- عربي - نصوص الآيات عثماني : أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۦنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍۢ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُ ٱلرَّحْمَٰنِ خَرُّواْ سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
- عربى - نصوص الآيات : أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا ۚ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ۩
- عربى - التفسير الميسر : هؤلاء الذين قصصتُ عليك خبرهم أيها الرسول، هم الذين أنعم الله عليهم بفضله وتوفيقه، فجعلهم أنبياء من ذرية آدم، ومِن ذرية مَن حملنا مع نوح في السفينة، ومن ذرية إبراهيم، ومن ذرية يعقوب، وممَّن هدينا للإيمان واصطفينا للرسالة والنبُوَّة، إذا تتلى عليهم آيات الرحمن المتضمنة لتوحيده وحججه خرُّوا ساجدين لله خضوعًا، واستكانة، وبكَوْا من خشيته سبحانه وتعالى.
- السعدى : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
لما ذكر هؤلاء الأنبياء المكرمين، وخواص المرسلين، وذكر فضائلهم ومراتبهم قال: { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ } أي: أنعم الله عليهم نعمة لا تلحق، ومنة لا تسبق، من النبوة والرسالة، وهم الذين أمرنا أن ندعو الله أن يهدينا صراط الذين أنعمت عليهم، وأن من أطاع الله، كان { مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ } الآية. وأن بعضهم { مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } أي: من ذريته { وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ } فهذه خير بيوت العالم، اصطفاهم الله، واختارهم، واجتباهم،. وكان حالهم عند تلاوة آيات الرحمن عليهم، المتضمنة للإخبار بالغيوب وصفات علام الغيوب، والإخبار باليوم الآخر، والوعد والوعيد.
{ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } أي: خضعوا لآيات الله، وخشعوا لها، وأثرت في قلوبهم من الإيمان والرغبة والرهبة، ما أوجب لهم البكاء والإنابة، والسجود لربهم، ولم يكونوا من الذين إذا سمعوا آيات الله خروا عليها صما وعميانا.
وفي إضافة الآيات إلى اسمه { الرحمن } دلالة على أن آياته، من رحمته بعباده وإحسانه إليهم حيث هداهم بها إلى الحق، وبصرهم من العمى، وأنقذهم من الضلالة، وعلمهم من الجهالة.
- الوسيط لطنطاوي : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
ثم تسوق السورة الكريمة بعد ذلك موازنة بين هؤلاء الأخيار ، وبين من جاءوا بعدهم من أقوامهم الذين اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، وتفتح السورة باب التوبة ليدخله بصدق وإخلاص المخطئون ، حتى يكفر الله - تعالى - عنهم ما فرط منهم ، قال - تعالى - : ( أولئك الذين . . . ) .
اسم الإشارة فى قوله : ( أولئك الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم . . ) يعود إلى الأنبياء المذكورين فى هذه السورة . وهم عشرة أولهم فى الذكر زكريا وآخرهم إدريس .
قال القرطبى : " قوله - تعالى - ( أولئك الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النبيين مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ ) يريد إدريس وحده ( وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ) يريد إبراهيم وحده ( وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ ) يريد إسماعيل وإسحاق ويعقوب ( وَ ) من ذرية ( إِسْرَائِيلَ ) يريد موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى فكان لإدريس ونوح شرف القرب من آدم ، ولإبراهيم شرف القرب من نوح ، ولإسماعيل وإسحاق ويعقوب ، شرف القرب من إبراهيم " .
وقوله : ( وَمِمَّنْ هَدَيْنَا واجتبينآ ) معطوف على قوله ( مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ ) ومن للتبعيض .
أى : ومن جملة من أنعم الله عليهم ، أولئك الذين هديناهم إلى طريق الحق واجتبيناهم واخترناهم لحمل رسالتنا ووحينا .
فأنت ترى أن الله - تعالى - قد جمع لهؤلاء المنعم عليهم جملة من المزايا منها : أعمالهم الصالحة ، ومناقبهم الحميدة التى سبق الحديث عنها ، ومنها : كونهم من تسل هؤلاء المصطفين الأخيار ، ومنها أنهم ممن هداهم الله - تعالى - واصطفاهم لحمل رسالته .
وقد بين - سبحانه - فى سورة النساء من أنعم عليهم بصورة أكثر شمولاً فقال : ( وَمَن يُطِعِ الله والرسول فأولئك مَعَ الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النبيين والصديقين والشهدآء والصالحين وَحَسُنَ أولئك رَفِيقاً ) وقوله - تعالى - : ( إِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرحمن خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً ) بيان لرقة مشاعرهم ، وشدة تأثرهم عند سماع آيات الله - تعالى - .
فالجملة الكريمة استئناف مسوق لبيان عظم خشيتهم من الله - تعالى - أو هى خبر لاسم الإشارة ( أولئك ) و ( سُجَّداً وَبُكِيّاً ) جمع ساجد وباك .
أى : أولئك الذين أنعم الله - تعالى - عليهم ، من صفاتهم أنهم إذا تتلى عليهم آيات الرحمن ، المتضمنة لتمجيده وتعظيمته وحججه . . . خروا على جباههم ساجدين وباكين . وسقطوا خاضعين خاشعين خوفاً ورجاء ، وتعظيماً وتمجيداً لله رب العالمين .
وجمع - سبحانه - بين السجود والبكاء بالنسبة لهم ، للإشعار بأنهم مع تعظيمهم الشديد لمقام ربهم ، فهم أصحاب قلوب رقيقة ، وعواطف جياشة بالخوف من الله - تعالى - .
وفى معنى هذه الجملة الكريمة وردت آيات كثيرة ، منه قوله - تعالى - : ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تؤمنوا إِنَّ الذين أُوتُواْ العلم مِن قَبْلِهِ إِذَا يتلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) وقوله - سبحانه - : ( وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى الرسول ترى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدمع مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحق يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فاكتبنا مَعَ الشاهدين ) فهذه الآيات الكريمة تدل على أن من صفات المؤمنين الصادقين ، أنهم يتأثرون تأثراً عظيماً عند سماعهم لكلام الله - تعالى - ، تأثراً يجعلهم يبكون ويسجدون وتقشعر جلودهم ، وتوجل قلوبهم ، وتلين نفوسهم .
قال ابن كثير - رحمه الله - : " قوله - تعالى - : ( إِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرحمن خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً ) أى : إذا سمعوا كلام الله المتضمن حججه ودلائله وبراهينه سجدوا لربهم خضوعاً واستكانة وشكراً على ما هم فيه من نعم . . . فلهذا أجمع العلماء على شرعية السجود ههنا اقتداء بهم ، واتباعاً لمنوالهم وقرأ عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - هذه الآية فسجد وقال : هذا السجود فأين البكار " .
- البغوى : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم ) أي : إدريس ونوحا ( وممن حملنا مع نوح ) أي : ومن ذرية من حملنا مع نوح في السفينة ، يريد إبراهيم; لأنه ولد من سام بن نوح ( ومن ذرية إبراهيم ) يريد إسماعيل وإسحاق ويعقوب .
قوله : ( وإسرائيل ) أي : ومن ذرية إسرائيل وهم موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى .
قوله : ( وممن هدينا واجتبينا ) هؤلاء كانوا ممن أرشدنا واصطفينا ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) " سجدا " : جمع ساجد " وبكيا " : جمع باك أخبر الله أن الأنبياء كانوا إذا سمعوا بآيات الله سجدوا وبكوا .
- ابن كثير : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
يقول تعالى : هؤلاء النبيون . وليس المراد هؤلاء المذكورين في هذه السورة فقط ، بل جنس الأنبياء عليهم السلام ، استطرد من ذكر الأشخاص إلى الجنس - ( الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم ) الآية .
قال السدي وابن جرير ، رحمه الله : فالذي عنى به من ذرية آدم : إدريس ، والذي عنى به من ذرية من حملنا مع نوح : إبراهيم والذي عنى به من ذرية إبراهيم : إسحاق ويعقوب وإسماعيل ، والذي عنى به من ذرية إسرائيل : موسى ، وهارون ، وزكريا ويحيى وعيسى ابن مريم .
قال ابن جرير : ولذلك فرق أنسابهم ، وإن كان يجمع جميعهم آدم ; لأن فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح في السفينة ، وهو إدريس ، فإنه جد نوح .
قلت : هذا هو الأظهر أن إدريس في عمود نسب نوح ، عليهما السلام . وقد قيل : إنه من أنبياء بني إسرائيل ، أخذا من حديث الإسراء ، حيث قال في سلامه على النبي صلى الله عليه وسلم : " مرحبا بالنبي الصالح ، والأخ الصالح " ، ولم يقل : " والولد الصالح " ، كما قال آدم وإبراهيم ، عليهما السلام .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن محمد أن إدريس أقدم من نوح بعثه الله إلى قومه ، فأمرهم أن يقولوا : " لا إله إلا الله " ، ويعملوا ما شاءوا فأبوا ، فأهلكهم الله عز وجل .
ومما يؤيد أن المراد بهذه الآية جنس الأنبياء ، أنها كقوله تعالى في سورة الأنعام : ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ) إلى أن قال : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين ) الأنعام [ : 83 - 90 ] وقال تعالى : ( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ) [ غافر : 78 ] . وفي صحيح البخاري ، عن مجاهد : أنه سأل ابن عباس : أفي " ص " سجدة ؟ قال : نعم ، ثم تلا هذه الآية : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) ، فنبيكم ممن أمر أن يقتدي بهم ، قال : وهو منهم ، يعني داود .
وقال الله تعالى في هذه الآية الكريمة : ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) أي : إذا سمعوا كلام الله المتضمن حججه ودلائله وبراهينه ، سجدوا لربهم خضوعا واستكانة ، وحمدا وشكرا على ما هم فيه من النعم العظيمة .
" والبكي " : جمع باك ، فلهذا أجمع العلماء على شرعية السجود هاهنا ، اقتداء بهم ، واتباعا لمنوالهم
قال سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر قال : قرأ عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، سورة مريم ، فسجد وقال : هذا السجود ، فأين البكي ؟ يريد البكاء .
رواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، وسقط من روايته ذكر " أبي معمر " فيما رأيت ، والله أعلم .
- القرطبى : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
قوله تعالى : أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا
فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم يريد إدريس وحده . وممن حملنا مع نوح يريد إبراهيم وحده . ومن ذرية إبراهيم يريد إسماعيل وإسحاق ويعقوب . ومن ذرية إسرائيل موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى فكان لإدريس ونوح شرف القرب من آدم ، ولإبراهيم شرف القرب من نوح ولإسماعيل وإسحاق ويعقوب شرف القرب من إبراهيم . وممن هدينا أي إلى الإسلام . واجتبينا بالإيمان . إذا تتلى عليهم آيات الرحمن وقرأ شبل بن عباد المكي ( يتلى ) بالتذكير لأن التأنيث غير حقيقي مع وجود الفاصل . خروا سجدا وبكيا وصفهم بالخشوع لله والبكاء . وقد مضى في ( سبحان ) . يقال بكى يبكي بكاء وبكى وبكيا ، إلا أن الخليل قال : إذا قصرت البكاء فهو مثل الحزن ؛ أي ليس معه صوت كما قال الشاعر :
بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل
سجدا نصب على الحال وبكيا عطف عليه .
الثانية : في هذه الآية دلالة على أن لآيات الرحمن تأثيرا في القلوب . قال الحسن ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) في الصلاة . وقال الأصم : المراد بآيات الرحمن الكتب المتضمنة لتوحيده وحججه ، وأنهم كانوا يسجدون عند تلاوتها ، ويبكون عند ذكرها . والمروي عن ابن عباس أن المراد به القرآن خاصة ، وأنهم كانوا يسجدون ويبكون عند تلاوته ؛ قال الكيا : وفي هذا دلالة من قوله على أن القرآن هو الذي كان يتلى على جميع الأنبياء ، ولو كان كذلك لما كان الرسول - عليه الصلاة والسلام - مختصا بإنزاله إليه .
الثالثة : احتج أبو بكر الرازي بهذه الآية على وجوب سجود القرآن على المستمع والقارئ . قال إلكيا : وهذا بعيد فإن هذا الوصف شامل لكل آيات الله تعالى . وضم السجود إلى البكاء ، وأبان به عن طريقة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في تعظيمهم لله تعالى وآياته ، وليس فيه دلالة على وجوب ذلك عند آية مخصوصة .
الرابعة : قال العلماء : ينبغي لمن قرأ سجدة أن يدعو فيها بما يليق بآياتها ، فإن قرأ سورة السجدة الم تنزيل قال : اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك ، المسبحين بحمدك ، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك . وإن قرأ سجدة ( سبحان ) قال : اللهم اجعلني من الباكين إليك ، الخاشعين لك . وإن قرأ هذه قال : اللهم اجعلني من عبادك المنعم عليهم ، المهديين الساجدين لك ، الباكين عند تلاوة آياتك .
- الطبرى : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: هؤلاء الذين اقتصصتُ عليك أنباءهم في هذه السورة يا محمد، الذين أنعم الله عليهم بتوفيقه، فهداهم لطريق الرشد من الأنبياء من ذريّة آدم، ومن ذرّية من حملنا مع نوح في الفُلك، ومن ذرّية إبراهيم خليل الرحمن، ومن ذرّية إسرائيل، وممن هدينا للإيمان بالله والعمل بطاعته واجتبينا: يقول: وممن اصطفينا واخترنا لرسالتنا ووحينا، فالذي عنى به من ذرية آدم إدريس، والذي عنى به من ذرية من حملنا مع نوح إبراهيم، والذي عنى به من ذرية إبراهيم إسحاق ويعقوب وإسماعيل، والذي عنى به من ذرية إسرائيل: موسى وهارون وزكريا وعيسى وأمه مريم، ولذلك فرق تعالى ذكره أنسابهم وإن كان يجمع جميعهم آدم لأن فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح في السفينة، وهو إدريس، وإدريس جدّ نوح.
وقوله تعالى ذكره: ( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ ) يقول إذا تتلى على هؤلاء الذين أنعم الله عليهم من النبيين أدلة الله وحججه التي أنـزلها عليهم في كتبه، خروا لله سجدا، استكانة له وتذللا وخضوعا لأمره وانقيادا، (وَبُكِيًّا) يقول: خرّوا سجدا وهم باكون، والبُكِيّ: جمع باك، كما العُتِيّ جمع عات والجُثِيّ: جمع جاث، فجمع وهو فاعل على فعول، كما يجمع القاعد قعودا، والجالس جلوسا، وكان القياس أن يكون: وبُكوّا وعتوّا، ولكن كرهت الواو بعد الضمة فقلبت ياء، كما قيل في جمع دلو أدل. وفي جمع البهو أبه، وأصل ذلك أفعل أدلو وأبهو، فقلبت الواو ياء لمجيئها بعد الضمة استثقالا وفي ذلك لغتان مستفيضتان، قد قرأ بكلّ واحدة علماء من القرّاء بالقرآن بكيا وعتوّا بالضم، وبكيا وعتيا بالكسر. وقد يجوز أن يكون البكيّ هو البكاء بعينه.
وقد حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قرأ عمر بن الخطاب سورة مريم فسجد وقال: هذا السجود، فأين البكيّ؟ يريد: فأين البكاء.
- ابن عاشور : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)
الجملة استئناف ابتدائي ، واسم الإشارة عائد إلى المذكورين من قوله { ذكر رحمة ربك عبده زكرياء } [ مريم : 2 ] إلى هنا . والإتيان به دون الضمير للتنبيه على أن المشار إليهم جديرون بما يذكر بعد اسم الإشارة لأجل ما ذكر مع المشار إليهم من الأوصاف ، أي كانوا أحرياء بنعمة الله عليهم وكونهم في عداد المهديين المجتبيْن وخليقين بمحبتهم لله تعالى وتعظيمهم إياه .
والمذكور بعد اسم الإشارة هو مضمون قوله { أنعم الله عليهم } وقوله { وممّن هدينا واجتبينا } ، فإن ذلك أحسن جزاء على ما قدموه من الأعمال ، ومن أعطوه من مزايا النبوءة والصديقية ونحوهما . وتلك وإن كانت نعماً وهداية واجتباء فقد زادت هذه الآية بإسناد تلك العطايا إلى الله تعالى تشريفاً لها ، فكان ذلك التشريف هو الجزاء عليها إذ لا أزيد من المجازَى عليه إلاّ تشريفه .
وقرأ الجمهور { من النّبييّن بياءين بعد الموحدة . وقرأه نافع وحده بهمزة بعد الموحدة .
وجملة إذَا تتلى عَليهم ءَاياتُ الرَّحْمانِ }
مستأنفة دالة على شكرهم نعم الله عليهم وتقريبه إياهم بالخضوع له بالسجود عند تلاوة آياته وبالبكاء .والمراد به البكاء الناشىء عن انفعال النفس انفعالاً مختلطاً من التعظيم والخوف .
و { سُجداً جمع ساجد . وبُكيّاً جمع بَاك . والأول بوزن فُعّل مثل عُذَّل ، والثاني وزنه فعُول جمع فاعل مثل قوم قعود ، وهو يائي لأنّ فعله بكى يبكي ، فأصله : بُكُويٌ . فلما اجتمع الواو والياء وسبق إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء وحركت عين الكلمة بحركة مناسبة للياء . وهذا الوزن سماعي في جمع فاعل ومثله .
وهذه الآية من مواضع سجود القرآن المروية عن النبي اقتداء بأولئك الأنبياء في السجود عند تلاوة القرآن ، فهم سجدوا كثيراً عند تلاوة آيات الله التي أنزلت عليهم ، ونحن نسجد اقتداء بهم عند تلاوة الآيات التي أنزلت إلينا . وأثنت على سجودهم قصداً للتشبه بهم بقدر الطاقة حين نحن متلبسون بذكر صنيعهم .
وقد سجد النبي عند هذه الآية وسنّ ذلك لأمته .
- إعراب القرآن : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
«أُولئِكَ» اسم إشارة مبتدأ والكاف للخطاب والجملة ابتدائية «الَّذِينَ» اسم موصول خبر «أَنْعَمَ اللَّهُ» ماض وفاعله والجملة صلة «عَلَيْهِمْ» متعلقان بأنعم «مِنَ النَّبِيِّينَ» متعلقان بحال محذوفة «مِنْ ذُرِّيَّةِ» جار ومجرور بدل من النبيين بإعادة الجار «آدَمَ» مضاف إليه مجرور بالكسرة لأنه ممنوع من الصرف «وَمِمَّنْ» الواو عاطفة ومن حرف جر مدغمة بمن الموصولة وهما معطوفان على ما قبلهما «حَمَلْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «مَعَ» ظرف متعلق بحملنا «نُوحٍ» مضاف إليه «وَمِنْ ذُرِّيَّةِ» معطوف على ما قبله «إِبْراهِيمَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف «وَإِسْرائِيلَ» معطوف على إبراهيم بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف «وَمِمَّنْ» الواو عاطفة ومن حرف جر أدغمت بمن اسم الموصول ومعطوفان على ما سبق «هَدَيْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «وَاجْتَبَيْنا» الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة «إِذا» ظرف يتضمن معنى الشرط وهي أداة شرط غير جازمة تتعلق بالجواب «تُتْلى » مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «عَلَيْهِمْ» متعلقان بتتلى «آياتُ» نائب فاعل «الرَّحْمنِ» مضاف إليه والجملة مضاف إليه «خَرُّوا» ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «سُجَّداً» حال «وَبُكِيًّا» معطوفة على سجدا
- English - Sahih International : Those were the ones upon whom Allah bestowed favor from among the prophets of the descendants of Adam and of those We carried [in the ship] with Noah and of the descendants of Abraham and Israel and of those whom We guided and chose When the verses of the Most Merciful were recited to them they fell in prostration and weeping
- English - Tafheem -Maududi : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩(19:58) These are the Messengers on whom Allah bestowed His favours: they were from the descendants of Adam, and from the seed of those whom We carried in the Ark with Noah, and from the seed of Abraham and of Israel. They were among those people whom We guided aright and made Our chosen ones. They were so tender-hearted that when the Revelations of the Merciful were recited to them, they fell down prostrate in a state of weeping.
- Français - Hamidullah : Voilà ceux qu'Allah a comblés de faveurs parmi les prophètes parmi les descendants d'Adam et aussi parmi ceux que Nous avons transportés en compagnie de Noé et parmi la descendance d'Abraham et d'Israël et parmi ceux que Nous avons guidés et choisis Quand les versets du Tout Miséricordieux leur étaient récités ils tombaient prosternés en pleurant
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Das sind diejenigen denen Allah Gunst erwiesen hat unter den Propheten aus der Nachkommenschaft Adams und von denjenigen die Wir mit Nuh trugen und aus der Nachkommenschaft Ibrahims und Isra'ils und von denjenigen die Wir rechtgeleitet und erwählt haben Als ihnen die Zeichen des Allerbarmers verlesen wurden fielen sie ehrerbietig und weinend nieder
- Spanish - Cortes : Éstos son los que Alá ha agraciado entre los profetas descendientes de Adán entre los que llevamos con Noé entre los descendientes de Abraham y de Israel entre los que dirigimos y elegimos Cuando se les recitan las aleyas del Compasivo caen prosternados llorando
- Português - El Hayek : Eis aqueles que Deus agraciou dentre os profetas da descendência de Adão os que embarcamos com Noé dadescendência de Abraão e de Israel que encaminhamos e preferimos sobre os outros os quais quando lhes são recitados osversículos do Clemente prostramse contritos em prantos
- Россию - Кулиев : Это - те кого облагодетельствовал Аллах из числа пророков которые были потомками Адама и тех кого Мы спасли вместе с Нухом Ноем и потомками Ибрахима Авраама и Исраила Израиля и из числа тех кого Мы наставили на прямой путь и избрали Когда им читали аяты Милостивого они падали ниц и рыдали
- Кулиев -ас-Саади : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
Это - те, кого облагодетельствовал Аллах, из числа пророков, которые были потомками Адама и тех, кого Мы спасли вместе с Нухом (Ноем), и потомками Ибрахима (Авраама) и Исраила (Израиля), и из числа тех, кого Мы наставили на прямой путь и избрали. Когда им читали аяты Милостивого, они падали ниц и рыдали.Аллах облагодетельствовал их милостью, которой не было удостоено ни одно другое творение. Он сделал их пророками и посланниками, а нам повелел просить Его наставить нас на прямой путь тех, кого Он облагодетельствовал. Всевышний сказал: «Те, которые повинуются Аллаху и Посланнику, окажутся вместе с пророками, правдивыми мужами, павшими мучениками и праведниками, которых облагодетельствовал Аллах. Как же прекрасны эти спутники!» (4:69). Эти пророки были потомками Адама, Нуха и его последователей, Ибрахима и Исраила. Эти семейства были наилучшими семействами на свете, потому что Аллах избрал их и очистил. Когда же им читали аяты Милостивого Аллаха, содержащие повествования о сокровенном, описывающие качества Ведающего сокровенное и рассказывающие о Судном дне, наказании и вознаграждении, они падали ниц и рыдали. Они смиренно выслушивали небесные откровения и проникались ими, благодаря чему их сердца наполнялись верой, страхом и надеждой. Эти чувства заставляли их плакать, раскаиваться и падать ниц перед Всевышним Господом. Воистину, они не были одними из тех, кто выслушивал аяты своего Господа, подобно глухим слепцам. В этом откровении Аллах нарек себя Милостивым для того, чтобы подчеркнуть, что ниспослание Священных Писаний является добродетелью и милостью Аллаха по отношению к Его рабам. Именно посредством небесных откровений Аллах наставляет людей на прямой путь, избавляет их от слепоты, спасает их от заблуждения и оберегает их от невежества.
- Turkish - Diyanet Isleri : İşte bunlar Allah'ın kendilerine nimetler sunduğu peygamberler; Adem'in soyundan Nuh ile beraber taşıdıklarımızdan; İbrahim ve İsmail'in neslinden ve doğru yola erdirdiğimizden seçip beğendiklerimizdendirler Rahman'ın ayetleri onlara okunduğu zaman ağlayarak secdeye kapanırlardı
- Italiano - Piccardo : Essi sono coloro che Allah ha colmato [della Sua grazia] tra i profeti discendenti di Adamo tra coloro che portammo con Noè tra i discendenti di Abramo e di Israele e tra coloro che abbiamo guidato e scelto Quando venivano recitati loro i segni del Compassionevole cadevano in prosternazione piangendo
- كوردى - برهان محمد أمين : ئا ئهوانه کهسانێکن که خوای گهوره نازو نیعمهتی بهسهردا ڕشتوون له پێغهمبهران له نهوهی ئادهم و ئهوانهش که له کهشتیهکهدا لهگهڵ نوحدا سوارمان کردن و له نهوهی ئیبراهیم و یهعقوب و لهوانهی که هیدایهتمان داون و ههڵمان بژاردوون ئهوانه ههرکاتێک ئایهتهکانی خوای میهرهبانیان بهسهردا بخوێنرێتهوه به پهله سوژده دهبهن و ئهسرین له دیدهیان دهبارێت له سۆزو خۆشهویستی پهروهردگاریان دڵانی پڕ له نوورو ئیمانیان دهکوڵێت و دهگرین
- اردو - جالندربرى : یہ وہ لوگ ہیں جن پر خدا نے اپنے پیغمبروں میں سے فضل کیا۔ یعنی اولاد ادم میں سے اور ان لوگوں میں سے جن کو نوح کے ساتھ کشتی میں سوار کیا اور ابراہیم اور یعقوب کی اولاد میں سے اور ان لوگوں میں سے جن کو ہم نے ہدایت دی اور برگزیدہ کیا۔ جب ان کے سامنے ہماری ایتیں پڑھی جاتی تھیں تو سجدے میں گر پڑتے اور روتے رہتے تھے
- Bosanski - Korkut : To su ti vjerovjesnici koje je Allah milošću Svojom obasuo potomci Ademovi i onih koje smo sa Nuhom nosili i potomci Ibrahimovi i Israilovi i onih koje smo uputili i odabrali Kad bi im se ajeti Milostivog čitali oni bi licem na tle padali i plakali
- Swedish - Bernström : DESSA ÄR några av de profeter som Gud välsignade med Sina gåvor Adams ättlingar och ättlingar till dem som Vi räddade tillsammans med Noa [i arken] Abrahams och Israels ättlingar; [alla hörde] till dem som Vi har väglett och utvalt När de hörde den Nåderikes budskap föll de ned på sina ansikten i tillbedjan medan deras ögon fylldes av tårar
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka itu adalah orangorang yang telah diberi nikmat oleh Allah yaitu para nabi dari keturunan Adam dan dari orangorang yang Kami angkat bersama Nuh dan dari keturunan Ibrahim dan Israil dan dari orangorang yang telah Kami beri petunjuk dan telah Kami pilih Apabila dibacakan ayatayat Allah Yang Maha Pemurah kepada mereka maka mereka menyungkur dengan bersujud dan menangis
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
(Mereka itu) kalimat ini menjadi Mubtada (adalah orang-orang yang telah diberi nikmat oleh Allah) menjadi sifat daripada lafal Ulaaika (yaitu para nabi) menjadi Bayan atau keterangan dari lafal Ulaaika yang kedudukannya sama dengan sifat. Lafal-lafal yang sesudahnya sampai kepada Jumlah Syarat menjadi sifat dari lafal Nabiyyiin. Maka firman-Nya (dari keturunan Adam) yakni Nabi Idris (dan dari orang-orang yang Kami muatkan bersama Nuh) di dalam bahteranya, maksudnya adalah Nabi Ibrahim yaitu cucu daripada anak Nabi Nuh yang bernama Sam (dan dari keturunan Ibrahim) yakni Nabi Ismail dan Nabi Ishaq serta Nabi Yakub, (dan) dari keturunan (Israel) yang dimaksud adalah Nabi Musa, Nabi Harun, Nabi Zakaria, Nabi Yahya, dan Nabi Isa (dan dari orang-orang yang telah Kami beri petunjuk dan telah Kami pilih) daripada mereka. Khabar dari lafal Ulaaika yang di permulaan ayat tadi ialah ("Apabila dibacakan kepada mereka ayat-ayat Allah Yang Maha Pemurah, maka mereka menyungkur dengan bersujud dan menangis"). Lafal Sujjadan dan Bukiyyan adalah bentuk jamak dari lafal Saajidun dan Baakin. Maksudnya jadilah kalian orang-orang seperti mereka. Asal kata Bukiyyun adalah Bukiwyun, kemudian huruf Wawunya diganti menjadi Ya dan harakat Dhammahnya diganti pula dengan Kasrah, sehingga menjadi Buhiyyun.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এরাই তারানবীগণের মধ্য থেকে যাদেরকে আল্লাহ তা’আলা নেয়ামত দান করেছেন। এরা আদমের বংশধর এবং যাদেরকে আমি নূহের সাথে নৌকায় আরোহন করিয়েছিলাম তাদের বংশধর এবং ইব্রাহীম ও ইসরাঈলের বংশধর এবং যাদেরকে আমি পথ প্রদর্শন করেছি ও মনোনীত করেছি তাদের বংশোদ্ভূত। তাদের কাছে যখন দয়াময় আল্লাহর আয়াতসমূহ পাঠ করা হত তখন তারা সেজদায় লুটিয়ে পড়ত এবং ক্রন্দন করত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இவர்கள் ஆதமுடைய சந்ததியிலும் நூஹ்வுடன் கப்பலில் நாம் ஏற்றிக் கொண்டவர்களின் சந்ததியிலும் இப்ராஹீமுடையவும் இஸ்ராயீல் யஃகூபின் சந்ததியிலும் இன்னும் நாம் தேர்ந்தெடுத்து நேர்வழியில் நடத்தியவர்களிலுமுள்ள நபிமார்களாவார்கள் இவர்கள் மீது அல்லாஹ் அருளைப் பொழிந்தான்; அர்ரஹ்மானுடைய வசனங்கள் அவர்களின் மீது ஓதப்பட்டால் அவர்கள் அழுதவர்களாகவும் ஸுஜூது செய்தவர்களாகவும் விழுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ชนเหล่านั้นคือบรรดาผู้ที่อัลลอฮ์ทรงโปรดปรานพวกเขาให้เป็นนะบี ที่มีเชื้อสายจากอาดัม และจากเชื้อสายผู้ที่เราบรรทุกไว้ในเรือกับนูห์ และจากเชื้อสายของอิบรอฮีม และอิสรออีล และจากเชื้อสายผู้ที่เราได้ชี้แนะทางและเราได้คัดเลือกไว้ เมื่อบรรดาโองการของพระผู้ทรงกรุณาปรานีถูกอ่านแก่พวกเขา พวกเขาจะก้มลงสุญูดและร้องให้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ана ўшалар Аллоҳ неъмат берган зотлар Пайғамбарлардан Одам зурриётидан Нуҳ билан бирга кемада кўтарганларимиздан Иброҳим ва Исроилнинг зурриётидан Ўзимиз ҳидоят қилган ва танлаб олганлардан бўлган зотлар уларга Роҳманнинг ояти тиловат қилинса йиғлаб саждага йиқилардилар
- 中国语文 - Ma Jian : 真主曾加以恩宠的这些先知,属于阿丹的后裔,属于我使(他们)与努哈同舟共济者的(后裔),属于易卜拉欣和易司拉仪的后裔,属于我所引导而且选拔的人,对他们宣读至仁主的启示的时候,他们俯伏下去叩头和哭泣。(此处叩头!)※
- Melayu - Basmeih : Mereka itulah sebahagian dari Nabinabi yang telah dikurniakan Allah nikmat yang melimpahlimpah kepada mereka dari keturunan Nabi Adam dan dari keturunan orangorang yang Kami bawa dalam bahtera bersamasama Nabi Nuh dan dari keturunan Nabi Ibrahim dan dari keturunan Israil dan mereka itu adalah dari orangorang yang Kami beri hidayah petunjuk dan Kami pilih Apabila dibacakan kepada mereka ayatayat Allah ArRahman mereka segera sujud serta menangis
- Somali - Abduh : kuwaas waa kuwuu u nicmeeyey Eebe oo nabiyadii ah oo durriyadii aadam ah iyo kuwaan xambaarray la jirka nabi nuux iyo durriyaddii nabi Ibraahim iyo israa'iil iyo kuwaan hanuuninay oon doorannay marka lagu akhriyo korkooda aayaadka Eebaha Raxmaan ah way dhacaan iyagoo sujuudi oo ooyi
- Hausa - Gumi : Waɗancan sũ ne waɗanda Allah Ya yi wa ni'ima daga Annabãwa daga zurriyar Ãdamu kuma daga waɗanda muka ɗauka tãre da Nũhu kuma daga zurriyar Ibrãhĩm da Isrã'ila kuma daga waɗanda Muka shiryar kuma Muka zãɓe su Idan anã karãtun ãyõyin Mai rahama a kansu sai su fãɗi sunã mãsu sujada kuma mãsu kũka
- Swahili - Al-Barwani : Hao ndio alio waneemesha Mwenyezi Mungu miongoni mwa Manabii katika uzao wa Adam na katika uzao wa wale tulio wapandisha pamoja na Nuhu na katika uzao wa Ibrahim na Israil na katika wale tulio waongoa na tukawateuwa Wanapo somewa Aya za Mwingi wa Rehema huanguka kusujudu na kulia
- Shqiptar - Efendi Nahi : Këta janë ata pejgamberë të cilëve Perëndia u dhuroi dhuntitë nga pasardhësit e Ademit dhe të atyre që Ne i patëm ngarkuar në anije me Nuhun e nga pasardhësit e Ibrahimit dhe të Israelit që Ne i patëm udhëzuar dhe i patëm zgjedhur Kur t’ju lexohen ajetet e Perëndisë – Mëshiruesit bien me fytyrë për tokë duke bërë sexhde dhe qajnë
- فارسى - آیتی : اينان گروهى از پيامبران بودند كه خدا به آنان انعام كرده بود، از فرزندان آدم و فرزندان آنان كه با نوح در كشتى نشانديم و فرزندان ابراهيم و اسرائيل و آنها كه هدايتشان كرديم و برگزيديمشان. و چون آيات خداى رحمان بر آنان تلاوت مىشد، گريان به سجده مىافتادند.
- tajeki - Оятӣ : Инҳо гурӯҳе аз паёмбарон буданд, ки Худо ба онон инъом карда буд, аз фарзандони Одам ва фарзандони онон, ки бо Нӯҳ дар киштӣ нишондем ва фарзандони Иброҳиму Исроил ва онҳо, ки ҳидояташон кардем ва интихоб кардем. Ва чун оёти Худои раҳмон бар онон тиловат мешуд, гирён ба саҷда меафтоданд. (Саҷда).
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ نىڭ نېمىتىگە ئېرىشكەن ئەنە شۇ پەيغەمبەرلەر ئادەم (ئەلەيھىسسالام) نىڭ نەسلىدىندۇر، بىز نۇھ بىلەن بىللە كېمىگە سالغانلارنىڭ نەسلىدىندۇر، ئىبراھىمنىڭ نەسلىدىندۇر، ئىسرائىل (يەنى يەئقۇب ئەلەيھىسسالام) نىڭ نەسلىدىندۇر، بىز (ئىمانغا) ھىدايەت قىلغان، (پەيغەمبەرلىككە) تاللىغانلاردىندۇر، ئۇلارغا مەرھەمەتلىك اﷲ نىڭ ئايەتلىرى تىلاۋەت قىلىنغان چاغدا سەجدە قىلغان ۋە يىغلىغان ھالدا (زېمىنغا) يىقىلىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇവരാണ് അല്ലാഹു അനുഗ്രഹിച്ച പ്രവാചകന്മാര്. ആദം സന്തതികളില് പെട്ടവര്. നൂഹിനോടൊപ്പം നാം കപ്പലില് കയറ്റിയവരുടെയും; ഇബ്റാഹീമിന്റെയും ഇസ്രയേലിന്റെയും വംശത്തില് നിന്നുള്ളവരാണിവര്. നാം നേര്വഴിയില് നയിക്കുകയും പ്രത്യേകം തെരഞ്ഞെടുക്കുകയും ചെയ്തവരില് പെട്ടവരും. പരമകാരുണികനായ അല്ലാഹുവിന്റെ വചനങ്ങള് വായിച്ചുകേള്ക്കുമ്പോള് സാഷ്ടാംഗം പ്രണമിച്ചും കരഞ്ഞും നിലം പതിക്കുന്നവരായിരുന്നു ഇവര്.
- عربى - التفسير الميسر : هولاء الذين قصصت عليك خبرهم ايها الرسول هم الذين انعم الله عليهم بفضله وتوفيقه فجعلهم انبياء من ذريه ادم ومن ذريه من حملنا مع نوح في السفينه ومن ذريه ابراهيم ومن ذريه يعقوب وممن هدينا للايمان واصطفينا للرساله والنبوه اذا تتلى عليهم ايات الرحمن المتضمنه لتوحيده وحججه خروا ساجدين لله خضوعا واستكانه وبكوا من خشيته سبحانه وتعالى