- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ أَعْرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَـُٔوسًا
- عربى - نصوص الآيات : وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ۖ وإذا مسه الشر كان يئوسا
- عربى - التفسير الميسر : وإذا أنعمنا على الإنسان من حيث هو بمال وعافية ونحوهما، تولَّى وتباعد عن طاعة ربه، وإذا أصابته شدة مِن فقر أو مرض كان قنوطًا؛ لأنه لا يثق بفضل الله تعالى، إلا من عصم الله في حالتي سرَّائه وضرَّائه.
- السعدى : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
هذه طبيعة الإنسان من حيث هو، إلا من هداه الله، فإن الإنسان- عند إنعام الله عليه - يفرح بالنعم ويبطر بها، ويعرض وينأى بجانبه عن ربه، فلا يشكره ولا يذكره.
{ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ } كالمرض ونحوه { كَانَ يَئُوسًا } من الخير قد قطع ربه رجاءه، وظن أن ما هو فيه دائم أبدًا.
وأما من هداه الله فإنه- عند النعم -يخضع لربه، ويشكر نعمته، وعند الضراء يتضرع، ويرجو من الله عافيته، وإزالة ما يقع فيه، وبذلك يخف عليه البلاء.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
ثم صور - سبحانه - حال الإِنسان عند اليسر والعسر ، وعند الرخاء والشدة فقال - تعالى - : ( وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشر كَانَ يَئُوساً ) .
أى : ( وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان ) بنعمة الصحة والغنى وما يشبههما مما يسره ويبهجه ( أعرض ) عن طاعتنا وشكرنا ( ونأى بجانبه ) أى : وابتعد عنا ، وولانا ظهره والنأى : البعد ، يقال : مكان ناء ، أى بعيد ، ونأى فلان عن الشئ نأيا : إذا ابتعد عنه .
وقوله - تعالى - : ( نأى بجانبه ) تأكيد للإِعراض ، لأن الإِعراض عن الشئ أن يوليه عرض وجهه ، والنأى بالجانب : أن يلوى عنه عطفه ، ويوليه ظهره ، ويظهر الاستكبار والغرور . وقوله - تعالى - : ( وَإِذَا مَسَّهُ الشر كَانَ يَئُوساً ) أى : وإذا مس الشر هذا الإِنسان من فقر أو مرض ، كان يئوسا وقنوطًا من رحمه الله - تعالى - .
فهو فى حالة الصحة والغنى يبطر ويتكبر ويطغى . وفى حالة الفقر والمرض ييئس ويقنط ويستولى عليه الحزن والهم .
والمراد بالإِنسان هنا جنسه ، إذ ليس جميع الناس على هذه الحالة ، وإنما منهم المؤمنون الصادقون الذين يشكرون الله - تعالى - على نعمه ، ويذكرونه ويطيعونه فى السراء والضراء .
قال - تعالى - : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السيئات عني إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ إِلاَّ الذين صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات أولئك لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) فأنت ترى أن الله - تعالى - قد استثنى الذين صبروا وعملوا الصالحات ، من رذيلة الجحود عند اليسر ، واليأس عند العسر .
قال الآلوسى ما ملخصه : والمراد بالإِنسان فى قوله - تعالى - ( وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ . . . ) جنسه ، إذ يكفى فى صحة الحكم وجوده فى بعض الأفراد ، ولا يضر وجود نقيض فى البعض الآخر ، وقيل : المراد به الوليد بن المغيرة .
وفي إسناد المساس إلى الشر بعد إسناد الإنعام إلى ضميره- تعالى- إيذان بأن الخير مراد بالذات، والشر ليس كذلك لأن ذلك هو الذي يقتضيه الكرم المطلق، والرحمة الواسعة، وإلى ذلك الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إن الخير بيديك والشر ليس إليك» .
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ .
وقوله- سبحانه-: وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها، وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ .
- البغوى : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
قوله تعالى : ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ) عن ذكرنا ودعائنا ( ونأى بجانبه ) أي تباعد عنا بنفسه أي ترك التقرب إلى الله بالدعاء وقال عطاء : تعظم وتكبر . ويكسر النون والهمزة حمزة والكسائي ويفتح النون ويكسر الهمزة أبو بكر وقرأ ابن عامر وأبو جعفر " وناء " مثل جاء قيل : هو بمعنى نأى وقيل : ناء من النوء وهو النهوض والقيام .
( وإذا مسه الشر ) الشدة والضرر ( كان يئوسا ) أي آيسا قنوطا . وقيل : معناه أنه يتضرع ويدعو عند الضر والشدة فإذا تأخرت الإجابة يئس ولا ينبغي للمؤمن أن ييأس من الإجابة وإن تأخرت فيدع الدعاء .
- ابن كثير : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
يخبر تعالى عن نقص الإنسان من حيث هو ، إلا من عصم الله تعالى في حالتي سرائه وضرائه ، بأنه إذا أنعم الله عليه بمال وعافية ، وفتح ورزق ونصر ، ونال ما يريد ، أعرض عن طاعة الله وعبادته ونأى بجانبه .
قال مجاهد : بعد عنا .
قلت : وهذا كقوله تعالى : ( فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ) [ يونس : 12 ] ، وقوله ) فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ) [ الإسراء : 67 ] .
وبأنه إذا مسه الشر - وهو المصائب والحوادث والنوائب - ( كان يئوسا ) أي : قنط أن يعود يحصل له بعد ذلك خير ، كما قال تعالى : ( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) [ هود : 10 ، 11 ] .
- القرطبى : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
قوله تعالى : وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا قوله تعالى : وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه أي هؤلاء الذين يزيدهم القرآن خسارا صفتهم الإعراض عن تدبر آيات الله والكفران لنعمه . وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة . ومعنى نأى بجانبه أي تكبر وتباعد . وناء مقلوب منه ; والمعنى : بعد عن القيام بحقوق الله - عز وجل - ; يقال : نأى الشيء أي بعد . ونأيته ونأيت عنه بمعنى ، أي بعدت . وأنأيته فانتأى ; أي أبعدته فبعد . وتناءوا تباعدوا . والمنتأى : الموضع البعيد . قال النابغة :
فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان ناء مثل باع ، الهمزة مؤخرة ، وهو على طريقة القلب من نأى ; كما يقال : راء ورأى . وقيل : هو من النوء وهو النهوض والقيام . وقد يقال أيضا للوقوع والجلوس نوء ; وهو من الأضداد . وقرئ " ونئي " بفتح النون وكسر الهمزة . والعامة نأى في وزن رأى .
وإذا مسه الشر كان يئوسا أي إذا ناله شدة من فقر أو سقم أو بؤس يئس وقنط ; لأنه لا يثق بفضل الله - تعالى - .
- الطبرى : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
يقول تبارك وتعالى: وإذا أنعمنا على الإنسان، فنجَّيناه من كرب ما هو فيه في البحر، وهو ما قد أشرف فيه عليه من الهلاك بعصوف الريح عليه إلى البرّ، وغير ذلك من نعمنا، أعرض عن ذكرنا، وقد كان بنا مستغيثا دون كلّ أحد سوانا في حال الشدّة التي كان فيها( وَنَأَى بِجَانِبِهِ ) يقول: وبعد منا بجانبه، يعني بنفسه، كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ قبل ذلك.
كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعا عن مجاهد ، في قوله ( وَنَأَى بِجَانِبِهِ ) قال: تباعد منا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
والقراءة على تصيير الهمزة في نَأَى قبل الألف، وهي اللغة الفصيحة، وبها نقرأ. وكان بعض أهل المدينة يقرأ ذلك " ونَاء " فيصير الهمزة بعد الألف، وذلك وإن كان لغة جائزة قد جاءت عن العرب بتقديمهم في نظائر ذلك الهمز في موضع هو فيه مؤخرّ، وتأخيرهموه في موضع، هو مقدّم، كما قال الشاعر:
أعـــلامٌ يُقَلِّـــلُ رَاءَ رُؤْيـــا
فَهْـوَ يَهْـذِي بِمـا رأى فِـي المَنـامِ (9)
وكما قال آبار وهي أبآر، فقدموا الهمزة، فليس ذلك هو اللغة الجُودَى، بل الأخرى هي الفصيحة.
وقوله عزّ وجلّ( وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ) يقول: وإذا مسه الشرّ والشدّة كان قنوطا من الفرج والروْح.
وبنحو الذي قلنا في اليئوس، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا عليّ بن داود، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ) يقول: قَنُوطا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ) يقول: إذا مسه الشرّ أَيِس وقَنِط.
---------------------
الهوامش :
(9) هكذا جاء هذا البيت في الأصول، ولم نهتد إلى قائله بعد بحث، وهو من بحر الخفيف، وفيه تحريف في شطره الأول. ولعل الصواب في روايته هكذا:
أم غـــلامٌ مُضلــل راء رُؤْيــا
فَهْـوَ يَهْـذِي بِمـا رأى فِـي المنَـامِ
أما محل الشاهد في البيت فسليم، في قوله "راء" فإنه مقلوب رأى، قدمت اللام على العين، وهو في تقدير "فلع" والدليل على ذلك أن مصدر الفعلين واحد هو الرؤيا، ومثله في القلب: "ناء" ومصدرهما النأي.
- ابن عاشور : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
لما كان القرآن نعمة عظيمة للناس ، وكان إعراض المشركين عنه حرماناً عظيماً لهم من خيرات كثيرة ، ولم يكن من شأن أهل العقول السليمة أن يرضوا بالحرمان من الخير ، كان الإخبار عن زيادته الظالمين خساراً مستغرباً من شأنه أن يثير في نفوس السامعين التساؤل عن سبب ذلك ، أعقب ذلك ببيان السبب النفساني الذي يوقع العقلاء في مهواة هذا الحرمان ، وذلك بعد الاشتغال بما هو فيه من نعمة هَويها وأولع بها ، وهي نعمة تتقاصر عن أوج تلك النعم التي حرم منها لولا الهوى الذي علق بها والغرور الذي أراه إياها قصَارى المطلوب ، وما هي إلا إلى زوال قريب ، كما أشار إليه قوله تعالى : { وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا } [ المزمّل : 11 ] وقوله : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل } [ آل عمران : 196 - 197 ].
فهذه الجملة مضمونها مقصود بذاته استفيد بيانها بوقوعها عقب التي قبلها .
والتعريف في { الإنسان } تعريف الجنس ، وهو يفيد الاستغراق وهو استغراق عرفي ، أي أكثر أفراد الإنسان لأن أكثر الناس يومئذٍ كفار وأكثر العرب مشركون . فالمعنى : إذا أنعمنا على المشركين أعرضوا وإذا مسهم الشر يئسوا . وهذا مقابل حال أهل الإيمان الذين كان القرآن شفاءً لأنفسهم وشكر النعمة من شِيمهم والصبر على الضر من خلقهم .
والمراد بالإنعام : إعطاء النعمة . وليس المراد النعم الكاملة من الإيمان والتوفيق ، كما في قوله : { صراط الذين أنعمت عليهم } [ الفاتحة : 7 ]. وقوله : { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصدّيقين } [ النساء : 69 ].
والإعراض : الصد ، وضد الإقبال . وتقدم عند قوله تعالى : { فأعرض عنهم وعِظهم } في سورة [ النساء : 63 ] ، وقوله : { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم } في سورة [ الأنعام : 68 ].
والنأي : البعد ، وتقدم في قوله تعالى : { وينأون عنه } في سورة [ الأنعام : 26 ].
والجانب : الجنب . وهو الجهة من الجسد التي فيها اليد ، وهما جانبان : يمين ويسار .
والباء في قوله : { بجانبه } للمصاحبة ، أي بَعِدَ مصاحباً لجانبه ، أي مبعداً جانبه . والبُعد بالجانب تمثيل الإجفال من الشيء ، قال عنترة :
وكأنما ينأى بجانب دَفّها الْ ... وَحْشِيّ من هزج العشي مؤوم
فالمفاد من قوله : { وناء بجانبه } صد عن العبادة والشكر . وهذا غير المفاد من معنى { أعرض } فليس تأكيداً له ، فالمعنى : أعرض وتباعد .
وحذف متعلق { أعرض ونأى } لدلالة المقام عليه من قوله : { أنعمنا على الإنسان } ، أي أعرض عنا وأجفل منا ، أي من عبادتنا وأمرنا ونهينا .
وقرأ الجمهور { وناء } بهمزة بعد النون وألف بعد الهمزة .
وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وأبو جعفر { وناء } بألف بعد النون ثم همزة . وهذا من القلب المكاني لأن العرب قد يتطلبون تخفيف الهمزة إذا وقعت بعد حرف صحيح وبعدها مدة فيقلبون المدة قبل الهمزة لأن وقوعها بعد المد أخف .
من ذلك قولهم : راء في رأى ، وقولهم : آرام في أرْام ، جمع رئم ، وقيل : ناء في هذه القراءة بمعنى ثقل ، أي عن الشكر ، أي في معنى قوله تعالى : { ولكنه أخلد إلى الأرض } [ الأعراف : 176 ].
وجملة { وإذا مسه الشر كان يؤساً } احتراس من أن يتَوهم السامع من التقييد بقوله : { وإذا أنعمنا أنه إذا زالت عنه النعمة صلح حاله فبين أن حاله ملازم لنكران الجميل في السراء والضراء ، فإذا زالت النعمة عنه لم يقلع عن الشرك والكفر ويتب إلى الله ولكنه ييَأس من الخير ويبقى حنقاً ضيق الصدر لا يعرف كيف يتدارك أمره .
ولا تعارض بين هذه الآية وبين قوله في سورة [ فصلت : 51 ] { وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض } كما سيأتي هنالك .
ودل قوله : { كان يؤساً } على قوة يأسه إذ صيغ له مثال المبالغة . وأقحم معه فعل ( كان ) الدال على رسوخ الفعل ، تعجيباً من حاله في وقت مس الضر إياه لأن حالة الضر أدعى إلى الفكرة في وسائل دفعه ، بخلاف حالة الإعراض في وقت النعمة فإنها حالة لا يستغرب فيها الازدهاء لما هو فيه من النعمة .
- إعراب القرآن : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
«وَإِذا» الواو استئنافية وإذا ظرف يتضمن معنى الشرط «أَنْعَمْنا» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه «عَلَى الْإِنْسانِ» متعلقان بأنعمنا «أَعْرَضَ» ماض فاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «وَنَأى » معطوف على أعرض «بِجانِبِهِ» متعلقان بنأى «وَإِذا» الواو عاطفة وإذا ظرف يتضمن معنى الشرط «مَسَّهُ» ماض ومفعوله «الشَّرُّ» فاعل والجملة مضاف إليه «كانَ يَؤُساً» كان وخبرها واسمها محذوف والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم
- English - Sahih International : And when We bestow favor upon the disbeliever he turns away and distances himself; and when evil touches him he is ever despairing
- English - Tafheem -Maududi : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا(17:83) Man is a (strange) creature: when We bestow favour on him, he behaves arrogantly and turns his back, but when misfortune befalls him, he begins to despair.
- Français - Hamidullah : Et quand Nous comblons l'homme de bienfaits il se détourne et se replie sur lui-même; et quand un mal le touche le voilà profondément désespéré
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wenn Wir dem Menschen Gunst erweisen wendet er sich ab und entfernt sich zur Seite Wenn ihm aber Schlechtes widerfährt ist er sehr verzweifelt
- Spanish - Cortes : Cuando agraciamos al hombre éste se desvía y se aleja Pero si sufre un mal se desespera
- Português - El Hayek : Mas quando agraciamos o homem ele Nos desdenha e se envaidece; em troca quando o mal o açoita eilodesesperado
- Россию - Кулиев : Когда Мы даруем милость человеку он отворачивается и удаляется в гордыне Если же его касается беда то он приходит в отчаяние
- Кулиев -ас-Саади : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
Когда Мы даруем милость человеку, он отворачивается и удаляется в гордыне. Если же его касается беда, то он приходит в отчаяние.Такова естественная природа человека. Эти качества присущи всем людям, кроме тех, кого Аллах наставил на прямой путь. Если Аллах одаряет человека мирскими благами, то это заставляет его ликовать и радоваться. Он отворачивается от своего Господа и начинает удаляться от Него. Он отказывается благодарить Аллаха и не желает даже поминать Его. Но стоит ему заболеть или оказаться в трудной ситуации, как он отчаивается в добром исходе. Он теряет надежду на поддержку своего Господа и полагает, что его несчастья будут продолжаться вечно. Но если Аллах наставляет своего раба на прямой путь, то такой человек в радости покоряется Господу и благодарит Его за ниспосланные блага, а в беде - смиряется перед Ним и надеется на то, что очень скоро Аллах одарит его благополучием и избавит его от несчастий, которые выпали на его долю. И такое поведение помогает правоверному легче переносить любые тяготы.
- Turkish - Diyanet Isleri : İnsana nimet verdiğimiz zaman yüz çevirerek yan çizer; başına bir kötülük gelince de yese düşer
- Italiano - Piccardo : Quando colmiamo l'uomo di favori si sottrae e si allontana; quando invece lo coglie sventura si dispera
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێکیش نازو نیعمهت ببهخشین به ئینسانی خوانهناس ڕوو وهردهگێڕێت و فیز دهکات و ههر خهمخۆری خۆیهتی کاتێکیش ناخۆشی و تهنگانهی تووش دێت ئهوه نائومێدو پهست و غهمگین دهبێت
- اردو - جالندربرى : اور جب ہم انسان کو نعمت بخشتے ہیں تو ردگرداں ہوجاتا اور پہلو پھیر لیتا ہے۔ اور جب اسے سختی پہنچتی ہے تو ناامید ہوجاتا ہے
- Bosanski - Korkut : Kad čovjeku kakvu blagodat darujemo on se okreće i oholo udaljava a kad ga zadesi zlo onda očajava
- Swedish - Bernström : Visar Vi människan välvilja vänder hon Oss ryggen och drar sig stolt undan och drabbas hon av ett ont blir hon ett rov för förtvivlan
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apabila Kami berikan kesenangan kepada manusia niscaya berpalinglah dia; dan membelakang dengan sikap yang sombong; dan apabila dia ditimpa kesusahan niscaya dia berputus asa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
(Dan apabila Kami berikan kesenangan kepada manusia) yang kafir (niscaya berpalinglah dia) daripada bersyukur (dan membelakangkan badannya) yakni membelakangkan tubuhnya dengan sikap yang sombong (dan apabila dia ditimpa kesusahan) kemiskinan dan kesengsaraan (niscaya dia berputus asa) dari rahmat Allah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি মানুষকে নেয়ামত দান করলে সে মুখ ফিরিয়ে নেয় এবং অহংকারে দুরে সরে যায়; যখন তাকে কোন অনিষ্ট স্পর্শ করে তখন সে একেবারে হতাশ হয়ে পড়ে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நாம் மனிதனுக்கு அருட்கொடைகளை வழங்கினால் அவன் நன்றி செலுத்தாமல் புறக்கணித்துத் தோளை உயர்த்திப் பெருமை கொள்கிறான்; அவனை ஏதேனுமொரு தீங்கு தொடுமானால் அவன் நிராசை கொண்டவனாகி விடுகிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเมื่อเราให้ความโปรดปรานแก่มนุษย์เขาเหินห่างและปลีกตัวออกไปข้าง ๆ และเมื่อความชั่วประสบแก่เขาเขาก็เบื่อหน่ายหมดอาลัย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қачон Биз инсонга неъмат ато этсак юз ўгирур ва четга бурилиб узоқлашур Қачон уни ёмонлик тутса ноумид бўлур
- 中国语文 - Ma Jian : 当我施恩于人的时候,他掉头不顾;当他遭遇祸患的时候,他变成绝望的。
- Melayu - Basmeih : Dan apabila Kami kurniakan nikmat kepada manusia berpalinglah ia serta menjauhkan diri dari bersyukur; dan apabila ia merasai kesusahan jadilah ia berputus asa
- Somali - Abduh : Markaan u nicmaynno dadka wuu Jeedsadaa xaqa ka fogaadaa Haduu taabto dhibna wuu quustaa
- Hausa - Gumi : Kuma idan Muka yi ni'ima a kan mutum sai ya hinjire kuma ya nĩsanta da gefensa kuma idan sharri ya shãfe shi sai ya kasance mai yanke ƙauna
- Swahili - Al-Barwani : Na mwanaadamu tunapo mneemesha hugeuka na kujitenga kando Na inapo mgusa shari hukata tamaa
- Shqiptar - Efendi Nahi : E kur Na i japim dhunti njeriut ai shmanget dhe largohet anash e kur e godet e keqja është i dëshpëruar
- فارسى - آیتی : چون به انسان نعمت داديم اعراض كرد و خويشتن به يك سو كشيد، و چون گزندى به او رسيد نوميد گرديد.
- tajeki - Оятӣ : Чун ба инсон неъмат додем, рӯй гардонд ва худро ба як сӯ кашид ва чун зараре ба ӯ расид, ноумед гардид.
- Uyghur - محمد صالح : ئىنسانغا (تۈرلۈك نېمەتلەرنى) بەرسەك (پەرۋەردىگارىنىڭ ئىبادىتىدىن) يۈز ئۆرۈيدۇ، (چوڭچىلىق قىلىپ) پەرۋەردىگارىدىن يىراقلىشىدۇ، ئۇنىڭغا بىرەر كۆڭۈلسىزلىك يەتسە، (اﷲ نىڭ رەھمىتىدىن) مەيۈسلىنىپ كېتىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മനുഷ്യന് നാം അനുഗ്രഹമേകിയാല് അവന് തിരിഞ്ഞുകളയുന്നു. തനിക്കു തോന്നിയപോലെ തെന്നിമാറിപ്പോകുന്നു. അവന് വല്ല വിപത്തും വന്നാലോ നിരാശനാവുകയും ചെയ്യുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : واذا انعمنا على الانسان من حيث هو بمال وعافيه ونحوهما تولى وتباعد عن طاعه ربه واذا اصابته شده من فقر او مرض كان قنوطا لانه لا يثق بفضل الله تعالى الا من عصم الله في حالتي سرائه وضرائه