- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُۥ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَٰذَآ إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِىَ
- عربى - نصوص الآيات : فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي
- عربى - التفسير الميسر : فصنع السامري لبني إسرائيل من الذهب عجلا جسدًا يخور خوار البقر، فقال المفتونون به منهم للآخرين: هذا هو إلهكم وإله موسى، نسيه وغَفَل عنه.
- السعدى : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
تفسير الآيتين 87 و88 :ـ
أي: قالوا له: ما فعلنا الذي فعلنا عن تعمد منا، وملك منا لأنفسنا، ولكن السبب الداعي لذلك، أننا تأثمنا من زينة القوم التي عندنا، وكانوا فيما يذكرون استعاروا حليا كثيرا من القبط، فخرجوا وهو معهم وألقوه، وجمعوه حين ذهب موسى ليراجعوه فيه إذا رجع.
وكان السامري قد بصر يوم الغرق بأثر الرسول، فسولت له نفسه أن يأخذ قبضة من أثره، وأنه إذا ألقاها على شيء حيي، فتنة وامتحانا، فألقاها على ذلك العجل الذي صاغه بصورة عجل، فتحرك العجل، وصار له خوار وصوت، وقالوا: إن موسى ذهب يطلب ربه، وهو هاهنا فنسيه، وهذا من بلادتهم، وسخافة عقولهم، حيث رأوا هذا الغريب الذي صار له خوار، بعد أن كان جمادا، فظنوه إله الأرض والسماوات.
- الوسيط لطنطاوي : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
ثم بين - سبحانه - ما صنعه لهم السامرى من تلك الحلى فقال : ( فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هاذآ إلهكم وإله موسى فَنَسِيَ ) .
والخوار : الصوت المسموع .
أى : فكانت نتيجة ما قذفوه من الحلى فى النار ، أن أخرج السامرى لهم من ذلك ( عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ ) أى : صوت كصوت البقر .
قيل : إن الله - تعالى - خلق الحياة فى ذلك العجل على سبيل الاختبار والامتحان لهم .
وقيل : لم تكن به حياة ، ولكن السامرى صنعه لهم بدقة ، وجعل فيه منافذ إذا دخلت فيها الريح أخرجت منه صوتا كصوت خوار البقر .
فقال بنو إسرائيل عندما رأوا العجل الذى صنعه لهم السامرى : هذا إلهكم وإله موسى فاعبدوه ، لأن موسى نسى إلهه هنا ، وذهب ليبحث عنه فى مكان آخر ، فالضمير فى قوله ( فَنَسِيَ ) يعود لموسى .
وقولهم هذا يدل على بلادتهم وسوء أدبهم مع نبيهم ، فهم لم يكتفوا بعبادة العجل ، بل زعموا أن نبيهم الداعى لهم إلى توحيد الله ، قد كان يعبد العجل وأنه قد نسى مكانه فذهب يبحث عنه .
وقيل : إن الذى حدث منه النسيان هو السامرى ، وأن النسيان بمعنى الترك ، أى : فترك السامرى ما كان عليه من الإيمان الظاهرى ، ونبذ الدين الذى بعث الله - تعالى - به موسى ، وحض الناء على عبادة العجل الذى صنعه لهم .
والقول الأول هو أرجح ، لأنه هو الظاهر من معنى الآية الكريمة ، ولأنه هو المأثور عن السلف .
قال ابن جرير : " وأولى الأقوال بالصواب عندنا أن يكون ( فَنَسِيَ ) خبرا من الله - تعالى - عن السامرى ، وأنه وصف موسى بأنه نسى ربه ، وأن ربه الذى ذهب يريده هو العجل الذى أخرجه السامرى ، لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه ، ولأنه عقيب ذكر موسى ، وهو أن يكون خبرا من السامرى عنه بذلك أشبه من غيره " .
- البغوى : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
( فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ) أي : تركه موسى هاهنا ، وذهب يطلبه . وقيل : أخطأ الطريق وضل .
- ابن كثير : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
ولهذا قالوا : ( فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار )
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبادة بن البختري حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد عن سماك ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ; أن هارون مر بالسامري وهو ينحت العجل ، فقال له : ما تصنع؟ فقال : أصنع ما يضر ولا ينفع فقال هارون : اللهم أعطه ما سأل على ما في نفسه ومضى هارون ، فقال السامري : اللهم إني أسألك أن يخور فخار ، فكان إذا خار سجدوا له ، وإذا خار رفعوا رؤوسهم .
ثم رواه من وجه آخر عن حماد وقال : [ أعمل ] ما ينفع ولا يضر .
وقال السدي : كان يخور ويمشي .
فقالوا - أي : الضلال منهم الذين افتتنوا بالعجل وعبدوه - : ( هذا إلهكم وإله موسى فنسي ) أي : نسيه هاهنا ، وذهب يتطلبه . كذا تقدم في حديث " الفتون " عن ابن عباس . وبه قال مجاهد .
قال سماك عن عكرمة عن ابن عباس : ( فنسي ) أي : نسي أن يذكركم أن هذا إلهكم .
وقال محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس فقالوا : ( هذا إلهكم وإله موسى ) قال : فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا شيئا قط يعني مثله ، يقول الله : ( فنسي ) أي : ترك ما كان عليه من الإسلام ، يعني : السامري .
قال الله تعالى ردا عليهم ، وتقريعا لهم ، وبيانا لفضيحتهم وسخافة عقولهم فيما ذهبوا إليه :
- القرطبى : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
قال قتادة : إن السامري قال لهم حين استبطأ القوم موسى : إنما احتبس عليكم من أجل ما عندكم من الحلي ؛ فجمعوه ودفعوه إلى السامري فرمى به في النار وصاغ لهم منه عجلا ، ثم ألقى عليه قبضة من أثر فرس الرسول وهو جبريل - عليه السلام - . وقال معمر : الفرس الذي كان عليه جبريل هو الحياة ، فلما ألقى عليه القبضة صار عجلا جسدا له خوار . والخوار صوت البقر . وقال ابن عباس : لما انسكبت الحلي في النار ، جاء السامري وقال لهارون : يا نبي الله أؤلقي ما في يدي - وهو يظن أنه كبعض ما جاء به غيره من الحلي - فقذف التراب فيه ، وقال : كن عجلا جسدا له خوار ؛ فكان كما قال للبلاء والفتنة ؛ فخار خورة واحدة لم يتبعها مثلها . وقيل : خواره وصوته كان بالريح ؛ لأنه كان عمل فيه خروقا فإذا دخلت الريح في جوفه خار ولم تكن فيه حياة . وهذا قول مجاهد . وعلى القول الأول كان عجلا من لحم ودم ، وهو قول الحسن وقتادة والسدي . وروى حماد عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : مر هارون بالسامري وهو يصنع العجل ، فقال : ما هذا ؟ فقال : ينفع ولا يضر ؛ فقال : اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه ؛ فقال : اللهم إني أسألك أن يخور . وكان إذا خار سجدوا ، وكان الخوار من دعوة هارون . قال ابن عباس : خار كما يخور الحي من العجول . وروى أن موسى قال : يا رب هذا السامري أخرج لهم عجلا جسدا له خوار من حليهم ، فمن جعل الجسد والخوار ؟ قال الله تبارك وتعالى : أنا . قال موسى - صلى الله عليه وسلم - : وعزتك وجلالك وارتفاعك وعلوك وسلطانك ما أضلهم غيرك . قال : صدقت يا حكيم الحكماء . وقد تقدم هذا كله في سورة ( الأعراف ) فقالوا هذا إلهكم وإله موسى أي قال السامري ومن تبعه وكانوا ميالين إلى التشبيه ؛ إذا قالوا اجعل لنا إلها كما لهم آلهة فنسي أي فضل موسى بطلبه فلم يعلم مكانه ، وأخطأ الطريق إلى ربه . وقيل معناه : فتركه موسى هنا وخرج يطلبه . أي ترك موسى إلهه هنا . وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : أي فنسي موسى أن يذكر لكم أنه إلهه . وقيل : الخطاب خبر عن السامري . أي ترك السامري ما أمره به موسى من الإيمان فضل ؛ قاله ابن الأعرابي .
- الطبرى : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
القول في تأويل قوله تعالى : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)
وقوله فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ يقول: فأخرج لهم السامريّ مما قذفوه ومما ألقاه عجلا جسدا له خوار، ويعني بالخوار: الصوت، وهو صوت البقر.
ثم اختلف أهل العلم في كيفية إخراج السامريّ العجل، فقال بعضهم: صاغه صياغة، ثم ألقى من تراب حافر فرس جبرائيل في فمه فخار.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ قال: كان الله وقَّت لموسى ثلاثين ليلة ثم أتمها بعشر، فلما مضت الثلاثون قال عدوّ الله السامري: إنما أصابكم الذي أصابكم عقوبة بالحلي الذي كان معكم، فهلموا وكانت حليا تعيروها (1) من آل فرعون، فساروا وهي معهم، فقذفوها إليه، فصوّرها صورة بقرة، وكان قد صرّ في عمامته أو في ثوبه قبضة من أثر فرس جبرائيل، فقذفها مع الحليّ والصورة ( فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ) فجعل يخور خوار البقر، فقال ( هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى ).
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: لما استبطأ موسى قومه قال لهم السامريّ: إنما احتبس عليكم لأجل ما عندكم من الحليّ، وكانوا استعاروا حليا من آل فرعون فجمعوه فأعطوه السامريّ فصاغ منه عجلا ثم أخذ القبضة التي قبض من أثر الفرس، فرس الملك، فنبذها في جوفه، فإذا هو عجل جسد له خوار، قالوا: هذا إلهكم وإله موسى، ولكن موسى نسي ربه عندكم.
وقال آخرون في ذلك بما حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: أخذ السامريّ من تربة الحافر، حافر فرس جبرائيل، فانطلق موسى واستخلف هارون على بني إسرائيل وواعدهم ثلاثين ليلة، فأتمها الله بعشر، قال لهم هارون: يا بني إسرائيل إن الغنيمة لا تحلّ لكم، وإن حليّ القبط إنما هو غنيمة، فاجمعوها جميعا، فاحفروا لها حفرة فادفنوها، فإن جاء موسى فأحلها أخذتموها، وإلا كان شيئا لم تأكلوه، فجمعوا ذلك الحليّ في تلك الحفرة، فجاء السامريّ بتلك القبضة فقذفها فأخرج الله من الحليّ عجلا جسدا له خوار، وعدّت بنو إسرائيل موعد موسى، فعدوا الليلة يوما، واليوم &; 18-356 &; يوما، فلما كان لعشرين خرج لهم العجل، فلما رأوه قال لهم السامريّ( هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ) فعكفوا عليه يعبدونه، وكان يخور ويمشي فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ذلك حين قال لهم هارون: احفروا لهذا الحليّ حفرة واطرحوه فيها، فطرحوه، فقذف السامريّ تربته، وقوله: ( فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى ) يقول: فقال قوم موسى الذين عبدوا العجل: هذا معبودكم ومعبود موسى، وقوله (فَنَسي) يقول: فضلّ وترك.
ثم اختلف أهل التأويل في قوله (فَنَسِيَ) من قائله ومن الذي وصف به وما معناه، فقال بعضهم: هذا من الله خبر عن السامريّ، والسامريّ هو الموصوف به، وقالوا: معناه: أنه ترك الدين الذي بعث الله به موسى وهو الإسلام.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن حكيم بن جُبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: يقول الله (فَنَسِيَ) : أي ترك ما كان عليه من الإسلام، يعني السامري.
وقال آخرون: بل هذا خبر من الله عن السامريّ، أنه قال لبني إسرائيل، وأنه وصف موسى بأنه ذهب يطلب ربه، فأضلّ موضعه، وهو هذا العجل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبى، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس فَقَذَفْنَاهَا يعني زينة القوم حين أمرنا السامريّ لما قبض قبضة من أثر جبرائيل عليه السلام، فألقى القبضة على حليهم فصار عجلا جسدا له خوار ( فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى ) الذي انطلق يطلبه (فَنَسِيَ) يعني: نسي موسى، ضلّ عنه فلم يهتد له.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَنَسِيَ) يقول: طلب هذا موسى فخالفه الطريق.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة (فَنَسِيَ) يقول: قال السامريّ: موسى نسي ربه عندكم.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (فَنَسِي) موسى، قال: هم يقولونه: أخطأ الربّ العجل.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد (فَنَسيَ) قال: نسي موسى، أخطأ الربّ العجل، قوم موسى يقولونه.
حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ(فَنَسِيَ) يقول: ترك موسى إلهه هاهنا وذهب يطلبه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ) قال: يقول: فنسي حيث وعده ربه هاهنا، ولكنه نسي.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا مُعاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ) يقول: نسي موسى ربه فأخطأه، وهذا العجل إله موسى.
قال أبو جعفر: والذي هو أولى بتأويل ذلك القول الذي ذكرناه عن هؤلاء، وهو أن ذلك خبر من الله عزّ ذكره عن السامريّ أنه وصف موسى بأنه نسي ربه، وأنه ربه الذي ذهب يريده هو العجل الذي أخرجه السامري، لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه، وأنه عقيب ذكر موسى، وهو أن يكون خبرا من السامري عنه بذلك أشبه من غيره.
---------------
الهوامش :
(1) لعله : تعوروها : أي استعاروها ، كما أورده في اللسان في قصة العجل من حديث ابن عباس .
- ابن عاشور : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)
علّق المتكلمون الإخرَاجَ والقولَ بالغائبين للدلالة على أن المتكلمين مع موسى لم يكونوا ممن اعتقد إلهية العجل ولكنهم صانعَوا دهماء القوم ، فيكون هذا من حكاية قول القوم لموسى . وعلى هذا درج جمهور المفسرين ، فيكون من تمام المعذرة التي اعتذر بها المجيبون لموسى ، ويكون ضمير { فأخرج لهم } التفاتاً قصد القائلون به التبرّي من أن يكون إخراج العجل لأجلهم ، أي أخرجَه لمن رغِبوا في ذلك .
وجعل بعض المفسرين هذا الكلام كلّه من جانب الله ، وهو اختيار أبي مسلم ، فيكون اعتراضاً وإخباراً للرسول صلى الله عليه وسلم وللأمّة . وموقع الفاء يناكد هذا لأنّ الفاء لا تَرِد للاستئناف على التحقيق ، فتكون الفاء للتفريع تفريعَ أخبار على أخبار .
والمعنى : فمثل ذلك القذف الذي قذفنا ما بأيدينا من زينة القوم ألقى السامريّ ما بيده من النّار ليَذوب ويصوغها فأخرج لهم من ذلك عجلاً جسداً . فإنّ فعل ( ألقى ) يحكي حالة مشبهة بحالة قَذفهم مصوغَ القبط . والقذف والإلقاء مترادفان ، شبه أحدهما بالآخر .
والجسد : الجسم ذو الأعضاء سواء كان حياً أم لا؛ لقوله تعالى : { وألْقينا على كرسيه جسداً } [ ص : 34 ]. قيل : هو شِق طفل ولدتْه إحدى نسائه كما ورد في الحديث . قال الزجاج : الجسد هو الذي لا يَعقل ولا يميّز إنما هو الجثّة ، أي أخرج لهم صورة عجل مجسّدة بشكله وقوائمه وجوانبه ، وليس مجرد صورة منقوشة على طبق من فضة أو ذهب . وفي سفر الخروج أنّه كان من ذهب .
والإخْراج : إظهار ما كان محجوباً . والتعبير بالإخراج إشارة إلى أنّه صنعه بحيلة مستورة عنهم حتى أتمّه .
والخُوار : صوت البقر . وكان الذي صنع لهم العجل عارفاً بصناعة الحِيل التي كانوا يصنعون بها الأصنام ويجعلون في أجوافها وأعناقها منافذ كالزمارات تخرج منها أصوات إذا أطلقت عندها رياح بالكير ونحوه .
وصنع لهم السامريّ صنماً على صورة عجل لأنهم كانوا قد اعتادوا في مصر عبادة العجل «ايبيس» ، فلما رأوا ما صاغه السامريّ في صورة معبود عرَفوه من قبل ورأوه يزيد عليه بأن له خواراً ، رسخ في أوهامهم الآفنة أن ذلك هو الإله الحقيقي الذي عبّروا عنه بقولهم { هذا إلهكم وإله موسى ، لأنهم رأوه من ذهب أو فضة ، فتوهموا أنّه أفضل من العجل ( إيبيس ). وإذ قد كانوا يثبتون إلهاً محجوباً عن الأبصار وكانوا يتطلبون رؤيته ، فقالوا لموسى : { أرنا الله جهرة } [ النساء : 153 ] ، حينئذ توهموا أن هذه ضالتهم المنشودة . وقصة اتخاذهم العجل في كتاب التّوراة غير ملائمة للنظر السليم .
وتفريع { فَنَسِى } يحتمل أن يكون تفريعاً على { فقال هذا إلهكم تفريعَ علة على معلول ، فالضمير عائد إلى السامريّ ، أي قال السامري ذلك لأنه نسي ما كان تلقّاه من هدي؛ أو تفريعَ معلول على علّة ، أي قال ذلك ، فكان قوله سبباً في نسيانه ما كان عليه من هَدي إذ طبع الله على قلبه بقوله ذلك فحرمه التوفيق من بعدُ .
والنسيان : مستعمل في الإضاعة ، كقوله تعالى : { قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها }
[ طه : 126 ] وقوله : { الذين هم عن صلاتهم ساهون } [ الماعون : 5 ].وعلى هذا يكون قوله { فَنَسِيَ } من الحكاية لا من المحكي ، والضمير عائد إلى السامريّ فينبغي على هذا أن يتصل بقوله { أفلا يرون } [ طه : 89 ] ويكون اعتراضاً . وجعله جمع من المفسرين عائداً إلى موسى ، أي فنسي موسى إلهكم وإلهه ، أي غفل عنه ، وذهب إلى الطور يفتّش عليه وهو بين أيديكم ، وموقع فاء التفريع يبعد هذا التفسير .
والنسيان : يكون مستعملاً مجازاً في الغفلة .
- إعراب القرآن : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
«فَأَخْرَجَ» الفاء عاطفة وأخرج ماض فاعله مستتر «لَهُمْ» متعلقان بأخرج «عِجْلًا» مفعول به «جَسَداً» بدل من عجلا والجملة معطوفة «لَهُ» متعلقان بخبر مقدم «خُوارٌ» مبتدأ مؤخر والجملة صفة «فَقالُوا» الفاء عاطفة «قالوا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «هذا» مبتدأ «إِلهُكُمْ» خبر والكاف مضاف إليه والجملة مقول القول «وَإِلهُ» معطوف على إلهكم «مُوسى » مضاف إليه «فَنَسِيَ» الفاء عاطفة وجملة نسي معطوفة
- English - Sahih International : And he extracted for them [the statue of] a calf which had a lowing sound and they said "This is your god and the god of Moses but he forgot"
- English - Tafheem -Maududi : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ(20:88) and forged the shape of a calf which lowed like an ox. Then the people cried out, `This is your god and the god of Moses: Moses has forgotten it."
- Français - Hamidullah : Puis il en a fait sortir pour eux un veau un corps à mugissement Et ils ont dit C'est votre divinité et la divinité de Moïse; il a donc oublié
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : So brachte er ihnen ein Kalb hervor als Leib das blökte Sie sagten Das ist euer Gott und der Gott Musas aber er hat es vergessen'"
- Spanish - Cortes : Éste les sacó un ternero un cuerpo que mugía y dijeron Este es vuestro dios y el dios de Moisés Pero ha olvidado
- Português - El Hayek : Este forjoulhes o corpo de um bezerro que mugia e disseram Eis aqui o vosso deus o deus que Moisés esqueceu
- Россию - Кулиев : Он изготовил для них изваяние тельца который мычал и сказал Вот ваш бог и бог Мусы Моисея но он забыл его
- Кулиев -ас-Саади : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
Он изготовил для них изваяние тельца, который мычал, и они сказали: «Вот ваш бог и бог Мусы (Моисея), но он забыл его».В тот день, когда было потоплено войско Фараона, этот самаритянин увидел след Божьего посланца и решил взять горсть земли с этого следа. Ему было внушено, что если он бросит эту горсть земли на какую-либо вещь, то она непременно оживет. И это должно было стать искушением и испытанием для людей. Самаритянин бросил землю на изваяние тельца, и тот начал двигаться и мычать. А люди сказали: «Муса отправился искать своего Господа, а тот оказался рядом с нами, но Муса предал его забвению». Это свидетельствовало о глупости и безрассудстве сынов Исраила. Еще недавно этот странный телец представлял собой безжизненные предметы, а теперь он замычал, и они решили, что он является Господом небес и земли.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bunun üzerine Samiri onlara böğüren bir buzağı heykeli ortaya koydu O ve adamları "Bu sizin de Musa'nın da tanrısıdır ama o unuttu" dediler
- Italiano - Piccardo : e ne ha tratto un vitello dal corpo mugghiante” E [tutti] dissero “È il vostro dio il dio di Mosè [Mosè] ha dimenticato [di informarvene]”
- كوردى - برهان محمد أمين : بهو زێرو زیوه پهیکهری گوێرهکهیهکی بۆ دروست کردن جارجار بۆڕهیهکی دهکرد سامیری و بێ دینهکان بێ شهرمانه وتیان ئهمه خوای ئێوه و خوای موسایه ئهو له بیری چووه و بهشوێنیدا دهگهرێت
- اردو - جالندربرى : تو اس نے ان کے لئے ایک بچھڑا بنا دیا یعنی اس کا قالب جس کی اواز گائے کی سی تھی۔ تو لوگ کہنے لگے کہ یہی تمہارا معبود ہے اور موسی کا بھی معبود ہے۔ مگر وہ بھول گئے ہیں
- Bosanski - Korkut : pa im izlio tele koje je davalo glas kao da mûčē i oni su onda rekli "Ovo je vaš bog i Musaov bog on ga je zaboravio"
- Swedish - Bernström : Därefter [ så sade de till Moses ] tillverkade han [av det nedsmälta guldet] något som liknade en kalv och som lät höra ett bölande ljud; och de sade [till varandra] "Detta är vår gud och även Moses gud men det har han [nu] glömt"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : kemudian Samiri mengeluarkan untuk mereka dari lobang itu anak lembu yang bertubuh dan bersuara maka mereka berkata "Inilah Tuhanmu dan Tuhan Musa tetapi Musa telah lupa"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ
(Kemudian Samiri mengeluarkan untuk mereka anak lembu) yang berhasil ia cetak dari perhiasan itu (yang bertubuh) yakni ada daging dan darahnya (dan bersuara) suaranya dapat didengar. Anak lembu itu menjadi demikian disebabkan pengaruh tanah bekas teracak kuda malaikat Jibril, sehingga ia dapat hidup. Tanah itu diletakkan oleh Samiri ke dalam mulut lembu itu sesudah dicetak, lalu anak lembu itu menjadi hidup (maka mereka berkata) yakni Samiri dan para pengikutnya, ("Inilah Tuhan kalian dan Tuhan Musa, tetapi ia telah lupa") Musa telah lupa akan Tuhannya, bahwa Dia ada di sini, lalu pergi mencari-Nya. Maka Allah berfirman:
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর সে তাদের জন্য তৈরী করে বের করল একটি গোবৎস একটা দেহ যার মধ্যে গরুর শব্দ ছিল। তারা বললঃ এটা তোমাদের উপাস্য এবং মূসার ও উপাস্য অতঃপর মূসা ভুলে গেছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பின்னர் அவன் அவர்களுக்காக ஒரு காளைக்கன்றை உருவாக்கி வெளிப்படுத்தினான்; அதற்கு மாட்டின் சப்தமும் இருந்தது இதைக் கண்ட சிலர் "இது தான் உங்களுடைய நாயன்; இன்னும் இதுவே மூஸாவின் நாயனுமாகும்; ஆனால் அவர் இதை மறந்து விட்டார்" என்று சொன்னார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วซามิรีย์ก็ได้ทำลูกวัวออกมาเป็นรูปร่างมีเสียงร้อง พวกเขาจึงกล่าวว่า “นี่คือพระเจ้าของพวกท่าน และพระเจ้าของมูซา แต่เขาลืมเสีย”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бас у Сомирий уларга бўкирадиган бузоқ шаклини чиқариб берди Улар Мана шу сизнинг илоҳингиз ва Мусонинг ҳам илоҳи фақат у унутди дедилар Сомирий уларга тилла тақинчоқлардан овоз чиқарадиган бузоқ ҳайкали ясаб шу ҳайкал сизнинг илоҳингиз Пайғамбаримиз Мусо бизга буни айтмади деган хаёлга борманг Мусонинг илоҳи ҳам шу бузоқ Аммо Мусо буни унутиб қўйиб тоққа излаб чиқиб кетди деди Улар бу гапни такрорладилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他就为他们铸出一头牛犊一个有犊声的躯壳, 他们就说:这是你们的主,也是穆萨的主,但他忘记了。
- Melayu - Basmeih : "Kemudian Samiri mengeluarkan untuk mereka dari leburan barangbarang itu patung seekor anak lembu yang bertubuh lagi bersuara lalu mereka berkata "Ini ialah tuhan kamu dan tuhan bagi Musa tetapi Musa telah lupa"
- Somali - Abduh : wuxuuna u soo bixiyey dibi muuqal ah oo ood leh waxayna dhaheen kani waa Ilaahiin iyo Ilaahii Muuse wuuna halmaamay
- Hausa - Gumi : "Sai ya fitar musu da wani maraƙi jikin mutãne yanã rũri sa'an nan suka ce wannan ne gunkinku kuma gunkin Mũsã sai ya manta"
- Swahili - Al-Barwani : Na akawaundia ndama kiwiliwili chenye sauti Na wakasema Huyu ndiye mungu wenu na mungu wa Musa lakini alisahau
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe nga këto stoli të hedhura në zjarr ai Samirija nxori për popull trup viçi që pëlliste dhe ata atëherë thanë “Ky është zoti juaj dhe zoti Musait ai e ka harruar atë e ka shkuar ta kërkojë në Tur”
- فارسى - آیتی : و برايشان تنديس گوسالهاى كه نعره گاوان را داشت بساخت و گفتند: اين خداى شما و خداى موسى است. و موسى فراموش كرده بود.
- tajeki - Оятӣ : Ва барояшон тандиси (пайкараи) гӯсолае, ки наъраи говонро дошт, бисохт ва гуфтанд: «Ин худоӣ шумо ва худои Мӯсост. Ва Мӯсо фаромуш карда аст».
- Uyghur - محمد صالح : سامىرى (ئېرىتىلگەن زىبۇزىننەتلەردىن) ئۇلار ئۈچۈن بىر موزاي ھەيكەل ياسىدى، ئۇنىڭدىن موزاينىڭ ئاۋازىغا ئوخشاش ئاۋاز چىقاتتى، ئۇلار (يەنى سامىرى ۋە ئۇنىڭ تەۋەلىرى) ئېيتتى: «بۇ سىلەرنىڭ ئىلاھىڭلاردۇر ۋە مۇسانىڭ ئىلاھىدۇر، مۇسا (ئىلاھنى بۇ يەردە) ئۇنتۇپ قېلىپ (ئۇنى ئىزدەپ تۇرسىناغا كەتتى)»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സാമിരി അവര്ക്ക് അതുകൊണ്ട് മുക്രയിടുന്ന ഒരു കാളക്കിടാവിന്റെ രൂപമുണ്ടാക്കിക്കൊടുത്തു. അപ്പോള് അവരന്യോന്യം പറഞ്ഞു: "ഇതാകുന്നു നിങ്ങളുടെ ദൈവം. മൂസയുടെ ദൈവവും ഇതുതന്നെ. മൂസയിതു മറന്നുപോയതാണ്.”
- عربى - التفسير الميسر : فصنع السامري لبني اسرائيل من الذهب عجلا جسدا يخور خوار البقر فقال المفتونون به منهم للاخرين هذا هو الهكم واله موسى نسيه وغفل عنه