- عربي - نصوص الآيات عثماني : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَٰهَدُواْ وَصَبَرُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم
- عربى - التفسير الميسر : ثم إن ربك للمستضعفين في "مكة" الذين عذَّبهم المشركون، حتى وافقوهم على ما هم عليه ظاهرًا، ففتنوهم بالتلفظ بما يرضيهم، وقلوبهم مطمئنة بالإيمان، ولمَّا أمكنهم الخلاص هاجروا إلى "المدينة"، ثم جاهدوا في سبيل الله، وصبروا على مشاق التكاليف، إن ربك -من بعد توبتهم- لَغفور لهم، رحيم بهم.
- السعدى : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
أي: ثم إن ربك الذي ربى عباده المخلصين بلطفه وإحسانه لغفور رحيم لمن هاجر في سبيله، وخلى دياره وأمواله طلبا لمرضاة الله، وفتن على دينه ليرجع إلى الكفر، فثبت على الإيمان، وتخلص ما معه من اليقين، ثم جاهد أعداء الله ليدخلهم في دين الله بلسانه ويده، وصبر على هذه العبادات الشاقة على أكثر الناس.فهذه أكبرالأسباب التي تنال بها أعظم العطايا وأفضل المواهب، وهي مغفرة الله للذنوب صغارها وكبارها المتضمن ذلك زوال كل أمر مكروه، ورحمته العظيمة التي بها صلحت أحوالهم واستقامت أمور دينهم ودنياهم
- الوسيط لطنطاوي : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
وقوله - سبحانه - : ( مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ) أى : عذبوا وأوذوا من أجل أن يرتدوا إلى الكفر .
وأصل الفتن : إدخال الذهب فى النار لتظهر جودته من رداءته ، ثم استعمل فى الاختبار والامتحان بالمحن والشدائد ، وبالمنح واللطائف ، لما فيه من إظهار الحال والحقيقة ، وأكثر ما تستعمل الفتنة فى الامتحان والمحن وعليه يحمل بعضهم تفسير الفتنة بالمحنة .
والمراد بهؤلاء الذين هاجروا من بعد ما فتنوا - كما يقول ابن كثير - جماعة كانوا مستضعفين بمكة ، مهانين فى قومهم ، فوافقوهم على الفتنة ، ثم إنهم أمكنهم الخلاص بالهجرة ، فتركوا بلادهم وأهليهم وأموالهم ابتغاء رضوان الله وغفرانه ، وانتظموا فى سلك المؤمنين ، وجاهدوا معهم الكافرين ، وصبروا . .
والمعنى : ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ ) - أيها الرسول الكريم - تكفل بالولاية والمغفرة لهؤلاء الذين هاجروا من دار الكفر إلى دار الإِسلام ، من بعد أن عذبهم المشركون لكى يرتدوا عن دينهم .
قال الآلوسى : وقرأ ابن عامر ( مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ) بالبناء للفاعل ، وهو ضمير المشركين عند غير واحد ، أى : عذبوا المؤمنين ، كالحضرمى ، أكره مولاه " جبرا " حتى ارتد ، ثم أسلما وهاجرا . . .
وقوله - تعالى - : ( ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ ) أى جاهدوا المشركين حتى تكون كلمة الله هى العليا ، وصبروا على البلاء والأذى طلبا لرضا الله - تعالى - .
والضمير فى قوله : ( من بعدها ) يعود إلى ما سبق ذكره من الهجرة والفتنة والجهاد والصبر . أى : إن ربك - أيها الرسول الكريم - من بعد هذه الأفعال لكثير المغفرة والرحمة لهم ، جزاء هجرتهم وجهادهم وصبرهم على الأذى .
- البغوى : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ) عذبوا ومنعوا من الإسلام ، فتنهم المشركون ، ( ثم جاهدوا وصبروا ) على الإيمان والهجرة والجهاد ، ( إن ربك من بعدها ) من بعد تلك الفتنة والغفلة ( لغفور رحيم )
نزلت في عياش بن أبي ربيعة ، أخي أبي جهل من الرضاعة ، وفي أبي جندل بن سهيل بن عمرو ، والوليد بن الوليد بن المغيرة ، وسلمة بن هشام وعبد الله بن أسيد الثقفي ، فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ما أرادوا ليسلموا من شرهم ، ثم إنهم هاجروا بعد ذلك وجاهدوا .
وقال الحسن وعكرمة : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فاستزله الشيطان ، فلحق بالكفار ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله يوم فتح مكة ، فاستجاره له عثمان ، وكان أخاه لأمه من الرضاعة ، فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه ، فأنزل الله هذه الآية .
وقرأ ابن عامر " فتنوا " بفتح الفاء والتاء ، ورده إلى من أسلم من المشركين فتنوا المسلمين .
- ابن كثير : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
هؤلاء صنف آخر كانوا مستضعفين بمكة ، مهانين في قومهم قد واتوهم على الفتنة ، ثم إنهم أمكنهم الخلاص بالهجرة ، فتركوا بلادهم وأهليهم وأموالهم ابتغاء رضوان الله وغفرانه ، وانتظموا في سلك المؤمنين ، وجاهدوا معهم الكافرين ، وصبروا ، فأخبر الله تعالى أنه ) من بعدها ) أي : تلك الفعلة ، وهي الإجابة إلى الفتنة لغفور لهم ، رحيم بهم يوم معادهم .
- القرطبى : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله تعالى : ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم قوله تعالى : ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا هذا كله في عمار . والمعنى وصبروا على الجهاد ; ذكره النحاس . وقال قتادة : نزلت في قوم خرجوا مهاجرين إلى المدينة بعد أن فتنهم المشركون وعذبوهم ، وقد تقدم ذكرهم في هذه السورة . وقيل : نزلت في ابن أبي سرح ، وكان قد ارتد ولحق بالمشركين فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتله يوم فتح مكة ، فاستجار بعثمان فأجاره النبي - صلى الله عليه وسلم - ; ذكره النسائي عن عكرمة عن ابن عباس قال : في سورة النحل من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره - إلى قوله - ولهم عذاب عظيم فنسخ ، واستثنى من ذلك فقال : ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم وهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان على مصر ، . كان يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به أن يقتل يوم الفتح ; فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
- الطبرى : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى ذكره: ثم إن ربك يا محمد للذين هاجروا من ديارهم ومساكنهم وعشائرهم من المشركين، وانتقلوا عنهم إلى ديار أهل الإسلام ومساكنهم وأهل ولايتهم ، من بعد ما فتنهم المشركون الذين كانوا بين أظهرهم قبل هجرتهم عن دينهم ، ثم جاهدوا المشركين بعد ذلك بأيديهم بالسيف وبألسنتهم بالبراءة منهم ، ومما يعبدون من دون الله ، وصبروا على جهادهم ( إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) يقول: إن ربك من بعد فعلتهم هذه لهم لغفور ، يقول: لذو ستر على ما كان منهم من إعطاء المشركين ما أرادوا منهم من كلمة الكفر بألسنتهم ، وهم لغيرها مضمرون ، وللإيمان معتقدون ، رحيم بهم أن يعاقبهم عليها مع إنابتهم إلى الله وتوبتهم .
وذكر عن بعض أهل التأويل أن هذه الآية نـزلت في قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا تخلَّفوا بمكة بعد هجرة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فاشتدّ المشركون عليهم حتى فتنوهم عن دينهم ، فأيسوا من التوبة ، فأنـزل الله فيهم هذه الآية : فهاجروا ولحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو ، قال ثنا أبو عاصم ، قال ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ قال ناس من أهل مكة آمنوا ، فكتب إليهم بعض أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، أن هاجروا ، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا ، فخرجوا يريدون المدينة ، فأدركتهم قريش بالطريق ، ففتنوهم وكفروا مكرهين ، ففيهم نـزلت هذه الآية.
حدثني القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، بنحوه.
قال ابن جريج: قال الله تعالى ذكره: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ ثم نسخ واستثنى ، فقال: ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ).
حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) ذكر لنا أنه لما أنـزل الله أن أهل مكة لا يُقبل منهم إسلام حتى يهاجروا ، كتب بها أهل المدينة إلى أصحابهم من أهل مكة ؛ فلما جاءهم ذلك تبايعوا بينهم على أن يخرجوا ، فإن لحق بهم المشركون ، من أهل مكة قاتلوهم حتى ينجوا أو يلحقوا بالله ، فخرجوا فأدركهم المشركون ، فقاتلوهم ، فمنهم من قُتِل ، ومنهم من نجا ، فأنـزل الله تعالى ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ) ... الآية.
حدثنا أحمد بن منصور ، قال ثنا أبو أحمد الزبيري ، قال ثنا محمد بن شريك ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا ، وكانوا يستخفون بالإسلام ، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم ، فأصيب بعضهم ، وقُتِل بعض ، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين ، وأكرهوا فاستغفروا لهم ، فنـزلت إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ... إلى آخر الآية ؛ قال: وكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين هذه الآية لا عذر لهم ، قال: فخرجوا فلحقهم المشركون ، فأعطوهم الفتنة ، فنـزلت هذه الآية وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ... إلى آخر الآية ، فكتب المسلمون إليهم بذلك ، فخرجوا وأيسوا من كلّ خير ، ثم نـزلت فيهم ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا ، فخرجوا ، فأدركهم المشركون فقاتلوهم ، ثم نجا من نجا ، وقُتِل من قُتِل.
حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال: نـزلت هذه الآية في عمَّار ابن ياسر وعياش بن أبي ربيعة ، والوليد بن الوليد ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا ).
وقال آخرون: بل نـزلت هذه الآية في شأن ابن أبي سرح.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرمة والحسن البصري، قالا في سورة النحل مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ثم نسخ واستثنى من ذلك، فقال ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) وهو عبد الله بن أبي سرح الذي كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأزلَّه الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر به النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يُقتل يوم فتح مكة، فاستجار له أبو عمرو (3) فأجاره النبيّ صلى الله عليه وسلم.
------------------------
الهوامش:
(3) أبو عمرو: يريد عثمان بن عفان رحمه الله، وكان أخا عبد الله بن سعد من الرضاعة، قاله ابن إسحاق في السيرة.
- ابن عاشور : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
عطف على جملة { من كفر بالله من بعد إيمانه } إلى قوله : { هم الخاسرون } [ سورة النحل : 106 109 ].
و { ثمّ } للترتيب الرتبي ، كما هو شأنها في عطفها الجمل . وذلك أن مضمون هذه الجلة المعطوفة أعظمُ رُتبة من المعطوف عليها ، إذ لا أعظم من رضى الله تعالى كما قال تعالى : { ورضوان من الله أكبر } [ سورة آل عمران : 15 ].
والمراد { بالذين هاجروا } المهاجرون إلى الحبشة الذين أذِن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة للتخلّص من أذى المشركين . ولا يستقيم معنى الهجرة هنا إلا لهذه الهجرة إلى أرض الحبشة .
قال ابن إسحاق : « فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ومن عمّه أبي طالب ، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء ، قال لهم : لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملِكاً لا يُظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه ، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله إلى أرض الحبشة مَخافة الفتنة وفراراً بدينهم » اه .
فإن الله لما ذكر الذين آمنوا وصبروا على الأذى وعذر الذين اتّقوا عذاب الفتنة بأن قالوا كلام الكفر بأفواههم ولكن قلوبهم مطمئنة بالإيمان ذكر فريقاً آخر فازوا بفرار من الفتنة ، لئلا يتوهّم متوهّم أن بعدهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الشدّة يوهن جامعة المسلمين فاستُوفِيَ ذكر فرق المسلمين كلها . وقد أومَأ إلى حظّهم من الفضل بقوله : { هاجروا من بعد ما فتنوا } ، فسمّى عملهم هِجرة .
وهذا الاسم في مصطلح القرآن يدل على مفارقة الوطن لأجل المحافظة على الدين ، كما حكي عن إبراهيم عليه السلام { وقال إني مهاجر إلى ربي } [ سورة العنكبوت : 26 ]. وقال في الأنصار يحبّون من هاجر إليهم ، أي المؤمنين الذين فارقوا مكّة .
وسمّى ما لقوه من المشركين فتنة . والفتنة : العذاب والأذى الشديد المتكرّر الذي لا يترك لمن يقع به صبراً ولا رأياً ، قال تعالى : { يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم } [ سورة الذاريات : 14 ] ، وقال : { إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} [ سورة البروج : 10 ]. وتقدم بيانها عند قوله تعالى : { والفتنة أشدّ من القتل } في سورة البقرة ( 191 ). أي فقد نالهم الأذى في الله .
والمجاهدة : المقاومة بالجُهد ، أي الطاقة .
والمراد بالمجاهدة هنا دفاعهم المشركين عن أن يردّوهم إلى الكفر .
وهاتان الآيتان مكّيتان نازلتان قبل شرع الجهاد الذي هو بمعنى قتال الكفار لنصر الدين .
والصبر : الثبات على تحمّل المكروه والمشاق ، وتقدم في قوله تعالى : { واستعينوا بالصبر والصلاة } في سورة البقرة ( 45 ).
وأكّد الخبر بحرف التوكيد وبالتوكيد اللفظي لتحقيق الوعد ، والاهتمام يدفع النقيصة عنهم في الفضل .
ويدلّ على ذلك ما في صحيح البخاري : أن أسماء بنت عُميس ، وهي ممّن قدم من أرض الحبشة ، دخلت على حفصة فدخل عمر عليهما فقال لها : سبقناكم بالهجرة فنحن أحقّ برسول الله منكم ، فغضبت أسماء وقالت : كلا والله ، كنتم مع النبي يُطعم جائعَكم ويعظ جاهلكم ، وكنّا في أرض البعداء البغضاء بالحبشة ونحن كنا نؤذى ونُخاف ، وذلك في الله ورسوله ، وأيم الله لا أطعَم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر ما قلتَ لرسول الله ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بيتَ حفصة قالت أسماء : يا رسول الله إن عمر قال كذا وكذا ، قال : فما قلتتِ له؟ قالت : قلت له كذا وكذا ، قال :
" ليست بأحقّ بي منكم وله ولأصحابه هِجرة واحدة ولكم أنتم أهلَ السفينة هجرتان " . واللام في قوله : { للذين هاجروا } متعلّق ب«غفور» مقدّم عليه للاهتمام . وأعيد { إن ربك } ثانياً لطول الفصل بين اسم { إن } وخبرها المقترن بلام الابتداء مع إفادة التأكيد اللّفظي .
وتعريف المسند إليه الذي هو اسم { إن } بطريق الإضافة دون العلمية لما يُومىء إليه إضافة لفظ ( ربّ ) إلى ضمير النبي من كون المغفرة والرحمة لأصحابه كانت لأنهم أوذوا لأجل الله ولأجل النبي صلى الله عليه وسلم فكان إسناد المغفرة إلى الله بعنوان كونه ربّ محمد صلى الله عليه وسلم حاصلاً بأسلوب يدلّ على الذّات العليّة وعلى الذّات المحمدية .
وهذا من أدقّ لطائف القرآن في قرن اسم النبي باسم الله بمناسبة هذا الإسناد بخصوصه .
وضمير { من بعدها } عائد إلى الهجرة المستفادة من { هاجروا } ، أو إلى المذكورات : من هجرة وفتنة وجهاد وصبر ، أو إلى الفتنة المأخوذة من { فتنوا }. وكل تلك الاحتمالات تشير إلى أن المغفرة والرحمة لهم جزاء على بعض تلك الأفعال أو كلّها .
وقرأ ابن عامر { فَتَنوا } بفتح الفاء والتاء على البناء للفاعل ، وهي لغة في افتتن ، بمعنى وقع في الفتنة .
- إعراب القرآن : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
«ثُمَّ» عاطفة «إِنَّ رَبَّكَ» إن واسمها والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة «لِلَّذِينَ» اسم موصول مجرور باللام ومتعلقان بخبر إن «هاجَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «مِنْ بَعْدِ» متعلقان بهاجروا «ما» مصدرية أي من بعد فتنتهم «فُتِنُوا» ماض وفاعله وهو مع «ما» في تأويل مصدر في محل جر مضاف إليه «ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا» الأفعال الماضية معطوفة على ما سبقها «إِنَّ رَبَّكَ» إن واسمها والكاف مضاف إليه «مِنْ بَعْدِها» متعلقان بحال محذوفة والهاء مضاف إليه «لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» اللام المزحلقة وغفور رحيم خبرا إن المرفوعان.
- English - Sahih International : Then indeed your Lord to those who emigrated after they had been compelled [to renounce their religion] and thereafter fought [for the cause of Allah] and were patient - indeed your Lord after that is Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ(16:110) On the other hand, Allah is most surely Forgiving and Compassionate towards those people who, when they were persecuted (because of their Faith), left their homes and migrated and struggled hard in the Way of Allah and practised fortitude. *111
- Français - Hamidullah : Quant à ceux qui ont émigré après avoir subi des épreuves puis ont lutté et ont enduré ton Seigneur après cela est certes Pardonneur et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Hierauf wird dein Herr zu denjenigen die ausgewandert sind nachdem sie der Versuchung ausgesetzt wurden und sich hierauf abgemüht haben und standhaft gewesen sind - gewiß dein Herr wird nach all diesem zu ihnen wahrlich Allvergebend und Barmherzig sein
- Spanish - Cortes : Tu Señor para quienes hayan emigrado después de haber sufrido pruebas y de haber luego combatido y tenido paciencia tu Señor será ciertamente después de eso indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : E o teu Senhor é para com aqueles que emigraram de Makka e que depois de terem sido torturados combateram pelafé e perseveraram por isso Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : Воистину твой Господь после всего этого прощает и милует тех которые переселились после того как были подвергнуты искушению а затем сражались и проявляли терпение
- Кулиев -ас-Саади : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
Воистину, твой Господь после всего этого прощает и милует тех, которые переселились после того, как были подвергнуты искушению, а затем сражались и проявляли терпение.Всевышний Господь, Который воспитывает Своих рабов, осеняя их добротой и заботой, прощает и милует тех, кто совершает переселение ради Него, кто оставляет свое жилище и имущество в надежде снискать Его благоволение, кто остается верующим мусульманином и сохраняет твердую убежденность, не взирая на искушения и испытания, которым его подвергали, кто сражается против врагов Аллаха словом и делом, пытаясь обратить их в Его религию, кто терпеливо выполняет эти нелегкие предписания мусульманского шариата, не уподобляясь большинству людей. Это - самый славный способ заслужить величайшее вознаграждение, которым является прощение и милость Аллаха. Если Аллах прощает Своему рабу великие и малые грехи, то он избавляется от всего скверного и неприятного, а если Аллах осеняет его своей безграничной милостью, то он приводит в порядок свои мирские и духовные дела. Когда же наступит День воскресения, он также оказывается в сени Божьей милости.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rabbin türlü eziyete uğratıldıktan sonra hicret eden sonra Allah uğrunda savaşan ve sabreden kimselerden yanadır Rabbin şüphesiz bundan sonra da bağışlar ve merhamet eder
- Italiano - Piccardo : Ma in verità il tuo Signore è perdonatore e misericordioso nei confronti di coloro che sono emigrati dopo aver subìto la persecuzione e quindi hanno lottato e hanno resistito [per la Sua Causa]
- كوردى - برهان محمد أمين : پاشان بێگومان ئهی محمد صلی الله علیه وسلم پهروهردگاری تۆ بهنیسبهتی ئهوانهوه که کۆچیان کرد دوای ئهوهی ئازارو ئهشکهنجهدران لهوهودوا جیهادو کۆشش خۆگرییان بهردهوام بوو بهڕاستی پهروهردگارت دوای ئهو پێشهاتانه زۆر لێخۆش بوو میهرهبانه بهرامبهر ئهو ئیماندارانه
- اردو - جالندربرى : پھر جن لوگوں نے ایذائیں اٹھانے کے بعد ترک وطن کیا۔ پھر جہاد کئے اور ثابت قدم رہے تمہارا پروردگار ان کو بےشک ان ازمائشوں کے بعد بخشنے والا اور ان پر رحمت کرنے والا ہے
- Bosanski - Korkut : Gospodar tvoj će onima koji se isele nakon što su zlostavljani bili pa se onda budu borili i sve strpljivo podnosili – Gospodar tvoj će im poslije toga doista oprostiti i samilostan biti
- Swedish - Bernström : Men de som genom förtryck och förföljelser tvingats att överge [sin tro] och som därefter flyr från ondskans rike och strävar och kämpar [för Guds sak] och uthärdar allt med tålamod efter allt [som de har utstått] skall din Herre helt visst [visa dem] barmhärtighet och förlåta dem
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya Tuhanmu pelindung bagi orangorang yang berhijrah sesudah menderita cobaan kemudian mereka berjihad dan sabar; sesungguhnya Tuhanmu sesudah itu benarbenar Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
(Dan sesungguhnya Rabbmu terhadap orang-orang yang berhijrah) ke Madinah (sesudah menderita cobaan) sesudah mereka disiksa dan dipaksa mengucapkan kalimat kekafiran. Menurut qiraat lafal futinuu dibaca fatanuu; artinya sesudah mereka kafir, atau sesudah mereka memfitnah manusia supaya jangan beriman (kemudian mereka berjihad dan sabar) di dalam melakukan ketaatan (sesungguhnya Rabbmu sesudah itu) sesudah cobaan itu (benar-benar Maha Pengampun) kepada mereka (lagi Maha Penyayang) terhadap mereka. Khabarnya inna yang pertama sama dengan khabar inna yang kedua.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা দুঃখকষ্ট ভোগের পর দেশত্যাগী হয়েছে অতঃপর জেহাদ করেছে নিশ্চয় আপনার পালনকর্তা এসব বিষয়ের পরে অবশ্যই ক্ষমাশীল পরম দয়ালু।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் எவர்கள் துன்பங்களுக்கும் சோதனைகளுக்கும் உட்படுத்தப்பட்டபின் தம் வீடுகளைத் துறந்து ஹிஜ்ரத் செய்து வெளிக்கிளம்பினார்களோ பின்பு அறப்போர் புரிந்தார்களோ இன்னும் பொறுமையைக் கையாண்டார்களோ அவர்களுக்கு உதவி செய்ய நிச்சயமாக உம்முடைய இறைவன் இருக்கின்றான்; இவற்றுக்குப் பின்னரும் உம்முடைய இறைவன் மன்னிப்பவனாகவும் கிருபையுடையவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แต่ แท้จริงพระเจ้าของเจ้านั้น สำหรับบรรดาผู้อพยพหลังจากถูกทดสอบแล้ว พวกเขาก็ต่อสู้ดิ้นรนและอดทน แท้จริงพระเจ้าของเจ้าหลังจากนั้น แน่นอนพระองค์เป็นผู้ทรงอภัย ผู้ทรงเมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сўнгра албатта Роббинг фитнага учраганларидан кейин ҳижрат этиб жиҳод қилган ва сабр этгани учун албатта Роббинг шулардан кейин мағфиратли ва раҳмлидир
- 中国语文 - Ma Jian : 然后,你的主对于被害之后迁居,然后奋斗,而且坚忍者,你的主在那之后确是至赦的,确是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Kemudian sesungguhnya Tuhanmu memberikan pertolongan kepada orangorang yang telah berhijrah sesudah mereka difitnahkan oleh kaum musyrik kemudian mereka berjihad serta bersabar; sesungguhnya Tuhanmu sesudah mereka menderita dan bersabar dalam perjuangan adalah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Eebahaase kuwa Hijrooday intii la fidmeeyey la dhibay ka dib markaas jahaaday oo samray adkaystay Eebahaana intaas ka dib waa u dambi dhaafe Naxariista
- Hausa - Gumi : Sa'an nan kuma lalle ne Ubangijinka ga waɗanda suka yi hijirã daga bãyan an fitine su sa'an nan kuma suka yi jihãdi kuma suka yi haƙuri lalle ne Ubangijinka daga bãyanta haƙĩƙa Mai gãfara ne Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Kisha hakika Mola wako Mlezi kwa wale walio hama makwao baada ya kuteswa kisha wakapigania Dini na wakasubiri bila ya shaka Mola wako Mlezi baada ya hayo ni Mwenye kusamehe Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë Zoti yt – për ata që kanë emigruar pasi janë torturuar e mandej kanë luftuar në të mirën dhe kanë duruar Perëndia pas kësaj padyshim është falës dhe mëshirues
- فارسى - آیتی : سپس پروردگار تو براى كسانى كه پس از آن رنجها كه ديدند، مهاجرت كردند و به جهاد رفتند و پاى فشردند، آمرزنده و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Сипас Парвардигори ту барои касоне, ки пас аз он ранҷҳо, ки диданд, ҳиҷрат карданд ва ба ҷиҳод рафтанд ва пой фушурданд, бахшояндаву меҳрубон аст.
- Uyghur - محمد صالح : ئاندىن (ئى مۇھەممەد!) زىيانكەشلىككە ئۇچرىغاندىن كېيىن، ھەقىقەتەن (مەدىنىگە) ھىجرەت قىلغان. ئاندىن (اﷲ نىڭ يولىدا) جىھاد قىلغان ۋە (جىھادنىڭ مۇشەققەتلىرىگە) چىدىغانلارغا پەرۋەردىگارىڭ (مەغپىرەت قىلىدۇ)، شۈبھىسىزكى، پەرۋەردىگارىڭ شۇنىڭدىن (يەنى ئۇلارنىڭ ھىجرەت، جىھاد، سەۋر قىلغىنىدىن) كېيىن ئۇلارغا ئەلۋەتتە مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، رەھمەت قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നേരെമറിച്ച് അങ്ങേയറ്റം പീഡിതരായശേഷം സ്വദേശം വെടിഞ്ഞ് പലായനം നടത്തുകയും പിന്നീട് സമരത്തിലേര്പ്പെടുകയും ക്ഷമപാലിക്കുകയും ചെയ്തവരെ സംബന്ധിച്ചേടത്തോളം നിന്റെ നാഥന് ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും പരമദയാലുവും തന്നെ; തീര്ച്ച.
- عربى - التفسير الميسر : ثم ان ربك للمستضعفين في "مكه" الذين عذبهم المشركون حتى وافقوهم على ما هم عليه ظاهرا ففتنوهم بالتلفظ بما يرضيهم وقلوبهم مطمئنه بالايمان ولما امكنهم الخلاص هاجروا الى "المدينه" ثم جاهدوا في سبيل الله وصبروا على مشاق التكاليف ان ربك من بعد توبتهم لغفور لهم رحيم بهم
*111) They were those Believers who migrated to Habashah.