- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّى ۖ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّى جَعَلَهُۥ دَكَّآءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّى حَقًّا
- عربى - نصوص الآيات : قال هذا رحمة من ربي ۖ فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء ۖ وكان وعد ربي حقا
- عربى - التفسير الميسر : قال ذو القرنين: هذا الذي بنيته حاجزًا عن فساد يأجوج ومأجوج رحمة من ربي بالناس، فإذا جاء وعد ربي بخروج يأجوج ومأجوج جعله دكاء منهدمًا مستويًا بالأرض، وكان وعد ربي حقًّا.
- السعدى : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
فلما فعل هذا الفعل الجميل والأثر الجليل، أضاف النعمة إلى موليها وقال: { هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ْ} أي: من فضله وإحسانه عليَّ، وهذه حال الخلفاء الصالحين، إذا من الله عليهم بالنعم الجليلة، ازداد شكرهم وإقرارهم، واعترافهم بنعمة الله كما قال سليمان عليه السلام، لما حضر عنده عرش ملكة سبأ مع البعد العظيم، قال: { هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ْ} بخلاف أهل التجبر والتكبر والعلو في الأرض فإن النعم الكبار، تزيدهم أشرا وبطرا.
كما قال قارون -لما آتاه الله من الكنوز، ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة- قال: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ْ}
وقوله: { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي ْ} أي: لخروج يأجوج ومأجوج { جَعَلَهُ ْ} أي: ذلك السد المحكم المتقن { دَكَّاءَ ْ} أي: دكه فانهدم، واستوى هو والأرض { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ْ}
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
ووقف ذو القرنين أمام هذا العمل العظيم، مظهرا الشكر لله- تعالى-، والعجز أمام قدرته- عز وجل- شأن الحكام الصادقين في إيمانهم، الشاكرين لخالقهم توفيقه إياهم لكل خير.
وقف ليقول بكل تواضع وخضوع لخالقه..: هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي.
أى: هذا الذي فعلته من بناء السد وغيره، أثر من آثار رحمة ربي التي وسعت كل شيء.
فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي الذي حدده لفناء هذه الدنيا ونهايتها، أو الذي حدده لخروجهم منه جَعَلَهُ دَكَّاءَ أى: جعل هذا السد أرضا مستوية، وصيره مدكوكا أى: بمساواة الأرض. ومنه قولهم: ناقة دكاء أى: لا سنام لها.
وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا أى: وكان كل ما وعد الله- تعالى- به عباده من ثواب وعقاب وغيرهما، وعدا حقا لا يتخلف ولا يتبدل، كما قال- سبحانه-: وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ. وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
وبذلك نرى في قصة ذي القرنين ما نرى من الدروس والعبر والعظات، التي من أبرزها.
أن التمكين في الأرض نعمة يهبها الله لمن يشاء من عباده. وأن السير في الأرض لإحقاق الحق وإبطال الباطل من صفات المؤمنين الصادقين، وأن الحاكم العادل من صفاته: ردع الظالمين عن ظلمهم، والإحسان إلى المستقيمين المقسطين، والعمل على ما يجعلهم يزدادون استقامة وفضلا، وأن من معالم الخلق الكريم، أن يعين الإنسان المحتاج إلى عونه، وأن يقدم له ما يصونه عن الوقوع تحت وطأة الظالمين المفسدين، وأن من الأفضل أن يحتسب ذلك عند الله- تعالى-. وألا يطلب من المحتاج إلى عونه أكثر من طاقته.
كما أن من أبرز صفات المؤمنين الصادقين: أنهم ينسبون كل فضل إلى الله- تعالى- وإلى قدرته النافذة، وأنهم يزدادون شكرا وحمدا له- تعالى- كلما زادهم من فضله، وما أجمل وأحكم أن تختتم قصة ذي القرنين بقوله- تعالى-: قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي، فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا.
ثم تسوق السورة الكريمة بعد قصة ذي القرنين آيات تذكر الناس بأهوال يوم القيامة، لعلهم يتوبون ويتذكرون.
استمع إلى السورة الكريمة وهي تصور ذلك فتقول:
- البغوى : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
( قال ) يعني ذا القرنين ( هذا ) أي السد ( رحمة ) أي : نعمة ( من ربي فإذا جاء وعد ربي ) قيل : يوم القيامة وقيل : وقت خروجهم ( جعله دكاء ) قرأ أهل الكوفة ( دكاء ) بالمد والهمز ، أي : أرضا ملساء ، وقرأ الآخرون بلا مد ، أي : جعله مدكوكا مستويا مع وجه الأرض ( وكان وعد ربي حقا ) وروى قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة يرفعه : " أن يأجوج ومأجوج يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا فيعيده الله كما كان حتى إذا بلغت مدتهم حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله واستثنى فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه فيخرجون على الناس ، فيتبعون المياه ويتحصن الناس في حصونهم منهم ، فيرمون بسهامهم إلى السماء فيرجع فيها كهيئة الدم فيقولون : قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم ، فيهلكون ، وإن دواب الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم شكرا " .
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أنبأنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج حدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا ، فقال : " ما شأنكم؟ " قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال ذات غداة فخفضت فيه ورفعت ، حتى ظنناه في طائفة النخل فقال : " غير الدجال أخوفني عليكم؟ إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ، إنه شاب قطط عينه اليمنى طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله ! فاثبتوا " قلنا : يا رسول الله فما لبثه في الأرض؟ قال : " أربعون يوما يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم " قلنا : يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم؟ قال : لا اقدروا له قدره قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال : " كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنوا به ويستجيبوا له فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ، قال : فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك فيتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي باب دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه مثل جمان اللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد من ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ، ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقول : لقد كان بهذه مرة ماء . ويحصر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرتك وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " .
وبهذا الإسناد حدثنا مسلم بن الحجاج حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا ، وزاد بعد قوله : - لقد كان بهذه مرة ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس ، فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء ، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما " .
وقال وهب : إنهم كانوا يأتون البحر فيشربون ماءه ويأكلون دوابه ، ثم يأكلون الخشب والشجر ، ومن ظفروا به من الناس ، ولا يقدرون أن يأتوا مكة ولا المدينة ولا بيت المقدس .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل أنبأنا أحمد أنبأنا أبي أنبأنا إبراهيم عن الحجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج " .وفي القصة : أن ذا القرنين دخل الظلمة ، فلما رجع توفي بشهرزور وذكر بعضهم : أن عمره كان نيفا وثلاثين سنة .
- ابن كثير : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
وقوله : ( قال هذا رحمة من ربي ) أي : لما بناه ذو القرنين ( قال هذا رحمة من ربي ) أي : بالناس حيث جعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حائلا يمنعهم من العيث في الأرض والفساد . ( فإذا جاء وعد ربي ) أي : إذا اقترب الوعد الحق ( جعله دكاء ) أي : ساواه بالأرض . تقول العرب : ناقة دكاء : إذا كان ظهرها مستويا لا سنام لها . وقال تعالى : ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) [ الأعراف : 143 ] أي : مساويا للأرض .
وقال عكرمة في قوله : ( فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء ) قال : طريقا كما كان .
( وكان وعد ربي حقا ) أي : كائنا لا محالة .
- القرطبى : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
قوله تعالى : قال هذا رحمة من ربي القائل ذو القرنين ، وأشار بهذا إلى الردم ، والقوة عليه ، والانتفاع به في دفع ضرر يأجوج ومأجوج . وقرأ ابن أبي عبلة هذه رحمة من ربي .
قوله تعالى : فإذا جاء وعد ربي أي يوم القيامة . وقيل : وقت خروجهم .
جعله دكاء أي مستويا بالأرض ; ومنه قوله - تعالى - : إذا دكت الأرض قال ابن عرفة : أي جعلت مستوية لا أكمة فيها ، ومنه قوله - تعالى - : جعله دكا قال اليزيدي : أي مستويا ; يقال : ناقة دكاء إذا ذهب سنامها . وقال القتبي : أي جعله مدكوكا ملصقا بالأرض . وقال الكلبي : قطعا متكسرا ; قال :
هل غير غاد دك غارا فانهدم
وقال الأزهري : يقال دككته أي دققته . ومن قرأ " دكاء " أراد جعل الجبل أرضا دكاء ، وهي الرابية التي لا تبلغ أن تكون جبلا وجمعها دكاوات . قرأ حمزة وعاصم والكسائي " دكاء " بالمد على التشبيه بالناقة الدكاء ، وهي التي لا سنام لها ، وفي الكلام حذف تقديره : جعله مثل دكاء ; ولا بد من تقدير هذا الحذف . لأن السد مذكر فلا يوصف بدكاء . ومن قرأ " دكا " فهو مصدر دك يدك إذا هدم ورض ; ويحتمل أن يكون جعل بمعنى خلق . وينصب " دكا " على الحال . وكذلك النصب أيضا في قراءة من مد يحتمل الوجهين .
- الطبرى : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)
يقول عزّ ذكره: فلما رأى ذو القرنين أن يأجوج ومأجوج لا يستطيعون أن يظهروا ما بنى من الردم، ولا يقدرون على نقبه، قال: هذا الذي بنيته وسويته حاجزا بين هذه الأمة، ومن دون الردم رحمة من ربي رحم بها من دون الردم من الناس، فأعانني برحمته لهم حتى بنيته وسوّيته ليكفّ بذلك غائلة هذه الأمة عنهم.
وقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ) يقول: فإذا جاء وعد ربي الذي جعله ميقاتا لظهور هذه الأمة وخروجها من وراء هذا الردم لهم. جعله دكاء، يقول: سواه بالأرض، فألزقه بها، من قولهم: ناقة دكاء: مستوية الظهر لا سنام لها. وإنما معنى الكلام: جعله مدكوكا، فقيل: دكاء. وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ) قال: لا أدري الجبلين يعني به، أو ما بينهما.
وذُكر أن ذلك يكون كذلك بعد قتل عيسى ابن مريم عليه السلام الدجال.
* ذكر الخبر بذلك: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا هشيم بن بشير، قال: أخبرنا العوّام، عن جبلة بن سحيم، عن مؤثر، وهو ابن عفارة العبدي ، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَقِيتُ لَيْلةَ الإسْرَاءِ إبْرَاهيمَ وَمُوسَى وعِيسَى فَتَذَاكرُوا أمْرَ السَّاعةِ، وَرَدُّوا الأمْرَ إلى إبْرَاهِيمَ فَقالَ إبْرَاهيمُ: لا عِلْمَ لي بِها، فَرَدُّوا الأمْرَ إلى مُوسَى، فَقالَ مُوسَى: لا عِلْمَ لي بها، فَرَدُّوا الأمْرَ إلى عِيسَى ؛ قَالَ عِيسَى: أمَّا قِيامُ السَّاعةِ لا يَعْلَمُهُ إلا اللهُ، وَلَكِنَّ رَبّي قَدْ عَهِدَ إليَّ بِمَا هُوَ كائِنٌ دُونَ وَقْتِها، عَهِدَ إليَّ أنَّ الدَّجَّالَ خارِجٌ، وأنَّهُ مُهْبِطِي إلَيْهِ، فَذَكَرَ أنَّ مَعَهُ قَصَبَتَيْنِ، فإذَا رآنِي أهْلَكَهُ اللَّهُ، قالَ: فَيَذُوبُ كما يذوبُ الرَّصَاصُ، حتى إنَّ الحَجَرَ والشَّجَرَ لَيَقُولُ: يا مُسْلِمُ هَذَا كافِرٌ فاقْتُلْهُ، فَيُهْلِكُهُمُ اللهُ، ويَرْجِعُ الناسُ إلى بِلادِهِمْ وأوْطانِهمْ فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ مِنْ كُلِّ حَدبٍ يَنْسِلُونَ، لا يَأْتُونَ عَلى شَيْءٍ إلا أكَلُوهُ، ولا يَمُرُّونَ على ماءٍ إلا شَرِبُوهُ، فَيْرِجِعُ النَّاسُ إليَّ، فَيَشْكُونَهُمُ ، فأَدْعُو الله عليهم فيميتهم حتى تَجْوَى الأرْضُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمْ، فَيَنـزلُ المَطَرُ، فَيَجُرُّ أجْسادَهُم، فيُلْقِيهِمْ فِي البَحْرِ، ثُمَّ يَنْسِفُ الجِبَالَ حتى تَكُونَ الأرْضُ كالأدِيمِ، فَعَهِدَ إليَّ رَبّي أنَّ ذلكَ إذا كان كذلك، فإنَّ الساعة مِنْهُمُ كالحامِلِ المُتِمِّ الَّتِي لا يَدْرِي أهْلُها مَتى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلادِها ، لَيْلا أوْ نَهَارًا ".
حدثني عبيد بن إسماعيل، قال: ثنا المحاربيّ، عن أصبع بن زيد، عن العوّام بن حوشب، عن جبلة بن سحيم ، عن مؤثر بن عَفازَة، عن عبد الله بن مسعود، قال: لما أُسْرِي برسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. فتذاكروا أمر الساعة. فذكر نحو حديث إبراهيم الدورقي عن هشيم، وزاد فيه: قال العوّام بن حوشب: فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله تعالى، قال الله عز وجل حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالَ: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) يقول: وكان وعد ربي الذي وعد خلقه في دكّ هذا الردم، وخروج هؤلاء القوم على الناس، وعيثهم فيه، وغير ذلك من وعده حقا، لأنه لا يخلف الميعاد فلا يقع غير ما وعد أنه كائن.
- ابن عاشور : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
- إعراب القرآن : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
«قالَ» ماض فاعله مستتر والجملة مستأنفة «هذا» الها للتنبيه وذا اسم إشارة مبتدأ «رَحْمَةٌ» خبر والجملة مقول القول «مِنْ رَبِّي» متعلقان بصفة محذوفة والتقدير رحمة كائنة من ربي والياء مضاف إليه «فَإِذا» الفاء استئنافية وإذا ظرفية شرطية غير جازمة «جاءَ» ماض «وَعْدُ» فاعل والجملة مضاف إليه «رَبِّي» مضاف إليه والياء في محل جر بالإضافة «جَعَلَهُ» ماض وفاعله مستتر والهاء مفعول به أول «دَكَّاءَ» مفعول به ثان والجملة جواب إذا «وَكانَ وَعْدُ» الواو عاطفة وكان اسمها «رَبِّي» مضاف إليه والياء مضاف إليه «حَقًّا» خبر كان والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : [Dhul-Qarnayn] said "This is a mercy from my Lord; but when the promise of my Lord comes He will make it level and ever is the promise of my Lord true"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا(18:98) Zul-Qarnain said, "This is a mercy from my Lord; but when the time of my Lord's promise shall come, He will level it to dust *71 and the promise of my Lord is true. " *72
- Français - Hamidullah : Il dit C'est une miséricorde de la part de mon Seigneur Mais lorsque la promesse de mon Seigneur viendra Il le nivellera Et la promesse de mon Seigneur est vérité
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er sagte "Das ist eine Barmherzigkeit von meinem Herrn Wenn dann das Versprechen meines Herrn eintrifft läßt Er ihn in sich zusammensinken; und das Versprechen meines Herrn ist wahr"
- Spanish - Cortes : Dijo Ésta es una misericordia venida de mi Señor pero cuando venga la promesa de mi Señor Él la demolerá Lo que mi Señor promete es verdad
- Português - El Hayek : Disse depois Esta muralha é uma misericórdia de meu Senhor Porém quando chegar a Sua promessa Ele a reduzirá apó porque a promessa de meu Senhor é infalível
- Россию - Кулиев : Он сказал Это - милость от моего Господа Когда же исполнится обещание моего Господа Он сровняет ее с землей Обещание моего Господа является истиной
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
Он сказал: «Это - милость от моего Господа! Когда же исполнится обещание моего Господа, Он сровняет ее с землей. Обещание моего Господа является истиной».Он засвидетельствовал Божью милость по отношению к нему, и именно так поступают праведные наместники Аллаха на земле. Когда Аллах осеняет их великой милостью, они признают ее и начинают усердно благодарить Господа за ниспосланную милость. Таким же образом поступил пророк Сулейман, когда ему в мгновение ока принесли трон сабейской царицы, несмотря на огромное расстояние между городами. Он сказал: «Мой Господь оказал мне эту милость для того, чтобы испытать меня, буду ли я благодарен или же буду непризнателен» (27:40). Совершенно иначе поступают надменные гордецы, которые считают себя великими мужами и в ответ на Божью милость проявляют еще большее высокомерие. Одним из таких нечестивцев был Карун. Аллах одарил его несметными сокровищами, под ключами от которых изнывало сразу несколько силачей, а он сказал: «Все это даровано мне благодаря знанию» (28:78). Что же касается Зуль-Карнейна, то он возвестил о том, что настанет день, когда исполнится обещание Аллаха, и племена Йаджудж и Маджудж прорвутся через преграду. Аллах обещал сровнять ее с землей, и обещание Аллаха является непреложной истиной.
- Turkish - Diyanet Isleri : Zülkarneyn "İşte bu Rabbimin bir rahmetidir Rabbimin tayin ettiği zaman gelince onu yerle bir eder; Rabbimin verdiği söz gerçektir" dedi
- Italiano - Piccardo : Disse “Ecco una misericordia che proviene dal mio Signore Quando verrà la promessa del mio Signore sarà ridotta in polvere; e la promessa del mio Signore è veridica”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوسا ذو القرنین وتی دروستکردنی ئهم بهربهسته ڕهحمهتێک بوو لهلایهن پهروهردگارمهوه ئینجا کاتێک پهروهردگارم بڕیاری تێکدانی بدات ورد و خاشی دهکات بێگومان بهڵێنی پهروهردگارم حهقیقهت و ڕاستهقینهیه
- اردو - جالندربرى : بولا کہ یہ میرے پروردگار کی مہربانی ہے۔ جب میرے پروردگار کا وعدہ اپہنچے گا تو اس کو ڈھا کر ہموار کردے گا اور میرے پروردگار کا وعدہ سچا ہے
- Bosanski - Korkut : "Ovo je blagodat Gospodara moga" – reče on "A kada se prijetnja Gospodara moga ispuni On će ga sa zemljom sravniti a prijetnja Gospodara moga će se sigurno ispuniti"
- Swedish - Bernström : Och [den Tvåhornade] utbrast "Detta [har åstadkommits tack vare] min Herres nåd Men när det som min Herre har lovat blir verklighet skall Han jämna det med marken Vad min Herre lovar är sanning"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dzulkarnain berkata "Ini dinding adalah rahmat dari Tuhanku maka apabila sudah datang janji Tuhanku Dia akan menjadikannya hancur luluh; dan janji Tuhanku itu adalah benar"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
(Dia berkata) yakni Zulkarnain, ("Ini) tembok ini atau bendungan ini, atau kemampuan di dalam membangun ini (adalah rahmat dari Rabbku) merupakan nikmat-Nya, sebab tembok ini dapat mencegah Yakjuj dan Makjuj untuk keluar (maka apabila sudah datang janji Rabbku) yakni saat mereka dapat keluar, bila hari kiamat telah dekat. (Dia akan menjadikannya hancur luluh) rata dengan tanah (dan janji Rabbku itu) tentang keluarnya mereka dan peristiwa-peristiwa lainnya (adalah benar)" pasti terjadi.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যুলকারনাইন বললেনঃ এটা আমার পালনকর্তার অনুগ্রহ। যখন আমার পালনকর্তার প্রতিশ্রুত সময় আসবে তখন তিনি একে চূর্ণবিচূর্ণ করে দেবেন এবং আমার পালনকর্তার প্রতিশ্রুতি সত্য।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "இது என் இறைவனிடமிருந்துள்ள ஒரு கிருபையே ஆகும் ஆனால் என் இறைவனுடைய வாக்குறுதி நிறைவேறும்போது அவன் இதனையும் தூள் தூளாக்கி விடுவான்; மேலும் என் இறைவனுடைய வாக்குறுதி முற்றிலும் உண்மையானதே" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เขากล่าวว่า “นี่คือความเมตตาจากพระผู้เป็นเจ้าของฉัน ดังนั้น เมื่อสัญญาของพระผุ้เป็นเจ้าของฉันมาถึง พระองค์จะทรงทำให้มันพังทลาย และสัญญาของพระผู้เป็นเจ้าของฉันนั้นเป็นจริงเสมอ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Бу Роббим раҳматидандир Агар Роббимнинг ваъдаси келса буни ер баробар қилур Роббимнинг ваъдаси ҳақдир деди
- 中国语文 - Ma Jian : 他说:这是从我的主降下的恩惠,当我的主的应许降临的时候,他将使这壁垒化为平地。我的主的应许是真实的。
- Melayu - Basmeih : Setelah itu berkatalah Zulkarnain "Ini ialah suatu rahmat dari Tuhanku; dalam pada itu apabila sampai janji Tuhanku Dia akan menjadikan tembok itu hancur lebur dan adalah janji Tuhanku itu benar"
- Somali - Abduh : wuxuuna yidhi kan waa naxariis Eebahay Markuu yimaaddo yabooha Eebahayna wuxuu ka yeela burbur yabooha Eebahayna waa zaq sugan
- Hausa - Gumi : Ya ce "Wannan wata rahama ce daga Ubangijĩna Sai idan wa'adin Ubangijĩna ya zo ya mayar da shi niƙaƙƙe Kuma wa'adin Ubangijĩna ya kasance tabbatacce"
- Swahili - Al-Barwani : Akasema Hii ni rehema itokayo kwa Mola wangu Mlezi Na itapo fika ahadi ya Mola wangu Mlezi atauvunja vunja Na ahadi ya Mola wangu Mlezi ni kweli tu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhulkarnejni tha “Kjo ështe dhuntia e Zotit tim E kur të arrijë premtimi i Zotit tim Ai do ta rrafshojë atë pendën Premtimet e Zotit tim janë të vërteta
- فارسى - آیتی : گفت: اين رحمتى بود از جانب پروردگار من؛ و چون وعده پروردگار من در رسد، آن را زير و زبر كند و وعده پروردگار من راست است.
- tajeki - Оятӣ : Гуфт: «Ин раҳмате буд аз ҷониби Парвардигори ман ва чун ваъдаи Парвардигори ман даррасад, онро зеру забар кунад ва ваъдаи Парвардигори ман рост аст».
- Uyghur - محمد صالح : زۇلقەرنەين ئېيتتى: «بۇ (يەنى توسمىنىڭ بەرپا قىلىنىشى) پەرۋەردىگارىمنىڭ نېمىتىدۇر، پەرۋەردىگارىمنىڭ ۋەدىسى ئىشقا ئاشقاندا، ئۇ ئۇنى تۈپتۈز قىلىۋېتىدۇ، پەرۋەردىگارىمنىڭ ۋەدىسى ھەقتۇر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ദുല്ഖര്നൈന് പറഞ്ഞു: "ഇതെന്റെ നാഥന്റെ കാരുണ്യമാണ്. എന്നാല് എന്റെ നാഥന്റെ വാഗ്ദത്തസമയം വന്നെത്തിയാല് അവനതിനെ തകര്ത്ത് നിരപ്പാക്കും. എന്റെ നാഥന്റെ വാഗ്ദാനം തീര്ത്തും സത്യമാണ്.”
- عربى - التفسير الميسر : قال ذو القرنين هذا الذي بنيته حاجزا عن فساد ياجوج وماجوج رحمه من ربي بالناس فاذا جاء وعد ربي بخروج ياجوج وماجوج جعله دكاء منهدما مستويا بالارض وكان وعد ربي حقا
*71) That is, "Though I have built a very strong iron-wall, as far as it was possible for me, it is not ever-lasting, for it will last only as long as Allah wills, and will fall down to pieces when the time of my Lord's promise shall come. Then no power in the world shall be able to keep it safe and secure."
As regards the time of Allah's promise, it has two meanings: (1) It may mean the time of the destruction of the wall, and (2) it may also mean the time of the death and destruction of everything destined by Allah at the end of the world i.e., the Hour of Resurrection.
Some people have entertained the misunderstanding that the wall attributed here to Zul-Qarnain refers to the famous Wall of China, whereas this wall was built between Derbent and Dar'yal, two cities of Daghestan in the Caucasus, the land that lies between the Black Sea and the Caspian. There are high mountains between the Black Sea and Dar'yal having deep gorges which cannot allow large armies to pass through them. Between Derbent and Dar'yal, however, there are no such mountains and the passes also are wide and passable. In ancient times savage hordes from the north invaded and ravaged southern lands through these passes and the Persian rulers who were scared of them had to build a strong wall, 50 miles long, 29 feet high and 10 feet wide, for fortification purposes, ruins of which can still be seen. Though it has not yet been established historically who built this wall in the beginning, the Muslim historians and geographers assign it to ZulQarnain because its remains correspond with the description of it given in the Qur'an. Ibn Jarir Tabari and Ibn Kathir have recorded the event, and Yaqut has mentioned it in his Mu jam-ul-Buldan that when after the conquest of Azerbaijan, Hadrat `Umar sent Suraqah bin `Amr, in 22 A.H. on an expedition to Derbent, the latter appointed `Abdur Rehman bin Rabi`ah as the chief of his vanguard. When 'Abdur Rehman entered Armenia, the ruler Shehrbraz surrendered without fighting. Then when `Abdur Rehman wanted to advance towards Derbent, Shehrbraz informed him that he had already gathered full information about the wall built by Zul-Qarnain, through a man, who could supply all the necessary details and then the man was actually presented before `Abdur Rehman. (Tabari, Vol. III, pp. 235-239; AI-Bidayah wan-Nihayah, Vol. VII, pp. 122-125, and Mu jam-ul-Buldan, under Bab-ul-Abwab: Derbent).
Two hundred years later, the Abbasid Caliph Wathiq (227-233 A.H.) despatched a party of 50 men under Sallam-ul-Tarjuman to study the wall of ZulQarnain, whose observations have been recorded in great detail by Yaqut in Mu jam-ul-Buldan and by Ibn Kathir in AI-Bidayah. They write that this expedition reached Samarrah from where they reached Tiflis (the present Tbilisi) and then through As-Sarir and Al-Lan, they reached Filanshah, from where they entered the Caspian territory. From there they arrived at Derbent and saw the wall. (AIBidayah Vol. II, p. 111, Vol. VII, pp. 122-125; Mu jam-ul-Buldan: under Bab-ulAbwab). This clearly shows that even up till the third century of Hijrah the Muslim scholars regarded this wall of the Caucasus as the wall of Zul-Qarnain.
Yaqut in his Mu jam-ul-Buldan has further confirmed the same view at a number of places. For instance, under Khazar (Caspian) he writes:
"This territory belongs to the Turks, which adjoins the Wall of ZulQarnain just behind Bab-ul-Abwab, which is also called Derbent." In the same connection, he records a report by Ahmad bin Fadlan, the ambassador of Caliph Al-Muqtadar-billah, who has given a full description of the Caspian land, saying that Caspian is the name of a country whose capital is Itil (near the present Astrakhan) right through which flows River Itil, which joins the Caspian front Russia and Bulghar.
Regarding Bab-ul-Abwab he says that this city is called both Al-Bab and Derbent, which is a highly difficult passage for the people coming from the northern lands towards the south. Once this territory was a part of the kingdom of Nausherwan, and the Persian rulers paid particular attention to strengthening their frontiers on that side.
*72) Here the story of Zul-Qarnain comes to an end. Though this story has been related in answer to the questions put by the disbelievers of Makkah as a test along with the stories of the "Sleepers of the Cave" and "Moses and Khidr", the Qur'an has utilized this story, too, for its own aim and object, as if to say, "ZulQarnain, about whose glory you have heard from the people of the Book, was not merely a conqueror, but also a believer of the doctrines of Tauhid and the lifeafter-death and acted upon the principles of justice and generosity. He was not a mean person like you who have been puffed up by the possession of petty estates, and give yourselves airs of superiority."