- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ ءَامَنتُمْ لَهُۥ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَٰفٍۢ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
- عربى - نصوص الآيات : قال آمنتم له قبل أن آذن لكم ۖ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ۖ فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى
- عربى - التفسير الميسر : قال فرعون للسحرة: أصدَّقتم بموسى، واتبعتموه، وأقررتم له قبل أن آذن لكم بذلك؟ إن موسى لَعظيمكم الذي عَلَّمكم السحر؛ فلذلك تابعتموه، فلأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم مخالفًا بينها، يدًا من جهة ورِجْلا من الجهة الأخرى، ولأصلبنَّكم - بربط أجسادكم - على جذوع النخل، ولتعلمنَّ أيها السحرة أينا: أنا أو رب موسى أشد عذابًا من الآخر، وأدوم له؟
- السعدى : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
فصارت بينة ورحمة للمؤمنين، وحجة على المعاندين فـ { قَالَ } فرعون للسحرة: { آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ } أي: كيف أقدمتم على الإيمان من دون مراجعة مني ولا إذن؟
استغرب ذلك منهم، لأدبهم معه، وذلهم، وانقيادهم له في كل أمر من أمورهم، وجعل هذا من ذاك.
ثم استلج فرعون في كفره وطغيانه بعد هذا البرهان، واستخف عقول قومه، وأظهر لهم أن هذه الغلبة من موسى للسحرة، ليس لأن الذي معه الحق، بل لأنه تمالأ هو والسحرة، ومكروا، ودبروا أن يخرجوا فرعون وقومه من بلادهم، فقبل قومه هذا المكر منه، وظنوه صدقا { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } مع أن هذه المقالة التي قالها، لا تدخل عقل من له أدنى مسكة من عقل ومعرفة بالواقع، فإن موسى أتى من مدين وحيدا، وحين أتى لم يجتمع بأحد من السحرة ولا غيرهم، بل بادر إلى دعوة فرعون وقومه، وأراهم الآيات، فأراد فرعون أن يعارض ما جاء به موسى فسعى ما أمكنه، وأرسل في مدائنه من يجمع له كل ساحر عليم.
فجاءوا إليه، ووعدهم الأجر والمنزلة عند الغلبة، وهم حرصوا غاية الحرص، وكادوا أشد الكيد، على غلبتهم لموسى، وكان منهم ما كان، فهل يمكن أن يتصور مع هذا أن يكونوا دبروا هم وموسى واتفقوا على ما صدر؟ هذا من أمحل المحال، ثم توعد فرعون السحرة فقال: { فلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ }
كما يفعل بالمحارب الساعي بالفساد، يقطع يده اليمنى، ورجله اليسرى، { وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } أي: لأجل أن تشتهروا وتختزوا، { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى } يعني بزعمه هو أو الله، وأنه أشد عذابا من الله وأبقى، قلبا للحقائق، وترهيبا لمن لا عقل له.
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
ثم بين - سبحانه - بعد ذلك ما توعد فرعون به السحرة ، وموقفهم من هذا الوعيد فقال - تعالى - : ( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ . . . . ) .
أى : قال فرعون للسحرة بعد أن شاهدهم وقد خروا لله - تعالى - ساجدين : ( آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ ) أى : هل آمنتم لموسى وصدقتموه فى دعوته وانقدتم له ، قبل أن أعطيكم الإذن بذلك . فالاستفهام للتقريع والتهديد .
( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الذي عَلَّمَكُمُ السحر ) أى : أن موسى الذى انقدتم له لهو كبيركم وشيخكم الذى علمكم فنون السحر ، فأنتم تواطأتم معه . وآمنتم به لأنكم من أتباعه .
وغرضه من هذا القول صرف الناس عن التأسى بهم ، وعن الإيمان بالحق الذى آمن به السحرة والظهور أمام قومه بمظهر الثبات والتماسك بعد أن استبد به وبهم الخوف والهلع ، من هول ما رأوه .
ثم أضاف إلى قوله هذا تهديدا أشد فقال : ( فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النخل ) .
أى : فوالله لأقطعن أيديكم اليمنى - مثلا - مع أرجلكم اليسرى ، ولأصلبنكم على جذوع النخل ، لتكونوا عبرة لغيركم ممن تسول له نفسه أن يفعل فعلكم .
فالمراد من قوله " من خلاف " أى : من الجهة المخالفة أو من الجانب بأن يقطع اليد اليمنى ومعها الرجل اليسرى ، لأن ذلك أشد على الإنسان من قطعهما من جهة واحدة إذ قطعهما من جهة واحدة يبقى عنده شىء كامل صحيح ، بخلاف قطعهما من جهتين مختلفتين فإنه إفساد للجانبين .
واختار أن يصلبهم فى جذوع النخل ، لأن هذه الجذوع أخشن من غيرها والتصليب عليها أشق من التصليب على غيرها ، وأظهر للرائى لعلوها عن سواها . فهو لطغيانه وفجوره اختار أقسى ألوان العذاب ليصبها على هؤلاء المؤمنين .
قال الجمل : قوله : ( وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النخل ) يحتمل أن يكون حقيقة . وفى التفسير أنه نقر جذوع النخل حتى جوفها ووضعهم فيها فماتوا جوعا وعطشا .
ويحتمل أن يكون مجازا وله وجهان : أحدهما : أنه وضع حرفا مكان آخر ، والأصل على جذوع النخل ، والثانى : أنه شبه تمكنهم بتمكن من حواه الجذع واشتمل عليه .
وقال الكرخى " فى " بمعنى " على " مجازا ، من حيث إنه شبه تمكن المصلوب بالجذع ، بتمكن المظروف فى الظرف وهذا هو المشهور .
وقوله : ( وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وأبقى ) تهديد فوق تهديد ، ووعيد إثر وعيد .
أى : والله لتعلمن أيها السحرة أينا أشد تعذيبا لكم ، وأبقى فى إنزال الهلاك بكم ، أنا أم موسى وربه .
وكأنه بهذا التهديد يريد أن يهون من كل عذاب سوى عذابه لهم ، ومن كل عقاب غير عقابه إياهم .
وهذا التهديد التى حكاه الله - تعالى - هنا ، قد جاء ما يشبهه فى آيات أخرى منها قوله - تعالى - : ( قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي المدينة لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ )
- البغوى : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
( قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم ) لرئيسكم ومعلمكم ، ( الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي : على جذوع النخل ( ولتعلمن أينا أشد عذابا ) ; أنا على إيمانكم به ، أو رب موسى على ترك الإيمان به ؟ ( وأبقى ) أي : أدوم .
- ابن كثير : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
يقول تعالى مخبرا عن كفر فرعون وعناده وبغيه ومكابرته الحق بالباطل ، حين رأى ما رأى من المعجزة الباهرة والآية العظيمة ، ورأى الذين قد استنصر بهم قد آمنوا بحضرة الناس كلهم وغلب كل الغلب - شرع في المكابرة والبهت ، وعدل إلى استعمال جاهه وسلطانه في السحرة ، فتهددهم وأوعدهم وقال ( آمنتم له ) أي : صدقتموه ( قبل أن آذن لكم ) أي : وما أمرتكم بذلك ، وافتتم علي في ذلك . وقال قولا يعلم هو والسحرة والخلق كلهم أنه بهت وكذب : ( إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ) أي أنتم إنما أخذتم السحر عن موسى ، واتفقتم أنتم وإياه علي وعلى رعيتي ، لتظهروه ، كما قال في الآية الأخرى : ( إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون ) [ الأعراف 123 ] .
ثم أخذ يتهددهم فقال : ( فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي : لأجعلنكم مثلة [ ولأقتلنكم ] ولأشهرنكم .
قال ابن عباس : فكان أول من فعل ذلك . رواه ابن أبي حاتم .
وقوله : ( ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ) أي أنتم تقولون : إني وقومي على ضلالة ، وأنتم مع موسى وقومه على الهدى . فسوف تعلمون من يكون له العذاب ويبقى فيه .
فلما صال عليهم بذلك وتوعدهم ، هانت عليهم أنفسهم في الله عز وجل
- القرطبى : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنكار منه عليهم ؛ أي تعديتم وفعلتم ما لم آمركم به . إنه لكبيركم الذي علمكم السحر أي رئيسكم في التعليم ، وإنما غلبكم لأنه أحذق به منكم . وإنما أراد فرعون بقوله هذا ليشبه على الناس حتى لا يتبعوهم فيؤمنوا كإيمانهم ، وإلا فقد علم فرعون أنهم لم يتعلموا من موسى ، بل قد علموا السحر قبل قدوم موسى وولادته . فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل أي على جذوع النخل . قال سويد بن أبي كاهل :
هم صلبوا العبدي في جذع نخلة فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
فقطع وصلب حتى ماتوا رحمهم الله تعالى . وقرأ ابن محيصن هنا وفي الأعراف فلأقطعن ولأصلبنكم بفتح الألف والتخفيف من قطع وصلب . ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى يعني أنا أم رب موسى .
- الطبرى : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
وقوله ( قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ) يقول جلّ ثناؤه: وقال فرعون للسحرة: أصدقتم وأقررتم لموسى بما دعاكم إليه من قبل أن أطلق ذلك لكم ( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ) يقول: إن موسى لعظيمكم ( الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ).
كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حُدثت عن وهب بن منبه، قال: لما قالت السحرة ( آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ) قال لهم فرعون، وأسف ورأى الغلبة والبينة: ( آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ) : أي لعظيم السحار الذي علمكم.
وقوله: ( فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ) يقول: فلأقطعن أيديكم وأرجلكم مخالفا بين قطع ذلك، وذلك أن يقطع يمنى اليدين ويسرى الرجلين، أو يسرى اليدين، ويمنى الرجلين، فيكون ذلك قطعا من خلاف، وكان فيما ذُكر أوّل من فعل ذلك فرعون، وقد ذكرنا الرواية بذلك. وقوله ( وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) يقول: ولأصلبنكم على جذوع النخل، كما قال الشاعر:
هُـمْ صَلَبُـوا العَبْـدِيّ فِـي جِذعِ نَخْلَةٍ
فَــلا عَطَسَـتْ شَـيْبان إلا بأجْدَعـا (2)
يعني على، جذع نخلة، وإنما قيل: في جذوع، لأن المصلوب على الخشبة يرفع في طولها، ثم يصير عليها، فيقال: صلب عليها.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) لما رأى السحرة ما جاء به عرفوا أنه من الله فخروا سجدا، وآمنوا عند ذلك، قال عدو الله ( فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ )... الآية.
حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال فرعون: ( فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) فقتلهم وقطعهم، كما قال عبد الله بن عباس حين قالوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وقال: كانوا في أوّل النهار سحرة، وفي آخر النهار شهداء.
وقوله ( وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ) يقول: ولتعلمنَّ أيها السحرة أينا أشدّ عذابا لكم، وأدوم، أنا أو موسى.
---------------
الهوامش:
(2) البيت لسويد بن أبي كاهل اليشكري ( اللسان : عبد ) قال : قال سيبويه : النسبة إلى عبد القيس عبدي ، وهو من القسم الذي أضيف فيه الأول ، لأنهم لو قالوا : قيسي ، لالتبس بالمضاف إلى قيس عيلان ونحوه ، قال سويد بن أبي كاهل : " وهو صلبوا . . . البيت " . قال ابن بري : قوله بأجدعا ، أي بأنف أجدع ، فحذف الموصوف ، وأقام صفته مكانه . واستشهد المؤلف بقوله : صلبوا العبدي في جذع نخلة أي على جذع نخلة ، كقول القرآن : وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ . وإنما ذلك على الاستعارة التبعية في الحرف ( في ) بتشبيه الاستعلاء بالظرفية ، بجامع التمكن في كل منهما
- ابن عاشور : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)
وتقديم هارون على موسى هنا وتقديم موسى على هارون في قوله تعالى في سورة الأعراف ( 121 ، 122 ) : { قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون } لا دلالة فيه على تفضيل ولا غيره ، لأنّ الواو العاطفة لا تفيد أكثر من مطلق الجمع في الحكم المعطوف فيه ، فهم عرفوا الله بأنه ربّ هذين الرجلين؛ فحكي كلامهم بما يدلّ على ذلك؛ ألا ترى أنه حكي في سورة الأعراف ( 121 ) قول السحرة { قالوا آمنا برب العالمين } ، ولم يحك ذلك هنا ، لأن حكاية الأخبار لا تقتضي الإحاطة بجميع المحكي وإنما المقصود موضع العبرة في ذلك المقام بحسب الحاجة .
ووجه تقديم هارون هنا الرعاية على الفاصلة ، فالتقديم وقع في الحكاية لا في المحكي ، إذ وقع في الآية الأخرى { قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون } [ الشعراء : 47 ، 48 ]. ويجوز أن يكون تقديم هارون في هذه الآية من حكاية قول السحرة ، فيكون صدر منهم قولان ، قدموا في أحدهما اسم هارون اعتباراً بكبر سنّه ، وقدموا اسم موسى في القول الآخر اعتباراً بفضله على هارون بالرسالة وكلام الله تعالى ، فاختلاف العبارتين باختلاف الاعتبارين .
ويقال : آمن له ، أي حصل عنده الإيمانُ لأجله . كما يقال : آمن به ، أي حصل الإيمان عنده بسببه . وأصل الفعل أن يتعدى بنفسه لأنّ آمنه بمعنى صَدقه ، ولكنه كاد أن لا يستعمل في معنى التصديق إلاّ بأحد هذين الحرفين .
وقرأ قالون وورش من طريق الأزرق ، وابن عامر ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، وروحٌ عن يعقوب { ءامنتم بهمزة واحدة بعدها مَدّة وهي المدّة الناشئة عن تسهيل الهمزة الأصلية في فعل آمن ، على أنّ الكلام استفهام .
وقرأه ورش من طريق الأصفهاني ، وابنُ كثير ، وحفص عن عاصم ، ورويسٌ عن يعقوب بهمزة واحدة على أنّ الكلام خبر ، فهو خبر مستعمل في التوبيخ .
وقرأه حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم ، وخلف بهمزتين على الاستفهام أيضاً .
ولما رأى فرعون إيمان السحرة تغيّظ ورام عقابهم ولكنه علم أنّ العقاب على الإيمان بموسى بعد أن فتح باب المناظرة معه نكث لأصول المناظرة فاختلق للتشفّي من الذين آمنوا علّة إعلانهم الإيمان قبل استئذانِ فرعون ، فعدّ ذلك جرأة عليه ، وأوهم أنّهم لو استأذنوه لأذن لهم ، واستخلص من تسرعهم بذلك أنهم تواطؤوا مع موسى من قبلُ فأظهروا العجز عند مناظرته . ومقصد فرعون من هذا إقناع الحاضرين بأنّ موسى لم يأت بما يعجز السحرة إدخالاً للشكّ على نفوس الذين شاهدوا الآيات . وهذه شِنْشِنة من قديم الزمان اختلاق المغلوب بارد العذر . ومن هذا القبيل اتهام المحكوم عليهم الحاكمين بالارتشاء ، واتهام الدول المغلوبة في الحروب قواد الجيوش بالخيانة .
وضمير لَهُ }
عائد إلى موسى مثل ضمير { إنه لكبيركُم .ومعنى قَبْلَ أنْ آذَنَ لَكُم }
قبل أن أسوّغ لكم أن تؤمنوا به . يقال : أذِن له ، إذ أباح له شيئاً .والتقطيع : شدّة القطع . ومرجع المبالغة إلى الكيفية ، وهي ما وصفه بقوله { مِن خِلاف } أي مختلفة؛ بأن لا تقطع على جانب واحد بل من جانبين مختلفين ، أي تقطع اليد ثمّ الرجلُ من الجهة المخالفة لجهة اليد المقطوعة ثم اليد الأخرى ثم الرجل الأخرى . والظاهر : أنّ القطع على هذه الكيفية كان شعاراً لقطع المجرمين ، فيكون ذكر هذه الصفة حكاية للواقع لا للاحتراز عن قطع بشكل آخر ، إذ لا أثر لهذه الصفة في تفظيع ولا في شدّة إيلام إذا كان ذلك يقع متتابعاً .
وأما ما جاء في الإسلام في عقوبة المحارب فإنما هو قطع عضو واحد عند كل حرابة فهو من الرحمة في العقوبة لئلا يتعطّل انتفاع المقطوع بباقي أعضائه من جرّاء قطع يَد ثمّ رجل من جهة واحدة ، أو قطع يد بعد يد وبقاء الرجلين .
و ( من ) في قوله { مِنْ خلاف } للابتداء ، أي يبدأ القطع من مبدأ المخالفة بين المقطوع . والمجرور في موضع الحال ، وقد تقدّم نظيره في سورة الأعراف وفي سورة المائدة .
والتصليب : مبالغة في الصلب . والصلب : ربط الجسم على عود مُنتصب أو دَقُّهُ عليه بمسامير ، وتقدم عند قوله تعالى : { وما قتلوه وما صلبوه } في سورة النساء ( 157 ). والمبالغة راجعة إلى الكيفية أيضاً بشدّة الدقّ على الأعواد .
ولذلك عدل عن حرف الاستعلاء إلى حرف الظرفية تشبيهاً لشدّة تمكّن المصلوب من الجذع بتمكن الشيء الواقع في وعائه .
والجذوع : جمع جذع بكسر الجيم وسكون الذال وهو عود النخلة . وقد تقدّم عند قوله تعالى : { وهزي إليك بجذع النخلة } [ مريم : 25 ]. وتعدية فعل { ولأُصلّبَنَّكُم } بحرف ( في ) مع أنّ الصلب يكون فوق الجذع لا داخله ليدل على أنه صلب متمكن يُشبه حصول المظروف في الظرف ، فحرف ( في ) استعارة تبعيّة تابعة لاستعارة متعلَّق معنى ( في ) لمتعلَّق معنى ( على ).
وأيّنا : استفهام عن مشتركيْن في شدّة التعذيب . وفعل { لتعلمُن معلق عن العمل لوقوع الاستفهام في آخره . وأراد بالمشتركين نفسَه وربّ موسى سبحانه لأنه علم من قولهم { آمنا برب هارون وموسى } [ الشعراء : 47 ] أن الذي حملهم على الإيمان به ما قدم لهم موسى من الموعظة حين قال لهم بمسمع من فرعون { ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب } [ طه : 61 ] ، أي وستجدون عذابي أشد من العذاب الذي حُذرتموه . وهذا من غروره . ويدل على أن ذلك مراد فرعون ما قابل به المؤمنون قوله { أينا أشدّ عذاباً وأبقى بقولهم والله خير وأبقى } [ طه : 73 ] ، أي خير منك وأبقى عملاً من عملك ، فثوابه خير من رضاك وعذابه أشد من عذابك .
- إعراب القرآن : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
«قالَ» الجملة مستأنفة «آمَنْتُمْ» ماض وفاعله والجملة مقول القول «لَهُ» متعلقان بآمنتم «قَبْلَ» ظرف زمان متعلق بآمنتم «أَنْ» ناصبة «آذَنَ» مضارع منصوب بأن فاعله مستتر «لَكُمْ» متعلقان بآذن وجملة أن آذن في تأويل مصدر في محل جر مضاف إليه «إِنَّهُ» إن واسمها «لَكَبِيرُكُمُ» اللام هي المزحلقة وكبيركم خبر إن والكاف مضاف إليه والجملة مستأنفة «الَّذِي» موصول صفة في محل رفع «عَلَّمَكُمُ» ماض فاعله مستتر والكاف مفعول به أول «السِّحْرَ» مفعول به ثان والجملة صلة لا محل لها «فَلَأُقَطِّعَنَّ» الفاء الفصيحة واللام واقعة في جواب قسم محذوف وأقطعن مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والنون حرف لا محل له من الإعراب وفاعله مستتر «أَيْدِيَكُمْ» مفعول به والكاف مضاف إليه «وَأَرْجُلَكُمْ» معطوف على ما قبله «مِنْ خِلافٍ» متعلقان بحال محذوفة والمعنى مختلفة والجملة لا محل لها «وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ» الواو عاطفة اللام واقعة في جواب القسم والمضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل مستتر والكاف في محل نصب مفعول به والجملة معطوفة «فِي جُذُوعِ» متعلقان بأصلبنكم «النَّخْلِ» مضاف إليه «وَلَتَعْلَمُنَّ» الواو عاطفة واللام واقعة في جواب القسم والفعل المضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال لأنه من الأفعال الخمسة والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون نون التوكيد لا محل لها. «أَيُّنا» أي استفهامية في محل رفع مبتدأ ونا مضاف إليه «أَشَدُّ» خبر والجملة في محل نصب سدت مسد مفعولي تعلمن لأن الفعل علق بأي الاستفهامية. «عَذاباً» تمييز «وَأَبْقى » معطوف على أشد.
- English - Sahih International : [Pharaoh] said "You believed him before I gave you permission Indeed he is your leader who has taught you magic So I will surely cut off your hands and your feet on opposite sides and I will crucify you on the trunks of palm trees and you will surely know which of us is more severe in [giving] punishment and more enduring"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ(20:71) Pharaoh said, "Have you believed in him before I gave you permission? Obviously, he is your master who has taught you sorcery. *45 Well, now I will have your hands and feet cut off on alternate sides *46 and crucify you on the trunks of palm-trees *47 then you shall know whose punishment is more terrible and tasting (mine or that of Moses). " *48
- Français - Hamidullah : Alors Pharaon dit Avez-vous cru en lui avant que je ne vous y autorise C'est lui votre chef qui vous a enseigné la magie Je vous ferai sûrement couper mains et jambes opposées et vous ferai crucifier aux troncs des palmiers et vous saurez avec certitude qui de nous est plus fort en châtiment et qui est le plus durable
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er Fir'aun sagte "Ihr glaubt an ihn bevor ich es euch erlaube Er ist wahrlich euer Ältester der euch die Zauberei gelehrt hat So werde ich ganz gewiß eure Hände und eure Füße wechselseitig abhacken und euch ganz gewiß an Palmstämmen kreuzigen lassen Und ihr werdet ganz gewiß erfahren wer von uns strenger im Strafen und beständiger ist"
- Spanish - Cortes : Dijo Le habéis creído antes de que yo os autorizara a ello Él es vuestro maestro que os ha enseñado la magia He de haceros amputar las manos y los pies opuestos y crucificar en troncos de palmera Así sabréis ciertamente quién de nosotros es el que inflige un castigo más cruel y más duradero
- Português - El Hayek : Disse o Faraó Credes n'Ele sem que eu volo permita Certamente ele é o vosso líder e vos ensinou a magia Juro quevos amputarei a mão e o pé de lados opostos e vos crucificarei em troncos de tamareiras; assim sabereis quem é maissevero e mais persistente no castigo
- Россию - Кулиев : Фараон сказал Неужели вы поверили ему без моего соизволения Воистину он - старший из вас который научил вас колдовству Я отрублю вам руки и ноги накрест и распну вас на пальмовых стволах Вот тогда вы узнаете чье наказание суровее и долговечнее
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
Фараон сказал: «Неужели вы поверили ему без моего соизволения? Воистину, он - старший из вас, который научил вас колдовству. Я отрублю вам руки и ноги накрест и распну вас на пальмовых стволах. Вот тогда вы узнаете, чье наказание суровее и долговечнее».Как вы посмели уверовать без моего разрешения и вопреки моей воле? Фараон удивился поступку людей, которые прежде были покорны только ему одному и повиновались каждому его велению. Он тоже стал свидетелем величайшего из чудес, но это подтолкнуло его к еще большему неверию и беззаконию. Он решил в очередной раз обмануть свой народ и убедить людей в том, что победа Мусы не является свидетельством его правоты. Он заявил, что Муса является главным колдуном и сговорился со всеми остальными для того, чтобы изгнать Фараона и египтян из их родной земли. Люди согласились с его доводами и поверили его словами, а Всевышний Аллах сказал: «Он обманул свой народ (или счел свой народ легкомысленным), и они подчинились ему. Воистину, они были людьми нечестивыми» (43:54). Египтяне согласились с Фараоном, несмотря на то, что его слова не могли показаться убедительными даже тому, кто обладал всего лишь крошечной частичкой ума и знал о сути произошедшего. Муса вернулся из Мадьяна один и после своего возвращения не встречался с колдунами и чародеями. Он тотчас отправился к Фараону для того, чтобы призвать его и египетский народ уверовать в Аллаха и явить им удивительные знамения. Фараон сам решил состязаться с Мусой и собрал самых искусных колдунов со всех уголков своей страны. Они предстали перед ним, и он обещал им за победу большое вознаграждение и высокое положение. Они сделали все возможное и прибегли к самым изощренным хитростям для того, чтобы одолеть Мусу, но в результате уверовали в него. Разве можно было предположить, что Муса вступил в сговор с колдунами и замыслил изгнать египтян из Египта? Воистину, это предположение было совершенно нелепым. Однако Фараон сделал его и пообещал чародеям отрезать у них кисти на правых руках и стопы на левых ногах и с позором распять их на пальмовых стволах. Именно так поступали с людьми, которые сражались за распространение на земле нечестия. И при этом Фараон и его сторонники считали, что их наказание мучительнее Божьей кары и что они дольше кого бы то ни было могут обманывать и устрашать безрассудный народ. Но Аллах одарил чародеев разумом, благодаря которому они сумели постичь истину.
- Turkish - Diyanet Isleri : Firavun "Ben size izin vermeden mi O'na inandınız Doğrusu size sihri öğreten büyüğünüz odur And olsun ki ellerinizi ve ayaklarınızı çaprazlama keseceğim sizi hurma kütüklerine asacağım Hangimizin azabının daha çetin ve daha devamlı olduğunu bileceksiniz" dedi
- Italiano - Piccardo : Disse [Faraone] “Crederete in lui prima che io ve lo permetta È certo lui il vostro maestro che vi ha insegnato la magia Vi farò tagliare mani e piedi alternati e vi farò crocifiggere a tronchi di palma e capirete chi di noi è più duro e pertinace nel castigo”
- كوردى - برهان محمد أمين : فیرعهون وتی ئایا ئێوه ههر ئاوا باوهڕتان پێ هێنا پێش ئهوهی مۆڵهتتان بدهم و ڕازی بم بهڕاستی دیاره موسا گهوره و مامۆستاتانه و ههر ئهو فێری جادووگهری کردوون شهرت بێت دهست و قاچتان به پێچهوانهوه بقرتێنم و ههڵتانواسم بهقهدی دارخورمادا ئهوسا چاک دهزانن که کاممان من یان خوای موسا سزامان توندو تیژو بهردهوامه
- اردو - جالندربرى : فرعون بولا کہ پیشتر اس کے میں تمہیں اجازت دوں تم اس پر ایمان لے ائے۔ بےشک وہ تمہارا بڑا یعنی استاد ہے جس نے تم کو جادو سکھایا ہے۔ سو میں تمہارے ہاتھ اور پاوں جانب خلاف سے کٹوا دوں گا اور کھجور کے تنوں پر سولی چڑھوا دوں گا اس وقت تم کو معلوم ہوگا کہ ہم میں سے کس کا عذاب زیادہ سخت اور دیر تک رہنے والا ہے
- Bosanski - Korkut : "Vi ste mu povjerovali" – viknu faraon – "prije nego što sam vam ja dopustio On je učitelj vaš on vas je vradžbini naučio i ja ću vam zacijelo unakrst ruke i noge vaše odsjeći i po stablima palmi vas razapeti i sigurno ćete saznati ko je od nas u mučenju strašniji i istrajniji"
- Swedish - Bernström : [Farao] sade "Tror ni på honom innan jag har gett er tillåtelse Han måste vara er mästare som har undervisat er i trolldom Jag skall sannerligen hugga av er motsatt hand och fot och jag skall korsfästa er på palmstammar utan att skona någon för att ni skall få lära er vem av oss som utdömer de hårdaste straffen och vems straff som varar längst
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Berkata Fir'aun "Apakah kamu telah beriman kepadanya Musa sebelum aku memberi izin kepadamu sekalian Sesungguhnya ia adalah pemimpinmu yang mengajarkan sihir kepadamu sekalian Maka sesungguhnya aku akan memotong tangan dan kaki kamu sekalian dengan bersilang secara bertimbal balik dan sesungguhnya aku akan menyalib kamu sekalian pada pangkal pohon kurma dan sesungguhnya kamu akan mengetahui siapa di antara kita yang lebih pedih dan lebih kekal siksanya"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ
(Berkatalah) Firaun, ("Apakah kalian telah beriman) dapat dibaca A-amantum dan Aamantum (kepada Musa sebelum aku memberi izin) sebelum aku mengizinkan (kepadamu sekalian. Sesungguhnya ia adalah pemimpin kalian) guru kalian (yang mengajarkan sihir kepada kalian. Maka sesungguhnya aku akan memotong tangan dan kaki kamu sekalian dengan bersilang secara bertimbal balik) lafal Min Khilaafin berkedudukan menjadi Hal, artinya secara bersilang, yaitu tangan kanan dengan kaki kiri (dan sesungguhnya aku akan menyalib kalian pada pangkal pohon kurma) yakni pada pohon kurma (dan sesungguhnya kalian akan mengetahui siapa di antara kita) yakni diri Firaun sendiri dan Rabb Nabi Musa (yang lebih pedih dan lebih kekal siksaannya") bila ada orang yang melanggar kepadanya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ফেরাউন বললঃ আমার অনুমতি দানের পূর্বেই তোমরা কি তার প্রতি বিশ্বাস স্থাপন করলে; দেখছি সেই তোমাদের প্রধান সে তোমাদেরকে যাদু শিক্ষা দিয়েছে। অতএব আমি অবশ্যই তোমাদের হস্তপদ বিপরীত দিক থেকে কর্তন করব এবং আমি তোমাদেরকে খর্জুর বৃক্ষের কান্ডে শূলে চড়াব এবং তোমরা নিশ্চিত রূপেই জানতে পারবে আমাদের মধ্যে কার আযাব কঠোরতর এবং অধিক্ষণ স্থায়ী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "நான் உங்களை அனுமதிக்கும் முன்னரே நீங்கள் அவர் மேல் ஈமான் கொண்டு விட்டீர்களா நிச்சயமாக அவர் உங்களுக்குச் சூனியத்தைக் கற்றுக் கொடுத்த தலைவர் போல் தோன்றுகிறது; எனவே நான் உங்களை மாறு கை மாறு கால் வாங்கி பேரீத்த மரக்கட்டைகளில் உங்களைக் கழுவேற்றுவேன்; மேலும் வேதனை கொடுப்பதில் நம்மில் கடுமையானவர் யார் அதில் நிலையாக இருப்பவரும் யார் என்பதை நிச்சயமாக நீங்கள் அறிந்து கொள்வீர்கள்" என்று ஃபிர்அவ்ன் கூறினான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เขา ฟิรเอาน์ กล่าวว่า “พวกท่านศรัทธาต่อเขา ก่อนที่ฉันจะขออนุญาตให้แก่พวกท่านกระนั้นหรือ แท้จริงเขาต้องเป็นหัวหน้าของพวกท่าน ซึ่งได้สอนวิชามายากลแก่พวกท่าน ฉะนั้น ฉันจะตัดมือและเท้าของพวกท่านสลับข้างกัน และฉันจะเอาพวกท่านไปตรึงไว้ที่ต้นอินทผาลัม และพวกท่านก็จะรู้อย่างแน่ชัดว่า ผู้ใดในหมู่พวกเราที่จะให้การลงโทษที่สาหัสกว่า และยาวนานยิ่งกว่า”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Сизга изн бермасимдан олдин унга иймон келтирдингизми Албатта у сизга сеҳр ўргатган каттангиздир Бас албатта қўлоёқларингизни қарамақаршисидан кесурман ва албатта сизларни хурмо танасига осурман албатта қайси биримизнинг азобимиз шиддатлироқ ва боқийроқ эканини билурсиз деди Фиръавн ўз қаричи билан ўлчар эди У таҳдид азобуқубат қийнаш чопишкесиш ўлдириш билан одамларни измимда ушлаб тураман деб хаёл қиларди Аммо инсоннинг қалбига ҳақиқий иймон кирганида унинг бу чоралари заррача ҳам таъсир қилмай қолишини англамасди Унинг собиқ сеҳргарлари қалбига ана шундай иймон жо бўлган эди Энди улар Фиръавннинг ҳеч қандай дўқпўписаларидан қўрқмасдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 法老说:在我允许你们之前,你们就信奉他们了吗?他必定是你们的头子,他把魔术传授你们,所以我誓必交互着砍掉你们的手和脚,我誓必把你们钉死在椰枣树干上,你们必定知道我们俩谁的刑罚更严厉,更长久。
- Melayu - Basmeih : Firaun berkata "Patutkah kamu beriman kepada Musa sebelum aku memberi izin kepada kamu Sesungguhnya dia lah ketua kamu yang mengajar sihir kepada kamu Oleh itu demi sesungguhnya aku akan memotong tangan dan kaki kamu dengan bersilang dan aku akan memalang kamu pada batangbatang pohon tamar; dan demi sesungguhnya kamu akan mengetahui kelak siapakah di antara kita yang lebih keras azab seksanya dan lebih kekal"
- Somali - Abduh : wuxuuna yidhi Fircoon miyaad u rumeyseen ka hor idankayga isagu waa kan idinku wayn ee idin baray Sixirka waxaaan goyn Gacmihiinna iyo Lugihiinna si isdhaaf ah waxaana idinku daldali wadhi Jirrid Timir waxaadna ogaanaysaan midkanaga daran cadaab hadhidna badan
- Hausa - Gumi : Ya ce "Kun yi ĩmãni sabõda shi a gabãnin in yi muku izni Lalle shĩ haƙĩƙa babbanku ne wanda ya sanar da ku sihirin To lalle ne zan kakkãtse hannayenku da ƙafãfunku a tarnaƙi kuma lalle zan tsĩre ku a cikin kututturan itãcen dabĩno kuma lalle zã ku sani wanenmu ne mafi tsananin azãba kuma wãne ne mafi wanzuwar azãba"
- Swahili - Al-Barwani : Firauni akasema Oh Mnamuamini kabla sijakupeni ruhusa Hakika yeye ndiye mkubwa wenu aliye kufundisheni uchawi Basi kwa yakini nitakukateni mikono yenu na miguu yenu kwa kutafautisha Na nitakutundikeni misalabani katika vigogo vya mitende na hapo kwa yakini mtajua ni nani katika sisi aliye mkali wa kuadhibu na kuiendeleza adhabu yake
- Shqiptar - Efendi Nahi : Faraoni tha “Ju e besuat Atë para se t’u japë leje unë juve Ai Musai me të vërtetë është eprori juaj që u ka mësuar juve magjitë Dhe me të vërtetë unë do t’ju këpus duart dhe këmbët tuaja tërthorazi dhe unë do t’ju varr juve në trungjet e hurmeve Ju do ta dini me siguri se dënimi i kujt prej nesh – është më i ashpër dhe më i vazhdueshëm”
- فارسى - آیتی : فرعون گفت: آيا پيش از آنكه شما را رخصت دهم به او ايمان آورديد؟ او بزرگ شماست كه به شما جادوگرى آموخته است. دستها و پاهاتان را از چپ و راست مىبرم و بر تنه درخت خرما به دارتان مىآويزم. تا بدانيد كه عذاب كدام يك از ما سختتر و پايندهتر است.
- tajeki - Оятӣ : Фиръавн гуфт: «Оё пеш аз он, ки шуморо рухсат диҳам, ба Ӯ имон овардед? Ӯ бузурги шумост, ки ба шумо ҷодугарӣ омӯхтааст. Дастҳову поҳотонро аз чапу рост мебурам ва бар танаи дарахти хурмо ба доратон меовезам то бидонед, ки азоби кадом як аз мо сахттару пояндатар аст».
- Uyghur - محمد صالح : پىرئەۋن ئېيتتى: «سىلەر مەن رۇخسەت بېرىشتىن بۇرۇن ئۇنىڭغا ئىمان ئېيتتىڭلار، شۈبھىسىزكى، ئۇ چوقۇم سىلەرگە سېھىرنى ئۆگەتكەن چوڭۇڭلار ئىكەن، مەن چوقۇم سىلەرنىڭ قوللىرىڭلارنى، پۇتلىرىڭلارنى ئوڭ - چەپ قىلىپ (يەنى ئوڭ قول بىلەن سول پۇتنى، ئوڭ پۇت بىلەن سول قولنى) كېسىپ تاشلايمەن، سىلەرنى چوقۇم خورما دەرەخلىرىگە ئاسىمەن، سىلەر قايسىمىزنىڭ (يەنى مېنىڭ ياكى مۇسانىڭ پەرۋەردىگارىنىڭ) ئازابىنىڭ ئەڭ قاتتىق ۋە ئەڭ ئۇزۇن ئىكەنلىكىنى چوقۇم بىلىسىلەر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഫറവോന് പറഞ്ഞു: "ഞാന് അനുമതി തരുംമുമ്പെ നിങ്ങളവനില് വിശ്വസിച്ചുവെന്നോ? തീര്ച്ചയായും നിങ്ങളെ ജാലവിദ്യ പഠിപ്പിച്ച നിങ്ങളുടെ നേതാവാണവന്. നിങ്ങളുടെ കൈകാലുകള് എതിര്വശങ്ങളില് നിന്നായി ഞാന് കൊത്തിമുറിക്കും. ഈന്തപ്പനത്തടികളില് നിങ്ങളെ ക്രൂശിക്കും. നമ്മിലാരാണ് ഏറ്റവും കഠിനവും നീണ്ടുനില്ക്കുന്നതുമായ ശിക്ഷ നടപ്പാക്കുന്നവരെന്ന് അപ്പോള് നിങ്ങളറിയും; തീര്ച്ച.”
- عربى - التفسير الميسر : قال فرعون للسحره اصدقتم بموسى واتبعتموه واقررتم له قبل ان اذن لكم بذلك ان موسى لعظيمكم الذي علمكم السحر فلذلك تابعتموه فلاقطعن ايديكم وارجلكم مخالفا بينها يدا من جهه ورجلا من الجهه الاخرى ولاصلبنكم بربط اجسادكم على جذوع النخل ولتعلمن ايها السحره اينا انا او رب موسى اشد عذابا من الاخر وادوم له
*45) In VII : 123, it has been stated : "Indeed it was a plot you conspired in the city to ,deprive the rightful owners of their power." Here the same thing has been further explained, as if to say, "It is not merely a plot between you and him but it appears that Moses is your master and leader. You conspired beforehand that you would be defeated by your master in the encounter to prove that he was a Messenger who had shown the miracle of the staff to frustrate your magic and bring about a political revolution in the country. "
*46) That is, "Right hand and left foot or via versa. "
*47) This was a very cruel way of punishment in ancient times. They fixed a long pole in the ground or used the trunk of a tree for this purpose. Then a piece of wood was tied across it at the top. Then the hands of the criminal were nailed on to it and he was left hanging there for hours to die a slow, painful death.
*48) This was the last trick played by Pharaoh to win the losing game. He held out the threat of a cruel punishment in order to coerce them to admit that there really was a conspiracy between Prophet Moses and them against the kingdom.But the fortitude and determination of the magicians turned the tables on him. The very fact that, they were ready to endure the terrible punishment proved to the world that they had sincerely believed in the Prophethood of Moses and that the charge of conspiracy was an impudent trick that had been invented as a device.