- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون
- عربى - التفسير الميسر : وضرب الله مثلا بلدة "مكة" كانت في أمان من الاعتداء، واطمئنان مِن ضيق العيش، يأتيها رزقها هنيئًا سهلا من كل جهة، فجحد أهلُها نِعَمَ الله عليهم، وأشركوا به، ولم يشكروا له، فعاقبهم الله بالجوع، والخوف من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيوشه، التي كانت تخيفهم؛ وذلك بسبب كفرهم وصنيعهم الباطل.
- السعدى : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
تفسير الآيتين 112 و 113 :ـ
وهذه القرية هي مكة المشرفة التي كانت آمنة مطمئنة لا يهاج فيها أحد، وتحترمها الجاهلية الجهلاء حتى إن أحدهم يجد قاتل أبيه وأخيه، فلا يهيجه مع شدة الحمية فيهم، والنعرة العربية فحصل لها من الأمن التام ما لم يحصل لسواها وكذلك الرزق الواسع.
كانت بلدة ليس فيها زرع ولا شجر، ولكن يسر الله لها الرزق يأتيها من كل مكان، فجاءهم رسول منهم يعرفون أمانته وصدقه، يدعوهم إلى أكمل الأمور، وينهاهم عن الأمور السيئة، فكذبوه وكفروا بنعمة الله عليهم، فأذاقهم الله ضد ما كانوا فيه، وألبسهم لباس الجوع الذي هو ضد الرغد، والخوف الذي هو ضد الأمن، وذلك بسبب صنيعهم وكفرهم وعدم شكرهم { وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }
- الوسيط لطنطاوي : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
والفعل ضرب فى قوله - تعالى - : ( وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً . . . ) متضمن معنى جعل ، ولذا عدى إلى مفعولين .
والمثل - بفتح الثاء - بمعنى المثل - بسكونها - أى : النظير والشبيه . ويطلق على القول السائر المعروف ، لمماثلة مضربه - وهو الذى يضرب فيه لمورده الذى ورد فيه ، ثم استعير للصفة والحال كما فى الآية التى معنا .
والمراد بالقرية : أهلها ، فالكلام على تقدير مضاف .
وللمفسرين اتجاهان فى تفسير هذه الآية . فمنهم من يرى أن هذه القرية غير معينة ، وإنما هى مثل لكل قوم قابلوا نعم الله بالجحود والكفران .
وإلى هذا المعنى اتجه صاحب الكشاف حيث قال : قوله - تعالى - : ( وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً . . . ) أى : جعل القرية التى هذه حالها مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم فأبطرتهم النعمة . فكفروا وتولوا ، فأنزل الله بهم نقمته ، فيجوز أن تراد قرية مقدرة على هذه الصفة ، وأن تكون فى قرى الأولين قرية كانت هذه حالها ، فضرب بها الله مثلا لمكة إنذارا من مثل عاقبتها .
ومنهم من يرى أن المقصود بهذه القرية مكة ، وعلى هذا الاتجاه سار الامام ابن كثير حيث قال ما ملخصه : هذا مثل أريد به أهل مكة ، فإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة ، يتخطف الناس من حولها ، ومن دخلها كان آمنا . . . فجحدت آلاء الله عليها ، وأعظمها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون .
ويبدو لنا أن الاتجاه الأول أقرب إلى الصواب ، لتنكير لفظ قرية ، ولشموله الاتجاه الثانى ، لأنه يتناول كل قرية بدلت نعمة الله كفرا ، ويدخل فى ذلك كفار مكة دخولا أوليا .
فيكون المعنى : وجعل الله قرية موصوفة بهذه الصفات مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم بهذه النعم ، فلم يشكروا الله - تعالى - عليها ، فأخذهم أخذ عزيز مقتدر .
وقوله : ( كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً ) أى : كانت تعيش فى أمان لا يشوبه خوف ، وفى سكون واطمئنان لا يخالطهما فزع أو انزعاج : .
وقوله : ( يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ ) بيان لسعة عيشها ، أى : يأتيها ما يحتاج إليه أهلها واسعا لينا سهلا من كل مكان من الأمكنة .
يقال : رَغُد - بضم الغين - عيش القوم ، أى : اتسع وطاب فهو رغد ورغيد . . . وأرغد القوم ، أى : أخصبوا وصاروا فى رزق واسع .
فالآية الكريمة قد تضمنت أمهات النعم : الأمان والاطمئنان ورغد العيش . قال بعضهم :
ثلاثة ليس لها نهاية ... الأمن والصحة والكفاية
وقوله - تعالى - : ( فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله ) بيان لموقفها الجحودى من نعم الله - تعالى - أى : فكان موقف أهل هذه القرية من تلك النعم الجليلة ، أنهم جحدوا هذه النعم ، ولم يقابلوها بالشكر ، وإنما قابلوها بالإِشراك بالله - تعالى - مُسدى هذه النعم .
قال القرطبى : " والأنْعُم : جمع النِّعمة . كالأشُد جمع الشِّدة ، وقيل : جمع نعمى ، مثل بُؤسى وأبؤس " .
وقوله - سبحانه - : ( فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع والخوف بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) بيان للعقوبة الأليمة التى حلت بأهلها بسبب كفرهم وبطرهم .
أى : فأذاق - سبحانه - أهلها لباس الجوع والخوف ، بسبب ما كانوا يصنعونه من الكفر والجحود والعتو عن أمر الله ورسله .
وذلك بأن أظهر أثرهما عليهم بصورة واضحة ، تجعل الناظر إليهم لا يخفى عليه ما هم فيه من فقر مدقع ، وفزع شديد .
ففى الجملة الكريمة تصوير بديع لما أصابهم من جوع وخوف ، حتى لكأن ما هم فيه من هزال وسوء حال ، يبدو كاللباس الذى يلبسه الإِنسان ، ويجعلهم يذوقون هذا اللباس ذوقا يحسون أثره إحساسا عميقا .
ورحم الله صاحب الكشاف فقد أجاد فى تصوير هذا المعنى فقال : " فإن قلت : الإِذاقة واللباس استعارتان فما وجه صحتهما؟ والإِذاقة المستعارة موقعة على اللباس المستعار ، فما وجه صحة إيقاعها عليه؟ .
قلت : أما الإِذاقة فقد جرت عندهم مجرى الحقيقة لشيوعها فى البلايا والشدائد وما يمس الناس منها . فيقولون : ذاق فلان البؤس والضر ، وأذاقه العذاب . شبه مايدرك من أثر الضرر والألم بما يدرك من الطعم المر البشع .
وأما اللباس فقد شبه به لاشتماله على اللابس ، ما غشى الإِنسان والتبس به من بعض الحوادث .
وأما إيقاع الإِذاقة على لباس الجوع والخوف ، فلأنه لما وقع عبارة عما يغشى منهما ويلابس ، فكأنه قيل : فأذاقهم ماغشيهم من الجوع والخوف . . .
- البغوى : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
قوله تعالى ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة ) يعني : مكة ، كانت آمنة ، لا يهاج أهلها ولا يغار عليها ، ( مطمئنة ) قارة بأهلها ، لا يحتاجون إلى الانتقال للانتجاع كما يحتاج إليه سائر العرب ، ( يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ) يحمل إليها من البر والبحر نظيره : " يجبى إليه ثمرات كل شيء " ( القصص - 57 ( فكفرت بأنعم الله ) جمع النعمة ، وقيل : جمع نعماء مثل بأساء وأبؤس ، ( فأذاقها الله لباس الجوع ) ابتلاهم الله بالجوع سبع سنين ، وقطعت العرب عنهم الميرة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جهدوا فأكلوا العظام المحرقة ، والجيف ، والكلاب الميتة ، والعهن ، وهو الوبر يعالج بالدم ، حتى كان أحدهم ينظر إلى السماء فيرى شبه الدخان من الجوع ، ثم إن رؤساء مكة كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : هذا عاديت الرجال ، فما بال النساء والصبيان؟ فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بحمل الطعام إليهم وهم بعد مشركون . وذكر اللباس لأن ما أصابهم من الهزال والشحوب وتغير ظاهرهم عما كانوا عليه من قبل كاللباس لهم ( والخوف ) يعني : بعوث النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه التي كانت تطيف بهم . ( بما كانوا يصنعون )
- ابن كثير : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
هذا مثل أريد به أهل مكة فإنها كانت أمنة مطمئنة مستقره يتخطف الناس من حولها ومن دخلها كان آمنا لا يخاف كما قال تعالى "وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا" وهكذا قال ههنا "يأتيها رزقها رغدا" أي هنيئا سهلا "من كل مكان فكفرت بأنعم الله" أي جحدت آلاء الله عليها وأعظمها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إليهم كما قال تعالى "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار" ولهذا بدلهم الله بحاليهم الأولين خلافهما فقال "فأذاقها الله لباس الجوع والخوف" أي ألبسها وأذاقها الجوع بعد أن كان يجبى إليهم ثمرات كل شيء ويأتيها رزقها رغدا من كل مكان وذلك أنهم استعصوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوا إلا خلافه فدعا عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة أذهبت كل شيء لهم فأكلوا العلهز وهو وبر البعير يخلط بدمه إذا نحروه وقوله والخوف وذلك أنهم بدلوا بأمنهم خوفا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين هاجروا إلى المدينة من سطوته وسراياه وجيوشه.
- القرطبى : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
قوله تعالى : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون
قوله تعالى : وضرب الله مثلا قرية هذا متصل بذكر المشركين . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا على مشركي قريش وقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف . فابتلوا بالقحط حتى أكلوا العظام ، ووجه إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما ففرق فيهم .
كانت آمنة لا يهاج أهلها .
مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان من البر والبحر ; نظيره يجبى إليه ثمرات كل شيء الآية .
فكفرت بأنعم الله الأنعم : جمع النعمة ; كالأشد جمع الشدة . وقيل : جمع نعمى ; مثل بؤسى وأبؤس . وهذا الكفران تكذيب بمحمد - صلى الله عليه وسلم - .
فأذاقها الله أي أذاق أهلها .
لباس الجوع والخوف سماه لباسا لأنه يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء الحال ما هو كاللباس . بما كانوا يصنعون أي من الكفر والمعاصي .
وقرأه حفص بن غياث ونصر بن عاصم وابن أبي إسحاق والحسن وأبو عمرو فيما روى عنه عبد الوارث وعبيد وعباس والخوف نصبا بإيقاع " أذاقها " عليه ، عطفا على لباس الجوع وأذاقها الخوف . وهو بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سراياه التي كانت تطيف بهم . وأصل الذوق بالفم ثم يستعار فيوضع موضع الابتلاء .
وضرب مكة مثلا لغيرها من البلاد ; أي أنها مع جوار بيت الله وعمارة مسجده لما كفر أهلها أصابهم القحط فكيف بغيرها من القرى . وقد قيل : إنها المدينة ، آمنت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم كفرت بأنعم الله لقتل عثمان بن عفان ، وما حدث بها بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفتن . وهذا قول عائشة وحفصة زوجي النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقيل : إنه مثل مضروب بأي قرية كانت على هذه الصفة من سائر القرى .
- الطبرى : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
يقول الله تعالى ذكره: ومثل الله مثلا لمكة التي سكنها أهل الشرك بالله هي القرية التي كانت آمنة مطمئنة ، وكان أمنها أن العرب كانت تتعادى ، ويقتل بعضها بعضا ، ويَسْبي بعضها بعضا، وأهل مكة لا يغار عليهم ، ولا يحارَبون في بلدهم، فذلك كان أمنها. وقوله ( مُطْمَئِنَّةً) يعني: قارّة بأهلها، لا يحتاج أهلها إلى النَّجْع ، كما كان سكان البوادي يحتاجون إليها( يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا ) يقول: يأتي أهلها معايشهم واسعة كثيرة. وقوله ( مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ) يعني: من كلّ فجّ من فِجاج هذه القرية ، ومن كلّ ناحية فيها.
وبنحو الذي قلنا في أن القرية التي ذُكِرت في هذا الموضع أريد بها مكة ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ) يعني: مكة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً ) قال: مكة.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد. مثله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً ) قال: ذّكر لنا أنها مكة.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن مَعْمر، عن قتادة ( قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً ) قال: هي مكة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً ) ... إلى آخر الآية. قال: هذه مكة.
وقال آخرون: بل القرية التي ذكر الله في هذا الموضع مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني ابن عبد الرحيم البرقيّ، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد، قال: ثني عبد الرحمن بن شريح، أن عبد الكريم بن الحارث الحضرميّ، حدث أنه سمع مِشْرَح بن عاهانَ، يقول: سمعت سليم بن نمير يقول: صدرنا من الحجّ مع حفصة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وعثمان محصور بالمدينة ، فكانت تسأل عنه ما فعل، حتى رأت راكبين، فأرسلت إليهما تسألهما، فقالا قُتِل فقالت حفصة: والذي نفسي بيده إنها القرية، تعني المدينة التي قال الله تعالى ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ) قرأها ، قال أبو شريح: وأخبرني عبد الله بن المغيرة عمن حدثه، أنه كان يقول: إنها المدينة ، وقوله: ( فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ) يقول: فكفر أهل هذه القرية بأنعم الله التي أنعم عليها.
واختلف أهل العربية في واحد الأنعم ، فقال بعض نحويِّي البصرة: جمع النعمة على أنعم، كما قال الله حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ فزعم أنه جمع الشِّدّة. وقال آخر منهم الواحد نُعْم، وقال: يقال: أيام طُعْم ونعم: أي نعيم، قال: فيجوز أن يكون معناها: فكفرت بنعيم الله لها. واستشهد على ذلك بقول الشاعر:
وعنـدي قُـرُوضُ الخَـيرِ والشَّرّ كلِّه
فبُــؤْسٌ لِـذي بُـؤْسٍ ونُعْـمٍ بـأنْعُمِ (1)
وكان بعض أهل الكوفة يقول: أنعم: جمع نعماء، مثل بأساء وأبؤس، وضرّاء وأضرّ ؛ فأما الأشدّ فإنه زعم أنه جمع شَدّ.
وقوله ( فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ) يقول تعالى ذكره: فأذاق الله أهل هذه القرية لباس الجوع ، وذلك جوع خالط أذاه أجسامهم، فجعل الله تعالى ذكره ذلك لمخالطته أجسامهم بمنـزلة اللباس لها. وذلك أنهم سلط عليهم الجوع سنين متوالية بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أكلوا العلهز والجِيَف. قال أبو جعفر: والعلهز: الوبر يعجن بالدم والقُراد يأكلونه ؛ وأما الخوف فإن ذلك كان خوفهم من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت تطيف بهم. وقوله ( بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) يقول: بما كانوا يصنعون من الكفر بأنعم الله، ويجحدون آياته، ويكذّبون رسوله ، وقال: بما كانوا يصنعون ، وقد جرى الكلام من ابتداء الآية إلى هذا الموضع على وجه الخبر عن القرية، لأن الخبر وإن كان جرى في الكلام عن القرية ، استغناء بذكرها عن ذكر أهلها لمعرفة السامعين بالمراد منها، فإن المراد أهلها فلذلك قيل ( بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) فردّ الخبر إلى أهل القرية، وذلك نظير قوله فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ولم يقل قائلة، وقد قال قبله فَجَاءَهَا بَأْسُنَا ، لأنه رجع بالخبر إلى الإخبار عن أهل القرية ، ونظائر ذلك في القرآن كثيرة.
------------------------
الهوامش:
(1) في مجاز القرآن لأبي عبيدة ( 1 : 369 ) عند الآية: واحدها "نعم" بضم النون وسكون العين، ومعناه: نعمة، وهما واحد. قالوا: نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم بمنى "إنها أيام طعم ونعم، فلا تصوموا". وفي "اللسان: نعم" وجمع النعمة: نعم، وأنعم. كشدة وأشد حكاه سيبويه. وقال النابغة:
فَلَــنْ أذْكُــر النُّعْمَـانَ إلاَّ بِصَـالِحٍ
فــإنَّ لَــهُ عِنْــدِي يُدِيًّـا وأنْعُمـا
والنعم: خلاف البؤس، ويقال: يوم نعم، ويوم بؤس. والجمع: أنعم، وأبؤس.
- ابن عاشور : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
عطف عظة على عظة . والمعطوف عليها هي جمل الامتنان بنعم الله تعالى عليهم من قوله : { وما بكم من نعمة فمن الله } [ النحل : 53 ] وما اتّصل بها إلى قوله : { يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون } [ سورة النحل : 83 ]. فانتقل الكلام بعد ذلك بتهديد من قوله : { ويوم نبعث من كل أمة شهيداً } [ سورة النحل : 84 ].
فبعد أن توعّدهم بقوارع الوعيد بقوله : { ولهم عذاب أليم } [ سورة النحل : 104 ] وقوله : { فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم } [ سورة النحل : 106 ] إلى قوله { لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون } [ سورة النحل : 109 ] عاد الكلام إلى تهديدهم بعذاب في الدنيا بأن جعلهم مضرب مثل لقرية عذبت عذاب الدنيا ، أو جعلهم مثَلاً وعظة لمن يأتي بمثل ما أتوا به من إنكار نعمة الله .
ويجوز أن يكون المعطوف عليها جملة { يوم تأتي كل نفس } [ سورة النحل : 111 ] الخ . على اعتبار تقدير ( اذكر ) ، أي اذكر لهم هول يوم تأتي كل نفس تجادل الخ . وضرب الله مثلاً لعذابهم في الدنيا شأن قرية كانت آمنة الخ .
و { ضربَ } : بمعنى جعل ، أي جعل المركّب الدّال عليه وكوّن نظمه ، وأوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم كما يقال : أرسل فلان مثلاً قوله : كيْت وكيْت .
والتعبير عن ضرب المثل الواقع في حال نزول الآية بصيغة الماضي للتشويق إلى الإصغاء إليه ، وهو من استعمال الماضي في الحال لتحقيق وقوعه ، مثل { أتى أمر الله } [ سورة النحل : 1 ] أو لتقريب زمن الماضي من زمن الحال ، مثل قد قامت الصلاة .
ويجوز أن يكون { ضرب } مستعملاً في معنى الطلب والأمر ، أي اضرب يا محمد لقومك مثلاً قرية إلى آخره ، كما سيجيء عند قوله تعالى { ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء } في سورة الزمر ( 29 ). وإنما صيغ في صيغة الخبر توسّلاً إلى إسناده إلى الله تشريفاً له وتنويهاً به . ويفرّق بينه وبين ما صيغ بصيغة الطلب نحو { واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية } [ سورة يس : 13 ] بما سيذكر في سورة الزمر فراجعه . وقد تقدّم في قوله تعالى : { إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً } في سورة البقرة ( 26 ) ، وقوله في سورة إبراهيم ( 24 ) { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة } وجُعل المثلُ قريةً موصوفة بصفات تبيّن حالها المقصود من التمثيل ، فاستغني عن تعيين القرية .
والنكتة في ذلك أن يصلح هذا المثل للتعريض بالمشركين باحتمال أن تكون القرية قريتهم أعني مكة بأن جعلهم مثلاً للناس من بعدهم . ويقْوَى هذا الاحتمالُ إذا كانت هذه الآية قد نزلت بعد أن أصاب أهلَ مكّة الجوع الذي أنذروا به في قوله تعالى : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } [ سورة الدخان : 10 ]. وهو الدخان الذي كان يراه أهل مكة أيام القحط الذي أصابهم بدعاء النبي .
ويؤيد هذا قوله بعد
{ ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون } [ سورة النحل : 113 ].
ولعلّ المخاطب بهذا المثل هم المسلمون الذين هاجروا من بعد ما فُتنوا ، أي أصحاب هجرة الحبشة تسليةً لهم عن مفارقة بلدهم ، وبعثاً لهم على أن يشكروا الله تعالى إذ أخرجهم من تلك القرية فسلموا مما أصاب أهلها وما يصيبهم .
وتقدّم معنى القرية عند قوله تعالى : { أو كالذي مرّ على قرية } في سورة البقرة ( 259 ).
والمراد بالقرية أهلها إذ هم المقصود من القرية كقوله : { واسأل القرية } [ سورة يوسف : 82 ].
والأمن : السلامة من تسلّط العدو .
والاطمئنان : الدّعة وهدوء البال . وقد تقدّم في قوله تعالى : { ولكن ليطمئنّ قلبي } في سورة البقرة ( 260 ) ، وقوله : { فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة } في [ سورة النساء : 103 ].
وقدم الأمن على الطمأنينة إذ لا تحصل الطمأنينة بدونه ، كما أن الخوف يسبّب الانزعاج والقلق .
وقوله : { يأتيها رزقها رغداً } تيسير الرزق فيها من أسباب راحة العيش ، وقد كانت مكّة كذلك . قال تعالى : { أو لم نمكّن لهم حرماً آمناً تجبى إليه ثمرات كل شيء } [ سورة القصص : 57 ]. والرزق : الأقوات . وقد تقدم عند قوله : { لا يأتيكما طعام ترزقانه } في سورة يوسف ( 37 ).
والرّغد : الوافر الهنيء . وتقدم عند قوله : { وكلا منها رغداً حيث شئتما } في سورة البقرة ( 35 ).
ومن كل مكان } بمعنى من أمكنة كثيرة . و { كل } تستعمل في معنى الكثرة ، كما تقدم في قوله تعالى : { وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها } في سورة الأنعام ( 25 ).
والأنعمُ : جمع نعمة على غير قياس .
ومعنى الكفر بأنعم الله : الكفر بالمنعِم ، لأنهم أشركوا غيره في عبادته فلم يشكروا المنعم الحَقّ . وهذا يشير إلى قوله تعالى : { يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون } [ سورة النحل : 83 ].
واقتران فعل كفرت بفاء التعقيب بعد كانت آمنة مطمئنة } باعتبار حصول الكفر عقب النعم التي كانوا فيها حين طرأ عليهم الكفر ، وذلك عند بعثة الرسول إليهم .
وأما قَرْن { فأذاقها الله لباس الجوع } بفاء التعقيب فهو تعقيب عُرفي في مثل ذلك المعقّب لأنّه حصل بعد مضي زمن عليهم وهم مصرّون على كفرهم والرسول يكرّر الدعوة وإنذارهم به ، فلما حصل عقب ذلك بمدة غير طويلة وكان جزاءً على كفرهم جعل كالشيء المعقّب به كفرهم .
والإذاقة : حقيقتها إحساس اللسان بأحوال الطعوم . وهي مستعارة هنا وفي مواضع من القرآن إلى إحساس الألم والأذى إحساساً مَكيناً كتمكّن ذوق الطعام من فم ذائقه لا يجد له مدفعاً ، وقد تقدم في قوله تعالى : { ليذوق وبال أمره } في سورة العقود ( 95 ).
واللباس : حقيقته الشيء الذي يلبس . وإضافته إلى الجوع والخوف قرينة على أنه مستعار إلى ما يغشَى من حالة إنسان ملازمةٍ له كملازمة اللباس لابسَه ، كقوله تعالى : { هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ } [ سورة البقرة : 187 ] بجامع الإحاطة والملازمة .
ومن قبيلها استعارة ( البِلى ) لزوال صفة الشخص تشبيهاً للزوال بعد التمكّن ببلى الثوب بعد جدته في قول أبي الغول الطهوي :
ولا تَبلَى بسالتهم وإن هم ... صُلوا بالحرب حيناً بعد حين
واستعارة سلّ الثياب إلى زوال المعاشرة في قول امرىء القيس :
فسُلي ثيابي عن ثيابككِ تَنْسِل ... ومن لطائف البلاغة جعل اللباس لباس شيئين ، لأن تمام اللبسة أن يلبس المرء إزاراً ودرعاً .
ولما كان اللباس مستعاراً لإحاطة ما غشيهم من الجوع والخوف وملازمتهِ أريد إفادة أن ذلك متمكّن منهم ومستقرّ في إدراكهم استقرار الطعام في البَطن إذ يُذاق في اللسان والحلق ويحسّ في الجَوف والأمعاء .
فاستعير له فعل الإذاقة تمليحاً وجمعاً بين الطعام واللباس ، لأن غاية القرى والإكرام أن يُؤْدَب للضيف ويُخلع عليه خلعة من إزار وبرد ، فكانت استعارتان تهكّميتان .
فحصل في الآية استعارتان : الأولى : استعارة الإذاقة وهي تبعية مصرحة ، والثانية : اللباس وهي أصليّة مصرّحة .
ومن بديع النظم أن جعلت الثانية متفرّعة على الأولى ومركّبة عليها بجعل لفظها مفعولاً للفظ الأولى . وحصل بذلك أن الجوع والخوف محيطان بأهل القرية في سائر أحوالهم وملازمان لهم وأنهم بالغان منهم مبلغاً أليماً .
وأجمل بما كانوا يصنعون } اعتماداً على سبق ما يبيّنه من قوله : { فكفرت بأنعام الله }.
- إعراب القرآن : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
«وَضَرَبَ» الواو استئنافية و«ضَرَبَ» ماض مبني على الفتح «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل «مَثَلًا» مفعول به «قَرْيَةً» بدل «كانَتْ» ماض ناقص واسمها محذوف «آمِنَةً» خبر «مُطْمَئِنَّةً» خبر ثان والجملة صفة لقرية «يَأْتِيها رِزْقُها» مضارع ومفعوله وفاعله المؤخر والها مضاف إليه «رَغَداً» حال «مِنْ كُلِّ» متعلقان بيأتيها «مَكانٍ» مضاف إليه والجملة في محل نصب حال «فَكَفَرَتْ» الفاء عاطفة وماض فاعله مستتر والجملة معطوفة «بِأَنْعُمِ» متعلقان بكفرت «اللَّهُ» لفظ الجلالة مضاف إليه «فَأَذاقَهَا» الفاء عاطفة وماض ومفعوله الأول المقدم «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل «لِباسَ» مفعول به ثان «الْجُوعِ» مضاف إليه «وَالْخَوْفِ» معطوف «بِما» ما موصولية ومتعلقان بأذاقها «كانُوا» كان واسمها والجملة صلة «يَصْنَعُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة خبر.
- English - Sahih International : And Allah presents an example a city which was safe and secure its provision coming to it in abundance from every location but it denied the favors of Allah So Allah made it taste the envelopment of hunger and fear for what they had been doing
- English - Tafheem -Maududi : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(16:112) Allah cites the instance of a habitation: it was enjoying a life of peace and security and was receiving its provisions in abundance from every quarter. Hut when it began to show ingratitude towards the favours of Allah, He made its inhabitants taste the consequences of their doings, and inflicted misfortunes of hunger and fear on them.
- Français - Hamidullah : Et Allah propose en parabole une ville elle était en sécurité tranquille; sa part de nourriture lui venait de partout en abondance Puis elle se montra ingrate aux bienfaits d'Allah Allah lui fit alors goûter la violence de la faim et de la peur [en punition] de ce qu'ils faisaient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah prägt das Gleichnis einer Stadt die Sicherheit und Ruhe genoß; ihre Versorgung kam zu ihr reichlich von überall her Da wurde sie gegenüber den Gnaden Allahs undankbar So ließ sie Allah das Kleid des Hungers und der Angst erleiden für das was sie machten
- Spanish - Cortes : Alá propone como parábola una ciudad segura y tranquila que recibía abundante sustento de todas partes Y no agradeció las gracias de Alá Alá en castigo por su conducta le dio a gustar la vestidura del hambre y del temor
- Português - El Hayek : Deus exemplifica osso com o relato de uma cidade que vivia segura e tranqüila à qual chegavam de todas as partes provisões em prodigalidade; porém seus habitantes desagradeceram as mercês de Deus; então Ele lhes fez sofrer fome eterror extremos pelo que haviam cometido
- Россию - Кулиев : Аллах привел в качестве притчи селение которое пребывало в безопасности и покое Мекку Они обретали свой удел в изобилии отовсюду но не благодарили Аллаха за эти блага и тогда Аллах облек их в одеяние голода и страха за то что они творили
- Кулиев -ас-Саади : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
Аллах привел в качестве притчи селение, которое пребывало в безопасности и покое (Мекку). Они обретали свой удел в изобилии отовсюду, но не благодарили Аллаха за эти блага, и тогда Аллах облек их в одеяние голода и страха за то, что они творили.- Turkish - Diyanet Isleri : Allah size güven ve huzur içinde olan bir kasabayı misal verir Her taraftan oraya bolca rızık geliyordu Ama Allah'ın nimetlerine nankörlük ettiler; bu yüzden Allah onlara yaptıklarına karşılık açlık ve korku belasını tattırdı
- Italiano - Piccardo : Allah vi propone la metafora di una città viveva in pace e sicurezza da ogni parte le venivano approvvigionamenti Poi rinnegò i favori di Allah e Allah le fece provare la fame e la paura [punizione] per quello che avevano fatto
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا نموونهی هێناوهتهوه به دانیشتوانی شارێك که ژیانیان به هێمنی و ئاسوودهیی دهبرده سهر له ههموو لایهکهوه ڕزق و ڕۆزی جۆراو جۆریان بۆ دههات بهڵام له جیاتی سوپاسگوزاریی ناشوکرو قهدرنهزانی نازو نیعمهتهکانی خوا بوون ئینجا خوای گهوره پۆشاکی برسێتی و ترسی کرده کاڵای باڵایان و تاڵاوی نهداریی و ترسی پێ چهشتن له سهر ئهنجامی ئهو ئیش و کاره ناپوخت و ناڕێکانهدا که دهیانکرده پیشهی خۆیان
- اردو - جالندربرى : اور خدا ایک بستی کی مثال بیان فرماتا ہے کہ ہر طرح امن چین سے بستی تھی ہر طرف سے رزق بافراغت چلا اتا تھا۔ مگر ان لوگوں نے خدا کی نعمتوں کی ناشکری کی تو خدا نے ان کے اعمال کے سبب ان کو بھوک اور خوف کا لباس پہنا کر ناشکری کا مزہ چکھا دیا
- Bosanski - Korkut : Allah navodi kao primjer grad siguran i spokojan kome je u obilju dolazila hrana sa svih strana a koji je nezahvalan na Allahovim blagodatima bio pa mu je Allah zbog onoga što je radio dao da iskusi i glad i strah
- Swedish - Bernström : GUD framställer liknelsen om en stad [Invånarna] levde där lugna och trygga tillförsäkrade en riklig försörjning från alla håll Men de ville inte erkänna Guds välsignelser och Gud lät dem pröva på hungerns och fruktans elände på grund av att de [förnekade Guds välgärningar]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Allah telah membuat suatu perumpamaan dengan sebuah negeri yang dahulunya aman lagi tenteram rezekinya datang kepadanya melimpah ruah dari segenap tempat tetapi penduduknya mengingkari nikmatnikmat Allah; karena itu Allah merasakan kepada mereka pakaian kelaparan dan ketakutan disebabkan apa yang selalu mereka perbuat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
(Dan Allah telah membuat suatu perumpamaan) kata perumpamaan ini dijelaskan oleh badalnya, yaitu (dengan sebuah negeri) yaitu Mekah, yang dimaksud adalah penduduknya (dahulunya aman) dari serbuan musuh dan tidak pernah ada kerusuhan (lagi tenteram) tidak perlu pindah karena alasan sempit atau takut (rezekinya datang kepadanya melimpah-ruah) dengan luas (dari segenap tempat, tetapi penduduknya mengingkari nikmat-nikmat Allah) disebabkan mereka mendustakan Nabi saw. (karena itu Allah merasakan kepada mereka pakaian kelaparan) sehingga mereka mengalami paceklik selama tujuh tahun (dan ketakutan) terhadap pasukan-pasukan tentara Nabi saw. (disebabkan apa yang selalu mereka perbuat).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ দৃষ্টান্ত বর্ণনা করেছেন একটি জনপদের যা ছিল নিরাপদ ও নিশ্চিন্ত তথায় প্রত্যেক জায়গা থেকে আসত প্রচুর জীবনোপকরণ। অতঃপর তারা আল্লাহর নেয়ামতের প্রতি অকৃতজ্ঞতা প্রকাশ করল। তখন আল্লাহ তাদেরকে তাদের কৃতকর্মের কারণে স্বাদ আস্বাদন করালেন ক্ষুধা ও ভীতির।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் அல்லாஹ் ஓர் ஊரை அவர்களுக்கு உதாரணங் கூறுகிறான்; அது அச்சமில்லாதும் நிம்மதியுடனும் இருந்தது அதன் உணவும் மற்றும் வாழ்க்கைப் பொருட்கள் யாவும் ஒவ்வோரிடத்திலிருந்தும் ஏராளமாக வந்து கொண்டிருந்தன ஆனால் அவ்வூர் அல்லாஹ்வின் அருட் கொடைகளுக்கு நன்றி செலுத்தாமல் மாறு செய்தது ஆகவே அவ்வூரார் செய்து கொண்டிருந்த தீச் செயல்களின் காரணமாக அல்லாஹ் பசியையும் பயத்தையும் அவர்களுக்கு ஆடையாக அணிவித்து அவற்றை அனுபவிக்குமாறு செய்தான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และอัลลอฮ์ทรงยกอุทาหรณ์ เมืองหนึ่งซึ่งปลอดภัยและสงบ ปัจจัยยังชีพของมันมีมาอย่างอุดมสมบูรณ์ทุกแห่งหน แล้วมันก็ปฏิเสธต่อความโปรดปรานของอัลลอฮ์ ดังนั้น อัลลอฮ์จึงทรงให้มันลิ้มรสความรู้สึก แห่งความหิวและความกลัว ตามที่พวกเขาได้เคยกระทำไว้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ бир шаҳарни зарбул масал қилади у омонлик ва хотиржамликда эди Ризқи ҳар макондан сероб ҳолда келиб турарди Сўнг у Аллоҳнинг неъматларига куфр келтирди Бас Аллоҳ унга қилган ишлари учун очлик ва хавф кийимини тоттирди Яъни қилган ношукрчиликлари келтирган куфрлари учун уларга очлик ва хавфни кийим қилиб кийгазиб қўйди Аллоҳнинг амри билан Маккага етти йил қаҳатчилик келгани унинг аҳолиси ўлимтиклар туянинг юнги ва одатда еб бўлмайдиган бошқа нарсаларни еганлари ҳаммага маълум Шундай қилиб Аллоҳ уларни тўқликдан очликка чиқарди Мусулмонлар Мадинаи Мунавварага ҳижрат этиб ўша ерда ўз жамиятларини қурганларидан сўнг эса аҳли Маккадан хотиржамлик неъматини ҳам олиб уларни хавфхатарда яшайдиган қилиб қўйди Улар мусулмонлар Маккани фатҳ этиши учун келиб қолармикан деган хавфда яшардилар
- 中国语文 - Ma Jian : 真主打一个比喻:一个市镇,原是安全的,安稳的,丰富的给养从各方运来,但镇上的居民辜负真主的恩惠,所以真主因他们的行为而使他们尝试极度的饥荒和恐怖。
- Melayu - Basmeih : Dan berhubung dengan hal kaum yang kufur ingkar Allah memberikan satu contoh Sebuah negeri yang aman damai dan tenteram yang didatangi rezekinya yang mewah dari tiaptiap tempat kemudian penduduknya kufur akan nikmatnikmat Allah itu maka Allah merasakannya kelaparan dan ketakutan yang meliputi keseluruhannya disebabkan apa yang mereka telah lakukan
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu tusaale ka yeelay Magaalo ahayd aamin oo xasiloon ugana yimaaddo risqigeedu Cunnada oo barwaaqo ah meel kasta oo ka Gaalowday Nicmooyinkii Eebe oo Eebe dhadhansiiyey Gaajo dabooshay iyo cabsi waxay sameynayeen darteed
- Hausa - Gumi : Kuma Allah Ya buga misãli wata alƙarya ta kasance amintacciyã natsattsiyã arzikinta yanã je mata a wadãce daga kõwane wuri sai ta kãfirta da ni'imõmin Allah sabõda haka Allah ya ɗanɗana mata tufãfin yunwa da tsõro sabõda abin da suka kasance sunã sanã'antãwa
- Swahili - Al-Barwani : Na Mwenyezi Mungu amepiga mfano wa mji ulio kuwa na amani na utulivu riziki yake ikiufikia kwa nafasi kutoka kila mahali Lakini ukazikufuru neema za Mwenyezi Mungu; kwa hivyo Mwenyezi Mungu akauvika vazi la njaa na khofu kwa sababu ya yale waliyo kuwa wakiyafanya
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Perëndia sjell shembull një qytet i cili është i sigurtë dhe i qetë të cilit i arrinte furnizimi i bollshëm nga të gjitha anët e që pastaj ata mohuan dhuntitë e Perëndia për atë që punuan ata u dha që ta shijojnë urinë dhe frikën
- فارسى - آیتی : خدا قريهاى را مثَل مىزند كه امن و آرام بود، روزى مردمش به فراوانى از هر جاى مىرسيد، اما كفران نعمت خدا كردند و خدا به كيفر اعمالشان به گرسنگى و وحشت مبتلايشان ساخت.
- tajeki - Оятӣ : Худо деҳаеро мисол меорад, ки тинҷу ором буд, рӯзии мардумаш ба фаровонӣ аз ҳар ҷо мерасид, аммо ношукрии неъмати Худо карданд ва Худо ба ҷазои амалҳояшон ба гуруснагиву ваҳшат мубталояшон сохт.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ مۇنداق بىر مىسالنى كەلتۈرىدۇ: بىر شەھەر (يەنى مەككە ئاھالىسى) بولۇپ، (ئەسلىدە) تىنچ - خاتىرجەم ئىدى. ئۇنىڭ رىزقى تەرەپ - تەرەپتىن كەڭتاشا كېلىپ تۇراتتى، (ئۇنىڭ ئاھالىسى) اﷲ نىڭ نېمەتلىرىگە كۇفرىلىق قىلدى، اﷲ ئۇلارغا قىلمىشلىرى تۈپەيلىدن ئاچلىقنىڭ ۋە قورقۇنچنىڭ ئەلىمىنى تېتىتتى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു ഒരു നാടിന്റെ ഉദാഹരണം എടുത്തുകാണിക്കുന്നു. അത് നിര്ഭയവും ശാന്തവുമായിരുന്നു. അവിടേക്കാവശ്യമായ ആഹാരം നാനാഭാഗത്തുനിന്നും സമൃദ്ധമായി വന്നുകൊണ്ടിരുന്നു. എന്നിട്ടും ആ നാട് അല്ലാഹുവിന്റെ അനുഗ്രഹങ്ങളോട് നന്ദികേടു കാണിച്ചു. അപ്പോള് അല്ലാഹു അതിനെ വിശപ്പിന്റെയും ഭയത്തിന്റെയും ആവരണമണിയിച്ചു. അവര് പ്രവര്ത്തിച്ചുകൊണ്ടിരുന്നതിന്റെ ഫലമായി.
- عربى - التفسير الميسر : وضرب الله مثلا بلده "مكه" كانت في امان من الاعتداء واطمئنان من ضيق العيش ياتيها رزقها هنيئا سهلا من كل جهه فجحد اهلها نعم الله عليهم واشركوا به ولم يشكروا له فعاقبهم الله بالجوع والخوف من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيوشه التي كانت تخيفهم وذلك بسبب كفرهم وصنيعهم الباطل