- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍۢ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِى ٱلْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقًا
- عربى - نصوص الآيات : وقل الحق من ربكم ۖ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ۚ إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها ۚ وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ۚ بئس الشراب وساءت مرتفقا
- عربى - التفسير الميسر : وقل لهؤلاء الغافلين: ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به، فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن يجحد فليفعل، فما ظَلَم إلا نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها، وإن يستغث هؤلاء الكفار في النار بطلب الماء مِن شدة العطش، يُؤتَ لهم بماء كالزيت العَكِر شديد الحرارة يشوي وجوههم. قَبُح هذا الشراب الذي لا يروي ظمأهم بل يزيده، وقَبُحَتْ النار منزلا لهم ومقامًا. وفي هذا وعيد وتهديد شديد لمن أعرض عن الحق، فلم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعمل بمقتضاها.
- السعدى : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
أي: قل للناس يا محمد: هو الحق من ربكم أي: قد تبين الهدى من الضلال، والرشد من الغي، وصفات أهل السعادة، وصفات أهل الشقاوة، وذلك بما بينه الله على لسان رسوله، فإذا بان واتضح، ولم يبق فيه شبهة.
{ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } أي: لم يبق إلا سلوك أحد الطريقين، بحسب توفيق العبد، وعدم توفيقه، وقد أعطاه الله مشيئة بها يقدر على الإيمان والكفر، والخير والشر، فمن آمن فقد وفق للصواب، ومن كفر فقد قامت عليه الحجة، وليس بمكره على الإيمان، كما قال تعالى { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي } وليس في قوله: { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } الإذن في كلا الأمرين، وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام، كما ليس فيها ترك قتال الكافرين. ثم ذكر تعالى مآل الفريقين فقال: { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } بالكفر والفسوق والعصيان { نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } أي: سورها المحيط بها، فليس لهم منفذ ولا طريق ولا مخلص منها، تصلاهم النار الحامية.
{ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا } أي: يطلبوا الشراب، ليطفئ ما نزل بهم من العطش الشديد.
{ يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ } أي: كالرصاص المذاب، أو كعكر الزيت، من شدة حرارته.
{ يَشْوِي الْوُجُوهَ } أي: فكيف بالأمعاء والبطون، كما قال تعالى { يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد }
{ بِئْسَ الشَّرَابُ } الذي يراد ليطفئ العطش، ويدفع بعض العذاب، فيكون زيادة في عذابهم، وشدة عقابهم.
{ وَسَاءَتْ } النار { مُرْتَفَقًا } وهذا ذم لحالة النار، أنها ساءت المحل، الذي يرتفق به، فإنها ليست فيها ارتفاق، وإنما فيها العذاب العظيم الشاق، الذي لا يفتر عنهم ساعة، وهم فيه مبلسون قد أيسوا من كل خير، ونسيهم الرحيم في العذاب، كما نسوه.
- الوسيط لطنطاوي : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
ثم أمر الله - تعالى - رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجهر بكلمة الحق فى وجوه المستكبرين ، فقال .
( وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ . . ) .
أى : وقل : أيها الرسول - لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا ، واتبعوا أهواءهم ، وكان أمرهم فرطا ، قل لهم : هذا الذى جئتكم به من قرآن هو الحق من ربكم وخالقكم . . فقوله : ( الحق مِن رَّبِّكُمْ ) خبر لمبتدأ محذوف .
أو أن لفظ ( الحق ) مبتدأ ، والجار والمجرور خبره . أى : الحق الذى جئتكم به فى هذا القرآن العظيم ، كائن مبدؤه من ربكم ، وليس من أحد سواه .
وليس المراد من قوله ( فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ) التخيير بين الإيمان والكفر ، بل المراد به التهديد والتخويف ، بدليل قوله - تعالى - بعد ذلك ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً ) . . إلخ .
أى : قل لهم جئتكم من ربكم بالحق الذى يجب اتباعه ، فمن شاء أن يؤمن به فليفعل فإن عاقبته الخير والثواب ، ومن شاء أن يكفر به فليكفر فإن عاقبته الخسران والعقاب ، كما بين - سبحانه - ذلك فى قوله : ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) .
والسرادق : كل ما أحاط بغيره ، كالحائط أو السور الذى يحيط بالبناء ، فيمنع من الوصول إلى ما بداخله .
أى : إنا هيأنا وأعددنا للكافرين بهذا الحق نارا مهولة عظيمة ، أحاط بهم سياجها إحاطة تامة؛ بحيث لا يستطيعون الخروج منه ، وإنما هم محصورون بداخله . كما ينحصر الشئ بداخل ما يحدق به من كل جانب .
وقوله : ( وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كالمهل يَشْوِي الوجوه بِئْسَ الشراب وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً ) بيان لما ينزل بهم من عذاب عندما يطلبون الغوث مما هم فيه من كروب .
والمهل فى اللغة : يطلق على ما أذيب من جواهر الأرض . كالحديد ، والرصاص ، والنحاس ، ونحو ذلك كما يطلق - أيضا - على الماء الغليظ كدردى الزيت أى : ما تعكر منه . وقيل . هو نوع من القطران أو السم .
والمرتفق : المتكأ ، من الارتفاق وهو الاتكاء على مرفق اليد .
أى : إن هؤلاء الكافرين ، إن يطلبوا الغوث عما هم فيه من كرب وعطش ، يغاثوا بماء كالمهل فى شدة حرارته ونتنه وسواده ، هذا الماء ( يشوى الوجوه ) أى : يحرقها .
( بئس الشراب ) ذلك الماء الذى يغاثون به ( وساءت ) النار منزلا ينزلون به ، ومتكأ يتكئون عليه .
فالآية الكريمة تصور ما ينزل بهؤلاء الظالمين من عذاب ، تصويرا ترتجف من هوله الأبدان ، ويدخل الرعب والفزع على النفوس .
قال بعضهم : " فإن قيل ، أى إغاثة لهم فى ماء كالمهل مع أنه من أشد العذاب ، وكيف قال - سبحانه - ، ( يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كالمهل ) ؟
فالجواب : إن هذا من أساليب اللغة العربية التى نزل بها القرآن ونظيره من كلام العرب قول عمرو بن معد يكرب .
وخيل قد دلفت لها بخيل ... تحية بينهم ضرب وجيع
أى : لا تحية لهم إلا الضرب الوجيع ، وإذا كان هؤلاء الظالمون لا يغاثون إلا بماء كالمهل ، علم من ذلك أنهم لا إغاثة لهم مطلقا "
.والمخصوص بالذم في قوله: بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً محذوف، بئس الشراب ذلك الماء الذي يغاثون به، وساءت النار مكانا للارتفاق والاتكاء.
- البغوى : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
( وقل الحق من ربكم ) أي ما ذكر من الإيمان والقرآن معناه : قل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا : أيها الناس [ قد جاءكم من ربكم الحق ] وإليه التوفيق والخذلان وبيده الهدى والضلال ليس إلي من ذلك شيء .
( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) هذا على طريق التهديد والوعيد كقوله : " اعملوا ما شئتم " ( فصلت - 40 ) .
وقيل معنى الآية : وقل الحق من ربكم ولست بطارد المؤمنين لهواكم فإن شئتم فآمنوا وإن شئتم فاكفروا فإن كفرتم فقد أعد لكم ربكم نارا أحاط بكم سرادقها وإن آمنتم فلكم ما وصف الله عز وجل لأهل طاعته .
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية : من شاء الله له الإيمان آمن ومن شاء له الكفر كفر وهو قوله : " وما تشاءون إلا أن يشاء الله " ( الإنسان - 30 ) .
( إنا أعتدنا ) أعددنا وهيأنا من الإعداد وهو العدة ( للظالمين ) للكافرين ( نارا أحاط بهم سرادقها ) " السرادق " : الحجرة التي تطيف بالفساطيط .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنبأنا محمد بن أحمد بن الحارث أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي أنبأنا عبد الله بن محمود أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال أنبأنا عبد الله بن المبارك عن رشدين بن سعد حدثني عمرو بن الحارث عن دراج بن أبي السمح عن أبي الهيثم بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال : " سرادق النار أربعة جدر كثف كل جدار مثل مسيرة أربعين سنة " .
قال ابن عباس : هو حائط من نار .
وقال الكلبي : هو عنق يخرج من النار فيحيط بالكفار كالحظيرة .
وقيل : هو دخان يحيط بالكفار وهو الذي ذكره الله تعالى : " انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب " ( المرسلات - 30 ) .
( وإن يستغيثوا ) من شدة العطش ( يغاثوا بماء كالمهل )
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنبأنا محمد بن أحمد بن الحارث أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي أنبأنا عبد الله بن محمود أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال حدثنا عبد الله بن المبارك عن رشدين بن سعد حدثنا عمرو بن الحارث عن دراج بن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ( بماء كالمهل ) قال كعكر الزيت فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه فيه " .
وقال ابن عباس : هو ماء غليظ مثل دردي الزيت .
وقال مجاهد : هو القيح والدم .
وسئل ابن مسعود عن : " المهل " فدعا بذهب وفضة فأوقد عليهما النار حتى ذابا ثم قال : هذا أشبه شيء بالمهل .
( يشوي الوجوه ) ينضج الوجوه من حره .
( بئس الشراب وساءت ) النار ( مرتفقا ) قال ابن عباس : منزلا وقال مجاهد : مجتمعا وقال عطاء : مقرا . وقال القتيبي : مجلسا . وأصل " المرتفق " : المتكأ .
- ابن كثير : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
قول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : وقل يا محمد للناس : هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) هذا من باب التهديد والوعيد الشديد ؛ ولهذا قال : ( إنا أعتدنا ) أي : أرصدنا ) للظالمين ) وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه ( نارا أحاط بهم سرادقها ) أي : سورها .
قال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لسرادق النار أربعة جدر ، كثافة كل جدار مسافة أربعين سنة " .
وأخرجه الترمذي في " صفة النار " وابن جرير في تفسيره ، من حديث دراج أبي السمح به
[ وقال ابن جريج : قال ابن عباس : ( أحاط بهم سرادقها ) قال : حائط من نار ]
وقال ابن جرير : حدثني الحسين بن نصر والعباس بن محمد قالا : حدثنا أبو عاصم ، عن عبد الله بن أمية ، حدثني محمد بن حيي بن يعلى ، عن صفوان بن يعلى ، عن يعلى بن أمية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البحر هو جهنم " قال : فقيل له : [ كيف ذلك ؟ ] فتلا هذه الآية - أو : قرأ هذه الآية - : ( نارا أحاط بهم سرادقها ) ثم قال : " والله لا أدخلها أبدا أو : ما دمت حيا - ولا تصيبني منها قطرة " .
وقوله : ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) قال ابن عباس : " المهل " : ماء غليظ مثل دردي الزيت .
وقال مجاهد : هو كالدم والقيح . وقال عكرمة : هو الشيء الذي انتهى حره : وقال آخرون : هو كل شيء أذيب .
وقال قتادة : أذاب ابن مسعود شيئا من الذهب في أخدود ، فلما انماع وأزبد قال : هذا أشبه شيء بالمهل .
وقال الضحاك : ماء جهنم أسود ، وهي سوداء وأهلها سود .
وهذه الأقوال ليس شيء منها ينفي الآخر ، فإن المهل يجمع هذه الأوصاف الرذيلة كلها ، فهو أسود منتن غليظ حار ؛ ولهذا قال : ( يشوي الوجوه ) أي : من حره ، إذا أراد الكافر أن يشربه وقربه من وجهه ، شواه حتى يسقط جلد وجهه فيه ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بإسناده المتقدم في سرادق النار عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ماء كالمهل " . قال كعكر الزيت فإذا قربه إليه سقطت فروة وجهه فيه " وهكذا رواه الترمذي في " صفة النار " من جامعه ، من حديث رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، به ثم قال : لا نعرفه إلا من حديث " رشدين " ، وقد تكلم فيه من قبل حفظه ، هكذا قال ، وقد رواه الإمام أحمد كما تقدم عن حسن الأشيب ، عن ابن لهيعة ، عن دراج ، والله أعلم .
وقال عبد الله بن المبارك ، وبقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الله بن بسر ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( ويسقى من ماء صديد يتجرعه ) [ إبراهيم : 16 ، 17 ] قال : "
يقرب إليه فيتكرهه ، فإذا قرب منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه ، يقول الله تعالى : ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب ) .وقال سعيد بن جبير : إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم ، فأكلوا منها فاختلست جلود وجوههم ، فلو أن مارا مر بهم يعرفهم ، لعرف جلود وجوههم فيها . ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون . فيغاثون بماء كالمهل ، وهو الذي قد انتهى حره ، فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود .
ولهذا قال تعالى بعد وصفه هذا الشراب بهذه الصفات [ الذميمة ] القبيحة : ( بئس الشراب ) أي : بئس هذا الشراب كما قال في الآية الأخرى : ( وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) [ محمد : 15 ] وقال تعالى : ( تسقى من عين آنية ) [ الغاشية : 5 ] أي حارة ، كما قال : ( وبين حميم آن ) [ الرحمن : 44 ]
( وساءت مرتفقا ) [ أي : وساءت النار ] منزلا ومقيلا ومجتمعا وموضعا للارتفاق كما قال في الآية الأخرى : ( إنها ساءت مستقرا ومقاما ) [ الفرقان : 66 ]
- القرطبى : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
قوله : وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا
قوله تعالى : وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر الحق رفع على خبر الابتداء المضمر ; أي قل هو الحق . وقيل : هو رفع على الابتداء ، وخبره في قوله من ربكم . ومعنى الآية : قل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا : أيها الناس من ربكم الحق فإليه التوفيق والخذلان ، وبيده الهدى والضلال ، يهدي من يشاء فيؤمن ، ويضل من يشاء فيكفر ; ليس إلي من ذلك شيء ، فالله يؤتي الحق من يشاء وإن كان ضعيفا ، ويحرمه من يشاء وإن كان قويا غنيا ، ولست بطارد المؤمنين لهواكم ; فإن شئتم فآمنوا ، وإن شئتم فاكفروا . وليس هذا بترخيص وتخيير بين الإيمان والكفر ، وإنما هو وعيد وتهديد . أي إن كفرتم فقد أعد لكم النار ، وإن آمنتم فلكم الجنة .
إنا أعتدنا أي أعددنا .
للظالمين أي للكافرين الجاحدين .
نارا أحاط بهم سرادقها قال الجوهري : السرادق واحد السرادقات التي تمد فوق صحن الدار . وكل بيت من كرسف فهو سرادق . قال رؤبة :
يا حكم بن المنذر بن الجارود سرادق المجد عليك ممدود
يقال : بيت مسردق . وقال سلامة بن جندل يذكر أبرويز وقتله النعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة :
هو المدخل النعمان بيتا سماؤه صدور الفيول بعد بيت مسردق
وقال ابن الأعرابي : سرادقها سورها . وعن ابن عباس : حائط من نار . الكلبي : وقال ابن الأعرابي : سرادقها سورها . وعن ابن عباس : حائط من نار . الكلبي : عنق تخرج من النار فتحيط بالكفار كالحظيرة . القتبي : السرادق الحجزة التي تكون حول الفسطاط . وقاله ابن عزيز . وقيل : هو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة ، وهو الذي ذكره الله - تعالى - في سورة ( والمرسلات ) . حيث يقول : انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب وقوله : وظل من يحموم قاله قتادة . وقيل : إنه البحر المحيط بالدنيا . وروى يعلى بن أمية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : البحر هو جهنم - ثم تلا - نارا أحاط بهم سرادقها - ثم قال - والله لا أدخلها أبدا ما دمت حيا ولا يصيبني منها قطرة ذكره الماوردي . وخرج ابن المبارك من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لسرادق النار أربع جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة . وخرجه أبو عيسى الترمذي ، وقال فيه : حديث حسن صحيح غريب .
قلت : وهذا يدل على أن السرادق ما يعلو الكفار من دخان أو نار ، وجدره ما وصف .
قوله تعالى : وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه قال ابن عباس : المهل ماء غليظ مثل دردي الزيت . مجاهد : القيح والدم . الضحاك : ماء أسود ، وإن جهنم لسوداء ، وماؤها أسود وشجرها أسود وأهلها سود . وقال أبو عبيدة : هو كل ما أذيب من جواهر الأرض من حديد ورصاص ونحاس وقزدير ، فتموج بالغليان ، فذلك المهل . ونحوه عن ابن مسعود قال سعيد بن جبير : هو الذي قد انتهى حره . وقال : المهل ضرب من القطران ; يقال : مهلت البعير فهو ممهول . وقيل : هو السم . والمعنى في هذه الأقوال متقارب . وفي الترمذي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله كالمهل قال : كعكر الزيت فإذا قربه إلى وجهه سقطت فروة وجهه قال أبو عيسى : هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد ورشدين قد تكلم فيه من قبل حفظه . وخرج عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ويسقى من ماء صديد يتجرعه قال : يقرب إلى فيه فكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه وإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره . يقول الله - تعالى - وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم يقول وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا قال : حديث غريب .
قلت : وهذا يدل على صحة تلك الأقوال ، وأنها مرادة ، والله أعلم . وكذلك نص عليها أهل اللغة . في الصحاح " المهل " النحاس المذاب . ابن الأعرابي : المهل المذاب من الرصاص . وقال أبو عمرو . المهل دردي الزيت . والمهل أيضا القيح والصديد . وفي حديث أبي بكر : ادفنوني في ثوبي هذين فإنهما للمهل والتراب .
بئس الشراب وساءت مرتفقا قال مجاهد : معناه مجتمعا ، كأنه ذهب إلى معنى المرافقة . ابن عباس : منزلا . عطاء : مقرا . وقيل مهادا . وقال القتبي : مجلسا ، والمعنى متقارب ; وأصله من المتكأ ، يقال منه : ارتفقت أي اتكأت على المرفق . قال الشاعر :
قالت له وارتفقت ألا فتى يسوق بالقوم غزالات الضحى
ويقال : ارتفق الرجل إذا نام على مرفقه لا يأتيه نوم . قال أبو ذؤيب الهذلي :
نام الخلي وبت الليل مرتفقا كأن عيني فيها الصاب مدبوح
الصاب : عصارة شجر مر .
- الطبرى : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
القول في تأويل قوله تعالى : وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا، واتبعوا أهواءهم، الحقّ أيها الناس من عند ربكم، وإليه التوفيق والحذلان، وبيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد، فيؤمن، ويضلّ من يشاء عن الهدى فيكفر، ليس إلي من ذلك شيء، ولست بطارد لهواكم من كان للحقّ متبعا، وبالله وبما أنـزل علي مؤمنا، فإن شئتم فآمنوا، وإن شئتم فاكفروا، فإنكم إن كفرتم فقد أعد لكم ربكم على كفركم به نار أحاط بكم سرادقها، وإن آمنتم به وعملتم بطاعته، فإن لكم ما وصف الله لأهل طاعته.
وروي عن ابن عباس في ذلك ما حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) يقول: من شاء الله له الإيمان آمن، ومن شاء الله له الكفر كفر، وهو قوله: وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وليس هذا بإطلاق من الله الكفر لمن شاء، والإيمان لمن أراد، وإنما هو تهديد ووعيد.
وقد بين أن ذلك كذلك قوله: ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا ) والآيات بعدها.
كما حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن عمر بن حبيب، عن داود، عن مجاهد، في قوله: ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ). قال: وعيد من الله، فليس بمعجزي.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وقوله اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ قال: هذا كله وعيد ليس مصانعة ولا مراشاة ولا تفويضا. وقوله: ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا ) يقول تعالى ذكره: إنا أعددنا، وهو من العُدّة. للظالمين: الذين كفروا بربهم.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قوله: ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) قال: للكافرين ، وقوله: ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) يقول: أحاط سرادق النار التي أعدّها الله للكافرين بربهم، وذلك فيما قيل: حائط من نار يطيف بهم كسرادق الفسطاط، وهي الحجرة التي تطيف بالفسطاط، كما قال رؤبة:
يـا حَـكَمَ بـنَ المُنْـذِرِ بـنَ الجارُودْ
سُــرادِقُ الفَضْــلِ عَلَيْـكَ مَمْـدُودْ (2)
وكما قال سلامة بن جندل:
هُـوَ المُـولِجُ النُّعْمـانَ بيْتـا سَـماؤُهُ
صُـدُورُ الفُيُـولِ بعـدَ بَيْـتٍ مُسَرْدَقَ (3)
يعني: بيتا له سرادق.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، في قوله: ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) قال: هي حائط من نار.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان ، عن معمر، عمن أخبره، قال ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) قال: دخان يحيط بالكفار يوم القيامة، وهو الذي قال الله: ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ .
وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك خبر يدلّ على أن معنى قوله ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) أحاط بهم ذلك في الدنيا، وأن ذلك السرادق هو البحر.
ذكر من قال ذلك: حدثني العباس بن محمد والحسين بن نصر، قالا ثنا أبو عاصم، عن عبد الله بن أمية، قال: ثني محمد ابن حيي بن يعلى، عن صفوان بن يعلى، عن يعلى بن أمية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البَحْرُ هو جَهَنَّمُ" قال: فقيل له: كيف ذلك، فتلا هذه الآية، أو قرأ هذه الآية: ( نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) ثم قال: والله لا أدْخُلُها أبَدًا أوْ ما دُمْتُ حَيًّا، ولا تُصِيبُني مِنْها قَطْرَة.
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يعمر بن بشر، قال: ثنا ابن المبارك، قال: أخبرنا رشدين بن سعد، قال: ثني عمرو بن الحارث، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " سُرَادِقُ النَّارِ أرْبَعَةُ جُدُرٍ، كِثْفُ كُلّ وَاحِد مِثْلُ مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ سَنَةً".
حدثنا بشر، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن لِسُرَادِقِ النَّارِ أرْبَعَةَ جُدُرٍ، كِثْفُ كُلّ وَاحِد مِثْلُ مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ سَنَةً".
حدثنا بشر، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ماءٌ كالمُهْلِ"، قال: " كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فإذا قَرَّبَهُ إليه سقط فَرْوَةُ وَجْهِه فِيهِ".
وقوله: ( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) يقول تعالى ذكره: وإن يستغث هؤلاء الظالمون يوم القيامة في النار من شدّة ما بهم من العطش، فيطلبونَ الماء يُغاثوا بماء المُهْل.
واختلف أهل التأويل في المهل، فقال بعضهم: هو كلّ شيء أذيب وانماع.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ، قال: ذُكر لنا أن ابن مسعود أهديت إليه سِقاية من ذهب وفضة، فأمر بأخدود فخدّ في الأرض، ثم قذف فيه من جزل حطب، ثم قذف فيه تلك السقاية، حتى إذا أزبدت وانماعت قال لغلامه: ادع من يحضُرنا من أهل الكوفة، فدعا رهطا، فلما دخلوا عليه قال: أترون هذا؟ قالوا : نعم، قال: ما رأينا في الدنيا شبيها للمهل أدنى من هذا الذهب والفضة، حين أزبد وانماع.
وقال آخرون: هو القيح والدم الأسود.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن أبي بَزَة، عن مجاهد في قوله: ( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) قال: القيح والدم.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) قال: القيح والدم الأسود، كعكر الزيت ، قال الحارث في حديثه: يعني درديه.
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (كالمُهْلِ) قال: يقول: أسود كهيئة الزيت.
حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) ماء جهنم أسود، وهي سوداء، وشجرها أسود، وأهلها سود.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) قال: هو ماء غليظ مثل دردي الزيت.
وقال آخرون: هو الشيء الذي قد انتهى حرّه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر وهارون بن عنترة، عن سعيد بن جبير، قال: المهل: هو الذي قد انتهى حرة.
وهذه الأقوال وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها، فمتقاربات المعنى، وذلك أن كل ما أذيب من رصاص أو ذهب أو فضة فقد انتهى حرّه، وأن ما أوقدت عليه من ذلك النار حتى صار كدردي الزيت، فقد انتهى أيضا حرّه.
وقد: حُدثت عن معمر بن المثنى، أنه قال: سمعت المنتجع بن نبهان يقول: والله لفلان أبغض إليّ من الطلياء (4) والمهل، قال: فقلنا له: وما هما؟ فقال: الجرباء، والملة التي تنحدر عن جوانب الخبزة إذا ملت في النار من النار، كأنها سهلة (5) حمراء مدققة، فهي أحمره، فالمهل إذا هو كلّ مائع قد أوقد عليه حتى بلغ غاية حره، أو لم يكن مائعا، فانماع بالوقود عليه، وبلغ أقصى الغاية في شدّة الحرّ.
وقوله: ( يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ ) يقول جلّ ثناؤه: يشوي ذلك الماء الذي يغاثون به وجوههم.
كما حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا حيوة بن شريح، قال: ثنا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بُسْر، هكذا قال ابن خلف عن أبي أمامة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، في قوله ( وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ قال: يقرب إليه فيتكرّهه، فإذا قرب منه، شوى وجهه، ووقعت فَرْوة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه ، يقول الله: (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب).
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثني إبراهيم بن إسحاق الطالَقاني ويعمر بن بشر، قالا ثنا ابن المبارك، عن صفوان، عن عبد الله بن بُسْر، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر وهارون بن عنترة، عن سعيد بن جبير، قال هارون: إذا جاع أهل النار ، وقال جعفر: إذا جاء أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم، فأكلوا منها، فاختلست جلود وجوههم، فلو أن مارا مار بهم يعرفهم، لعرف جلود وجوههم فيها، ثم يصبّ عليهم العطش، فيستغيثون، فيغاثون بماء كالمهل، وهو الذي قد انتهى حرّه، فإذا أدنوه من أفواههم انشوى من حرّه لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود.
وقوله: (بِئْسَ الشَّرَابُ) يقول تعالى ذكره: بئس الشراب، هذا الماء الذي يغاث به هؤلاء الظالمون في جهنم الذي صفته ما وصف في هذه الآية.
وقوله: (وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) يقول تعالى ذكره: وساءت هذه النار التي أعتدناها لهؤلاء الظالمين مرتفقا ، والمرتفق في كلام العرب: المتكأ، يقال منه: ارتفقت إذا اتكأت، كما قال الشاعر:
قــالَتْ لَــهُ وارْتَفَقَــتْ ألا فَتـى
يَسُــوقُ بـالقَوْمِ غَـزَالاتِ الضُّحَـى (6)
أراد: واتكأت على مرفقها ، وقد ارتفق الرجل: إذا بات على مرفقه لا يأتيه نوم، وهو مرتفق، كما قال أبو ذؤيب الهذلي :
نـامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ اللَّيْـلَ مُرْتَفِقًــا
كَأنَّ عَيْني فيها الصَّــابُ مَذْبُــوحُ (7)
وأما من الرفق فإنه يقال: قد ارتفقت بك مرتفقا، وكان مجاهد يتأول قوله: ( وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) يعني المجتمع.
* ذكر الرواية بذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (مُرْتَفَقا) : أي مجتمعا.
حدثني يعقوب، قال: ثنا معتمر، عن ليث، عن مجاهد (وساءت مُرْتَفَقا) قال: مجتمعا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد مثله ، ولست أعرف الارتفاق بمعنى الاجتماع في كلام العرب، وإنما الارتفاق : افتعال، إما من المرفق، وإما من الرفق.
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
(2) البيتان من أرجوزة قصيرة سبعة أبيات لرؤبة في ( ديوانه طبع ليبسج سنة 1903 ضمن الزوائد الملحقة بالديوان ، وهما الأول والخامس ، ص 172 ) . والبيتان من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1 : 399) إلا أن رواية البيت الثاني فيه :
* أنـت الجـواد بن الجود المحمود *
وبعده البيت الثاني . قال : "أحاط بهم سرادقها " :كسرادق الفسطاط ، وهي الحجرة التي تطيف بالفسطاط ؛ قال رؤبة * يـا حـكم بن المنذر بن الجارود *
وفي ( اللسان : سردق ) : السرادق : ما أحاط بالبناء ، والجمع سرادقات . قال سيبويه : جمعوه بالتاء وإن كان مذكرا ، حين لم يكسر . وفي التنزيل " أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا " . في صفة النار أعاذنا الله منها . قال الزجاج : صار عليهم سرادق من العقاب . والسرادق ما أحاط بالشيء ، نحو الشقة في المضرب ( الخيمة ) أو الحائط المشتمل على الشيء.
(3) البيت في ديوان سلامة بن جندل السعدي التميمي ( طبعة بيروت سنة 1910 ص 19) من قصيدة عدة أبياتها ثلاثون بيتا . قال أبو عمرو : كان كسرى حبس النعمان في بيت فيه ثلاثة فيول ، والمسردق : ذو السرادق ، أو الذي عليه سرادق . وقال أبو عبيدة في ( مجاز القرآن 1 : 399 ) بعد أن أورد البيت : أي له سرادق . اه. وفي ( اللسان: سردق ) وقد سردق البيت . قال سلامة بن جندل : ( وأورد البيت ) . ثم قال الجوهري : السرادق : واحد السرادقات التي تمد فوق صحن الدار . وكل بيت من كرسف ( قطن ) فهو سرادق . قال رؤبة :
يـا حـكم بـن المنـذر بـن الجارود
أنـت الجـواد ابـن الجـواد المحمود
ســرادق المجــد عليــك ممـدود
قال : وقيل : الرجز للكذاب الحرمازي . ونسب الجوهري بيت سلامة بن جندل إلى الأعشى ، وقال في سببه : يذكر ابن وبر وقتله النعمان بن المنذر . عن (لسان العرب : سردق ) .
(4) يريد بالطلياء الناقة الجرباء المطلية بالقطران أو الخضخاض . ويريد بالمهل : الملة إذا حميت جدا ورأيتها تموج.
(5) السهلة ، بالكسر ، تراب كالرمل أحمر يجيء به الماء ( اللسان)
(6) هذان بيتان من مشطور الرجز ، ذكرهما اللسان في : غزل . ورواية الأول منهما مختلفة عن رواية المؤلف ، وهي :
* دعـت سليمى دعوة هل من فتى *
وفي رواية أخرى : * ودعـوة القـوم ألا هـل من فتى *
وغزالة الضحى وغزالاته : بعد ما تنبسط الشمس وتضحى . ولا شاهد في البيت الأول على هاتين الروايتين .
(7) البيت في ديوان أبي ذؤيب الهذلي طبع دار الكتب المصرية ، ( القسم الأول من ديوان الهذليين ص 104 ) وهو مطلع قصيدة له . وفيه " مشتجرا " في موضع " مرتفقا " ومشتجرا أي يشجر رأسه بيده ، يريد أنه وضع رأسه على يديه ، كما يشجر الثوب بالعود . وقال الأصمعي : الصاب : شجرة مرة لها لبن يمض العين إذا أصابها . ومذبوح : مشقوق . والذبح : الشق . ومرتفقا : واضعا مرفقه تحت رأسه . والبيت : من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1 : 400 ) وأوله : " إني أرقت فبت . . . " . وقال : " ساءت مرتفقا " : أي متكئا . قال أبو ذؤيب . . . البيت .
- ابن عاشور : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
- إعراب القرآن : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
«وَقُلِ» الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر والجملة معطوفة «الْحَقُّ» مبتدأ «مِنْ رَبِّكُمْ» متعلقان بالخبر والكاف مضاف إليه والجملة مقول القول «فَمَنْ» الفاء استئنافية ومن اسم شرط جازم مبتدأ «شاءَ» ماض فاعله مستتر «فَلْيُؤْمِنْ» الفاء رابطة للجواب واللام لام الأمر ويؤمن مضارع مجزوم بلام الأمر والفاعل مستتر والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط في محل رفع خبر المبتدأ «وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ» إعرابها كسابقتها وهي معطوفة عليها «إِنَّا» إن واسمها «أَعْتَدْنا» ماض وفاعله والجملة خبر إن وجملة إنا إلخ تعليل لا محل لها «لِلظَّالِمِينَ» متعلقان بأعتدنا «ناراً» مفعول به «أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها» ماض وفاعله والجار والمجرور متعلقان بأحاط والها مضاف إليه والجملة صفة لنارا «وَإِنْ» الواو استئنافية وإن شرطية «يَسْتَغِيثُوا» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط بحذف النون والواو فاعله والجملة ابتدائية لا محل لها «يُغاثُوا» مضارع مبني للمجهول مجزوم لأنه جواب الشرط بحذف النون والواو نائب فاعل و الجملة لا محل لها لأنها جواب شرط لم تقترن بالفاء. «بِماءٍ» متعلقان بيغاثوا «كَالْمُهْلِ» متعلقان بصفة محذوفة لماء «يَشْوِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر «الْوُجُوهَ» مفعول به والجملة صفة ثانية لماء «بِئْسَ» فعل ماض لإنشاء الذم «الشَّرابُ» فاعل والجملة استئنافية لا محل لها «وَساءَتْ» ماض لإنشاء الذم وفاعله مستتر والجملة معطوفة «مُرْتَفَقاً» تمييز
- English - Sahih International : And say "The truth is from your Lord so whoever wills - let him believe; and whoever wills - let him disbelieve" Indeed We have prepared for the wrongdoers a fire whose walls will surround them And if they call for relief they will be relieved with water like murky oil which scalds [their] faces Wretched is the drink and evil is the resting place
- English - Tafheem -Maududi : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(18:29) Proclaim, "This is the Truth from your Lord: now whosoever will, he may accept it and whosoever will, he may reject it". *31
- Français - Hamidullah : Et dis La vérité émane de votre Seigneur Quiconque le veut qu'il croie quiconque le veut qu'il mécroie Nous avons préparé pour les injustes un Feu dont les flammes les cernent Et s'ils implorent à boire on les abreuvera d'une eau comme du métal fondu brûlant les visages Quelle mauvaise boisson et quelle détestable demeure
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und sag Es ist die Wahrheit von eurem Herrn Wer nun will der soll glauben und wer will der soll ungläubig sein Gewiß Wir haben den Ungerechten ein Feuer bereitet dessen Zeltdecke sie umfangen hält Und wenn sie um Hilfe rufen wird ihnen mit Wasser wie geschmolzenem Erz geholfen das die Gesichter versengt - ein schlimmes Getränk und ein böser Rastplatz
- Spanish - Cortes : Y di La Verdad viene de vuestro Señor ¡Que crea quien quiera y quien no quiera que no crea Hemos preparado para los impíos un fuego cuyas llamas les cercarán Si piden socorro se les socorrerá con un líquido como de metal fundido que les abrasará el rostro ¡Mala bebida Y ¡mal lugar de descanso
- Português - El Hayek : Dizelhes A verdade emana do vosso Senhor; assim pois que creia quem desejar e descreia quem quiser Preparamospara os iníquos o fogo cuja labareda os envolverá Quando implorarem por água serlhesá dada a beber água semelhante ametal em fusão que lhes assará os rostos Que péssima bebida Que péssimo repouso
- Россию - Кулиев : Скажи Истина - от вашего Господа Кто хочет пусть верует а кто не хочет пусть не верует Мы приготовили для беззаконников Огонь стены которого будут окружать их со всех сторон Если они станут просить о помощи или дожде то им помогут водой подобной расплавленному металлу или осадку масла которая обжигает лицо Мерзкий напиток и скверная обитель
- Кулиев -ас-Саади : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
Скажи: «Истина - от вашего Господа. Кто хочет, пусть верует, а кто не хочет, пусть не верует». Мы приготовили для беззаконников Огонь, стены которого будут окружать их со всех сторон. Если они станут просить о помощи (или о дожде), то им помогут водой, подобной расплавленному металлу (или осадку масла), которая обжигает лицо. Мерзкий напиток и скверная обитель!О Мухаммад! Оповести людей об истине, которая явилась к ним от Господа. Отныне им ясны правда и ложь, прямой путь и заблуждение. Они могут узнавать счастливых праведников и несчастных неверных, и все это благодаря тому, что Аллах разъяснил им истину твоими устами. Она стала настолько очевидна, что никто не в состоянии усомниться в ней. И всякий, кто пожелает уверовать, может уверовать, а всякий, кто пожелает исповедовать неверие, может поступить так. Для человека нет иного пути: либо он встает на прямой путь, либо он вступает на путь заблуждения. Аллах наделил его волей, благодаря которой он самостоятельно выбирает между верой и неверием, между добром и злом. Если человек уверует, то он встанет на прямой путь, если же он откажется уверовать, то ведь ему известна истина и никто не заставляет его исповедовать правую веру. Всевышний сказал: «Нет принуждения в религии. Прямой путь уже отличился от заблуждения» (2:256). Затем Всевышний Аллах поведал об исходе, который ожидает верующих, и об участи, которая постигнет неверных. Для тех, кто исповедовал неверие, совершал грехи и ослушался Аллаха, уготовано Адское Пламя, которое неприступной стеной будет окружать мучеников. Они не смогут избавиться от наказания, не найдут пути к спасению и станут добычей обжигающего пламени. Если же они попросят воды для того, чтобы утолить невыносимую жажду, то их угостят водой, подобной расплавленному свинцу или кипящему осадку растительного масла. Эта вода будет обжигать лицо, и трудно даже представить, что она будет вытворять с кишками и внутренностями. Всевышний сказал: «Для тех, которые не уверовали, выкроят одеяния из Огня, а на головы им будут лить кипяток. От него будут плавиться их внутренности и кожа. Для них уготованы железные палицы» (22:19–21). Как же отвратителен напиток, которым мученики Ада будут утолять жажду! Они попытаются уменьшить свои страдания, но их страдания только усилятся, а мучения станут более болезненными. Воистину, Ад является скверным убежищем. Более того, в Аду невозможно спастись от страданий, потому что он является обителью вечных страданий и неимоверных мук. Эти муки не прекратятся даже на миг, и грешники будут в полном отчаянии. Они потеряют всякую надежду на избавление, а Милосердный Аллах предаст их забвению и бросит мучаться в пучине Адского Пламени. И это будет справедливо, потому что еще раньше эти грешники предали забвению Самого Аллаха. Затем Всевышний Аллах упомянул о второй группе людей и сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : De ki "Gerçek Rabbinizdendir" Dileyen inansın dileyen inkar etsin Şüphesiz zalimler için duvarları çepeçevre onları içine alacak bir ateş hazırlamışızdır Onlar yardım istediklerinde erimiş maden gibi yüzleri kavuran bir su kendilerine sunulur Bu ne kötü bir içecek ve cehennem ne kötü bir duraktır
- Italiano - Piccardo : Di' “La verità [proviene] dal vostro Signore creda chi vuole e chi vuole neghi” In verità abbiamo preparato per gli ingiusti un fuoco le cui fiamme li circonderanno e quando imploreranno da bere saranno abbeverati da un'acqua simile a metallo fuso che ustionerà i loro volti Che terribile bevanda che atroce dimora
- كوردى - برهان محمد أمين : پێیان بڵێ حهق ههر ئهوهیه که لهلایهن پهروهردگارتانهوه بۆتان ڕهوانهکراوه جا ئهوهی دهیهوێت با باوهڕ بهێنێت و ئهوهی دهیهوێت با کافرو بێ باوهڕ بێت بێگومان ئێمه دۆزهخێکمان ئاماده کردووه بۆ ستهمکاران که له ههموولایهکهوه دهورهیان دهدات و دیواری بڵێسهی ئابڵوقهی داون خۆ ئهگهر هاوار بکهن له ئازارو تینویهتیدا ئهوه ئاو دهدرێن به ئاوێکی گهرمی پیس و بۆن ناخۆش که وهکو خڵتهی کانزایی تواوه وایه ئهوهندهش گهرمه دهم و چاویان ههڵدهکوڕوزێنێت و دهیبرژێنێت ئای که چهند خواردنهوهیهکی تاڵ و ناخۆشه چهنده جێگهو ڕێگهیهکی پڕ له ئازاره
- اردو - جالندربرى : اور کہہ دو کہ لوگو یہ قران تمہارے پروردگار کی طرف سے برحق ہے تو جو چاہے ایمان لائے اور جو چاہے کافر رہے۔ ہم نے ظالموں کے لئے دوزخ کی اگ تیار کر رکھی ہے جس کی قناتیں ان کو گھیر رہی ہوں گی۔ اور اگر فریاد کریں گے تو ایسے کھولتے ہوئے پانی سے ان کی دادرسی کی جائے گی جو پگھلے ہوئے تانبے کی طرح گرم ہوگا اور جو مونہوں کو بھون ڈالے گا ان کے پینے کا پانی بھی برا اور ارام گاہ بھی بری
- Bosanski - Korkut : i reci "Istina dolazi od Gospodara vašeg pa ko hoće – neka vjeruje a ko hoće – neka ne vjeruje" Mi smo nevjernicima pripremili vatru čiji će ih dim sa svih strana obuhvatiti; ako zamole pomoć pomoći će im se tekućinom poput rastopljene kovine koja će lica ispeći Užasna li pića i grozna li boravišta
- Swedish - Bernström : Säg "Sanningen från er Herre [framstår nu klar och tydlig]; låt därför den tro som vill tro och låt den förneka tron som vill förneka den" För de orättfärdiga har Vi en Eld i beredskap [vars flammor] skall omsluta dem liksom tältduken [omsluter invånarna i ett tält]; och om de ber att få [stilla sin törst] skall de få dricka vatten hett som smält koppar som bränner deras ansikten Vilken djävulsk dryck Vilken jämmerlig viloplats
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan katakanlah "Kebenaran itu datangnya dari Tuhanmu; maka barangsiapa yang ingin beriman hendaklah ia beriman dan barangsiapa yang ingin kafir biarlah ia kafir" Sesungguhnya Kami telah sediakan bagi orang orang zalim itu neraka yang gejolaknya mengepung mereka Dan jika mereka meminta minum niscaya mereka akan diberi minum dengan air seperti besi yang mendidih yang menghanguskan muka Itulah minuman yang paling buruk dan tempat istirahat yang paling jelek
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
(Dan katakanlah) kepadanya dan kepada teman-temannya, bahwa Alquran ini (adalah benar datang dari Rabb kalian, maka barang siapa yang ingin beriman, hendaklah ia beriman dan barang siapa yang ingin kafir, biarlah ia kafir). Kalimat ayat ini merupakan ancaman buat mereka. (Sesungguhnya Kami telah sediakan bagi orang-orang zalim itu) yaitu bagi orang-orang kafir (neraka, yang gejolaknya mengepung mereka) yang melahap apa saja yang dikepungnya. (Dan jika mereka meminta minum, niscaya mereka akan diberi minum dengan air seperti besi yang mendidih) seperti minyak yang mendidih (yang menghanguskan muka) karena panasnya, jika seseorang mendekat kepadanya (seburuk-buruk minuman) adalah minuman itu (dan ia adalah sejelek-jelek) yakni neraka itu (tempat istirahat). Lafal Murtafaqan sebagai lawan makna yang telah disebutkan di dalam ayat yang lain sehubungan dengan gambaran surga, yaitu firman-Nya, "Dan surga itu adalah tempat istirahat yang paling indah" (Q. S, 18 Al-Kahfi, 31). Jika tidak diartikan demikian, maka tidaklah pantas neraka dikatakan sebagai tempat istirahat.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বলুনঃ সত্য তোমাদের পালনকর্তার পক্ষ থেকে আগত। অতএব যার ইচ্ছা বিশ্বাস স্থাপন করুক এবং যার ইচ্ছা অমান্য করুক। আমি জালেমদের জন্যে অগ্নি প্রস্তুত করে রেখেছি যার বেষ্টনী তাদের কে পরিবেষ্টন করে থাকবে। যদি তারা পানীয় প্রার্থনা করে তবে পুঁজের ন্যায় পানীয় দেয়া হবে যা তাদের মুখমন্ডল দগ্ধ করবে। কত নিকৃষ্ট পানীয় এবং খুবই মন্দ আশ্রয়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே இன்னும் நீர் கூறுவீராக "இந்தச் சத்திய வேதம் உங்கள் இறைவனிடமிருந்து வந்துள்ளது" ஆகவே விரும்புபவர் அதனை நம்பி கொள்ளட்டும் இனனும் விரும்புபவர் அதனை நிராகரிக்கட்டும் அநியாயக் காரர்களுக்கு நரக நெருப்பை நிச்சயமாக நாம் சித்தப்படுத்தியுள்ளோம்; அந்நெருப்பின் சுவர் அவர்களைச் சூழ்ந்து கொள்ளும்; அவர்கள் தண்ணீர் கேட்டு இரட்சிக்கத் தேடினால் உருக்கப்பட்ட செம்பு போன்ற தண்ணீரைக் கொண்டே இரட்சிக்கப்படுவார்கள் அவர்களுடைய முகங்களை அது சுட்டுக் கருக்கி விடும்; மிகக் கேடான பானமாகும் அது இன்னும் இறங்கும் தலத்தில் அதுவே மிகக் கெட்டதாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงกล่าวเถิดมุฮัมมัด “สัจธรรมนั้นมาจากพระผู้เป็นเจ้าของพวกเจ้า” ดังนั้น ผู้ใดประสงค์ก็จงศรัทธา และผู้ใดประสงค์ก็จงปฏิเสธ แท้จริง เราได้เตรียมไฟนรกไว้สำหรับพวกอธรรมซึ่งกำแพงของมันล้อมรอบพวกเขา และถ้าพวกเขาร้องขอความช่วยเหลือ ก็จะถูกช่วยเหลือด้วยน้ำเสมือนน้ำทองแดงเดือดลวกใบหน้า มันเป็นน้ำดื่มที่ชั่วช้าและเป็นที่พำนักที่เลวร้าย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен Бу ҳақ Роббингиз томонидандир Бас ким хоҳласа иймон келтирсин ким хоҳласа куфр келтирсин дегин Албатта Биз золимларга деворлари уларни ўраб оладиган оловни тайёрлаб қўйганмиз Агар ёрдам сўрасалар эритилган маъдан каби юзларни қўғирувчи сув билан ёрдам берилур Нақадар ёмон шароб ва нақадар ёмон жой
- 中国语文 - Ma Jian : 你说:真理是从你们的主降示的,谁愿信道就让他信吧,谁不愿信道,就让他不信吧。我已为不义的人,预备了烈火,那烈火的烟幕将笼罩他们。如果他们(为乾渴而)求救,就以一种水供他们解渴,那种水像沥青那样烧灼人面,那饮料真糟糕!那归宿真恶劣!
- Melayu - Basmeih : Dan katakanlah wahai Muhammad "Kebenaran itu ialah yang datang dari Tuhan kamu maka sesiapa yang mahu beriman hendaklah ia beriman; dan sesiapa yang mahu kufur ingkar biarlah dia mengingkarinya" Kerana Kami telah menyediakan bagi orangorang yang berlaku zalim itu api neraka yang meliputi mereka laksana khemah; dan jika mereka meminta pertolongan kerana dahaga mereka diberi pertolongan dengan air yang seperti tembaga cair yang membakar muka; amatlah buruknya minuman itu dan amatlah buruknya neraka sebagai tempat bersenangsenang
- Somali - Abduh : waxaad dhahdaa xaqu Eebihiin buu ka ahaaday ee ciddii doonta ha gaalowdo anagu waxaan u darabnay daalimiinta naar oy koobtay iyaga barxadeedu iyo darbigeedu hadday kaalmo warsadaanna waxaa loogu kaalmeeya biyo daamuur oo kale ah oo duba wajiyada iyagaa u xun cabbid iyadaana u xun dangiigsi
- Hausa - Gumi : Kuma ka ce "Gaskiya daga Ubangijinku take" Sabõda haka wanda ya so to ya yi ĩmãni kuma wanda ya so to ya kãfirta Lalle ne Mũ Mun yi tattali dõmin azzãlumai wata wuta wadda shãmakunta sun ƙẽwaye da su Kuma idan sun nẽmi taimako sai a taimake su da wani ruwa kamar dabzar mai yanã sõye fuskõki Tir da abin shansu kuma wutar ta yi mũnin zama mahũtarsu
- Swahili - Al-Barwani : Na sema Hii ni kweli itokayo kwa Mola wako Mlezi Basi atakaye aamini Na atakaye akatae Hakika Sisi tumewaandalia wenye kudhulumu Moto ambao utawazunguka kama khema Na wakiomba msaada watasaidiwa kwa kupewa maji kama mafuta yaliyo tibuka Yatayo wababua nyuso zao Kinywaji hicho ni kiovu mno Na matandiko hayo ya kupumzikia ni maovu mno
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe thuaj “E vërteta është nga Zoti yt Kush të dojë le të besojë e kush të dojë le të mohojë e për të ka dënim” Na për zullumqarët kemi përgatitur zjarr i cili do t’i rrethojë ata nga të gjitha anët si çadra Nëse kërkojnë ndihmë për shkak të etjes do t’ju afrohet një ujë – si xeheja e shkrirë që ua përcëllon fytyrën Pije e shëmtuar është ajo e sa strehim i keq është zjarri
- فارسى - آیتی : بگو: اين سخن حق از جانب پروردگار شماست. هر كه بخواهد ايمان بياورد و هر كه بخواهد كافر شود. ما براى كافران آتشى كه لهيب آن همه را دربرمىگيرد، آماده كردهايم و چون به استغاثه آب خواهند از آبى چون مس گداخته كه از حرارتش چهرهها كباب مىشود بخورانندشان، چه آب بدى و چه آرامگاهى بد.
- tajeki - Оятӣ : Бигӯ: «Ин сухани ҳақ аз ҷониби Парвардигори шумост. Ҳар кӣ бихоҳад, имон биёварад ва ҳар кӣ бихоҳад, кофир шавад». Мо барои кофирон, оташе, ки лаҳиби (шӯълаи) он ҳамаро дар бар мегирад, омода кардаем ва чун ба истиғоса (додхоҳӣ) об хоҳанд, аз обе чун миси гудохта, ки аз ҳарораташ чеҳраҳо кабоб мешавад, бихӯронандашон, чӣ оби баде ва чӣ оромгоҳе бад!
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) «(بۇ) ھەق (قۇرئان) پەرۋەردىگارىڭلار تەرىپىدىن نازىل بولىدۇ، خالىغان ئادەم ئىمان ئېيتسۇن، خالىغان ئادەم كاپىر بولسۇن» دېگىن، بىز ھەقىقەتەن كاپىرلار ئۈچۈن تۈتۈن پەردىلىرى ئۇلارنى ئورىۋالىدىغان ئوتنى تەييارلىدۇق، ئۇلار (تەشنالىقتىن) سۇ تەلەپ قىلسا، ئۇلارغا مەدەن ئېرىتمىسىگە ئوخشاش، يۈزلەرنى كۆيدۈرۈۋېتىدىغان (ناھايىتى قىزىق) سۇ بېرىلىدۇ، بۇ نېمىدېگەن يامان شاراب! جەھەننەم نېمىدېگەن يامان جاي!
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പറയുക: ഇത് നിങ്ങളുടെ നാഥനില്നിന്നുള്ള സത്യമാണ്. ഇഷ്ടമുള്ളവര്ക്ക് വിശ്വസിക്കാം, ഇഷ്ടമുള്ളവര്ക്ക് അവിശ്വസിക്കാം; അക്രമികള്ക്കു നാം നരകത്തീ തയ്യാറാക്കിവെച്ചിട്ടുണ്ട്. അതിന്റെ ജ്വാലകള് അവരെ വലയം ചെയ്തുകഴിഞ്ഞു. അവിടെ അവര് വെള്ളത്തിനു കേഴുകയാണെങ്കില് അവര്ക്ക് കുടിക്കാന് കിട്ടുക ഉരുകിയ ലോഹം പോലുള്ള പാനീയമായിരിക്കും. അതവരുടെ മുഖങ്ങളെ കരിച്ചുകളയും. അതൊരു നശിച്ച പാനീയം തന്നെ! അവിടം വളരെ ചീത്തയായ താവളമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : وقل لهولاء الغافلين ما جئتكم به هو الحق من ربكم فمن اراد منكم ان يصدق ويعمل به فليفعل فهو خير له ومن اراد ان يجحد فليفعل فما ظلم الا نفسه انا اعتدنا للكافرين نارا شديده احاط بهم سورها وان يستغث هولاء الكفار في النار بطلب الماء من شده العطش يوت لهم بماء كالزيت العكر شديد الحراره يشوي وجوههم قبح هذا الشراب الذي لا يروي ظماهم بل يزيده وقبحت النار منزلا لهم ومقاما وفي هذا وعيد وتهديد شديد لمن اعرض عن الحق فلم يومن برساله محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعمل بمقتضاها
*31) This verse makes it quite plain that the story of the Sleepers of the Cave has been related to tell the opponents of Islam: "This is the Truth from your Lord: now whosoever wills, he may accept it and whosoever wills, he may reject it. But people must understand that no compromise will be made in regard to the Truth just as the Sleepers of the Cave did not make any compromise with regard to their creed. They did not make any compromise in regard to the Doctrine of Tauhid after they had believed in it and categorically declared, "Our Lord is the One Who alone is the Lord of the heavens and the earth." After this declaration they did not in any way accede to the making of any compromise with their people, who had gone astray, but firmly declared, "We will not give Him up and pray to other deities, because it will be the most improper thing, if we do so." After making this declaration they left their people and deities and took refuge in the Cave without taking any provisions with them. After' this when they rose up, the only thing about which they showed any anxiety, was that their people might not succeed in forcing them back to their own faith. After relating these things, the Qur'an addresses the Holy Prophet to the effect (though these words are really meant for the opponents of Islam): "It is absolutely out of question whether any compromise can be made with mushriks and disbelievers. present the truth intact to them whether they accept it or not. If they do not accept it, they themselves will meet with an evil end. As regards those, who have accepted the Truth (whether they be youngsters or poor, indigent people or slaves or labourers,) they are really those people who have a worth with Allah, and they alone will be honoured. Therefore you should not discard them and prefer the chiefs and the rich people who may be neglectful of Allah and be slaves of their lust, even though they might be possessors of worldly grandeur. "