- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُۥ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُۥ عَنْ أَمْرِى ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
- عربى - نصوص الآيات : وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ۚ وما فعلته عن أمري ۚ ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا
- عربى - التفسير الميسر : وأما الحائط الذي عدَّلتُ مَيْلَه حتى استوى فإنه كان لغلامين يتيمين في القرية التي فيها الجدار، وكان تحته كنز لهما من الذهب والفضة، وكان أبوهما رجلا صالحًا، فأراد ربك أن يكبَرا ويبلغا قوتهما، ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك بهما، وما فعلتُ يا موسى جميع الذي رأيتَني فعلتُه عن أمري ومن تلقاء نفسي، وإنما فعلته عن أمر الله، ذلك الذي بَيَّنْتُ لك أسبابه هو عاقبة الأمور التي لم تستطع صبرًا على ترك السؤال عنها والإنكار عليَّ فيها.
- السعدى : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
{ وَأَمَّا الْجِدَارُ ْ} الذي أقمته { فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ْ} أي: حالهما تقتضي الرأفة بهما ورحمتهما، لكونهما صغيرين عدما أباهما، وحفظهما الله أيضا بصلاح والدهما.
{ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا ْ} أي: فلهذا هدمت الجدار، واستخرجت ما تحته من كنزهما، وأعدته مجانا.
{ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ْ} أي: هذا الذي فعلته رحمة من الله، آتاها الله عبده الخضر { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ْ} أي: أتيت شيئا من قبل نفسي، ومجرد إرادتي، وإنما ذلك من رحمة الله وأمره.
{ ذَلِكَ ْ} الذي فسرته لك { تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ْ} وفي هذه القصة العجيبة الجليلة، من الفوائد والأحكام والقواعد شيء كثير، ننبه على بعضه بعون الله. فمنها فضيلة العلم، والرحلة في طلبه، وأنه أهم الأمور، فإن موسى عليه السلام رحل مسافة طويلة، ولقي النصب في طلبه، وترك القعود عند بني إسرائيل، لتعليمهم وإرشادهم، واختار السفر لزيادة العلم على ذلك.
ومنها: البداءة بالأهم فالأهم، فإن زيادة العلم وعلم الإنسان أهم من ترك ذلك، والاشتغال بالتعليم من دون تزود من العلم، والجمع بين الأمرين أكمل.
ومنها: جواز أخذ الخادم في الحضر والسفر لكفاية المؤن، وطلب الراحة، كما فعل موسى.
ومنها: أن المسافر لطلب علم أو جهاد أو نحوه، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه، وأين يريده، فإنه أكمل من كتمه، فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته، وإتيان الأمر على بصيرة، وإظهارًا لشرف هذه العبادة الجليلة، كما قال موسى: { لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ْ}
وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حين غزا تبوك بوجهه، مع أن عادته التورية، وذلك تبع للمصلحة.
ومنها: إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان، على وجه التسويل والتزيين، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره، لقول فتى موسى: { وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ْ}
ومنها: جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس، من نصب أو جوع، أو عطش، إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقا، لقول موسى: { لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ْ}
ومنها: استحباب كون خادم الإنسان، ذكيا فطنا كيسا، ليتم له أمره الذي يريده.
ومنها: استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله، وأكلهما جميعا، لأن ظاهر قوله: { آتِنَا غَدَاءَنَا ْ} إضافة إلى الجميع، أنه أكل هو وهو جميعا.
ومنها: أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به، وأن الموافق لأمر الله، يعان ما لا يعان غيره لقوله: { لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ْ} والإشارة إلى السفر المجاوز، لمجمع البحرين، وأما الأول، فلم يشتك منه التعب، مع طوله، لأنه هو السفرعلى الحقيقة. وأما الأخير، فالظاهر أنه بعض يوم، لأنهم فقدوا الحوت حين أووا إلى الصخرة، فالظاهر أنهم باتوا عندها، ثم ساروا من الغد، حتى إذا جاء وقت الغداء قال موسى لفتاه { آتِنَا غَدَاءَنَا ْ} فحينئذ تذكر أنه نسيه في الموضع الذي إليه منتهى قصده.
ومنها: أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبيا، بل عبدا صالحا، لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيا، لذكر ذلك كما ذكره غيره.
وأما قوله في آخر القصة: { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ْ} فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغير الأنبياء، كما قال تعالى { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ْ} { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ْ}
ومنها: أن العلم الذي يعلمه الله [لعباده] نوعان:
علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده. ونوع علم لدني، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده لقوله { وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ْ}
ومنها: التأدب مع المعلم، وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب، لقول موسى عليه السلام:
{ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ْ} فأخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة، وأنك هل تأذن لي في ذلك أم لا، وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يظهر للمعلم افتقارهم إلى علمه، بل يدعي أنه يتعاون هم وإياه، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدا، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم.
ومنها تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه، فإن موسى -بلا شك- أفضل من الخضر.
ومنها: تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه، ممن مهر فيه، وإن كان دونه في العلم بدرجات كثيرة.
فإن موسى عليه السلام من أولي العزم من المرسلين، الذين منحهم الله وأعطاهم من العلم ما لم يعط سواهم، ولكن في هذا العلم الخاص كان عند الخضر، ما ليس عنده، فلهذا حرص على التعلم منه.
فعلى هذا، لا ينبغي للفقيه المحدث، إذا كان قاصرا في علم النحو، أو الصرف، أو نحوه من العلوم، أن لا يتعلمه ممن مهر فيه، وإن لم يكن محدثا ولا فقيها.
ومنها: إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى، والإقرار بذلك، وشكر الله عليها لقوله: { تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ ْ} أي: مما علمك الله تعالى.
ومنها: أن العلم النافع، هو العلم المرشد إلى الخير، فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطرق الخير، وتحذير عن طريق الشر، أو وسيلة لذلك، فإنه من العلم النافع، وما سوى ذلك، فإما أن يكون ضارا، أو ليس فيه فائدة لقوله: { أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ْ}
ومنها: أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم، وحسن الثبات على ذلك، أنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم فمن لا صبر له لا يدرك العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه، لقول الخضر -يعتذر من موسى بذكر المانع لموسى في الأخذ عنه- إنه لا يصبر معه.
ومنها: أن السبب الكبير لحصول الصبر، إحاطة الإنسان علما وخبرة، بذلك الأمر، الذي أمر بالصبر عليه، وإلا فالذي لا يدريه، أو لا يدري غايته ولا نتيجته، ولا فائدته وثمرته ليس عنده سبب الصبر لقوله: { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ْ} فجعل الموجب لعدم صبره، وعدم إحاطته خبرا بالأمر.
ومنها: الأمر بالتأني والتثبت، وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء، حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود.
ومنها: تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة، وأن لا يقول الإنسان للشيء: إني فاعل ذلك في المستقبل، إلا أن يقول { إِنْ شَاءَ اللَّهُ ْ}
ومنها: أن العزم على فعل الشيء، ليس بمنزلة فعله، فإن موسى قال: { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ْ} فوطن نفسه على الصبر ولم يفعل.
ومنها: أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء، حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها، فإن المصلحة تتبع، كما إذا كان فهمه قاصرا، أو نهاه عن الدقيق في سؤال الأشياء التي غيرها أهم منها، أو لا يدركها ذهنه، أو يسأل سؤالا، لا يتعلق في موضع البحث.
ومنها: جواز ركوب البحر، في غير الحالة التي يخاف منها.
ومنها: أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه لا في حق الله، ولا في حقوق العباد لقوله: { لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ْ}
ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم، العفو منها، وما سمحت به أنفسهم، ولا ينبغي له أن يكلفهم ما لا يطيقون، أو يشق عليهم ويرهقهم، فإن هذا مدعاة إلى النفور منه والسآمة، بل يأخذ المتيسر ليتيسر له الأمر.
ومنها: أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها، وتعلق بها الأحكام الدنيوية، في الأموال، والدماء وغيرها، فإن موسى عليه السلام، أنكر على الخضر خرقه السفينة، وقتل الغلام، وأن هذه الأمور ظاهرها، أنها من المنكر، وموسى عليه السلام لا يسعه السكوت عنها، في غير هذه الحال، التي صحب عليها الخضر، فاستعجل عليه السلام، وبادر إلى الحكم في حالتها العامة، ولم يلتفت إلى هذا العارض، الذي يوجب عليه الصبر، وعدم المبادرة إلى الإنكار.
ومنها: القاعدة الكبيرة الجليلة وهو أنه " يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير " ويراعي أكبر المصلحتين، بتفويت أدناهما، فإن قتل الغلام شر، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما، أعظم شرا منه، وبقاء الغلام من دون قتل وعصمته، وإن كان يظن أنه خير، فالخير ببقاء دين أبويه، وإيمانهما خير من ذلك، فلذلك قتله الخضر، وتحت هذه القاعدة من الفروع والفوائد، ما لا يدخل تحت الحصر، فتزاحم المصالح والمفاسد كلها، داخل في هذا.
ومنها: القاعدة الكبيرة أيضا وهي أن " عمل الإنسان في مال غيره، إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة، أنه يجوز، ولو بلا إذن حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير " كما خرق الخضر السفينة لتعيب، فتسلم من غصب الملك الظالم. فعلى هذا لو وقع حرق، أو غرق، أو نحوهما، في دار إنسان أو ماله، وكان إتلاف بعض المال، أو هدم بعض الدار، فيه سلامة للباقي، جاز للإنسان بل شرع له ذلك، حفظا لمال الغير، وكذلك لو أراد ظالم أخذ مال الغير، ودفع إليه إنسان بعض المال افتداء للباقي جاز، ولو من غير إذن.
ومنها: أن العمل يجوز في البحر، كما يجوز في البر لقوله: { يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ْ} ولم ينكر عليهم عملهم.
ومنها: أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته، ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة، لأن الله أخبر أن هؤلاء المساكين، لهم سفينة.
ومنها: أن القتل من أكبر الذنوب لقوله في قتل الغلام { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ْ}
ومنها: أن القتل قصاصا غير منكر لقوله { بِغَيْرِ نَفْسٍ ْ}
ومنها: أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه، وفي ذريته.
ومنها: أن خدمة الصالحين، أو من يتعلق بهم، أفضل من غيرها، لأنه علل استخراج كنزهما، وإقامة جدارهما، أن أباهما صالح.
ومنها: استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ، فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله { فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ْ} وأما الخير، فأضافه إلى الله تعالى لقوله: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ْ} كما قال إبراهيم عليه السلام { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ْ} وقالت الجن: { وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ْ} مع أن الكل بقضاء الله وقدره.
ومنها: أنه ينبغي للصاحب أن لا يفارق صاحبه في حالة من الأحوال، ويترك صحبته، حتى يعتبه، ويعذر منه، كما فعل الخضر مع موسى.
ومنها: أن موافقة الصاحب لصاحبه، في غير الأمور المحذورة، مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها، كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة.
ومنها: أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله وجعلها على يد هذا العبد الصالح، ليستدل العباد بذلك على ألطافه في أقضيته، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا، وهي صلاح دينه، كما في قضية الغلام، أو وهي صلاح دنياه كما في قضية السفينة، فأراهم نموذجا من لطفه وكرمه، ليعرفوا ويرضوا غاية الرضا بأقداره المكروهة.
- الوسيط لطنطاوي : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
ثم ختم - سبحانه - القصة ، ببيان ما قاله الخضر لموسى فى تأويل الحادثة الثالثة فقال - تعالى - : ( وَأَمَّا الجدار فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المدينة وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً )
أى : ( وأما الجدار ) الذى أتعبت نفسى فى إقامته ، ولم يعجبك هذا منى .
( فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ ) مات أبوهما وهما صغيران ، وهذان الغلامان يسكنان فى تلك المدينة ، التى عبر عنها القرآن بالقرية سابقا فى قوله : ( فانطلقا حتى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ) قالوا : ولعل التعبير عنها بالمدينة هنا ، لإِظهار نوع اعتداد بها ، باعتداد ما فيها من اليتيمين ، وما هو من أهلها وهو أبوهما الصالح ، .
وكان تحته أى تحت هذا الجدار : ( كنز لهما ) أى : مال مدفون من ذهب وفضة . . ولعل أباهما هو الذى دفنه لهما .
( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) أى : رجلا من أصحاب الصلاح والتقوى ، فكان ذلك منه سببا فى رعاية ولديه ، وحفظ مالهما .
( فأراد ربك ) ومالك أمرك؛ ومدبر شئونك ، والذى يجب عليك أن تستسلم وتنقاد لإِرادته .
( أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا ) أى : كمال رشدهما ، وتمام نموهما وقوتهما .
ويستخرجا كنزهما من تحت هذا الجدار وهما قادران على حمايته ، ولولا أنى أقمته لانقض وخرج الكنز من تحته قبل اقتدارهما على حفظه وعلى حسن التصرف فيه .
( رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ) أى : وما أراده ربك - يا موسى - بهذين الغلامين ، هو الرحمة التى ليس بعدها رحمة ، والحكمة التى ليس بعدها حكمة .
فقوله ( رحمة ) مفعول لأجله .
ثم ينفض الخضر يده من أن يكون قد تصرف بغير أمر ربه فيقول : ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ) .
أى : وما فعلت ما فعلته عن اجتهاد منى ، أو عن رأيى الشخصى ، وإنما فعلت ما فعلت بأمر ربى ومالك أمرى ، وذلك الذى ذكرته لك من تأويل تلك الأحداث هو الذى لم تستطع عليه صبرا ، ولم تطق السكوت عليه ، لأنك لم يطلعك الله - تعالى - على خفايا تلك الأمور وبواطنها . . كما أطلعنى .
وحذفت التاء من ( تسطع ) تخفيفا . يقال : استطاع فلان هذا الشئ واستطاعه بمعنى أطاقه وقدر عليه .
وبذلك انكشف المستور لموسى عليه السلام - وظهر ما كان خافيا عليه .
هذا ، وقد ساق الإِمام ابن كثير عند تفسيره لآيات تلك القصة جملة من الأحاديث ، منها ما رواه الشيخان ، ومنها ما رواه غيرهما ، ونكتفى هنا بذكر حديث واحد .
قال - رحمه الله - قال البخارى : حدثنا الحميدى ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو بن دينار ، أخبرنى سعيد بن جبير قال . قلت لابن عباس : إن نوفا البكالى يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى نبى بنى إسرائيل .
قال ابن عباس : كذب عدو الله ، حدثنا أبى بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن موسى قام خطيبا فى بنى إسرائيل ، فسئل أى الناس أعلم؟ فقال : أنا . فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه . فأوحى الله إليه : إن عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك . فقال موسى : يا رب ، وكيف لى به؟
قال : تأخذ معك حوتا ، تجعله بمكتل ، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم "
.فأخذ حوتا ، فجعله فى مكتل ، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون . حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما ، واضطرب الحوت فى المكتل ، فخرج منه فسقط فى البحر ، واتخذ سبيله فى البحر سربا ، وأمسك الله عن الحوت جِرْبَةَ الماء ، فصار عليه مثل الطاق .
فلما استيقظ نسى صاحبه أن يخبره بالحوت .
فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ، فلما كان الغد قال موسى لفتاه : ( آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هذا نَصَباً ) ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذى أمره الله به .
قال له فتاه : ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى الصخرة فَإِنِّي نَسِيتُ الحوت وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشيطان أَنْ أَذْكُرَهُ واتخذ سَبِيلَهُ فِي البحر عَجَباً ) قال : فكان للحوت سربا ولموسى وفتاه عجبا .
فقال موسى : ( قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فارتدا على آثَارِهِمَا قَصَصاً ) قال : فرجعا يقصان أثرهما ، حتى انتهيا إلى الصخرة ، فإذا رجل مسجى - أى مغطى - بثوب ، - فسلم عليه موسى ، فقال الخضر : وأنى بأرضك السلام .
قال : أنا موسى : قال : موسى نبى إسرائيل قال : نعم ، أتيتك لتعلمنى مما علمت رشدا ، قال : إنك لن تستطيع معى صبرا .
يا موسى : إنى على علم من علم الله علمنيه ، لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه .
قال موسى : ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا . قال الخضر فإن اتبعتنى فلا تسألنى عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا .
فانطلقا يمشيان ، فمرت سفينة فكلمهم أن يحملوه ، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول - أى بغير أجر - فلما ركبا فى السفينة ، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم .
فقال له موسى : قد حملونا بغير نول ، فعمدت إلى سفينتهم فخرقتها ، لتغرق أهلها ، لقد جئت شيئاً إمرا .
قال له الخضر : ألم أقل إنك لن تستطيع معى صبرا . قال : لا تؤاخدنى بما نسيت ولا ترهقنى من أمرى عسرا .
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " كانت الأولى من موسى نسيانا " ، قال : وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة . فنقر فى البحر نقرة . فقال له الخضر : ما علمى وعلمك فى علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر .
ثم خرجا من السفينة ، فبينما هما يمشيان على الساحل ، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان ، فأخذ الخضر رأسه فاقتلعه بيده فقتله - فقال له موسى : ( أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً ) قال : ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبرا .
وقال : وهذ أشد من الأولى . قال : ( قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي )
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وددنا أن موسى كان قد صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما " .
وقد أخذ العلماء من هذه القصة أحكاما وآدابا من أهمها ما يأتى :
1- أن الإِنسان مهما أوتى من العلم ، فعليه أن يطلب المزيد ، وأن لا يعجب بعلمه ، فالله - تعالى - يقول : ( وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ العلم إِلاَّ قَلِيلاً ) وطلب من نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتضرع إليه بطلب الزيادة من العلم فقال : ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ) 2- أن الرحلة فى طلب العلم من صفات العقلاء . فموسى - عليه السلام - وهو من أولى العزم من الرسل ، تجشم المشاق والمتاعب لكى يلتقى بالرجل الصالح؛ لينتفع بعلمه ، وصمم على ذلك مهما كانت العقبات بدليل قوله - تعالى - حكاية عنه : ( لا أَبْرَحُ حتى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البحرين أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) قال القرطبى عند تفسيره لهذه الآية : فى هذا من الفقه رحلة العالم فى طلب الازدياد من العلم ، والاستعانة على ذلك بالخادم والصاحب واغتنام لقاء الفضلاء والعلماء وإن بعدت أقطارهم . وذلك كان دأب السلف الصالح ، وبسبب ذلك وصل المرتحلون لطلب العلم إلى الحظ الراجح : وحصلوا على السعى الناجح ، فرسخت لهم فى العلوم أقدام . وصح لهم من الذكر والأجر والفضل أفضل الأقسام .
قال البخارى : ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس فى طلب حديث .
3- جواز إخبار الإِنسان عما هو من مقتضى الطبيعة البشرية ، كالجوع والعطش والتعب والنسيان فقد قال موسى لفتاه : ( آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هذا نَصَباً ) ورد عليه فتاه بقوله : ( أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى الصخرة فَإِنِّي نَسِيتُ الحوت وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشيطان أَنْ أَذْكُرَهُ . . ) وفى هذا الرد - أيضا - من الأدب ما فيه ، فقد نسب سبب النسيان إلى الشيطان ، وإن كان الكل بقضاء الله - تعالى - وقدره .
4- أن العلم على قسمين : علم مكتسب يدركه الإِنسان باجتهاده وتحصيله . . بعد عون الله تعالى - له . وعلم لدنى يهبه الله - سبحانه - لمن يشاء من عباده فقد قال - تعالى - فى شأن الخضر ( وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ) أى : علما خاصا أطلعه الله عليه يشمل بعض الأمور الغيبية .
5- أن على المتعلم أن يخفض جناحه للمعلم ، وأن يخاطبه بأرق العبارات وألطفها ، حتى يحصل على ما عنده من علم بسرور وارتياح .
قال بعض العلماء ما ملخصه : وتأمل ما حكاه الله عن موسى فى قوله للخضر : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ على أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً )
فقد أخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة ، فكأنه يقول له : هل تأذن لى فى ذلك أو لا ، مع إقراره بأنه يتعلم منه ، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر ، الذى لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه . . .
6- أنه لا بأس على العالم ، إذا اعتذر للمتعلم عن تعليمه ، لأن المتعلم لا يطيق ذلك ، لجهله بالأسباب التى حملت العالم على فعل تلك الأمور التى ظاهرها يخالف الحق والعدل والمنطق العقلى ، وأن معرفة الأسباب تعين على الصبر .
فقد قال الخضر لموسى : ( إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَكَيْفَ تَصْبِرُ على مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ) فقد جعل الموجب لعدم صبره عدم إحاطته خبرا بالأمر .
7- إن من علامات الإِيمان القوى ، أن يقدم الإِنسان المشيئة عند الإِقدام على الأعمال ، وأن العزم على فعل الشئ ليس بمنزلة فعله ، فقد قال موسى للخضر : ( ستجدني إِن شَآءَ الله صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً ) ومع ذلك فعندما رأى منه أفعالا يخالف ظاهرها الحق والصلاح ، لم يصبر .
وأنه لا بأس على العالم أن يشترط على المتعلم أمورا معينة قبل أن يبدأ فى تعليمه .
فقد قال الخضر لموسى : ( إِنِ اتبعتني فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حتى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ) 8- أنه يجوز دفع الضرر الأكبر بارتكاب الضرر الأصغر ، فإن خرق السفينة فيه ضرر ولكنه أقل من أخذ الملك لها غصبا ، وإن قتل الغلام شر ، ولكنه أقل من الشر الذى سيترتب على بقائه . وهو إرهاقه لأبويه ، وحملهما على الكفر .
كما يجوز للإِنسان أن يعمل عملا فى ملك غيره بدون إذنه بشرط أن يكون هذا العمل فيه مصلحة لذلك الغير كأن يرى حريقا فى دار إنسان فيقدم على إطفائه بدون إذنه . ويدفع ضرر الحريق بضرر أقل منه ، فقد خرق الخضر السفينة ، لكى تبقى لأصحابها المساكين .
9- أن التأنى فى الأحكام . والتثبت من الأمور ، ومحاولة معرفة العلل والأسباب . . . كل ذلك يؤدى إلى صحة الحكم ، وإلى سلامة القول والعمل .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " رحمة الله علينا وعلى موسى ، لو صبر على صاحبه لرأى العجب " .
10- أن من دأب العقلاء الصالحين . استعمال الأدب مع الله - تعالى - فى التعبير ، فالخضر قد أضاف خرقه للسفينة إلى نفسه فقال : ( فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا . . ) وأضاف الخير الذى فعله من أجل الغلامين اليتيمين إلى الله فقال : ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ) وشبيه بهذا ما حكاه الله - تعالى - عن صالحى الجن فى قولهم : ( وَأَنَّا لاَ ندري أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأرض أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ) 11- قال القرطبى : قوله - تعالى - ( يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ ) أى : قرب أن يسقط . وهذا مجاز وتوسع .
وقد فسره فى الحديث بقوله " مائل " فكان فيه دليل على وجود المجاز فى القرآن ، وهو مذهب الجمهور .
وجميع الأفعال التى حقها أن تكون للحى الناطق إذا أسندت إلى جماد أو بهيمة ، فإنما هى استعارة .
أى : لو كان مكانها إنسان لكان ممتثلا لذلك الفعل ، وهذا فى كلام العرب وأشعارهم كثير ، كقول الأعشى :
أتنهون ولا يَنْهَى ذوى شطَط ... كالطّعن يذهب فيه الزيتُ والفُتُل
والشطط : الجور والظلم ، يقول : لا ينهى الظالم عن ظلمه إلا الطعن العميق الذى يغيب فيه الفتل - فأضاف النهى إلى الطعن .
وذهب قوم إلى منع المجاز فى القرآن فإن كلام الله عز وجل - وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حمله على الحقيقة أولى بذى الفضل والدين ، لأنه يقص الحق كما أخبر الله - تعالى - فى كتابه . . .
وقد صرح صاحب أضواء البيان أنه لا مجاز فى القرآن فقال ما ملخصه : قوله - تعالى - : ( فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ) هذه الآية من أكبر الأدلة التى يستدل بها القائلون : بأن المجاز فى القرآن ، زاعمين أن إرادة الجدار الانقضاض لا يمكن أن تكون حقيقة وإنما هى مجاز .
وقد دلت آيات من كتاب الله على أنه لا مانع من أن تكون إرادة الجدار حقيقة ، لأن الله - تعالى - يعلم للجمادات إرادات وأفعالا وأقوالا لا يدركها الخلق ، كما صرح - تعالى - بأنه يعلم من ذلك ما لا يعلمه خلقه فى قوله - سبحانه - ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ . . ) فصرح بأننا لا نفقه تسبيحهم ، وتسبيحهم واقع عن إرادة لهم يعلمها - سبحانه - ونحن لا نعلمها .
ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما ثبت فى صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إنى لأعرف حجرا كان يسلم على بمكة " وما ثبت فى صحيح البخارى من حنين الجذع الذى كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم حزنا لفراقه .
فتسليم ذلك الحجر ، وحنين ذلك الجزع ، كلاهما بإرادة وإدراك يعلمه الله ونحن لا نعلمه . . .
12- أن صلاح الأباء ينفع الأبناء . بدليل قوله - تعالى - : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) .
قال الإِمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية : فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ فى ذريته وتشمل بركة عبادته ما ينفعهم فى الدنيا والآخرة ، بشفاعته فيهم ، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة فى الجنة لتقر عينه بهم ، كما جاء فى القرآن ووردت السنة به .
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : حفظا بصلاح أبيهما .
13- أن على الصاحب أن لا يفارق صاحبه حتى يتبين له الأسباب التى حملته على ذلك ، فأنت ترى أن الخضر قد قال لموسى : ( هذا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ) أى : قبل مفارقتى لك سأخبرك عن الأسباب التى حملتنى على فعل ما فعلت مما لم تستطع معه صبرا .
ويفهم من ذلك أن موافقة الصاحب لصاحبه- في غير معصية الله- تعالى- على رأس الأسباب التي تعين على دوام الصحبة وتقويتها، كما أن عدم الموافقة، وكثرة المخالفة، تؤدى إلى المقاطعة.
كما يفهم من ذلك- أيضا- أن المناقشة والمحاورة متى كان الغرض منها الوصول إلى الحق، وإلى المزيد من العلم، وكانت بأسلوب مهذب، وبنية طيبة، لا تؤثر في دوام المحبة والصداقة، بل تزيدهما قوة وشدة.
نسأل الله- تعالى- أن يؤدبنا بأدبه، وأن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، وأنس نفوسنا.
ثم ساق- سبحانه- قصة ذي القرنين، وهي القصة الرابعة والأخيرة في السورة فقد سبقتها قصة أصحاب الكهف. وقصة صاحب الجنتين وقصة موسى والخضر.
استمع إلى القرآن الكريم وهو يقص علينا بأسلوبه البليغ المؤثر خبر ذي القرنين فيقول:
- البغوى : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
قوله عز وجل : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ) وكان اسمهما أصرم وصريم ( وكان تحته كنز لهما ) اختلفوا في ذلك الكنز . روي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كان ذهبا وفضة " .
وقال عكرمة : كان مالا .
وعن سعيد بن جبير : كان الكنز صحفا فيها علم .
وعن ابن عباس : أنه قال كان لوحا من ذهب مكتوبا فيه : " عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح! عجبا لمن أيقن بالحساب كيف يغفل! عجبا لمن أيقن بالرزق كيف يتعب! عجبا لمن أيقن بالقدر كيف ينصب! عجبا لمن أيقن بزوال الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها! لا إله إلا الله محمد رسول الله " . وفي الجانب الآخر مكتوب : " أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي خلقت الخير والشر فطوبى لمن خلقته للخير وأجريته على يديه والويل لمن خلقته للشر وأجريته على يديه " وهذا قول أكثر المفسرين وروي ذلك مرفوعا .
قال الزجاج : الكنز إذا أطلق ينصرف إلى كنز المال ، ويجوز عند التقييد أن يقال عنده كنز علم ، وهذا اللوح كان جامعا لهما .
( وكان أبوهما صالحا ) قيل : كان اسمه " كاسح " وكان من الأتقياء . قال ابن عباس : حفظا بصلاح أبويهما .
وقيل : كان بينهما وبين الأب الصالح سبعة آباء .
قال محمد بن المنكدر : إن الله يحفظ بصلاح العبد ولده [ وولد ولده ] وعترته وعشيرته وأهل دويرات حوله فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم .
قال سعيد بن المسيب : إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي .
قوله عز وجل : ( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ) أي : يبلغا ويعقلا . وقيل : أن يدركا شدتهما وقوتهما . وقيل : ثماني عشرة سنة .
( ويستخرجا ) حينئذ ( كنزهما رحمة ) نعمة ( من ربك )
( وما فعلته عن أمري ) أي باختياري ورأيي بل فعلته بأمر الله وإلهامه ( ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ) أي لم تطق عليه صبرا و " استطاع " و " اسطاع " بمعنى واحد .
روي أن موسى لما أراد أن يفارقه قال له : أوصني ، قال : لا تطلب العلم لتحدث به واطلبه لتعمل به .
واختلفوا في أن الخضر حي أم ميت ؟ قيل : إن الخضر وإلياس حيان يلتقيان كل سنة بالموسم . وكان سبب حياته فيما يحكى أنه شرب من عين الحياة وذلك أن ذا القرنين دخل الظلمات لطلب عين الحياة . وكان الخضر على مقدمته فوقع الخضر على العين فنزل واغتسل وتوضأ وشرب وصلى شكرا لله عز وجل وأخطأ ذو القرنين الطريق فعاد .
وذهب آخرون إلى أنه ميت لقوله تعالى : " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد " ( الأنبياء - 34 ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم بعدما صلى العشاء ليلة : " أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم حي على ظهر الأرض أحد " . ولو كان الخضر حيا لكان لا يعيش بعده " .
- ابن كثير : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
في هذه الآية دليل على إطلاق القرية على المدينة; لأنه قال أولا ( حتى إذا أتيا أهل قرية ) [ الكهف : 77 ] وقال هاهنا : فكان لغلامين يتيمين في المدينة كما قال تعالى : ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك [ محمد : 13 ] ، وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم [ الزخرف : 31 ] يعني : مكة والطائف . ومعنى الآية : أن هذا الجدار إنما أصلحه لأنه كان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما . قال عكرمة ، وقتادة ، وغير واحد : كان تحته مال مدفون لهما . وهذا ظاهر السياق من الآية ، وهو اختيار ابن جرير ، رحمه الله . وقال العوفي عن ابن عباس : كان تحته كنز علم . وكذا قال سعيد بن جبير ، وقال مجاهد : صحف فيها علم ، وقد ورد في حديث مرفوع ما يقوي ذلك ، قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده المشهور : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا بشر بن المنذر ، حدثنا الحارث بن عبد الله اليحصبي عن عياش بن عباس القتباني عن ابن حجيرة ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، [ رفعه ] قال : " إن الكنز الذي ذكر الله في كتابه : لوح من ذهب مصمت مكتوب فيه : عجبت لمن أيقن بالقدر لم نصب ؟ وعجبت لمن ذكر النار لم ضحك ؟ وعجبت لمن ذكر الموت لم غفل؟ لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " . بشر بن المنذر هذا يقال له : قاضي المصيصة . قال الحافظ أبو جعفر العقيلي : في حديثه وهم . وقد روي في هذا آثار عن السلف ، فقال ابن جرير في تفسيره : حدثني يعقوب ، حدثنا الحسن بن حبيب بن ندبة حدثنا سلمة ، عن نعيم العنبري - وكان من جلساء الحسن - قال : سمعت الحسن - يعني البصري - يقول في قوله : وكان تحته كنز لهما قال : لوح من ذهب مكتوب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . وحدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش عن عمر مولى غفرة قال : إن الكنز الذي قال الله في السورة التي يذكر فيها الكهف : وكان تحته كنز لهما قال : كان لوحا من ذهب مصمت مكتوبا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، عجب لمن عرف النار ثم ضحك! عجب لمن أيقن بالقدر ثم نصب! عجب لمن أيقن بالموت ثم أمن! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . وحدثني أحمد بن حازم الغفاري ، حدثنا هنادة بنت مالك الشيبانية قالت : سمعت صاحبي حماد بن الوليد الثقفي يقول : سمعت جعفر بن محمد يقول في قول الله تعالى وكان تحته كنز لهما قال : سطران ونصف لم يتم الثالث : عجبت للموقن بالرزق كيف يتعب وعجبت للموقن بالحساب كيف يغفل؟ وعجبت للموقن بالموت كيف يفرح؟ وقد قال تعالى : وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين [ الأنبياء : 47 ] قالت : وذكر أنهما حفظا بصلاح أبيهما ، ولم يذكر منهما صلاح ، وكان بينهما وبين الأب الذي حفظا به سبعة آباء ، وكان نساجا . وهذا الذي ذكره هؤلاء الأئمة ، وورد به الحديث المتقدم وإن صح ، لا ينافي قول عكرمة : أنه كان مالا لأنهم ذكروا أنه كان لوحا من ذهب ، وفيه مال جزيل ، أكثر ما زادوا أنه كان مودعا فيه علم ، وهو حكم ومواعظ ، والله أعلم . وقوله : وكان أبوهما صالحا فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته ، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة ، بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم ، كما جاء في القرآن ووردت السنة به . قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : حفظا بصلاح أبيهما ، ولم يذكر لهما صلاح ، وتقدم أنه كان الأب السابع . [ فالله أعلم ] وقوله : فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما : هاهنا أسند الإرادة إلى الله تعالى; لأن بلوغهما الحلم لا يقدر عليه إلا الله; وقال في الغلام : فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه وقال في السفينة : فأردت أن أعيبها ، فالله أعلم . وقوله : رحمة من ربك وما فعلته عن أمري أي : هذا الذي فعلته في هذه الأحوال الثلاثة ، إنما هو من رحمة الله بمن ذكرنا من أصحاب السفينة ، ووالدي الغلام ، وولدي الرجل الصالح ، وما فعلته عن أمري لكني أمرت به ووقفت عليه ، وفيه دلالة لمن قال بنبوة الخضر ، عليه السلام ، مع ما تقدم من قوله : فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما . وقال آخرون : كان رسولا . وقيل بل كان ملكا . نقله الماوردي في تفسيره . وذهب كثيرون إلى أنه لم يكن نبيا . بل كان وليا . فالله أعلم . وذكر ابن قتيبة في المعارف أن اسم الخضر بليا بن ملكان بن فالغ بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، عليه السلام قالوا : وكان يكنى أبا العباس ، ويلقب بالخضر ، وكان من أبناء الملوك ، ذكره النووي في تهذيب الأسماء ، وحكى هو وغيره في كونه باقيا إلى الآن ثم إلى يوم القيامة قولين ، ومال هو وابن الصلاح إلى بقائه ، وذكروا في ذلك حكايات وآثارا عن السلف وغيرهم وجاء ذكره في بعض الأحاديث . ولا يصح شيء من ذلك ، وأشهرها أحاديث التعزية وإسناده ضعيف . ورجح آخرون من المحدثين وغيرهم خلاف ذلك ، واحتجوا بقوله تعالى : وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد [ الأنبياء : 34 ] وبقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض " ، وبأنه لم ينقل أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ولا حضر عنده ، ولا قاتل معه . ولو كان حيا لكان من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ] وأصحابه; لأنه عليه السلام كان مبعوثا إلى جميع الثقلين : الجن والإنس ، وقد قال : " لو كان موسى وعيسى حيين ما وسعهما إلا اتباعي " وأخبر قبل موته بقليل : أنه لا يبقى ممن هو على وجه الأرض إلى مائة سنة من ليلته تلك عين تطرف ، إلى غير ذلك من الدلائل . قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم [ في الخضر قال ] إنما سمي " خضرا " ; لأنه جلس على فروة بيضاء ، فإذا هي تحته [ تهتز ] خضراء " . ورواه أيضا عن عبد الرزاق . وقد ثبت أيضا في صحيح البخاري ، عن همام ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنما سمي الخضر ; لأنه جلس على فروة ، فإذا هي تهتز [ من خلفه ] خضراء " والمراد بالفروة هاهنا الحشيش اليابس ، وهو الهشيم من النبات ، قاله عبد الرزاق . وقيل : المراد بذلك وجه الأرض . وقوله : ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا أي : هذا تفسير ما ضقت به ذرعا ، ولم تصبر حتى أخبرك به ابتداء ، ولما أن فسره له وبينه ووضحه وأزال المشكل قال : [ ما لم ] تسطع وقبل ذلك كان الإشكال قويا ثقيلا فقال : سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا فقابل الأثقل بالأثقل ، والأخف بالأخف ، كما قال تعالى : فما اسطاعوا أن يظهروه وهو الصعود إلى أعلاه ، وما استطاعوا له نقبا [ الكهف : 97 ] ، وهو أشق من ذلك ، فقابل كلا بما يناسبه لفظا ومعنى والله أعلم . فإن قيل : فما بال فتى موسى ذكر في أول القصة ثم لم يذكر بعد ذلك؟ فالجواب : أن المقصود بالسياق إنما هو قصة موسى مع الخضر وذكر ما كان بينهما ، وفتى موسى معه تبع ، وقد صرح في الأحاديث المتقدمة في الصحاح وغيرها أنه يوشع بن نون ، وهو الذي كان يلي بني إسرائيل بعد موسى ، عليهما السلام . وهذا يدل على ضعف ما أورده ابن جرير في تفسيره حيث قال : حدثنا ابن حميد ، حدثنا سلمة ، حدثني ابن إسحاق ، عن الحسن بن عمارة ، عن أبيه ، عن عكرمة قال : قيل لابن عباس : لم نسمع لفتى موسى بذكر من حديث وقد كان معه؟ فقال ابن عباس فيما يذكر من حديث الفتى قال : شرب الفتى من الماء [ فخلد ، فأخذه ] العالم ، فطابق به سفينة ثم أرسله في البحر ، فإنها تموج به إلى يوم القيامة; وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه فشرب إسناد ضعيف ، والحسن متروك ، وأبوه غير معروف . . . . "
- القرطبى : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
قوله تعالى : وأما الجدار فكان لغلامين هذان الغلامان صغيران بقرينة وصفهما باليتم ، واسمهما أصرم وصريم . وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : لا يتم بعد بلوغ هذا هو الظاهر . وقد يحتمل أن يبقى عليهما اسم اليتم بعد البلوغ إن كانا يتيمين ، على معنى الشفقة عليهما . وقد تقدم أن اليتم في الناس من قبل فقد الأب ، وفي غيرهم من الحيوان من قبل فقد الأم .
ودل قوله : في المدينة على أن القرية تسمى مدينة ; ومنه الحديث ( أمرت بقرية تأكل القرى . . . ) وفي حديث الهجرة ( لمن أنت ) فقال الرجل : من أهل المدينة ; يعني مكة .
قوله تعالى : وكان تحته كنز لهما اختلف الناس في الكنز ; فقال عكرمة وقتادة : كان مالا جسيما وهو الظاهر من اسم الكنز إذ هو في اللغة المال المجموع ; وقد مضى القول فيه . وقال ابن عباس : ( كان علما في صحف مدفونة ) وعنه أيضا قال : ( كان لوحا من ذهب مكتوبا فيه بسم الله الرحمن الرحيم ، عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن ، عجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب ، عجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح ، عجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل ، عجبت لمن يؤمن بالدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن لها ، لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وروي نحوه عن عكرمة وعمر مولى غفرة ، ورواه عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قوله تعالى : وكان أبوهما صالحا ظاهر اللفظ والسابق منه أنه والدهما دنية . وقيل : هو الأب السابع ; قاله جعفر بن محمد . وقيل : العاشر فحفظا فيه وإن لم يذكر بصلاح ; وكان يسمى كاشحا ; قاله مقاتل . اسم أمهما دنيا ; ذكره النقاش . ففيه ما يدل على أن الله - تعالى - يحفظ الصالح في نفسه وفي ولده وإن بعدوا عنه وقد روي أن الله - تعالى - يحفظ الصالح في سبعة من ذريته ; وعلى هذا يدل قوله - تعالى - : إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين
قوله تعالى : وما فعلته عن أمري يقتضي أن الخضر نبي ; وقد تقدم الخلاف في ذلك .
ذلك تأويل أي تفسير .
ما لم تسطع عليه صبرا قرأت فرقة " تستطع " وقرأ الجمهور تسطع قال أبو حاتم : كذا نقرأ كما في خط المصحف . وهنا خمس مسائل :
الأولى : إن قال قائل لم يسمع لفتى موسى ذكر في أول الآية ولا في آخرها ، قيل له : اختلف في ذلك ; فقال عكرمة لابن عباس : لم يسمع لفتى موسى بذكر وقد كان معه ؟ فقال : ( شرب الفتى من الماء فخلد ، وأخذه العالم فطبق عليه سفينة ثم أرسله في البحر ، وإنها لتموج به فيه إلى يوم القيامة وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه فشرب منه ) قال القشيري : وهذا إن ثبت فليس الفتى يوشع بن نون ; فإن يوشع بن نون قد عمر بعد موسى وكان خليفته ; والأظهر أن موسى صرف فتاه لما لقي الخضر . وقال شيخنا الإمام أبو العباس : يحتمل أن يكون اكتفي بذكر المتبوع عن التابع والله أعلم .
الثانية : إن قال قائل : كيف أضاف الخضر قصة استخراج كنز الغلامين لله - تعالى - ، وقال في خرق السفينة : فأردت أن أعيبها فأضاف العيب إلى نفسه ؟ قيل له : إنما أسند الإرادة في الجدار إلى الله - تعالى - لأنها في أمر مستأنف في زمن طويل غيب من الغيوب ، فحسن إفراد هذا الموضع بذكر الله - تعالى - ، وإن كان الخضر قد أراد ذلك فالذي أعلمه الله - تعالى - أن يريده وقيل : لما كان ذلك خيرا كله أضافه إلى الله - تعالى - وأضاف عيب السفينة إلى نفسه رعاية للأدب لأنها لفظة عيب فتأدب بأن لم يسند الإرادة فيها إلا إلى نفسه ، كما تأدب إبراهيم - عليه السلام - في قوله : وإذا مرضت فهو يشفين فأسند الفعل قبل وبعد إلى الله - تعالى - ، وأسند إلى نفسه المرض ، إذ هو معنى نقص ومصيبة ، فلا يضاف إليه - سبحانه وتعالى - من الألفاظ إلا ما يستحسن منها دون ما يستقبح ، وهذا كما قال - تعالى - : بيدك الخير واقتصر عليه فلم ينسب الشر إليه ، وإن كان بيده الخير والشر والضر والنفع ، إذ هو على كل شيء قدير ، وهو بكل شيء خبير ، ولا اعتراض بما حكاه - عليه السلام - عن ربه - عز وجل - أنه يقول يوم القيامة : ( يا ابن آدم مرضت فلم تعدني واستطعمتك فلم تطعمني واستسقيتك فلم تسقني ) فإن ذلك تنزل في الخطاب وتلطف في العتاب مقتضاه التعريف بفضل ذي الجلال وبمقادير ثواب هذه الأعمال وقد تقدم هذا المعنى والله - تعالى - أعلم . ولله - تعالى - أن يطلق على نفسه ما يشاء ، ولا نطلق نحن إلا ما أذن لنا فيه من الأوصاف الجميلة والأفعال الشريفة جل وتعالى عن النقائص والآفات علوا كبيرا . وقال في الغلام : فأردنا فكأنه أضاف القتل إلى نفسه ، والتبديل إلى الله - تعالى - والأشد كمال الخلق والعقل . وقد مضى الكلام فيه في " الأنعام " والحمد لله .
الثالثة : قال شيخنا الإمام أبو العباس : ذهب قوم من زنادقة الباطنية إلى سلوك طريق تلزم منه هذه الأحكام الشرعية ، فقالوا : هذه الأحكام الشرعية العامة إنما يحكم بها على الأنبياء والعامة ، وأما الأولياء وأهل الخصوص فلا يحتاجون إلى تلك النصوص ، بل إنما يراد منهم ما يقع في قلوبهم ، ويحكم عليهم بما يغلب عليهم من خواطرهم . وقالوا : وذلك لصفاء قلوبهم عن الأكدار ، وخلوها عن الأعيار ، فتتجلى لهم العلوم الإلهية ، والحقائق الربانية ، فيقفون على أسرار الكائنات ، ويعلمون أحكام الجزئيات ، فيستغنون بها عن أحكام الشرائع الكليات ، كما اتفق للخضر ; فإنه استغنى بما تجلى له من العلوم ، عما كان عند موسى من تلك الفهوم . وقد جاء فيما ينقلون : استفت قلبك وإن أفتاك المفتون . قال شيخنا - رضي الله عنه - : وهذا القول زندقة وكفر يقتل قائله ولا يستتاب ; لأنه إنكار ما علم من الشرائع ; فإن الله - تعالى - قد أجرى سنته ، وأنفذ حكمته ، بأن أحكامه لا تعلم إلا بواسطة رسله السفراء بينه وبين خلقه ، وهم المبلغون عنه رسالته وكلامه ، المبينون شرائعه وأحكامه ; اختارهم لذلك ، وخصهم بما هنالك ; كما قال - تعالى - : الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير وقال - تعالى - : الله أعلم حيث يجعل رسالته وقال - تعالى - : كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين إلى غير ذلك من الآيات . وعلى الجملة فقد حصل العلم القطعي ، واليقين الضروري ، واجتماع السلف والخلف على أن لا طريق لمعرفة أحكام الله - تعالى - التي هي راجعة إلى أمره ونهيه ، ولا يعرف شيء منها إلا من جهة الرسل ، فمن قال : إن هناك طريقا آخر يعرف بها أمره ونهيه غير الرسل بحيث يستغنى عن الرسل فهو كافر ، يقتل ولا يستتاب ، ولا يحتاج معه إلى سؤال ولا جواب ، ثم هو قول بإثبات أنبياء بعد نبينا - عليه الصلاة والسلام - ; الذي قد جعله الله خاتم أنبيائه ورسله ، فلا نبي بعده ولا رسول . وبيان ذلك أن من قال يأخذ عن قلبه وأن ما يقع فيه حكم الله - تعالى - وأنه يعمل بمقتضاه ، وأنه لا يحتاج مع ذلك إلى كتاب ولا سنة ، فقد أثبت لنفسه خاصة النبوة ، فإن هذا نحو ما قاله - عليه الصلاة والسلام - : إن روح القدس نفث في روعي . . . الحديث .
الرابعة : ذهب الجمهور من الناس إلى أن الخضر مات - صلى الله عليه وسلم - . وقالت فرقة : حي لأنه شرب من عين الحياة ، وأنه باق في الأرض وأنه يحج البيت . قال ابن عطية : وقد أطنب النقاش في هذا المعنى ، وذكر في كتابه أشياء كثيرة عن علي بن أبي طالب وغيره ، وكلها لا تقوم على ساق . ولو كان الخضر - عليه السلام - حيا يحج لكان له في ملة الإسلام ظهور ; والله العليم بتفاصيل الأشياء لا رب غيره . ومما يقضي بموت الخضر - عليه السلام - الآن قوله - عليه الصلاة السلام - : أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد .
قلت : إلى هذا ذهب البخاري واختاره القاضي أبو بكر بن العربي ، والصحيح القول الثاني وهو أنه حي على ما نذكره . والحديث خرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال صلى بنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال : أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد قال ابن عمر : فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة ; وإنما قال - عليه الصلاة والسلام - : لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن . ورواه أيضا من حديث جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أن يموت بشهر : تسألوني عن الساعة وإنما علمها عند الله وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة وفي أخرى قال سالم : تذاكرنا أنها هي مخلوقة يومئذ . وفي أخرى : ما من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ . وفسرها عبد الرحمن صاحب السقاية قال : نقص العمر . وعن أبي سعيد الخدري نحو هذا الحديث قال علماؤنا : وحاصل ما تضمنه هذا الحديث أنه - عليه الصلاة والسلام - أخبر قبل موته بشهر أن كل من كان من بني آدم موجودا في ذلك لا يزيد عمره على مائة سنة ; لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ما من نفس منفوسة وهذا اللفظ لا يتناول الملائكة ولا الجن إذ لم يصح عنهم أنهم كذلك ، ولا الحيوان غير العاقل ; لقوله : ممن هو على ظهر الأرض أحد وهذا إنما يقال بأصل وضعه على من يعقل ، فتعين أن المراد بنو آدم . وقد بين ابن عمر هذا المعنى ; فقال : يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن . ولا حجة لمن استدل به على بطلان قول من يقول : إن الخضر حي لعموم قوله : ما من نفس منفوسة لأن العموم وإن كان مؤكد الاستغراق فليس نصا فيه ، بل هو قابل للتخصيص . فكما لم يتناول عيسى - عليه السلام - ، فإنه لم يمت ولم يقتل فهو حي بنص القرآن ومعناه ، ولا يتناول الدجال مع أنه حي بدليل حديث الجساسة ، فكذلك لم يتناول الخضر - عليه السلام - وليس مشاهدا للناس ، ولا ممن يخالطهم حتى يخطر ببالهم حالة مخاطبة بعضهم بعضا ، فمثل هذا العموم لا يتناوله . وقد قيل : إن أصحاب الكهف أحياء ويحجون مع عيسى - عليه الصلاة والسلام - ، كما تقدم . وكذلك فتى موسى في قول ابن عباس كما ذكرنا . وقد ذكر أبو إسحاق الثعلبي في كتاب العرائس له : والصحيح أن الخضر نبي معمر محجوب عن الأبصار ; وروى محمد بن المتوكل عن ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب قال : الخضر - عليه السلام - من ولد فارس ، وإلياس من بني إسرائيل يلتقيان كل عام في الموسم . وعن عمرو بن دينار قال : إن الخضر وإلياس لا يزالان حيين في الأرض ما دام القرآن على الأرض ، فإذا رفع ماتا . وقد ذكر شيخنا الإمام أبو محمد عبد المعطي بن محمود بن عبد المعطي اللخمي في شرح الرسالة له للقشيري حكايات كثيرة عن جماعة من الصالحين والصالحات بأنهم رأوا الخضر - عليه السلام - ولقوه ، يفيد مجموعها غاية الظن بحياته مع ما ذكره النقاش والثعلبي وغيرهما . وقد جاء في صحيح مسلم : أن الدجال ينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو - من خير الناس . . . الحديث ; وفي آخره قال أبو إسحاق : يعني أن هذا الرجل هو الخضر . وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب الهواتف : بسند يوقفه إلى علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - ( أنه لقي الخضر وعلمه هذا الدعاء ، وذكر أن فيه ثوابا عظيما ومغفرة ورحمة لمن قاله في أثر كل صلاة ، وهو : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، ويا من لا تغلطه المسائل ، ويا من لا يتبرم من إلحاح الملحين ، أذقني برد عفوك ، وحلاوة مغفرتك ) وذكر أيضا عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في هذا الدعاء بعينه نحوا مما ذكر عن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - في سماعه من الخضر . وذكر أيضا اجتماع إلياس مع النبي - عليه الصلاة والسلام - . وإذا جاز بقاء إلياس إلى عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - جاز بقاء الخضر ، وقد ذكر أنهما يجتمعان عند البيت في كل حول ، وأنهما يقولان عند افتراقهما : ( ما شاء الله ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلا الله ، ما شاء الله ما شاء الله ، ما يكون من نعمة فمن الله ، ما شاء الله ما شاء الله ، توكلت على الله ، حسبنا الله ونعم الوكيل ) وأما خبر إلياس فيأتي في " الصافات " إن شاء الله - تعالى - .
وذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد : عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال : ( لما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجي بثوب هتف هاتف من ناحية البيت يسمعون صوته ولا يرون شخصه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكم أهل البيت كل نفس ذائقة الموت - الآية - إن في الله خلفا من كل هالك ، وعوضا من كل تالف ، وعزاء من كل مصيبة ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب ) فكانوا يرون أنه الخضر - عليه الصلاة والسلام - . يعني أصحاب النبي - عليه الصلاة والسلام - . والألف واللام في قوله : على الأرض للعهد لا للجنس وهي أرض العرب ، بدليل تصرفهم فيها وإليها غالبا دون أرض يأجوج ومأجوج ، وأقاصي جزر الهند والسند مما لا يقرع السمع اسمه ، ولا يعلم علمه . ولا جواب عن الدجال .
قال السهيلي : واختلف في اسم الخضر اختلافا متباينا ; فعن ابن منبه أنه قال : أبليا بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح . وقيل : هو ابن عاميل بن سماقحين بن أريا بن علقما بن عيصو بن إسحاق ، وأن أباه كان ملكا ، وأن أمه كانت بنت فارس واسمها ألمى ، وأنها ولدته في مغارة ، وأنه وجد هنالك وشاة ترضعه في كل يوم من غنم رجل من القرية ، فأخذه الرجل فرباه ، فلما شب وطلب الملك - أبوه - كاتبا وجمع أهل المعرفة والنبالة ليكتب الصحف التي أنزلت على إبراهيم وشيث ، كان ممن أقدم عليه من الكتاب ابنه الخضر وهو لا يعرفه ، فلما استحسن خطه ومعرفته ، وبحث عن جلية أمره عرف أنه ابنه فضمه لنفسه وولاه أمر الناس ثم إن الخضر فر من الملك لأسباب يطول ذكرها إلى أن وجد عين الحياة فشرب منها ، فهو حي إلى أن يخرج الدجال ، وأنه الرجل الذي يقتله الدجال ويقطعه ثم يحييه الله - تعالى - . وقيل : لم يدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ; وهذا لا يصح وقال البخاري وطائفة من أهل الحديث منهم شيخنا أبو بكر بن العربي - رحمه الله تعالى - : إنه مات قبل انقضاء المائة ، من قوله - عليه الصلاة والسلام - : إلى رأس مائة عام لا يبقى على هذه الأرض ممن هو عليها أحد يعني من كان حيا حين قال هذه المقالة
قلت : قد ذكرنا هذا الحديث والكلام عليه ، وبينا حياة الخضر إلى الآن ، والله أعلم .
الخامسة : قيل إن الخضر لما ذهب يفارق موسى قال له موسى : أوصني ; قال : كن بساما ولا تكن ضحاكا ، ودع اللجاجة ، ولا تمش في غير حاجة ، ولا تعب على الخطائين خطاياهم وابك على خطيئتك يا ابن عمران .
- الطبرى : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
القول في تأويل قوله تعالى : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قول صاحب موسى: وأما الحائط الذي أقمته، فإنه كان لغلامين يتيمين في المدينة، وكان تحته كنـز لهما.
اختلف أهل التأويل في ذلك الكنـز فقال بعضهم: كان صُحُفا فيها علم مدفونة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي عن ابيه، عن ابن عباس ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: كان تحته كنـز علم.
حدثنا يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن سعيد بن جبير: ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: كان كنـز علم.
حدثنا محمد بن بشار ، قال ثنا عبد الرحمن ، قال ثنا سفيان ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال : علم.
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: علم.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: صحف لغلامين فيها علم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: صحف علم.
حدثني أحمد بن حازم الغِفاريّ، قال: ثنا هنادة ابنة مالك الشيبانية، قالت: سمعت صاحبي حماد بن الوليد الثقفي يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول في قول الله عزّ وجلّ: ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال سطران ونصف، لم يتم الثالث: " عجبت للموقن بالرزق كيف يتعب، عجبت للموقن بالحساب كيف يغفل، وعجبت للموقن بالموت كيف يفرح " وقد قال: وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ قالت: وذكر أنهما حُفِظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر منهما صلاح، وكان بينهما وبين الأب الذي حُفظا به سبعة آباء، وكان نساجا.
حدثني يعقوب، قال: ثنا بن حبيب بن ندبة ، قال: ثنا سلمة بن محمد، عن نعيم العنبريّ، وكان من جُلساء الحسن ، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: لوح من ذهب مكتوب فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم : عجبت لمن يؤمن كيف يحزن ، وعجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها، كيف يطمئنّ إليها ، لا إله إلا الله، محمد رسول الله ".
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني ابن إسحاق، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه كان يقول: ما كان الكنـز إلا عِلْما.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيينة ، عن حميد، عن مجاهد، في قوله ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: صُحُف من علم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الله بن عياش، عن عمر مولى غُفْرة (13) ، قال: إن الكنـز الذي قال الله في السورة التي يذكر فيها الكهف ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: كان لوحا من ذهب مصمت، مكتوبا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم ، عَجَبٌ من عرف الموت ثم ضحك، عجب من أيقن بالقدر ثم نصب، عجب من أيقن بالموت، ثم أمن، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
وقال آخرون: بل كان مالا مكنوزا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عكرمة ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: كنـز مال.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي حصين، عن عكرمة، مثله.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا أبو داود، عن شعبة، قال: أخبرني أبو حُصَين، عن عكرمة، مثله، قال شعبة: ولم نسمعه منه.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا ) قال: مال لهما، قال قتادة: أحلّ الكنـز لمن كان قبلنا، وحرّم علينا، فإن الله يحلّ من أمره ما يشاء، ويحرّم، وهي السنن والفرائض، ويحلّ لأمة، ويحرّم على أخرى، لكنّ الله لا يقبل من أحد مضى إلا الإخلاص والتوحيد له.
* وأولى التأولين في ذلك بالصواب: القول الذي قاله عكرمة، لأن المعروف من كلام العرب أن الكنـز اسم لما يكنـز من مال، وإن كلّ ما كنـز فقد وقع عليه اسم كنـز فإن التأويل مصروف إلى الأغلب من استعمال المخاطبين بالتنـزيل، ما لم يأت دليل يجب من أجله صرفه إلى غير ذلك، لعلل قد بيَّناها في غير موضع.
وقوله: ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ) يقول: فأراد ربك أن يدركا ويبلغا قوتهما وشدّتهما، ويستخرجا حينئذ كنـزهما المكنوز تحت الجدار الذي أقمته رحمة من ربك بهما، يقول: فعلت فعل هذا بالجدار، رحمة من ربك لليتيمين.
وكان ابن عباس يقول في ذلك ما حدثني موسى بن عبد الرحمن، قال: ثنا أبو أسامة، عن مسعر، عن عبد الملك بن ميسره، عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس، في قوله ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) قال: حفظا بصلاح أبيهما، وما ذكر منهما صلاح.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا سفيان، عن مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بمثله.
وقوله: ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ) يقول: وما فعلت يا موسى جميع الذي رأيتني فعلته عن رأيي، ومن تلقاء نفسي، وإنما فعلته عن أمر الله إياي به.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثا سعيد، عن قتادة ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ) : كان عبدا مأمورا، فمضى لأمر الله.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ) ما رأيت أجمع ما فعلته عن نفسي.
وقوله: ( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) يقول: هذا الذي ذكرت لك من الأسباب التي من أجلها فعلت الأفعال التي استنكرتها مني، تأويل: يقول: ما تئول إليه وترجع الأفعال التي لم تسطع على ترك مسألتك إياي عنها، وإنكارك لها صبرا.
وهذه القصص التي أخبر الله عزّ وجلّ نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بها عن موسى وصاحبه، تأديب منه له، وتقدّم إليه بترك الإستعجال بعقوبة المشركين الذين كذّبوه واستهزءوا به وبكتابه، وإعلام منه له أن أفعاله بهم وإن جرت فيما ترى الأعين بما قد يجري مثله أحيانا لأوليائه، فإن تأويله صائر بهم إلى أحوال أعدائه فيها، كما كانت أفعال صاحب موسى واقعة بخلاف الصحة في الظاهر عند موسى، إذ لم يكن عالما بعواقبها، وهي ماضية على الصحة في الحقيقة وآئلة إلى الصواب في العاقبة، ينبئ عن صحة ذلك قوله: وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلا . ثم عقب ذلك بقصة موسى وصاحبه، يعلم نبيه أن تركه جلّ جلاله تعجيل العذاب لهؤلاء المشركين، بغير نظر منه لهم، وإن كان ذلك فيما يحسب من لا علم له بما الله مدبر فيهم نظرا منه لهم، لأن تأويل ذلك صائر إلى هلاكهم وبوارهم بالسيف في الدنيا واستحقاقهم من الله في الآخرة الخزي الدائم.
- ابن عاشور : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
- إعراب القرآن : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
«وَأَمَّا» الواو عاطفة أما حرف شرط «الْجِدارُ» مبتدأ «فَكانَ» الفاء رابطة للجواب وكان فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على الجدار «لِغُلامَيْنِ» متعلقان بالخبر المحذوف «يَتِيمَيْنِ» صفة «فِي الْمَدِينَةِ»
متعلقان بصفة محذوفة لغلامين «وَكانَ» الواو عاطفة وماض ناقص «تَحْتَهُ» ظرف مكان متعلق بالخبر المقدم المحذوف والهاء مضاف إليه «كَنْزٌ» اسم كان «لَهُما» متعلقان بصفة لكنز محذوفة «وَكانَ» معطوفة على كان الأولى «أَبُوهُما» اسم كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة والهاء مضاف إليه «صالِحاً» خبر كان «فَأَرادَ» الفاء رابطة وماض «رَبُّكَ» فاعل والكاف مضاف إليه «أَنْ» حرف ناصب «يَبْلُغا» مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وألف الاثنين فاعل «أَشُدَّهُما» مفعول به والهاء مضاف إليه والمصدر مفعول به «وَيَسْتَخْرِجا» معطوف على يبلغا وإعرابه مثله «كَنزَهُما» مفعول به والهاء مضاف إليه «رَحْمَةً» مفعول لأجله «مِنْ رَبِّكَ» متعلقان برحمة «وَما» الواو استئنافية وما نافية «فَعَلْتُهُ» ماض والتاء فاعله والهاء مفعوله والجملة مستأنفة «عَنْ أَمْرِي» متعلقان بحال محذوفة «ذلِكَ» ذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب «تَأْوِيلُ» خبر والجملة مستأنفة «ما» اسم موصول في محل جر بالإضافة «لَمْ» حرف جزم ونفي وقلب «تَسْطِعْ» فعل مضارع مجزوم وفاعله مستتر والجملة صلة «عَلَيْهِ» متعلقان بصبرا «صَبْراً» مفعول به منصوب
- English - Sahih International : And as for the wall it belonged to two orphan boys in the city and there was beneath it a treasure for them and their father had been righteous So your Lord intended that they reach maturity and extract their treasure as a mercy from your Lord And I did it not of my own accord That is the interpretation of that about which you could not have patience"
- English - Tafheem -Maududi : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا(18:82) As regards the wall, it belonged to two orphan boys, who reside in this city. A treasure for them lies buried under this wall. As their father was a righteous man, your Lord willed that when these children attain their maturity, they should dig out their treasure. All this has been done as a mercy from your Lord: I have not done anything of my own authority. This is the interpretation of those things about which you could not keep patience. *60 "
- Français - Hamidullah : Et quant au mur il appartenait à deux garçons orphelins de la ville et il y avait dessous un trésor à eux; et leur père était un homme vertueux Ton Seigneur a donc voulu que tous deux atteignent leur maturité et qu'ils extraient [eux-mêmes] leur trésor par une miséricorde de ton Seigneur Je ne l'ai d'ailleurs pas fait de mon propre chef Voilà l'interprétation de ce que tu n'as pas pu endurer avec patience
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Was aber die Mauer angeht so gehörte sie zwei Waisenjungen in der Stadt und unter ihr befand sich ein für sie bestimmter Schatz Ihr Vater war rechtschaffen und da wollte dein Herr daß sie erst ihre Vollreife erlangen und dann ihren Schatz hervorholen - aus Barmherzigkeit von deinem Herrn Ich tat es ja nicht aus eigenem Ermessen Das ist die Deutung dessen was du nicht aushalten konntest"
- Spanish - Cortes : Y en cuanto al muro pertenecía a dos muchachos huérfanos de la ciudad Debajo de él había un tesoro que les pertenecía Su padre era bueno y tu Señor quiso que descubrieran su tesoro cuando alcanzaran la madurez como muestra de misericordia venida de tu Señor No lo hice por propia iniciativa Éste es el significado de aquello en que no has podido tener paciencia
- Português - El Hayek : E quanto ao muro pertencia a dois jovens órfãos da cidade debaixo do qual havia um tesouro seu Seu pai era virtuoso eteu Senhor tencinou que alcançassem a puberdade para que pudessem tirar o seu tesouro Isso é do beneplácito de teuSenhor Não o fiz por minha própria vontade Eis a explicação daquilo em relação ao qual não foste paciente
- Россию - Кулиев : Что же касается стены то она принадлежит двум осиротевшим мальчикам из города Под ней находится их клад Их отец был праведником и твой Господь пожелал чтобы они достигли зрелого возраста и извлекли свой клад по милости твоего Господа Я не поступал по своему усмотрению Вот толкование того к чему ты не смог отнестись с терпением
- Кулиев -ас-Саади : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
Что же касается стены, то она принадлежит двум осиротевшим мальчикам из города. Под ней находится их клад. Их отец был праведником, и твой Господь пожелал, чтобы они достигли зрелого возраста и извлекли свой клад по милости твоего Господа. Я не поступал по своему усмотрению. Вот толкование того, к чему ты не смог отнестись с терпением».Двое мальчиков были сиротами и потому заслуживали сострадательного отношения к ним. Они были маленькими и рано потеряли своего отца, который был праведным человеком и ради которого Всевышний Аллах решил позаботиться о его детях. Мне было открыто, что под стеной, которая принадлежала этим детям, был зарыт клад, и поэтому я сломал стену, уложил зарытые сокровища надлежащим образом и построил стену заново, не требуя за это никакого вознаграждения. Все это было Божьей милостью по отношению ко мне. Я не поступал по своей прихоти, а руководствовался Божьей милостью и Божьими повелениями. Из этой славной и удивительной истории можно сделать очень много полезных выводов. В ней также содержится много религиозных предписаний, и с помощью Аллаха мы остановимся на некоторых из них. 1. Всевышний подчеркнул превосходство тех, кто обладает праведными познаниями и путешествует в поисках знаний. Поиски знаний являются одним из наиболее значимых религиозных предписаний, и поэтому пророк Муса отправился в долгое путешествие, в котором ему пришлось испытать большие трудности. Он не захотел вести обыденный образ жизни среди сынов Исраила и наставлять их на прямой путь, а предпочел путешествовать в поисках знаний. 2. Мусульманин должен в первую очередь выполнять наиболее важные предписания, а затем переходить к менее важным. Для проповедника гораздо важнее углублять свои познания, нежели обучать людей тому, что он приобрел, не приобретая новых знаний. А еще лучше, если он совмещает эти два занятия. 3. Шариат разрешает нанимать слуг для удовлетворения своих нужд и отдыха как во время пребывания в собственном доме, так и во время путешествия. Именно так поступил святой пророк Муса. 4. Когда человек отправляется в путь в поисках знаний или на священную войну, то ему разрешается рассказать спутникам о своих намерениях, если это может принести им пользу. Если он оповестит их о цели поездки, то они смогут лучше подготовиться к путешествию или походу, собрать соответствующее снаряжение, поступать правильно и обдуманно и всей душой устремиться к ожидающему их славному обряду поклонения. Вот почему Муса сказал: «Я не остановлюсь, пока не дойду до места слияния двух морей или пока не потрачу на путешествие долгие годы» (18:60). Таким же образом поступил Пророк Мухаммад, когда призвал своих сподвижников готовиться к походу на Табук. И хотя обычно он скрывал свои намерения, перед походом на Табук было целесообразно рассказать мусульманам о своих планах. 5. Мусульмане должны связывать злодеяния и злые умыслы с наущениями и наваждениями сатаны, несмотря на то, что абсолютно все происходит в соответствии с предопределением Аллаха, и поэтому слуга Мусы сказал: «Я забыл о рыбе, и только дьявол заставил меня не вспомнить о ней» (18:63). 6. Человеку разрешается говорить о голоде, жажде, усталости и других слабостях, которые присущи человеческой природе, если он говорит правду и не выражает недовольства. Вот почему пророк Муса сказал: «Подавай наш обед, ведь мы утомились в пути» (18:62). 7. Желательно, чтобы слуга был умным, находчивым и сообразительным человеком и помогал своему хозяину доводить до конца начатое дело. 8. Также желательно, чтобы хозяин кормил своего слугу тем, что ест сам, и чтобы они обедали вместе, потому что из слов пророка Мусы становится ясно, что его слуга обедал вместе с ним. 9. Человек удостаивается Божьей помощи в том случае, если он надлежащим образом выполняет свои обязанности. Такому человеку Аллах помогает так, как не помогает никому другому. Именно поэтому пророк Муса подчеркнул, что усталость одолела его после того, как они миновали место слияния двух морей. До этого он не жаловался на усталость, хотя пройденный ими путь был очень велик и представлял собой целое путешествие. Но стоило им переночевать у скалы и потерять рыбу, а затем прошагать до наступления обеденного времени, как он почувствовал усталость. Узнав об исчезновении рыбы, он вспомнил, что именно место слияния морей должно было стать конечной целью их путешествия. 10. Хадир был не пророком, а праведным рабом, которого Аллах почтил Своей милостью и одарил знанием. Аллах назвал его Своим рабом, но не упомянул о его пророческой миссии, и если бы он был пророком, то Господь непременно поведал бы об этом, как Он поведал о миссиях других пророков и посланников. Что же касается слов праведника о том, что он поступал не по своему усмотрению, то они никоим образом не свидетельствуют о его пророческой миссии. Аллах внушал ему необходимость поступать соответствующим образом, и подобные внушения не являются характерными для посланников. Всевышний сказал: «Мы внушили матери Мусы (Моисея): “Корми его грудью. Когда же станешь опасаться за него, то брось его в реку. Не бойся и не печалься, ибо Мы вернем его тебе и сделаем одним из посланников”» (28:7); «Твой Господь внушил пчеле: “Воздвигай жилища в горах, на деревьях и в строениях”» (16:68). 11. Знания, которыми Аллах одаряет Своих рабов, делятся на два вида. К первому виду относятся знания, которые постигаются благодаря кропотливому труду и усердию. А ко второму виду относятся знания, которые человек приобретает по милости Аллаха посредством внушения. Вот почему Всевышний Аллах сказал: «Они встретили одного из Наших рабов, которого Мы одарили милостью от Нас и обучили из того, что Нам известно» (18:65). 12. Мусульманин должен почтительно относиться к своему преподавателю и обращаться к нему с особым уважением. Именно поэтому пророк Муса сказал: «Могу ли я последовать за тобой, чтобы ты научил меня о прямом пути тому, чему ты обучен?» (18:66). Этими словами он выразил свое почтительное отношение к Хадиру и словно попросил у него совет. Он также попросил у него разрешение последовать за ним и подчеркнул, что собирается стать его учеником. Совершенно иначе поступают грубые или высокомерные люди, которые не показывают перед учителем своей нужды в его познаниях, а делают вид, что они помогают ему справляться со своими обязанностями. А некоторые из них даже предполагают, что они сами обучают своего учителя, и такое поведение свидетельствует об их безграничном невежестве. Воистину, смирение перед учителем и открытое выражение собственной нужды в его познаниях являются одними из самых полезных качеств любого ученика. 13. Знатные и славные люди не должны надменно отказываться от обучения у людей, которые стоят ниже них, потому что пророк Муса, несомненно, был лучше праведника Хадира. 14. Если крупный ученый или богослов плохо разбирается в какой-либо из областей знания, то он должен обратиться за помощью к тому, кто разбирается в этой области знаний, даже если он значительно превосходит его своими познаниями в других областях. Пророк Муса был одним из твердых духом посланников, которых Аллах одарил таким знанием, которого не был удостоен ни один другой человек. Однако Хадир обладал особым знанием, которого не было у святого пророка, и поэтому он поспешил обучиться у него тому, чего он не знал. Из всего сказанного следует, что если мусульманский богослов, который занимается изучением мусульманского права или хадисов, плохо разбирается в грамматике, морфологии и других науках, то ему надлежит посещать занятия богословов, которые разбираются в тонкостях этих дисциплин, даже если они плохо осведомлены о хадисах или мусульманском праве. 15. Мусульмане должны связывать знания и другие достойные качества с Всевышним Аллахом, признавать Его милость и благодарить Его за ниспосланные блага. Вот почему пророк Муса сказал: «Могу ли я последовать за тобой, чтобы ты научил меня о прямом пути тому, чему ты обучен?» (18:66). Он имел в виду, что Хадир приобрел эти знания от Аллаха. 16. Полезным является знание, которое указывает людям путь к добру и предостерегает их от зла и ведущих к нему путей. Что же касается других знаний, то они либо причиняют человеку вред, либо являются бессмысленными и бесполезными. Именно поэтому пророк Муса попросил Хадира научить его только тому, что он знает о прямом пути. 17. Если человек не в состоянии проявлять терпение в присутствии учителя, терпеливо приобретать знания и стойко продолжать начатое дело, то он не достоин этой высокой чести. Человек, лишенный терпения, не способен приобрести знания. А терпеливый и настойчивый человек может достичь любой поставленной перед собой цели. В пользу сказанного выше свидетельствуют следующие слова Хадира: «У тебя не хватит терпения находиться рядом со мной» (18:67). Он поведал пророку Мусе о препятствии, которое могло помешать ему приобрести полезные знания. 18. Жизненный опыт и умение определить суть происходящего являются важнейшими качествами, помогающими человеку проявлять должное терпение. Если же человек не знает сути дела, а также его конечной цели и возможных последствий, то он лишен того, что могло бы побудить его проявить терпение. Именно поэтому Хадир сказал: «Как ты сможешь терпеливо относиться к тому, что ты не объемлешь знанием?» (18:68). Он подчеркнул, что отсутствие представления о сути происходящего не позволит пророку Мусе сохранить терпение. 19. Мусульманин обязан быть выдержанным, рассудительным и терпеливым, если же ему приходится принимать решение, то он должен подождать до тех пор, пока ему не станет ясно, что от него требуется и как он должен поступить. 20. Если мусульманин говорит о делах, которые люди собираются совершить в будущем, то ему надлежит связать их с волей Аллаха. Нельзя говорить: «Я непременно сделаю это». Следует говорить: «Я сделаю это, если на то будет воля Аллаха». 21. Если человек твердо вознамерился сделать что-либо, то это еще не означает, что он сделал это. Пророк Муса сказал: «Если Аллах пожелает, то ты увидишь, что я терпелив, и я не ослушаюсь твоего веления» (18:69). Он твердо решил сохранить терпение, но не сумел сделать этого. 22. Если преподаватель считает целесообразным запретить учащимся задавать ему некоторые вопросы до тех пор, пока он сам не разъяснит их, то он может поступить таким образом. Это могут быть вопросы, которые учащиеся пока не способны понять, либо тонкости, помимо которых учащимся пока предстоит разобраться в более важных вещах, либо просто неуместные вопросы. 23. Если человек не опасается за свою жизнь, то он может путешествовать по морю. 24. Мусульманин не несет ответственности за то, что он по забывчивости не выполнил свои обязанности перед Аллахом или перед людьми, о чем свидетельствуют следующие слова святого пророка: «Не наказывай меня за то, что я позабыл» (18:73). 25. Человек должен быть великодушен и снисходителен к окружающим и не должен обременять их обязанностями, с которыми они не смогут справиться, а затем укорять или порицать их за это. Подобное отношение к людям отталкивает их от человека и порождает в них неприязнь к нему, и поэтому мусульманин должен отдавать предпочтение тому, что легче и доступнее, и тогда Аллах облегчит его собственную участь. 26. Принимая решения, касающиеся жизни и имущества людей, следует опираться на очевидные факты, потому что пророк Муса осудил Хадира за то, что он продырявил корабль и убил мальчика. На первый взгляд эти поступки заслуживали порицания, и поэтому Муса не смог сохранить терпение и смолчать. Он поспешно задал ему вопрос и вынес приговор, который следовало бы вынести во всех других случаях, но не принял во внимание важное обстоятельство, которое обязывало его проявить терпение и не спешить с осуждением своего спутника. 27. Шариат разрешает предотвращать большое зло посредством менее тяжкого злодеяния, и это является одним из важных принципов мусульманской религии. Наряду с этим также разрешается отказываться от менее полезного благодеяния ради более полезного. Несомненно, убийство ребенка является злодеянием, но если бы этот ребенок вырос и отвратил своих родителей от правой веры, то это было бы еще большим злодеянием. Можно предположить, что ребенок мог бы принести им пользу, но еще больше пользы они могли извлечь из того, что надлежащим образом исповедовали бы религию Аллаха, и поэтому Хадир убил мальчика. Этот религиозный принцип имеет огромное значение и позволяет мусульманам обретать великое множество благ, потому что посредством этого принципа удается принять правильное решение даже тогда, когда поступок может повлечь как позитивные, так и негативные последствия. 28. Шариат разрешает распоряжаться чужой собственностью, если подобный поступок приносит пользу или предотвращает вред, и это также является одним из важных канонов мусульманского права. В этом случае распоряжаться чужой собственностью разрешается даже без разрешения хозяина и даже в том случае, когда часть его имущества может пропасть. Именно так поступил Хадир, когда продырявил корабль для того, чтобы он не попал в руки деспотичного царя. Из всего сказанного следует, что если в доме начался пожар или наводнение, то разрешается пожертвовать частью имущества для того, чтобы сохранить все остальное. Если же несправедливый человек пытается присвоить имущество мусульманина, то разрешается отдать ему часть этого имущества для того, чтобы сохранить оставшуюся часть. Более того, шариат повелевает поступать таким образом. А при необходимости это может сделать даже другой человек без разрешения хозяина. 29. Мусульманам разрешается трудиться как на суше, так и на море, потому что Всевышний сказал: «Что касается корабля, то он принадлежал беднякам, которые трудились в море» (18:79). Всевышний не укорил их за то, что они трудились в море. 30. Бедняком (мискин) считается человек, который обладает определенным имуществом, но не в состоянии полностью обеспечить свое существование, потому что Всевышний Аллах назвал тружеников моря бедняками, несмотря на то, что они владели кораблем. 31. Убийство является одним из величайших грехов, потому что пророк Муса сказал: «Неужели ты убил невинного человека, который никого не убивал? Ты совершил предосудительный поступок!» (18:74). 32. Убийство человека в отместку за совершенное им убийство не является предосудительным поступком, потому что пророк Муса осудил Хадира за убийство мальчика, который не совершал подобного преступления. 33. Аллах защищает своих праведных рабов от зла, которое они могут причинить себе сами и которое им могут причинить их дети. 34. Праведники и люди, которые имеют к ним отношение, более всего заслуживают доброго отношения к ним, потому что Хадир спрятал сокровища и выстроил над ними стену по той причине, что отец осиротевших мальчиков был праведным человеком. 35. Мусульманин должен почтительно говорить о Всевышнем Аллахе, потому что именно так поступил праведник Хадир. Рассказав о своем намерении повредить корабль, он сказал: «Я захотел повредить его, потому что перед ними находился царь, который силой отнимал все неповрежденные корабли» (18:79). Упомянув об этом поступке, он не связал его с волей Аллаха. Когда же он упомянул о своем добром поступке, то связал его с волей Всевышнего Аллаха и сказал: «Их отец был праведником, и твой Господь пожелал, чтобы они достигли зрелого возраста и извлекли свой клад по милости твоего Господа» (18:82). Так же поступил пророк Ибрахим, когда сказал: «Все они - враги мои, кроме Господа миров, Который сотворил меня и ведет прямым путем, Который кормит меня и поит, Который исцеляет меня, когда я заболеваю» (26:77–80). Джинны же сказали: «Мы не знаем, зло ли задумано для тех, кто на земле, или Господь пожелал направить их на прямой путь» (72:10). Но, несмотря на это, добро и зло постигают творения в полном соответствии с Божьим предопределением. 36. Мусульманин не должен покидать своего спутника во время путешествия, если только тот не доставляет ему беспокойство. В этом случае его поступок будет оправданным, и именно так поступил Хадир с пророком Мусой. 37. Если спутники понимают друг друга и поддерживают друг друга в дозволенных делах, то это способствует укреплению их взаимоотношений. Если же они не понимают друг друга, то это побуждает их расстаться друг с другом.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Duvar ise şehirde iki yetim erkek çocuğa aitti Duvarın altında onların bir hazinesi vardı; babaları da iyi bir kimseydi Rabbin onların erginlik çağına ulaşmasını ve Rabbinden bir rahmet olarak hazinelerini çıkarmalarını istedi Ben bunları kendiliğimden yapmadım İşte dayanamadığın işlerin içyüzleri budur"
- Italiano - Piccardo : Il muro apparteneva a due orfani della città e alla sua base c'era un tesoro che apparteneva loro Il loro padre era uomo virtuoso e il tuo Signore volle che raggiungessero la loro età adulta e disseppellissero il loro tesoro; segno questo della misericordia del tuo Signore Io non l'ho fatto di mia iniziativa Ecco quello che non hai potuto sopportare con pazienza”
- كوردى - برهان محمد أمين : دیوارهکهش که چاکم کردهوه خاوهنهکهی دوو منداڵی ههتیووی شارۆچکهکه بوون لهژێریدا گهنجینهیهکی زێڕو زیویان ههبوو که باوکیان بۆی شاردبوونهوه ئهگهر گوێمان پێ نهدایه باران و لافاو دهری دهخست و ئهو خه ڵکه ڕهزیلهی که میوانداریان لێ نهکردین دهستیان دهکهوت باوکی ئه دوو منداڵهش خواناس و چاک بوو جا پهروهردگارت ویستی کاتێک گهنجینهکهیان دهست بکهوێت که گهوره و بههێزبن ئهوسا دهری بهێنن ئهمهش وهکو ڕهحمهتێکی تایبهتی لهلایهن پهروهردگارتهوه لهبهر خاتری باوکیان دڵنیاشبه که ههموو ئهو کارانهم له خۆوه نهکردووه ئیتر ئهوه بوو ڕاز و نهێنی ئهو شتانهی که خۆت بۆ نهدهگیرا کاتێک ئانجامم دهدان
- اردو - جالندربرى : اور وہ جو دیوار تھی سو وہ دو یتیم لڑکوں کی تھی جو شہر میں رہتے تھے اور اس کے نیچے ان کا خزانہ مدفون تھا اور ان کا باپ ایک نیک بخت ادمی تھا۔ تو تمہارے پروردگار نے چاہا کہ وہ اپنی جوانی کو پہنچ جائیں اور پھر اپنا خزانہ نکالیں۔ یہ تمہارے پروردگار کی مہربانی ہے۔ اور یہ کام میں نے اپنی طرف سے نہیں کئے۔ یہ ان باتوں کا راز ہے جن پر تم صبر نہ کرسکے
- Bosanski - Korkut : a što se onoga zida tiče – on je dvojice dječaka siročadi iz grada a pod njim je zakopano njihovo blago Otac njihov je bio dobar čovjek i Gospodar tvoj želi iz milosti Svoje da oni odrastu i izvade blago svoje Sve to ja nisam uradio po svome rasuđivanju Eto to je objašnjenje za tvoje nestrpljenje"
- Swedish - Bernström : Och vad muren beträffar tillhörde den två faderlösa ungdomar i byn och under den låg en skatt begraven som var deras egendom Deras far hade varit en rättrådig man och det var din Herres vilja att de när de uppnått vuxen ålder som en nåd från Honom skulle få gräva upp denna skatt Ingenting av detta har jag gjort av egen drift Där ser du innebörden av det som du inte [stillatigande] kunde bevittna"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Adapun dinding rumah adalah kepunyaan dua orang anak yatim di kota itu dan di bawahnya ada harta benda simpanan bagi mereka berdua sedang ayahnya adalah seorang yang saleh maka Tuhanmu menghendaki agar supaya mereka sampai kepada kedewasaannya dan mengeluarkan simpanannya itu sebagai rahmat dari Tuhanmu; dan bukanlah aku melakukannya itu menurut kemauanku sendiri Demikian itu adalah tujuan perbuatanperbuatan yang kamu tidak dapat sabar terhadapnya"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
(Adapun dinding rumah itu adalah kepunyaan dua orang anak muda yang yatim di kota ini, dan di bawahnya ada harta benda simpanan) yakni harta yang terpendam berupa emas dan perak (bagi mereka berdua, sedangkan ayahnya adalah seorang yang saleh) maka dengan kesalehannya itu ia dapat memelihara kedua anaknya dan harta benda bagi keduanya (maka Rabbmu menghendaki agar mereka berdua sampai kepada kedewasaannya) sampai kepada usia dewasa (dan mengeluarkan simpanannya itu, sebagai rahmat dari Rabbmu). Lafal Rahmatan menjadi Maf'ul Lah, sedangkan 'Amilnya adalah lafal Araada (dan bukanlah aku melakukannya itu) yaitu semua hal yang telah disebutkan tadi, yakni melubangi perahu, membunuh anak muda dan mendirikan tembok yang hampir roboh (menurut kemauanku sendiri) berdasarkan keinginanku sendiri, tetapi hal itu kulakukan berdasarkan perintah dan ilham dari Allah. (Demikian itu adalah tujuan perbuatan-perbuatan yang kamu tidak dapat sabar terhadapnya)" lafal Tasthi' menurut pendapat lain dibaca Isthaa'a dan Istathas'a artinya mampu. Di dalam ayat ini dan ayat-ayat sebelumnya terdapat berbagai macam ungkapan, yaitu terkadang memakai istilah Aradtu (aku menghendaki); terkadang memakai istilah Aradnaa (kami menghendaki), dan terkadang memakai istilah Araada Rabbuka (Rabbmu menghendaki). Hal ini dinamakan Jam'un Bainal Lughataini atau penganekaragaman ungkapan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : প্রাচীরের ব্যাপারসেটি ছিল নগরের দুজন পিতৃহীন বালকের। এর নীচে ছিল তাদের গুপ্তধন এবং তাদের পিতা ছিল সৎকর্ম পরায়ন। সুতরাং আপনার পালনকর্তা দায়বশতঃ ইচ্ছা করলেন যে তারা যৌবনে পদার্পন করুক এবং নিজেদের গুপ্তধন উদ্ধার করুক। আমি নিজ মতে এটা করিনি। আপনি যে বিষয়ে ধৈর্য্যধারণ করতে অক্ষম হয়েছিলেন এই হল তার ব্যাখ্যা।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "இனி நான் நிமிர்த்து வைத்த அந்த சுவர் அந்தப் பட்டினத்திலுள்ள அநாதைச் சிறுவர் இருவருக்குரியது அதன் அடியில் அவ்விருவருக்கும் சொந்தாமான புதையல் உள்ளது அவ்விருவருடைய தந்தை ஸாலிஹான நல்ல மனிதராக இருந்தார் எனவே அவ்விருவரும் தக்க பிராயமடைந்த தம்மிருவரின் புதையலையும் வெளிப்படுத்தி எடுத்துக் கொள்ள வேண்டும் என உம்முடைய இறைவன் நாடினான் இவையெல்லாம் உம் இறைவனுடைய ரஹ்மத்தில் நின்றும் உள்ளவை என் விருப்பு வெறுப்பின்படி எந்தக் காரியத்தையும் செய்யவில்லை எதைப் பற்றி நீர் பொறுமையாக இருக்க முடியவில்லையோ அதன் விளக்கம் இது தான்" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และส่วนเรื่องของกำแพงนั้น มันเป็นของเด็กผู้ชายกำพร้าสองคนที่อยู่ในเมือง และใต้กำแพงนั้นมีขุมทรัพย์ของเขาทั้งสอง และพ่อของเด็กทั้งสองก็เป็นคนดี ดังนั้น พระผู้เป็นเจ้าจองท่านทรงประสงค์ที่จะให้เด็กทั้งสองบรรลุสู่ความเป็นผู้ใหญ่และจะให้เด็กทั้งสองเอาขุมทรัพย์ของทั้งสองออกมาเอง เป็นความเมตตาจากพระผู้เป็นเจ้าของท่าน และฉันมิได้ทำสิ่งนั้นตามความพอใจของฉัน นั่นคือความหมายที่ท่านไม่สามารถมีความอดทนในสิ่งนั้นๆ ได้”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Деворга келсак у шаҳардаги икки етим боланики бўлиб унинг остида икковларининг хазинаси бор эди Уларнинг оталари солиҳ одам эди Бас Роббинг икковларининг вояга етишини ва хазиналарини чиқариб олишини ирода қилди Бу Аллоҳнинг раҳмати ила бўлди Мен ўзимча қилганим йўқ Мана шу сен сабр қила олмаган нарсанинг таъвилидир деди
- 中国语文 - Ma Jian : 至于那堵墙,则是城中两个孤儿的;墙下有他俩的财宝。他俩的父亲,原是善良的。你的主要他俩成年后,取出他俩的财宝,这是属于你的主的恩惠,我没有随著我的私意做这件事。这是你所不能忍受的事情的道理。
- Melayu - Basmeih : Adapun tembok itu pula adalah ia dipunyai oleh dua orang anak yatim di bandar itu; dan di bawahnya ada "harta terpendam" kepuyaan mereka; dan bapa mereka pula adalah orang yang soleh Maka Tuhanmu menghendaki supaya mereka cukup umur dan dapat mengeluarkan harta mereka yang terpendam itu sebagai satu rahmat dari Tuhanmu kepada mereka Dan ingatlah aku tidak melakukannya menurut fikiranku sendiri Demikianlah penjelasan tentang maksud dan tujuan perkaraperkara yang engkau tidak dapat bersabar mengenainya"
- Somali - Abduh : darbigana waxaa leh labo wiil oo agoon ah oo magaalada waxaana hoostiisa ah kansi ay leeyihiin wuxuuna ahaa aabahood mid suubban wuxuuna doonay Eebahaa inay gaadhaan xooggooda lana baxaan kansigooda naxariista Eebahaa dartiis uma falin rayigayga kaasi waa fasirka waxaadan karin samirkiisa*
- Hausa - Gumi : "Kuma amma bangon to yã kasance na waɗansu yãra biyu ne marãyu a cikin birnin kuma akwai wata taska tãsu a ƙarƙashinsa kuma ubansu ya kasance sahĩhin mutum ne dõmin haka Ubangijinka Ya yi nufin su isa iyãkar ƙarfinsu kuma sũ su fitar da taskarsu sabõda rahama ne daga Ubangijinka Kuma ban yi shi ba daga umurnĩna Wancan shĩ ne fassarar abin da ba ka iya yin haƙuri ba a kansa"
- Swahili - Al-Barwani : Na ama ukuta huo ulikuwa ni wa vijana wawili mayatima kule mjini Na chini yake ilikuwako khazina yao; na baba yao alikuwa ni mtu mwema Basi Mola wako Mlezi alitaka wafikie utu uzima na wajitolee khazina yao wenyewe kuwa ni rehema itokayo kwa Mola wako Mlezi Wala mimi sikutenda hayo kwa amri yangu Hiyo ndiyo tafsiri ya hayo ambayo wewe hukuweza kuyasubiria
- Shqiptar - Efendi Nahi : e sa i përket atij murit ai u takonte dy djelmoshave bonjakë në qytet e nën at mur gjendej një thesar i tyre E babai i tyre ka qenë njeri i mirë dhe Zoti yt dëshiroi që ata të arrijnë moshën e pjekurisë dhe ta nxjerrin thesarin e tyre; kjo është mëshira e Zotit tënd Unë këtë nuk e kam bërë sipas gjykimit tim por me urdhër të Perëndisë Ky është shpjegimi i asaj për të cilën ti s’mund u durove
- فارسى - آیتی : اما ديوار از آنِ دو پسر يتيم از مردم اين شهر بود. در زيرش گنجى بود، از آنِ پسران، پدرشان مردى صالح بود. پروردگار تو مىخواست آن دو به حد رشد رسند و گنج خود را بيرون آرند. و من اين كار را به ميل خود نكردم. رحمت پروردگارت بود. اين است راز آن سخن كه گفتم: تو را شكيب آن نيست.
- tajeki - Оятӣ : Аммо девор аз они ду писари ятим аз мардуми ин шаҳр буд, дар зераш ганҷе буд аз они писарон. Падарашон марде солеҳ буд, Парвардигори ту мехост он ду ба ҳадди булуғ расанд ва ганҷи худро берун оранд. Ва ман ин корро ба майли худ накардам. Раҳмати Парвардигорат буд. Ин аст сирри он сухан, ки гуфтам: «Туро сабри он нест».
- Uyghur - محمد صالح : تامغا كەلسەك، ئۇ شەھەردىكى ئىككى يېتىم بالىنىڭ ئىدى، تام ئاستىدا ئۇلارنىڭ (ھەققى بولغان) خەزىنىسى بار ئىدى (تام ئۆرۈلۈپ كەتسە، خەزىنىسى ئېچىلىپ قېلىپ كىشىلەر ئۇنى ئېلىپ كېتەتتى)، ئۇلارنىڭ ئاتا - ئانىسى ياخشى ئادەم ئىدى. پەرۋەردىگارىڭ ئۇلارنىڭ چوڭ بولغاندا تام ئاستىدىكى خەزىنىسىنى چىقىرىۋېلىشىنى ئىرادە قىلدى، بۇ پەرۋەردىگارىڭنىڭ (ئۇلارغا قىلغان) رەھمىتىدۇر، ئۇنى (يەنى يۇقىرىقى ئۈچ ئىشنى) مەن ئۆز خاھىشىم بىلەن قىلغىنىم يوق (بەلكى ئۇنى اﷲ نىڭ ئەمرى ۋە ئىلھامى بىلەن قىلدىم)، سەن سەۋر - تاقەت قىلىپ تۇرالمىغان نەرسىلەرنىڭ ھەقىقىتى ئەنە شۇ»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "പിന്നെ ആ മതിലിന്റെ കാര്യം: അത് ആ പട്ടണത്തിലെ രണ്ട് അനാഥക്കുട്ടികളുടേതാണ്. അതിനടിയില് അവര്ക്കായി കരുതിവെച്ച ഒരു നിധിയുണ്ട്. അവരുടെ പിതാവ് നല്ലൊരു മനുഷ്യനായിരുന്നു. അതിനാല് അവരിരുവരും പ്രായപൂര്ത്തിയെത്തി തങ്ങളുടെ നിധി പുറത്തെടുക്കണമെന്ന് നിന്റെ നാഥന് ആഗ്രഹിച്ചു. ഇതൊക്കെയും നിന്റെ നാഥന്റെ അനുഗ്രഹമത്രെ. ഞാനെന്റെ സ്വന്തം ഹിതമനുസരിച്ച് ചെയ്തതല്ല ഇതൊന്നും. താങ്കള്ക്കു ക്ഷമിക്കാന് കഴിയാതിരുന്ന കാര്യങ്ങളുടെ പൊരുളിതാണ്.”
- عربى - التفسير الميسر : واما الحائط الذي عدلت ميله حتى استوى فانه كان لغلامين يتيمين في القريه التي فيها الجدار وكان تحته كنز لهما من الذهب والفضه وكان ابوهما رجلا صالحا فاراد ربك ان يكبرا ويبلغا قوتهما ويستخرجا كنزهما رحمه من ربك بهما وما فعلت يا موسى جميع الذي رايتني فعلته عن امري ومن تلقاء نفسي وانما فعلته عن امر الله ذلك الذي بينت لك اسبابه هو عاقبه الامور التي لم تستطع صبرا على ترك السوال عنها والانكار علي فيها
*60) In connection with this story, a very hard problem arises to which an answer must be found: Two of the three things done by Hadrat Khidr are obviously against those commandments of the Law which have always been in force since the creation of man. No law allows anyone the right to damage the property of another and kill an innocent person. So much so that if a man were to know by inspiration that some usurper would illegally seize a certain boat, and that a certain boy would be involved in a rebellion and unbelief, even then no law, sent down by Allah, makes it lawful that one should bore a hole in the boat and kill the innocent boy by virtue of one's inspiration. If in answer to this, one were to say that Hadrat Khidr committed these two acts by the Commands of Allah, this does not solve the problem, for the question is not this, "By whose command did Hadrat Khidr commit these acts"? but it is this: "What was the nature of these commands"? This is important because Hadrat Khidr did these acts in accordance with Divine Command, for he himself says that these acts of his were not done by his own authority, but were moved by the mercy of Allah, and Allah Himself has testified this by saying: "We gave him a special knowledge from Ourselves". Thus it is beyond any doubt that these acts were done by the Command of Allah, but the question about the nature of the command remains there, for it is obvious that these commands were not legal because it is not allowed by any Divine Law, and the fundamental principles of the Qur'an also do not allow that a person should kill another person without any proof of his guilt. Therefore we shall have to admit that these commands belonged to one of those decrees of Allah in accordance with which one sick person recovers, while another dies: one becomes prosperous and the other is ruined. If the Commands given to Hadrat Khidr were of this nature, then one must come to the conclusion that Hadrat Khidr was an angel (or some other kind of Allah's creation) who is not bound by the Divine Law prescribed for human beings, for such commands as have no legal aspect, can be addressed to angels only. This is because the question of the lawful or the unlawful cannot arise about them: they obey the Commands of Allah without having any personal power. In contrast to them, a man shall be guilty of a sin whether he does any such thing inadvertently by intuition or by some inspiration, if his act goes against some Divine Commandment. This is because a man is bound to abide by Divine Commandments as a tnan, and there is no room whatsoever in the Divine Law that an act may become lawful for a man merely because he had received an instruction by inspiration and had been informed in a secret way of the wisdom of that unlawful act.
The above-mentioned principle has been unanimously accepted by scholars of the Divine Law and the leaders of Sufism. `Allamah Alusi has cited in detail the sayings of 'Abdul Wahhab Shi`irani, Muhy-ud-Din ibn-`Arabi, Mujaddid Alf Thani, Shaikh 'Abdul-Qadir Jilani, Junaid Baghdadi, Sirri Saqti, Abul-Hussain An-nuri, Abu Said-al-Kharraz, Ahmad ud-Dainauri and Imam Ghazzali to this effect that it is not lawful even for a sufi to act in accordance with that inspiration of his own which goes against a fundamental of law. (Ruh-ul-Ma ani, Vol. XVI, pp. 16-18). That is why we have come to the conclusion that Hadrat Khidr must be an angel, or some other kind of Allah's creation, exempted from human law, for he could not be the only exception to the above-mentioned formula. Therefore we inevitably come to the conclusion that he was one of those Servants of Allah who act in accordance with the will of Allah and not in accordance with the Divine Law prescribed for human beings.
We would have accepted the theory that Hadrat Khidr was a human being, if the Qur'an had plainly asserted that the "servant" to whom Prophet moscs was sent for training, was a tnan, but the Qur'an does not specifically say that he was a human being but says that he was "one of Our Servants", which does not show that he was necessarily a human being. Besides this, there is no Tradition which specifically says that Hadrat Khidr was a human being. In the authentic traditions related by Said bin Jubair, Ibn `Abbas, Ubayy bin Ka`ab from the Holy Prophet, the Arabic word, ,}i~ (rajul) has been used for Hadrat Khidr, which though generally used for human beings, is not exclusively used for human beings. In the Holy Qur'an itself, this word has been used for Jinns also (LXXIII 6). It is also obvious that when a jinn or an angel or an invisible being will come before a human being, he will surely come in human shape and, in that form; he will be called a bashar (man), just like the angel who came before Mary in the shape of a human being (XIX: 17). Thus the word rajul, used for Hadrat Khidr in the abovementioned Tradition by the Holy Prophet, does not necessarily mean that he was a human being. Therefore we are quite justified in the light of the above discussion to believe that Hadrat Khidr was one of the angels or some other kind of Allah's creation who is not bound by the Divine Law prescribed for human beings. Some of the former scholars of the Qur'an have also expressed the same opinion which . has been cited by lbn Kathir in his Commentary on the authority of Mawardi.