- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
- عربى - نصوص الآيات : ۞ أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا
- عربى - التفسير الميسر : أَغَفَل هؤلاء المشركون، فلم يتبصروا ويعلموا أن الله الذي خلق السموات والأرض وما فيهن من المخلوقات على غير مثال سابق، قادر على أن يخلق أمثالهم بعد فنائهم؟ وقد جعل الله لهؤلاء المشركين وقتًا محددًا لموتهم وعذابهم، لا شك أنه آتيهم، ومع وضوح الحق ودلائله أبى الكافرون إلا جحودًا لدين الله عزَّ وجلَّ.
- السعدى : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } وهي أكبر من خلق الناس. { قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } بلى، إنه على ذلك قدير.
{ و } لكنه قد { وَجَعَل } َ لذلك { أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ } ولا شك، وإلا فلو شاء لجاءهم به بغتة، ومع إقامته الحجج والأدلة على البعث.
{ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا } ظلمًا منهم وافتراء.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
ثم رد - سبحانه - على ما استنكروه من شأن البعث ردًا يقنع كل ذى عقل سليم ، فقال - تعالى - ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَ السماوات والأرض قَادِرٌ على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ . . . ) .
والهمزة للاستفهام التوبيخى ، وهى داخلة على محذوف ، والمراد بمثلهم إياهم ، فيكون المعنى : أعموا عن الحق ، ولم يعلموا كما يعلم العقلاء ، أن الله - تعالى - الذى خلق السموات والأرض بقدرته ، وهما أعظم من خلق الناس ، قادر على إعادتهم إلى الحياة مرة أخرى بعد موتهم ، لكى يحاسبهم على أعمالهم فى الدنيا .
إن عدم علمهم بذلك ، وإنكارهم له ، لمن أكبر الأدلة على جهلهم وانطماس بصيرتهم ، لأن من قدر على خلق ما هو أعظم وأكبر - وهو السموات والأرض فهو على إعادة ما هو دونه - وهو الناس - أقدر .
قال الشيخ الجمل ما ملخصه : قوله : ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ . . ) هذا رد لإِنكارهم البعث ، ولما استبعدوه من شأنه ، يعنى أن من خلق السموات والأرض ، كيف يستبعد منه أن يقدر على إعادتهم بأعيانهم . . وأراد - سبحانه - . . بمثلهم : إياهم ، فعبر عن خلقهم بلفظ المثل كقول المتكلمين : إن الإِعادة مثل الابتداء ، وذلك أن مثل الشئ مساو له فى حاله ، فجاز أن يعبر به عن الشئ نفسه يقال : مثلك لا يفعل كذا ، أى : أنت لا تفعله .
ويجوز أن يكون المعنى أنه - سبحانه - قادر على أن يخلق عبيدًا غيرهم يوحدونه ويقرون بكمال حكمته ، ويتركون هذه الشبهات الفاسدة ، كما فى قوله - تعالى - ( وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يكونوا أَمْثَالَكُم ) والأول أشبه بما قبله .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَ السماوات والأرض وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى بلى إِنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وقوله - سبحانه - : ( أَوَلَيْسَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض بِقَادِرٍ على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بلى وَهُوَ الخلاق العليم . . . ) وبعد أن أقام - سبحانه - الدليل الواضح على أن البعث حق ، وعلى أن إعادة الناس إلى الحياة بعد موتهم أمر ممكن ، أتبع ذلك ببيان أن لهذه الإِعادة وقتًا معلومًا يجريه حسب حكمته - تعالى - فقال : ( وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ ) .
أى : وجعل لهم ميقاتًا محددا لا شك فى حصوله ، وعند حلول هذا الميقات يخرجون من قبورهم للحساب والجزاء ، كما قال - تعالى - : ( وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ) والجملة الكريمة وهى قوله : ( وجعل لهم . . . ) معطوفة على قوله ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ . . ) لأنه فى قوة قولك قد رأوا وعلموا .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت؛ علام عطف قوله : ( وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً ) ؟
قلت : على قوله : ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ ) لأن المعنى : قد علموا بدليل العقل ، أن من قدر على خلق السموات والأرض ، فهو قادر على خلق أمثالهم من الإِنس لأنهم ليسوا بأشد خلقًا منهن ، كما قال : ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السمآء ) وقوله - سبحانه - : ( فأبى الظالمون إِلاَّ كُفُوراً ) بيان لإِصرارهم على جحود الحق مع علمهم بأنه حق .
أى : فأبى هؤلاء الظالمون المنكرون للبعث ، إلا جحودًا له وعنادًا لمن دعاهم إلى الإِيمان به ، شأن الجاهلين المغرورين الذين استحبوا العمى على الهدى .
- البغوى : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
( أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ) في عظمتها وشدتها ( قادر على أن يخلق مثلهم ) في صغرهم وضعفهم نظيره قوله تعالى : " لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس " ( غافر - 57 ) .
( وجعل لهم أجلا ) أي : وقتا لعذابهم ( لا ريب فيه ) أنه يأتيهم قيل : هو الموت وقيل : هو يوم القيامة ( فأبى الظالمون إلا كفورا ) أي : جحودا وعنادا .
- ابن كثير : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
وقال هاهنا : ( أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم ) أي يوم القيامة يعيد أبدانهم وينشئهم نشأة أخرى ، ويعيدهم كما بدأهم .
وقوله : ( وجعل لهم أجلا لا ريب فيه ) أي : جعل لإعادتهم وإقامتهم من قبورهم أجلا مضروبا ومدة مقدرة لا بد من انقضائها ، كما قال تعالى : ( وما نؤخره إلا لأجل معدود ) [ هود : 104 ] .
وقوله : ( فأبى الظالمون ) أي : بعد قيام الحجة عليهم ) إلا كفورا ) إلا تماديا في باطلهم وضلالهم .
- القرطبى : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
فأجابهم الله - تعالى - فقال : أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه
قيل : في الكلام تقديم وتأخير ، أي أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ، وجعل لهم أجلا لا ريب فيه قادر على أن يخلق مثلهم . والأجل : مدة قيامهم في الدنيا ثم موتهم ، وذلك ما لا شك فيه إذ هو مشاهد . وقيل : هو جواب قولهم : أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا . وقيل : وهو يوم القيامة .
فأبى الظالمون إلا كفورا أي المشركون إلا جحودا بذلك الأجل وبآيات الله . وقيل : ذلك الأجل هو وقت البعث ، ولا ينبغي أن يشك فيه .
- الطبرى : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: أولم ينظر هؤلاء القائلون من المشركين أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا بعيون قلوبهم، فيعلمون أن الله الذي خلق السماوات والأرض، فابتدعها من غير شيء، وأقامها بقُدرته، قادر بتلك القُدرة على أن يخلق مثلهم أشكالهم، وأمثالهم من الخلق بعد فنائهم، وقبل ذلك، وأن من قدر على ذلك فلا يمتنع عليه إعادتهم خلقا جديدا، بعد أن يصيروا عظاما ورُفاتا، وقوله ( وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلا لا رَيْبَ فِيهِ ) يقول تعالى ذكره: وجعل الله لهؤلاء المشركين أجلا لهلاكهم، ووقتا لعذابهم لا ريب فيه. يقول: لا شكّ فيه أنه آتيهم ذلك الأجل ( فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا ) يقول: فأبى الكافرون إلا جحودا بحقيقة وعيده الذي أوعدهم وتكذيبا به.
- ابن عاشور : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
جملة { أو لم يروا } عطف على جملة { ذلك جزاؤهم } [ الإسراء : 98 ] باعتبار ما تضمنته الجملة المعطوفُ عليها من الردع عن قولهم : { أإذا كنا عظاما ورفاتاً } [ الإسراء : 98 ]. فبعدَ زجرهم عن إنكارهم البعث بأسلوب التهديد عطف عليه إبطال اعتقادهم بطريق الاستدلال بقياس التمثيل في الإمكان ، وهو كاف في إقناعهم هنا لأنهم إنما أنكروا البعث باعتقاد استحالته كما أفصح عنه حكاية كلامهم بالاستفهام الإنكاري . وإحالتهم ذلك مستندة إلى أنهم صاروا عظاماً ورفاتاً ، أي بتعذر إعادة خلق أمثال تلك الأجزاء ، ولم يستدلوا بدليل آخر ، فكان تمثيل خلق أجسام من أجزاء بالية بخلق أشياء أعظم منها من عدم أوْغَل في الفناء دليلاً يقطع دعواهم .
والاستفهام في { أولم يروا } إنكاري مشوب بتعجيب من انتفاء علمهم ، لأنهم لما جرت عقائدهم على استبعاد البعث كانوا بحال من لم تظهر له دلائل قدرة الله تعالى ، فيؤول الكلام إلى إثبات أنهم علموا ذلك في نفس الأمر .
والرؤية مستعملة في الاعتقاد لأنها عديت إلى كون الله قادراً ، وذلك ليس من المبصرات . والمعنى : أو لم يعلموا أن الله قادر على أن يخلق مثلهم .
وضمير { مثلهم } عائد إلى ما عاد إليه ضمير { يروا } وهو { الناس } في قوله : { وما منع الناس } [ الإسراء : 94 ] أي المشركين .
والمِثْل : المماثل ، أي قادر على أن يخلق ناساً أمثالهم ، لأن الكلام في إثبات إعادة أجسام المردود عليهم لا في أن الله قادر على أن يخلق خلقاً آخر ، ويكون في الآية إيماء إلى أن البعث إعادة أجسام أخرى عن عدم ، فيخلق لكل ميت جسد جديد على مِثال جسده الذي كان في الدنيا وتوضع فيه الروح التي كانت له .
ويجوز أن يكون لفظ مِثل هنا كناية عن نفس ما أضيف إليه ، كقول العرب : مثلك لا يبْخل ، وقوله تعالى : { ليس كمثله شيء } [ الشورى : 11 ] على أحد تأويلين فيه ، أي على جعل الكاف الداخلة على لفظ مثله غيرَ زائدة . والمعنى : قادر على أن يخلقهم ، أي أن يعيد خلقهم ، فإن ذلك ليس بأعجب من خلق السماوات والأرض .
ولعلمائنا طرق في إعادة الأجسام عند البعث فقيل : تكون الإعادة عن عدم ، وقيل تكون عن جمع ما تَفرق من الأجسام . وقيل : يَنبت من عَجْب ذنب كل شخص جسد جديد مماثل لجسده كما تنبت من النواة شجرة مماثلة للشجرة التي أثمرت ثمرةَ تلك النواة .
ووصف اسم الجلالة بالموصول للإيماء إلى وجه بناء الخبر ، وهو الإنكار عليهم ، لأن خلق السماوات والأرض أمر مشاهد معلوم ، وكونه من فعل الله لا ينازعون فيه .
وجملة { وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه } معطوفة على جملة { أو لم يروا } لتأويلها بمعنى قد رأوا ذلك لو كان لهم عقول ، أي تحققوا أن الله قادر على إعادة الخلق وقد جعل لهم أجلاً لا ريب فيه .
والأجل : الزمان المجعول غاية يُبلغ إليها في حال من الأحوال . وشاع إطلاقه على امتداد الحياة ، وهو المدة المقدرة لكل حي بحسب ما أودع الله فيه من سلامة آلات الجسم ، وما علمه الله من العوارض التي تعرض له فتخرم بعض تلك السلامة أو تقويها .
والأجل هنا محتمل لإرادة الوقت الذي جعل لوقوع البعث في علم الله تعالى .
ووجه كون هذا الجعل لهم أنهم داخلون في ذلك الأجل لأنهم من جملة من يُبعث حينئذٍ ، فتخصيصهم بالذكر لأنهم الذين أنكروا البعث ، والمعنى : وجعل لهم ولغيرهم أجلاً .
ومعنى كون الأجل لا ريب فيه : أنه لا ينبغي فيه : ريب ، وأن ريب المرتابين فيه مكابرة أو إعراض عن النظر ، فهو من باب قوله : { ذلك الكتاب لا ريب فيه } [ البقرة : 2 ].
ويجوز أن يكون الأجل أجل الحياة ، أي وجَعل لحياتهم أجلاً ، فيكون استدلالاً ثانياً على البعث ، أي ألم يروا أنه جعل لهم أجلاً لحياتهم ، فما أوجدهم وأحياهم وجعل لحياتهم أجلاً إلا لأنه سيعيدهم إلى حياة أخرى ، وإلا لمَا أفناهم بعد أن أحياهم ، لأن الحكمة تقتضي أن ما يوجده الحكيم يحرص على بقائه وعدم فنائه ، فما كان هذا الفناء الذي لا ريب فيه إلا فناءً عارضاً لاستقبال وجود أعظم من هذا الوجود وأبقى .
وعلى هذا الوجه فوجه كون هذا الجعل لهم ظاهر لأن الآجال آجالهم . وكونه لا ريب فيه أيضاً ظاهر لأنهم لا يرتابون في أن لحياتهم آجالاً . وقد تضمن قوله : { لهم أجلا } تعريضاً بالمنة بنعمة الإمهال على كلا المعنيين وتعريضاً بالتذكير بإفاضة الأرزاق عليهم في مدة الأجل لأن في ذكر خلق السماء والأرض تذكيراً بما تحتويه السماوات والأرض من الأرزاق وأسبابها .
وجملة { فأبى الظالمون إلا كفوراً } تفريع على الجملتين باعتبار ما تضمنتاه من الإنكار والتعجيب ، أي علموا أن الذي خلق السماوات والأرض قادر على إعادة الأجسام ومع علمهم أبوا إلا كفوراً . فالتفريع من تمام الإنكار عليهم والتعجيب من حالهم .
واستثناء الكفور من الإباية تأكيد للشيء بما يشبه ضده .
والكفور : جحود النعمة ، وتقدم آنفاً . واختير «الكفور» هنا تنبيهاً على أنهم كفروا بما يجب اعتقاده ، وكفروا نعمة المنعم عليهم فعبدوا غير المنعم .
- إعراب القرآن : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
«أَوَلَمْ» الهمزة للاستفهام والواو استئنافية ولم حرف نفي وجزم وقلب «يَرَوْا» مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة مستأنفة «أَنَّ اللَّهَ الَّذِي» أن ولفظ الجلالة اسمها واسم الموصول صفة وأن وما بعدها سد مسد مفعولي يروا «خَلَقَ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة الموصول «السَّماواتِ» مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم «وَالْأَرْضَ» معطوف على السموات «قادِرٌ» خبر أن «عَلى أَنْ يَخْلُقَ» أن ناصبة ومضارع منصوب وفاعله مستتر وأن وما بعدها في محل جر ومتعلقان بقادر «مِثْلَهُمْ» مفعول به والهاء مضاف إليه «وَجَعَلَ» الواو عاطفة وماض فاعله مستتر «لَهُمْ» متعلقان بجعل «أَجَلًا» مفعول به والجملة معطوفة «لا رَيْبَ» لا نافية للجنس ريب اسمها «فِيهِ» متعلقان بالخبر والجملة صفة لأجلا «فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً» الفاء استئنافية وأبى ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والظالمون فاعل وإلا أداة حصر وكفورا مفعول به والجملة مستأنفة
- English - Sahih International : Do they not see that Allah who created the heavens and earth is [the one] Able to create the likes of them And He has appointed for them a term about which there is no doubt But the wrongdoers refuse [anything] except disbelief
- English - Tafheem -Maududi : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا(17:99) Could they not perceive that the same Allah, Who created the Earth and the Heavens, has the power to create the like of them? He has ordained a time for resurrecting them which shall inevitably come, but these workers of iniquity persist in their disbelief.
- Français - Hamidullah : N'ont-ils pas vu qu'Allah qui a créé les cieux et la terre est capable de créer leurs pareils Il leur a fixé un terme sur lequel il n'y a aucun doute mais les injustes s'obstinent dans leur mécréance
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sehen sie denn nicht daß Allah Der die Himmel und die Erde erschaffen hat auch die Macht hat ihresgleichen zu erschaffen Und Er hat ihnen eine Frist gesetzt an der es keinen Zweifel gibt doch die Ungerechten weigern sich und wollen nichts außer dem Unglauben
- Spanish - Cortes : ¿Es que no ven que Alá Que ha creado los cielos y la tierra es capaz de crear semejantes a ellos Les ha señalado un plazo indubitable pero los impíos no quieren sino ser infieles
- Português - El Hayek : Não reparam em que Deus Que criou os céus e a terra é capaz de criar outros seres semelhantes a eles e fixarlhes umdestino indubitável Porém os iníquos negam tudo
- Россию - Кулиев : Неужели они не видят что Аллах сотворивший небеса и землю способен создать подобных им Он установил для них срок в котором нет сомнения но беззаконники отвергают все кроме неверия
- Кулиев -ас-Саади : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
Неужели они не видят, что Аллах, сотворивший небеса и землю, может создать подобных им? Он установил для них срок, в котором нет сомнения, но беззаконники отвергают все, кроме неверия.Сотворение небес и земли является гораздо более весомым деянием, нежели сотворение человека. Разве Аллах, Который сотворил небеса и землю, не способен сотворить нечто, подобное людям? Воистину, Он способен на это. Он установил для людей срок, в котором нет сомнения. И если бы не это установление, то Он подверг бы грешников наказанию сразу после того, как им приведут неопровержимые доказательства о правдивости воскрешения. И, несмотря на эти доказательства, грешники продолжают творить беззаконие и измышлять ложь.
- Turkish - Diyanet Isleri : Gökleri ve yeri yaratan Allah'ın onların benzerlerini de tekrar yaratmaya Kadir olduğunu görmezler mi Onlar için şüphe götürmeyen bir süre tayin etmiştir Öyleyken zalimler inkarcılıkta hala direnirler
- Italiano - Piccardo : Ma non vedono dunque che Allah Che ha creato i cieli e la terra è capace di creare il loro eguale e ha fissato loro un termine sul quale non c'è dubbio alcuno Gli ingiusti non ammettono altro che la miscredenza
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا ئهوانه نهیانبینیووه بهڕاستی ئهو خوایهی که ئاسمانهکان و زهوی دروست کردووه بهتوانایه که وهك ئهوان دروست بکات و وهك خۆیان بهدیان بهێنێتهوه دیاره که ڕۆژو کاتێکی تایبهتی دیاری کردووه بۆ مراندنیان و زیندوو کردنهوهیان که هیچ گومانی تێدا نیه لهگهڵ ئهو بهڵگه بههێزانهدا کهچی ستهمکاران ههر بڕیاری یاخی بوون و سهرکهشی و کوفریانداوهو هیچی تر
- اردو - جالندربرى : کیا انہوں نے نہیں دیکھا کہ خدا جس نے اسمانوں اور زمین کو پیدا کیا ہے اس بات پر قادر ہے کہ ان جیسے لوگ پیدا کردے۔ اور اس نے ان کے لئے ایک وقت مقرر کر دیا ہے جس میں کچھ بھی شک نہیں۔ تو ظالموں نے انکار کرنے کے سوا اسے قبول نہ کیا
- Bosanski - Korkut : Zar oni ne znaju da je Allah Stvoritelj nebesa i Zemlje kadar stvoriti slične njima i da im je već odredio čas oživljenja u koji nema sumnje A nevjernici samo poriču
- Swedish - Bernström : Inser inte [dessa människor] att Gud som har skapat himlarna och jorden har makt att skapa dem på nytt sådana de var Och Han har utsatt en frist för [vad som skall ske med] dem; detta är ställt utom allt tvivel Men de orättfärdiga vägrar envist att upphöra att förneka sanningen
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apakah mereka tidak memperhatikan bahwasanya Allah yang menciptakan langit dan bumi adalah kuasa pula menciptakan yang serupa dengan mereka dan telah menetapkan waktu yang tertentu bagi mereka yang tidak ada keraguan padanya Maka orangorang zalim itu tidak menghendaki kecuali kekafiran
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
(Dan apakah mereka tidak memperhatikan) apakah mereka tidak mengetahui (bahwasanya Allah yang menciptakan langit dan bumi) padahal keduanya sangat besar sekali (adalah kuasa pula menciptakan yang serupa dengan mereka) serupa dengan manusia dalam hal kekecilannya (dan telah menetapkan waktu yang tertentu bagi mereka) untuk mati dan dibangkitkan (yang tidak ada keraguan padanya? Maka orang-orang yang zalim itu tidak menghendaki kecuali kekafiran) yaitu keingkaran terhadap-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা কি দেখেনি যে যে আল্লাহ আসমান ও যমিন সৃজিত করেছেন তিনি তাদের মত মানুষও পুনরায় সৃষ্টি করতে সক্ষম তিনি তাদের জন্যে স্থির করেছেন একটি নির্দিষ্ট কাল এতে কোন সন্দেহ নেই; অতঃপর জালেমরা অস্বীকার ছাড়া কিছু করেনি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக வானங்களையும் பூமியையும் படைத்தவனாகிய அல்லாஹ் அவர்களைப் போன்றதைப் படைக்க ஆற்றலுடையவன் என்பதை அவர்கள் அறியவிலலையா இன்னும் அவர்களுக்கு ஒரு குறிப்பட்ட தவணையையும் ஏற்படுத்தியிருக்கிறான்; இதில் சந்தேகமில்லை எனினும் அக்கிரமக்காரர்கள் இவ்வுண்மையை நிராகரிக்காமல் இல்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขาไม่เห็นดอกหรือว่า แท้จรองอัลลอฮผู้ทรงสร้างชั้นฟ้าทั้งหลายและแผ่นดิน พระองค์เป็นผู้ทรงอานุภาพที่จะสร้างเยี่ยงพวกเขา และทรงกำหนดเวลาหนึ่งสำหรับพวกเขา ไม่มีการสงสัยใดๆ ในนั้น แต่พวกอธรรมปฏิเสธไม่ยอมรับนอกจากการไม่ศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар осмонлару ерни яратган Аллоҳ уларга ўхшашини яратишга қодир эканини ва улар учун шакшубҳасиз ажал белгилаганини билмадиларми Бас золимлар куфрдан бошқа нарсадан бош тортдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 难道他们不知道吗?创造了天地万物的真主能创造像他们那样的人,并能为他们确定一个毫无可疑的期限,不义的人们只愿不信。
- Melayu - Basmeih : Tidakkah mereka mahu memikirkan dan meyakini bahawa Allah yang menciptakan langit dan bumi berkuasa menciptakan orang orang yang seperti mereka dalam bentuk yang baharu padahal Ia telahpun menentukan bagi mereka tempoh yang tidak ada syak padanya Dalam pada itu orang orang yang zalim enggan menerima melainkan kekufuran
- Somali - Abduh : miyeyna ogayn Eebaha Abuuray Samooyinka iyo Dhulka inuu karo inuu Abuuro wax la mida una yeelo muddo aan shaki lahayn wayse diideen Daalimiintii Gaalimo mooyee wax kale
- Hausa - Gumi : Shin kuma ba su ganĩ ba cẽwa lalle ne Allah wandaYa halicci sammai da ƙasa Mai ikon yi ne a kan Ya halicci misãlinsu Kuma Ya sanya wani ajali wanda bãbu kõkwanto a cikinsa Sai azzãlumai suka ƙi fãce kãfirci
- Swahili - Al-Barwani : Kwani hawakuona ya kwamba Mwenyezi Mungu aliye umba mbingu na ardhi ni Mwenye kuweza kuumba mfano wao Na Yeye amewawekea muda usio na shaka yoyote Lakini madhaalimu hawataki ila ukafiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : A nuk e dinë ata se Perëndia Krijues i qiejve dhe i Tokës është i gjithpushtetshëm të krijojë qenie të ngjashme si ata dhe që madje duke ia cktuar momentin e ringjalljes për të cilën nuk ka dyshim Por mohuesit nuk pranojnë asgjë ata vetëm mohojnë
- فارسى - آیتی : آيا نمىدانند كه خدايى كه آسمانها و زمين را آفريده است قادر است كه همانند آنها را بيافريند و برايشان مدت عمرى نهاده كه در آن ترديدى نيست؟ اما ظالمان جز انكار نكنند.
- tajeki - Оятӣ : Оё намедонанд, ки Худое, ки осмонҳову заминро офаридааст, қодир аст, ки монанди онҳоро биёфаринад ва барояшон муддати умре ниҳода, ки дар он шаке нест? Аммо золимон фақат инкор кунанд.
- Uyghur - محمد صالح : ئاسمانلارنى، زېمىننى ياراتقات اﷲ نىڭ ئۇلارغا ئوخشاش ئىنسانلارنى يارىتالايدىغانلىقىنى ئۇلار بىلمەمدۇ؟ اﷲ ئۇلارنىڭ (ئۆلۈشى ۋە تىرىلىشى ئۈچۈن) شەك - شۈبھىسىز مۇئەييەن ۋاقىت بەلگىلىدى، كاپىرلار پەقەت كۇفرىغىلا ئۇنايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആകാശഭൂമികളെ സൃഷ്ടിച്ച അല്ലാഹു ഇവരെപ്പോലുള്ളവരെയും സൃഷ്ടിക്കാന് ശക്തനാണെന്ന് ഇവരെന്തുകൊണ്ട് മനസ്സിലാക്കുന്നില്ല? അല്ലാഹു ഇവര്ക്കൊരവധി നിശ്ചയിച്ചിട്ടുണ്ട്. അതിലൊട്ടും സംശയമില്ല. എന്നാല് അതിനെ തള്ളിപ്പറയാനല്ലാതെ അതിക്രമികള്ക്കാവുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : اغفل هولاء المشركون فلم يتبصروا ويعلموا ان الله الذي خلق السموات والارض وما فيهن من المخلوقات على غير مثال سابق قادر على ان يخلق امثالهم بعد فنائهم وقد جعل الله لهولاء المشركين وقتا محددا لموتهم وعذابهم لا شك انه اتيهم ومع وضوح الحق ودلائله ابى الكافرون الا جحودا لدين الله عز وجل