- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَٰبٍۢ وَحَفَفْنَٰهُمَا بِنَخْلٍۢ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
- عربى - نصوص الآيات : ۞ واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا
- عربى - التفسير الميسر : واضرب -أيها الرسول- لكفار قومك مثلا رجلين من الأمم السابقة: أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد جعلنا للكافر حديقتين من أعناب، وأحطناهما بنخل كثير، وأنبتنا وسطهما زروعًا مختلفة نافعة.
- السعدى : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
تفسير الآيتين 32 و 33 :ـ
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: اضرب للناس مثل هذين الرجلين، الشاكر لنعمة الله، والكافر لها، وما صدر من كل منهما، من الأقوال والأفعال، وما حصل بسبب ذلك من العقاب العاجل والآجل، والثواب، ليعتبروا بحالهما، ويتعظوا بما حصل عليهما، وليس معرفة أعيان الرجلين، وفي أي: زمان أو مكان هما فيه فائدة أو نتيجة، فالنتيجة تحصل من قصتهما فقط، والتعرض لما سوى ذلك من التكلف. فأحد هذين الرجلين الكافر لنعمة الله الجليلة، جعل الله له جنتين، أي: بستانين حسنين، من أعناب.
{ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } أي: في هاتين الجنتين من كل الثمرات، وخصوصا أشرف الأشجار، العنب والنخل، فالعنب في وسطها، والنخل قد حف بذلك، ودار به، فحصل فيه من حسن المنظر وبهائه، وبروز الشجر والنخل للشمس والرياح، التي تكمل بها الثمار، وتنضج وتتجوهر، ومع ذلك جعل بين تلك الأشجار زرعا، فلم يبق عليهما إلا أن يقال: كيف ثمار هاتين الجنتين؟ وهل لهما ماء يكفيهما؟ فأخبر تعالى أن كلا من الجنتين آتت أكلها، أي: ثمرها وزرعها ضعفين، أي: متضاعفا { و } أنها { لم تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا } أي: لم تنقص من أكلها أدنى شيء، ومع ذلك، فالأنهار في جوانبهما سارحة، كثيرة غزيرة.
{ وَكَانَ لَهُ } أي: لذلك الرجل { ثَمَرٌ } أي: عظيم كما يفيده التنكير، أي: قد استكملت جنتاه ثمارهما، وارجحنت أشجارهما، ولم تعرض لهما آفة أو نقص، فهذا غاية منتهى زينة الدنيا في الحرث، ولهذا اغتر هذا الرجل بهما، وتبجح وافتخر، ونسي آخرته.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
والمثل فى اللغة : الشبيه والنظير ، وهو فى عرف القرآن الكريم : الكلام البليغ المشتمل على تشبيه بديع .
وضرب المثل : إيراده ، وعبر عن إيراده بالضرب ، لشدة ما يحدث عنه من التأثير فى نفس السامع .
أى : واضرب - أيها الرسول الكريم - مثلا للمؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ، وللكافرين الذين غرتهم الحياة الدنيا ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حى عن بينة .
قال الآلوسى : " والمراد بالرجلين ، إما رجلان مقدران على ما قيل ، وضرب المثل لا يقتضى وجودهما . وإما رجلان موجودان وهو المعول عليه . فقيل هما رجلان من بنى إسرائيل أحدهما : كافر . . والآخر : مؤمن .
ثم قال : والمراد ضربهما مثلا للفريقين المؤمنين والكافرين ، لا من حيث أحوالهما المستفادة مما ذكر آنفا ، بل من أن للمؤمنين فى الآخرة كذا ، وللكافرين فيها كذا ، من حيث عصيان الكفرة مع تقلبهم فى نعم الله ، وطاعة المؤمنين مع مكابدتهم مشاق الفقر "
.أى : واضرب لهم مثلا من حيثية العصيان مع النعمة ، والطاعة مع الفقر ، حال رجلين : ( جعلنا لأحدهما ) وهو الكافر ( جنتين ) أى : بستانين ، ولم يعين - سبحانه - مكانهما ، لأنه لم يتعلق بهذا التعيين غرض .
ثم بين ما اشتملت عليه هاتان الجنتان من خيرات فقال : ( من أعناب ) جمع عِنَب ، والعنبة الحبة منه . والمراد : من كروم متنوعة .
وقوله : ( وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً ) بيان لما أضيف إلى الجنتين من مناظر تزيدهما بهجة وفائدة .
والحف بالشئ : الإِحاطة به . يقال : فلان حفه القوم ، أى : أحاطوا به ، ومنه قوله - تعالى - : ( وَتَرَى الملائكة حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ العرش . . . ) أى : جعلنا لأحد الرجلين ، وهو الكافر منهما جنتين من أعناب ، وأحطناهما بنخل ليكون كالحماية النافعة لهما ، وجعلنا فى وسطهما زرعا وبذلك تكون الجنتان جامعتين للأقوات والفواكه ، مشتملتين على ما من شأنه أن يشرح الصدر ، ويفيد الناس .
- البغوى : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
( واضرب لهم مثلا رجلين ) الآية قيل : نزلت في أخوين من أهل مكة من بني مخزوم أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن عبد ياليل [ وكان زوج أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم والآخر كافر وهو الأسود بن عبد الأسد بن عبد ياليل ] .
وقيل : هذا مثل لعيينة بن حصن وأصحابه مع سلمان وأصحابه شبههما برجلين من بني إسرائيل أخوين أحدهما مؤمن واسمه يهوذا في قول ابن عباس وقال مقاتل : يمليخا والآخر كافر واسمه قطروس وقال وهب : قطفير وهما اللذان وصفهما الله تعالى في سورة " والصافات " وكانت قصتهما على ما حكى عبد الله بن المبارك عن معمر عن عطاء الخراساني قال : كان رجلان شريكين لهما ثمانية آلاف دينار وقيل : كانا أخوين ورثا من أبيهما ثمانية آلاف دينار فاقتسماها فعمد أحدهما فاشترى أرضا بألف دينار فقال صاحبه : اللهم إن فلانا قد اشترى أرضا بألف دينار فإني أشتري منك أرضا في الجنة بألف دينار فتصدق بألف دينار ثم إن صاحبه بنى دارا بألف دينار فقال هذا : اللهم إن فلانا بنى دارا بألف دينار فإني أشتري منك دارا في الجنة بألف دينار فتصدق بذلك ثم تزوج صاحبه امرأة فأنفق عليها ألف دينار فقال هذا المؤمن : اللهم إني أخطب إليك امرأة من نساء الجنة بألف دينار فتصدق بألف دينار ثم اشترى صاحبه خدما ومتاعا بألف دينار فقال هذا : اللهم إني أشتري منك متاعا وخدما في الجنة بألف دينار فتصدق بألف دينار ثم أصابته حاجة شديدة فقال : لو أتيت صاحبي لعله ينالني منه معروف فجلس على طريقه حتى مر به في حشمه فقام إليه فنظر إليه الآخر فعرفه فقال : فلان؟ قال : نعم فقال : ما شأنك؟ قال : أصابتني حاجة بعدك فأتيتك لتصيبني بخير فقال : ما فعل مالك وقد اقتسمنا مالا واحدا وأخذت شطره؟ فقص عليه قصته فقال : وإنك لمن المصدقين بهذا ؟ اذهب فلا أعطيك شيئا فطرده فقضي لهما أن توفيا فنزل فيهما : " فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين " ( الصافات - 50 ، 51 ) .
وروي أنه لما أتاه أخذ بيده وجعل يطوف به ويريه أموال نفسه فنزل فيهما .
( واضرب لهم مثلا رجلين ) اذكر لهم خبر رجلين ( جعلنا لأحدهما جنتين ) بستانين ( من أعناب وحففناهما بنخل ) أي : أطفناهما من جوانبهما بنخل والحفاف : الجانب وجمعه أحفة ، يقال : حف به القوم أي : طافوا بجوانبه ( وجعلنا بينهما زرعا ) أي : جعلنا حول الأعناب النخيل ووسط الأعناب الزرع .
وقيل : " بينهما " أي بين الجنتين زرعا يعني : لم يكن بين الجنتين موضع خراب .
- ابن كثير : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
يقول الله تعالى بعد ذكر المشركين المستكبرين عن مجالسة الضعفاء والمساكين من المسلمين ، وافتخروا عليهم بأموالهم وأحسابهم ، فضرب لهم مثلا برجلين ، جعل الله ( لأحدهما جنتين ) أي : بستانين من أعناب ، محفوفتين بالنخل المحدقة في جنباتهما ، وفي خلالهما الزروع ، وكل من الأشجار والزروع مثمر مقبل في غاية الجود
- القرطبى : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
قوله تعالى : واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا
قوله تعالى : واضرب لهم مثلا رجلين هذا مثل لمن يتعزز بالدنيا ويستنكف عن مجالسة المؤمنين ، وهو متصل بقوله واصبر نفسك . واختلف في اسم هذين الرجلين وتعيينهما ; فقال الكلبي : نزلت في أخوين من أهل مكة مخزوميين ، أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، زوج أم سلمة قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - . والآخر كافر وهو الأسود بن عبد الأسد ، وهما الأخوان المذكوران في سورة " الصافات " في قوله قال قائل منهم إني كان لي قرين ، ورث كل واحد منهما أربعة آلاف دينار ، فأنفق أحدهما ماله في سبيل الله وطلب من أخيه شيئا فقال ما قال . . . ; ذكره الثعلبي والقشيري . وقيل : نزلت في النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل مكة . وقيل : هو مثل لجميع من آمن بالله وجميع من كفر . وقيل : هو مثل لعيينة بن حصن وأصحابه مع سلمان وصهيب وأصحابه ; شبههم الله برجلين من بني إسرائيل أخوين أحدهما مؤمن واسمه يهوذا ; في قول ابن عباس . وقال مقاتل : اسمه تمليخا . والآخر كافر واسمه قرطوش . وهما اللذان وصفهما الله - تعالى - في سورة الصافات . وكذا ذكر محمد بن الحسن المقرئ قال : اسم الخير منهما تمليخا ، والآخر قرطوش ، وأنهما كانا شريكين ثم اقتسما المال فصار لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار ، فاشترى المؤمن منهما عبيدا بألف وأعتقهم ، وبالألف الثانية ثيابا فكسا العراة ، وبالألف الثالثة طعاما فأطعم الجوع ، وبنى أيضا مساجد ، وفعل خيرا . وأما الآخر فنكح بماله نساء ذوات يسار ، واشترى دواب وبقرا فاستنتجها فنمت له نماء مفرطا ، واتجر بباقيها فربح حتى فاق أهل زمانه غنى ; وأدركت الأول الحاجة ، فأراد أن يستخدم نفسه في جنة يخدمها فقال : لو ذهبت لشريكي وصاحبي فسألته أن يستخدمني في بعض جناته رجوت أن يكون ذلك أصلح بي ، فجاءه فلم يكد يصل إليه من غلظ الحجاب ، فلما دخل عليه وعرفه وسأله حاجته قال له : ألم أكن قاسمتك المال نصفين فما صنعت بمالك ؟ . قال : اشتريت به من الله - تعالى - ما هو خير منه وأبقى . فقال : أئنك لمن المصدقين ، ما أظن الساعة قائمة وما أراك إلا سفيها ، وما جزاؤك عندي على سفاهتك إلا الحرمان ، أوما ترى ما صنعت أنا بمالي حتى آل إلى ما تراه من الثروة وحسن الحال ، وذلك أني كسبت وسفهت أنت ، اخرج عني . ثم كان من قصة هذا الغني ما ذكره الله - تعالى - في القرآن من الإحاطة بثمره وذهابها أصلا بما أرسل عليها من السماء من الحسبان . وقد ذكر الثعلبي هذه القصة بلفظ آخر ، والمعنى متقارب . قال عطاء : كانا شريكين لهما ثمانية آلاف دينار . وقيل : ورثاه من أبيهما وكانا أخوين فاقتسماها ، فاشترى أحدهما أرضا بألف دينار ، فقال صاحبه : اللهم إن فلانا قد اشترى أرضا بألف دينار وإني اشتريت منك أرضا في الجنة بألف دينار فتصدق بها ، ثم إن صاحبه بنى دارا بألف دينار فقال : اللهم إن فلانا بنى دارا بألف دينار وإني أشتري منك دارا في الجنة بألف دينار ، فتصدق بها ، ثم تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار ، فقال : اللهم إن فلانا تزوج امرأة بألف دينار وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار ، فتصدق بألف دينار . ثم اشترى خدما ومتاعا بألف دينار ، وإني أشتري منك خدما ومتاعا من الجنة بألف دينار ، فتصدق بألف دينار . ثم أصابته حاجة شديدة فقال : لعل صاحبي ينالني معروفه فأتاه فقال : ما فعل مالك ؟ فأخبره قصته فقال : وإنك لمن المصدقين بهذا الحديث والله لا أعطيك شيئا ثم قال له : أنت تعبد إله السماء ، وأنا لا أعبد إلا صنما ; فقال صاحبه : والله لأعظنه ، فوعظه وذكره وخوفه . فقال : سر بنا نصطد السمك ، فمن صاد أكثر فهو على حق ; فقال له : يا أخي إن الدنيا أحقر عند الله من أن يجعلها ثوابا لمحسن أو عقابا لكافر . قال : فأكرهه على الخروج معه ، فابتلاهما الله ، فجعل الكافر يرمي شبكته ويسمي باسم صنمه ، فتطلع متدفقة سمكا . وجعل المؤمن يرمي شبكته ويسمي باسم الله فلا يطلع له فيها شيء ; فقال له : كيف ترى أنا أكثر منك في الدنيا نصيبا ومنزلة ونفرا ، كذلك أكون أفضل منك في الآخرة إن كان ما تقول بزعمك حقا . قال : فضج الملك الموكل بهما ، فأمر الله - تعالى - جبريل أن يأخذه فيذهب به إلى الجنان فيريه منازل المؤمن فيها ، فلما رأى ما أعد الله له قال : وعزتك لا يضره ما ناله من الدنيا بعد ما يكون مصيره إلى هذا ; وأراه منازل الكافر في جهنم فقال : وعزتك لا ينفعه ما أصابه من الدنيا بعد أن يكون مصيره إلى هذا . ثم إن الله - تعالى - توفى المؤمن وأهلك الكافر بعذاب من عنده ، فلما استقر المؤمن في الجنة ورأى ما أعد الله له أقبل هو وأصحابه يتساءلون ، فقال : إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين الآية ; فنادى مناد : يا أهل الجنة هل أنتم مطلعون فاطلع إلى جهنم فرآه في سواء الجحيم ; فنزلت واضرب لهم مثلا .
بين الله - تعالى - حال الأخوين في الدنيا في هذه السورة ، وبين حالهما في الآخرة في سورة " الصافات في قوله إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين - إلى قوله - لمثل هذا فليعمل العاملون . قال ابن عطية : وذكر إبراهيم بن القاسم الكاتب في كتابه في عجائب البلاد أن بحيرة تنيس كانت هاتين الجنتين ، وكانتا لأخوين فباع أحدهما نصيبه من الآخر فأنفق في طاعة الله حتى عيره الآخر ، وجرت بينهما المحاورة فغرقها الله - تعالى - في ليلة ، وإياها عنى بهذه الآية . وقد قيل : إن هذا مثل ضربه الله - تعالى - لهذه الأمة ، وليس بخبر عن حال متقدمة ، لتزهد في الدنيا وترغب في الآخرة ، وجعله زجرا وإنذارا ; ذكره الماوردي . وسياق الآية يدل على خلاف هذا ، والله أعلم .
قوله تعالى : وحففناهما بنخل أي أطفناهما من جوانبهما بنخل . والحفاف الجانب ، وجمعه أحفة ; ويقال : حف القوم بفلان يحفون حفا ، أي طافوا به ; ومنه حافين من حول العرش .
وجعلنا بينهما زرعا أي جعلنا حول الأعناب النخل ، ووسط الأعناب الزرع .
- الطبرى : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
القول في تأويل قوله تعالى : وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واضرب يا محمد لهؤلاء المشركين بالله، الذين سألوك أن تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه، (مَثَلا) مثل ( رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ ) أي جعلنا له بستانين من كروم ( وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ ) يقول: وأطفنا هذين البستانين بنخل. وقوله: ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ) يقول: وجعلنا وسط هذين البستانين زرعا
- ابن عاشور : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
- إعراب القرآن : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
«وَاضْرِبْ» الواو استئنافية وأمر فاعله مستتر «لَهُمْ» متعلقان باضرب «مَثَلًا» مفعول به «رَجُلَيْنِ» بدل من مثلا منصوب بالياء لأنه مثنى «جَعَلْنا» ماض وفاعله «لِأَحَدِهِما» متعلقان بجعلنا والهاء مضاف إليه «جَنَّتَيْنِ» مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى «مِنْ أَعْنابٍ» متعلقان بمحذوف صفة لجنتين «وَحَفَفْناهُما» ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة «بِنَخْلٍ» متعلقان بحففناهما «وَجَعَلْنا» ماض وفاعله «بَيْنَهُما» ظرف مكان متعلق بجعلنا «زَرْعاً» مفعول به.
- English - Sahih International : And present to them an example of two men We granted to one of them two gardens of grapevines and We bordered them with palm trees and placed between them [fields of] crops
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا(18:32) O Muhammad, present a parable *36 before them. There were two persons; to one of those We gave two gardens of vine and surrounded them with a fence of date-palm trees and We kept a piece of land between them for cultivation.
- Français - Hamidullah : Donne-leur l'exemple de deux hommes à l'un d'eux Nous avons assigné deux jardins de vignes que Nous avons entourés de palmiers et Nous avons mis entre les deux jardins des champs cultivés
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und präge ihnen das Gleichnis von zwei Männern Dem einen der beiden gaben Wir zwei Gärten mit Rebstöcken und Wir umgaben sie mit Palmen und legten dazwischen sonstige Pflanzungen an
- Spanish - Cortes : Propónles la parábola de dos hombres a uno de los cuales dimos dos viñedos que cercamos de palmeras y separamos con sembrados
- Português - El Hayek : Expõelhes o exemplo de dois homens a um deles concedemos dois parreirais que rodeamos de tamareiras e entreambos dispusemos plantações
- Россию - Кулиев : Приведи им притчу о двух мужах Одному из них Мы устроили два виноградника оградили их финиковыми пальмами и поместили между ними ниву
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
Приведи им притчу о двух мужах. Одному из них Мы устроили два виноградника, оградили их финиковыми пальмами и поместили между ними ниву.Расскажи людям притчу о двух мужах, один из которых благодарил своего Господа за ниспосланные ему щедроты, тогда как второй отказывался благодарить Его. Поведай людям о том, как они поступали, что говорили и к чему привели их поступки. Расскажи рабам Божьим о том наказании и вознаграждении, которое ожидает таких людей при жизни на земле и после смерти, и пусть они задумаются над их судьбой и сделают полезные выводы из этой истории. И смысл этой притчи не в том, кем именно были эти двое мужей. Люди должны размышлять над этой притчей, потому что такие мужи встречаются во все времена и в любой стране. При этом они должны довольствоваться тем, что сообщил Аллах, и если они попытаются строить догадки об их дальнейшей судьбе, то взвалят на свои плечи тяжелое бремя ответственности. Один из двух мужей был неблагодарным человеком и отказывался признавать великие милости Аллаха, Который одарил его двумя прекрасными садами. В них росли различные фруктовые деревья, среди которых выделялись виноградник и финиковые пальмы. Виноград рос в центральной части обоих садов, а вокруг него возвышались пальмы, и это придавало обоим садам удивительный вид. Солнечные лучи и ветра ласкали эти деревья и делали их плоды спелыми и сочными, а между этими двумя садами находилась богатая нива. После всего сказанного остается лишь спросить, каким выдавался урожай в этих садах, и хватало ли деревьям воды? Вот почему далее Всевышний Аллах сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Onlara iki adamı misal olarak göster Birine iki üzüm bağı verip etrafını hurmalıklarla çevirmiş ve aralarında ekinler bitirmiştik
- Italiano - Piccardo : Proponi loro la metafora dei due uomini ad uno di loro demmo due giardini di vigna circondati da palme da datteri separati da un campo coltivato
- كوردى - برهان محمد أمين : دهربارهی دۆزهخیان و بهههشتیان ئهی محمد صلی الله علیه وسلم نموونهیان بۆ بهێنهرهوه بهدوو پیاو که یهکێکیانمان کردووه بهخاوهنی دوو باخی ڕهزو دهوری ههردوو باخهکهمان بهدار خورما تهنیوهو له نێوانیاندا باخ و بێستانمان فهراههم هێناوه
- اردو - جالندربرى : اور ان سے دو شخصوں کا حال بیان کرو جن میں سے ایک ہم نے انگور کے دو باغ عنایت کئے تھے اور ان کے گردا گرد کھجوروں کے درخت لگا دیئے تھے اور ان کے درمیان کھیتی پیدا کردی تھی
- Bosanski - Korkut : I navedi im kao primjer dva čovjeka; jednom od njih smo dva vrta lozom zasađena dali i palmama ih opasali a između njih njive postavili
- Swedish - Bernström : OCH LÅT dem få höra liknelsen om två män av vilka Vi skänkte den ene två vingårdar omgärdade av dadelpalmer och åtskilda av ett åkerfält
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan berikanlah kepada mereka sebuah perumpamaan dua orang lakilaki Kami jadikan bagi seorang di antara keduanya yang kafir dua buah kebun anggur dan kami kelilingi kedua kebun itu dengan pohonpohon korma dan di antara kedua kebun itu Kami buatkan ladang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
(Dan berikanlah) jadikanlah (buat mereka) buat orang-orang kafir beserta orang-orang Mukmin (sebuah perumpamaan dua orang laki-laki). Lafal Rajulaini menjadi Badal daripada lafal Matsalan, dan lafal Rajulaini dengan lafal-lafal yang sesudahnya berkedudukan sebagai penafsir daripada lafal Matsalan (Kami jadikan bagi seorang di antara keduanya) yakni bagi orang yang kafir (dua buah kebun) dua buah perkebunan (anggur dan Kami kelilingi kedua kebun itu dengan pohon-pohon kurma dan di antara kedua kebun itu Kami buatkan ladang) yang khusus menghasilkan makanan pokok.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি তাদের কাছে দু ব্যক্তির উদাহরণ বর্ণনা করুন। আমি তাদের একজনকে দুটি আঙ্গুরের বাগান দিয়েছি এবং এ দু’টিকে খর্জুর বৃক্ষ দ্বারা পরিবেষ্টিত করেছি এবং দু এর মাঝখানে করেছি শস্যক্ষেত্র।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே இரு மனிதர்களை அவர்களுக்கு உதாரணமாகவும் கூறுவீராக அவ்விருவரில் ஒருவருக்கு நாம் திராட்சைத் தோட்டங்களில் இரண்டைக் கொடுத்தோம்; இன்னும் பேரீத்த மரங்களைக் கொண்டு அவ்விரண்டையும் சூழப்பட்டவை ஆக்கினோம் அவ்விரண்டிற்கும் இடையில் தானிய விவசாயத்தையும் அமைத்தோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงเปรียบเทียบอุทาหรณ์หนึ่งแก่พวกเขา คือชายสองคน เราไให้สวนองุ่นสองแห่งแก่คนหนึ่งในสองคน และเราได้ล้อมสวนทั้งสองไว้ด้วยต้นอินทผลัม และเราได้ทำให้มีพืชพันธุ์ระหว่างสวนทั้งสองด้วย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Уларга икки кишини мисол қилиб келтир Улардан бирига узумлардан икки боғ бердик ва уларни хурмо ила ўрадик ва ораларида экинзор қилдик Демак икки киши бор экан Улардан бирига Аллоҳ таоло иккита узумзор боғ ато қилибди
- 中国语文 - Ma Jian : 你以两个人的情况为他们打一个比喻。我为其中的一个人创造了两个葡萄园,而围以椰枣林,并且以两园之间的地方为耕地。
- Melayu - Basmeih : Dan berikanlah kepada mereka satu contoh Dua orang lelaki Kami adakan bagi salah seorang di antaranya dua buah kebun anggur; dan Kami kelilingi kebunkebun itu dengan pohonpohon tamar serta Kami jadikan di antara keduanya jenisjenis tanaman yang lain
- Somali - Abduh : Uga yeel tusaalc Labo Nin oon u yeellay Midkood Laba Beerood oo Cinab ah kuna koobnay Timir yeellayna Dhexdeeda Tallaal beer
- Hausa - Gumi : Kuma ka buga musu misãli da waɗansu maza biyu Mun sanya wa ɗayansu gõnaki biyu na inabõbi kuma Muka kẽwayesu da itãcen dabĩnai kuma Muka sanya shũka a tsakãninsu sũ gõnakin
- Swahili - Al-Barwani : Na wapigie mfano wa watu wawili mmoja wao tulimpa vitalu viwili vya mizabibu na tukavizungushia mitende na kati yake tukatia mimea ya nafaka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe sjell si shembull – për ata dy njerëz Njërit prej tyre i kemi dhënë dy vreshta dhe i kemi rrethuar me hurme e në mes tyre kemi bërë ara
- فارسى - آیتی : برايشان داستان دو مرد را بيان كن كه به يكى دو تاكستان داده بوديم و بر گرد آنها نخلها و در ميانشان كشتزار كرده بوديم.
- tajeki - Оятӣ : Барояшон достони ду мардро баён кун, ки ба яке ду токистон дода будем ва бар гирди онҳо дарахтони хурмо ва дар миёнашон киштзор карда будем.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار (يەنى كەمبەغەللەرنى يېنىڭدىن قوغلىۋېتىشنى تەلەپ قىلغان كاپىرلار) غا مۇنداق (بىرى مۆمىن، بىرى كاپىر بولغان) ئىككى ئادەمنى مىسال قىلىپ كەلتۈرگىن: ئۇلارنىڭ بىرىگە (يەنى كاپىرغا) بىز ئەتراپى خورمىزارلىق، (ئىككى باغنىڭ) ئوتتۇرىسى ئېكىنزارلىق بولغان تاللىق ئىككى باغ ئاتا قىلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നീ അവര്ക്ക് രണ്ടാളുകളുടെ ഉദാഹരണം പറഞ്ഞുകൊടുക്കുക: അവരിലൊരാള്ക്ക് നാം രണ്ടു മുന്തിരിത്തോട്ടങ്ങള് നല്കി. അവയ്ക്കു ചുറ്റും ഈന്തപ്പനകള് വളര്ത്തി. അവയ്ക്കിടയില് ധാന്യകൃഷിയിടവും ഉണ്ടാക്കി.
- عربى - التفسير الميسر : واضرب ايها الرسول لكفار قومك مثلا رجلين من الامم السابقه احدهما مومن والاخر كافر وقد جعلنا للكافر حديقتين من اعناب واحطناهما بنخل كثير وانبتنا وسطهما زروعا مختلفه نافعه
*36) In order to understand the significance of this parable we should keep in view v. 28 in which arrogant chiefs , of Makkah were told that the poor Companions of the Holy Prophet would not be discarded to please them.