- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأْوُۥٓاْ إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِۦ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
- عربى - نصوص الآيات : وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا
- عربى - التفسير الميسر : وحين فارقتم قومكم بدينكم، وتركتم ما يعبدون من الآلهة إلا عبادة الله، فالجؤوا إلى الكهف في الجبل لعبادة ربكم وحده، يَبْسطْ لكم ربكم من رحمته ما يستركم به في الدارين، ويسهل لكم من أمركم ما تنتفعون به في حياتكم من أسباب العيش.
- السعدى : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
أي: قال بعضهم لبعض، إذ حصل لكم اعتزال قومكم في أجسامكم وأديانكم، فلم يبق إلا النجاء من شرهم، والتسبب بالأسباب المفضية لذلك، لأنهم لا سبيل لهم إلى قتالهم، ولا بقائهم بين أظهرهم، وهم على غير دينهم، { فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ } أي: انضموا إليه واختفوا فيه { يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا } وفيما تقدم، أخبر أنهم دعوه بقولهم { ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا } فجمعوا بين التبري من حولهم وقوتهم، والالتجاء إلى الله في صلاح أمرهم، ودعائه بذلك، وبين الثقة بالله أنه سيفعل ذلك، لا جرم أن الله نشر لهم من رحمته، وهيأ لهم من أمرهم مرفقا، فحفظ أديانهم وأبدانهم، وجعلهم من آياته على خلقه، ونشر لهم من الثناء الحسن، ما هو من رحمته بهم، ويسر لهم كل سبب، حتى المحل الذي ناموا فيه، كان على غاية ما يمكن من الصيانة
- الوسيط لطنطاوي : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك ما تناجوا به فيما بينهم ، بعد أن وضح موقفهم وضوحا صريحا حاسما ، وبعد أن أعلنوا كلمة التوحيد بصدق وقوة . . فقال - تعالى - : ( وَإِذِ اعتزلتموهم وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ الله فَأْوُوا إِلَى الكهف يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً ) .
و " إذ " يبدو أنها هنا للتعليل . والاعتزال : تجنب الشئ سواء أكان هذا التجنب بالبدن أم بالقلب . و " ما " فى قوله ( وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ الله ) اسم موصول فى محل نصب معطوف على الضمير فى قوله ( اعتزلتموهم ) وقوله : ( إلا الله ) استثناء متصل ، بناء على أن القوم كانوا يعبدون الله - تعالى - ويشكرون معه فى العبادة الأصنام . و " من " قالوا إنها بمعنى البدلية .
وقوله : ( مرفقاً ) من الارتفاق : بمعنى الانتفاع ، وقرأ نافع وابن عامر مرفقا - بفتح الميم وكسر الفاء .
.
والمعنى: أن هؤلاء الفتية بعد أن أعلنوا كلمة التوحيد، وعقدوا العزم على مفارقة قومهم المشركين تناجوا فيما بينهم وقالوا: ولأجل ما أنتم مقدمون عليه من اعتزالكم لقومكم الكفار، واعتزالكم الذي يعبدونه من دون الله لأجل ذلك فالجأوا إلى الكهف، واتخذوه مأوى ومستقرا لكم، ينشر لكم ربكم الكثير من الخير بفضله ورحمته، ويهيئ لكم بدلا من أمركم الصعب. أمرا آخر فيه اليسر والنفع.
وفي التعبير بقولهم- كما حكى القرآن عنهم.. يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ.. دلالة واضحة على صدق إيمانهم وحسن ظنهم الذي لا حدود له، بربهم- عز وجل- فهم عند ما فارقوا أهليهم وأموالهم وزينة الحياة، وقرروا اللجوء إلى الكهف الضيق الخشن المظلم.. لم ييأسوا من رحمة الله، بل أيقنوا أن الله- تعالى- سيرزقهم فيه الخير الوفير، وييسر لهم ما ينتفعون به، ببركة إخلاصهم وصدق إيمانهم.
وهكذا الإيمان الصادق، يجعل صاحبه يفضل المكان الخالي من زينة الحياة، من أجل سلامة عقيدته، على المكان المليء باللين والرخاء الذي يحس فيه بالخوف على عقيدته.
فالآية الكريمة تدل على أن اعتزال الكفر والكافرين من أجل حماية الدين، يؤدى إلى الظفر برحمة الله وفضله وعطائه العميم وصدق الله إذ يقول في شأن إبراهيم- عليه السلام- وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا. فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا. وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا .
ثم تنتقل السورة الكريمة إلى الحديث عن أحوال هؤلاء الفتية بعد أن استقروا في الكهف وبعد أن ألقى الله- تعالى- عليهم بالنوم الطويل فتقول:
- البغوى : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
ثم قال بعضهم لبعض : ( وإذ اعتزلتموهم ) يعني قومهم ( وما يعبدون إلا الله ) قرأ ابن مسعود " وما يعبدون من دون الله " وأما القراءة المعروفة فمعناها أنهم كانوا يعبدون الله ويعبدون معه الأوثان يقولون : وإذ : اعتزلتموهم وجميع ما يعبدون إلا الله فإنكم لم تعتزلوا عبادته ( فأووا إلى الكهف ) فالجأوا إليه ( ينشر لكم ) يبسط لكم ( ربكم من رحمته ويهيئ لكم ) يسهل لكم ( من أمركم مرفقا ) أي : ما يعود إليه يسركم ورفقكم قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر " مرفقا " بفتح الميم وكسر الفاء وقرأ الآخرون بكسر الميم وفتح الفاء ومعناهما واحد ، وهو ما يرتفق به الإنسان .
- ابن كثير : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
فلما وقع عزمهم على الذهاب والهرب من قومهم ، واختار الله تعالى لهم ذلك ، وأخبر عنهم بذلك في قوله : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله ) أي : وإذا فارقتموهم وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير الله ، ففارقوهم أيضا بأبدانكم ( فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ) أي : يبسط عليكم رحمة يستركم بها من قومكم ( ويهيئ لكم من أمركم ) [ أي ] الذي أنتم فيه ، ( مرفقا ) أي : أمرا ترتفقون به . فعند ذلك خرجوا هرابا إلى الكهف ، فأووا إليه ، ففقدهم قومهم من بين أظهرهم ، وتطلبهم الملك فيقال : إنه لم يظفر بهم ، وعمى الله عليه خبرهم . كما فعل بنبيه [ محمد ] صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق ، حين لجأ إلى غار ثور ، وجاء المشركون من قريش في الطلب ، فلم يهتدوا إليه مع أنهم يمرون عليه ، وعندها قال النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى جزع الصديق في قوله : يا رسول الله ، لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لأبصرنا ، فقال : " يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ " ، وقد قال تعالى : ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ) [ التوبة : 40 ] فقصة هذا الغار أشرف وأجل وأعظم وأعجب من قصة أصحاب الكهف ، وقد قيل : إن قومهم ظفروا بهم ، وقفوا على باب الغار الذي دخلوه ، فقالوا : ما كنا نريد منهم من العقوبة أكثر مما فعلوا بأنفسهم . فأمر الملك بردم بابه عليهم ليهلكوا مكانهم ففعل [ لهم ] ذلك . وفي هذا نظر ، والله أعلم ؛ فإن الله تعالى قد أخبر أن الشمس تدخل عليهم في الكهف بكرة وعشية ، كما قال تعالى :
- القرطبى : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
قوله تعالى : وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا
قوله تعالى : وإذ اعتزلتموهم وإذ اعتزلتموهم قيل : هو من قول الله لهم . أي وإذ اعتزلتموهم فأووا إلى الكهف . وقيل : هو من قول رئيسهم يملخا ; فيما ذكر ابن عطية . وقال الغزنوي : رئيسهم مكسلمينا ، قال لهم ذلك ; أي إذ اعتزلتموهم واعتزلتم ما يعبدون . ثم استثنى وقال إلا الله أي إنكم لم تتركوا عبادته ; فهو استثناء منقطع . قال ابن عطية : وهذا على تقدير إن الذين فر أهل الكهف منهم لا يعرفون الله ، ولا علم لهم به ; وإنما يعتقدون الأصنام في ألوهيتهم فقط . وإن فرضنا أنهم يعرفون الله كما كانت العرب تفعل لكنهم يشركون أصنامهم معه في العبادة فالاستثناء متصل ; لأن الاعتزال وقع في كل ما يعبد الكفار إلا في جهة الله . وفي مصحف عبد الله بن مسعود " وما يعبدون من دون الله " . قال قتادة هذا تفسيرها .
قلت : ويدل على هذا ما ذكره أبو نعيم الحافظ عن عطاء الخراساني في قوله - تعالى - وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله قال : كان فتية من قوم يعبدون الله ويعبدون معه آلهة فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله . ابن عطية : فعلى ما قال قتادة تكون إلا بمنزلة " غير " ، وما من قوله وما يعبدون إلا الله في موضع نصب ، عطفا على الضمير في قوله اعتزلتموهم . ومضمن هذه الآية أن بعضهم قال لبعض : إذا فارقنا الكفار وانفردنا بالله - تعالى - فلنجعل الكهف مأوى ونتكل على الله ; فإنه سيبسط لنا رحمته ، وينشرها علينا ، ويهيئ لنا من أمرنا مرفقا . وهذا كله دعاء بحسب الدنيا ، وعلى ثقة كانوا من الله في أمر آخرتهم . وقال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين - رضي الله عنه - : كان أصحاب الكهف صياقلة ، واسم الكهف حيوم .
مرفقا قرئ بكسر الميم وفتحها ، وهو ما يرتفق به وكذلك مرفق الإنسان ومرفقه ; ومنهم من يجعل " المرفق " بفتح الميم الموضع كالمسجد وهما لغتان .
- الطبرى : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل بعض الفتية لبعض:
وإذا اعتزلتم أيها الفتية قومكم الذين اتخذوا من دون الله آلهة ( وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ ) يقول: وإذا اعتزلتم قومكم الذين يعبدون من الآلهة سوى الله، فـ " ما " إذ كان ذلك معناه في موضع نصب عطفا لها على الهاء، والميم التي في قوله ( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ )
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ ) وهي في مصحف عبد الله: " ومَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله " هذا تفسيرها.
وأما قوله: ( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ) فإنه يعني به:
فصيروا إلى غار الجبل الذي يسمى بنجلوس، ( يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ) يقول: يبسط لكم ربكم من رحمته بتيسيره لكم المخرج من الأمر الذي قد رُمِيتم به من الكافر دقينوس وطلبه إياكم لعرضكم على الفتنة.
وقوله: ( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ) جواب لـ " إذ " ، كأن معنى الكلام: وإذ اعتزلتم أيها القوم قومكم، فأْوُوا إلى الكهف ، كما يقال: إذ أذنبت فاستغفر الله وتب إليه.
وقوله: ( وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ) يقول: وييسر لكم من أمركم الذي أنتم فيه من الغمِّ والكرب خوفا منكم على أنفسكم ودينكم مرفقا، ويعني بالمرفق: ما ترتفقون به من شيء، وفي المرفق من اليد وغير اليد لغتان: كسر الميم وفتح الفاء، وفتح الميم وكسر الفاء ، وكان الكسائي يُنكر في مِرْفَق الإنسان الذي في اليد إلا فتح الفاء وكسر الميم ، وكان الفرّاء يحكي فيهما، أعني في مرفق الأمر واليد اللغتين كلتيهما، وكان ينشد في ذلك قول الشاعر:
بت أجافي مرفقا عن مرفقي (1)
ويقول: كسر الميم فيه أجود.
وكان بعض نحويي أهل البصرة يقول في قوله: ( مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ) شيئا ترتفقون به مثل المقطع، ومرفقا جعله اسما كالمسجد، ويكون لغة، يقولون: رفق يرفق مرفقا، وإن شئت مرفقا تريد رفقا ولم يُقْرأ.
وقد اختلفت القراء في قراءة ذلك. فقرأته عامة قراء أهل المدينة: " وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أمْرِكُمْ مِرْفَقا " بفتح الميم وكسر الفاء، وقرأته عامة قراء العراق في المصرين (مِرْفَقا) بكسر الميم وفتح الفاء.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان بمعنى واحد، قد قرأ بكل واحدة منهما قراء من أهل القرآن، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ، غير أن الأمر وإن كان كذلك، فإن الذي أختار في قراءة ذلك: ( وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ) بكسر الميم وفتح الفاء، لأن ذلك أفصح اللغتين وأشهرهما في العرب، وكذلك ذلك في كل ما ارتفق به من شيء.
------------------------
الهوامش:
(1) هذا بيت من الرجز ، استشهد به المؤلف على أن المرفق الذي يرتفق بع وينتفع : يجوز فيه فتح الميم مع كسر الراء وكسر الميم مع فتح . وكذلك مرفق اليدين ، وهو موافق لما قاله الفراء في معاني القرآن ( الورقة 184 من مصورة الجامعة ) قال : وقوله "من أمركم مرفقا " كسر الميم الأعمش والحسن ، ونصبها أهل المدينة وعاصم ، فكأن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء ، أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر ، والمرفق من الإنسان . وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان. والعرب أيضا تفتح الميم من مرفق الإنسان، لغتان فيهما . أه أما أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 1 : 95 ذ) فإنه قال : المرفق : ما ارتفق به ، ويقرؤه قوم مرفقا ( أي بالفتح ) فأما في اليدين فهو مرفق . ولم أجد هذا الشاهد عند الفراء ، ولا عند أبي عبيدة ، ولا في لسان العرب . ومعنى أجافي : أبعد.
- ابن عاشور : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
- إعراب القرآن : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
«وَإِذِ» الواو استئنافية إذ ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكر «اعْتَزَلْتُمُوهُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة مضاف إليها «وَما» الواو عاطفة وما موصولية «يَعْبُدُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة معطوفة «إِلَّا» أداة حصر «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «فَأْوُوا» الفاء الفصيحة وفعل أمر وفاعله والجملة لا محل لها «إِلَى الْكَهْفِ» متعلقان بأووا «يَنْشُرْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب «لَكُمْ» متعلقان بينشر «رَبُّكُمْ» فاعل والكاف مضاف إليه «مِنْ رَحْمَتِهِ» متعلقان بينشر والهاء مضاف إليه «وَيُهَيِّئْ» معطوف على ينشر «لَكُمْ» متعلقان بيهيء «مِنْ أَمْرِكُمْ» متعلقان بمحذوف حال والكاف مضاف إليه «مِرفَقاً» مفعول به.
- English - Sahih International : [The youths said to one another] "And when you have withdrawn from them and that which they worship other than Allah retreat to the cave Your Lord will spread out for you of His mercy and will prepare for you from your affair facility"
- English - Tafheem -Maududi : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا(18:16) Now that you have forsaken them and discarded the deities they worship besides Allah, let us go to such and such a cave for refuge. *11 Your Lord will extend to you His mercy, and order your affairs for you for the best. "
- Français - Hamidullah : Et quand vous vous serez séparés d'eux et de ce qu'ils adorent en dehors d'Allah réfugiez-vous donc dans la caverne votre Seigneur répandra de Sa miséricorde sur vous et disposera pour vous un adoucissement à votre sort
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und da ihr euch nun von ihnen und von demjenigen dem sie außer Allah dienen fernhaltet so sucht Zuflucht in der Höhle; euer Herr wird über euch einiges von Seiner Barmherzigkeit ausbreiten und euch in eurer Angelegenheit eine milde Behandlung bereiten"
- Spanish - Cortes : Cuando os hayáis alejado de ellos y de lo que en lugar de Dios sirven ¡refugiaos en la caverna Vuestro Señor extenderá sobre vosotros algo de Su misericordia y dispondrá de la mejor manera de vuestra suerte
- Português - El Hayek : Quando vos afastardes dele com tudo quanto adoram além de Deus refugiaivos na caverna; então vosso Senhor vosagraciará com a Sua misericórdia e vos reservará um feliz êxito em vosso empreendimento
- Россию - Кулиев : Если вы удалились от них и от того чему они поклоняются помимо Аллаха то укройтесь в пещере и ваш Господь распространит на вас Свою милость и сделает ваше дело легким
- Кулиев -ас-Саади : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
Если вы удалились от них и от того, чему они поклоняются помимо Аллаха, то укройтесь в пещере, и ваш Господь распространит на вас Свою милость и сделает ваше дело легким».Вы покинули свой народ и отреклись от его религии, а теперь вам надо сделать все возможное для того, чтобы спастись от них. У вас нет возможности сражаться против них, а если вы вернетесь к ним, то они не позволят вам исповедовать другую религию. Посему спрячьтесь в пещере, и Господь одарит вас милостью и окажет вам помощь. Ранее мы уже упомянули о том, что юноши обратились к Аллаху со словами: «Господь наш! Даруй нам от Себя милость и устрой наше дело наилучшим образом» (18:10). Они признали свою слабость, обратились за помощью к Аллаху, положились на Его поддержку и твердо уверовали в то, что Он непременно ответит на их молитвы. И, конечно же, Он одарил их Своей милостью и покровительствовал им в благом начинании. Он сохранил их тела и веру, сделал их знамением для остальных людей и почтил их доброй славой, что было свидетельством Его милости по отношению к юным отрокам. Наряду с этим Он облегчил их пребывание в пещере и обезопасил их самым совершенным образом. Вот почему далее Всевышний сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Onlara "Siz onlardan ve Allah'tan başka taptıklarından ayrıldınız bunun için mağaraya girin ki Rabbiniz size rahmetini yaysın ve size işinizde kolaylık göstersin" denildi
- Italiano - Piccardo : Quando vi sarete allontanati da loro e da ciò che adorano all'infuori di Allah rifugiatevi nella caverna il vostro Signore spargerà su di voi la Sua misericordia e deciderà del vostro caso nel migliore dei modi”
- كوردى - برهان محمد أمين : ههندێکیان وتیان جا ئێسته که ئێوه بڕیارتانداوه خۆتان دووره پهرێزبگرن لهم خهڵکهو لهوشتانه که له جیاتی خوا دهیانپهرستن تهنها خواپهرستی بکهن ده پهنا بهرنه ئهشکهوتهکه ئهو کاته پهروهردگارتان ڕهحمهت و میهرهبانی خۆیتان بهسهردا پهخش دهکاتهوهو هۆکاری حهوانهوهتان بۆ دابین دهکات
- اردو - جالندربرى : اور جب تم نے ان مشرکوں سے اور جن کی یہ خدا کے سوا عبادت کرتے ہیں ان سے کنارہ کرلیا ہے تو غار میں چل رہو تمہارا پروردگار تمہارے لئے اپنی رحمت وسیع کردے گا اور تمہارے کاموں میں اسانی کے سامان مہیا کرے گا
- Bosanski - Korkut : Kad napustite njih i one kojima umjesto Allahu robuju sklonite se u pećinu Gospodar vaš će vas milošću Svojom obasuti i za vas će ono što će vam korisno biti pripremiti"
- Swedish - Bernström : [Och sinsemellan sade de] "Sedan vi [nu] har dragit oss undan dem och allt vad de dyrkar i Guds ställe låt oss fly till grottan Gud skall förbarma Sig över oss och ge oss vad vi behöver och hjälpa oss att bestå [provet]"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apabila kamu meninggalkan mereka dan apa yang mereka sembah selain Allah maka carilah tempat berlindung ke dalam gua itu niscaya Tuhanmu akan melimpahkan sebagian rahmatNya kepadamu dan menyediakan sesuatu yang berguna bagimu dalam urusan kamu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
(Dan apabila kamu meninggalkan mereka beserta apa yang mereka sembah selain Allah, maka carilah tempat berlindung ke dalam gua itu, niscaya Rabb kalian akan melimpahkan sebagian rahmat-Nya kepada kalian dan menyediakan sesuatu yang berguna bagi kalian dalam urusan kalian) Lafal mirfaqan dapat dibaca marfiqan artinya apa-apa yang menjadi keperluan kalian berupa makan siang dan makan malam.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা যখন তাদের থেকে পৃথক হলে এবং তারা আল্লাহর পরিবর্তে যাদের এবাদত করে তাদের থেকে তখন তোমরা গুহায় আশ্রয়গ্রহণ কর। তোমাদের পালনকর্তা তোমাদের জন্যে দয়া বিস্তার করবেন এবং তিনি তোমাদের জন্য তোমাদের কাজ কর্মকে ফলপ্রসু করার ব্যবস্থা করবেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்களையும் அவர்கள் வணங்கும் அல்லாஹ் அல்லாதவற்றையும் விட்டு விலகி நீங்கள் குகையின்பால் ஒதுங்கிக் கொள்ளுங்கள் உங்களுடைய இறைவன் தன்னுடைய ரஹ்மத்திலிருந்து உங்களுக்கு விசாலமாகக் கொடுத்து உங்கள் காரியத்தில் உணவு பிரச்சனையை உங்களுக்கு எளிதாக்கித் தருவான் என்று அவர்களில் ஓர் இளைஞர் சொன்னார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเมื่อพวกเจ้าปลีกตัวออกห่างจากพวกเขา และสิ่งที่พวกเขาเคารพบูชาอื่นจากอัลลอฮแล้ว ดังนั้นพวกเจ้าก็จงหลบเข้าไปในถ้ำ พระผู้เป็นเจ้าของพวกเจ้าจะทรงแผ่ความเมตตาของพระองค์แก่พวกเจ้า และจะทรงทำให้กิจการของพวกเจ้าดำเนินไปอย่างสะดวกสบาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Модомики улардан ва улар Аллоҳдан бошқа ибодат қилаётган нарсадан узоқлашмоқчи бўлсангиз каҳфдан паноҳ жой олингиз Роббингиз сизга Ўз раҳматини таратур ва сизга ишингизда осонлик яратур дедилар Роббиларига иймон келтирган Роббилари ҳидоятларини зиёда қилиб қалбларини мустаҳкамлаган йигитлар кофирлар билан баҳслашиш бефойдалиги улар ёмонлигидан фақат қочибгина қутулиш мумкинлигини англаб етгач иймонлари муҳофазаси учун каҳфғорга кириб бекинишни ўзаро маслаҳат қилдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 当你们离弃他们和他们舍真主而崇拜的神明,可避居山洞,你们的主将对你们广施恩惠为你们的事业为有利的。
- Melayu - Basmeih : Dan oleh kerana kamu telah mengasingkan diri dari mereka dan dari apa yang mereka sembah yang lain dari Allah maka pergilah kamu berlindung di gua itu supaya Tuhan kamu melimpahkan dari rahmatnya kepada kamu dan menyediakan kemudahankemudahan untuk menjayakan urusan kamu dengan memberikan bantuan yang berguna"
- Somali - Abduh : markaad ka fogaataan gaalada iyo waxay caabudi oo Eebe ka soo hadhay u dunma godka wuxuu idiin fidin Eebihiin naxariise idinkanadarbi amarkiinna waxaad ku istareexdaan kuna kala saartaan xumaanta iyo wanaagga
- Hausa - Gumi : "Kuma idan kun nĩsance su sũ da abin da suke bautãwa fãce Allah to ku tattara zuwa ga kõgon sai Ubangijinku Ya watsa muku daga rahamarSa kuma Ya sauƙaƙe muku madõgara daga al'amarinku"
- Swahili - Al-Barwani : Na mkijitenga nao na vile wanavyo viabudu badala ya Mwenyezi Mungu basi kimbilieni pangoni akufungulieni Mola wenu Mlezi rehema yake na akutengenezeeni ya kukufaeni katika mambo yenu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kur t’i lëni ju ata popullin tuaj dhe atyre që iu luteshin ata përveç Perëndisë – i thanë njëritjetrit “Strehohuni në shpellë Zoti juaj do t’ju begatojë juve nga mëshira e Tij dhe do t’ju përgatisë për veprën tuaj atë nga e cila do të keni dobi”
- فارسى - آیتی : اگر از قوم خود كناره جستهايد و جز خداى يكتا خداى ديگرى را نمىپرستيد، به غار پناه بريد و خدا رحمت خويش بر شما ارزانى دارد و نعمتتان را در آن مهيا دارد.
- tajeki - Оятӣ : Агар аз қавми худ канора ҷустаед ва ҷуз Худои якто худои дигареро намепарастед, ба ғор паноҳ баред ва Худо раҳмати худ бар шумо арзонӣ дорад ва неъмататонро дар он муҳайё дорад.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى يىگىتلەر!) سىلەر ئۇلاردىن ۋە ئۇلارنىڭ اﷲ تىن باشقا ئىبادەت قىلىدىغان بۇتلىرىدىن ئايرىلغان ئىكەنسىلەر، غارنى پاناھ جاي قىلىڭلار، پەرۋەردىگارىڭلار سىلەرگە كەڭ رەھمەت قىلىدۇ، اﷲ سىلەرنىڭ ئىشلىرىڭلارنى ئاسانلاشتۇرۇپ بېرىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "നിങ്ങളിപ്പോള് അവരെയും അല്ലാഹുവെക്കൂടാതെ അവര് ആരാധിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നവയെയും കൈവെടിഞ്ഞിരിക്കയാണല്ലോ. അതിനാല് നിങ്ങള് ആ ഗുഹയില് അഭയം തേടിക്കൊള്ളുക. നിങ്ങളുടെ നാഥന് തന്റെ അനുഗ്രഹം നിങ്ങള്ക്ക് ചൊരിഞ്ഞുതരും. നിങ്ങളുടെ കാര്യം നിങ്ങള്ക്ക് സുഗമവും സൌകര്യപ്രദവുമാക്കിത്തരും.”
- عربى - التفسير الميسر : وحين فارقتم قومكم بدينكم وتركتم ما يعبدون من الالهه الا عباده الله فالجووا الى الكهف في الجبل لعباده ربكم وحده يبسط لكم ربكم من رحمته ما يستركم به في الدارين ويسهل لكم من امركم ما تنتفعون به في حياتكم من اسباب العيش
*11) When these God-worshipping youths fled the habitations to take refuge in the hills, the city of Ephesus was the principal centre of idol-worship and sorcery in Asia Minor. There was a great temple dedicated to the goddess Diana, which was well-known in the whole world and attracted devotees from far end wide. The sorcerers, workers of magic and occult arts, sooth-sayers and amuletwriters of Ephesus were well-known and their black business had spread throughout Syria and Palestine, even as far as Egypt. The Jews also had a big share in it, who attributed this art to Prophet Solomon. (Please see Cyclopaedia of Biblical Literature under `Ephesus', for details). The predicament in which the righteous people living in an environment of idolatry and superstition were involved can well be imagined from the remark of "the Companions of the Cave' that occurs in v. 20: "....... if they succeed in over-powering us, they will surely stone us to death or force us back into their Faith. "