - فلأن ينهى عنه مع التمكن والقدرة بطريق الأولى .
وقد قدمنا - ولله الحمد - في سورة " الأنفال " قصة معاوية لما كان بينه وبين ملك الروم أمد ، فسار معاوية إليهم في آخر الأجل ، حتى إذا انقضى وهو قريب من بلادهم ، أغار عليهم وهم غارون لا يشعرون ، فقال له عمرو بن عبسة : الله أكبر يا معاوية وفاء لا غدرا ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من كان بينه وبين قوم أجل فلا يحلن عقدة حتى ينقضي أمدها " . فرجع معاوية بالجيش - رضي الله عنه - وأرضاه .
قال ابن عباس : ( أن تكون أمة هي أربى من أمة ) أي : أكثر .
وقال مجاهد : كانوا يحالفون الحلفاء ، فيجدون أكثر منهم وأعز ، فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون أولئك الذين هم أكثر وأعز ، فنهوا عن ذلك . وقال الضحاك ، وقتادة ، وابن زيد نحوه .
وقوله : ( إنما يبلوكم الله به ) قال سعيد بن جبير : يعني بالكثرة ، رواه ابن أبي حاتم .
وقال ابن جرير : أي : بأمره إياكم بالوفاء والعهد .
( وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ) فيجازي كل عامل بعمله ، من خير وشر .
- القرطبى : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
قوله تعالى : ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون
قوله تعالى : ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا النقض والنكث واحد ، والاسم النكث والنقض ، والجمع الأنكاث . فشبهت هذه الآية الذي يحلف ويعاهد ويبرم عهده ثم ينقضه بالمرأة تغزل غزلها وتفتله محكما ثم تحله . ويروى أن امرأة حمقاء كانت بمكة تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة كانت تفعل ذلك ، فبها وقع التشبيه ; قال الفراء ، وحكاه عبد الله بن كثير والسدي ولم يسميا المرأة ، وقال مجاهد وقتادة : وذلك ضرب مثل ، لا على امرأة معينة . وأنكاثا نصب على الحال . والدخل : الدغل والخديعة والغش . قال أبو عبيدة : كل أمر لم يكن صحيحا فهو دخل .
أن تكون أمة هي أربى من أمة قال المفسرون : نزلت هذه الآية في العرب الذين كانت القبيلة منهم إذ حالفت أخرى ، ثم جاءت إحداهما قبيلة كثيرة قوية فداخلتها غدرت الأولى ونقضت عهدها ورجعت إلى هذه الكبرى - قاله مجاهد - فقال الله - تعالى - : لا تنقضوا العهود من أجل أن طائفة أكثر من طائفة أخرى أو أكثر أموالا فتنقضون أيمانكم إذا رأيتم الكثرة والسعة في الدنيا لأعدائكم المشركين . والمقصود النهي عن العود إلى الكفر بسبب كثرة الكفار وكثرة أموالهم . وقال الفراء : المعنى لا تغدروا بقوم لقلتهم وكثرتكم أو لقلتكم وكثرتهم ، وقد عززتموهم بالأيمان . أربى أي أكثر ; من ربا الشيء يربو إذا كثر . والضمير في به يحتمل أن يعود على الوفاء الذي أمر الله به . ويحتمل أن يعود على الرباء ;
أي أن الله - تعالى - ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض ، واختبرهم بذلك من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها ; وهو معنى قوله : إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون من البعث وغيره .
- الطبرى : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
يقول تعالى ذكره ناهيا عباده عن نقض الأيمان بعد توكيدها، وآمرًا بوفاء العهود، وممثلا ناقض ذلك بناقضة غزلها من بعد إبرامه وناكثته من بعد إحكامه: ولا تكونوا أيها الناس في نقضكم أيمانكم بعد توكيدها وإعطائكم الله بالوفاء بذلك العهود والمواثيق ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ) يعني: من بعد إبرام. وكان بعض أهل العربية يقول: القوّة: ما غُزِل على طاقة واحدة ولم يثن. وقيل: إن التي كانت تفعل ذلك امرأة حمقاء معروفة بمكة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن كثير ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ) قال: خرقاء كانت بمكة تنقضه بعد ما تُبْرِمه.
حدثنا المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة، عن صدقة، عن السديّ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ ) قال: هي خَرْقَاءُ بمكة كانت إذا أبرمت غزلها نقضته.
وقال آخرون: إنما هذا مثل ضربه الله لمن نقض العهد، فشبهه بامرأة تفعل هذا الفعل. وقالوا في معنى نقضت غزلها من بعد قوة، نحوا مما قلنا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ) فلو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم: ما أحمق هذه! وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ) قال: غزلها: حبلها تنقضه بعد إبرامها إياه ولا تنتفع به بعد.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ) قال: نقضت حبلها من بعد إبرام قوّة.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ) قال: هذا مثل ضربه الله لمن نقض العهد الذي يعطيه، ضرب الله هذا له مثلا بمثل التي غزلت ثم نقضت غزلها، فقد أعطاهم ثم رجع، فنكث العهد الذي أعطاهم.
وقوله ( أَنْكَاثًا ) يعني: أنقاضا، وكلّ شيء نُقِض بعد الفتل فهو أنكاث، واحدها: نكْث حبلا كان ذلك أو غزلا يقال منه: نَكَث فلان هذا الحبل فهو ينكُثُه نكثا، والحبل منتكِث: إذا انتقضت قُواه. وإنما عني به في هذا الموضع نكث العهد والعقد. وقوله ( تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) يقول تعالى ذكره: تجعلون أيمانكم التي تحلفون بها على أنكم موفون بالعهد لمن عاقدتموه ( دَخَلا بَيْنَكُمْ ) يقول: خديعة وغرورا ليطمئنوا إليكم وأنتم مضمرون لهم الغدر وترك الوفاء بالعهد والنُّقلة عنهم إلى غيرهم من أجل أن غيرهم أكثر عددًا منهم. والدَّخَل في كلام العرب: كلّ أمر لم يكن صحيحًا، يقال منه: أنا أعلم دَخَل فلان ودُخْلُلَه وداخلة أمره ودخلته ودخيلته.
وأما قوله ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) فإن قوله أربى: أفعل من الربا، يقال: هذا أربى من هذا وأربأ منه، إذا كان أكثر منه ؛ ومنه قول الشاعر:
وأسْــمَرَ خَــطِّيّ كــأنَّ كُعُوبَـهُ
نَوى القسْبِ قد أرْبَى ذرَاعا على العَشْرِ (2)
وإنما يقال: أربى فلان من هذا وذلك للزيادة التي يزيدها على غريمه على رأس ماله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، وعليّ بن داود، قالا ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) يقول: أكثر.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) يقول: ناس أكثر من ناس.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ؛ وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) قال: كانوا يحالفون الحلفاء، فيجدون أكثر منهم وأعزّ، فينقضون حِلْف هؤلاء ، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعزّ منهم، فنهوا عن ذلك.
حدثنا ابن المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (3) وحدثني القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ ) يقول: خيانة وغدرا بينكم ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) أن يكون قوم أعزّ وأكثر من قوم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا أبو ثور، عن مَعْمر، عن قتادة ( دَخَلا بَيْنَكُمْ ) قال: خيانة بينكم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ ) يغرّ بها، يعطيه العهد يؤمنه وينـزله من مأمنه، فتزلّ قدمه وهو في مأمن، ثم يعود يريد الغدر، قال: فأوّل بدو هذا (4) قوم كانوا حلفاء لقوم تحالفوا ، وأعطى بعضهم بعضا العهد، فجاءهم قوم قالوا: نحن أكثر وأعزّ وأمنع، فانقضوا عهد هؤلاء وارجعوا إلينا ، ففعلوا، وذلك قول الله تعالى وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) هي أربى: أكثر من أجل أن كانوا هؤلاء أكثر من أولئك نقضتم العهد فيما بينكم وبين هؤلاء، فكان هذا في هذا، وكان الأمر الآخر في الذي يعاهده فينـزله من حِصْنه ثم ينكث عليه، الآية الأولى في هؤلاء القوم وهي مبدؤه، والأخرى في هذا.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) يقول: أكثر، يقول: فعليكم بوفاء العهد.
وقوله ( إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ) يقول تعالى ذكره: إنما يختبركم الله بأمره إياكم بالوفاء بعهد الله إذا عاهدتم، ليتبين المطيع منكم المنتهي إلى أمره ونهيه من العاصي المخالف أمره ونهيه ( وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) يقول تعالى ذكره: وليبينن لكم أيها الناس ربكم يوم القيامة إذا وردتم عليه بمجازاة كلّ فريق منكم على عمله في الدنيا، المحسن منكم بإحسانه والمسيء بإساءته، ( مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) والذي كانوا فيه يختلفون في الدنيا أن المؤمن بالله كان يقرّ بوحدانية الله ونبوّة نبيه، ويصدق بما ابتعث به أنبياءه، وكان يكذّب بذلك كله الكافر فذلك كان اختلافهم في الدنيا الذي وعد الله تعالى ذكره عباده أن يبينه لهم عند ورودهم عليه بما وصفنا من البيان.
- ابن عاشور : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
تشنيع لحال الذين ينقضون العهد .
وعطف على جملة { ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها } [ سورة النحل : 91 ]. واعتمد العطف على المغايرة في المعنى بين الجملتين لما في هذه الثانية من التمثيل وإن كانت من جهة الموقع كالتوكيد لجملة { ولا تنقضوا الأيمان }. نُهوا عن أن يكونوا مَضْرِب مثل معروف في العرب بالاستهزاء ، وهو المرأة التي تَنقض غزلها بعد شَدّ فتله . فالتي نقضت غزلها امرأةٌ اسمها رَيطة بنت سعد التيمية من بني تيم من قريش . وعُبّر عنها بطريق الموصولية لاشتهارها بمضمون الصّلة ولأن مضمون الصّلة ، هو الحالة المشبّه بها في هذا التمثيل ، ولأن القرآن لم يذكر فيه بالاسم العلم إلا من اشتهر بأمر عظيم مثل جالوت وقارون .
وقد ذُكر من قصّتها أنها كانت امرأة خرقاء مختلّة العقل ، ولها جوارٍ ، وقد اتّخذت مِغْزلاً قدر ذراع وصِنّارَة مثل أصبع وَفَلْكَةً عظيمة على قدر ذلك ، فكانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى الظهر ثم تأمرهن فتنقض ما غزلته ، وهكذا تفعل كل يوم ، فكان حالها إفساد ما كان نافعاً محكماً من عملها وإرجاعه إلى عدم الصلاح ، فنهوا عن أن يكون حالهم كحالها في نقضهم عهد الله وهو عهد الإيمان بالرجوع إلى الكفر وأعمال الجاهلية . ووجه الشّبه الرجوع إلى فساد بعد التلبّس بصلاح .
والغزل : هنا مصدر بمعنى المفعول ، أي المغزول ، لأنه الذي يقبل النقض . والغَزل : فتل نتف من الصوف أو الشعر لتُجعل خيوطاً محكمة اتصال الأجزاء بواسطة إدارة آلة الغَزل بحيث تلتفّ النتف المفتولة باليد فتصير خيطاً غليظاً طويلاً بقدر الحاجة ليكون سَدًى أو لُحْمَة للنسج .
والقوة : إحكام الغزل ، أي نقضته مع كونه محكم الفتل لا موجب لنقضه ، فإنه لو كان فتله غير محكم لكان عذرٌ لنقضه .
والأنكاث بفتح الهمزة : جمع نِكْث بكسر النّون وسكون الكاف أي منكوث ، أي منقوض ، ونظيره نِقض وأنقاض . والمراد بصيغة الجمع أن ما كان غزلاً واحداً جعلتْه منقوضاً ، أي خيوطاً عديدة . وذلك بأن صيّرته إلى الحالة التي كان عليها قبل الغزل وهي كونه خيوطاً ذات عدد .
وانتصب { أنكاثاً } على الحال من { غزلها } ، أي نقضته فإذا هو أنكاث .
وجملة { تتخذون أيمانكم } حال من ضمير { ولا تنقضوا الأيمان } [ سورة النحل : 91 ].
والدخَل بفتحتين : الفساد ، أي تجعلون أيمانكم التي حلفتموها . . والدّخل أيضاً : الشيء الفاسد . ومن كلام العرب : تَرى الفتيان كالنخْل وما يدريك ما الدَخْل ( سكن الخاء لغةً أو للضرورة إن كان نظماً ، أو للسجع إن كان نثراً ) ، أي ما يدريك ما فيهم من فساد . والمعنى : تجعلون أيمانكم الحقيقة بأن تكون معظّمة وصالحة فيجعلونها فاسدة كاذبة ، فيكون وصف الأيمان بالدّخل حقيقة عقلية؛ أو تجعلونها سبب فساد بينكم إذ تجعلونها وسيلة للغَدر والمكر فيكون وصف الأيمان بالدّخل مجازاً عقلياً .
ووجه الفساد أنها تقتضي اطمئنان المتحالفين فإذا نقضها أحد الجانبين فقد تسبّب في الخصام والحقد . وهذا تحذير لهم وتخويف من سوء عاقبة نقض اليمين ، وليس بمقتضضٍ أن نقضاً حدَث فيهم .
و { أن تكون أمة } معمول للام جرّ محذوفة كما هو غالب حالها مع { أنْ }. والمعنى التعليل ، وهو علّة لنقض الأيمان المنهيّ عنه ، أي تنقضون الأيمان بسبب أن تكون أمّة أربى من أمّة ، أي أقوى وأكثر .
والأمّة : الطائفة والقبيلة . والمقصود طائفة المشركين وأحْلافهم .
و { أربى } : أزيد ، وهو اسم تفضيل من الرُبُوّ بوزن العُلُوّ ، أي الزيادة ، يحتمل الحقيقة أعني كثرة العدد ، والمجاز أعني رفاهية الحال وحسن العيش . وكلمة { أربى } تعطي هذه المعاني كلها فلا تَعدلها كلمة أخرى تصلحُ لجميع هذه المعاني ، فوقعها هنا من مقتضى الإعجاز . والمعنى : لا يبعثكم على نقض الأيمان كونُ أمّة أحسن من أمّة .
ومعلوم أن الأمّة التي هي أحسن هي المنقوض لأجلها وأن الأمّة المفضولة هي المنفصَل عنها ، أي لا يحملكم على نقض الحلف أن يكون المشركون أكثر عدداً وأموالاً من المسلمين فيبعثكم ذلك على الانفصال عن جماعة المسلمين وعلى الرجوع إلى الكفّار .
وجملة { إنما يبلوكم الله به } مستأنفة استئنافاً بيانياً للتعليل بما يقتضي الحكمة ، وهو أن ذلك يبتلي الله به صدق الإيمان كقوله تعالى : { ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم } [ سورة الأنعام : 165 ].
والقصر المستفاد من قوله تعالى : إنما يبلوكم الله به } قصر موصوف على صفة . والتقدير : ما ذلك الرُبُوّ إلا بلوى لكم .
والبَلْو : الاختبار . ومعنى إسناده إلى الله الكناية عن إظهار حال المسلمين . وله نظائر في القرآن . وضمير { به } يعود إلى المصدر المنسبك من قوله : { أن تكون أمة هي أربى من أمة }.
ثم عطف عليه تأكيدُ أنه سيبيّن لهم يوم القيامة ما يختلفون فيه من الأحوال فتظهر الحقائق كما هي غير مغشّاة بزخارف الشّهوات ولا بمكاره مخالفة الطباع ، لأن الآخرة دار الحقائق لا لبس فيها ، فيومئذٍ تعلمون أنّ الإسلام هو الخير المحض وأن الكفر شرّ محض .
وأكّد هذا الوعد بمؤكّدين : القسم الذي دلّت عليه اللام ونون التوكيد . ثم يظهر ذلك أيضاً في ترتّب آثاره إذ يكون النعيم إثر الإيمان ويكون العذاب إثر الشرك ، وكل ذلك بيان لما كانوا مختلفين فيه في الدنيا .
- إعراب القرآن : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
«وَلا» الواو عاطفة ولا ناهية «تَكُونُوا» مضارع ناقص والواو اسمها والجملة معطوفة «كَالَّتِي» التي اسم موصول في محل جر ومتعلقان بمحذوف خبر تكونوا «نَقَضَتْ» ماض وفاعله مستتر والجملة صلة والتاء للتأنيث «غَزْلَها» مفعول به «مِنْ بَعْدِ» متعلقان بنقضت «قُوَّةٍ» مضاف إليه «أَنْكاثاً» حال «تَتَّخِذُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة حالية «أَيْمانَكُمْ دَخَلًا» مفعولا تتخذون والكاف مضاف إليه «بَيْنَكُمْ» ظرف مكان متعلق بصفة لدخلا «أَنْ» ناصبة «تَكُونَ» مضارع ناقص وأن وما بعدها مفعول لأجله «أُمَّةٌ» اسم تكون «هِيَ أَرْبى » مبتدأ وخبر والجملة خبر «مِنْ أُمَّةٍ» متعلقان بأربى «إِنَّما» كافة ومكفوفة «يَبْلُوكُمُ اللَّهُ» مضارع ومفعوله المقدم ولفظ الجلالة فاعله المؤخر والجملة مستأنفة «بِهِ» متعلقان ببيولكم «وَلَيُبَيِّنَنَّ» الواو عاطفة واللام واقعة في جواب قسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد «لَكُمْ» متعلقان بيبين «يَوْمَ» ظرف زمان «الْقِيامَةِ» مضاف إليه «ما» موصول مفعول به «كُنْتُمْ» كان واسمها والجملة صلة «فِيهِ» متعلقان بتختلفون «تَخْتَلِفُونَ» الجملة خبر.
- English - Sahih International : And do not be like she who untwisted her spun thread after it was strong [by] taking your oaths as [means of] deceit between you because one community is more plentiful [in number or wealth] than another community Allah only tries you thereby And He will surely make clear to you on the Day of Resurrection that over which you used to differ
- English - Tafheem -Maududi : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(16:92) Do not behave like that woman who had spun yarn laboriously and then had herself broken it into pieces. *90 You make your mutual oaths a means of mutual deceit in your affairs so that one people might take undue advantage over the other whereas Allah puts you to trial by these pledges. *91 Allah will certainly reveal to you the truth about all your differences on the Day of Resurrection. *92
- Français - Hamidullah : Et ne faites pas comme celle qui défaisait brin par brin sa quenouille après l'avoir solidement filée en prenant vos serments comme un moyen pour vous tromper les uns les autres du fait que vous avez trouvé une communauté plus forte et plus nombreuse que l'autre Allah ne fait par là que vous éprouver Et certes Il vous montrera clairement au Jour de la Résurrection ce sur quoi vous vous opposiez
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und seid nicht wie jene die ihr Garn nachdem es fest gesponnen war wieder in aufgelöste Strähnen bricht indem ihr eure Eide untereinander als Mittel des Betrugs nehmt weil eine Gemeinschaft zahlreicher ist als eine andere Gemeinschaft Allah prüft euch damit nur und Er wird euch am Tag der Auferstehung ganz gewiß über das Klarheit geben worüber ihr uneinig zu sein pflegtet
- Spanish - Cortes : No hagáis como aquélla que deshacía de nuevo el hilo que había hilado fuertemente Utilizáis vuestros juramentos para engañaros so pretexto de que una comunidad es más fuerte que otra Alá no hace más que probaros con ello El día de la Resurreción ha de mostraros aquello en que discrepabais
- Português - El Hayek : E não imiteis aquela mulher que desfiava sua roca depois de havêla enrolado profusamente; não façais juramentosfraudulentos com segundas intenções pelo fato de ser a vossa tribo mais numerosa do que outra Deus somente vosexperimentará e sanará a vossa divergência no Dia da Ressurreição
- Россию - Кулиев : Не уподобляйтесь той женщине которая распустила свою пряжу после того как скрепила нити Вы обращаете свои клятвы в средство обмана когда одни из вас оказываются сильнее и многочисленнее других Так Аллах подвергает вас испытанию А в День воскресения Он непременно разъяснит вам то в чем вы расходились во мнениях
- Кулиев -ас-Саади : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
Не уподобляйтесь той женщине, которая распустила свою пряжу после того, как скрепила нити. Вы обращаете свои клятвы в средство обмана, когда одни из вас оказываются сильнее и многочисленнее других. Так Аллах подвергает вас испытанию. А в День воскресения Он непременно разъяснит вам то, в чем вы расходились во мнениях.Если вы будете нарушать обещания и договора, то заслужите самого скверного и дурного сравнения. Вас можно будет сравнить с женщиной, которая скручивает плотную пряжу, и распускает ее после того, как завершает работу. Она прикладывает усилия для того, чтобы связать пряжу, а затем распутать ее, но не приобретает ничего, кроме разочарования и усталости. Это свидетельствует о недостатке ума такой женщины, и если человек нарушает обещания, то его также можно назвать несправедливым, невежественным и глупым человеком, лишенным набожности, мужества и достоинства. Не подобает вам обращать свои клятвы в средство взаимного обмана. Так поступают только люди, которые приносят клятвы и признают Аллаха своим поручителем, а затем выжидают. И если они чувствуют, что слабы и не способны воспротивиться другой стороне, то выполняют свои обязательства. Они выполняют их не ради того, чтобы сдержать слово и не нарушить клятву, а по причине своей слабости. Но если они чувствуют себя сильными и полагают, что нарушение обязательств принесет им выгоду в мирских делах, то они не выполняют своих обещаний, пренебрегая заветом с Аллахом и данными клятвами. Люди поступают так, когда потакают своим желаниям и отдают им предпочтение перед повелениями Аллаха, человеческим достоинством и богоугодной нравственностью. Так они рассчитывают превзойти других числом и могуществом. Однако в действительности это является испытанием, поскольку Всевышний Аллах сотворил подобные искушения для того, чтобы выявилась разница между правдивыми людьми и несчастными грешниками. Когда же наступит День воскресения, Аллах разъяснит Своим рабам все, по поводу чего они расходились во мнениях. И тогда каждый получит воздаяние за совершенные деяния, и предатели будут унижены и опозорены.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bir ümmetin diğerinden daha çok olmasından ötürü aranızdaki yeminleri bozarak ipliğini iyice eğirip katladıktan sonra bozan kadın gibi olmayın Allah onunla sizi dener And olsun ki ayrılığa düştüğünüz şeyleri size kıyamet günü açıklar
- Italiano - Piccardo : Non fate come colei che disfaceva il suo filato dopo averlo torto a fatica facendo dei vostri giuramenti mezzi di reciproco inganno a seconda della prevalenza di un gruppo o di un altro Così Allah vi mette alla prova e nel Giorno della Resurrezione vi mostrerà ciò su cui eravate in polemica
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێك بهڵێن و پهیمانێك دهدهن ئهمهك و وهفاتان ههبێت بۆ ئهنجامدانی وهکو ئهو ئافرهته مهبن که ڕیسهکهی دهکردهوه به خوری دوای ڕستن و تۆکمهکردنی ههڵی دهوهشاندهوه له کاتێکدا ئێوهش بهڵێن و سوێندو پهیمانتان بکهنه هۆی فێڵ و تهڵهکه له نێوانتاندا نهوهکو دهستهو کۆمهڵێکی ژماره زۆرو دهسهڵاتدار پهلاماری دهستهیهکی تری کهم دهست و لاواز بدات بێگومان خوا بهو جۆره شتانه تاقیتان دهکاتهوه سوێند به خوا ههموو ئهو شتانهتان بۆ ڕوون دهکاتهوه که جیاوازی و کێشهتان تێدا ههبوو
- اردو - جالندربرى : اور اس عورت کی طرح نہ ہونا جس نے محنت سے تو سوت کاتا۔ پھر اس کو توڑ کر ٹکڑے ٹکڑے کر ڈالا۔ کہ تم اپنی قسموں کو اپس میں اس بات کا ذریعہ بنانے لگو کہ ایک گروہ دوسرے گروہ سے زیادہ غالب رہے۔ بات یہ ہے کہ خدا تمہیں اس سے ازماتا ہے۔ اور جن باتوں میں تم اختلاف کرتے ہو قیامت کو اس کی حقیقت تم پر ظاہر کر دے گا
- Bosanski - Korkut : I ne budite kao onā koja bi svoju pređu rasprela kad bi je već bila čvrsto oprela i ne služite se zakletvama svojim da biste jedni druge prevarili samo zato što je jedno pleme mnogobrojnije od drugog Allah vas time samo iskušava a na Sudnjem danu će vam doista objasniti ono oko čega ste se razilazili
- Swedish - Bernström : Gör inte som [kvinnan] som repade upp den starka tråd hon hade spunnit och svär inte era eder [som om ni spelade ett spel där det gäller] att överlista varandra och [att hålla sig väl med] den klan [eller grupp] som har flest män [och är rikast i fråga om resurser] Detta är ett prov som Gud låter er undergå och på Uppståndelsens dag skall Han helt visst klargöra för er det som ni hade olika meningar om
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan janganlah kamu seperti seorang perempuan yang menguraikan benangnya yang sudah dipintal dengan kuat menjadi cerai berai kembali kamu menjadikan sumpah perjanjianmu sebagai alat penipu di antaramu disebabkan adanya satu golongan yang lebih banyak jumlahnya dari golongan yang lain Sesungguhnya Allah hanya menguji kamu dengan hal itu Dan sesungguhnya di hari kiamat akan dijelaskanNya kepadamu apa yang dahulu kamu perselisihkan itu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
(Dan janganlah kalian seperti seorang perempuan yang menguraikan) merusak (benangnya) hasil apa yang telah dipintalnya (yang sudah dipintal dengan kuat) sudah dijadikan benang (menjadi cerai-berai kembali) lafal ankaatsan berkedudukan menjadi hal, bentuk jamak daripada lafal naktsun; artinya mencerai-beraikan benang yang sudah dipintal kuat. Hal ini merupakan gambaran tentang seorang wanita penduduk kota Mekah; ia setiap hari memintal benang, tetapi sesudah benang itu jadi, lalu ia uraikan kembali; wanita itu dikenal sebagai wanita yang tolol (kalian menjadikan) lafal tattakhidzuuna menjadi hal dari dhamir lafal takuunuu; artinya janganlah kalian seperti wanita yang tolol itu, yaitu kalian menjadikan (sumpah kalian sebagai alat penipu) arti dakhalan ialah memasukkan sesuatu bukan pada tempatnya dan ia bukan merupakan bagian daripadanya; makna yang dimaksud ialah menimbulkan kerusakan atau tipu muslihat (di antara kalian) seumpamanya kalian merusak sumpah itu (disebabkan) lafal an di sini asalnya lian (adanya satu golongan) satu kelompok (yang lebih banyak) jumlahnya (dari golongan yang lain). Disebutkan bahwa mereka mengadakan sumpah perjanjian pertahanan dengan suatu golongan, tetapi bila mereka melihat ada golongan yang lain yang lebih kuat dan lebih banyak jumlahnya, lalu mereka merusak dan membatalkan perjanjiannya dengan golongan yang pertama itu, kemudian mereka mengadakan perjanjian pertahanan dengan golongan yang baru dan yang lebih kuat itu. (Sesungguhnya kalian dicoba) diuji (oleh Allah dengannya) yakni dengan perintah supaya kalian memenuhi sumpah, agar Dia melihat siapakah yang taat di antara kalian dan siapa yang durhaka. Atau membuat suatu umat yang kuat agar Dia melihat apakah mereka memenuhi janjinya atau tidak. (Dan sesungguhnya di hari kiamat akan dijelaskan-Nya kepada kalian apa yang dahulu kalian perselisihkan itu) sewaktu di dunia menyangkut masalah sumpah dan masalah-masalah lainnya; kelak Dia akan mengazab orang yang melanggar sumpahnya dan akan memberi pahala kepada orang yang memenuhinya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা ঐ মহিলার মত হয়ো না যে পরিশ্রমের পর কাটা সূতা টুকরো টুকরো করে ছিড়ে ফেলে তোমরা নিজেদের কসমসমূহকে পারস্পরিক প্রবঞ্চনার বাহানা রূপে গ্রহণ কর এজন্যে যে অন্য দল অপেক্ষা এক দল অধিক ক্ষমতাবান হয়ে যায়। এতদ্বারা তো আল্লাহ শুধু তোমাদের পরীক্ষা করেন। আল্লাহ অবশ্যই কিয়ামতের দিন প্রকাশ করে দেবেন যে বিষয়ে তোমরা কলহ করতে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நீங்கள் சத்தியத்தை முறிக்கும் இவ்விஷயத்தில் மதிகெட்ட ஒரு பெண்ணுக்கு ஒப்பாகி விடாதீர்கள் அவள் நூலை நூற்று நன்கு முறுக்கேற்றிய பிறகு தானே அதைத் தறித்து துண்டு துண்டாக்கி விட்டாள்; ஒரு சமூகத்தார் மற்றொரு சமூகத்தாரை விட அதிகமானவர்களாக இருக்கிறார்கள் என்னும் காரணத்தால் நீங்கள் உங்கள் சத்தியங்களை உங்களுக்கிடையில் ஏமாற்றுவதற்கு சாதனங்களாக்கிக் கொள்ளாதீர்கள்; நிச்சயமாக அல்லாஹ் உங்களைச் சோதிப்பதெல்லாம் இதன் மூலமாகத்தான் இன்னும் நீங்கள் எவ் விஷயத்தில் பேதப்பட்டுக் கொண்டிருந்தீர்களோ அதனை அவன் உங்களுக்கு கியாமநாளில் நிச்சயமாகத் தெளிவாக்குவான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเจ้าอย่าเป็นเช่นนางที่คลายเกลียวด้ายของนาง หลังจากที่ได้ปั่นให้มันแน่นแล้ว โดยถือเอาการสาบานของพวกเจ้าเป็นการล่อลวงระหว่างพวกเจ้า เพื่อที่จะให้ชาติหนึ่งเข้มแข็งกว่าอีกชาติหนึ่ง แท้จริง อัลลอฮ์ทรงทดลองพวกเจ้าด้วยการสาบาน และแน่นอน พระองค์ตะทรงชี้แจงแก่พวกเจ้าในวันกิยามะฮ์ ถึงสิ่งที่พวกเจ้าขัดแย้งกันในเรื่องนั้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Тўқигани кучли бўлгандан сўнг уни сўкиб юборган хотинга ўхшаб бир уммат бошқа умматдан зиёдроқ бўлгани учун қасамларингизни орангизга алдов воситаси қилиб олманг Албатта бу билан сизни Аллоҳ синамоқда холос Албатта У қиёмат куни нима ҳақида ихтилоф қилганингизни баён қилиб берадир Аҳдни бузиш асосан ўз манфаатларини кўзлаб кўпроқ кучли томонга ялтоқланиш мақсадида бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 你们不要像那个妇人,她把纺织得很结实的线又分拆成若干缕;你们以盟誓为互相欺诈的手段,因为这一族比那一族还要富庶。真主只以此事考验你们。复活日,他必为你们阐明你们所争论的是非。
- Melayu - Basmeih : Dan janganlah kamu menjadi seperti perempuan yang telah merombak satu persatu benda yang dipintalnya sesudah ia selesai memintalnya kuat teguh; dengan kamu menjadikan sumpah kamu sebagai tipu daya untuk mencabuli perjanjian yang telah dimeteraikan sesama kamu disebabkan adanya satu golongan yang lebih ramai dari golongan lain Sesungguhnya Allah hanya mahu menguji kamu dengan yang demikian itu; dan Ia sudah tentu akan menerangkan kepada kamu pada hari kiamat apa yang kamu berselisihan padanya
- Somali - Abduh : Hana Noqonina Sidii tii Burisay furfurtay Soohiddii Xoog ka dib furfurid idinkoo ka yeelan dhaartiina Dhagar dhexdiina ah inay ahaatay ummad mid ka badan Ummad kale Eebe wuu idinku imtixaami Armakaas iyo inuu idiin Cadeeyo maalinta Qiyaame waxaad isku diidanaydeen
- Hausa - Gumi : Kuma kada ku kasance kamar wadda ta warware zarenta a bãyan tukka ya zama warwararku kunã riƙon rantsuwõyinku dõmin yaudara a tsakãninku dõmin kasancẽwar wata al'umma tãfi rĩba daga wata al'umma Abin sani kawai Allah Yanã jarrabar ku da shi kuma lalle ne yanã bayyana muku a Rãnar ¡iyãma abin da kuka kasance a cikinsa kunã sãɓã wajũna
- Swahili - Al-Barwani : Wala msiwe kama mwanamke anaye uzongoa uzi wake baada ya kwisha usokota ukawa mgumu Mnavifanya viapo vyenu kuwa ni njia ya kudanganyana baina yenu kwa kuwa ati taifa moja lina nguvu zaidi kuliko jengine Hakika Mwenyezi Mungu anakujaribuni kwa njia hiyo Na bila ya shaka atakubainishieni Siku ya Kiyama mliyo kuwa mkikhitalifiana
- Shqiptar - Efendi Nahi : Mos u bëni në thyerjen e obligimeve si ajo gruaja e cila e ka shprishur atë që e ka tjerrë pasi është forcuar – e ka mbetur e shprishur duke i marrë betimet tuajahyrje mashtrime në mes vete vetëm nga shkaku se një popull është më i madh në numër se tjetri Perëndia me këtë vetëm u vënë në provë e me siguri Ai do t’ju shpjegojë në Ditën e Kijametit për atë që ju nuk jeni pajtuar
- فارسى - آیتی : و همانند آن زن كه رشتهاى را كه محكم تافته بود از هم گشود و قطعه قطعه كرد مباشيد، تا سوگندهاى خود را وسيله فريب يكديگر سازيد بدين بهانه كه گروهى بيشتر از گروه ديگر است. خدا شما را بدان مىآزمايد، و در روز قيامت چيزى را كه در آن اختلاف مىكرديد برايتان بيان مىكند.
- tajeki - Оятӣ : Ва монандн он зан, ки риштаеро, ки маҳкам тофта буд, аз ҳам кушуд ва қитъа-қитъа кард, мабошед, то савгандҳои худро василаи фиреби якдигар созед, ба ин баҳона, ки гурӯҳе бештар аз гурӯҳи дигар аст. Худо шуморо ба он меозмояд ва дар рӯзи қиёмат чизеро, ки дар он ихтилоф мекардед, бароятон баён мекунад.
- Uyghur - محمد صالح : سىلەر پىششىق ئىگىرگەن يىپنى چۇۋۇپ پارچە - پارچە قىلىۋەتكەن خوتۇندەك بولماڭلار. بىر جامائە (سان ۋە مال - مۈلۈك جەھەتتە) يەنە بىر جامائەدىن كۆپ بولغانلىقى ئۈچۈن، قەسىمىڭلارنى ئالدامچىلىقنىڭ ۋاسىتىسى قىلىۋالىسىلەر (يەنى ئۆز ئارا ياردەملىشىش ئۈستىدە بىر جامائە بىلەن ئىتتىپاق تۈزۈشكەندىن كېيىن، سانى، پۇل - مېلى كۆپرەك يەنە بىر جامائەنى كۆرۈپلا ئىلگىرىكى جامائە بىلەن تۈزۈشكەن ئەھدىنى بۇزۇپ، كېيىنكى جامائە بىلەن ئەھدى تۈزىسلەر)، اﷲ سىلەرنى ھەقىقەتەن بۇنىڭ (يەنى ۋەدىگە ۋاپا قىلىش ئەمرى) بىلەن سىنايدۇ، سىلەر دەتالاش قىلىشقان ھەق - ناھەقنى قىيامەت كۈنى سىلەرگە چوقۇم ئايرىپ بېرىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഭദ്രതയോടെ നൂല് നൂറ്റ ശേഷം അത് പല തുണ്ടുകളാക്കി പൊട്ടിച്ചുകളഞ്ഞവളെപ്പോലെ നിങ്ങളാകരുത്. ഒരു ജനവിഭാഗം മറ്റൊരു ജനവിഭാഗത്തേക്കാള് കൂടുതല് നേടാനായി നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ ശപഥങ്ങളെ പരസ്പരം വഞ്ചനോപാധിയാക്കരുത്. അതിലൂടെ അല്ലാഹു നിങ്ങളെ പരീക്ഷിക്കുക മാത്രമാണ് ചെയ്യുന്നത്. ഉയിര്ത്തെഴുന്നേല്പു നാളില് നിങ്ങള് ഭിന്നിച്ചിരുന്ന കാര്യങ്ങളുടെ നിജസ്ഥിതി നിങ്ങള്ക്കവന് വ്യക്തമാക്കിത്തരികതന്നെ ചെയ്യും.
- عربى - التفسير الميسر : ولا ترجعوا في عهودكم فيكون مثلكم مثل امراه غزلت غزلا واحكمته ثم نقضته تجعلون ايمانكم التي حلفتموها عند التعاهد خديعه لمن عاهدتموه وتنقضون عهدكم اذا وجدتم جماعه اكثر مالا ومنفعه من الذين عاهدتموهم انما يختبركم الله بما امركم به من الوفاء بالعهود وما نهاكم عنه من نقضها وليبين لكم يوم القيامه ما كنتم فيه تختلفون في الدنيا من الايمان بالله ونبوه محمد صلى الله عليه وسلم
*90) In this verse, Allah has enjoined three kinds of Covenants which have been mentioned in the order of their importance. The first of these Covenants is the one between man and his Allah which is the most important of all. The second in importance is the Covenant between one man or one group of men and another man or another group of men, which is taken with Allah as a witness or in which the name of God has been used. The third Covenant is that which has been made without using Allah's name. Though this is third in importance, its fulfilment is as important as that of the first two and the violation of any of these has been prohibited.
*91) In this connection it should be noted that AIlah has rebuked the people for the worst form of violation of treaties which has been creating the greatest disorder in the world. It is a pity that even "big" people consider it to be a virtue to violate treaties in order to gain advantages for their people in political, economic and religious conflicts. At one time the leader of one nation enters into a treaty with another nation for the interest of his own people but at another time the same leader publicly breaks the very same treaty for the interest of his people, or secretly violates it. It is an irony that such violations are made even by those people who are honest in their private lives. Moreover, it is regretable that their own people do not protest against them; nay, they eulogize them for such shameful feats of diplomacy. Therefore, Allah warns that every such treaty is a test of the character of those who enter into it, and of their nations. They might gain some apparent advantage for their people in this way, but they will not escape their consequences on the Day of Judgment.
*92) This is to warn that decision about differences and disputes that lead to conflict, will be made on the Day of Judgment. Therefore, these should not be made an excuse to break agreements and treaties. Even if one is wholly in the right and the opponent is wholly in the wrong, it is not right for the former to break treaties or make false propaganda or employ other deceitful methods to defeat the other. If one does so, it will go against him on that Day because righteousness demands that one should not only be right in one's theories and aims but should also use right methods and employ right means. This warning has especially been given to those religious groups and sects who always suffer from this misunderstanding that they have a right to defeat their opponents because they are on the side of God and their opponents are rebels against Allah: therefore, there is no obligation on them to stick to their treaties with their opponents. This was what the Arab Jews practiced, declaring, "There is no moral obligation on us in regard to the pagan Arabs, and we are rightly entitled to practise dishonesty and deceit that might be of advantage to us and harmful to the disbelievers".