- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَعْمَىٰ
- عربى - نصوص الآيات : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
- عربى - التفسير الميسر : ومن تولَّى عن ذكري الذي أذكِّره به فإن له في الحياة الأولى معيشة ضيِّقة شاقة -وإن ظهر أنه من أهل الفضل واليسار-، ويُضيَّق قبره عليه ويعذَّب فيه، ونحشره يوم القيامة أعمى عن الرؤية وعن الحجة.
- السعدى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي } أي: كتابي الذي يتذكر به جميع المطالب العالية، وأن يتركه على وجه الإعراض عنه، أو ما هو أعظم من ذلك، بأن يكون على وجه الإنكار له، والكفر به { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } أي: فإن جزاءه، أن نجعل معيشته ضيقة مشقة، ولا يكون ذلك إلا عذابا.
وفسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر، وأنه يضيق عليه قبره، ويحصر فيه ويعذب، جزاء لإعراضه عن ذكر ربه، وهذه إحدى الآيات الدالة على عذاب القبر. والثانية قوله تعالى: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ } الآية. والثالثة قوله: { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ } والرابعة قوله عن آل فرعون: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا } الآية.
والذي أوجب لمن فسرها بعذاب القبر فقط من السلف، وقصرها على ذلك -والله أعلم- آخر الآية، وأن الله ذكر في آخرها عذاب يوم القيامة. وبعض المفسرين، يرى أن المعيشة الضنك، عامة في دار الدنيا، بما يصيب المعرض عن ذكر ربه، من الهموم والغموم والآلام، التي هي عذاب معجل، وفي دار البرزخ، وفي الدار الآخرة، لإطلاق المعيشة الضنك، وعدم تقييدها. { وَنَحْشُرُهُ } أي: هذا المعرض عن ذكر ربه { يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } البصر على الصحيح، كما قال تعالى: { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا }
- الوسيط لطنطاوي : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
وبعد أن بين - سبحانه - حسن عاقبة من اتبع هداه ، أتبع ذلك ببيان سوء عاقبة من أعرض عن ذكره وطاعته فقال - تعالى - : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي . . . ) .
قوله : ( ضَنكاً ) أى : شديدة الضيق . وكل شىء ضاق فهو ضنك .
وهو مصدر يستوى فيه المذكر والمؤنث ، والواحد والجمع يقال : ضنك - ككرم - عيش فلان ضنكا وضناكة إذا ضاق .
والمعنى أن من اتبع هداى الذى جاءت به رسلى فلن يضل ولن يشقى ، أما من أعرض عن ( ذِكْرِي ) أى : عن هداى الذى جاءت به رسلى ، واشتملت عليه كتبى ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ) .
أى : فإن لهذا المعرض معيشة ضيقة مليئة بالهم والغم والأحزان وسوء العاقبة ، حتى ولو ملك المال الوفير ، والحطام الكثير . . . فإن المعيشة الطيبة لا تكون إلا مع طاعة الله ، وامتثال أمره ، واجتناب نهيه .
قال - تعالى - : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) قال الإمام ابن كثير : قوله - تعالى - : ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ) أى : فى الدنيا فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء ، وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى . فهو فى قلق وحيرة وشك ، فلا يزال فى ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة . . .
وقال سفيان بن عيينة ، عن أبى حازم ، عن أبى سلمة ، عن ابى سعيد فى قوله ( مَعِيشَةً ضَنكاً ) قال : يضيق عليه قبره . حتى تختلف أضلاعه .
والمراد بالعمى فى قوله - سبحانه - : ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القيامة أعمى ) : عمى البصر ، بدليل قوله - تعالى - بعد ذلك : ( قَالَ رَبِّ لِمَ حشرتني أعمى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً ) .
وقوله - سبحانه - فى آية أخرى : ( وَمَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً ) وقيل : المراد بالعمى : هنا أنه لا حجة له يدافع بها عن نفسه ، وقيل : المراد به : العمى عن كل شىء سوى جهنم .
والذى يبدو لنا أن الرأى الأول أقرب إلى الحق ، لأنه هو الظاهر من الآية الكريمة ، ولا قرينة تمنع من إرادة هذا الظاهر .
ويجمع بين هذه الآية وما يشبهها وبين الآيات الأخرى التى تدل على أن الكفار يبصرو ويسمعون ويتكلمون يوم القيامة ، والتى منها قوله - تعالى - : ( أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا . . ) أقول : يجمع بين هذه الآية وما يشبهها ، وبين الآيات الأخرى بوجوه منها : أن عماهم وصممهم فى أول حشرهم ، ثم يرد الله - تعالى - عليهم بعد ذلك أبصارهم وسمعهم ، فيرون النار ، ويسمعون ما يحزنهم .
قال الجمل : قوله : ( أعمى ) حال من الهاء فى نحشره ، والمراد عمى البصر وذلك فى المحشر ، فإذا دخل النار زال عنه عماه ليرى محله وحاله ، فهو أعمى فى حال وبصير فى حال أخرى .
ومنها : تنزيل سمعهم وبصرهم وكلامهم منزلة العدم لعدم انتفاعهم بذلك فقد قال - تعالى - فى شأن المنافقين : ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ) بتنزيل سماعهم وكلامهم وإبصارهم منزلة العدم ، حيث إنهم لم ينتفعوا بهذه الحواس .
- البغوى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
( ومن أعرض عن ذكري ) يعني : القرآن ، فلم يؤمن به ولم يتبعه ، ( فإن له معيشة ضنكا ) ضيقا ، روي عن ابن مسعود ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري أنهم قالوا : هو عذاب القبر . قال أبو سعيد : يضغط حتى تختلف أضلاعه .
وفي بعض المسانيد مرفوعا . " يلتئم عليه القبر حتى تختلف أضلاعه فلا يزال يعذب حتى يبعث " .
وقال الحسن : هو الزقوم والضريع والغسلين في النار .
وقال عكرمة : هو الحرام . وقال الضحاك : هو الكسب الخبيث .
وعن ابن عباس قال : الشقاء . وروي عنه أنه قال : كل مال أعطي العبد قل أم كثر فلم يتق فيه فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة ، وإن أقواما أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين ، فكانت معيشتهم ضنكا ، وذلك أنهم يرون أن الله ليس بمخلف عليهم فاشتدت عليهم معايشهم من سوء ظنهم بالله .
قال سعيد بن جبير : يسلبه القناعة حتى لا يشبع .
( ونحشره يوم القيامة أعمى ) قال ابن عباس : أعمى البصر وقال مجاهد أعمى عن الحجة .
- ابن كثير : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
( ومن أعرض عن ذكري ) أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ( فإن له معيشة ضنكا ) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره [ ضيق ] حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ، ولبس ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى ، فهو في قلق وحيرة وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد . فهذا من ضنك المعيشة .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : الشقاء .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : كل مال أعطيته عبدا من عبادي ، قل أو كثر ، لا يتقيني فيه ، فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة . ويقال : إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق ، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين ، فكانت معيشتهم ضنكا; [ و ] ذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم ، من سوء ظنهم بالله والتكذيب ، فإذا كان العبد يكذب بالله ، ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك .
وقال الضحاك : هو العمل السيئ ، والرزق الخبيث ، وكذا قال عكرمة ، ومالك بن دينار .
وقال سفيان بن عيينة ، عن أبي حازم ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد في قوله : ( معيشة ضنكا ) قال : يضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه فيه . قال أبو حاتم الرازي : النعمان بن أبي عياش يكنى أبا سلمة .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا عبد الله ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " ضمة القبر " الموقوف أصح .
وقال ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج أبو السمح ، عن ابن حجيرة - اسمه عبد الرحمن - عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن في قبره في روضة خضراء ، ويرحب له في قبره سبعون ذراعا ، وينور له قبره كالقمر ليلة البدر ، أتدرون فيم أنزلت هذه الآية : ( فإن له معيشة ضنكا ) ؟ أتدرون ما المعيشة الضنك؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : عذاب الكافر في قبره ، والذي نفسي بيده ، إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، أتدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية ، لكل حية سبعة رؤوس ، ينفخون في جسمه ، ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون " . .
رفعه منكر جدا .
وقال البزار : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي ، حدثنا محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، [ عن أبي حجيرة ] عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " المعيشة الضنك الذي قال الله تعالى : أنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ، ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة " .
وقال أيضا : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " عذاب القبر " . إسناد جيد .
وقوله : ( ونحشره يوم القيامة أعمى ) قال مجاهد ، وأبو صالح ، والسدي : لا حجة له .
وقال عكرمة : عمي عليه كل شيء إلا جهنم .
ويحتمل أن يكون المراد : أنه يحشر أو يبعث إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا ، كما قال تعالى : ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ) [ الإسراء :
- القرطبى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
ومن أعرض عن ذكري أي ديني ، وتلاوة كتابي ، والعمل بما فيه . وقيل : عما أنزلت من الدلائل . ويحتمل أن يحمل الذكر على الرسول ؛ لأنه كان منه الذكر . فإن له معيشة ضنكا أي عيشا ضيقا ؛ يقال : منزل ضنك وعيش ضنك يستوي فيه الواحد والاثنان والمؤنث والجمع ؛ قال عنترة :
إن يلحقوا أكرر وإن يستلحموا أشدد وإن يلفوا بضنك أنزل
وقال أيضا :
إن المنية لو تمثل مثلت مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل
وقرئ ( ضنكى ) على وزن فعلى : ومعنى ذلك أن الله - عز وجل - جعل مع الدين التسليم والقناعة والتوكل عليه وعلى قسمته ، فصاحبه ينفق مما رزقه الله - - عز وجل - - بسماح وسهولة ويعيش عيشا رافعا ؛ كما قال الله تعالى : فلنحيينه حياة طيبة . والمعرض عن الدين مستول عليه الحرص الذي لا يزال يطمح به إلى الازدياد من الدنيا ، مسلط عليه الشح ، الذي يقبض يده عن الإنفاق ، فعيشه ضنك ، وحاله مظلمة ، كما قال بعضهم : لا يعرض أحد عن ذكر ربه إلا أظلم عليه وقته وتشوش عليه رزقه ، وكان في عيشة ضنك . وقال عكرمة : ضنكا كسبا حراما . الحسن : طعام الضريع والزقوم . وقول رابع وهو الصحيح أنه عذاب القبر ؛ قاله أبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود ، ورواه أبو هريرة مرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ذكرناه في كتاب التذكرة ؛ قال أبو هريرة : يضيق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، وهو المعيشة الضنك .
ونحشره يوم القيامة أعمى قيل أعمى في حال وبصيرا في حال ؛ وقد تقدم في آخر ( سبحان ) وقيل : أعمى عن الحجة ؛ قاله مجاهد . وقيل : أعمى عن جهات الخير ، لا يهتدي لشيء منها . وقيل : عن الحيلة في دفع العذاب عن نفسه ، كالأعمى الذي لا حيلة له فيما لا يراه .
- الطبرى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)
يقول تعالى ذكره ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ) الذي أذكره به فتولى عنه ولم يقبله ولم يستجب له، ولم يتعظ به فينـزجر عما هو عليه مقيم من خلافه أمر ربه ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) يقول: فإن له معيشة ضيقة، والضنك من المنازل والأماكن والمعايش: الشديد، يقال: هذا منـزل ضنك: إذا كان ضيقا، وعيش ضنك: الذكر والأنثى والواحد والاثنان والجمع بلفظ واحد; ومنه قول عنترة:
وإنْ نـزلُوا بضَنْك أنـزل (2)
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) يقول: الشقاء.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (ضَنْكا) قال: ضيقة.
حدثنا الحسن، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قَتادة، في قوله ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: الضنك: الضيق.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهد، في قوله ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) يقول: ضيقة.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.
واختلف أهل التأويل في الموضع الذي جعل الله لهؤلاء المعرضين عن ذكره العيشة الضنك، والحال التي جعلهم فيها، فقال بعضهم: جعل ذلك لهم في الآخرة في جهنم، وذلك أنهم جعل طعامهم فيها الضريع والزقوم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو بن عليّ بن مقدم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عوف، عن الحسن، في قوله: ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: في جهنم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) فقرأ حتى بلغ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ قال: هؤلاء أهل الكفر، قال: ومعيشة ضنكا في النار شوك من نار وزقوم وغسلين، والضريع: شوك من نار، وليس في القبر ولا في الدنيا معيشة، ما المعيشة والحياة إلا في الآخرة، وقرأ قول الله عزّ وجلّ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي قال: لمعيشتي ، قال: والغسلين والزقوم: شيء لا يعرفه أهل الدنيا.
حدثنا الحسن، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: في النار.
وقال آخرون: بل عنى بذلك: فإن له معيشة في الدنيا حراما قال: ووصف الله جلّ وعزّ معيشتهم بالضنك، لأن الحرام وإن اتسع فهو ضنك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عكرمة في قوله: ( مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: هي المعيشة التي أوسع الله عليه من الحرام.
حدثني داود بن سليمان بن يزيد المكتب من أهل البصرة، قال: ثنا عمرو بن جرير البجلي، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم في قول الله ( مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: رزقا في معصيته.
حدثني عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا يعلى بن عبيد، قال: ثنا أبو بسطام، عن الضحاك ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: الكسب الخبيث.
حدثني محمد بن إسماعيل الصراري، قال: ثنا محمد بن سوار، قال: ثنا أبو اليقظان عمار بن محمد، عن هارون بن محمد التيمي، عن الضحاك، في قوله ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: العمل الخبيث، والرزق السيئ.
وقال آخرون ممن قال عنى أن لهؤلاء القوم المعيشة الضنك في الدنيا، إنما قيل لها ضنك وإن كانت واسعة، لأنهم ينفقون ما ينفقون من أموالهم على تكذيب منهم بالخلف من الله، وإياس من فضل الله، وسوء ظنّ منهم بربهم، فتشتدّ لذلك عليهم معيشتهم وتضيق.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) يقول: كلّ مال أعطيته عبدا من عبادي قلّ أو كثر، لا يتقيني فيه، لا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة. ويقال: إن قوما ضُلالا أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين، فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم كانوا يرون أن الله عزّ وجل ليس بمخلف لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله، والتكذيب به، فإذا كان العبد يكذّب بالله، ويسيء الظنّ به، اشتدّت عليه معيشته، فذلك الضنك.
وقال آخرون: بل عنى بذلك: أن ذلك لهم في البرزخ، وهو عذاب القبر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يزيد بن مخلد الواسطي، قال: ثنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدريّ، قال في قول الله ( مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: عذاب القبر.
حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخُدري، قال: إن المعيشة الضنك، التي قال الله: عذاب القبر.
حدثني حوثرة بن محمد المنقري، قال: ثنا سفيان، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخُدريّ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا أبي وشعيب بن الليث، عن الليث، قال: ثنا خالد بن زيد، عن ابن أبي هلال، عن أبي حازم، عن أبي سعيد، أنه كان يقول: المعيشة الضنك: عذاب القبر، إنه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتخدش لحمه حتى يُبعث، وكان يقال: لو أن تنينا منها نفخ الأرض لم تنبت زرعا.
حدثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: يطبق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، وهي المعيشة الضنك التي قال الله ( مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ).
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح والسديّ، في قوله ( مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: عذاب القبر.
حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: عذاب القبر.
حدثني عبد الرحمن بن الأسود، قال: ثنا محمد بن ربيعة، قال: ثنا أبو عُمَيس، عن عبد الله بن مخارق عن أبيه، عن عبد الله، في قوله ( مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: عذاب القبر.
حدثني عبد الرحيم البرقيّ، قال: ثنا ابن أبي مَريم، قال: ثنا محمد بن جعفر وابن أبي حازم، قالا ثنا أبو حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدريّ( مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: عذاب القبر.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: هو عذاب القبر الذي حدثنا به أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: ثنا عمي عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن ابن حُجَيرة عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أتَدْرُونَ فِيمَ أُنـزلتْ هَذِهِ الآيَة ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) أتَدْرُونَ مَا المعيشَةُ الضَّنْكُ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: عَذَابُ الكافرِ فِي قَبْرِهِ، والَّذِي نَفْسِي بَيَدِهِ أنَّه لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينا، أتَدْرُونَ ما التِّنِينُ: تسْعَةٌ وَتسْعُونَ حَيَّه، لكلّ حَيَّه سَبْعَةُ رُءُوسٍ، يَنْفُخُونَ فِي جِسْمِهِ وَيَلْسَعُونَهُ وَيخْدِشُونَهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ ".
وإن الله تبارك وتعالى اتبع ذلك بقوله: وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى فكان معلوما بذلك أن المعيشة الضنك التي جعلها الله لهم قبل عذاب الآخرة، لأن ذلك لو كان في الآخرة لم يكن لقوله: وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى معنى مفهوم، لأن ذلك إن لم يكن تقدّمه عذاب لهم قبل الآخرة، حتى يكون الذي في الآخرة أشدّ منه، بطل معنى قوله وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ، فإذ كان ذلك كذلك، فلا تخلو تلك المعيشة الضنك التي جعلها الله لهم من أن تكون لهم في حياتهم الدنيا، أو في قبورهم قبل البعث، إذ كان لا وجه لأن تكون في الآخرة لما قد بيَّنا، فإن كانت لهم في حياتهم الدنيا، فقد يجب أن يكون كلّ من أعرض عن ذكر الله من الكفار، فإن معيشته فيها ضنك، وفي وجودنا كثيرا منهم أوسع معيشة من كثير من المقبلين على ذكر الله تبارك وتعالى، القائلين له المؤمنين في ذلك، ما يدلّ على أن ذلك ليس كذلك، وإذ خلا القول في ذلك من هذين الوجهين صحّ الوجه الثالث، وهو أن ذلك في البرزخ.
وقوله ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) اختلف أهل التأويل في صفة العمى الذي ذكر الله في هذه الآية، أنه يبعث هؤلاء الكفار يوم القيامة به، فقال بعضهم: ذلك عمى عن الحجة، لا عمى عن البصر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا سفيان الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) قال: ليس له حجة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) قال: عن الحجة.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله، وقيل: يحشر أعمى البصر.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك ما قال الله تعالى ذكره، وهو أنه يحشر أعمى عن الحجة ورؤية الشيء كما أخبر جلّ ثناؤه، فعمّ ولم يخصص.
---------------
الهوامش:
(2) هذا جزء من عجز بيت لعنترة بن عمرو بن شداد العبسي ( مختار الشعر الجاهلي طبعة الحلبي ، شرح مصطفى السقا ، ص 388 ) والبيت بتمامه هو :
إنْ يُلْحَــقُوا أكْــرُرْ وإنْ يُسْـتَلْحَمُوا
أشْــدُدْ وإنْ يُلْفَــوا بضَنْـكٍ أنْـزِل
وفي ( اللسان : ضنك ) : الضنك : الضيق من كل شيء ، الذكر والأنثى فيه سواء . ومعيشة ضنك : ضيقة . وفي التزيل : ( فإن له معيشة ضنكا) أي غير حلال .
- ابن عاشور : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القيامة أعمى * قَالَ رَبِّ لِمَ حشرتنى أعمى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كذلك أَتَتْكَ آياتنا فَنَسِيتَهَا وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بھايات رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الاخرة أَشَدُّ وأبقى } على الأمر بالهبوط من الجنة إلى الدنيا إنباءٌ بأنهم يستقبلون في هذه الدنيا سيرة غير التي كانوا عليها في الجنة لأنّهم أُودِعوا في عالَم خليط خيره بشرّه ، وحقائقه بأوهامه ، بعد أن كانوا في عالم الحقائق المحضة والخير الخالص ، وفي هذا إنباء بطور طرأ على أصل الإنسان في جبلته كان مُعَدّاً له من أصل تركيبه .
والخطاب في قوله { يَأتِيَنَّكُم } لآدم باعتبار أنه أصل لنوع الإنسان إشعاراً له بأنه سيكون منه جماعة ، ولا يشمل هذا الخطاب إبليس لأنه مفطور على الشر والضلال إذ قد أنبأه الله بذلك عند إبايته السجود لآدم ، فلا يكلفه الله باتباع الهدى ، لأن طلب الاهتداء ممن أعلمه الله بأنه لا يزال في ضلال يعد عبثاً ينزه عنه فعل الحكيم تعالى . وليس هذا مثلَ أمر أبي جهل وأضرابه بالإسلام إذ أمثال أبي جهل لا يوقَن بأنهم لا يؤمنون ، ولم يرد في السنّة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الشيطان للإسلام ولا دعا الشياطين ، وأما الحديث الذي رواه الدارَقطني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما منكم من أحد إلا وقد وُكل به قرينه من الجنّ ، قالوا : وإياك يا رسول الله؟ قال : وإياي ولكن الله أعانني فأسْلَمَ » فلا يقتضي أنه دعاه للإسلام ولكن الله ألهم قرينه إلى أن يأمره بالخير ، والمراد بالقرين : شيطان قرين ، والمراد بالهدى : الإرشاد إلى الخير .
- إعراب القرآن : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
«وَمَنْ» الواو عاطفة ومن اسم شرط جازم مبتدأ «أَعْرَضَ» ماض في محل جزم فعل الشرط فاعله مستتر «عَنْ ذِكْرِي» متعلقان بأعرض «فَإِنَّ» الفاء رابطة للجواب إن حرف مشبه بالفعل «لَهُ» متعلقان بالخبر المقدم «مَعِيشَةً» اسمها المؤخر «ضَنْكاً» صفة والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ وجملة من .. إلخ معطوفة على جملة جواب الشرط المتقدم ومحلها الجزم مثلها «وَنَحْشُرُهُ» الواو استئنافية ونحشر مضارع فاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة مستأنفة «يَوْمَ» ظرف زمان «الْقِيامَةِ» مضاف إليه والظرف متعلق بنحشره «أَعْمى » حال
- English - Sahih International : And whoever turns away from My remembrance - indeed he will have a depressed life and We will gather him on the Day of Resurrection blind"
- English - Tafheem -Maududi : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ(20:124) and whoso will turn away from My Admonition, he shall have a wretched life *105 in the world, and We shall raise him up blind on the Day of Resurrection. " *106
- Français - Hamidullah : Et quiconque se détourne de Mon Rappel mènera certes une vie pleine de gêne et le Jour de la Résurrection Nous l'amènerons aveugle au rassemblement
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wer sich aber von Meiner Ermahnung abwendet der wird ein beengtes Leben fuhren und Wir werden ihn am Tag der Auferstehung blind zu den anderen versammeln
- Spanish - Cortes : Pero quien no siga Mi Amonestación llevará una existencia miserable y le resucitaremos ciego el día de la Resurrección
- Português - El Hayek : Em troca quem desdenhar a Minha Mensagem levará uma mísera vida e cego congregáloemos no Dia daRessurreição
- Россию - Кулиев : А кто отвернется от Моего Напоминания того ожидает тяжкая жизнь а в День воскресения Мы воскресим его слепым
- Кулиев -ас-Саади : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
А кто отвернется от Моего Напоминания, того ожидает тяжкая жизнь, а в День воскресения Мы воскресим его слепым».Небесное Писание напоминает людям о самой заветной цели, и если человек отворачивается от него или вообще отказывается уверовать в него, то его дерзость оборачивается для него наказанием. Комментаторы считали, что под жизнью, проведенной в тяготах, подразумеваются мучения в могиле, которая будет стеснять и сжимать мученика. Этот аят является одним из нескольких откровений, которые свидетельствуют об истинности наказания в могиле. Всевышний сказал: «Если бы ты видел беззаконников, когда они оказываются в предсмертной агонии, и ангелы простирают к ним свои руки: “Отдайте свои души! Сегодня вам воздадут унизительными мучениями за то, что вы говорили об Аллахе неправду и превозносились над Его знамениями”» (6:93); «Но помимо величайших мучений Мы непременно дадим им вкусить меньшие мучения» (32:21); «Аллах защитил его от зла того, что они замыслили, а род Фараона окружили (или поразили) скверные мучения - Огонь, в который их ввергают утром и после полудня. А в День наступления Часа подвергните род Фараона самым жестоким мучениям!» (40:45–46). Все эти аяты свидетельствуют о правдивости наказания в могиле. Что же касается обсуждаемого нами аята, то, скорее всего, праведные предки истолковывали его подобным образом, потому что он заканчивается упоминанием о наказании в День воскресения. А лучше всего об этом известно Аллаху. Некоторые толкователи считали, что тяжкая жизнь людей, которые отворачиваются от напоминания Аллаха, складывается из забот, печалей, трудностей и страданий на земле, а также мучений в могиле и в День воскресения. При этом они обосновывали свои утверждения тем, что Аллах не связал тяготы с определенным этапом человеческой жизни. Затем Всевышний Аллах поведал о том, что неверные в Судный день будут лишены зрения. По этому поводу в Коране сказано: «В День воскресения Мы соберем их лежащими ничком, слепыми, немыми, глухими» (17:97).
- Turkish - Diyanet Isleri : Benim Kitap'ımdan yüz çeviren bilsin ki onun dar bir geçimi olur ve kıyamet günü de onu kör olarak haşrederiz
- Italiano - Piccardo : Chi si sottrae al Mio Monito avrà davvero vita miserabile e sarà resuscitato cieco nel Giorno della Resurrezione
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوهیش ڕوو وهربگێرێت له بهرنامه و یادی من پشتی تێ بکات بێگومان بۆ ئهو جۆره کهسانه ژیانێکی ترش و تاڵ و ناخۆش پێش دێت له ڕۆژی قیامهتیشدا بهکوێری حهشری دهکهین
- اردو - جالندربرى : اور جو میری نصیحت سے منہ پھیرے گا اس کی زندگی تنگ ہوجائے گی اور قیامت کو ہم اسے اندھا کرکے اٹھائیں گے
- Bosanski - Korkut : A onaj ko okrene glavu od Knjige Moje taj će teškim životom živjeti i na Sudnjem danu ćemo ga slijepim oživiti
- Swedish - Bernström : Men den som vänder ryggen åt Mig [och Mina budskap] skall få ett eländigt liv och på Uppståndelsens dag skall Vi låta honom stiga fram blind"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan barangsiapa berpaling dari peringatanKu maka sesungguhnya baginya penghidupan yang sempit dan Kami akan menghimpunkannya pada hari kiamat dalam keadaan buta"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
(Dan barang siapa berpaling dari peringatan-Ku) yakni Alquran, yaitu dia tidak beriman kepadanya (maka sesungguhnya baginya penghidupan yang sempit) lafal Dhankan ini merupakan Mashdar artinya sempit. Ditafsirkan oleh sebuah hadis, bahwa hal ini menunjukkan tentang diazabnya orang kafir di dalam kuburnya (dan Kami akan mengumpulkannya) orang yang berpaling dari Alquran (pada hari kiamat dalam keadaan buta") penglihatannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এবং যে আমার স্মরণ থেকে মুখ ফিরিয়ে নেবে তার জীবিকা সংকীর্ণ হবে এবং আমি তাকে কেয়ামতের দিন অন্ধ অবস্থায় উত্থিত করব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "எவன் என்னுடைய உபதேசத்தைப் புறக்கணிக்கிறானோ நிச்சயமாக அவனுக்கு நெருக்கடியான வாழ்க்கையே இருக்கும்; மேலும் நாம் அவனை கியாம நாளில் குருடனாவே எழுப்புவோம்" என்று கூறினான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และผู้ใดผินหลังจากการรำลึกถึงข้า แท้จริงสำหรับเขาคือ การมีชีวิตอยู่อย่างคับแค้น และเราจะให้เขาฟื้นคืนชีพในวันกิยามะฮ์ในสภาพของคนตาบอด”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ким Менинг зикримдан юз ўгирса албатта унга торчилик ҳаёти бўлур ва қиёмат куни уни кўр ҳолида тирилтирурмиз деди
- 中国语文 - Ma Jian : 谁违背我的教诲,谁必过窘迫的生活,复活日我使他在盲目的情况下被集合。
- Melayu - Basmeih : "Dan sesiapa yang berpaling ingkar dari ingatan dan petunjukKu maka sesungguhnya adalah baginya kehidupan yang sempit dan Kami akan himpunkan dia pada hari kiamat dalam keadaan buta"
- Somali - Abduh : ruuxisa ka jeedsada xuskeyga Quraanka waxaa u sugnaaday nolol cidhiidhi ah waxaana soo kulminaynaa maalinta qiyaame isagoo arag La'
- Hausa - Gumi : "Kuma wanda ya bijire daga ambatõNa Alƙur'ãni to lalle ne rãyuwa mai ƙunci ta tabbata a gare shi kuma Munã tãyar da shi a Rãnar ¡iyãma yanã makãho"
- Swahili - Al-Barwani : Na atakaye jiepusha na mawaidha yangu basi kwa yakini atapata maisha yenye dhiki na Siku ya Kiyama tutamfufua hali ya kuwa kipofu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E ai që shmanget nga Libri Im ai do të ketë jetë të vështirë dhe Na në Ditën e Kijametit do ta ringjallim të verbër atë
- فارسى - آیتی : و هر كس كه از ياد من اعراض كند، زندگيش تنگ شود و در روز قيامت نابينا محشورش سازيم.
- tajeki - Оятӣ : Ва ҳар кас, ки аз ёди Ман рӯй гардонад, зиндагиаш танг шавад ва дар рӯзи қиёмат нобино зиндааш созем».
- Uyghur - محمد صالح : كىمكى مېنىڭ زىكرىمدىن يۈز ئۆرۈيدىكەن، ئۇنىڭ ھاياتى تار (يەنى خاتىرجەمسىز) بولىدۇ، قىيامەت كۈنى ئۇنى بىز كور قوپۇرىمىز»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എന്റെ ഉദ്ബോധനത്തെ അവഗണിക്കുന്നവന്ന് ഈ ലോകത്ത് ഇടുങ്ങിയ ജീവിതമാണുണ്ടാവുക. പുനരുത്ഥാനനാളില് നാമവനെ കണ്ണുപൊട്ടനായാണ് ഉയിര്ത്തെഴുന്നേല്പിക്കുക.
- عربى - التفسير الميسر : ومن تولى عن ذكري الذي اذكره به فان له في الحياه الاولى معيشه ضيقه شاقه وان ظهر انه من اهل الفضل واليسار ويضيق قبره عليه ويعذب فيه ونحشره يوم القيامه اعمى عن الرويه وعن الحجه
*105) "Wretched life in this world" does not mean a life of poverty. It means that such a one shall be deprived of the peace of mind, even though he may be a millionaire or the ruler of a vast empire, for the one, who will turn away from the "Admonition", will win all the worldly successes by unlawful means and, therefore, will always be suffering from pangs of a guilty conscience and deprived of the peace of mind and real happiness.
*106) Here the story of Prophet Adam ends. In the light of this part of the story which has been related here and at other places in the Qur'an, I have come to the conclusion (and correct knowledge is with Allah alone) that the "vicegerency of the Earth" was the same as was initially bestowed on Adam in the Garden, which might have been created in the heavens or on this Earth. Anyhow the vicegerent of Allah was supplied gratis with all the necessities of life and the angels were placed under his command for service. This was to enable him to discharge the high and noble obligations of vicegerency, without any worry about the procurement of the necessities of life. But in order to make hire permanent in this office, it was necessary to put him to a test so that all his capabilities, excellences and weaknesses might be known. Accordingly, he had to take his test in which some of his weaknesses came to the surface: he was prone to be seduced by greed and temptation: he did not remain firm in obedience: he was capable of forgetfulness. That is why he was given the "vicegerency" as a trial in the Earth for a fixed term up to the Day of Judgment. During this period of trial, he had himself to make arrangements for the necessities of life though he was allowed to exploit all the resources of the Earth and to rule over other creatures. The trial is this: does he or does he not obey his Lord in spite of having the power to obey or not to obey? And if he forgets or is seduced by greed, dces he or dces he not repent through warning and admonition, when he realizes his error? At the same time, his Lord has warned him that a full and perfect record of all his deeds and misdeeds is being kept, and that he shall be judged on the Day of Reckoning in accordance with it. Those who will come out successful will be given permanent vicegerency and that eternal life and everlasting kingdom by which Satan seduced . him. The righteous servants will become the heirs to the Garden, if they had obeyed their Lord or repented after "forgetfulness". It should also be noted well that life in the Garden will not merely be to "eat, drink and be merry", but there will be such higher things to achieve as no human being can conceive in this world. That is why only those blessings of the Garden have been mentioned in the Qur'an which can be comprehended by human beings in this world.
It will be worth while to make a comparative study of the account of Adam and Eve as given in the Qur'an with that given in the Bible. According to Genesis:
"And the Lord God formed man of the dust of the ground, and breathed into his nostrils the breath of life; and man became a living soul. And the Lord God planted a garden eastward in Eden; and there he put the tnan whom he had formed. And out of the ground made the Lord God to grow every tree....the tree of life....and the tree of knowledge of good and evil....And the Lord God commanded the man, saying, Of every tree of the garden thou mayst freely eat: But of the tree of the knowledge of good and evil, thou shalt not eat of it: for in the day that thou eatest thereof thou shalt surely die .... And the rib, which the Lord God had taken from tnan, made he a woman, and brought her unto the man.... And they were both naked, the man and his wife, and were not ashamed." (2:725). "Now the serpent was more subtle than any beast of the field which the Lord God had made. And he said unto the woman, Yea, hath God said, Ye shall not eat of every tree of the garden?.... And the serpent said unto the woman, Ye shall not surely die: For God doth know that in the day ye eat thereof, then your eyes shall be opened, and ye shall be as gods, knowing good and evil....she took of the fruit thereof, and did eat, and gave also unto her husband with her; and he did eat. And the eyes of them both were opened, and they knew that they were naked; and they sewed fig leaves together, and made themselves aprons. And they heard the voice of the Lord God walking in the garden in the cool of the day: and Adam and wife hid themselves from the presence of the Lord God amongst the trees of the garden. And the Lord God called unto Adam, and said unto him, Where art thou? And he said, I heard Thy voice in the garden, and I was afraid, because I was naked; and I hid myself. And He said, who told thee that thou west naked? Hast thou eaten, whereof I commanded thee that thou shouldest not eat? And the man said, The woman whom thou gayest to be with me, she gave me of the tree, and I did eat...........And the woman said, the serpent beguiled me, and I did eat. And the Lord God said unto the serpent, Because thou hast done this, thou art cursed above all cattle, and above every blast of the field; upon thy belly shalt thou go, and dust shalt thou eat all the days of thy life: And I will put enmity between thee and the woman, and between thy seed and her seed; it shall bruise thy head, and thou shalt bruise his heel. Unto the woman he said, 1 will greatly multiply thy sorrow and thy conception; in sorrow thou shah bring forth children; and thy desire shall be to thy husband, and he shall rule over thee. And unto Adam he said, Because thou hast hearkened unto the voice of thy wife, and hast eaten of the tree, of which 1 commanded thee, saying, Thou shalt not eat of it: cursed is the ground for thy sake; in sorrow shalt thou eat of it all the days of thy life:.... In the sweat of thy face shalt thou eat bread. Unto Adam also and to his wife did the Lord God make coats of skins, and clothed them. And the Lord God said, Behold, the man is become as one of us, to know good and evil: and now, lest he put forth his hand, and take also of the tree of life, and eat, and live for ever: Therefore the Lord God sent him forth from the garden of Eden, to till the ground from whence he was taken." (3 :1-23).
It is obvious that the Bible has not done justice to Adam and Eve, nay, even to God Himself. On the other hand, the account given in the Qur'an is itself a clear proof that the stories given in it have not been copied from the Bible; for the Qur'an not only corroborates those parts of the Bible which have remained untampered but also corrects its wrong statements.