- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَٱخْتَلَفَ ٱلْأَحْزَابُ مِنۢ بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
- عربى - نصوص الآيات : فاختلف الأحزاب من بينهم ۖ فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم
- عربى - التفسير الميسر : فاختلفت الفِرَق من أهل الكتاب فيما بينهم في أمر عيسى عليه السلام، فمنهم غال فيه وهم النصارى، فمنهم من قال: هو الله، ومنهم من قال: هو ابن الله، ومنهم من قال: ثالث ثلاثة - تعالى الله عما يقولون -، ومنهم جافٍ عنه وهم اليهود، قالوا: ساحر، وقالوا: ابن يوسف النجار، فهلاك للذين كفروا مِن شهود يوم عظيم الهول، وهو يوم القيامة.
- السعدى : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
لما بين تعالى حال عيسى بن مريم الذي لا يشك فيها ولا يمترى، أخبر أن الأحزاب، أي: فرق الضلال، من اليهود والنصارى وغيرهم، على اختلاف طبقاتهم اختلفوا في عيسى عليه السلام، فمن غال فيه وجاف، فمنهم من قال: إنه الله، ومنهم من قال: إنه ابن الله.ومنهم من قال: إنه ثالث ثلاثة.ومنهم من لم يجعله رسولا، بل رماه بأنه ولد بغي كاليهود..وكل هؤلاء أقوالهم باطلة، وآراؤهم فاسدة، مبنية على الشك والعناد، والأدلة الفاسدة، والشبه الكاسدة، وكل هؤلاء مستحقون للوعيد الشديد، ولهذا قال: { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ْ} بالله ورسله وكتبه، ويدخل فيهم اليهود والنصارى، القائلون بعيسى قول الكفر. { مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ْ} أي: مشهد يوم القيامة، الذي يشهده الأولون والآخرون، أهل السماوات وأهل الأرض، الخالق والمخلوق، الممتلئ بالزلازل والأهوال، المشتمل على الجزاء بالأعمال، فحينئذ يتبين ما كانوا يخفون ويبدون، وما كانوا يكتمون.
- الوسيط لطنطاوي : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
ثم بين - سبحانه - موقف أهل الكتاب من عيسى - عليه السلام - فقال : ( فاختلف الأحزاب مِن بَيْنِهِمْ فَوْيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .
والأحزاب جمع حزب والمراد بهم فرق اليهود والنصارى الذين اختلفوا فى شأنه - عليه السلام - فمنهم من اتهم أمه بما هى بريئة منه ، وهم اليهود كما فى قوله : ( وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ على مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً ) ومنهم من قال هو ابن الله ، أو هو الله ، أو إله مع الله ، أو هو ثالث ثلاثة . . . إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة التى حكاها القرآن عن الضالين وهم النصارى .
ولفظ ( وْيْلٌ ) مصدر لا فعل له من لفظه ، وهو كلمة عذاب ووعيد .
و ( مَّشْهَدِ ) يصح أن يكون مصدراً ميما بمعنى الشهود والحضور .
والمعنى : هكذا قال عيسى - عليه السلام - لقومه : ( اعبدوا الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) ولكن الفرق الضالة من اليهود والنصارى اختلفوا فيما بينهم فى شأنه اختلافاً كبيراً ، وضلوا ضلالا بعيدا ، حيث وصفوه بما هو برىء منه ، فويل لهؤلاء الكافرين من شهود ذلك اليوم العظيم وهو يوم القيامة ، حيث سيلقون عذاباً شديداً من الله بسبب ما نطقوا به من زور وبهتان .
وعبر عنهم بالموصول فى قوله ( لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ) إيذاناً بكفرهم جميعاً ، وإشعاراً بعلة الحكم .
قال أبو حيان : " ومعنى : ( مِن بَيْنِهِمْ ) أن الاختلاف لم يخرج عنهم ، بل كانوا هم المختلفين دون غيرهم " .
وجاء التعبير فى قوله ( مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) بالتنكير ، للتهويل من شأن هذا المشهد ، ومن شأن هذا اليوم وهو يوم القيامة ، الذى يشهده الثقلان وغيرهما من مخلوقات الله - تعالى - .
- البغوى : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
( فاختلف الأحزاب من بينهم ) يعني : النصارى سموا أحزابا لأنهم تحزبوا ثلاث فرق في أمر عيسى : النسطورية والملكانية واليعقوبية . ( فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) يعني يوم القيامة .
- ابن كثير : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
وقوله : ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) أي : اختلفت أقوال أهل الكتاب في عيسى بعد بيان أمره ووضوح حاله ، وأنه عبده ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، فصممت طائفة - وهم جمهور اليهود ، عليهم لعائن الله - على أنه ولد زنية ، وقالوا : كلامه هذا سحر . وقالت طائفة أخرى : إنما تكلم الله . وقال آخرون : هو ابن الله ، وقال آخرون : ثالث ثلاثة . وقال آخرون : بل هو عبد الله ورسوله . وهذا هو قول الحق ، الذي أرشد الله إليه المؤمنين . وقد روي نحو هذا عن عمرو بن ميمون ، وابن جريج ، وقتادة ، وغير واحد من السلف والخلف .
قال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : ( ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ) ، قال : اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر ، أخرج كل قوم عالمهم ، فامتروا في عيسى حين رفع ، فقال أحدهم : هو الله هبط إلى الأرض فأحيا من أحيا ، وأمات من أمات ، ثم صعد إلى السماء - وهم اليعقوبية . فقال الثلاثة : كذبت . ثم قال اثنان منهم للثالث : قل أنت فيه ، قال : هو ابن الله - وهم النسطورية . فقال الاثنان : كذبت . ثم قال أحد الاثنين للآخر : قل فيه . قال : هو ثالث ثلاثة : الله إله ، وهو إله ، وأمه إله - وهم الإسرائيلية ملوك النصارى ، عليهم لعائن الله . قال الرابع : كذبت ، بل هو عبد الله ورسوله وروحه ، وكلمته ، وهم المسلمون . فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قالوا ، فاقتتلوا فظهر على المسلمين ، وذلك قول الله تعالى : ( ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ) [ آل عمران : 21 ] وقال قتادة : وهم الذين قال الله : ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) قال : اختلفوا فيه فصاروا أحزابا
وقد روى ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، وعن عروة بن الزبير ، وعن بعض أهل العلم ، قريبا من ذلك . وقد ذكر غير واحد من علماء التاريخ من أهل الكتاب وغيرهم : أن قسطنطين جمعهم في محفل كبير من مجامعهم الثلاثة المشهورة عندهم ، فكان جماعة الأساقفة منهم ألفين ومائة وسبعين أسقفا ، فاختلفوا في عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، اختلافا متباينا ، فقالت كل شرذمة فيه قولا فمائة تقول فيه قولا وسبعون تقول فيه قولا آخر ، وخمسون تقول فيه شيئا آخر ، ومائة وستون تقول شيئا ، ولم يجتمع على مقالة واحدة أكثر من ثلاثمائة وثمانية منهم ، اتفقوا على قول وصمموا عليه ومال إليهم الملك ، وكان فيلسوفا ، فقدمهم ونصرهم وطرد من عداهم ، فوضعوا له الأمانة الكبيرة ، بل هي الخيانة العظيمة ، ووضعوا له كتب القوانين ، وشرعوا له أشياء وابتدعوا بدعا كثيرة ، وحرفوا دين المسيح ، وغيروه ، فابتنى حينئذ لهم الكنائس الكبار في مملكته كلها : بلاد الشام ، والجزيرة ، والروم ، فكان مبلغ الكنائس في أيامه ما يقارب اثنتي عشرة ألف كنيسة ، وبنت أمه هيلانة قمامة على المكان الذي صلب فيه المصلوب الذي تزعم اليهود والنصارى أنه المسيح ، وقد كذبوا ، بل رفعه الله إلى السماء .
وقوله : ( فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) تهديد ووعيد شديد لمن كذب على الله ، وافترى ، وزعم أن له ولدا . ولكن أنظرهم تعالى إلى يوم القيامة وأجلهم حلما وثقة بقدرته عليهم; فإنه الذي لا يعجل على من عصاه ، كما جاء في الصحيحين : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) [ هود : 102 ] وفي الصحيحين أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا ، وهو يرزقهم ويعافيهم " . وقد قال الله تعالى : ( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ) [ الحج : 48 ] وقال تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) [ إبراهيم : 42 ] ولهذا قال هاهنا : ( فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) أي : يوم القيامة ، وقد جاء في الحديث الصحيح المتفق على صحته ، عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل "
- القرطبى : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
وله تعالى : فاختلف الأحزاب من بينهم من زائدة أي اختلف الأحزاب بينهم . وقال قتادة : أي ما بينهم فاختلفت الفرق من أهل الكتاب في أمر عيسى - عليه السلام - فاليهود بالقدح والسحر . والنصارى قالت النسطورية منهم : هو ابن الله . والملكانية ثالث ثلاثة . وقالت اليعقوبية : هو الله ؛ فأفرطت النصارى وغلت ، وفرطت اليهود وقصرت . وقد تقدم هذا في ( النساء ) وقال ابن عباس : المراد من الأحزاب الذين تحزبوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذبوه من المشركين .
فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم أي من شهود يوم القيامة ، والمشهد بمعنى المصدر ، والشهود الحضور ويجوز أن يكون الحضور لهم ، ويضاف إلى الظرف لوقوعه فيه ، كما يقال : ويل لفلان من قتال يوم كذا ؛ أي من حضوره ذلك اليوم . وقيل : المشهد بمعنى الموضع الذي يشهده الخلائق ، كالمحشر للموضع الذي يحشر إليه الخلق . وقيل : فويل للذين كفروا من حضورهم المشهد العظيم الذي اجتمعوا فيه للتشاور ، فأجمعوا على الكفر بالله وقولهم : إن الله ثالث ثلاثة .
- الطبرى : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
يقول تعالى ذكره: فاختلف المختلفون في عيسى، فصاروا أحزابا متفرّقين من بين قومه.
كما حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثني الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ) قال: أهل الكتاب.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ) ذُكر لنا أن لما رُفع ابن مريم، انتخبت بنو إسرائيل أربعة من فقهائهم، فقالوا للأوّل: ما تقول في عيسى؟ قال: هو الله هبط إلى الأرض، فخلق ما خلق، وأحيا ما أحيا، ثم صَعِد إلى السماء، فتابعه على ذلك ناس من الناس، فكانت اليعقوبية من النصارى; وقال الثلاثة الآخرون: نشهد أنك كاذب، فقالوا للثاني: ما تقول في عيسى؟ قال: هو ابن الله ، فتابعه على ذلك ناس من الناس، فكانت النَّسطورية من النصارى; وقال الاثنان الآخران: نشهد أنك كاذب، فقالوا للثالث: ما تقول في عيسى؟ قال: هو إله، وأمه إله، والله إله، فتابعه على ذلك ناس من الناس، فكانت الإسرائيلية من النصارى، فقال الرابع: أشهد أنك كاذب، ولكنه عبد الله ورسوله، هو كلمة الله وروحه; فاختصم القوم، فقال المرء المسلم: أنشدُكم الله ما تعلمون أن عيسى كان يَطعم الطعام، وأن الله تبارك وتعالى: لا يطعم الطعام قالوا: اللهمّ نعم، قال: هل تعلمون أن عيسى كان ينام؟ قالوا: اللهمّ نعم ، قال فخصمهم المسلم; قال: فاقتتل القوم. قال: فذُكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون، فأنـزل الله في ذلك القرآن إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ .
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ( فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ) اختلفوا فيه فصاروا أحزابا.
وقوله: ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) يقول: فوادي جهنم الذي يدعى ويلا للذين كفروا بالله، من الزاعمين أن عيسى لله ولد، وغيرهم من أهل الكفر به من شهودهم يومًا عظيما شأنه ، وذلك يوم القيامة.
وكان قتادة يقول في تأويل ذلك ما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال الله: ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) شهدوا هولا إذا عظيما.
- ابن عاشور : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)
الفاء لتفريع الإخبار بحصول الاختلاف على الإخبار بأن هذا صراط مستقيم ، أي حادَ عن الصراط المستقيم الأحزابُ فاختلفوا بينهم في الطرائق التي سلكوها ، أي هذا صراط مستقيم لا يختلف سالكوه اختلافاً أصلياً ، فسلك الأحزاب طرقاً أخرى هي حائدة عن الصراط المستقيم فلم يتفقوا على شيء .
وقوله { مِن بينهم } متعلّق باخْتَلَفَ . و ( من ) حرف توكيد ، أي اختلفوا بينهم .
والمراد بالأحزاب أحزاب النصارى ، لأن الاختلاف مؤذن بأنهم كانوا متفقين ولم يكن اليهود موافقين النصارى في شيء من الدين . وقد كان النصارى على قول واحد على التّوحيد في حياة الحواريين ثم حدث الاختلاف في تلاميذهم . وقد ذكرنا في تفسير قوله تعالى : { فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة } في سورة النساء ( 171 ) أن الاختلاف انحلّ إلى ثلاثة مذاهب : المَلْكَانِيّة ( وتسمى الجاثُلِيقيّة ) ؛ واليعقوبية ، والنسطورية . وانشعبت من هذه الفرق عدّة فِرق ذكرها الشهرستاني ، ومنها الاليانة ، والبليارسية ، والمقدانوسية ، والسبالية ، والبوطينوسية ، والبولية ، إلى فرق أخرى . منها فرقة كانت في العرب تسمى الرّكوسية ورد ذكرها في الحديث : أن النبي قال لعدي بن حاتم : إنّك رَكُوسي . قال أهل اللغة هي نصرانية مشوبة بعقائد الصابئة . وحدثت بعد ذلك فرقة الاعتراضية ( البُرُوتِسْتان ) أتباع ( لوثير ). وأشهر الفرق اليوم هي الملكانية ( كاثوليك ) ، واليعقوبية ( أرثودوكس ) ، والاعتراضية ( بُرُوتستان ). ولما كان اختلافهم قد انحصر في مرجع واحد يرجع إلى إلهية عيسى اغتراراً وسوءَ فهم في معنى لفظ ( ابن ) الذي ورد صفة للمسيح في الأناجيل مع أنه قد وصف بذلك فيها أيضاً أصحابه . وقد جاء في التوراة أيضاً أنتم أبناء الله . وفي إنجيل متي الحواري وإنجيل يوحنا الحواري كلمات صريحة في أن المسيح ابن إنسان وأن الله إلههُ وربُّه ، فقد انحصرت مذاهبهم في الكفر بالله فلذلك ذُيل بقوله فَوَيْلٌ للذين كَفَرُوا مِن مَشْهَدِ يوممٍ عَظِيمٍ } ، فشمل قولُه ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) هؤلاء المخبرَ عنهم من النصارى وشمل المشركين غيرهم .
والمشهد صالح لمعان ، وهو أن يكون مشتقاً من المشاهدة أو من الشهود ، ثمّ إما أن يكون مصدراً ميمياً في المعنيين أو اسم مكان لهما أو اسم زمان لهما ، أي يوم فيه ذلك وغيره .
والويل حاصل لهم في الاحتمالات كلها وقد دخلوا في عموم الذين كفروا بالله ، أي نفوا وحدانيته ، فدخلوا في زمرة المشركين لا محالة ، ولكنهم أهل كتاب دون المشركين .
- إعراب القرآن : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
«فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ» الفاء استئنافية وماض وفاعله والجملة مستأنفة «مِنْ بَيْنِهِمْ» متعلقان بحال محذوفة والهاء مضاف إليه «فَوَيْلٌ» الفاء عاطفة ومبتدأ وجاء الابتداء بالنكرة لأنها تتضمن معنى الدعاء «لِلَّذِينَ» اللام حرف جر واسم موصول في محل جر بحرف الجر متعلقان بالخبر المحذوف والجملة معطوفة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة لا محل لها من الإعراب «مِنْ مَشْهَدِ» متعلقان بويل «يَوْمٍ» مضاف إليه «عَظِيمٍ» صفة
- English - Sahih International : Then the factions differed [concerning Jesus] from among them so woe to those who disbelieved - from the scene of a tremendous Day
- English - Tafheem -Maududi : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ(19:37) But in spite of this, the sects began to have differences among themselves. *24 So those who adopted the ways of disbelief shall suffer a horrible woe, when they witness the Great Day.
- Français - Hamidullah : [par la suite] les sectes divergèrent entre elles Alors malheur aux mécréants lors de la vue d'un jour terrible
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Doch die Gruppierungen wurden uneinig untereinander; dann wehe denjenigen die ungläubig sind vor dem Erleben eines gewaltigen Tages
- Spanish - Cortes : Pero los grupos discreparon unos de otros ¡Ay de los que no hayan creído porque presenciarán un día terrible
- Português - El Hayek : Porém as seita discordaram a seu respeito Ai daqueles que não crêem no comparecimento ao grande dia
- Россию - Кулиев : Но секты разошлись во мнениях между собой Горе же неверующим которые встретят Великий день
- Кулиев -ас-Саади : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
Но секты разошлись во мнениях между собой. Горе же неверующим, которые встретят Великий день!После упоминания о подлинных качествах Исы, сына Марьям, в которых невозможно усомниться, Всевышний Аллах поведал о том, что иудеи, христиане и другие заблудшие секты разошлись во мнениях относительно пророка Исы. Одни стали излишне возвеличивать его, а другие - умалять его достоинства. Приверженцы одних еретических воззрений нарекли его Богом. Приверженцы иных взглядов нарекли его Сыном Бога. Третьи решили, что он является ипостасью «святой троицы». А иудеи и им подобные отказались признать его даже Божьим посланником и назвали ее человеком, родившимся в результате прелюбодеяния. Однако все эти воззрения являются ошибочными и порочными, потому что они опираются на сомнительные доводы и упрямое нежелание признать истину. Эти утверждения безосновательны и беспочвенны, а всякий, кто исповедует их, заслуживает самого сурового наказания. Горе же тем, кто отказался уверовать в Аллаха и Его посланников! Горе иудеям и христианам, которые отказались уверовать в святого пророка Ису! Горе им в День воскресения, когда первые и последние поколения людей, а также все обитатели небес и земли будут собраны на ристалище перед своим Творцом! Это будет день чудовищных потрясений и великого ужаса, когда каждое творение получит по заслугам. И тогда прояснится все, что люди совершали всенародно, и все, что они скрывали.
- Turkish - Diyanet Isleri : Fırkalar kendi aralarında anlaşmazlığa düştüler Vay o büyük günü görecek kafirlerin haline
- Italiano - Piccardo : Poi le sette furono in disaccordo tra loro Guai a coloro che non credono quando compariranno nel Giorno terribile
- كوردى - برهان محمد أمين : لهگهڵ ئهو ههموو ڕاستیانهدا ئینجا یهکسهر گرۆو دهستهکان له نێو خۆیاندا ڕاو بۆچوونی جیاوازیان بۆ پهیدا بوو هاوارو ئاهو ناڵه بۆ ئهوانهی که بێ باوهڕن و بڕوا بهو ڕاستیانه ناکهن کاتێک قیامهت بهرپا دهبێت و دیمهنی سامناک و بهسهرهاتی گهوره دهبینن که ئێسته بهدووری دهزانن
- اردو - جالندربرى : پھر اہل کتاب کے فرقوں نے باہم اختلاف کیا۔ سو جو لوگ کافر ہوئے ہیں ان کو بڑے دن یعنی قیامت کے روز حاضر ہونے سے خرابی ہے
- Bosanski - Korkut : I sljedbenici Knjige su se o njemu u mišljenju podvojili pa teško onima koji ne vjeruju kada budu na Danu velikom prisutni
- Swedish - Bernström : Men de sekter [som uppstod genom splittringen bland efterföljarna av äldre uppenbarelser] är sinsemellan oense [om Jesus] Varna dem som förnekade sanningen En olycksdiger Dag kommer de att få bevittna fruktansvärda ting
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka berselisihlah golongangolongan yang ada di antara mereka Maka kecelakaanlah bagi orangorang kafir pada waktu menyaksikan hari yang besar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
(Maka berselisihlah golongan-golongan yang ada di antara mereka) yakni orang-orang Nasrani, yaitu sehubungan dengan perihal Isa, apakah dia anak Allah, atau tuhan di samping Allah, ataukah tuhan yang ketiga. (Maka kecelakaanlah) azab yang sangat keras (bagi orang-orang kafir) disebabkan apa yang telah disebutkan tadi dan hal-hal lainnya (pada waktu menyaksikan hari yang besar) yakni kehadiran mereka di hari kiamat dan kengerian-kengerian yang terjadi pada waktu itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর তাদের মধ্যে দলগুলো পৃথক পৃথক পথ অবলম্বন করল। সুতরাং মহাদিবস আগমনকালে কাফেরদের জন্যে ধবংস।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆனாலும் அவர்களிடையே இருந்த கூட்டத்தார் இது பற்றித் தங்களுக்குள்ளே அபிப்பிராய பேதங் கொண்டனர் சத்தியத்தை நிராகரித்துக் கொண்டிருப்பவர்களுக்கு அவர்கள் யாவரும் ஒன்று சேர்க்கப்படும் வலுப்பமான நாளில் கேடுதான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : คณะต่าง ๆ ได้ขัดแย้งระหว่างกันเองดังนั้น ความหายนะจงประสบแก่บรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธา เมื่อมีการชุมนุมแห่งวันอันยิ่งใหญ่เถิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сўнгра фирқалар ўзаро ихтилофга тушдилар Куфр келтирганларга буюк кундаги кўринишдан вой бўлсин Насоролар ҳозиргача Ийсо алайҳиссалом хусусида ихтилофдалар Баъзилари Ийсо Аллоҳнинг ўғли деса баъзилари Ийсо ота ўғил ва муқаддас руҳдан иборат учликнинг бири дейди; баъзилари эса Ийсо ота худо она худо ва бола худодан бири–бола ўғил худо дейдилар Уларнинг орасида Ийсо алайҳиссалом Аллоҳнинг бандаси Расули руҳи ва калимаси дейдиганлар ҳам бор Аммо ҳанузгача мазкур ихтилофлар давом этиб келмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 但各派之间意见分歧。重大日来临的时候,悲哀归于不信道者。
- Melayu - Basmeih : Kemudian golongangolongan dari kaumnya itu berselisihan sesama sendiri Maka kecelakaanlah bagi orangorang kafir yang berselisihan itu dari apa yang disaksikan pada hari yang besar huruharanya
- Somali - Abduh : wayse iskhilaafeen xisbiyadii dhexdooda wuxuuna halaag uga sugnaaday kuwii gaaloobay kulan maalin wayn
- Hausa - Gumi : Sai ƙungiyõyin suka sãɓã wa jũna a tsakãninsu To bõne ya tabbata ga waɗanda suka kãfirta daga halartar yini mai girma
- Swahili - Al-Barwani : Lakini makundi yakakhitalifiana wao kwa wao Basi ole wao hao walio kufuru kwa kuhudhuria Siku iliyo kuu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ithtarët u përçanë në mes vete në këtë Mjer për ata që mohojnë në të prezentuarit në Ditën e madhe
- فارسى - آیتی : گروهها با هم اختلاف كردند، پس واى بر كافران به هنگام حضور در آن روز بزرگ.
- tajeki - Оятӣ : Гурӯҳҳо бо ҳам ихтилоф карданд, пас вой бар кофирон ба ҳангоми ҳузур дар он рӯзи бузург.
- Uyghur - محمد صالح : ئىسانىڭ ئىشى توغرىسىدا ئۇلار (يەنى ئەھلى كىتاب) ئارىسىدىكى پىرقىلەر ئىختىلاپ قىلىشتى، بۈيۈك كۈن (يەنى قىيامەت كۈنى) كەلگەن چاغدا، كاپىرلارغا ۋاي!
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എന്നാല് അവര് ഭിന്നിച്ച് വിവിധ വിഭാഗങ്ങളായി. ആ ഭീകരനാളിനെ കണ്ടുമുട്ടുമ്പോള് അതിനെ തള്ളിപ്പറഞ്ഞവര്ക്കെല്ലാം കടുത്ത വിപത്താണുണ്ടാവുക.
- عربى - التفسير الميسر : فاختلفت الفرق من اهل الكتاب فيما بينهم في امر عيسى عليه السلام فمنهم غال فيه وهم النصارى فمنهم من قال هو الله ومنهم من قال هو ابن الله ومنهم من قال ثالث ثلاثه تعالى الله عما يقولون ومنهم جاف عنه وهم اليهود قالوا ساحر وقالوا ابن يوسف النجار فهلاك للذين كفروا من شهود يوم عظيم الهول وهو يوم القيامه
*24) That is, the sects of the Christians.