- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَآ إِذًا شَطَطًا
- عربى - نصوص الآيات : وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها ۖ لقد قلنا إذا شططا
- عربى - التفسير الميسر : وقوَّينا قلوبهم بالإيمان، وشددنا عزيمتهم به، حين قاموا بين يدي الملك الكافر، وهو يلومهم على تَرْكِ عبادة الأصنام فقالوا له: ربنا الذي نعبده هو رب السموات والأرض، لن نعبد غيره من الآلهة، لو قلنا غير هذا لكُنَّا قد قلنا قولا جائرًا بعيدًا عن الحق.
- السعدى : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
{ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ } أي صبرناهم وثبتناهم، وجعلنا قلوبهم مطمئنة في تلك الحالة المزعجة، وهذا من لطفه تعالى بهم وبره، أن وفقهم للإيمان والهدى، والصبر والثبات، والطمأنينة.
{ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي: الذي خلقنا ورزقنا، ودبرنا وربانا، هو خالق السماوات والأرض، المنفرد بخلق هذه المخلوقات العظيمة، لا تلك الأوثان والأصنام، التي لا تخلق ولا ترزق، ولا تملك نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فاستدلوا بتوحيد الربوبية على توحيد الإلهية، ولهذا قالوا: { لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا } أي: من سائر المخلوقات { لَقَدْ قُلْنَا إِذًا } أي: إن دعونا معه آلهة، بعد ما علمنا أنه الرب الإله الذي لا تجوز ولا تنبغي العبادة، إلا له { شَطَطًا } أي: ميلا عظيما عن الحق، وطريقا بعيدة عن الصواب، فجمعوا بين الإقرار بتوحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، والتزام ذلك، وبيان أنه الحق وما سواه باطل، وهذا دليل على كمال معرفتهم بربهم، وزيادة الهدى من الله لهم.
- الوسيط لطنطاوي : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
ثم حكى - سبحانه - جانبا من مظاهر هدايته لهم فقال : ( وَرَبَطْنَا على قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ ) .
وأصل الربط : الشد ، يقال ، ربطت الدابة ، أى : شددتها برباط ، والمراد به هنا : ما غرسه الله فى قلوبهم من قوة ، وثبات على الحق ، وصبر على فراق أهليهم ، ومنه قولهم : فلان رابط الجأش ، إذا كان لا يفزع عند الشدائد والكروب .
والمراد بقيامهم : عقدهم العزم على مفارقة ما عليه قومهم من باطل ، وتصميمهم على ذلك تصميما لا تزحزحه الخطوب مهما كانت جسيمة .
ويصح أن يكون المراد بقيامهم : وقوفهم فى وجه ملكهم الجبار بثبات وقوة ، دون أن يبالوا به عندما أمرهم بعبادة ما يعبده قومهم ، وإعلانهم دين التوحيد ، ونبذهم لكل ما سواه من شرك وضلال .
قال القرطبى ما ملخصه : قوله - تعالى - ( إذ قاموا ) يحتمل ثلاثة معان . أحدها : أن يكون هذا وصف مقامهم بين يدى الملك الكافر ، وهو مقام يحتاج إلى الربط على القلب حيث خالفوا دينه ، ورفضوا ما دعاهم إليه .
والمعنى الثانى فيما قيل : إنهم أولاد عظماء تلك المدينة فخرجوا واجتمعوا وراءها من غير ميعاد ، وتعاهدوا على عبادة الله وحده .
والمعنى الثالث : أن يعبر بالقيام عن انبعاثهم بالعزم إلى الهروب إلى الله - تعالى - ومنابذة الناس ، كما تقول : قام فلان إلى أمر كذا ، إذا عزم عليه بغاية الجد .
وعلى أية حال فالجملة الكريمة تفيد أن هؤلاء الفتية كانت قلوبهم ثابتة راسخة ، مطمئنة إلى الحق الذى اهتدت إليه ، معتزة بالإِيمان الذى أشربته ، مستبشرة بالإِخاء الذى جمع بينها على غير ميعاد ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول :
" الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " .
ثم حكى - سبحانه - ما قالوه بعد أن استقر الإِيمان فى نفوسهم فقال : ( فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ السماوات والأرض لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إلها . . ) .
أى : أعلنوا براءتهم من كل خضوع لغير الله - عز وجل - حين قاموا فى وجه أعدائهم ، وقالوا بكل شجاعة وجرأة : ربنا - سبحانه - هو رب السموات والأرض ، وهو خالقهما وخالق كل شئ ، ولن نعبد سواه أى معبود آخر .
ونفوا عبادتهم لغيره - سبحانه - بحرف - " لن " للإِشعار بتصميمهم على ذلك فى كل زمان وفى كل مكان ، إذ النفى بلن أبلغ من النفى بغيرها .
قال الآلوسى : وقد يقال؛ إنهم أشاروا بالجملة الأولى - وهى : ربنا رب السموات والأرض - إلى توحيد الربوبية ، وأشاروا بالجملة الثانية - لن ندعو من دونه إلها - إلى توحيد الألوهية ، وهما أمران متغايران ، وعبدة الأوثان لا يقولون بهذا ، ويقولون بالأول : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله ) وحكى - سبحانه - عنهم أنهم يقولون : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى الله زلفى ) وصح أنهم كانوا يقولون : لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك .
وقوله - سبحانه - ( لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ) تأكيد لبراءتهم من كل عبادة لغير الله - تعالى - .
والشطط : مصدر معناه مجاوزة الحد فى كل شئ ، ومنه : أشط فلان فى السَّومْ إذا جاوز الحد ، وأشط فى الحكم إذا جاوز حدود العدل : وهو صفة لموصوف محذوف ، وفى الكلام قسم مقدر ، واللام فى " لقد " واقعة فى جوابه ، و " إذا " حرف جواب وجزاء فتدل على شرط مقدر .
أى : ربنا رب السموات والأرض ، لن ندعو من دون إلها . ولو فرض أننا دعونا وعبدنا من دونه إلها آخر ، والله لنكونن فى هذه الحالة قد قلنا إذا قولا شططا ، أى : بعيدا بعدا واضحا عن دائرة الحق والصواب .
والأية الكريمة تدل على قوة إيمان هؤلاء الفتية ، وعلى أن من كان كذلك ثبت الله - تعالى - قلبه ، وقواه على تحمل الشدائد ، كما تدل على أن من أشرك مع الله - تعالى - إلها آخر ، يكون بسبب هذا الإِشراك ، قد جاء بأمر شطط بعيد كل البعد عن الحق والصواب وصدق الله إذ يقول : ( وَمَن يُشْرِكْ بالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السمآء فَتَخْطَفُهُ الطير أَوْ تَهْوِي بِهِ الريح فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )
- البغوى : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
( وربطنا ) شددنا ( على قلوبهم ) بالصبر والتثبيت وقويناهم بنور الإيمان حتى صبروا على هجران دار قومهم ومفارقة ما كانوا فيه من العز وخصب العيش وفروا بدينهم إلى الكهف ( إذ قاموا ) بين يدي دقيانوس حين عاتبهم على ترك عبادة الصنم ( فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها ) قالوا ذلك لأن قومهم كانوا يعبدون الأوثان ( لقد قلنا إذا شططا ) يعني : إن دعونا غير الله لقد قلنا إذا شططا ، قال ابن عباس : جورا . وقال قتادة : كذبا . وأصل الشطط والإشطاط مجاوزة القدر والإفراط .
- ابن كثير : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
يقول تعالى : وصبرناهم على مخالفة قومهم ومدينتهم ، ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد والسعادة والنعمة ، فإنه قد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم وسادتهم ، وأنهم خرجوا يوما في بعض أعياد قومهم ، وكان لهم مجتمع في السنة يجتمعون فيه في ظاهر البلد ، وكانوا يعبدون الأصنام والطواغيت ، ويذبحون لها ، وكان لهم ملك جبار عنيد يقال له : " دقيانوس " ، وكان يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم إليه . فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك ، وخرج هؤلاء الفتية مع آبائهم وقومهم ، ونظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم ، عرفوا أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود لأصنامهم والذبح لها ، لا ينبغي إلا لله الذي خلق السموات والأرض . فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه ، وينحاز منهم ويتبرز عنهم ناحية . فكان أول من جلس منهم [ وحده ] أحدهم ، جلس تحت ظل شجرة ، فجاء الآخر فجلس عنده ، وجاء الآخر فجلس إليهما ، وجاء الآخر فجلس إليهم ، وجاء الآخر ، وجاء الآخر ، وجاء الآخر ، ولا يعرف واحد منهم الآخر ، وإنما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على الإيمان ، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري تعليقا ، من حديث يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف " . وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والناس يقولون : الجنسية علة الضم .
والغرض أنه جعل كل أحد منهم يكتم ما هو فيه عن أصحابه ، خوفا منهم ، ولا يدري أنهم مثله ، حتى قال أحدهم : تعلمون - والله يا قوم - إنه ما أخرجكم من قومكم وأفردكم عنهم ، إلا شيء فليظهر كل واحد منكم ما بأمره . فقال آخر : أما أنا فإني [ والله ] رأيت ما قومي عليه ، فعرفت أنه باطل ، وإنما الذي يستحق أن يعبد [ وحده ] ولا يشرك به شيء هو الله الذي خلق كل شيء السموات والأرض وما بينهما . وقال الآخر : وأنا والله وقع لي كذلك . وقال الآخر كذلك ، حتى توافقوا كلهم على كلمة واحدة ، فصاروا يدا واحدة وإخوان صدق ، فاتخذوا لهم معبدا يعبدون الله فيه ، فعرف بهم قومهم ، فوشوا بأمرهم إلى ملكهم ، فاستحضرهم بين يديه فسألهم عن أمرهم وما هم عليه فأجابوه بالحق ، ودعوه إلى الله عز وجل ؛ ولهذا أخبر تعالى عنهم بقوله : ( وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها ) و " لن " لنفي التأبيد ، أي : لا يقع منا هذا أبدا ؛ لأنا لو فعلنا ذلك لكان باطلا ؛ ولهذا قال عنهم : ( لقد قلنا إذا شططا ) أي : باطلا وكذبا وبهتانا .
- القرطبى : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
قوله تعالى : وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا
قوله تعالى : وربطنا على قلوبهم عبارة عن شدة عزم وقوة صبر ، أعطاها الله لهم حتى قالوا بين يدي الكفار : ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا . ولما كان الفزع وخور النفس يشبه بالتناسب الانحلال حسن في شدة النفس وقوة التصميم أن يشبه الربط ; ومنه يقال : فلان رابط الجأش ، إذا كان لا تفرق نفسه عند الفزع والحرب وغيرها . ومنه الربط على قلب أم موسى . وقوله - تعالى - : وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام وقد تقدم .
قوله تعالى : إذ قاموا فقالوا فيه مسألتان :
الأولى : قوله - تعالى - : إذ قاموا فقالوا يحتمل ثلاثة معان : أحدها : أن يكون هذا وصف مقامهم بين يدي الملك الكافر - كما تقدم ، وهو مقام يحتاج إلى الربط على القلب حيث خالفوا دينه ، ورفضوا في ذات الله هيبته . والمعنى الثاني فيما قيل : إنهم أولاد عظماء تلك المدينة ، فخرجوا واجتمعوا وراء تلك المدينة من غير ميعاد ; فقال أسنهم : إني أجد في نفسي أن ربي رب السماوات والأرض ; فقالوا ونحن كذلك نجد في أنفسنا . فقاموا جميعا فقالوا : ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا . أي لئن دعونا إلها غيره فقد قلنا إذا جورا ومحالا . والمعنى الثالث : أن يعبر بالقيام عن انبعاثهم بالعزم إلى الهروب إلى الله - تعالى - ومنابذة الناس ; كما تقول : قام فلان إلى أمر كذا إذا عزم عليه بغاية الجد .
الثانية : قال ابن عطية : تعلقت الصوفية في القيام والقول بقوله إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض .
قلت : وهذا تعلق غير صحيح هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته ، وشكروا لما أولاهم من نعمه ونعمته ، ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم خائفين من قومهم ; وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء والفضلاء الأولياء . أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام والرقص بالأكمام وخاصة في هذه الأزمان عند سماع الأصوات الحسان من المرد والنسوان ; هيهات بينهما والله ما بين الأرض والسماء . ثم هذا حرام عند جماعة العلماء ، على ما يأتي بيانه في سورة لقمان إن شاء الله - تعالى - . وقد تقدم في " سبحان " عند قوله : ولا تمش في الأرض مرحا ما فيه كفاية . وقال الإمام أبو بكر الطرسوسي وسئل عن مذهب الصوفية فقال : وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري ; لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون ; فهو دين الكفار وعباد العجل ، على ما يأتي .
- الطبرى : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
القول في تأويل قوله : ( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ) يقول عز ذكره:
وألهمناهم الصبر، وشددنا قلوبهم بنور الإيمان حتى عزفت أنفسهم عما كانوا عليه من خفض العيش.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة ( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ) يقول: بالإيمان.
قوله: ( إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) يقول: حين قاموا بين يدي الجبار دقينوس، فقالوا له إذ عاتبهم على تركهم عبادة آلهته ( رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) يقول: قالوا ربنا ملك السماوات والأرض وما فيهما من شيء، وآلهتك مربوبة، وغير جائز لنا أن نترك عبادة الربّ ونعبد المربوب ( لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا ) يقول: لن ندعو من دون ربّ السموات والأرض إلها، لأنه لا إله غيره، وإن كلّ ما دونه فهو خلقه ( لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ) يقول جل ثناؤه: لئن دعونا إلها غير إله السماوات والأرض، لقد قلنا إذن بدعائنا غيره إلها، شططا من القول: يعني غاليا من الكذب، مجاوزا مقداره في البطول والغلوّ: كما قال الشاعر:
ألا يـا لَقَـوْمي قـد أشْـطَتْ عَوَاذِلي
ويــزْعُمْنَ أنْ أوْدَى بِحَـقِّي بـاطلي (7)
يقال منه: قد أشط فلان في السوم إذا جاوز القدر وارتفع، يشط إشطاطا وشططا. فأما من البعد فإنما يقال: شط منـزل فلان يشطّ شطوطا ، ومن الطول: شطت الجارية تشطّ شطاطا وشطاطة: إذا طالت.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله (شَطَطا) قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ) يقول كذبا.
حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ) قال: لقد قلنا إذن خطأ، قال: الشطط: الخطأ من القول.
- ابن عاشور : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
- إعراب القرآن : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
«وَرَبَطْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «عَلى قُلُوبِهِمْ» متعلقان بربطنا «إِذْ» ظرف زمان «قامُوا» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه «فَقالُوا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «رَبُّنا» مبتدأ ونا مضاف إليه «رَبُّ» خبر والجملة مقول القول «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات «لَنْ» ناصبة «نَدْعُوَا» مضارع منصوب بلن «مِنْ دُونِهِ» متعلقان بندعو والهاء مضاف إليه «إِلهاً» مفعول به «لَقَدْ» اللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق «قُلْنا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب قسم «إِذاً» جرف جواب «شَطَطاً» مفعول به منصوب.
- English - Sahih International : And We made firm their hearts when they stood up and said "Our Lord is the Lord of the heavens and the earth Never will we invoke besides Him any deity We would have certainly spoken then an excessive transgression
- English - Tafheem -Maududi : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا(18:14) We strengthened their hearts, when they rose up, and they declared, "Our Lord is the One Who is the Lord of the heavens and the earth. We will not invoke any other deity than Him. It will be the most improper thing if we do so" .
- Français - Hamidullah : Nous avons fortifié leurs cœurs lorsqu'ils s'étaient levés pour dire Notre Seigneur est le Seigneur des cieux et de la terre jamais nous n'invoquerons de divinité en dehors de Lui sans quoi nous transgresserions dans nos paroles
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir stärkten ihre Herzen als sie aufstanden und sagten "Unser Herr ist der Herr der Himmel und der Erde Wir werden außer Ihm keinen anderen Gott anrufen sonst würden wir ja etwas Unrechtes sagen
- Spanish - Cortes : Fortalecimos su ánimo cuando se levantaron y dijeron Nuestro Señor es el Señor de los cielos y de la tierra No invocaremos a más dios que a Él Si no diríamos una solemne mentira
- Português - El Hayek : E robustecemos os seus corações; e quando se ergueram dizendo Nosso Senhor é o Senhor dos céus e da terra e nuncainvocaremos nenhuma outra divindade em vez d'Ele; porque com isso proferiríamos extravagâncias
- Россию - Кулиев : Мы укрепили их сердца укрепили их веру и решимость когда они встали и сказали Господь наш - Господь небес и земли Мы не станем взывать к другим божествам помимо Него В таком случае мы произнесли бы чрезмерное
- Кулиев -ас-Саади : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
Мы укрепили их сердца (укрепили их веру и решимость), когда они встали и сказали: «Господь наш - Господь небес и земли! Мы не станем взывать к другим божествам помимо Него. В таком случае мы произнесли бы чрезмерное.Нашим Господом является Аллах, Который сотворил нас и одарил пропитанием, который управляет нами и заботится о нас. Он сотворил небеса и землю, и Он один является Создателем этих великих творений. Что же касается истуканов и идолов, то они не в состоянии сотворить или одарить пропитанием. Они не способны принести пользу или причинить вред. Они не распоряжаются ни жизнью, ни смертью, ни воскрешением. И поэтому мы не станем обращать наши молитвы к творениям. Нам стало ясно, что Аллах - Единственный Господь Бог, заслуживающий поклонения, и если после этого мы станем поклоняться вымышленным божествам, то совершим кощунство и впадем в глубокое заблуждение. Юноши уверовали в Единственного Господа и поняли, что только Он заслуживает поклонения и обожествления. Они признали Аллаха своим Господом Богом, засвидетельствовав, что поклонение Ему является истинным, а поклонение иным божествам - тщетным и бесполезным. Это свидетельствует о том, что они действительно познали своего Господа, и Он укрепил их на прямом пути.
- Turkish - Diyanet Isleri : Onların olayını sana Biz gerçek olarak anlatıyoruz Onlar Rablerine inanmış birkaç gençti Onların hidayetlerini artırmış ve kalblerini pekiştirmiştik Durup şöyle demişlerdi "Rabbimiz göklerin ve yerin Rabbidir O'nu bırakıp başka bir tanrıya yalvarmayız yoksa and olsun ki batıl söz söylemiş oluruz Şu bizim milletimiz Allah'ı bırakıp O'ndan başka tanrılar edindiler Onların gerçek olduğuna apaçık delil getirmeleri gerekmez mi Allah'a karşı yalan uydurandan daha zalim kimdir"
- Italiano - Piccardo : fortificammo i loro cuori quando si levarono a dire “Il nostro Signore è il Signore dei cieli e della terra mai invocheremo dio all'infuori di Lui ché allora pronunceremmo un'aberrazione
- كوردى - برهان محمد أمين : ئێمهش دڵهکانیانمان دامهزراو کردو ترسمان تێدا نههێشت بڕیاریاندا کۆمهڵگهی نهفامی بهجێبهێڵن کاتێك ههستان و وتیان پهروهردگاری ئێمه پهروهردگاری ئاسمانهکان و زهویه ههرگیز هاناو هاوار بۆ هیچ خوایهکی تر نابهین جگه لهو ئهگهر لهو ڕاستی یه لابدهین سوێند به خوا ئهوه بێگومان ئێمه لهو کاتهدا قسهی نابهجێ و نادروستمان کردووه
- اردو - جالندربرى : اور ان کے دلوں کو مربوط یعنی مضبوط کردیا۔ جب وہ اٹھ کھڑے ہوئے تو کہنے لگے کہ ہمارا پروردگار اسمانوں اور زمین کا مالک ہے۔ ہم اس کے سوا کسی کو معبود سمجھ کر نہ پکاریں گے اگر ایسا کیا تو اس وقت ہم نے بعید از عقل بات کہی
- Bosanski - Korkut : Osnažili smo bili njihova srca kad su se digli i rekli "Gospodar naš – Gospodar je nebesa i Zemlje mi se nećemo pored Njega drugom bogu klanjati jer bismo tada ono što je daleko od istine govorili
- Swedish - Bernström : och ingöt hos dem tålamod och beslutsamhet Och de reste sig [mot den hedniska överheten] och sade "Vår Herre är himlarnas och jordens Herre Aldrig kommer vi att anropa en annan gud än Honom; [gjorde vi det] hade vi sannerligen [gjort] något oerhört
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Kami meneguhkan hati mereka diwaktu mereka berdiri lalu mereka pun berkata "Tuhan kami adalah Tuhan seluruh langit dan bumi; kami sekalikali tidak menyeru Tuhan selain Dia sesungguhnya kami kalau demikian telah mengucapkan perkataan yang amat jauh dari kebenaran"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
(Dan Kami telah meneguhkan hati mereka) Kami memperkuat hati mereka berpegangan kepada kalimat yang hak (di waktu mereka berdiri) di hadapan raja mereka yang menyuruh mereka supaya bersujud kepada berhala-berhala (lalu mereka berkata, "Rabb kami adalah Rabb langit dan bumi, kami sekali-kali tidak menyeru kepada selain-Nya) yakni selain Allah (sebagai Tuhan, sesungguhnya kami kalau demikian telah mengucapkan perkataan yang amat jauh dari kebenaran)" perkataan yang keterlaluan lagi sangat kafir jika seumpamanya kami menyeru kepada tuhan selain Allah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি তাদের মন দৃঢ় করেছিলাম যখন তারা উঠে দাঁড়িয়েছিল। অতঃপর তারা বললঃ আমাদের পালনকর্তা আসমান ও যমীনের পালনকর্তা আমরা কখনও তার পরিবর্তে অন্য কোন উপাস্যকে আহবান করব না। যদি করি তবে তা অত্যন্ত গর্হিত কাজ হবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள் கொடுமைக்கார அரசன் முன்னிலையில் எழுந்து நின்று "வானங்களுக்கும் பூமிக்கும் இறைவனாகிய அவனே எங்களுடைய இறைவன்; எக்காலத்தும் அவனையன்றி வேறு எவரையும் நாயனென்று அழைக்க மாட்டோம்; அப்படிச் செய்தால் குஃப்ரில் கொண்டு சேர்க்கும் வரம்பு மீறியதைச் சொன்னவர்கள் ஆவோம்" என்று அவர்கள் உறுதியாகக் கூறிய நிலையில் அவர்கள் இதயங்களை நாம் வலுப்படுத்தினோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเราได้ให้ความเข้มแข็งแก่หัวใจของพวกเขา ขณะที่พวกเขายืนขึ้นประกาศว่า “พระเจ้าของเราคือพระเจ้าแห่งชั้นฟ้าทั้งหลายและแผ่นดินเราจะไม่วิงวอนพระเจ้าอื่น จากพระองค์ มิเช่นนั้นเราก็กล่าวเกินความจริงอย่างแน่นอน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Уларнинг қалбларини мустаҳкамладик Қачонки турдилар ва Бизнинг Роббимиз осмонлару ернинг Роббидир Ундан ўзгани ҳаргиз илоҳ дея дуо қилмаймиз Агар шундай қилсак ноҳақ сўзни айтган бўлурмиз
- 中国语文 - Ma Jian : 我曾使他们的心坚忍。当时,他们站起来说:我们的主,是天地的主,我们绝不舍他而祈祷任何神明,否则,我们必定说出不近情理的话。
- Melayu - Basmeih : Dan Kami kuatkan hati mereka dengan kesabaran dan keberanian semasa mereka bangun menegaskan tauhid lalu berkata "Tuhan kami ialah Tuhan yang mencipta dan mentadbirkan langit dan bumi; kami tidak sekalikali akan menyembah Tuhan yang lain dari padanya; jika kami menyembah yang lainnya bermakna kami memperkatakan dan mengakui sesuatu yang jauh dari kebenaran"
- Somali - Abduh : waxaan xoojinay oon adkayna quluubtooda oyna dhaheen Eebehanno waa Eebeha Samaawaadka iyo Dhulka baryinamayno Caabudimayno Ilaah ka soo hadhay waxaan ku hadalay markaas hadal Xun oo baadil ah
- Hausa - Gumi : Kuma Muka ɗaure a kan zukãtansu a lõkacin da suka tsayu sa'an nan suka ce "Ubangijinmu Shĩ ne Ubangijin sammai daƙasa Bã zã mu kirãyi waninSa abin bautawa ba Idan mun yi haka lalle ne haƙĩƙa mun faɗi abin da ya ƙẽtare haddi a sa'an nan"
- Swahili - Al-Barwani : Na tukazitia nguvu nyoyo zao walipo simama na wakasema Mola wetu Mlezi ni Mola Mlezi wa mbingu na ardhi Hatutamwita mwenginewe kabisa badala yake kuwa ni Mungu Hivyo itakuwa tumesema jambo la kuvuka mpaka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Ne ua forcuam zemrat e tyre kur u ngritën dhe thanë “Zoti ynë është Zoti i qiejve dhe i Tokës Na nuk i lutëm kurrsesi – zotit tjetër përpos Tij Përndrushe – atëherë do të thonim gënjeshtër të madhe
- فارسى - آیتی : بر دلهايشان نيرو بخشيديم، آنگاه كه برخاستند و گفتند: پروردگار ما پروردگار آسمانها و زمين است. جز او كسى را خدا نخوانيم كه هر گاه چنين كنيم، سخنى سخت كفرآميز گفته باشيم.
- tajeki - Оятӣ : Бар дилҳояшон нерӯ бахшидем. Он гоҳ, ки бархостанд ва гуфтанд: «Парвардигори мо Парвардигори осмонҳову замин аст. Ҷуз Ӯ касеро худо нахонем, ки ҳар гоҳ чунин кунем, сухане сахт куфромез гуфта бошем.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ دىللىرىنى (يەنى ئىرادىسىنى) مۇستەھكەم قىلدۇق، ئۆز ۋاقتىدا ئۇلار (ئىمانسىز زالىم پادىشاھ ئالدىدا) دەس تۇرۇپ ئېيتتى: «بىزنىڭ پەرۋەردىگارىمىز ئاسمانلارنىڭ ۋە زېمىنىڭ پەرۋەردىگارىدۇر، بىز ئۇنى قويۇپ ھەرگىزمۇ باشقا ئىلاھقا ئىبادەت قىلمايمىز، ئەگەر بىز) اﷲ نىڭ شېرىكى بار) دەيدىغان بولساق، بۇ چاغدا ھەقىقەتەنمۇ تولىمۇ يىراقلاشقان بولىمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "ഞങ്ങളുടെ നാഥന് ആകാശഭൂമികളുടെ നാഥനാണ്. അവനെക്കൂടാതെ മറ്റൊരു ദൈവത്തോടും ഞങ്ങള് പ്രാര്ഥിക്കുകയില്ല. അങ്ങനെ ചെയ്താല് തീര്ച്ചയായും ഞങ്ങള് അന്യായം പറഞ്ഞവരായിത്തീരും” എന്ന് അവര് എഴുന്നേറ്റു നിന്ന് പ്രഖ്യാപിച്ചപ്പോള് നാം അവരുടെ മനസ്സുകള്ക്ക് കരുത്തേകി.
- عربى - التفسير الميسر : وقوينا قلوبهم بالايمان وشددنا عزيمتهم به حين قاموا بين يدي الملك الكافر وهو يلومهم على ترك عباده الاصنام فقالوا له ربنا الذي نعبده هو رب السموات والارض لن نعبد غيره من الالهه لو قلنا غير هذا لكنا قد قلنا قولا جائرا بعيدا عن الحق