- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِى ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ ٱلْإِنسَٰنُ كَفُورًا
- عربى - نصوص الآيات : وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ۖ فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ۚ وكان الإنسان كفورا
- عربى - التفسير الميسر : وإذا أصابتكم شدة في البحر حتى أشرفتم على الغرق والهلاك، غاب عن عقولكم الذين تعبدونهم من الآلهة، وتذكَّرتم الله القدير وحده؛ ليغيثكم وينقذكم، فأخلصتم له في طلب العون والإغاثة، فأغاثكم ونجَّاكم، فلمَّا نجاكم إلى البر أعرضتم عن الإيمان والإخلاص والعمل الصالح، وهذا من جهل الإنسان وكفره. وكان الإنسان جحودًا لنعم الله عزَّ وجل.
- السعدى : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
ومن رحمته الدالة على أنه وحده المعبود دون ما سواه أنهم إذا مسهم الضر في البحر فخافوا من الهلاك لتراكم الأمواج ضل عنهم ما كانوا يدعون من دون الله في حال الرخاء من الأحياء والأموات، فكأنهم لم يكونوا يدعونهم في وقت من الأوقات لعلمهم أنهم ضعفاء عاجزون عن كشف الضر وصرخوا بدعوة فاطر الأرض والسماوات الذي تستغيث به في شدائدها جميع المخلوقات وأخلصوا له الدعاء والتضرع في هذه الحال.
فلما كشف الله عنهم الضر ونجاهم إلى البر ونسوا ما كانوا يدعون إليه من قبل وأشركوا به من لا ينفع ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع وأعرضوا عن الإخلاص لربهم ومليكهم، وهذا من جهل الإنسان وكفره فإن الإنسان كفور للنعم، إلا من هدى الله فمن عليه بالعقل السليم واهتدى إلى الصراط المستقيم، فإنه يعلم أن الذي يكشف الشدائد وينجي من الأهوال هو الذي يستحق أن يفرد وتخلص له سائر الأعمال في الشدة والرخاء واليسر والعسر.
وأما من خذل ووكل إلى عقله الضعيف فإنه لم يلحظ وقت الشدة إلا مصلحته الحاضرة وإنجاءه في تلك الحال.
فلما حصلت له النجاة وزالت عنه المشقة ظن بجهله أنه قد أعجز الله ولم يخطر بقلبه شيء من العواقب الدنيوية فضلا عن أمور الآخرة.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
ثم انتقل- سبحانه- من الحديث عن مظاهر نعمه عليهم، في حال سوق السفن ودفعها بهم في البحر برفق وأناة، إلى بيان رعايته لهم في حال اضطرابها وتعرضها للغرق، بسبب هيجان البحر وارتفاع أمواجه، فقال- تعالى-: وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ....
والمس: اتصال أحد الشيئين بآخر على وجه الإحساس والإصابة، والمراد به هنا:
ما يعتريهم من خوف وفزع، وهم يرون سفينتهم توشك على الغرق.
والمراد بالضر هنا: اضطراب الفلك، وارتفاع الأمواج، واشتداد العواصف، وتعرضهم للموت من كل مكان.
المعنى: وإذا أحاطت بكم الأمواج من كل جانب وأنتم على ظهور سفنكم وأوشكتم على الغرق.. ذهب وغاب عن خواطركم وأذهانكم، كل معبود سوى الله- عز وجل- لكي ينقذكم مما أنتم فيه من بلاء، بل إياه وحده- سبحانه- تدعون ليكشف عنكم ما نزل بكم من سوء.
فالجملة الكريمة تصوير مؤثر بديع لبيان أن الإنسان عند الشدائد والمحن لا يتجه بدعائه وضراعته إلا إلى الله- تعالى- وحده.
قال القرطبي: ضَلَّ معناه تلف وفقد وهي عبارة عن تحقير لمن يدعى إلها من دون الله. والمعنى في هذه الآية: أن الكفار إنما يعتقدون في أصنامهم أنها شافعة، وأن لها فضلا، وكل واحد منهم بالفطرة يعلم علما لا يقدر على مدافعته أن الأصنام لا فعل لها في الشدائد،فوقّفهم الله من ذلك على حالة البحر حيث تنقطع الحيل» .
وقال الإمام ابن كثير: يخبر تبارك وتعالى أن الناس إذا مسهم ضر دعوه منيبين إليه مخلصين له الدين، ولهذا قال- تعالى-: وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ أى: ذهب عن قلوبكم كل ما تعبدون غير الله- تعالى- كما اتفق لعكرمة بن أبى جهل، لما ذهب فارا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة، فذهب هاربا فركب في البحر ليدخل الحبشة، فجاءتهم ريح عاصف، فقال القوم بعضهم لبعض: إنه لا يغنى عنكم إلا أن تدعو الله وحده.
فقال عكرمة في نفسه: والله إن كان لا ينفع في البحر غيره، فإنه لا ينفع في البر غيره، اللهم لك على عهد لئن أخرجتنى منه، لأذهبن فلأضعن يدي في يد محمد صلى الله عليه وسلم فلأجدنه رءوفا رحيما. فخرجوا من البحر، فرجع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه- رضى الله عنه» .
وقوله- تعالى-: فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً بيان لطبيعة الإنسان إلا من عصم الله.
أى: فلما نجاكم الله- تعالى- بلطفه وإحسانه: من الغرق، وأوصلكم سالمين إلى البر، أعرضتم عن طاعته، وتركتم دعاءه والضراعة إليه، وكان الإنسان الفاسق عن أمر ربه، كَفُوراً أى: كثير الكفران والجحود لنعم ربه- عز وجل-.
قال الآلوسي ما ملخصه: وقوله: وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً كالتعليل للإعراض، ويعلم منه حكم أولئك المخاطبين، وفيه لطافة حيث أعرض- سبحانه- عن خطابهم بخصوصهم، وذكر أن جنس الإنسان مجبول على الكفران، فلما أعرضوا أعرض الله- تعالى- عنهم» .
وفي معنى هذه الآية جاءت آيات كثيرة. منها قوله- تعالى- فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ .
وقوله- سبحانه-: وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ. فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ .
- البغوى : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
( وإذا مسكم الضر ( الشدة وخوف الغرق ( في البحر ضل ( أي : بطل وسقط ( من تدعون ( من الآلهة ( إلا إياه ( إلا الله فلم تجدوا مغيثا غيره وسواه ( فلما نجاكم ( أجاب دعاءكم وأنجاكم من هول البحر وأخرجكم ( إلى البر أعرضتم ( عن الإيمان والإخلاص والطاعة كفرا منكم لنعمه ( وكان الإنسان كفورا )
- ابن كثير : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
يخبر تعالى أنه إذا مس الناس ضر دعوه منيبين إليه مخلصين له الدين ولهذا قال : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ) أي ذهب عن قلوبكم كل ما تعبدون غير الله كما اتفق لعكرمة بن أبي جهل لما ذهب فارا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة فذهب هاربا فركب في البحر ليدخل الحبشة فجاءتهم ريح عاصف فقال القوم بعضهم لبعض إنه لا يغني عنكم إلا أن تدعو الله وحده فقال عكرمة في نفسه والله لئن كان لا ينفع في البحر غيره فإنه لا ينفع في البر غيره اللهم لك علي عهد لئن أخرجتني منه لأذهبن فأضعن يدي في يديه ، فلأجدنه رءوفا رحيما فخرجوا من البحر فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه
وقوله : ( فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ) أي نسيتم ما عرفتم من توحيده في البحر وأعرضتم عن دعائه وحده لا شريك له
( وكان الإنسان كفورا ) أي سجيته هذا ينسى النعم ويجحدها إلا من عصم الله
- القرطبى : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
قوله تعالى : وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا
قوله تعالى : وإذا مسكم الضر في البحر الضر لفظ يعم خوف الغرق والإمساك عن الجري . وأهوال حالاته اضطرابه وتموجه .
ضل من تدعون إلا إياه ضل معناه تلف وفقد ; وهي عبارة تحقير لمن يدعي إلها من دون الله . المعنى في هذه الآية : أن الكفار إنما يعتقدون في أصنامهم أنها شافعة ، وأن لها فضلا . وكل واحد منهم بالفطرة يعلم علما لا يقدر على مدافعته أن الأصنام لا فعل لها في الشدائد العظام ، فوقفهم الله من ذلك على حالة البحر حيث تنقطع الحيل .
فلما نجاكم إلى البر أعرضتم أي عن الإخلاص .
وكان الإنسان كفورا الإنسان هنا الكافر . وقيل : وطبع الإنسان كفورا للنعم إلا من عصمه الله ; فالإنسان لفظ الجنس .
- الطبرى : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
يقول تعالى ذكره: وإذا نالتكم الشدّة والجهد في البحر ضلّ من تدعون: يقول: فقدتّم من تدعون من دون الله من الأنداد والآلهة، وجار عن طريقكم فلم يغثكم، ولم تجدوا غير الله مغيثا يغيثكم دعوتموه، فلما دعوتموه وأغاثكم، وأجاب دعاءكم ونجاكم من هول ما كنتم فيه في البحر، أعرضتم عما دعاكم إليه ربكم من خلع الأنداد، والبراءة من الآلهة، وإفراده بالألوهة كفرا منكم بنعمته ( وَكَانَ الإنْسَانُ كَفُورًا ) يقول: وكان الإنسان ذا جحد لنعم ربه.
- ابن عاشور : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
بعد أن ألزمهم الحجة على حق إلهية الله تعالى بما هو من خصائص صنعه باعترافهم ، أعقبه بدليل آخر من أحوالهم المتضمنة إقرارهم بانفراده بالتصرف ثم بالتعجيب من مناقضة أنفسهم عند زوال اضطرارهم .
فجملة { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه } خبر مستعمل في التقرير وإلزام الحجة إذ لا يخبر أحد عن فعله إخباراً حقيقياً .
وجملة { فلما نجاكم إلى البر أعرضتم } خبر مستعمل في التعجيب والتوبيخ .
وضر البحر : هو الإشراف على الغرق؛ لأنه يزعج النفوس خوفاً ، فهو ضر لها . و { ضل } بضاد ساقطة فعل من الضلال ، وهو سلوك طريق غير موصلة للمقصود خطأ .
والعدول إلى الموصولية لِما تؤذن به الصلة من عمل اللسان ليتأتى الإيجاز ، أي من يتكرر دعاؤكم إياهم ، كما يدل عليه المضارع . فالمعنى غاب وانصرف ذكر الذين عادتكم دعاؤهم عن ألسنتكم فلا تدعونهم ، وذلك بقرينة ذكر الدعاء هنا الذي متعلقه اللسان ، فتعين أن ضلالهم هو ضلال ذكر أسمائهم ، وهذا إيجاز بديع .
والاستثناء من عموم الموصول ، لأن اسم الله مما يجري على ألسنتهم في الدعاء تارة كما تجري أسماء الأصنام ، فالاستثناء متصل .
ويجوز أن يكون اسم الموصول في قوله : { من تدعون } خاصاً بأصنامهم لأنهم يكثر دعاؤهم إياها دون اسم الله تعالى ، كما هو مقتضى التجدد فإذا اشتد بهم الضر دعوا الله كما قال تعالى : { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } [ العنكبوت : 65 ]. ويكون الاستثناء منقطعاً . ونصب المستثنى لا يختلف في الوجهين جرياً على اللغة الفصحى . ولعل هذا الوجه أرجح لأنه أنسب بقوله : { أعرضتم }.
والإعراض : الترك ، أي تركتم دعاء الله ، بقرينة الجمع بين مقتضى المضارع من إفادة التجدد وبين مقتضى الاستثناء من انحصار الدعاء في الكون باسمه تعالى .
وقوله : { إلى البر } عدي بحرف ( إلى ) لتضمين { نجاكم } معنى أبلغكم وأوصلكم .
وجملة { وكان الإنسان كفوراً } اعتراض وتذييل لزيادة التعجب منهم ومن أمثالهم . و «الكفور» صيغة مبالغة ، أي كثير الكفر . والكفر ضد الشكر .
والتعريف في { الإنسان } تعريف الجنس وهو مفيد للاستغراق . فهذا الاستغراق يجوز أن يكون استغراقاً عرفياً بحمله على غالب نوع الإنسان ، وهم أهل الإشراك وهم أكثر الناس يومئذٍ ، فتكون صيغة المبالغة من قوله : { كفوراً } راجعة إلى قوة صفة الكفران أو عدم الشكر فإن أعلاه إشراك غير المنعم مع المنعم في نعمة لا حظ له فيها .
ويجوز أن يكون الاستغراق حقيقياً ، أي كان نوع الإنسان كفوراً ، أي غير خاللٍ من الكفران ، فتكون صيغة المبالغة راجعة إلى كثرة أحوال الكفران مع تفاوتها . وكثرة كفران الإنسان هي تكرر إعراضه عن الشكر في موضع الشكر ضلالاً أو سهواً أو غفلة لإسناده النعم إلى أسبابها المقارنة دون منعمها ولفرضه منعمين وهميين لا حظ لهم في الإنعام .
وذكر فعل ( كان ) إشارة إلى أن الكفران مستقر في جبلة هذا الإنسان ، لأن الإنسان قلما يشعر بما وراء عالم الحس فإن الحواس تشغله بمدركاتها عن التفكر فيما عدا ذلك من المعاني المستقرة في الحافظة والمستنبطة بالفكر .
ولما كان الشكر على النعمة متوقفاً على تذكر النعمة كانت شواغله عن تذكر النعم الماضية مغطية عليها ، ولأن مدركات الحواس منها الملائم للنفس وهو الغالب ، ومنها المنافر لها . فالإنسان إذا أدرك الملائم لم يشعر بقدره عنده لكثرة تكرره حتى صار عادة فذهل عما فيه من نفع ، فإذا أدرك المنافر استذكر فقدان الملائم فضج وضجر . وهو معنى قوله تعالى : { وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض } [ فصلت : 51 ]. ولهذا قال الحكماء : العافية تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى فهذا الاعتبار هو الذي أشارت له هذه الآية مع التي بعدها وهي { أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر } [ الإسراء : 68 ] الآية . ومن أجل ذلك كان من آداب النفس في الشريعة تذكيرها بنعم الله ، قال تعالى : { وذكرهم بأيام الله } [ إبراهيم : 5 ] ليقوم ذكر النعمة مقام معاهدتها .
- إعراب القرآن : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
«وَإِذا» الواو استئنافية وإذا ظرف يتضمن معنى الشرط «مَسَّكُمُ الضُّرُّ» ماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والجملة مضاف إليه «فِي الْبَحْرِ» متعلقان بمسكم «ضَلَّ» ماض مبني على الفتح «مَنْ» اسم موصول فاعل والجملة جواب إذا «تَدْعُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة «إِلَّا» أداة استثناء «إِيَّاهُ» ضمير نصب في محل نصب على الاستثناء «فَلَمَّا» الفاء عاطفة ولما الحينية ظرف زمان «نَجَّاكُمْ» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة مضاف إليه «إِلَى الْبَرِّ» متعلقان بنجاكم «أَعْرَضْتُمْ» ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب لما «وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً» كان واسمها وخبرها والجملة مستأنفة
- English - Sahih International : And when adversity touches you at sea lost are [all] those you invoke except for Him But when He delivers you to the land you turn away [from Him] And ever is man ungrateful
- English - Tafheem -Maududi : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا(17:67) When a misfortune befalls you on the sea, all of those whom you invoke for help fail you but He (is there to help you *84 ): yet when He brings you safe to land, you turn away from Him. Indeed man is very ungrateful.
- Français - Hamidullah : Et quand le mal vous touche en mer ceux que vous invoquiez en dehors de Lui se perdent Puis quand Il vous sauve et vous ramène à terre vous vous détournez L'homme reste très ingrat
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn euch auf dem Meer ein Unheil widerfährt entschwinden euch diejenigen die ihr außer Ihm anruft Aber nachdem Er euch ans Festland errettet hat wendet ihr euch von Ihm ab; der Mensch ist eben sehr undankbar
- Spanish - Cortes : Si sufrís una desgracia en el mar los que invocáis se esfuman Él no Pero en cuanto os salva llevándoos a tierra firme os apartáis El hombre es muy desagradecido
- Português - El Hayek : E quando no mar vos açoita a adversidade aqueles que invocais além d'Ele desvanecemse; porém quando vos salva conduzindovos à terra negaiLo porque é próprio do homem ser ingrato
- Россию - Кулиев : Когда беда постигает вас в море вас покидают все к кому вы взывали кроме Него Когда же Он спасает вас и выводит на сушу вы отворачиваетесь Воистину человек неблагодарен
- Кулиев -ас-Саади : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
Когда беда постигает вас в море, вас покидают все, к кому вы взывали, кроме Него. Когда же Он спасает вас и выводит на сушу, вы отворачиваетесь. Воистину, человек неблагодарен.Еще одним проявлением милосердия Аллаха, указывающим на необходимость поклонения Ему одному, является Его забота о людях, которые попадают в беду на море. Людей охватывает страх перед смертью, когда они видят, как волны сталкиваются друг с другом. И тогда они забывают всех тех, кому они поклонялись наряду с Аллахом. Они забывают живых и покойников, на которых они молились в благоденствии, словно они никогда не обращались к ним за помощью. А происходит это потому, что многобожникам прекрасно известно, что слабые и беспомощные творения не способны избавить их от напасти. И поэтому они начинают взывать к Создателю земли и небес, на помощь которого во время бедствий и несчастий надеются абсолютно все творения. Они искренне молят Его о спасении и смиряются перед Ним. Но стоит Аллаху избавить их от беды и благополучно вывести корабль на берег, как многобожники забывают о том, кого они совсем недавно молили о помощи. Они начинают приобщать к Нему сотоварищей и поклоняться творениям, которые не способны принести пользу или причинить вред, не способны одарить благами или лишить милости. Они отказываются от искреннего служения своему Господу и Властелину, что является проявлением невежества и неблагодарности. Воистину, благодарностью отвечают на благодеяния только праведники, которых Аллах наставил на прямой путь, которые обладают здравым рассудком и следуют прямым путем. Такие люди знают, что только Аллах, Который избавляет творения от напастей и спасает их от несчастий, заслуживает поклонения и искреннего служения как в горе, так и радости. Что же касается людей, которые лишились Божьей поддержки и остались наедине со своим слабым разумом, то в тяжелые времена они думают только о том, как выбраться из сложившейся ситуации и избавиться от беды. А когда они избавляются от беды, то по своему невежеству полагают, что Аллах не смог справиться с ними. При этом они даже не задумываются над тем, что их ожидает в будущем при жизни на земле, не говоря уже о том, что их ожидает после смерти. Вот почему далее Аллах сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Denizde bir sıkıntıya düştüğünüz zaman Allah'tan başka yalvardıklarınız kaybolup gider fakat O sizi karaya çıkararak kurtarınca yüz çevirirsiniz Zaten insan pek nankördür
- Italiano - Piccardo : Quando siete in pericolo sul mare coloro che invocate svaniscono Lui no Quando poi vi riconduce a terra salvi vi allontanate da Lui L'uomo è ingrato
- كوردى - برهان محمد أمين : خهڵکینه ئێوه کاتێك له دهریادا ناخۆشی و تهنگانه تووشتان دهبێت ئهوه ههرچی پهرستراو ههیه له بیرو هۆش و باوهڕتاندا نامێنێت و ون دهبێت جگه لهو زاته هاناو هاوار ههر بۆ زاتی خوا دهبهن تا ڕزگارتان بکات بهڵام کاتێك فریاتان دهکهوێت و ڕزگارتان دهکات و دهتانخاته وشکانیهوه ئێوه پشت له بهرنامهکهی دهکهن و ڕوو وهردهگێڕن و نایناسن بهڵکو زۆربهی ئینسانهکان ناشوکرو سپڵهن
- اردو - جالندربرى : اور جب تم کو دریا میں تکلیف پہنچتی ہے یعنی ڈوبنے کا خوف ہوتا ہے تو جن کو تم پکارا کرتے ہو سب اس پروردگار کے سوا گم ہوجاتے ہیں۔ پھر جب وہ تم کو ڈوبنے سے بچا کر خشکی پر لے جاتا ہے تو تم منہ پھیر لیتے ہو اور انسان ہے ہی ناشکرا
- Bosanski - Korkut : Kad vas na moru nevolja zadesi tada nema onih kojima se inače klanjate postoji samo On A kad vas On na kopno spasi vi okrećete glave; čovjek je uvijek nezahvalan
- Swedish - Bernström : Och då en olycka drabbar er till havs sviker er de som ni brukade anropa och Han är ert enda [hopp] Men när Han fört er oskadda i land vänder ni er ifrån [Honom]; människorna är sannerligen otacksamma
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apabila kamu ditimpa bahaya di lautan niscaya hilanglah siapa yang kamu seru kecuali Dia Maka tatkala Dia menyelamatkan kamu ke daratan kamu berpaling Dan manusia itu adalah selalu tidak berterima kasih
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
(Dan apabila kalian ditimpa bahaya) maksudnya marabahaya (di lautan) karena takut tenggelam (niscaya hilanglah) lenyaplah dari hati kalian (siapa yang kalian seru) tuhan-tuhan yang kalian sembah itu, karena itu kalian tidak menyeru mereka (kecuali Dia) Allah swt. maka pada saat itu kalian hanya berseru kepada-Nya semata, karena kalian berada dalam marabahaya, sedangkan kalian mengetahui, bahwa tiada yang dapat melenyapkannya melainkan hanyalah Dia (maka tatkala Dia menyelamatkan kalian) dari tenggelam, lalu Dia menyampaikan kalian (ke daratan, kalian berpaling) dari mentauhidkan-Nya. (Dan manusia itu adalah selalu tidak berterima kasih) banyak mengingkari nikmat-nikmat Allah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যখন সমুদ্রে তোমাদের উপর বিপদ আসে তখন শুধু আল্লাহ ব্যতীত যাদেরকে তোমরা আহবান করে থাক তাদেরকে তোমরা বিস্মৃত হয়ে যাও। অতঃপর তিনি যখন তোমাদেরকে স্থলে ভিড়িয়ে উদ্ধার করে নেন তখন তোমরা মুখ ফিরিয়ে নাও। মানুষ বড়ই অকৃতজ্ঞ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் கடலில் உங்களை ஏதேனும் தங்கடம் துன்பம் தீண்டினால் அவனையன்றி நீங்கள் தெய்வங்கள் என எவற்றை அழைத்துக் கொண்டிருந்தீர்களோ அவையாவும் மறைந்து விடும்; எனினும் அல்லாஹ் உங்களை ஈடேற்றிக் கரையளவில் கொண்டு வந்து சேர்க்கும் பொழுது நீங்கள் அவனைப் புறக்கணித்து விடுகிறீர்கள் இன்னும் மனிதன் மகா நன்றி மறப்பவனாகவே இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเมื่อทุกขภัยประสบแก่พวกเจ้าในท้องทะเล ผู้ที่พวกเจ้าวิงวอนขอก็จะสูญหายไปเว้นแต่พระองค์เท่านั้น ต่อมาเมื่อพระองค์ทรงช่วยให้พวกเจ้ารอดพ้นขึ้นบก พวกเจ้าก็หันหลังออกไป และมนุษย์นั้นเป็นผู้เนรคุณเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қачон сизни денгизда фалокат тутса Ундан ўзга илтижо қиладиганларингиз ғойиб бўлур Қачонки сизга нажот бериб қуруқликка чиқарса юз ўгирасиз Инсон ўзи куфрони неъмат қилгувчидир
- 中国语文 - Ma Jian : 当你们在海上遭受灾害的时候,你们向来听祈祷的已回避你们了,而你们只有祈祷主了。当主使你们平安登陆的时候,你们背叛了主。人原是孤恩的。
- Melayu - Basmeih : Dan apabila kamu terkena bahaya di laut pada saat itu hilang lenyaplah dari ingatan kamu makhlukmakhluk yang kamu seru selain dari Allah; maka apabila Allah selamatkan kamu ke darat kamu berpaling tadah tidak mengingatiNya; dan memanglah manusia itu sentiasa kufur akan nikmatnikmat Allah
- Somali - Abduh : markuu idinku taabto badda dhibna wuu dhumaa waxaad baryeyseen Eebe mooyee markuu idiin soo koriyo Barrigana waad jeedsatan Dadkuna waa Gaalnimo badane
- Hausa - Gumi : Kuma idan cũta ta shãfe ku a cikin tẽku sai wanda kuke kira ya ɓace fãce Shi To a lõkacin da Ya tsira da ku zuwa ga tudu sai kuka bijire Kuma mutum ya kasance mai yawan butulci
- Swahili - Al-Barwani : Na inapo kufikieni taabu katika bahari hao mnao waomba wanapotea isipo kuwa Yeye tu Na anapo kuvueni mkafika nchi kavu mnageuka Ama mwanaadamu ni mwingi wa kukanusha
- Shqiptar - Efendi Nahi : E kur t’ju godasë juve fatkeqësia në det zhduken ata që ju i adhuronit përpos Tij E pasi t’ju shpëtojë e t’ju qesi në tokë ju ktheheni kah mohimi Njeriu është mohues i të mirave
- فارسى - آیتی : چون در دريا شما را گزند رسد، همه آنهايى كه مىپرستيد از نظرتان محو شوند، مگر او. و چون شما را به ساحل نجات برساند از او رويگردان شويد، زيرا آدمى ناسپاس است.
- tajeki - Оятӣ : Чун дар дарё шуморо озоре расад, ҳамаи онҳое, ки мепарастед, аз назаратон нест шаванд, ғайри Ӯ. Ва чун шуморо ба соҳили наҷот бирасонад, аз Ӯ рӯйгардон шавед, зеро одамӣ ношукр аст!
- Uyghur - محمد صالح : سىلەر دېڭىزدا بىرەر ئاپەتكە يولۇققان چېغىڭلاردا، ئېسىڭلارغا سىلەر چوقۇنۇۋاتقان مەبۇدلار كەلمەي، پەقەت اﷲ لا كېلىدۇ (يەنى ئىنسان مۇنداق چاغدا اﷲ تىن باشقىغا ئىلتىجا قىلمايدۇ)، اﷲ سىلەرنى (غەرق بولۇشتىن) قۇتقۇزۇپ، (ئامان - ئېسەن) قۇرۇقلۇققا چىقارغاندا يۈز ئۆرۈيسىلەر (يەنى ئىخلاسىڭلار تۈگەپ ئاۋۋالقى ھالىتىڭلارغا قايتىۋالىسىلەر). ئىنسان كۇفرىلىق قىلغۇچىدۇر (يەنى اﷲ نىڭ نېمەتلىرىنى ئىنكار قىلىش ئىنساننىڭ تەبىئىتىدۇر)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : കടലില് നിങ്ങളെ വല്ല വിപത്തും ബാധിച്ചാല് അല്ലാഹുവെക്കൂടാതെ നിങ്ങള് വിളിച്ചു പ്രാര്ഥിക്കുന്നവയെല്ലാം അപ്രത്യക്ഷമാകുന്നു. എന്നാല് അവന് നിങ്ങളെ കരയിലേക്ക് രക്ഷപ്പെടുത്തിയാല് നിങ്ങള് അവനില്നിന്ന് തിരിഞ്ഞുകളയുന്നു. മനുഷ്യന് ഏറെ നന്ദികെട്ടവന് തന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : واذا اصابتكم شده في البحر حتى اشرفتم على الغرق والهلاك غاب عن عقولكم الذين تعبدونهم من الالهه وتذكرتم الله القدير وحده ليغيثكم وينقذكم فاخلصتم له في طلب العون والاغاثه فاغاثكم ونجاكم فلما نجاكم الى البر اعرضتم عن الايمان والاخلاص والعمل الصالح وهذا من جهل الانسان وكفره وكان الانسان جحودا لنعم الله عز وجل
*84) That is, "This is a proof of the fact that your real nature knows no other Lord than Allah, and you feel in the depths of your hearts that He alone possesses the real power of every gain or loss. Had it not been so, man would never have invoked Allah at the time when he realized that no other helper could remove his misfortune."