- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
- عربى - نصوص الآيات : فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ۚ وكان وعدا مفعولا
- عربى - التفسير الميسر : فإذا وقع منهم الإفساد الأول سَلَّطْنا عليهم عبادًا لنا ذوي شجاعة وقوة شديدة، يغلبونهم ويقتلونهم ويشردونهم، فطافوا بين ديارهم مفسدين، وكان ذلك وعدًا لا بدَّ مِن وقوعه؛ لوجود سببه منهم.
- السعدى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا } أي: أولى المرتين اللتين يفسدون فيهما. أي: إذا وقع منهم ذلك الفساد { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ } بعثا قدريا وسلطنا عليكم تسليطا كونيا جزائيا { عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } أي: ذوي شجاعة وعدد وعدة فنصرهم الله عليكم فقتلوكم وسبوا أولادكم ونهبوا أموالكم، وجاسوا خِلَالَ دياركم فهتكوا الدور ودخلوا المسجد الحرام وأفسدوه. { وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا } لا بد من وقوعه لوجود سببه منهم.
واختلف المفسرون في تعيين هؤلاء المسلطين إلا أنهم اتفقوا على أنهم قوم كفار.
إما من أهل العراق أو الجزيرة أو غيرها سلطهم الله على بني إسرائيل لما كثرت فيهم المعاصي وتركوا كثيرا من شريعتهم وطغوا في الأرض.
- الوسيط لطنطاوي : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
ثم بين - سبحانه - أنه يسلط عليهم بعد إفسادهم الأول فى الأرض ، من يقهرهم ويستبيح حرماتهم ، ويدمرهم تدميرا ، فقال - تعالى - : ( فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الديار وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ) .
والمراد بالوعد : الموعد المحدد لعقابهم بسبب إفسادهم فى الأرض ، فالكلام على حذف مضاف ، والضمير فى ( أولاهما ) يعود على المرتين المعبر عنهما بقول : ( لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ ) .
وقوله ( فجاسوا ) ممعطوف على ( بعثنا ) وأصل الجوس : طلب الشئ باستقصاء واهتمام لتنفيذ ما من أجله كان الطلب .
والمعنى : فإذا حان وقت عقابكم - يابنى إسرائيل - على أولى مرتى إفسادكم بعثنا عليكم ووجهنا إليكم ( عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) أى أصحاب بطش شديد فى الحروب والقتال ، فأذلوكم وقهروكم ، وفتشوا عنكم بين المساكن والديار ، لقتل من بقى منكم على قيد الحياة ، وكان البعث المذكور وما ترتب عليه من قتلكم وسلب أموالكم ، وهتك أعراضكم ، وتخريب دياركم .
. . وعدا نافذا لا مرد له ، ولا مفر لكم منه .
قال الآلوسى : واختلف فى تعيين هؤلاء العباد - الذين بعثهم الله لمعاقبة بنى إسرائيل بعد إفسادهم الأول - فعن ابن عباس وقتادة : هم جالوت وجنوده ، وقال ابن جبير وابن إسحاق : هم سنحاريب ملك بابل وجنوده . وقيل : هم العمالقة ، وقيل : بختنصر .
وسنبين رأينا فيمن سلطه الله - تعالى - عليهم فى المرتين ، بعد تفسيرنا لهذه الآيات الكريمة .
فإن قال قائل : وما فائدة أن يخبر الله - تعالى - بنى إسرائيل فى التوراة أنهم يفسدون فى الأرض مرتين . وأنه يعاقبهم على ما كان منهم من استعلاء وطغيان ، بأن يسلط عليهم من يذلهم ويقهرهم ويقضى عليهم؟ .
فالجواب : أن إخبارهم بذلك يفيد أن الله - عز وجل - لا يظلم الناس شيئا ، وإنما يعاقبهم على ما يكون منهم من إفساد ويعفو عن كثير ، وأن رحمته مفتوحة للعصاة متى تابوا وأنابوا وأصلحوا من شأن أنفسهم .
وهناك فائدة أخرى لهذا الإِخبار ، وهو تنبيه العقلاء فى جميع الأمم أن يحذروا من مواقعة المعاصى التى تؤدى إلى الهلاك ، وأن يحذروا أممهم من ذلك ، ويبصروهم بسوء عاقبة السير فى طريق الغى ، حتى لا يعرضوا أنفسهم لعقاب الله - عز وجل - .
ومن فوائد إيراد هذا الخبر فى القرآن الكريم ، تنبيه اليهود المعاصرين للنبى صلى الله عليه وسلم ومن على شاكلتهم فى الفسوق والعصيان من المشركين ، إلى سنة من سنن الله فى خلقه ، وهى أن الإِفساد عاقبته الخسران .
فعلى اليهود وغيرهم من الناس أن يتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم الذى ثبتت نبوته ثبوتا لاشك فيه ، لكى يسعدوا فى دنياهم وآخرتهم .
ثم أشار - سبحانه - إلى الفائدة الثالثة من هذا الإِخبار ، وهى أن الأمم المغلوبة على أمرها .
- البغوى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
( فإذا جاء وعد أولاهما ( يعني : أولى المرتين .
قال قتادة : إفسادهم في المرة الأولى ما خالفوا من أحكام التوراة ، وركبوا المحارم .
وقال ابن إسحاق : إفسادهم في المرة الأولى قتل شعياء بين الشجرة وارتكابهم المعاصي .
( بعثنا عليكم عبادا لنا ( قال قتادة : يعني جالوت الجزري وجنوده وهو الذي قتله داود .
وقال سعيد بن جبير : يعني سنجاريب من أهل نينوى .
وقال ابن إسحاق : بختنصر البابلي وأصحابه . وهو الأظهر .
( أولي بأس ( ذوي بطش ، ( شديد ( في الحرب ، ( فجاسوا ( أي فطافوا وداروا ( خلال الديار ( وسطها يطلبونكم ويقتلونكم والجوس طلب الشيء بالاستقصاء . قال الفراء : جاسوا : قتلوكم بين بيوتكم .
( وكان وعدا مفعولا ( قضاء كائنا لا خلف فيه .
- ابن كثير : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
وقوله : ( فإذا جاء وعد أولاهما ) أي : أولى الإفسادتين ( بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد ) أي : سلطنا عليكم جندا من خلقنا أولي بأس شديد ، أي : قوة وعدة وسلطة شديدة ( فجاسوا خلال الديار ) أي : تملكوا بلادكم وسلكوا خلال بيوتكم ، أي : بينها ووسطها ، وانصرفوا ذاهبين وجائين لا يخافون أحدا ( وكان وعدا مفعولا )
وقد اختلف المفسرون من السلف والخلف في هؤلاء المسلطين عليهم : من هم ؟ فعن ابن عباس وقتادة : أنه جالوت الجزري وجنوده ، سلط عليهم أولا ثم أديلوا عليه بعد ذلك . وقتل داود جالوت ولهذا قال "ثم رددنا لك الكرة عليهم".
- القرطبى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
قوله تعالى : فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا
قوله تعالى : فإذا جاء وعد أولاهما أي أولى المرتين من فسادهم .
بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد هم أهل بابل ، وكان عليهم بختنصر في المرة الأولى حين كذبوا إرمياء وجرحوه وحبسوه ; قاله ابن عباس وغيره . وقال قتادة : أرسل عليهم جالوت فقتلهم ، فهو وقومه أولو بأس شديد . وقال مجاهد : جاءهم جند من فارس يتجسسون أخبارهم ومعهم بختنصر فوعى حديثهم من بين أصحابه ، ثم رجعوا إلى فارس ولم يكن قتال ، وهذا في المرة الأولى ، فكان منهم جوس خلال الديار لا قتل ; ذكره القشيري أبو نصر . وذكر المهدوي عن مجاهد أنه جاءهم بختنصر فهزمه بنو إسرائيل ، ثم جاءهم ثانية فقتلهم ودمرهم تدميرا . ورواه ابن أبي نجيح عن مجاهد ; ذكره النحاس . وقال محمد بن إسحاق في خبر فيه طول : إن المهزوم سنحاريب ملك بابل ، جاء ومعه ستمائة ألف راية تحت كل راية مائة ألف فارس فنزل حول بيت المقدس فهزمه الله - تعالى - وأمات جميعهم إلا سنحاريب وخمسة نفر من كتابه ، وبعث ملك بني إسرائيل واسمه صديقة في طلب سنحاريب فأخذ مع الخمسة ، أحدهم بختنصر ، فطرح في رقابهم الجوامع وطاف بهم سبعين يوما حول بيت المقدس وإيلياء ويرزقهم كل يوم خبزتين من شعير لكل رجل منهم ، ثم أطلقهم فرجعوا إلى بابل ، ثم مات سنحاريب بعد سبع سنين ، واستخلف بختنصر وعظمت الأحداث في بني إسرائيل ، واستحلوا المحارم وقتلوا نبيهم شعيا ; فجاءهم بختنصر ودخل هو وجنوده بيت المقدس وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم . وقال ابن عباس وابن مسعود : أول الفساد قتل زكريا . وقال ابن إسحاق : فسادهم في المرة الأولى قتل شعيا نبي الله في الشجرة ; وذلك أنه لما مات صديقة ملكهم مرج أمرهم وتنافسوا على الملك وقتل بعضهم بعضا وهم لا يسمعون من نبيهم ; فقال الله - تعالى - له قم في قومك أوح على لسانك ، فلما فرغ مما أوحى الله إليه عدوا عليه ليقتلوه فهرب فانفلقت له شجرة فدخل فيها ، وأدركه الشيطان فأخذ هدبة من ثوبه فأراهم إياها ، فوضعوا المنشار في وسطها فنشروها حتى قطعوها وقطعوه في وسطها . وذكر ابن إسحاق أن بعض العلماء أخبره أن زكريا مات موتا ولم يقتل وإنما المقتول شعيا . وقال سعيد بن جبير في قوله - تعالى - : ثم بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار هو سنحاريب من أهل نينوى بالموصل ملك بابل . وهذا خلاف ما قال ابن إسحاق ، فالله أعلم .
فجاسوا خلال الديار قيل : إنهم العمالقة وكانوا كفارا ، قاله الحسن . ومعنى جاسوا : عاثوا وقتلوا ; وكذلك جاسوا وهاسوا وداسوا ، قاله ابن عزيز ، وهو قول القتيبي . وقرأ ابن عباس : ( حاسوا ) بالحاء المهملة . قال أبو زيد : الحوس والجوس والعوس والهوس : الطواف بالليل . وقال الجوهري : الجوس مصدر قولك جاسوا خلال الديار ، أي تخللوها فطلبوا ما فيها كما يجوس الرجل الأخبار أي يطلبها ; وكذلك الاجتياس . والجوسان ( بالتحريك ) الطوفان بالليل ; وهو قول أبي عبيدة . وقال الطبري : طافوا بين الديار يطلبونهم ويقتلونهم ذاهبين وجائين ; فجمع بين قول أهل اللغة . قال ابن عباس : مشوا وترددوا بين الدور والمساكن . وقال الفراء : قتلوكم بين بيوتكم ; وأنشد لحسان :
ومنا الذي لاقى بسيف محمد فجاس به الأعداء عرض العساكر
وقال قطرب : نزلوا ; قال :
فجسنا ديارهم عنوة وأبنا بسادتهم موثقينا
وكان وعدا مفعولا أي قضاء كائنا لا خلف فيه .
- الطبرى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
وأما قوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا ) يعني: فإذا جاء وعد أولى المرّتين اللتين يفسدون بهما في الأرض. كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا ) قال: إذا جاء وعد أولى تينك المرّتين اللتين قضينا إلى بني إسرائيل ( لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ ).
وقوله ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا ) يعني تعالى ذكره بقوله (بعَثْنا عَلَيْكُمْ) وجَّهنا إليكم، وأرسلنا عليكم ( عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) يقول: ذوي بطش في الحروب شديد. وقوله ( فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا )
يقول: فتردّدوا بين الدور والمساكن، وذهبوا وجاءوا، يقال فيه: جاس القوم بين الديار وحاسوا بمعنى واحد، وجست أنا أجوس جوسا وجوسانا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، رُوي الخبر عن ابن عباس.
حدثني عليّ بن داود، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ ) قال: مشوا. وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول: معنى جاسوا: قتلوا، ويستشهد لقوله ذلك ببيت حسان:
وَمِنَّــا الَّـذِي لاقـى بسَـيْفِ مُحَـمَّدٍ
فَجـاسَ بِـهِ الأعْـدَاءَ عُرْضَ العَساكِرِ (12)
وجائز أن يكون معناه: فجاسوا خلال الديار، فقتلوهم ذاهبين وجائين، فيصح التأويلان جميعا، ويعني بقوله ( وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا ) وكان جوس القوم الذين نبعث عليهم خلال ديارهم وعدا من الله لهم مفعولا ذلك، لا محالة، لأنه لا يخلف الميعاد.
ثم اختلف أهل التأويل في الذين عنى الله بقوله (أُولي بَأْسٍ شَدِيدٍ) فيما كان من فعلهم في المرّة الأولى في بني إسرائيل حين بعثوا عليهم، ومن الذين بعث عليهم في المرّة الآخرة، وما كان من صنعهم بهم، فقال بعضهم: كان الذي بعث الله عليهم في المرّة الأولى جالوت، وهو من أهل الجزيرة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثنا أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا ) قال: بعث الله عليهم جالوت، فجاس خلال ديارهم، وضرب عليهم الخراج والذلّ، فسألوا الله أن يبعث لهم ملكا يُقاتلون في سبيل الله، فبعث الله طالوت، فقاتلوا جالوت، فنصر الله بني إسرائيل، وقُتل جالوت بيدي داود، ورجع الله إلى بني إسرائيل ملكهم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا ) قضاء قضى الله على القوم كما تسمعون، فبعث عليهم في الأولى جالوت الجزري، فسبى وقتل، وجاسوا خلال الديار كما قال الله، ثم رجع القوم على دخن فيهم.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قال: أما المرّة الأولى فسلَّط الله عليهم جالوت، حتى بعث طالوت ومعه داود، فقتله داود.
وقال آخرون: بل بعث عليهم في المرّة الأولى سنحاريب، وقد ذكرنا بعض قائلي ذلك فيما مضى ونذكر ما حضرنا ذكره ممن لم نذكره قبل.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي المعلى، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقول في قوله ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) قال: بعث الله تبارك وتعالى عليهم في المرّة الأولى سنحاريب من أهل أثور ونينوى، فسألت سعيدا عنها، فزعم أنها الموصل.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج عن ابن جريج، قال: ثنى يعلى بن مسلم بن سعيد بن جبير، أنه سمعه يقول: كان رجل من بني إسرائيل يقرأ حتى إذا بلغ ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) بكى وفاضت عيناه، وطبق المصحف، فقال ذلك ما شاء الله من الزمان، ثم قال: أي ربّ أرني هذا الرجل الذي جعلت هلاك بني إسرائيل على يديه، فأري في المنام مسكينا ببابل، يقال له بختنصر، فانطلق بمال وأعبد له، وكان رجلا موسرا، فقيل له أين تريد؟ قال: أريد التجارة حتى نـزل دارا ببابل، فاستكراها ليس فيها أحد غيره، فحمل يدعو المساكين ويلطف (13) بهم حتى لم يبق أحد، فقال: هل بقي مسكين غيركم؟ قالوا: نعم، مسكين بفجّ آل فلان مريض يقال له بختنصر، فقال لغلمته: انطلقوا، حتى أتاه، فقال: ما اسمك؟ قال: بختنصر، فقال لغلمته: احتملوه، فنقله إليه ومرّضه حتى برأ، فكساه وأعطاه نفقة، ثم آذن الإسرائيلي بالرحيل، فبكى بختنصر، فقال الإسرائيلي : ما يبكيك؟ قال: أبكي أنك فعلت بي ما فعلت، ولا أجد شيئا أجزيك، قال: بلى شيئا يسيرا، إن ملكت أطعتني، فجعل الآخر يتبعه ويقول : تستهزئ بي، ولا يمنعه أن يعطيه ما سأله، إلا أنه يرى أنه يستهزئ به، فبكى الإسرائيلي وقال: ولقد علمت ما يمنعك أن تعطيني ما سألتك، إلا أن الله يريد أن ينفذ ما قد قضاه وكتب في كتابه وضرب الدهر من ضربه؛ فقال يوما صيحون، وهو ملك فارس ببابل: لو أنا بعثنا طليعة إلى الشام؟ قالوا: وما ضرّك لو فعلت؟ قال: فمن ترون؟ قالوا: فلان، فبعث رجلا وأعطاه مئة ألف، وخرج بختنصر في مطبخه، لم يخرج إلا ليأكل في مطبخه؛ فلما قدم الشام ورأى صاحب الطليعة أكثر أرض الله فرسا ورجلا جلدا، فكسر ذلك في ذرعه، فلم يسأل (14) قال: فجعل بختنصر يجلس مجالس أهل الشام فيقول: ما يمنعكم أن تغزوا بابل، فلو غزوتموها ما دون بيت مالها شيء، قالوا: لا نُحسن القتال، قال: فلو أنكم غزوتم، قالوا: إنا لا نحسن القتال ولا نقاتل حتى أنفذ مجالس أهل الشام، ثم رجعوا فأخبر الطليعة ملكهم بما رأى، وجعل بختنصر يقول لفوارس الملك: لو دعاني الملك لأخبرته غير ما أخبره فلان؛ فرُفع ذلك إليه، فدعاه فأخبره الخبر وقال: إن فلانا لما رأى أكثر أرض الله فرسا ورجلا جلدا، كبر ذلك في روعه ولم يسألهم عن شيء، وإني لم أدع مجلسا بالشام إلا جالست أهله، فقلت لهم كذا وكذا، وقالوا لي كذا وكذا، الذي ذكر سعيد بن جبير أنه قال لهم، قال الطليعة لبختنصر: إنك فضحتني (15) لك مئة ألف وتنـزع عما قلت، قال: لو أعطيتني بيت مال بابل ما نـزعت، ضرب الدهر من ضربه؛ فقال الملك: لو بعثنا جريدة خيل إلى الشام، فإن وجدوا مساغا ساغوا، وإلا انثنوا ما قدروا عليه، قالوا: ما ضرّك لو فعلت؟ قال: فمن ترون؟ قالوا: فلان، قال: بل الرجل الذي أخبرني ما أخبرني، فدعا بختنصر وأرسله، وانتخب معه أربعة آلاف من فرسانهم، فانطلقوا فجاسوا خلال الديار ، فسبوا ما شاء الله ولم يخربوا ولم يقتلوا، ومات صيحون الملك (16) قالوا: استخلفوا رجلا قالوا: على رسلكم حتى تأتي أصحابكم فإنهم فرسانكم، لن ينقضوا عليكم شيئا، أمهلوا؛ فأمهلوا حتى جاء بختنصر بالسبي وما معه، فقسمه في الناس، فقالوا: ما رأينا أحدا أحق بالملك من هذا، فملَّكوه.
حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ظهر بختنصر على الشام، فخرّب بيت المقدس وقتلهم، ثم أتى دمشق، فوجد بها دما يغلي على كبا : أي كناسة، فسألهم ما هذا الدم؟ قالوا: أدركنا آباءنا على هذا وكلما ظهر عليه الكبا ظهر، قال: فقتل على ذلك الدم سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم، فسكن.
وقال آخرون: يعني بذلك قوما من أهل فارس، قالوا: ولم يكن في المرّة الأولى قتال.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ ) قال: من جاءهم من فارس يتجسسون أخبارهم، ويسمعون حديثهم، معهم بختنصر، فوعى أحاديثهم من بين أصحابه، ثم رجعت فارس ولم يكن قتال، ونصرت عليهم بنو إسرائيل، فهذا وعد الأولى.
حدثني الحرث، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) جند جاءهم من فارس يتجسسون أخبارهم، ثم ذكر نحوه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) قال: ذلك أي من جاءهم من فارس، ثم ذكر نحوه.
---------------------
الهوامش :
(12) البيت شاهد على أن جاس، معناه: قتل. وقال في (اللسان: جوس) الجوس: مصدر جاس جوسا وجوسانا: تردد. وفي التنزيل العزيز: "فجاسوا خلال الديار": أي ترددوا بينها للغارة. وقال الفراء: قتلوكم بين بيوتكم، قال: وجاسوا وحاسوا بمعنى واحد: يذهبون ويجيئون. وقال الزجاج: "فجاسوا خلال الديار": فطافوا في خلال الديار، ينظرون: هل بقي أحد لم يقتلوه؛ وفي الصحاح: "فجاسوا خلال الديار": أي تخللوها ، فطلبوا ما فيها، كما يجوس الرجل الأخبار: أي يطلبها.
(13) في عرائس المجالس للثعلبي: ويتلطف بهم، حتى لا يأتيه أحد مسكين إلا أعطاه.
(14) في عرائس المجالس للثعلبي: فلم يسألهم عن شيء.
(15) كذا في تاريخ الطبري طبع أوربة. وفي الأصل : إن صحبتني. تحريف.
(16) كذا في عرائس المجالس للثعلبي ص 336 طبعة الحلبي ، وفي الأصل : ورمى في جنازة صحورا .
- ابن عاشور : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
والوعد مصدر بمعنى المفعول ، أي موعود أولى المرتين ، أي الزمان المقدر لحصول المرة الأولى من الإفساد والعلو ، كقوله : { فإذا جاء وعد ربي جعله دكاً } [ الكهف : 98 ].
ومثل ذلك قوله : { وكان وعداً مفعولا } أي معمولاً ومنفذاً .
وإضافة { وعد } إلى { أولاهما } بيانية ، أي الموعود الذي هو أولى المرتين من الإفساد والعلو .
والبعث مستعمل في تكوين السير إلى أرض إسرائيل وتهيئة أسبابه حتى كأن ذلك أمر بالمسير إليهم كما مر في قوله : { ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب } في سورة [ الأعراف : 167 ] ، وهو بعث تكوين وتسخير لا بعث بوحي وأمر .
وتعدية { بعثنا } بحرف الاستعلاء لتضمينه معنى التسليط كقوله : { ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب } [ الأعراف : 167 ].
والعِباد : المملوكون ، وهؤلاء عباد مخلوقية ، وأكثر ما يقال : عباد الله . ويقال : عَبيد ، بدون إضافة ، نحو { وما ربك بظلام للعبيد } [ فصلت : 46 ] ، فإذا قصد المملوكون بالرق قيل : عَبيد ، لا غير . والمقصود بعباد الله هنا الأشوريون أهل بابل وهم جنود بختنصر .
والبأس : الشوكة والشدة في الحرب . ووصفه بالشديد لقوته في نوعه كما في آية سورة سليمان [ النمل : 33 ] : { قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد . } وجملة { فجاسوا } عطف على { بعثنا } فهو من المقضي في الكتاب . والجوس : التخلل في البلاد وطرقها ذهاباً وإياباً لتتبع ما فيها . وأريد به هنا تتبّع المقاتلة فهو جوس مضرة وإساءة بقرينة السياق .
و ( خلال ) اسم جاء على وزن الجموع ولا مفرد له ، وهو وسط الشيء الذي يتخلل منه . قال تعالى : { فترى الودق يخرج من خلاله } [ الروم : 48 ].
والتعريف في الديار } تعريف العهد ، أي دياركم ، وذلك أصل جعل ( ال ) عوضاً عن المضاف إليه . وهي ديار بلد أورشليم فقد دخلها جيش بختنصر وقتل الرجال وسبى ، وهدم الديار ، وأحرق المدينة وهيكل سليمان بالنار . ولفظ ( الديار ) يشمل هيكل سليمان لأنه بيت عبادتهم ، وأسر كل بني إسرائيل وبذلك خلت بلاد اليهود منهم . ويدل لذلك قوله في الآية الآتية : { وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة }.
- إعراب القرآن : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
«فَإِذا» الفاء استئنافية وإذا ظرف يتضمن معنى الشرط «جاءَ وَعْدُ» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه «أُولاهُما» مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر والهاء مضاف إليه «بَعَثْنا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «عَلَيْكُمْ» متعلقان ببعثنا «عِباداً» مفعول به «لَنا» متعلقان بصفة محذوفة لعبادا «أُولِي» صفة ثانية لعباد «بَأْسٍ» مضاف إليه «شَدِيدٍ» صفة «فَجاسُوا» الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة «خِلالَ» ظرف مكان متعلق بجاسوا «الدِّيارِ» مضاف إليه «وَكانَ وَعْداً» الواو عاطفة وكان وخبرها واسمها محذوف «مَفْعُولًا» صفة لوعدا.
- English - Sahih International : So when the [time of] promise came for the first of them We sent against you servants of Ours - those of great military might and they probed [even] into the homes and it was a promise fulfilled
- English - Tafheem -Maududi : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا(17:5) When the occasion of the first of the two mischiefs came, O Israelites, We raised against you such of Our servants who were very mighty and formidable; so they penetrated through all parts of your country. This was a warning that was bound to be fulfilled. *7
- Français - Hamidullah : Lorsque vint l'accomplissement de la première de ces deux [prédictions] Nous envoyâmes contre vous certains de Nos serviteurs doués d'une force terrible qui pénétrèrent à l'intérieur des demeures Et la prédiction fut accomplie
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wenn nun das Versprechen vom ersten der beiden Male eintrifft schicken Wir gegen euch Diener von Uns die eine starke Gewalt besitzen Sie dringen zwischen den Wohnstätten hindurch ein und das ist ein Versprechen das sicher ausgeführt wird
- Spanish - Cortes : Cuando de las dos amenazas se cumpla la primera suscitaremos contra vosotros a siervos Nuestros dotados de gran valor y penetrarán en el interior de las casas Amenaza que se cumplirá
- Português - El Hayek : E quanto se cumpriu a primeira enviamos contra eles servos Nossos poderosos que adentraram seus lares e foi cumpridaa Nossa cominação
- Россию - Кулиев : Когда настала пора первого из двух бесчинств Мы наслали на вас Наших могущественных рабов которые прошлись по землям Так обещание было исполнено
- Кулиев -ас-Саади : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
Когда настала пора первого из двух бесчинств, Мы наслали на вас Наших могущественных рабов, которые прошлись по землям. Так обещание было исполнено.Когда сыны Исраила впервые начали бесчинствовать на земле, на них обрушились многочисленные полчища смелых и хорошо подготовленных воинов. Это произошло по предопределению Аллаха в воздаяние за то, что они совершили. Аллах позволил врагам сынов Исраила убивать их мужчин, пленить их детей и захватывать их имущество. В результате они проникли в их дома, ворвались в священную мечеть и разграбили ее. Обещание Аллаха было исполнено, и избежать этого было невозможно, поскольку все предпосылки для этого уже возникли. Толкователи Корана высказывали различные мнения относительно того, кто именно одержал верх над сынами Исраила. Однако они были единодушны в том, что этими захватчиками были неверующие. Это могли быть жители Ирака, Аравийского полуострова или других земель. Аллах позволил им победить сынов Исраила за то, что они погрязли в грехах, отказались от совершения предписаний Божьего закона и преступили границы дозволенного.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Bu ikiden birincisinin vakti gelince üzerinize pek güçlü olan kullarımızı salacağız Onlar memleketlerinizde her köşeyi kontrollerine alacaklar Bu yerine gelecek bir vaaddir"
- Italiano - Piccardo : Quando si realizzò la prima [delle Nostre promesse] mandammo contro di voi servi Nostri di implacabile valore che penetrarono nelle vostre contrade la promessa è stata mantenuta
- كوردى - برهان محمد أمين : جا کاتێك ئهی جووهکان بهڵێنی یهکهمیان دێت که تۆڵهیان لێ بکهینهوه بهنده تایبهتیهکانی خۆمان دهنێرینه سهرتان که خاوهنی هێزو توانای زۆرن ئیتر ئهوان به ههموو کون و کهلێنێکی قهڵاو شارۆچکهکاندا دهسوڕێنهوهو دهگهڕێن به شوێنیانداو ئهم ههڕهشهی تۆڵهیه بهڵێنی خوایهو دهبێت بێته دی زانایانی سهردهم دهڵێن_عبادا لنا_ مهبهست هاوهڵانی پێغهمبهره که قورئان وهسفی کردوون به توندو تیژی دژ به خوا نهناسان له کاتی جهنگدا
- اردو - جالندربرى : پس جب پہلے وعدے کا وقت ایا تو ہم نے سخت لڑائی لڑنے والے بندے تم پر مسلط کردیئے اور وہ شہروں کے اندر پھیل گئے۔ اور وہ وعدہ پورا ہو کر رہا
- Bosanski - Korkut : I kad dôđē vrijeme prve od dvije prijetnje poslaćemo protiv vas robove Naše silno moćne oni će uzduž i poprijeko zemlju vašu pregaziti i prijetnja će se ispuniti
- Swedish - Bernström : När detta skedde första gången sände Vi några av Våra tjänare mot er starka och djärva krigare och de förföljde er in i era bostäder [för att döda er alla till sista man] Så uppfylldes Guds löfte
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka apabila datang saat hukuman bagi kejahatan pertama dari kedua kejahatan itu Kami datangkan kepadamu hambahamba Kami yang mempunyai kekuatan yang besar lalu mereka merajalela di kampungkampung dan itulah ketetapan yang pasti terlaksana
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
(Maka apabila datang saat hukuman bagi yang pertama dari keduanya) kejahatan yang pertama dari kedua kejahatan itu (Kami datangkan kepada kalian hamba-hamba Kami yang mempunyai kekuatan yang besar) orang-orang yang kuat dalam berperang dan memiliki kekuatan yang luar biasa (lalu mereka merajalela) mereka mengejar-ngejar kalian (di kampung-kampung) di perkampungan kalian untuk membunuh kalian dan menawan kalian (dan itulah ketetapan yang pasti terlaksana) dan memang mereka benar membunuh Nabi Zakaria. Maka Allah mengirimkan Jalut dan tentara-tentaranya untuk menghukum mereka; akhirnya Jalut dapat membunuh mereka dan menawan anak-anak mereka serta memporak-porandakan Baitulmakdis.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর যখন প্রতিশ্রুতি সেই প্রথম সময়টি এল তখন আমি তোমাদের বিরুদ্ধে প্রেরণ করলাম আমার কঠোর যোদ্ধা বান্দাদেরকে। অতঃপর তারা প্রতিটি জনপদের আনাচেকানাচে পর্যন্ত ছড়িয়ে পড়ল। এ ওয়াদা পূর্ণ হওয়ারই ছিল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனவே அவ்விரண்டில் முதலாவது வாக்குறுதி நிறைவேறும் காலம் வந்த போது உங்களுக்கு எதிராக போரில் கொடிய வலிமையுடைய நம் அடியார்களை ஏவி விட்டோம்; அவர்கள் உங்கள் வீடுகளில் புகுந்து உங்களையும் உங்கள் பொருள்களையும் தேடி அழித்து விட்டார்கள்; இவ்வாறு முதல் வாக்குறுதி நிறைவேறியது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้น เมื่อสัญญาหนึ่งในสองครั้งได้มาถึง เราได้ส่งบรรดาบ่าวของเราผู้มีอำนาจเข้มแข็งเข้าครอบครอง พวกเจ้า แล้วพวกเขาได้บุกเข้าค้นตามบ้านเรือน และมันเป็นสัญญาที่ได้เกิดขึ้นแล้ว
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бас ўша иккибузғунчиликдан биринчисининг ваъда вақти келганда устингизга шиддатли кучқудратга эга бандаларимизни юбораурмиз Бас улар ҳовлижойларни оралаб кезарлар Бу қилиниши лозим ваъда эди Турли имконларга эга бўлиб муқаддас ерда юксаладилар Сўнгра бузғунчиликга ўтадилар Сизга қилмишингизнинг жазосини кучқувватга эга бандаларимиз беради сизларни топиб азоблаб ўлдирадилар Улардан қочиб қутула олмайсиз
- 中国语文 - Ma Jian : 当第一次作乱的约期来临的时候,我派遣我的许多强大的仆人去惩治你们,他们就搜索了住宅,那是要履行的诺言。
- Melayu - Basmeih : Maka apabila sampai masa janji membalas kederhakaan kamu kali yang pertama dari dua kederhakaan itu Kami datangkan kepada kamu hambahamba Kami yang kuat gagah dan amat ganas serangannya lalu mereka menjelajah di segala ceruk rantau membunuh dan membinasakan kamu; dan sebenarnya peristiwa itu adalah satu janji yang tetap berlaku
- Somali - Abduh : Markuu yimaaddo Yabooha Watiga midda hore waxaan idinku soo Bixinaa Dirraa Addoomadanada oo Xoog daran leh dhexgalina Hanan Gurya dhexdooda waana Yabooh la fali
- Hausa - Gumi : To idan wa'adin na farkonsu yajẽ za Mu aika a kanku waɗansu bãyi Nãmu ma'abũta yãƙi mafĩ tsanani har su yi yãwo a tsakãnin gidãjenku kuma yã zama wa'adi abin aikatawa
- Swahili - Al-Barwani : Basi itapo fika ahadi ya kwanza yake tutakupelekeeni waja wetu wa kali kwa vita Watakuingilieni ndani ya majumba Na hii ilikuwa ahadi iliyo timizwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : E kur erdhi premtimi i parë prej atyre dyjave ngatërresave i dërguam kundër jush robërit Tanë të fuqishëm luftëtarë dhe u sollëm gjerë e gjatë nëpër tokën tuaj Ky ishte premtimi i kryer dënimi
- فارسى - آیتی : چون از آن دو بار وعده نخستين در رسيد، گروهى از بندگان خويش را كه جنگاورانى زورمند بودند، بر سر شما فرستاديم. آنان حتى در درون خانهها هم كشتار كردند و اين وعده به انجام رسيد.
- tajeki - Оятӣ : Чун аз он ду бор ваъдаи нахустин даррасид, гурӯҳе аз бандагони худро, ки ҷанговароне зӯрманд буданд, ба сари шумо фиристодем. Онҳо ҳатто дар даруни хонаҳо ҳам куштор карданд ва ид ваъда ба анҷом расид.
- Uyghur - محمد صالح : بىرىنچى قېتىملىق بۇزغۇنچىلىقنىڭ (جازاسى) ۋەدە قىلىنغان ۋاقىت كەلگەندە، (سىلەرنى جازالاش ئۈچۈن) سىلەرگە كۈچلۈك بەندىلىرىمىزنى ئەۋەتتۇق، (ئۇلار سىلەرنى ئۆلتۈرۈش، بۇلاڭ - تالاڭ قىلىش ئۈچۈن) ئۆيلەرنى ئاختۇردى. (سىلەرگە دۈشمەننى مۇسەللەت قىلىش) چوقۇم ئىشقا ئاشىدىغان ۋەدە ئىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അങ്ങനെ ആ രണ്ട് സന്ദര്ഭങ്ങളില് ആദ്യത്തേതിന്റെ അവസരമെത്തിയപ്പോള് നാം നിങ്ങള്ക്കെതിരെ നമ്മുടെ ദാസന്മാരിലെ അതിശക്തരായ ആക്രമണകാരികളെ അയച്ചു. അവര് നിങ്ങളുടെ വീടുകള്ക്കിടയില്പോലും നിങ്ങളെ പരതിനടന്നു. അനിവാര്യമായി സംഭവിക്കേണ്ടിയിരുന്ന ഒരു വാഗ്ദാനം തന്നെയായിരുന്നു അത്.
- عربى - التفسير الميسر : فاذا وقع منهم الافساد الاول سلطنا عليهم عبادا لنا ذوي شجاعه وقوه شديده يغلبونهم ويقتلونهم ويشردونهم فطافوا بين ديارهم مفسدين وكان ذلك وعدا لا بد من وقوعه لوجود سببه منهم
*7) This refers to the terrible destruction that the Israelites suffered at the hands of the Assyrians and Babylonians. One cannot fully appreciate the historical background of this merely from the extracts that have been reproduced above from the Books of the Prophets. A brief history of the Israelites is also needed so that a student may become acquainted with all the causes and circumstances on account of which AIIah removed this nation, that professed to believe in a revealed Book, from the leadership of mankind and turned it into a humiliated, condemned and backward community.
When, after the death of Prophet Moses, the Israelites entered Palestine it was inhabited by the Hittites, Amorites, Canaanites, Perizzittes, Hivites, Jebusites, the Philistines, etc. These communities had adopted the worst kind of idolatry, their supreme deity being Ayl whom they regarded as the father of gods and who was usually represented by the bull-images. His consort was called Asherah from whom had descended a whole line of gods and goddesses, about 70 in number. The most powerful god among them was Baal who was regarded as the god of rain and growth and the lord of the earth and heavens. In the northern regions his consort was called Anathoth and in Palestine Ashtaroth. These two were the goddesses of love and procreation. Besides them, there was a god of death, a god of disease and famine, and a goddess of health, and thus all the worldly powers and agencies stood divided among a large number of deities. The people had ascribed such dirty and base qualities and acts to these deities that even a worst offender against morality would shun being known by them. Obviously the people who have adopted such mean deities for worship and devotion cannot remain secure from the worst kind of moral degeneration and the modern excavations have shown this conclusively.
Child sacrifice was a common thing among them. Their places of worship had turned into brothels, where women were kept as religious prostitutes and illicit relations with them were regarded as a part of worship and devotion.
The Israelites had clearly been told in the instructions given in the Torah that they should destroy those communities and wrest the land of Palestine from them, and that they should avoid mixing up with those people and ward off their moral and ideological weaknesses:
But when the Israelites entered Palestine they set this guidance aside. They not only did not establish a united kingdom of their own but fell a prey to tribal parochialism. Each of their tribes was content to take a part of the captured land and become a separate and independent state. This disunity among them did not leave any of the tribes strong enough to purge its territory completely of the idolaters, and therefore they had to allow them to live side by side with them in the same land. Not only this, but there had remained in the conquered territories a cumber of small city states of these idolatrous communities which the Israelites had nor been able to subjugate. It is this very thing which has been complained against in the extract of the Psalms reproduced above in the beginning of E.N. 6.
The first consequence of intermixing with those communities, was that the Israelites also became idolatrous, and gradually began to adopt other moral evils also. This has been complained about in the Book of Judges as below: "And the children of Israel did evil, in the sight of the Lord, and served Baalim: And they forsook the Lord God of their fathers, which brought them out of the land of Egypt, and followed other gods, the gods of the people that were round about them, and bowed themselves unto them, and provoked the Lord to anger. And they forsook the Lord, and served Baal and Ashtaroth". (Judges, 2: 11-13.)
The second consequence suffered by the Israelites was that the communities whose city-states they had left unconquered and the Philistines whose land they had not at all touched set up a united front against them and drove them out of a major part of Palestine by incessant attacks, so much so that they deprived them of the Holy Ark of their Lord. At last, the Israelites felt the need of Establishing a united kingdom of their own under one ruler, and on their request Prophet Samuel appointed Saul as their king in 1020 B.C. (For details see vv. 246-48 and E.N.'s. 268-270 of AI-Baqarah.)
This united kingdom was ruled by three kings: Saul (1020 B.C. to 1004. B.C.), Prophet David (1004 to 965 B.C.) and Prophet Solomon (365 to 926 B.C.). These kings brought to completion the mission that had been left incomplete by the Israelites after the death of Prophet Moses. They annexed all the territories except the Phoenician state on the northern and the Philistine state on the southern coast, which, of course, became tributaries.
After the death of Prophet Solomon the Israelites again adopted the ways of the world and fought among themselves and split into two independent kingdoms, the kingdom of Israel in the northern Palestine and Jordan with Samaria ,as its capital, and the kingdom of Judah in the southern Palestine and Edom with Jerusalem as its capital. These kingdoms were strife-ridden from the very . beginning and this state of affairs persisted till the end.
The rulers and people of the kingdom of Israel were the first to be affected grievously by the ideological and moral weaknesses of the neighbouring communities. Specially after the marriage of its ruler, Ahab, with the idolatrous princess Jezebel of Zidon, idolatry and other evils began to spread unchecked among the Israelites under the official patronage. Prophets Elias and Elisha tried their very best to check this deluge but the Israelites who were rapidly degenerating, did not heed their warning. At last the wrath of AIIah overtook the kingdom of Israel in the shape of the Assyrians who started subjecting Palestine to incessant attacks from 900 B.C. downward. During this period, Prophet Amos (787-747 B.C.) and them Prophet Hosea(747-735 B.C.) rose and warned the Israelites again and again but the wretched, depraved people did not heed their warnings at all, and transgressed all limits. Prophet Amos was banished by the king of Israel from the realm of Samaria and warned not to preach his mission in the country Not very long after this the wrath of Allah burst upon the kingdom of Israel and its people. The Assyrian king Sargon took Samaria in 721 B.C.and put an end to this northern kingdom. Thousands of Israelites were put to the sword and 27 thousand of their leading men were driven out of their homeland and scattered in the eastern districts of the Assyrian empire and replaced by settlers from other parts of the empire. When the remaining Israelites intermixed with the settlers they also lost gradually their national and cultural identity.
The other kingdom of the Israelites, called the kingdom of Judah, which was set up in southern Palestine also began to adopt godless ways soon after the death of Prophet Solomon, though its moral degeneration took place at a slower pace than that of Israel. Therefore, it was allowed to exist for a longer period. Then, like the kingdom of Israel, it also began to be subjected to continual attacks, its cities ruined and its capital besieged, but this kingdom could not be wholly destroyed by the Assyrians; it only became a tributary. Afterwards, when inspite of the best reformatory efforts of Prophets lsaiah and Jeremiah the people of Judah did not give up idol-worship and other moral evils, king Nebuchadnezzar of Babylon attacked and captured the whole of Judah in 598 B.C.including Jerusalem and took the king of Judah as prisoner. Even then the Israelites did not mend their ways and paid no heed to the warnings and guidance of Prophet Jeremiah: Instead of reforming their ways, they started making plans to change their fate by revolting against Babylon. At last in 587 B.C.Nebuchadnezzar punished them heavily by invading Judah and destroyed all its important cities. He razed Jerusalem and Solomon's Temple to the ground and did not leave a wall of it standing in place. He drove a large part of the Israelite population out of their land and scattered them into the adjoining countries. The people who were left behind were cursed and subjected to all kinds of humiliations by the neighbouring communities.
This was the first calamity that came as a warning to the Israelites and the first chastisement that they suffered as a result therof.