- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ ءَايَٰتٍ بَيِّنَٰتٍۢ ۖ فَسْـَٔلْ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُۥ فِرْعَوْنُ إِنِّى لَأَظُنُّكَ يَٰمُوسَىٰ مَسْحُورًا
- عربى - نصوص الآيات : ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ۖ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا
- عربى - التفسير الميسر : ولقد آتينا موسى تسع معجزات واضحات شاهدات على صِدْق نبوته وهي: العصا واليد والسنون ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، فاسأل -أيها الرسول- اليهود سؤال تقرير حين جاء موسى أسلافهم بمعجزاته الواضحات، فقال فرعون لموسى: إني لأظنك -يا موسى- ساحرا، مخدوعًا مغلوبًا على عقلك بما تأتيه من غرائب الأفعال.
- السعدى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
أي: لست أيها الرسول المؤيد بالآيات، أول رسول كذبه الناس، فلقد أرسلنا قبلك موسى ابن عمران الكليم، إلى فرعون وقومه، وآتيناه { تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } كل واحدة منها تكفي لمن قصده اتباع الحق، كالحية، والعصا، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والرجز، وفلق البحر.
فإن شككت في شيء من ذلك { فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ } مع هذه الآيات { إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا }
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
والمراد بالآيات التسع فى قوله - تعالى - : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ . . . ) : العصا ، واليد ، والسنون ، والبحر ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع؛ والدم . قال ذلك ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم .
وقد جاء الحديث عن هذه الآيات فى مواضع أخرى من القرآن الكريم ، منها قوله - تعالى - : ( فألقى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ ) وقوله - تعالى - : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بالسنين وَنَقْصٍ مِّن الثمرات . . . ) وقوله - سبحانه - : ( فَأَوْحَيْنَآ إلى موسى أَنِ اضرب بِّعَصَاكَ البحر فانفلق فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطود العظيم ) وقوله - عز وجل - : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيَاتٍ مّفَصَّلاَتٍ فاستكبروا وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ ) والمعنى : لا تظن - أيها الرسول الكريم - أن إيمان هؤلاء المشركين من قومك ، متوقف على إجابة ما طلبوه منك . وما اقترحوه عليك من أن تفجر لهم من الأرض ينبوعًا ، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب . . الخ . لا تظن ذلك :
فإن الخوارق مهما عظمت لا تنشئ الإِيمان فى القلوب الجاحدة الحاقدة ، بدليل أننا قد أعطينا أخاك موسى تسع معجزات ، واضحات الدلالة على صدقه فى نبوته ، ولكن هذه المعجزات لم تزد المعاندين من قومه إلا كفرًا على كفرهم ورجسًا على رجسهم . فاصبر - أيها الرسول - على تعنت قومك وأذاهم ، كما صبر أولو العزم من الرسل قبلك .
وتحديد الآيات بالتسع ، لا ينفى أن هناك معجزات أخرى أعطاها الله - تعالى - لموسى - عليه السلام - إذ من المعروف عند علماء الأصول ، أن تحديد العدد بالذكر ، لا يدل على نفى الزائد عنه .
قال الإِمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية : وهذا القول - المروى عن ابن عباس وغيره - ظاهر جلى حسن قوى . . فهذه الآيات التسع ، التى ذكرها هؤلاء الأئمة ، هى المرادة هنا . . .
وقد أوتى موسى - عليه السلام - آيات أخرى كثيرة منها : ضربه الحجر بالعصا ، وخروج الماء منه . . وغير ذلك مما أوتوه بنوا إسرائيل بعد خروجهم من مصر ، ولكن ذكر هنا هذه الآيات التسع التى شاهدها فرعون وقومه من أهل مصر وكانت حجة عليهم فخالفوها وعاندوها كفرا وجحودا .
ثم قال : وقال الإِمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة ، قال : " سمعت عبد الله بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال المرادى قال : قال يهودى لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا النبى حتى نسأله عن هذه الآية : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ . . . ) فسألاه : فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " لا تشركوا بالله شيئًا ، ولا تسرقوا ولا تزنوا ، ولاتقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ، ولا تسخروا ، ولا تأكلوا الربا ، ولا تمشوا ببرئ إلى ذى سلطان ليقتله ، ولا تقذفوا محصنة ، ولا تفروا من الزحف " . . فقبَّلا يديه ورجليه " .
ثم قال : " أما هذا الحديث فهو حديث مشكل . وعبد الله بن سلمة فى حفظه شئ ، وتكلموا فيه ، ولعله اشتبه عليه التسع الآيات ، بالعشر الكلمات ، فإنها وصايا فى التوراة ، لا تعلق لها بقيام الحجة على فرعون . . . " .
والحق أن ما رجحه الإمام ابن كثير من أن المراد بالآيات التسع هنا: ما آتاه الله- تعالى- لنبيه موسى- عليه السلام- من العصا، واليد ... هو الذي تسكن إليه النفس، لأن قوله- تعالى- بعد ذلك قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ ... يؤيد أن المراد بها ما تقدم من العصا، واليد، والسنين.. ولأنها هي التي فيها الحجج، والبراهين والمعجزات الدالة على صدق موسى- عليه السلام-. أما تلك الوصايا التي وردت في الحديث فلا علاقة لها بقيام الحجة على فرعون- كما قال الإمام ابن كثير.
هذا، والخطاب في قوله- تعالى-: فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ يرى بعضهم أنه للنبي صلى الله عليه وسلم والمسئولون هم المؤمنون من بنى إسرائيل كعبد الله بن سلام وأصحابه.
وعلى هذا التفسير يكون قوله إِذْ جاءَهُمْ ظرف لقوله آتَيْنا وجملة فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ معترضة بين العامل والمعمول.
والمعنى: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات، وقت أن أرسله الله- تعالى- إلى فرعون وقومه، فاسأل- أيها الرسول الكريم- المؤمنين من بنى إسرائيل عن ذلك، فستجد منهم الجواب عما جرى بين موسى وأعدائه عن طريق ما طالعوه في التوراة.
والمقصود بسؤالهم: الاستشهاد بهم حتى يزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، لأن من شأن الأدلة إذا تضافرت وتعددت، أن تكون أقوى وأثبت في تأييد المدعى.
قال الآلوسى: والمعنى: فاسأل يا محمد مؤمنى أهل الكتاب عن ذلك، إما لأن تظاهر الأدلة أقوى- في التثبيت-، وإما من باب التهييج والإلهاب، وإما للدلالة على أنه أمر محقق عندهم ثابت في كتابهم. وليس المقصود حقيقة السؤال. بل كونهم- أعنى المسئولين- من أهل علمه، ولهذا يؤمر مثلك بسؤالهم» .
ويرى آخرون أن الخطاب لموسى- عليه السلام-، وعليه يكون السؤال إما بمعناه المشهور أو بمعنى الطلب، ويكون قوله إِذْ جاءَهُمْ ظرفا لفعل مقدر.
والمعنى: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات، فقلنا له حين مجيئه إلى بنى إسرائيل: اسألهم عن أحوالهم مع فرعون، أو اطلب منهم أن يؤمنوا بك ويصدقوك، ويخرجوا معك حين تطلب من فرعون ذلك.
والفاء في قوله: فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً هي الفصيحة. إذ المعنى: فامتثل موسى أمرنا، وسأل بنى إسرائيل عن أحوالهم، وطلب من فرعون أن يرسلهم معه، بعد أن أظهر له من المعجزات ما يدل على صدقه، فقال فرعون لموسى على سبيل التعالي والتهوين من شأنه- عليه السلام-: يا موسى إنى لأظنك مسحورا.
أى: سحرت فخولط عقلك واختل، وصرت تتصرف تصرفا يتنافى مع العقل السليم، وتدعى دعاوى لا تدل على تفكير قويم.
فقوله مَسْحُوراً اسم مفعول. يقال: سحر فلان فلانا يسحره سحرا فهو مسحور، إذا اختلط عقله.
ويجوز أن يكون قوله مَسْحُوراً بمعنى ساحر، فيكون المعنى: إنى لأطنك يا موسى ساحرا، عليما بفنون السحر فقد أتيت بأشياء عجيبة يشير بذلك إلى انقلاب العصا حية بعد أن ألقاها- عليه السلام-.
وهذا شأن الطغاة في كل زمان ومكان، عند ما يرون الحق قد أخذ يحاصرهم، ويكشف عن ضلالهم وكذبهم ... يرمون أهله- زورا وبهتانا- بكل نقيصة.
- البغوى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
قوله عز وجل : ( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ) أي : دلالات واضحات فهي الآيات التسع .
قال ابن عباس والضحاك : هي العصا واليد البيضاء والعقدة التي كانت بلسانه فحلها وفلق البحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم .
وقال عكرمة وقتادة ومجاهد وعطاء : هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا واليد والسنون ونقص الثمرات .
وذكر محمد بن كعب القرظي : الطمس والبحر بدل السنين ونقص من الثمرات قال : فكان الرجل منهم مع أهله في فراشه وقد صار حجرين والمرأة منهم قائمة تخبز وقد صارت حجرا .
وقال بعضهم : هن آيات الكتاب .
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني الحسن بن محمد الثقفي أخبرنا هارون بن محمد بن هارون العطار أنبأنا يوسف بن عبد الله بن ماهان حدثنا الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن مسلمة عن صفوان بن عسال المرادي أن يهوديا قال لصاحبه : تعال حتى نسأل هذا النبي فقال الآخر : لا تقل نبي فإنه لو سمع صارت أربعة أعين فأتياه فسألاه عن هذه الآية : ( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ) فقال لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تأكلوا الربا ولا تسحروا ولا تمشوا بالبريء إلى سلطان ليقتله ولا تسرقوا ولا تقذفوا المحصنة ولا تفروا من الزحف وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا في السبت فقبلا يده وقالا : نشهد أنك نبي قال : فما يمنعكم أن تتبعوني؟ قالا : إن داود دعا ربه أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن تبعناك أن يقتلنا اليهود .
( فاسأل ) يا محمد ( بني إسرائيل إذ جاءهم ) موسى يجوز أن يكون الخطاب معه والمراد غيره ويجوز أن يكون خاطبه عليه السلام وأمره بالسؤال ليتبين كذبهم مع قومهم . ( فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا ) أي : مطبوبا سحروك . قاله الكلبي .
وقال ابن عباس : مخدوعا .
وقيل مصروفا عن الحق .
وقال الفراء وأبو عبيدة : ساحرا فوضع المفعول موضع الفاعل .
وقال محمد بن جرير : معطى علم السحر فهذه العجائب التي تفعلها من سحرك .
- ابن كثير : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
يخبر تعالى أنه بعث موسى بتسع آيات بينات ، وهي الدلائل القاطعة على صحة نبوته وصدقه فيما أخبر به عمن أرسله إلى فرعون ، وهي : العصا ، واليد ، والسنين ، والبحر ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، آيات مفصلات ؛ قاله ابن عباس .
وقال محمد بن كعب : هي اليد ، والعصا ، والخمس في " الأعراف " ، والطمسة والحجر .
وقال : ابن عباس أيضا ، ومجاهد ، وعكرمة والشعبي ، وقتادة : هي يده ، وعصاه ، والسنين ، ونقص الثمرات ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم .
وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي . وجعل الحسن البصري " السنين ونقص الثمرات " واحدة ، وعنده أن التاسعة هي : تلقف العصا ما يأفكون . ( فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) [ الأعراف : 133 ] أي : ومع هذه الآيات ومشاهدتهم لها ، كفروا بها وجحدوا بها ، واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ، وما نجعت فيهم ، فكذلك لو أجبنا هؤلاء الذين سألوا منك ، سألوا وقالوا : ( لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) [ الإسراء : 90 ] إلى آخرها ، لما استجابوا ولا آمنوا إلا أن يشاء الله ، كما قال فرعون لموسى - وقد شاهد منه ما شاهد من هذه الآيات - : ( إني لأظنك ياموسى مسحورا ) قيل : بمعنى ساحر . والله تعالى أعلم .
فهذه الآيات التسع التي ذكرها هؤلاء الأئمة هي المرادة هاهنا ، وهي المعنية في قوله تعالى : ( وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين ) [ النمل : 10 - 12 ] . فذكر هاتين الآيتين : العصا واليد ، وبين الآيات الباقيات في " سورة الأعراف " وفصلها .
وقد أوتي موسى ، عليه السلام ، آيات أخر كثيرة ، منها ضربه الحجر بالعصا ، وخروج الأنهار منه ، ومنها تظليلهم بالغمام ، وإنزال المن والسلوى ، وغير ذلك مما أوتوه بنو إسرائيل بعد مفارقتهم بلاد مصر ، ولكن ذكر هاهنا التسع الآيات التي شاهدها فرعون وقومه من أهل مصر ، وكانت حجة عليهم فخالفوها وعاندوها كفرا وجحودا . فأما الحديث الذي رواه الإمام [ أحمد ] :
حدثنا يزيد ، حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة قال : سمعت عبد الله بن سلمة يحدث ، عن صفوان بن عسال المرادي - رضي الله عنه - قال : قال يهودي لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا النبي [ صلى الله عليه وسلم ] حتى نسأله عن هذه الآية : ( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ) فقال : لا تقل له : نبي ؛ فإنه لو سمعك لصارت له أربع أعين . فسألاه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا تسحروا ، ولا تأكلوا الربا ، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله ، ولا تقذفوا محصنة - أو قال : لا تفروا من الزحف -شعبة الشاك - وأنتم يا يهود ، عليكم خاصة أن لا تعدوا في السبت " . فقبلا يديه ورجليه ، وقالا : نشهد أنك نبي . [ قال : " فما يمنعكما أن تتبعاني ؟ " قالا : لأن داود ، عليه السلام ، دعا ألا يزال من ذريته نبي ] ، وإنا نخشى إن أسلمنا أن تقتلنا يهود .
فهذا الحديث رواه هكذا الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن جرير في تفسيره من طرق عن شعبة بن الحجاج به ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
وهو حديث مشكل ، وعبد الله بن سلمة في حفظه شيء ، وقد تكلموا فيه ، ولعله اشتبه عليه التسع الآيات بالعشر الكلمات ، فإنها وصايا في التوراة لا تعلق لها بقيام الحجة على فرعون ، والله أعلم .
ولهذا قال موسى لفرعون :
- القرطبى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
قوله تعالى : ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك ياموسى مسحورا
قوله تعالى : ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات اختلف في هذه الآيات ; فقيل : هي بمعنى آيات الكتاب ; كما روى الترمذي والنسائي عن صفوان بن عسال المرادي أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا النبي نسأله ; فقال : لا تقل له نبي فإنه إن سمعنا كان له أربعة أعين ; فأتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألاه عن قول الله - تعالى - : ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببريء إلى سلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف - شك شعبة - وعليكم يا معشر اليهود خاصة ألا تعدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه وقالا : نشهد أنك نبي . قال : فما يمنعكما أن تسلما قالا : إن داود دعا الله ألا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد مضى في البقرة . وقيل : الآيات بمعنى المعجزات والدلالات . قال ابن عباس والضحاك : الآيات التسع العصا واليد واللسان والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ; آيات مفصلات . وقال الحسن والشعبي : الخمس المذكورة في البقرة ; يعنيان الطوفان وما عطف عليه ، واليد والعصا والسنين والنقص من الثمرات . وروي نحوه عن الحسن ; إلا أنه يجعل السنين والنقص من الثمرات واحدة ، وجعل التاسعة تلقف العصا ما يأفكون . وعن مالك كذلك ; إلا أنه جعل مكان السنين والنقص من الثمرات ; البحر والجبل . وقال محمد بن كعب : هي الخمس التي في [ الأعراف ] والبحر والعصا والحجر والطمس على أموالهم . وقد تقدم شرح هذه الآيات مستوفى والحمد لله .
فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم أي سلهم يا محمد إذ جاءهم موسى بهذه الآيات ، حسبما تقدم بيانه في [ يونس ] . وهذا سؤال استفهام ليعرف اليهود صحة ما يقول محمد - صلى الله عليه وسلم - .
فقال له فرعون إني لأظنك ياموسى مسحورا أي ساحرا بغرائب أفعالك ; قاله الفراء وأبو عبيدة . فوضع المفعول موضع الفاعل ; كما تقول : هذا مشئوم وميمون ، أي شائم ويامن . وقيل مخدوعا . وقيل مغلوبا ; قالهمقاتل . وقيل غير هذا ; وقد تقدم . وعن ابن عباس وأبي نهيك أنهما قرأا فسئل بني إسرائيل على الخبر ; أي سأل موسى فرعون أن يخلي بني إسرائيل ويطلق سبيلهم ويرسلهم معه .
- الطبرى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى بن عمران تسع آيات بيِّنات تُبَين لمن رآها أنها حجج لموسى شاهدة على صدقه وحقيقة نبوّته.
وقد اختلف أهل التأويل فيهنّ وما هنّ.
فقال بعضهم في ذلك ما حدثني به محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) قال: التسع الآيات البينات: يده، وعصاه، ولسانه، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم آيات مفصلات.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) إلقاء العصا مرّتين عند فرعون، ونـزع يده، والعقدة التي كانت بلسانه، وخمس آيات في الأعراف: الطوفان ، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
وقال آخرون: نحوا من هذا القول، غير أنهم جعلوا آيتين منهن: إحداهما الطمسة، والأخرى الحجر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي ، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) فقلت له: هي الطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والحجر، فقال: وما الطمسة؟ فقلت: دعا موسى وأمَّن هارون، فقال: قد أجيبت دعوتكما، وقال عمر: كيف يكون الفقه إلا هكذا. فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر، مسخت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر.
وقال آخرون: نحوا من ذلك إلا أنهم جعلوا اثنتين منهنّ: إحداهما السنين، والأخرى النقص من الثمرات.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال : ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة ومطر الورّاق، في قوله ( تِسْعَ آياتٍ ) قالا الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والعصا، واليد، والسنون، ونقص من الثمرات.
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن مغيرة، عن الشعبيّ، في قوله ( تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) قال: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والسنين، ونقص من الثمرات، وعصاه، ويده.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: سُئل عطاء بن أبي رباح عن قوله ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) ما هي؟ قال: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وعصى موسى، ويده.
قال: ابن جريج : وقال مجاهد مثل قول عطاء، وزاد أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ قال: هما التاسعتان، ويقولون: التاسعتان: السنين ، وذهاب عجمة لسان موسى.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن ابن عباس، في قوله ( تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) وهي متتابعات، وهي في سورة الأعراف وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ قال: السنين في أهل البوادي، ونقص من الثمرات لأهل القرى، فهاتان آيتان، والطوافان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، هذه خمس، ويد موسى إذ أخرجها بيضاء للناظرين من غير سوء: البرص، وعصاه إذ ألقاها، فإذا هي ثعبان مبين.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن ابن عباس، قوله ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) قال: يد موسى، وعصاه، والطوفان، والجراد ، والقمل، والضفادع، والدم والسنين، ونقص من الثمرات.
وقال آخرون نحوا من ذلك إلا أنهم جعلوا السنين، والنقص من الثمرات آية واحدة، وجعلوا التاسعة: تلقف العصا ما يأفكون.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر، قال: قال الحسن، في قوله ( تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) ، وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ قال: هذه آية واحدة، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، ويد موسى، وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبان مبين، وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون.
وقال آخرون في ذلك ما حدثني محمد بن المثنى، قال: ثني محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة يحدّث عن صفوان بن عسال، قال: قال يهوديّ لصاحبه: اذهب بنا إلى النبيّ حتى نسأله عن هذه الآية ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) قال: لا تقل له نبيّ، فإنه إن سمعك صارت له أربعة أعين، قال: فسألا فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقُوا ، وَلا تَزْنُوا ، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ، وَلا تَسْحَرُوا ، وَلا تَأْكُلُوا الرِّبَا ، وَلا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ ، وَلا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً ،أو قال: لا تَفرُّوا مِنَ الزَّحْفِ" . شعبة الشاكّ وأنْتُمْ يا يَهُودُ عليكم خَاصّ لا تَعْدُوا فِي السَّبْت ، فقبَّلا يده ورجله، وقالا نشهد أنك نبيّ، قال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا إن داود دعا أن لا يزال من ذرّيته نبيّ، وإنا نخشى أن تقتلنا يهود ".
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا سهل بن يوسف وأبو داود وعبد الرحمن بن مهدي، عن سعيد، عن عمرو، قال: سمعت عبد الله بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال المرادي، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بنحوه، إلا أن ابن مهديّ قال: " لا تمشوا إلى ذي سُلْطان " وقال ابن مهدي: أراه قال: " ببريء ".
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عبد الله بن إدريس وأبو أسامة بنحوه، عن شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة ، عن صفوان بن عسال، قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبيّ، فقال صاحبه: لا تقل نبيّ، إنه لو سمعك كان له أربع أعين، قال: فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسألانه عن تسع آيات بينات، فقال: " هنَّ : ولا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقُوا ، وَلا تَزْنُوا ، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ، وَلا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ ، وَلا تَسْحَرُوا ، وَلا تَأْكُلُوا الرِّبَا ، وَلا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً ، وَلا تَوَلَّوا يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً يَهُودُ: أنْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ ، قال: فقبَّلوا يديه ورجليه، وقالوا: نشهد أنك نبيّ، قال: فَمَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَتَّبِعُونِي؟ قالوا: إن داود دعا أن لا يزال من ذرّيته نبيّ، وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا يهود ".
حدثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسَّال، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بنحوه.
وأما قوله ( فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ ) فإن عامّة قرّاء الإسلام على قراءته على وجه الأمر بمعنى: فاسأل يا محمد بني إسرائيل إذ جاءهم موسى.
ورُوي عن الحسن البصري في تأويله ما حدثني به الحارث، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا حجاج، عن هارون، عن إسماعيل، عن الحسن ( فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) قال: سؤالك إياهم: نظرك في القرآن.
ورُوي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك: " فسأل " بمعنى: فسأل موسى فرعون بني إسرائيل أن يرسلهم معه على وجه الخبر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا حجاج، عن هارون، عن حنظلة السَّدوسيّ، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، أنه قرأ: " فَسأَلَ بَنِي إسْرَائِيلَ إذْ جاءهم " يعني أن موسى سأل فرعونَ بني إسرائيل أن يرسلهم معه.
والقراءة التي لا أستجيز أن يُقرأ بغيرها، هي القراءة التي عليها قرّاء الأمصار، لإجماع الحجة من القرّاء على تصويبها، ورغبتهم عما خالفها.
وقوله ( فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ) يقول: فقال لموسى فرعون: إني لأظنك يا موسى تتعاطى علم السحر، فهذه العجائب التي تفعلها من سحرك، وقد يجوز أن يكون مرادا به إني لأظنك يا موسى ساحرا، فوضع مفعول موضع فاعل، كما قيل: إنك مشئوم علينا وميمون، وإنما هو شائم ويامن ، وقد تأوّل بعضهم حجابا مستورا، بمعنى: حجابا ساترا، والعرب قد تخرج فاعلا بلفظ مفعول كثيرا.
- ابن عاشور : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
بَقي قولهم : { أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً } [ الإسراء : 92 ] غيرَ مردود عليهم ، لأن له مخالفة لبقية ما اقترحوه بأنه اقتراح آية عِذاب ورعب ، فهو من قبيل آيات موسى عليه السلام التسع . فكان ذكر ما آتاه الله موسى من الآيات وعدم إجداء ذلك في فرعون وقومه تنظيراً لما سأله المشركون .
والمقصود : أننا آتينا موسى عليه السلام تسع آيات بيّناتتِ الدلالة على صدقه فلم يهتد فرعون وقومه وزعموا ذلك سحراً ، ففي ذلك مَثلٌ للمكابرين كلهم وما قريش إلا منهم . ففي هذا مثَل للمعاندين وتسلية للرسول . والآيات التسع هي : بياض يده كلما أدخلها في جيبه وأخرجَها ، وانقلاب العصا حية ، والطوفان ، والجراد ، والقُمّل ، والضفادع ، والدم ، والرجز وهو الدمل ، والقحط وهو السنون ونقص الثمرات ، وهي مذكورة في سورة الأعراف . وجمعها الفيروزآبادي في قوله :
عَصًا ، سَنَةٌ ، بَحْر ، جراد ، وقُمّل
يَدٌ ، ودَمٌ ، بعد الضفادع طُوفَانُ
فقد حصلت بقوله : { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } الحجة على المشركين الذين يقترحون الآيات .
ثم لم يزل الاعتناء في هذه السورة بالمقارنة بين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالة موسى عليه السلام إقامةً للحجة على المشركين الذين كذبوا بالرسالة بعلة أن الذي جاءهم بشر ، وللحجة على أهل الكتاب الذين ظاهروا المشركين ولقنوهم شُبه الإلحاد في الرسالة المحمدية ليصفو لهم جَوّ العلم في بلاد العرب وهم ما كانوا يحسبون لما وراء ذلك حساباً .
فالمعنى : ولقد آتينا موسى تسع آيات على رسالته .
وهذا مثل التنظير بين إيتاء موسى الكتاب وإيتاء القرآن في قوله في أول السورة { وآتينا موسى الكتاب } [ الإسراء : 2 ] الآيات ، ثم قوله : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } [ الإسراء : 9 ].
فتكون هذه الجملة عطفاً على جملة { قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً } [ الإسراء : 93 ] أو على جملة { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } الآية [ الإسراء : 100 ].
ثم انتقل من ذلك بطريقة التفريع إلى التسجيل ببني إسرائيل استشهاداً بهم على المشركين ، وإدماجاً للتعريض بهم بأنهم سَاووا المشركين في إنكار نبوءة محمد ومظاهرتهم المشركين بالدس وتلقين الشبه ، تذكيراً لهم بحال فرعون وقومه إذ قال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً }.
والخطاب في قوله : { فسئل } للنبيء صلى الله عليه وسلم والمراد : سؤال الاحتجاج بهم على المشركين لا سؤال الاسترشاد كما هو بين .
وقوله : { مسحوراً } ظاهره أن معناه متأثراً بالسحر ، أي سحَركَ السحرة وأفسدوا عقلك فصُرت تهرف بالكلام الباطل الدال على خلل العقل ( مثل المَيْمون والمشؤوم ). وهذا قول قاله فرعون في مقام غير الذي قال له فيه { يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره } [ الشعراء : 35 ] ، والذي قال فيه { إن هذا لساحر عليم } ، [ الشعراء : 34 ] فيكون إعراضاً عن الاشتغال بالآيات وإقبالاً على تطلع حال موسى فيما يقوله من غرائب الأقوال عندهم . ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عنه قال { لمن حوله ألا تستمعون } [ الشعراء : 25 ]. وكل تلك أقوال صدرت من فرعون في مقامات محاوراته مع موسى عليه السلام فحكي في كل آية شيء منها .
و ( إذا ) ظرف متعلق ب { آتينا }. والضمير المنصوب في { جاءهم } عائد إلى بني إسرئيل . وأصل الكلام : ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات إذ جاء بني إسرائيل ، فاسألْهم .
وكان فرعون تعلق ظنه بحقيقة ما أظهر من الآيات فرجح عنده أنها سحر ، أوْ تعلق ظنه بحقيقة حال موسى فرجح عنده أنه أصابه سحر ، لأن الظن دون اليقين ، قال تعالى : { إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين } [ الجاثية : 32 ]. وقد يستعمل الظن بمعنى العلم اليقين .
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
«وَلَقَدْ» الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق «آتَيْنا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «مُوسى » مفعول به أول منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر «تِسْعَ» مفعول به ثان «آياتٍ» م السالم «إِسْرائِيلَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف «إِذْ» ظرف زمان «جاءَهُمْ» ماض فاعله مستتر والهاء مفعوله والجملة مضاف إليه «فَقالَ لَهُ» الفاء عاطفة وماض والجار والمجرور متعلقان به «فِرْعَوْنُ» فاعل والجملة معطوفة «إِنِّي» إن واسمها والجملة مقول القول «لَأَظُنُّكَ» اللام المزحلقة ومضارع فاعله مستتر والكاف مفعوله الأول والجملة خبر إن «يا مُوسى » يا أداة نداء وموسى منادى مفرد علم مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب على النداء والجملة لا محل لها. «مَسْحُوراً» مفعول به ثان لأظن
- English - Sahih International : And We had certainly given Moses nine evident signs so ask the Children of Israel [about] when he came to them and Pharaoh said to him "Indeed I think O Moses that you are affected by magic"
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا(17:101) And We gave to Moses nine Signs which were quite manifest. *113 Now you yourself may inquire from the children of Israel about it: when those Signs came before Pharaoh, he uttered these very words: "O Moses, I consider you to be a bewitched man. *114
- Français - Hamidullah : Et certes Nous donnâmes à Moïse neuf miracles évidents Demande donc aux Enfants d'Israël lorsqu'il leur vint et que Pharaon lui dit O Moïse je pense que tu es ensorcelé
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir gaben Musa ja neun klare Zeichen So frage die Kinder Isra'ils danach Als er zu ihnen kam da sagte Fir'aun zu ihm "Ich glaube fürwahr o Musa daß du einem Zauber verfallen bist"
- Spanish - Cortes : Dimos a Moisés nueve signos claros Pregunta a los Hijos de Israel qué pasó cuando vino a ellos y Faraón le dijo ¡Moisés ¡Yo creo sí que estás hechizado
- Português - El Hayek : Concedemos a Moisés nove sinais evidentes pergunta pois aos israelitas sobre isso ; então o Faraó lhe disse Creio ó Moisés que estás enfeitiçado
- Россию - Кулиев : Мы даровали Мусе Моисею девять ясных знамений Спроси сынов Исраила Израиля о том как Муса Моисей пришел к ним и Фараон сказал ему О Муса Моисей Воистину я полагаю что ты околдован
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
Мы даровали Мусе (Моисею) девять ясных знамений. Спроси сынов Исраила (Израиля) о том, как Муса (Моисей) пришел к ним, и Фараон сказал ему: «О Муса (Моисей)! Воистину, я полагаю, что ты околдован».О Посланник, которого Аллах поддержал многочисленными знамениями! Ты - не первый из Божьих посланников, которого люди нарекли лжецом. До тебя к ним был отправлен Муса, сын Имрана, который разговаривал с Самим Аллахом. Он явился к Фараону и его соплеменникам с девятью явными знамениями, каждого из которых было достаточно, чтобы искатель истины встал на прямой путь. Этими знамениями были змея, посох, потоп, саранча, вши, жабы, кровь, рука и разделение моря. Если ты вдруг усомнишься в этом, то спроси сынов Исраила. Они подтвердят, что Фараон, несмотря на эти знамения, назвал святого пророка заколдованным.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki Musa'ya dokuz tane apaçık mucize verdik İsrailoğullarına sor Musa onlara geldiğinde Firavun kendisine "Ey Musa Ben seni büyülenmiş sanıyorum" demişti
- Italiano - Piccardo : In verità abbiamo dato a Mosè nove segni evidenti
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند به خوا بێگومان ئێمه نۆ موعجیزهو بهڵگهو نیشانهی ئاشکرامان به موسا بهخشی جا ئه ی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم له نهوهی ئیسرائیلی زهمانی خۆت بپرسه کاتێك موسایان بۆ هات چیان وت جا فیرعهون پێی وت ئهی موسا بهڕاستی من واگومان دهبهم که تۆ جادووت لێکراوه
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے موسی کو نو کھلی نشانیاں دیں تو بنی اسرائیل سے دریافت کرلو کہ جب وہ ان کے پاس ائے تو فرعون نے ان سے کہا کہ موسی میں خیال کرتا ہوں کہ تم پر جادو کیا گیا ہے
- Bosanski - Korkut : Mi smo Musau devet očevidnih znamenja dali pa upitaj sinove Israilove kad je precima njihovim došao i kada mu je faraon rekao "Ja mislim o Musa da si ti doista opčinjen"
- Swedish - Bernström : VI GAV Moses nio tydliga tecken Fråga nu Israels barn hur [det gick till] när han kom till dem [för att lösa dem ur slaveriet] och Farao sade till honom "Jag tror att du Moses är ett offer för trolldom"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya Kami telah memberikan kepada Musa sembilan buah mukjizat yang nyata maka tanyakanlah kepada Bani Israil tatkala Musa datang kepada mereka lalu Fir'aun berkata kepadanya "Sesungguhnya aku sangka kamu hai Musa seorang yang kena sihir"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
(Dan sesungguhnya Kami telah memberikan kepada Musa sembilan buah mukjizat yang nyata) yaitu tangan, tongkat, topan, belalang, kutu, kodok, darah atau kutukan paceklik dan kekurangan buah-buahan (maka tanyakanlah) hai Muhammad (kepada Bani Israel) perihalnya dengan pertanyaan yang menetapkan kebenaranmu terhadap kaum musyrikin; atau artinya Kami berfirman kepada Muhammad, "Tanyakanlah." Menurut qiraat yang lain diungkapkan dalam bentuk fi`il madhi (tatkala Musa datang kepada mereka lalu Firaun berkata kepadanya, "Sesungguhnya aku sangka kamu hai Musa seorang yang kena sihir.") orang yang tidak sadar dan akal warasmu sudah hilang.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি বণীইসরাঈলকে জিজ্ঞেস করুন আমি মূসাকে নয়টি প্রকাশ্য নিদর্শন দান করেছি। যখন তিনি তাদের কাছে আগমন করেন ফেরাউন তাকে বললঃ হে মূসা আমার ধারনায় তুমি তো জাদুগ্রস্থ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக நாம் மூஸாவுக்குத் தெளிவான ஒன்பது அத்தாட்சிகளை கொடுத்திருந்தோம்; அவர் அவர்களிடம் அவற்றைக் கொண்டு வந்தபோது என்ன நடந்தது என்று பனீ இஸ்ராயீல்களிடம் நபியே நீர் கேளும் ஃபிர்அவ்ன் அவரை நோக்கி 'மூஸாவே நிச்சயமாக நான் உம்மை சூனியம் செய்யப்பட்டவராகவே எண்ணுகிறேன்' என்று கூறினான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และโดยแน่นอน เราได้ให้แก่มูซาสัญญาณต่างๆ อันแจ่มชัด 9 ประการ ดังนั้น เจ้าจงถามวงศ์วานของอิสรออีลเมื่อเขา มูซา มายังพวกเขาฟิรเอานได้พูดกับเขาว่า “โอ้ มูซาเอ๋ย แท้จริงฉันคิดว่าท่านถูกเวทมนต์อย่างแน่นอน”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ Биз Мусога тўққизта очиқойдин оятмўъжиза бердик Бани Исроилдан уларга у Мусо келган пайтини ўрагин Бас Фиръавн унга Албатта мен сени эй Мусо сеҳрлангансан деб ўйлайман деди Мазкур тўққиз мўъжиза–қўл асо тўфон чигиртка бит бақалар қон очарчилик йиллари ва меваларнинг камчил бўлиши эди Бу мўъжизалар ҳақида Аъроф сурасида ва бошқа сураларда сўз кетган
- 中国语文 - Ma Jian : 当穆萨来临以色列人的时候,我确已赏赐穆萨九种明显的迹象。你问一问以色列人吧,法老对他说:穆萨啊!我的确猜想你是中了魔术的人。
- Melayu - Basmeih : Dan sesungguhnya Kami telah memberi kepada Nabi Musa sembilan mukjizat yang jelas nyata membuktikan kebenarannya; maka bertanyalah wahai Muhammad kepada Bani Israil tentang itu Ketika Nabi Musa datang kepada Firaun dan kaumnya serta menunjukkan mukjizatnya lalu berkatalah Firaun kepadanya "Sesungguhnya aku fikir engkau ini wahai Musa seorang yang terkena sihir"
- Somali - Abduh : waxaan dhab u siinay Nabi Muuse sagaal Aayadood Mucjiso oo cad cad ee warso Binii Israa'iil markuu u yimid oo ku yidhi Fircoon waxaan kuu malayn Muusow mid la sixray
- Hausa - Gumi : Kuma lalle ne haƙĩƙa Mun bai wa Mũsã ãyõyi guda tara bayyanannu sai ka tambayi Banĩ Isrã'ila a lõkacin da ya jẽ musu sai Fir'auna ya ce masa "Lalle nĩ inã zaton ka ya Mũsã sihirtacce"
- Swahili - Al-Barwani : Na kwa yakini tulimpa Musa ishara tisa zilizo wazi Waulize Wana wa Israili alipo wafikia na Firauni akawaambia Hakika mimi nakuona wewe Musa umerogwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na i kemi dhënë Musait nëntë argumente të qarta e pyeti bijt e Israelit kur u erdhi të parëve të tyre dhe kur Faraoni i tha atij “O Musa unë të konsideroj ty për të magjepsur”
- فارسى - آیتی : از بنىاسرائيل بپرس، كه چون موسى نزد آنان آمد، به او نُه نشانه آشكار داده بوديم. و فرعون به او گفت: اى موسى، پندارم كه تو را جادو كرده باشند.
- tajeki - Оятӣ : Аз банӣ-Исроил бипурс, ки чун Мӯсо назди онон омад, ба ӯ нӯҳ нишонаи ошкоро дода будем. Ва Фиръавн ба ӯ гуфт: «Эй Мӯсо пиндорам, ки туро ҷоду карда бошанд».
- Uyghur - محمد صالح : بىز مۇساغا ھەقىقەتەن توققۇز روشەن مۆجىزە ئاتا قىلدۇق، مۇسا پىرئەۋنگە ۋە ئۇنىڭ قەۋمىگە كەلگەن چاغدا بىز مۇساغا: «(ئۇلاردىن) ئىسرائىل ئەۋلادىنى (قويۇۋېتىشنى) سۆرىغىن» (دېدۇق). پىرئەۋن ئۇنىڭغا: «ئى مۇسا! سېنى مەن چوقۇم جادۇ قىلىنغان دەپ ئويلايمەن» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മൂസാക്കു നാം പ്രത്യക്ഷത്തില് കാണാവുന്ന ഒമ്പതു തെളിവുകള് നല്കി. നീ ഇസ്രയേല്യരോട് ചോദിച്ചു നോക്കുക: അദ്ദേഹം അവരിലേക്ക് ചെന്ന സന്ദര്ഭം; അപ്പോള് ഫറവോന് പറഞ്ഞു: "മൂസാ, നിന്നെ മാരണം ബാധിച്ചവനായാണ് ഞാന് കരുതുന്നത്.”
- عربى - التفسير الميسر : ولقد اتينا موسى تسع معجزات واضحات شاهدات على صدق نبوته وهي العصا واليد والسنون ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فاسال ايها الرسول اليهود سوال تقرير حين جاء موسى اسلافهم بمعجزاته الواضحات فقال فرعون لموسى اني لاظنك يا موسى ساحرا مخدوعا مغلوبا على عقلك بما تاتيه من غرائب الافعال
*113) It should be noted that this is the third answer to the demand of the disbelievers of Makkah for Signs. They said, "We will not believe in you until you do this and do that before our eyes." In answer to this demand, they are being warned: "Nine clear Signs, like the ones you are demanding, were shown one after the other to Pharaoh before you and you also know full well what he said, simply because he did not want to believe in Moses; you also know that when he rejected the Prophet, even after seeing the Signs, We drowned him."
The nine Signs mentioned here have also been mentioned in VII: 133. These were: (1) The staff which turned into a monster snake. (2) Moses' bright hand which shone like the sun. (3) The public defeat of the sorcery of the magicians. (4)Universal famine. (5) Storm. (6) Locusts. (7) Lice. (8) Frogs. (9) Rain of blood.
*114) This has been particularly mentioned here because the mushriks of Makkah attributed the same epithet to the Holy Prophet as contained in V. 47. "These wrong-doers say to each other, 'The man, you are following, is a bewitched person' . "Here they are being warned that in this they were following Pharaoh, who gave the same epithet to Prophet Moses.
In this connection, we want to make a brief reference to an objection which has been raised by the modernists against a Tradition according to which the Holy Prophet once came under the influence of sorcery. They say that this Tradition confirms that the epithet "bewitched" applied to the Holy Prophet by the Quraish was correct, whereas the Qur'an refutes this as false: They forget that the same argument could be applied to the case of Prophet Moses whom Pharaoh accused of being bewitched, for the Qur'an says, in XX: 66-67: "When the magicians threw down their cords and rods (instruments of their sorcery), it seemed to Moses as if they were running, as a result of which Moses conceived in his mind a sort of fear. " If the words of the Tradition were to be considered against the Qur'an, do not these words of the Qur'an contradict its own words that the charge of Moses being bewitched was false? Do these modernists consider this verse to confirm Pharaoh's charge?"
As a matter of fact, these objectors do not know the sense in which the disbelievers of Makkah and Pharaoh called the Holy Prophet and Prophet Moses (Allah's peace be upon them) bewitched. What they meant was that some enemy had so bewitched them that they had lost their senses and so in their insanity claimed to be prophets and delivered a curious message. The Qur'an refutes this charge as false. As regards the temporary influence of magic on same person or a part of him has not been denied, for the influence of magic is like the effect produced on a person who is hit with a stone. The fact that some prophet was tem-porarily influenced by magic, does not in any way affect his prophethood adversely. Just as poison produced its effect on a prophet, or a prophet was wounded, so a prophet could also temporarily come under the influence of magic. Such a temporary magic could not cause any defect in his prophethood. God forbid, had magic produced any adverse effect on his reasoning and thinking faculties, one might have been sceptical about the authenticity of the Message. And when Pharaoh and the disbelievers of Makkah said that Prophet Moses and the Holy Prophet were bewitched, they meant that they had lost their senses under the influence of magic. The Qur'an refutes this charge brought against the Prophets.