- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْـَٔلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَٱلْعَٰقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
- عربى - نصوص الآيات : وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ۖ لا نسألك رزقا ۖ نحن نرزقك ۗ والعاقبة للتقوى
- عربى - التفسير الميسر : وَأْمُرْ - أيها النبي - أهلك بالصلاة، واصطبر على أدائها، لا نسألك مالا، نحن نرزقك ونعطيك. والعاقبة الصالحة في الدنيا والآخرة لأهل التقوى.
- السعدى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
أي: حث أهلك على الصلاة، وأزعجهم إليها من فرض ونفل. والأمر بالشيء، أمر بجميع ما لا يتم إلا به، فيكون أمرا بتعليمهم، ما يصلح الصلاة ويفسدها ويكملها.
{ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } أي: على الصلاة بإقامتها، بحدودها وأركانها وآدابها وخشوعها، فإن ذلك مشق على النفس، ولكن ينبغي إكراهها وجهادها على ذلك، والصبر معها دائما، فإن العبد إذا أقام صلاته على الوجه المأمور به، كان لما سواها من دينه أحفظ وأقوم، وإذا ضيعها كان لما سواها أضيع، ثم ضمن تعالى لرسوله الرزق، وأن لا يشغله الاهتمام به عن إقامة دينه، فقال: { نَحْنُ نَرْزُقُكَ } أي: رزقك علينا قد تكفلنا به، كما تكفلنا بأرزاق الخلائق كلهم، فكيف بمن قام بأمرنا، واشتغل بذكرنا؟! ورزق الله عام للمتقي وغيره، فينبغي الاهتمام بما يجلب السعادة الأبدية، وهو: التقوى، ولهذا قال: { وَالْعَاقِبَةُ } في الدنيا والآخرة { لِلتَّقْوَى } التي هي فعل المأمور وترك المنهي، فمن قام بها، كان له العاقبة، كما قال تعالى { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }
- الوسيط لطنطاوي : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
ثم كلف الله - تعالى - رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر أهل بيته بالمداومة على إقامة الصلاة فقال : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة واصطبر عَلَيْهَا ) .
والمراد بأهل بيته - صلى الله عليه وسلم - أزواجه وبناته : وقيل : ما يشملهم ويشمل معهم جميع المؤمنين من بنى هاشم . وقيل المراد بهم : جميع أتباعه من أمته .
أى : وأمر - أيها الرسول الكريم - أهل بيتك بالمداومة على إقامة الصلاة بخشوع وإخلاص واطمئنان ، واصطبر على تكاليفها ومشاقها ، وعلى إقامتها كاملة غير منقوصة ، وعلى تحقيق آثارها الطيبة فى نفسك .
وقد ساق بعض المفسرين عن تفسيره لهذه الآية أحاديث منها ما أخرجه البيهقى عن عبد الله بن سلام قال : كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة ، وتلا هذه الآية : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة ) .
وأخرج مالك والبيهقى عن أسلم قال : كان عمر بن الخطاب يصلى من الليل ما شاء الله - تعالى - أن يصلى حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول لهم : الصلاة ، الصلاة ويتلو هذه الآية . . .
وقوله - سبحانه - ( لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ والعاقبة للتقوى ) تشجيع وتحريض للمؤمنين على إقامة الصلاة ، ودفع لما يتوهمه البعض من أن المداومة على إقامة الصلاة قد تشغل الإنسان عن السعى فى طلب المعاش .
أى : مر - أيها الرسول الكريم - أهلك بالمداومة على الصلاة ، واصطبر على تكاليفها ، فهذه الصلاة هى من أركان العبادات التى خلقك الله وخلق عباده من أجلها ، ولا يصح أن يشغلكم عنها أى شاغل من سعى فى طلب الرزق أو غيره ، فنحن لا نكلفكم أن ترزقوا أنفسكم أو غيركم ، وإنما نحن الذين نرزقكم ونرزق الخلق جميعا قال - تعالى - : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا . . . ) وقال - سبحانه - : ( وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السميع العليم ) وقوله ( والعاقبة للتقوى ) أى : والعاقبة الحميدة لأهل التقوى والخشية من الله - تعالى - الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة .
روى الترمذى وابن ماجه عن أبى هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يقول الله - تعالى : " يا بان آدم . تفرغ لعبادتى ، املأ صدرك غنى ، وأسد فقرك ، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ، ولم أسد فقرك " " .
وروى ابن ماجه عن زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من كانت الدنيا همه ، فرق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له . ومن كان الآخرة نيته ، جمع له أمره ، وجعل غناه فى قلبه ، وأتته الدنيا وهى راغمة " .
- البغوى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
( وأمر أهلك بالصلاة ) أي : قومك . وقيل : من كان على دينك ، كقوله تعالى : " وكان يأمر أهله بالصلاة " ( مريم : 55 ) ، ( واصطبر عليها ) أي اصبر على الصلاة ، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر .
( لا نسألك رزقا ) لا نكلفك أن ترزق أحدا من خلقنا ، ولا أن ترزق نفسك وإنما نكلفك عملا ( نحن نرزقك والعاقبة ) الخاتمة الجميلة المحمودة ، ( للتقوى ) أي لأهل التقوى . قال ابن عباس : الذين صدقوك واتبعوك واتقوني .
وفي بعض المسانيد أن النبي صلى الله عليه وسلم : " كان إذا أصاب أهله ضر أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية .
- ابن كثير : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
وقوله : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) أي : استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة ، واصطبر أنت على فعلها كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) [ التحريم : 6 ] .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب كان يبيت عنده أنا ويرفأ ، وكان له ساعة من الليل يصلي فيها ، فربما لم يقم فنقول : لا يقوم الليلة كما كان يقوم ، وكان إذا [ استيقظ أقام ] - يعني أهله - وقال : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) .
وقوله : ( لا نسألك رزقا نحن نرزقك ) يعني إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب ، كما قال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) [ الطلاق : 2 ، 3 ] ، وقال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) [ الذاريات : 56 - 58 ] ولهذا قال : ( لا نسألك رزقا نحن نرزقك ) وقال الثوري : ( لا نسألك رزقا ) أي : لا نكلفك الطلب . وقال ابن أبي حاتم [ أيضا ] حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا حفص بن غياث ، عن هشام ، عن أبيه; أنه كان إذا دخل على أهل الدنيا ، فرأى من دنياهم طرفا فإذا رجع إلى أهله ، فدخل الدار قرأ : ( ولا تمدن عينيك ) إلى قوله : ( نحن نرزقك ) ثم يقول : الصلاة الصلاة ، رحمكم الله .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني ، حدثنا سيار ، حدثنا جعفر ، عن ثابت قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه خصاصة نادى أهله : " يا أهلاه ، صلوا ، صلوا " . قال ثابت : وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة .
وقد روى الترمذي وابن ماجه ، من حديث عمران بن زائدة ، عن أبيه ، عن أبي خالد الوالبي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى ، وأسد فقرك ، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك " .
وروى ابن ماجه من حديث الضحاك ، عن الأسود ، عن ابن مسعود : سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : " من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله هم دنياه . ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك " .
وروي أيضا من حديث شعبة ، عن عمر بن سليمان عن عبد الرحمن بن أبان ، عن أبيه ، عن زيد بن ثابت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له . ومن كانت الآخرة نيته ، جمع له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة " .
( والعاقبة للتقوى ) أي : وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة ، وهي الجنة ، لمن اتقى الله .
وفي الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع وأنا أتينا برطب [ من رطب ] ابن طاب ، فأولت ذلك أن العاقبة لنا في الدنيا والرفعة وأن ديننا قد طاب " .
- القرطبى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
قوله تعالى : وأمر أهلك بالصلاة أمره تعالى بأن يأمر أهله بالصلاة ويمتثلها معهم ، ويصطبر عليها ويلازمها . وهذا خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويدخل في عمومه جميع أمته ؛ وأهل بيته على التخصيص . وكان - عليه السلام - بعد نزول هذه الآية يذهب كل صباح إلى بيت فاطمة وعلي - رضوان الله عليهما - فيقول : الصلاة . ويروى أن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - كان إذا رأى شيئا من أخبار السلاطين وأحوالهم بادر إلى منزله فدخله ، وهو يقرأ ولا تمدن عينيك الآية إلى قوله : وأبقى ثم ينادي بالصلاة : الصلاة يرحمكم الله ؛ ويصلي . وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوقظ أهل داره لصلاة الليل ويصلي وهو يتمثل بالآية .
قوله تعالى : لا نسألك رزقا أي لا نسألك أن ترزق نفسك وإياهم ، وتشتغل عن الصلاة بسبب الرزق ، بل نحن نتكفل برزقك وإياهم ، فكان - عليه السلام - إذا نزل بأهله ضيق أمرهم بالصلاة . وقد قال الله تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق .
قوله تعالى : والعاقبة للتقوى أي الجنة لأهل التقوى ؛ يعني العاقبة المحمودة . وقد تكون لغير التقوى عاقبة ولكنها مذمومة فهي كالمعدومة .
- الطبرى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
القول في تأويل قوله تعالى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وأمُرْ) يا محمد ( أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) يقول: واصطبر على القيام بها، وأدائها بحدودها أنت ( لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ) يقول: لا نسألك مالا بل نكلفك عملا ببدنك، نؤتيك عليه أجرا عظيما وثوابا جزيلا يقول ( نَحْنُ نَرْزُقُكَ ) نحن نعطيك المال ونكسبكه، ولا نسألكه ، وقوله: ( وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) يقول: والعاقبة الصالحة من عمل كلّ عامل لأهل التقوى والخشية من الله دون من لا يخاف له عقابا، ولا يرجو له ثوابا.
وبنحو الذي قلنا في قوله ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني أبو السائب، قال: ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، قال: كان عروة إذا رأى ما عند السلاطين دخل داره، فقال ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) ثم ينادي: الصلاة الصلاة، يرحمكم الله.
حدثنا أبو كريب قال: ثنا عثام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان إذا رأى شيئا من الدنيا جاء إلى أهله، فقال الصلاة ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ).
حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: كان يبيت عند عمر بن الخطاب من غلمانه أنا ويرفأ، وكانت له من الليل ساعة يصليها، فإذا قلنا لا يقوم من الليل كان قياما (5) .
، وكان إذا صلى من الليل ثم فرغ قرأ هذه الآية ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ).... الآية.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، مثله.
---------------
الهوامش:
(5) لعله يريد : كان يقوم قياما ، أي قياما طويلا ، والضمير في كان راجع إلى " عمر " رضي الله عنه .
- ابن عاشور : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)
ذِكر الأهل هنا مقابل لذِكر الأزواج في قوله { إلى ما متعنا به أزواجاً منهم } [ طه : 131 ] فإن من أهل الرجل أزواجَه ، أي مِتْعَتُك ومتعةُ أهلك الصلاةُ فلا تلفتوا إلى زَخَارف الدنيا . وأهل الرجل يكونون أمثل من ينتمون إليه .
ومن آثار العمل بهذه الآية في السنّة ما في «صحيح البخاري» : أن فاطمة رضي الله عنها بلغها أن سبياً جيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتت تشتكي إليه ما تلقى من الرحى تسأله خادماً من السبي فلم تجده . فأخبرت عائشةُ بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءَها النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذت وعليّ مضجعَهما فجلس في جانب الفراش وقال لها ولِعَليّ : " ألا أُخبِركُما بخير لكما مما سألتما تسبّحان وتحمدان وتكبران دُبر كلّ صلاة ثلاثاً وثلاثين فذلك خير لكما من خادم "
وأمَر الله رسوله بما هو أعظم مما يأمر به أهله وهو أن يصْطبر على الصلاة . والاصطبار : الانحباس ، مطاوع صبره ، إذا حبسه ، وهو مستعمل مجازاً في إكثاره من الصلاة في النوافل . قال تعالى : { يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً } [ المزمل : 1 ] الآيات ، وقال { ومن الليل فتهجد به نافلة لك } [ الإسراء : 79 ].
وجملة { لا نسألك رزقاً } معترضة بين التي قبلها وبين جملة { نحن نرزقك } جعلت تمهيداً لهاته الأخيرة .
والسؤال : الطلب التكليفي ، أي ما كلفناك إلاّ بالعبادة ، لأنّ العبادة شكر لله على ما تفضل به على الخلق ولا يطلب الله منهم جزاءً آخر . وهذا إبطال لما تعوده الناس من دفع الجبايات والخراج للملوك وقادة القبائل والجيوش . وفي هذا المعنى قوله تعالى : { وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } [ الذاريات : 56 58 ] ، فجملة { نحن نرزقك } مبيّنة لجملة { ورزق ربك خير وأبقى } [ طه : 131 ]. والمعنى : أنّ رزق ربّك خير وهو مسوق إليك .
والمقصود من هذا الخطاب ابتداءً هو النبي صلى الله عليه وسلم ويشمل أهلَه والمؤمنين لأنّ المعلّل به هذه الجملة مشترك في حكمه جميع المسلمين .
وجملة { والعاقبة للتقوى } عطف على جملة { لا نسألك رزقاً } المعلّل بها أمره بالاصطبار للصلاة ، أي إنا سألناك التقوى والعاقبة .
وحقيقة العاقبة : أنها كل ما يعقب أمراً ويقع في آخره من خير وشر ، إلا أنها غلب استعمالها في أمور الخير . فالمعنى : أنّ التقوى تجيء في نهايتها عواقب خير .
واللام للملك تحقيقاً لإرادة الخير من العاقبة لأنّ شأن لام الملك أن تدل على نوال الأمر المرغوب ، وإنما يطرد ذلك في عاقبة خير الآخرة . وقد تكون العاقبة في خير الدنيا أيضاً للتقوى .
وهذه الجملة تذييل لما فيها من معنى العموم ، أي لا تكون العاقبة إلا للتقوى . فهذه الجملة أرسلت مجرى المثل .
- إعراب القرآن : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
«وَأْمُرْ» الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر «أَهْلَكَ» مفعول به والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة بالصلاة متعلقان بفعل وأمر «وَاصْطَبِرْ» الجملة معطوفة على وأمر «عَلَيْها» متعلقان باصطبر «لا نَسْئَلُكَ» لا نافية نسألك مضارع فاعله مستتر والكاف مفعول به أول «رِزْقاً» مفعول به ثان والجملة استئنافية «نَحْنُ» مبتدأ «نَرْزُقُكَ» مضارع فاعله مستتر والكاف مفعول به والجملة خبر «وَالْعاقِبَةُ» الواو استئنافية والعاقبة مبتدأ «لِلتَّقْوى » متعلقان بخبر محذوف والجملة مستأنفة والجملة السابقة كذلك
- English - Sahih International : And enjoin prayer upon your family [and people] and be steadfast therein We ask you not for provision; We provide for you and the [best] outcome is for [those of] righteousness
- English - Tafheem -Maududi : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ(20:132) enjoin Salat on the members of your family *114 and yourself also observe it strictly. We do not ask any provision of you, for it is We Ourself Who give you provision. And the ultimate good is for piety. *115
- Français - Hamidullah : Et commande à ta famille la Salât et fais-la avec persévérance Nous ne te demandons point de nourriture c'est à Nous de te nourrir La bonne fin est réservée à la piété
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und befiehl deinen Angehörigen das Gebet zu verrichten und sei beharrlich darin Wir fordern keine Versorgung von dir; Wir versorgen dich Und das gute Ende gehört der Gottesfurcht
- Spanish - Cortes : ¡Prescribe a tu gente la azalá y persevera en ella No te pedimos sustento Somos Nosotros Quienes te sustentamos El buen fin está destinado a los que temen a Alá
- Português - El Hayek : E recomenda aos teus a oração e sê constante tu também Não te impomos ganhares o teu sustento pois Nós teproveremos A recompensa é dos devotos
- Россию - Кулиев : Вели своей семье совершать намаз и сам терпеливо совершай его Мы не просим у тебя удела ведь Мы Сами наделяем тебя уделом А добрый исход - за богобоязненностью
- Кулиев -ас-Саади : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
Вели своей семье совершать намаз и сам терпеливо совершай его. Мы не просим у тебя удела, ведь Мы Сами наделяем тебя уделом. А добрый исход - за богобоязненностью.Призови своих домочадцев исправно совершать обязательные и добровольные намазы и не позволяй им расслабляться. Для того чтобы исправно совершать намаз, люди должны выполнять все действия, без которых намаз считается незаконченным и несовершенным. Поэтому фактически Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, было велено обучать людей тому, как надлежит правильно молиться и что делает намаз недействительным. Наряду с этим ему самому было велено терпеливо совершать намаз, выполняя его обязательные предписания и проявляя смирение перед Господом. Человеческая душа неохотно подчиняется этому повелению, но каждый мусульманин должен бороться против своих страстей, заставить себя исправно совершать намаз и проявлять должное терпение. Воистину, если человек регулярно совершает намаз надлежащим образом, то он исправно выполняет и все остальные предписания религии. Если же он допускает упущения в намазе, то он пренебрегает и остальными повелениями Господа. Затем Всевышний Аллах обещал Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, одарять его пропитанием, дабы мирские заботы не отвлекали его от соблюдения религиозных предписаний. Однако Аллах обязался ниспосылать пропитание не только Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, но и всем остальным творениям. И в первую очередь это относится к тем, кто выполняет повеления своего Господа и непрестанно поминает Его. А поскольку мирские блага обязательно достаются как богобоязненным, так и неблагодарным рабам, человек обязан, прежде всего, заботиться о том, как обрести вечное счастье в Последней жизни. А добиться этой цели можно благодаря богобоязненности, и поэтому Всевышний напомнил, что добрый конец как при жизни на земле, так и после смерти уготован только богобоязненным мусульманам, которые выполняют повеления Аллаха и остерегаются нарушать Его запреты. Всевышний также сказал: «Добрый исход уготован только для богобоязненных» (28:83).
- Turkish - Diyanet Isleri : Ehline namaz kılmalarını emret kendin de onda devamlı ol Biz senden rızık istemiyoruz sana rızık veren Biziz Sonuç Allah'a karşı gelmekten sakınanındır
- Italiano - Piccardo : Comanda la preghiera alla tua gente e assiduamente assolvila Non ti chiediamo alcun nutrimento siamo Noi a nutrirti Il felice esito è nel timore di Allah
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم ئهی ئیماندار فهرمان بده به ههموو تاکهکانی خێزانت تا نوێژهکهیان بهچاکی ئهنجام بدهن چونکه خۆراکی ڕۆحه و بهردهوام و کۆڵنهدهر و خۆڕاگربه لهسهری ئێمه بێگومان داوای ڕزق و ڕۆزی له تۆ ناکهین بهڵکو ئێمه ڕزق و ڕۆزی به تۆ دهبهخشین سهرهنجامی چاک ههر بۆ خواناسی و دینداریه
- اردو - جالندربرى : اور اپنے گھر والوں کو نماز کا حکم کرو اور اس پر قائم رہو۔ ہم تم سے روزی کے خواستگار نہیں۔ بلکہ تمہیں ہم روزی دیتے ہیں اور نیک انجام اہل تقوی کا ہے
- Bosanski - Korkut : Naredi čeljadi svojoj da molitvu obavljaju i istraj u tome Mi ne tražimo od tebe da se sam hraniš Mi ćemo te hraniti A samo one koji se budu Allaha bojali i grijeha klonili čeka lijep svršetak
- Swedish - Bernström : Uppmana ditt folk att förrätta bönen och förrätta den du [Muhammad] utan att förtröttas Vi begär inga gåvor av dig; det är Vi som sörjer för dina behov Den slutliga segern tillhör dem som fruktar Gud
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan perintahkanlah kepada keluargamu mendirikan shalat dan bersabarlah kamu dalam mengerjakannya Kami tidak meminta rezeki kepadamu Kamilah yang memberi rezeki kepadamu Dan akibat yang baik itu adalah bagi orang yang bertakwa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
(Dan perintahkanlah kepada keluargamu mendirikan salat dan bersabarlah kamu) teguh dan sabarlah kamu (dalam mengerjakannya. Kami tidak meminta kepadamu) tidak membebankan kepadamu (rezeki) untuk dirimu dan tidak pula untuk orang lain (Kamilah yang memberi rezeki kepadamu. Dan akibat yang baik itu) yakni pahala surga (hanyalah bagi ketakwaan) bagi orang yang bertakwa.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি আপনার পরিবারের লোকদেরকে নামাযের আদেশ দিন এবং নিজেও এর ওপর অবিচল থাকুন। আমি আপনার কাছে কোন রিযিক চাই না। আমি আপনাকে রিযিক দেই এবং আল্লাহ ভীরুতার পরিণাম শুভ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே உம் குடும்பத்தினரைத் தொழுது வருமாறு நீர் ஏவுவீராக தொழுகையின் மீது நீர் பொறுமையும் உறுதியும் கொண்டிருப்பீராக நாம் உம்மிடம் உணவு கேட்கவில்லை ஆனால் உமக்கு உணவை நாம் கொடுக்கிறோம்; இறுதியாகச் சிறந்த நிலை பயபக்தியுடையோருக்குத் தான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเจ้าจงใช้ครอบครัวของเจ้า ให้ทำละหมาด และจงอดทนในการปฏิบัติ เรามิได้ขอเครื่องยังชีพจากเจ้า เราต่างหากเป็นผู้ให้เครื่องยังชีพแก่เจ้า และบั้นปลายนั้นสำหรับผู้ที่มีความยำแกรง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аҳлингни намозга амр эт ва ўзинг унга сабр қил Биз сендан ризқ сўрамасмиз Биз сенга ризқ берурмиз Оқибат тақвоникидир
- 中国语文 - Ma Jian : 你应当命令你的信徒们礼拜,你对于拜功,也应当有恒, 我不以给养责成你,我供给你。善果只归于敬畏者。
- Melayu - Basmeih : Dan perintahkanlah keluargamu serta umatmu mengerjakan sembahyang dan hendaklah engkau tekun bersabar menunaikannya Kami tidak meminta rezeki kepadamu bahkan Kamilah yang memberi rezeki kepadamu Dan ingatlah kesudahan yang baik adalah bagi orangorang yang bertaqwa
- Somali - Abduh : far ehelkaaga salaadda kuna samir korkeeda ku warsanmayno rizqiye annagaa ku arzuqi cidhibta fiicana waxaa iska leh dhawrsashada
- Hausa - Gumi : Kuma ka umurci iyãlanka da salla kuma ka yi haƙuri a kanta Bã Mu tambayar ka wani arziki Mu ne Muke azurta ka Kuma ãƙiba mai kyau tanã ga taƙawa
- Swahili - Al-Barwani : Na waamrishe watu wako kusali na uendelee mwenyewe kwa hayo Sisi hatukuombi wewe riziki bali Sisi ndio tunakuruzuku Na mwisho mwema ni kwa mchamngu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe urdhëroje familjen tënde që të bëjë namaz dhe në këtë bënu këmbëngulës Na nuk kërkojmë furnizim prej teje Na të furnizojmë ty e përfundimi i mirë është për ata që ruhen nga mëkatet
- فارسى - آیتی : كسان خود را به نماز فرمان ده و خود در آن كار پاى بيفشر. از تو روزى نمىخواهيم. ما به تو روزى مىدهيم. و عاقبت خير از آنِ پرهيزگاران است.
- tajeki - Оятӣ : Касони худро ба намоз фармон деҳ ва худ дар он кор босабр бош. Аз ту рӯзӣ намехоҳем. Мо ба ту рӯзӣ медиҳем. Ва оқибати нек аз они парҳезгорон аст.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ئائىلەڭدىكىلەرنى (ۋە ئۈممىتىڭنى) نامازغا بۇيرۇغىن، ئۆزۈڭمۇ ئۇنى ئادا قىلىشقا چىداملىق بولغىن، سەندىن بىز رىزىق تەلەپ قىلمايمىز. ساڭا بىز رىزىق بېرىمىز، ياخشى ئاقىۋەت پەقەت تەقۋادارلارغا خاستۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിന്റെ കുടുംബത്തോടു നീ നമസ്കരിക്കാന് കല്പിക്കുക. നീയതില് ക്ഷമയോടെ ഉറച്ചുനില്ക്കുകയും ചെയ്യുക. നാം നിന്നോട് ജീവിതവിഭവമൊന്നും ആവശ്യപ്പെടുന്നില്ല. മറിച്ച് നിനക്ക് ജീവിതവിഭവം നല്കുന്നത് നാമാണ്. ഭക്തിക്കാണ് ശുഭാന്ത്യം.
- عربى - التفسير الميسر : وامر ايها النبي اهلك بالصلاه واصطبر على ادائها لا نسالك مالا نحن نرزقك ونعطيك والعاقبه الصالحه في الدنيا والاخره لاهل التقوى
*114) That is, "Teach your children also that lawful provision is much better than the unlawful riches of the wicked people. For this purpose, enjoin them to say their prescribed Prayers, for this will change their attitude, their standard of values, and make them contented with pure provisions and virtuous life in preference to the life of sin and luxury."
*115) It implies this: "We do not ask you to offer your Prayers for any benefit of Our own. We ask you to do that for your own good, because this will create piety in you which will bring about true success for you in this world and in the Hereafter."