- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِىٓ أَعْطَىٰ كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ
- عربى - نصوص الآيات : قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى
- عربى - التفسير الميسر : قال له موسى: ربنا الذي أعطى كل شيء خَلْقَه اللائق به على حسن صنعه، ثم هدى كل مخلوق إلى الانتفاع بما خلقه الله له.
- السعدى : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
فأجاب موسى بجواب شاف كاف واضح، فقال: { رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } أي: ربنا الذي خلق جميع المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، الدال على حسن صنعه من خلقه، من كبر الجسم وصغره وتوسطه، وجميع صفاته، { ثُمَّ هَدَى } كل مخلوق إلى ما خلقه له، وهذه الهداية العامة المشاهدة في جميع المخلوقات فكل مخلوق، تجده يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضار عنه، حتى إن الله تعالى أعطى الحيوان البهيم من العقل، ما يتمكن به على ذلك.وهذا كقوله تعالى: { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } فالذي خلق المخلوقات، وأعطاها خلقها الحسن، الذي لا تقترح العقول فوق حسنه، وهداها لمصالحها، هو الرب على الحقيقة، فإنكاره إنكار لأعظم الأشياء وجودا، وهو مكابرة ومجاهرة بالكذب، فلو قدر أن الإنسان، أنكر من الأمور المعلومة ما أنكر، كان إنكاره لرب العالمين أكبر من ذلك، ولهذا لما لم يمكن فرعون، أن يعاند هذا الدليل القاطع، عدل إلى المشاغبة، وحاد عن المقصود
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك أن موسى قد رد على فرعون ردا يخرسه ويكبته فقال : ( قَالَ رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى ) .
وقوله ( خَلْقَهُ ) مصدر بمعنى اسم المفعول ، وهو المفعول الثانى لقوله ( أعطى ) والمفعول الأول قوله : ( كُلَّ شَيءٍ ) .
وللعلماء فى تفسير هذه الآية الكريمة اتجاهات يؤيد بعضها بعضا ، منها ما يراه بعضهم من أن معنى الآية الكريمة :
1 - قال موسى فى رده على فرعون : يا فرعون ربنا وربك هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذى أعطى كل مخلوق من مخلوقاته ، وكل شىء من الأشياء ، الصورة التى تلائمه ، والهيئة التى تتحقق معها منفعته ومصلحته ، ثم هداه إلى وظيفته التى خلقه من أجلها ، وأمده بالوسائل والملكات التى تحقق هذه الوظيفة .
وثم فى قوله ( ثُمَّ هدى ) للتراخى فى الرتبة ، إذ اهتداء المخلوق إلى وظيفته مرتبة تعلو كثيرا عن خلقه دون أن يفقه شيئا .
وإلى هذا المعنى أشار صاحب الكشاف بقوله : " أعطى كل شىء صورته وشكله الذى يطابق المنفعة المنوطة به ، كما أعطى العين الهيئة التى تطابق الإبصار ، والذن الشكل الذى يطابق المنفعة المنوط به ، كما أعطى العين الهيئة التى تطابق الإبصار ، والأذن الشكل الذى يوافق الاستماع ، وكذلك الأنف واليد والرجل واللسان ، كل واحد منها مطابق لما علق به من المنفعة غير ناب عنه .
( ثُمَّ هدى ) أى : عرفه كيف يرتفق بما أعطى ، وكيف يتوصل إليه ولله در هذا الجواب ، وما أخصره وما أجمعه وما أبينه لمن ألقى الذهن ، ونظر بعين الإنصاف وكان طالبا للحق .
2 - ومنهم من يرى أن المعنى : قال موسى لفرعون : ربنا الذى أعطى كل شىء نظير خلقه فى الصورة والهيئة ، كالذكور من بنى آدم ، أعطاهم نظير خلقهم من الإناث أزواجا ، وكالذكور من البهائم أعطاها نظير خلقها فى صورتها وهيئها فى صورتها وهيئها من الإناث أزواجا . . ثم هدى الجميع لسائر منافعهم من المطاعم والمشارب ووسائل التناسل .
وقد صدر الإمام ابن جرير تفسيره للآية بهذا المعنى فقال ما ملخصه : وقوله : ( قَالَ رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ) يعنى نظير خلقه فى الصورة والهيئة . . ثم هداهم للمأتى الذى منه النسل والنماء كيف يأتيه ، ولسائر منافعه من المطاعم والمشارب وغير ذلك .
3 - ويرى بعضهم أن : المعنى أعطى كل شىء صلاحه ثم هداه إلى ما يصلحه .
4 - ومنهم من يرى أن قوله ( خَلْقَهُ ) هو المفعول الأول لأعطى ، وأن قوله ( كُلَّ شَيءٍ ) هو المفعول الثانى فيكون المعنى : قال موسى لفرعون : ربنا الذى أعطى الخلائق كل شىء يحتاجون إليه ، ثم هداهم إلى طريق استعماله والانتفاع به .
ويبدو لنا أن الآية الكريمة تتسع لهذه المعانى جميعها لأنه - سبحانه - هو الذى أعطى خلقه كل شىء يحتاجون إليه فى معاشهم ، ثم هداهم إلى طرق الانتفاع بما أعطاهم كما أعطى كل نوع من أنواع خلقه الصورة التى تناسبه ، والشكل الذى يتناسب مع جنسه ( صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ . . . )
- البغوى : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
( قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) قال الحسن وقتادة : أعطى كل شيء صلاحه ، وهداه لما يصلحه .
وقال مجاهد : أعطى كل شيء صورته ، لم يجعل خلق الإنسان كخلق البهائم ، ولا خلق البهائم كخلق الإنسان ، ثم هداه إلى منافعه من المطعم والمشرب والمنكح .
وقال الضحاك : " أعطى كل شيء خلقه : يعني اليد للبطش ، والرجل للمشي ، واللسان للنطق ، والعين للنظر ، والأذن للسمع .
وقال سعيد بن جبير : ( أعطى كل شيء خلقه ) يعني زوج للإنسان المرأة ، وللبعير الناقة ، وللحمار الأتان ، وللفرس الرمكة . ( ثم هدى ) أي : ألهمه كيف يأتي الذكر الأنثى .
- ابن كثير : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
( قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس يقول : خلق لكل شيء زوجة .
وقال الضحاك عن ابن عباس : جعل الإنسان إنسانا ، والحمار حمارا ، والشاة شاة .
وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : أعطى كل شيء صورته .
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : سوى خلق كل دابة .
وقال سعيد بن جبير في قوله : ( أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) قال : أعطى كل ذي خلق ما يصلحه من خلقه ، ولم يجعل للإنسان من خلق الدابة ، ولا للدابة من خلق الكلب ، ولا للكلب من خلق الشاة ، وأعطى كل شيء ما ينبغي له من النكاح ، وهيأ كل شيء على ذلك ، ليس شيء منها يشبه شيئا من أفعاله في الخلق والرزق والنكاح .
وقال بعض المفسرين : ( أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) كقوله تعالى : ( والذي قدر فهدى ) [ الأعلى : 3 ] أي : قدر قدرا ، وهدى الخلائق إليه ، أي : كتب الأعمال والآجال والأرزاق ، ثم الخلائق ماشون على ذلك ، لا يحيدون عنه ، ولا يقدر أحد على الخروج منه . يقول : ربنا الذي خلق الخلق وقدر القدر ، وجبل الخليقة على ما أراد .
- القرطبى : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
قال موسى : ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه أي أنه يعرف بصفاته ، وليس له اسم علم حتى يقال فلان بل هو خالق العالم ، والذي خص كل مخلوق بهيئة وصورة ، ولو كان الخطاب معهما لقالا : قالا ربنا ، و خلقه أول مفعولي أعطى ، أي أعطى خليقته كل شيء يحتاجون إليه ويرتفقون به ، أو ثانيهما أي أعطى كل شيء صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به ؛ على قول الضحاك على ما يأتي .
ثم هدى قال ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي : أعطى كل شيء زوجه من جنسه ، ثم هداه إلى منكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه ، وعن ابن عباس ثم هداه إلى الألفة والاجتماع والمناكحة . وقال الحسن وقتادة : أعطى كل شيء صلاحه ، وهداه لما يصلحه . وقال مجاهد : أعطى كل شيء صورة ؛ ولم يجعل خلق الإنسان في خلق البهائم ، ولا خلق البهائم في خلق الإنسان ، ولكن خلق كل شيء فقدره تقديرا . وقال الشاعر :
وله في كل شيء خلقة وكذاك الله ما شاء فعل
يعني بالخلقة الصورة ؛ وهو قول عطية ومقاتل . وقال الضحاك أعطى كل شيء خلقه من المنفعة المنوطة به المطابقة له . يعني اليد للبطش ، والرجل للمشي ، واللسان للنطق ، والعين للنظر ، والأذن للسمع . وقيل : أعطى كل شيء ما ألهمه من علم أو صناعة . وقال الفراء : خلق الرجل للمرأة ولكل ذكر ما يوافقه من الإناث ثم هدى الذكر للأنثى . فالتقدير على هذا أعطى كل شيء مثل خلقه .
قلت : وهذا معنى قول ابن عباس . الآية بعمومها تتناول جميع الأقوال . وروى زائدة عن الأعمش أنه قرأ الذي أعطى كل شيء خلقه بفتح اللام ؛ وهي قراءة ابن إسحاق . ورواها نصير عن الكسائي وغيره ؛ أي أعطى بني آدم كل شيء خلقه مما يحتاجون إليه . فالقراءتان متفقتان في المعنى .
- الطبرى : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
وقوله ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) يقول تعالى ذكره: قال موسى له مجيبا: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه، يعني: نظير خلقه في الصورة والهيئة كالذكور من بني آدم. أعطاهم نظير خلقهم من الإناث أزواجا، وكالذكور من البهائم، أعطاها نظير خلقها، وفي صورتها وهيئتها من الإناث أزواجا، فلم يعط الإنسان خلاف خلقه، فيزوجه بالإناث من البهائم، ولا البهائم بالإناث من الإنس، ثم هداهم للمأتي الذي منه النسل والنماء كيف يأتيه، ولسائر منافعه من المطاعم والمشارب، وغير ذلك.
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: بنحو الذي قلنا فيه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) يقول: خلق لكل شيء زوجة، ثم هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه ومولده.
حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) يقول: أعطى كلّ دابة خلقها زوجا، ثم هدى للنكاح.
وقال آخرون: معنى قوله (ثُمَّ هَدَى) أنه هداهم إلى الألفة والاجتماع والمناكحة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) يعني: هدى بعضهم إلى بعض، ألف بين قلوبهم وهداهم للتزويج أن يزوّج بعضهم بعضا.
وقال آخرون: معنى ذلك: أعطى كلّ شيء صورته، وهي خلقه الذي خلقه به، ثم هداه لما يصلحه من الاحتيال للغذاء والمعاش.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب وأبو السائب، قالا ثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد، في قوله ( أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) قال: أعطى كلّ شيء صورته ثم هدى كلّ شيء إلى معيشته.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله ( أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) قال: سوّى خلق كلّ دابة، ثم هداها لما يُصلحها، فعلَّمها إياه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: ( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) قال: سوّى خلق كلّ دابة ثم هداها لما يُصلحها وعلَّمها إياه، ولم يجعل الناس في خلق البهائم، ولا خلق البهائم في خلق الناس، ولكن خلق كل شيء فقدّره تقديرا.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن حميد عن مجاهد ( أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) قال: هداه إلى حيلته ومعيشته.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أعطى كلّ شيء ما يُصلحه، ثم هداه له.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قوله ( أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ) قال: أعطى كل شيء ما يُصلحه. ثم هداه له.
قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الذي اخترنا في تأويل ذلك، لأنه جلّ ثناؤه أخبر أنه أعطى كلّ شيء خلقه، ولا يعطي المعطي نفسه، بل إنما يعطي ما هو غيره، لأن العطية تقتضي المعطي المُعطَى والعطية، ولا تكون العطيه هي المعْطَى، وإذا لم تكن هي هو، وكانت غيره، وكانت الصورة كلّ خلق بعض أجزائه، كان معلوما أنه إذا قيل: أعطى الإنسان صورته، إنما يعني أنه أعطى بعض المعاني التي به مع غيره دعي إنسانا، فكأن قائله قال: أعطى كلّ خلق نفسه، وليس ذلك إذا وجه إليه الكلام بالمعروف من معاني العطية، وإن كان قد يحتمله الكلام. فإذا كان ذلك كذلك، فالأصوب من معانيه أن يكون موجها إلى أن كلّ شيء أعطاه ربه مثل خلقه، فزوجه به، ثم هداه لما بيَّنا، ثم ترك ذكر مثل، وقيل ( أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ) كما يقال: عبد الله مثل الأسد، ثم يحذف مثل، فيقول: عبد الله الأسد.
- ابن عاشور : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)
و { كُلَّ شَيْءٍ } مفعول أول ل { أعطى }. و { خَلْقَهُ } مفعوله الثاني .
والخلق : مصدر بمعنى الإيجاد . وجيء بفعل الإعطاء للتنبيه على أنّ الخلق والتكوين نعمة ، فهو استدلال على الربوبية وتذكير بالنعمة معاً .
ويجوز أن يكون الخلق بالمعنى الأخصّ ، وهو الخَلق على شكل مخصوص ، فهو بمعنى الجَعْل ، أي الذي أعطى كل شيء من الموجودات شكله المختصّ به ، فكُونت بذلك الأجناسُ والأنواع والأصناف والأشخاص من آثار ذلك الخلق .
ويجوز أن يكون { كُلَّ شَيْءٍ } مفعولاً ثانياً ل { أعطى } ومفعوله الأول { خَلْقَهُ } ، أي أعطى خلقه ما يحتاجونه ، كقوله : { فأخرجنا به نبات كل شيء } [ الأنعام : 99 ]. فتركيب الجملة صالح للمعنيين .
والاستغراق المستفاد من ( كلّ ) عُرفي ، أي كل شيء من شأنه أن يعطاه أصنافُ الخلق ويناسب المعطي ، أو هو استغراق على قصد التوزيع بمقابلة الأشياء بالخلق ، مثل : ركب القوم دوابّهم .
والمعنى : تأمل وانظر هل أنتَ أعطيت الخَلق أوْ لاَ؟ فلا شك أنه يعلم أنّه ما أعطى كلّ شيء خلقه ، فإذا تأمل علم أن الرب هو الذي أفاض الوجود والنّعم على الموجودات كلّها ، فآمن به بعنوان هذه الصفة وتلك المعرفة الموصّلة إلى الاعتقاد الحق .
و ( ثُم ) للترتيب بمعنييْه الزمني والرتبي ، أي خلق الأشياء ثمّ هدى إلى ما خلقهم لأجله ، وهداهم إلى الحق بعد أن خلقهم ، وأفاض عليهم النّعم ، على حد قوله تعالى : { ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين وهديناه النجدين } [ البلد : 8 10 ] أي طريقي الخير والشرّ ، أي فرّقنا بينهما بالدلائل الواضحة .
قال الزمخشري في «الكشاف» : «ولله درّ هذا الجواب ما أخصره وما أجمعه وما أبينه لمن ألقى الذهن ونظر بعين الإنصاف وكان طالباً للحق» .
- إعراب القرآن : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
«قالَ» الجملة ابتدائية «رَبُّنَا» مبتدأ ونا مضاف إليه والجملة مقول القول «الَّذِي» اسم موصول في محل رفع خبر «أَعْطى » الجملة لا محل لها لأنها صلة «كُلَّ» مفعول به أول «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «خَلْقَهُ» مفعول به ثان «ثُمَّ هَدى » الجملة معطوفة على أعطى
- English - Sahih International : He said "Our Lord is He who gave each thing its form and then guided [it]"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ(20:50) Moses replied, "Our Lord is He *22 - Who has given a distinctive form to everything and then guided it aright. " *23
- Français - Hamidullah : Notre Seigneur dit Moïse est Celui qui a donné à chaque chose sa propre nature puis l'a dirigée
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er sagte "Unser Herr ist derjenige der allem seine Natur gegeben und es hierauf rechtgeleitet hat"
- Spanish - Cortes : Dijo Nuestro Señor es Quien ha dado a todo su forma y luego dirigido
- Português - El Hayek : Respondeulhe Nosso Senhor foi Quem deu a cada coisa sua natureza; logo a seguir encaminhoua com retidão
- Россию - Кулиев : Муса Моисей ответил Господь наш - Тот Кто придал облик всякой вещи а затем указал всему путь
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
Муса (Моисей) ответил: «Господь наш - Тот, Кто придал облик всякой вещи, а затем указал всему путь».Вопрос Фараона был преисполнен неверия, а ответ Мусы был ясен и убедителен. Он сказал, что верит в Господа, который сотворил все сущее и придал своим творениям соответствующее обличие. Среди этих творений есть создания больших, малых и средних размеров, и все они обладают самыми различными качествами. Аллах указал им путь к тому, для чего они появились на свет, и свидетельства этого совершенного руководства можно наблюдать в каждом творении. Каждое творение стремится получить благо, ради которого оно было создано, и избежать зла, которое может постигнуть его. Так поступают даже животные, которых Аллах наделил разумом, достаточным для достижения этой цели. Этот аят похож на следующее откровение: «Который превосходно создал все, что сотворил» (32:7). Он сотворил все сущее и придал своим творениям облик, который настолько прекрасен, что человеческие умы не в состоянии придумать нечто более совершенное. Он также научил Свои творения тому, что может принести им пользу. А это значит, что только Он является Истинным Господом, и отрицание Его является отрицанием самого очевидного. Поступая так, человек провозглашает величайшую ложь, и если сравнить неверие в Господа миров с отрицанием очевидной истины, то оно окажется намного чудовищнее его. Фараон не смог возразить на неопровержимый довод Мусы и решил уклониться от темы и перевести беседу в шумный спор.
- Turkish - Diyanet Isleri : Musa "Rabbimiz her şeye ayrı bir özellik veren sonra doğru yola eriştirendir" dedi
- Italiano - Piccardo : Rispose“Il nostro Signore è Colui Che ha dato ad ogni cosa la sua propria natura e poi l'ha guidata sulla retta via”
- كوردى - برهان محمد أمين : موسا وتی پهروهردگارمان ئهو زاتهیه که ههموو شتێکی بهتایبهتی و ڕێکو پێکی دروست کردووه پاشان ڕێنموویی کردووه تا بهچاکی دهوری خۆی ببینێت و له خزمهتی ئادهمیزادا بێت
- اردو - جالندربرى : کہا کہ ہمارا پروردگار وہ ہے جس نے ہر چیز کو اس کی شکل وصورت بخشی پھر راہ دکھائی
- Bosanski - Korkut : "Gospodar naš je Onaj koji je svemu onom što je stvorio dao ono što mu je potrebno zatim ga kako da se time koristi nadahnuo"
- Swedish - Bernström : [Moses] svarade "Han som ger åt varje ting dess väsen och form och sedan leder det på dess väg Han är vår Herre"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Musa berkata "Tuhan kami ialah Tuhan yang telah memberikan kepada tiaptiap sesuatu bentuk kejadiannya kemudian memberinya petunjuk
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
(Musa berkata, "Rabb kami ialah yang telah memberikan kepada tiap-tiap sesuatu) yakni tiap-tiap makhluk (bentuk kejadiannya) yang membedakannya daripada makhluk yang lain (kemudian memberinya petunjuk") sehingga mengetahui makanan, minuman dan cara mengembangkan keturunannya serta hal-hal lain yang menyangkut kehidupannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মূসা বললেনঃ আমাদের পালনকর্তা তিনি যিনি প্রত্যেক বস্তুকে তার যোগ্য আকৃতি দান করেছেন অতঃপর পথপ্রদর্শন করেছেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "ஒவ்வொரு பொருளுக்கும் அதற்கான அமைப்பை வழங்கி பின்னர் வழிகாட்டியிருக்கிறனே அவன்தான் எங்கள் இறைவன்" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : มูซากล่าวว่า “พระเจ้าของเราคือ ผุ้ทรงประทานทุกอย่างแก่สิ่งที่พระองค์ทรงสร้างแล้วพระองค์ก็ทรงชี้แนะแนวทางให้”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Бизнинг Роббимиз ҳар нарсага ўз яратилишини берган ҳамда уни ҳидоятга солган зотдир деди
- 中国语文 - Ma Jian : 他说:我们的主,是天性赋予万物,而加以引导的。
- Melayu - Basmeih : Nabi Musa menjawab "Tuhan kami ialah yang telah memberikan kepada tiaptiap sesuatu kejadian semulajadinya yang sesuai dengannya kemudian Ia memberi petunjuk kepadanya akan cara menggunakannya"
- Somali - Abduh : Wuxuu yidhi Muuse Eebahanno waa kan Siiya wax kasta Abuurkiisa oo Toosiyey
- Hausa - Gumi : Ya ce "Ubangijinmu Shi ne wanda Ya bai wa dukan kõme halittarsa sa'an nan Ya shiryar"
- Swahili - Al-Barwani : Akasema Mola wetu Mlezi ni yule aliye kipa kila kitu umbo lake kisha akakiongoa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Musai tha “Zoti ynë është ai që çdo gjëje i ka dhënë formën e vet e pastaj i ka udhëzuar në përdorimin e tyre
- فارسى - آیتی : گفت: پروردگار ما همان كسى است كه آفرينش هر چيزى را به او ارزانى داشته، سپس هدايتش كرده است.
- tajeki - Оятӣ : Гуфт: «Парвардигори мо ҳамон касест, ки офариниши (сурату шакли) ҳар чизеро ба Ӯ дода, сипас ҳидояташ кардаст».
- Uyghur - محمد صالح : مۇسا ئېيتتى: «پەرۋەردىگارىمىز شۇنداق زاتتۇركى، ھەممە نەرسىگە (ئۆزىگە مۇناسىپ) شەكىل ئاتا قىلدى، (ئاندىن ئۇلارغا ياشاش يوللىرىنى، پايدىلىنىدىغان نەرسىلەرنى) كۆرسەتتى»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മൂസ പറഞ്ഞു: "എല്ലാ ഓരോ വസ്തുവിനും അതിന്റെ പ്രകൃതം നല്കുകയും പിന്നെ അവയ്ക്ക് വഴി കാണിക്കുകയും ചെയ്തവനാണ് ഞങ്ങളുടെ രക്ഷിതാവ്.
- عربى - التفسير الميسر : قال له موسى ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه اللائق به على حسن صنعه ثم هدى كل مخلوق الى الانتفاع بما خلقه الله له
*22) That is, "We acknowledge Him alone as our Lord in every sense: He is our Sustainer, our Maker, our Master, our Sovereign and is Supreme in everything, and there is no other lord in any sense but He."
*23) This concise sentence needs serious attention. It means that it is Allah alone Who has created everything and given it its distinctive structure, form, capabilities, characteristics, etc.
(1) For instance, tnan has been given the hands and feet which are given the most appropriate structure that was needed for their right functioning.
(2) A human being, an animal, a plant, mineral and the like, air, water and light-everything has been given that particular form which was needed for its right functioning in the universe.
(3) Then He has guided everything aright to function properly. It is He Who has taught everything the way to fulfil that object for which it has been created. He has taught the ear to hear and the eye to see; the fish to swim and the swallow to fly; the earth to grow vegetation and the tree to blossom and bear fruit. In short, He is not only the Creator of everything but also its Guide and Teacher.
Prophet Moses employed this concise and meaningful sentence to convey the Message to Pharaoh and his people. He not only gave a suitable reply to Pharaoh as to who his Lord was, but also told him why He was his Lord, and how there was no other lord than He. The argument implied in it was this: As Pharaoh and every one of his subjects was obliged to Allah for his human form and could trot live even for a moment without the functioning of the different parts of his body which were performing their functions in accordance with the guidance of Allah, so Pharaoh's claim that he was the lord of the people was absurd, and its acknowledgment by his people that he was their Lord, a folly.
Besides this, Prophet Moses also hinted at the need of Prophethood which was denied by Pharaoh. When Allah guides everything in the universe, He has also to fulfil the need of the guidance of mankind. Whereas the guidance of. the animals and birds has been provided by instinct, the guidance of rational human beings has been provided by sending Messengers who appealed to them by rational arguments.