- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالُواْ لَوْلَا يَأْتِينَا بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّهِۦٓ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِى ٱلصُّحُفِ ٱلْأُولَىٰ
- عربى - نصوص الآيات : وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ۚ أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى
- عربى - التفسير الميسر : وقال مكذبوك - أيها الرسول -: هلا تأتينا بعلامة من ربك تدلُّ على صدقك، أولم يأتهم هذا القرآن المصدق لما في الكتب السابقة من الحق؟
- السعدى : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
تفسير الآيات من 133 الى 135 :ـ
أي: قال المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم: هلا يأتينا بآية من ربه؟ يعنون آيات الاقتراح كقولهم: { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا* أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا* أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا }
وهذا تعنت منهم وعناد وظلم، فإنهم، هم والرسول، بشر عبيد لله، فلا يليق منهم الاقتراح بحسب أهوائهم، وإنما الذي ينزلها ويختار منها ما يختار بحسب حكمته، هو الله.
ولأن قولهم: { لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ } يقتضي أنه لم يأتهم بآية على صدقه، ولا بينة على حقه، وهذا كذب وافتراء، فإنه أتى من المعجزات الباهرات، والآيات القاهرات، ما يحصل ببعضه المقصود، ولهذا قال: { أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ } إن كانوا صادقين في قولهم، وأنهم يطلبون الحق بدليله، { بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى } أي: هذا القرآن العظيم، المصدق لما في الصحف الأولى، من التوراة والإنجيل، والكتب السابقة المطابق لها، المخبر بما أخبرت به، وتصديقه أيضا مذكور فيها، ومبشر بالرسول بها، وهذا كقوله تعالى: { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } فالآيات تنفع المؤمنين، ويزداد بها إيمانهم وإيقانهم، وأما المعرضون عنها المعارضون لها، فلا يؤمنون بها، ولا ينتفعون بها، { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ* وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ }
وإنما الفائدة في سوقها إليهم ومخاطبتهم بها، لتقوم عليهم حجة الله، ولئلا يقولوا حين ينزل بهم العذاب: { لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى } بالعقوبة، فها قد جاءكم رسولي ومعه آياتي وبراهيني، فإن كنتم كما تقولون، فصدقوه.
قل يا محمد مخاطبا للمكذبين لك الذين يقولون تربصوا به ريب المنون { قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ } فتربصوا بي الموت، وأنا أتربص بكم العذاب { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ } أي: الظفر أو الشهادة { وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا } { فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ } أي: المستقيم، { وَمَنِ اهْتَدَى } بسلوكه، أنا أم أنتم؟ فإن صاحبه هو الفائز الراشد، الناجي المفلح، ومن حاد عنه خاسر خائب معذب، وقد علم أن الرسول هو الذي بهذه الحالة، وأعداؤه بخلافه، والله أعلم.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بإيراد بعض الشبهات التى أثراها المشركون حول النبى - صلى الله عليه وسلم - ورد عليها بما يبطلها فقال - تعالى - : ( وَقَالُواْ لَوْلاَ . . . ) .
مرادهم بالآية فى قوله - سبحانه - : ( وَقَالُواْ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ) معجزة حية من المعجزات التى اقترحوها عليه - صلى الله عليه وسلم - كتفجير الأنهار حول مكة ، وكرقيه إلى السماء ، وكنزول الملائكة معه . .
أى : وقال الكافرون على سبيل التعنت والعناد للرسول - صلى الله عليه وسلم - هلا أتيت لنا يا محمد بآية من الآيات التى طلبناها منك ، أو بآية من الآيات التى أتى بها الأنبياء من قبلك ، كالعصا بالنسبة لموسى ، والناقة بالنسبة لصالح .
فهم - كما يقول الآلوسى - : " بلغوا من المكابرة والعناد إلى حيث لم يعدوا ما شاهدوا من المعجزات التى تخر لها صم الجبال ، من قبيل الآيات ، حتى اجترأوا على التفوه بهذه العظيمة الشنعاء .
وقوله - سبحانه - : ( أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصحف الأولى ) رد على جهالاتهم وجحودهم .
والمراد بالبينة القرآن الكريم الذى هو أم الآيات ، ورأس المعجزات .
والمراد بالصحف الأولى : الكتب السماوية السابقة كالتوراة والإنجيل والزبور .
والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام ، والاستفهام لتقرير الإتيان وثوبته .
والمعنى : أجهلوا ولم يكفهم اشتمال القرآن الذى جئت به - أيها الرسول الكريم - على يان ما فى الصحف الأولى التى أنزلناها على الرسل السابقين ، ولم يكفهم ذلك فى كونه معجزة حتى طلبوا غيرها؟ .
قال صاحب الكشاف : اقترحوا على عادتهم فى التعنت آية على النبوة ، فقيل لهم : أو لم تأتكم أية من أم الآيات وأعظمها فى باب الإعجاز ، يعنى القرآن ، من جهة أن القرآن برهان ما فى سائر الكتب المنزلة ، ودليل صحته لأن معجزة ، وتلك ليست بمعجزات ، فهى مفتقرة إلى شهادته على صحة ما فيها ، افتقار المحتج عليه إلى شهادة الحجة .
وقال ابن كثير : قوله : ( أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصحف الأولى ) يعنى : القرآن العظيم ، الذى أنزله الله - تعالى - عليه - صلى الله عليه وسلم - وقد جاء فيه أخبار الأولين بما كان منهم فى سالف الدهور ، بما يوافقه عليه الكتب المتقدمة الصحيحة منها ، فإن القرآن مهيمن عليها . . .
وهذه الآية كقوله - تعالى - : ( وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيات عِندَ الله وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكتاب يتلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلك لَرَحْمَةً وذكرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) وفى الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
ما من نبى إلا وقد أوتى من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلى ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " .ومنهم من يرى أن المراد بالبينة : الكتب السماوية السابقة .
فيكون المعنى : أو لم يكف هؤلاء الجاهلين أن الكتب السماوية السابقة كالتوراة والإنجيل قد بشرت بك وبينت نعوتك وصفاتك ، وهم معترفون بصدقها ، فكيف لا يقرون بنبوتك .
قال القرطبى : وقوله : ( أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصحف الأولى ) يريد التوراة والإنجيل والكتب المتقدمة ، وذلك أعظم آية إذ أخبر بها فيها . وقيل : أو لم تأتهم الآية الدالة على نبوته بما وجدوه فى الكتب المتقدمة من البشارة . . .
وعلى كلا التفسيرين فالآية الكريمة شهادة من الله - تعالى - بصدق النبى - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغه عنه ، ورد مبطل لشبهات الكافرين ولأقوالهم الباطلة ، وإن كان تفسير البينة هنا بالقرآن أظهر وأوضح .
- البغوى : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
قوله تعالى : ( وقالوا ) يعني المشركين ، ( لولا يأتينا بآية من ربه ) أي : الآية المقترحة فإنه كان قد أتاهم بآيات كثيرة ، ( أولم تأتهم بينة ) قرأ أهل المدينة والبصرة وحفص عن عاصم : " تأتهم " لتأنيث البينة ، وقرأ الآخرون بالياء لتقدم الفعل ، ولأن البينة هي البيان فرد إلى المعنى ، ( بينة ما في الصحف الأولى ) أي : بيان ما فيها ، وهو القرآن أقوى دلالة وأوضح آية .
وقيل : أولم يأتهم بيان ما في الصحف الأولى : التوراة ، والإنجيل ، وغيرهما من أنباء الأمم أنهم اقترحوا الآيات ، فلما أتتهم ولم يؤمنوا بها ، كيف عجلنا لهم العذاب والهلاك ، فما يؤمنهم إن أتتهم الآية أن يكون حالهم كحال أولئك .
- ابن كثير : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
قول تعالى مخبرا عن الكفار في قولهم : ( لولا ) أي : هلا ( يأتينا ) محمد ( بآية من ربه ) أي : بعلامة دالة على صدقه في أنه رسول الله؟ قال الله تعالى : ( أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ) يعني : القرآن العظيم الذي أنزله عليه الله وهو أمي ، لا يحسن الكتابة ، ولم يدارس أهل الكتاب ، وقد جاء فيه أخبار الأولين ، بما كان منهم في سالف الدهور ، بما يوافقه عليه الكتب المتقدمة الصحيحة منها; فإن القرآن مهيمن عليها ، يصدق الصحيح ، ويبين خطأ المكذوب فيها وعليها . وهذه الآية كقوله تعالى في سورة " العنكبوت " : ( وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) [ العنكبوت : 50 ، 51 ] وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " .
وإنما ذكر هاهنا أعظم الآيات التي أعطيها ، عليه السلام ، وهو القرآن ، وله من المعجزات ما لا يحد ولا يحصر ، كما هو مودع في كتبه ، ومقرر في مواضعه .
- القرطبى : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
قوله تعالى : وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه يريد كفار مكة ؛ أي لولا يأتينا محمد بآية توجب العلم الضروري . أو بآية ظاهرة كالناقة والعصا . أو هلا يأتينا بالآيات التي نقترحها نحن كما أتى الأنبياء من قبله .
قوله تعالى : أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى يريد التوراة والإنجيل والكتب المتقدمة ، وذلك أعظم آية إذ أخبر بما فيها . وقرئ ( الصحف ) بالتخفيف . وقيل أولم تأتهم الآية الدالة على نبوته بما وجدوه في الكتب المتقدمة من البشارة . وقيل : أولم يأتهم إهلاكنا الأمم الذين كفروا واقترحوا الآيات ، فما يؤمنهم إن أتتهم الآيات أن يكون حالهم حال أولئك وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو ويعقوب وابن أبي إسحاق وحفص ( أولم تأتهم ) بالتاء لتأنيث البينة . الباقون بالياء لتقدم الفعل ولأن البينة هي البيان والبرهان فردوه إلى المعنى ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم . وحكى الكسائي أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى قال : ويجوز على هذا بينة ما في الصحف الأولى . قال النحاس إذا نونت ( بينة ) ورفعت جعلت ما بدلا منها وإذا نصبتها فعلى الحال ؛ والمعنى أولم يأتهم ما في الصحف الأولى مبينا .
- الطبرى : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى (133)
يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون الذين وصف صفتهم في الآيات قبل هلا يأتينا محمد بآية من ربه، كما أتى قومه صالح بالناقة وعيسى بإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، يقول الله جلّ ثناؤه: أو لم يأتهم بيان ما في الكتب التي قبل هذا الكتاب من أنباء الأمم من قبلهم التي أهلكناهم لما سألوا الآيات فكفروا بها لما أتتهم كيف عجَّلنا لهم العذاب، وأنـزلنا بأسنا بكفرهم بها، يقول: فماذا يؤمنهم إن أتتهم الآية أن يكون حالهم حال أولئك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأولَى ) قال: التوراة والإنجيل.
حدثنا القاسم: قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد مثله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأولَى ) الكتب التي خلت من الأمم التي يمشون في مساكنهم.
- ابن عاشور : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133)
رجوع إلى التنويه بشأن القرآن ، وبأنه أعظم المعجزات . وهو الغرض الذي انتقل منه إلى أغراض مناسبة من قوله { وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً } [ طه : 113 ].
والمناسبة في الانتقال هو ما تضمنه قوله { فاصبر على ما يقولون } [ طه : 130 ] فجيء هنا بشِنَع من أقوالهم التي أمر الله رسوله بأن يصبر عليها في قوله { فاصبر على ما يقولون . فمن أقوالهم التي يقصدون منها التعنت والمكابرة أن قالوا : لولا يأتينا بآية من عند ربّه فنؤمن برسالته ، كما قال تعالى : { فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } [ الأنبياء : 5 ].
ولولا حرف تحضيض . وجملة { أو لَمْ تأْتِهِم بيِّنَةُ ما في الصُّحففِ الأُولى } في موضع الحال ، والواو للحال ، أي قالوا ذلك في حال أنّهم أتتهم بيّنة ما في الصحف الأولى . فالاستفهام إنكاري ، أنكر به نفي إتيان آية لهم الذي اقتضاه تحضيضهم على الإتيان بآية .
والبيّنة : الحجة .
و { الصحف الأولى : كتب الأنبياء السابقين ، كقوله تعالى : { إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى } [ الأعلى : 18 19 ].
والصحف : جمع صحيفة . وهي قطعة من ورَق أو كاغَدَ أو خرقة يكتب فيها . ولما كان الكتاب مجموع صحف أطلق الصحف على الكتب .
ووجه اختيار { الصحف هنا على الكُتب أن في كلّ صحيفة من الكتب علماً ، وأن جميعه حَواه القرآن ، فكان كلّ جزء من القرآن آية ودليلاً .
وهذه البيّنة هي محمد وكتابُه القرآن ، لأنّ الرسول موعود به في الكتب السالفة ، ولأنّ في القرآن تصديقاً لما في تلك الكتب من أخبار الأنبياء ومن المواعظ وأصول التشريع . وقد جاء به رسول أميّ ليس من أهل الكتاب ولا نشأ في قوم أهل علم ومزاولة للتاريخ مع مجيئه بما هو أوضح من فلق الصبح من أخبارهم التي لم يستطع أهل الكتاب إنكارها ، قال تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون }
[ البقرة : 146 ] ، وكانوا لا يحققون كثيراً منها بما طرأ عليهم من التفرق وتلاشي أصول كتبهم وإعادة كتابة كثير منها بالمعنى على حسب تأويلات سقيمة .وأما القرآن فما حواه من دلائل الصدق والرشاد ، وما امتاز به عن سائر الكتب من البلاغة والفصاحة البالغتين حد الإعجاز ، وهو ما قامت به الحجّة على العرب مباشرة وعلى غيرهم استدلالاً . وهذا مثل قوله تعالى : { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة } [ البينة : 12 ].
وقرأ نافع ، وحفص ، وابن جماز عن أبي جعفر { تأتِهم بتاء المضارع للمؤنث . وقرأه الباقون بتحتية المذكر لأنّ تأنيث بيّنة غير حقيقي ، وأصل الإسناد التذكير لأنّ التذكير ليس علامة ولكنه الأصل في الكلام .
- إعراب القرآن : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
«وَقالُوا» الواو استئنافية وماض وفاعله والجملة مستأنفة «لَوْ لا» حرف تحضيض «يَأْتِينا» مضارع فاعله مستتر ونا مفعول به «بِآيَةٍ» متعلقان بيأتينا «مِنْ رَبِّهِ» متعلقان بمحذوف صفة لآية والهاء مضاف إليه والجملة مقول القول «أَوَلَمْ» الهمزة للاستفهام والواو عاطفة على مقدر محذوف تقديره ألم تأتهم البينات تترى وألم تأتهم بصورة خاصة ما في الصحف الأولى «لَمْ» حرف جازم «تَأْتِهِمْ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والهاء مفعول به «بَيِّنَةُ» فاعل «ما» موصول بدل أو مضاف إليه «فِي الصُّحُفِ» متعلقان بصلة محذوفة لاسم الموصول «الْأُولى » صفة للصحف مجرورة مثلها بالكسرة المقدرة على آخره.
- English - Sahih International : And they say "Why does he not bring us a sign from his Lord" Has there not come to them evidence of what was in the former scriptures
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ(20:133) They say, "Why does he not bring us a Sign from his Lord?" Has not a clear Sign come to them containing all the teachings of the former Scriptures? *116
- Français - Hamidullah : Et ils disent Pourquoi ne nous apporte-t-il pas un miracle de son Seigneur La Preuve le Coran de ce que contiennent les Ecritures anciennes ne leur est-elle pas venue
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und sie sagen "Wenn er uns doch ein Zeichen von seinem Herrn bringen würde" Ist nicht zu ihnen der klare Beweis dessen gekommen was auf den früheren Blättern steht
- Spanish - Cortes : Dicen ¿Por qué no nos trae un signo de su Señor Pero ¿es que no han recibido prueba clara de lo que contienen las Hojas primeras
- Português - El Hayek : Dizem entre si Por que não vos apresenta ele um sinal de seu Senhor Não lhes chegou por acaso a evidênciamencionada nos primeiros livros
- Россию - Кулиев : Они говорят Почему он не принес нам знамение от своего Господа Но разве не явилось к ним ясное знамение о том что было в первых скрижалях
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
Они говорят: «Почему он не принес нам знамение от своего Господа?» Но разве не явилось к ним ясное знамение о том, что было в первых скрижалях?Неверные требовали от Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, явить им удивительные знамения и обвиняли его в бессилии. Они сказали: «Ни за что мы не уверуем, пока ты не исторгнешь для нас из земли источник; или пока не будет у тебя пальмовой рощи и виноградника, в которых ты проложишь реки; или пока не обрушишь на нас небо кусками, как ты это утверждаешь; или не предстанешь перед нами вместе с Аллахом и ангелами; или пока у тебя не будет дома из драгоценностей; или пока ты не взойдешь на небо. Но мы не поверим в твое восхождение, пока ты не спустишься с Писанием, которое мы станем читать» (17:90–93). Это было проявлением величайшего упрямства и беззакония со стороны многобожников. Они, также как и сам Посланник, да благословит его Аллах и приветствует, были всего лишь рабами Аллаха и не имели права требовать от Него чудес в угоду своим страстям, поскольку Он являет Своим рабам только те чудеса, которые соответствуют Его божественной мудрости. Что же касается утверждений многобожников о том, что им не были показаны знамения, свидетельствующие о правдивости Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, то эти утверждения являются лживыми, потому что он явил им столько удивительных чудес и неоспоримых доказательств своей правдивости, что даже части их было бы достаточно для достижения поставленной цели. О многобожники! Если вы говорите правду и действительно ищите истину, то взгляните на знамение, о котором говорилось в древних свитках. Это - Священный Коран, который подтверждает правдивость откровений, ниспосланных в Торе и Евангелии. Коранические аяты не противоречат предыдущим Писаниям, но самое главное - эти Писания предвозвещали ниспослание Корана и пришествие Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует. Поэтому Всевышний сказал: «Неужели им не достаточно того, что Мы ниспослали тебе Писание, которое им читается? Воистину, в этом - милость и напоминание для верующих людей» (29:51).
- Turkish - Diyanet Isleri : "Rabbinden bize bir mucize getirseydi ya" derler Onlara önceki Kitablarda bulunan belgeler gelmedi mi
- Italiano - Piccardo : Dicono “Perché mai non ci porta un segno da parte del suo Signore” Non è forse giunta a loro la Prova che era [annunciata] nelle antiche scritture
- كوردى - برهان محمد أمين : کافرهکانی مهککه وتیان باشه ئهوه بۆ لهلایهن پهروهردگاریهوه مهعجیزهیهکی بۆ ئێمه نههێناو نیشانی نهداین مهگهر باسی ئهو مهعجیزانه له کتێبه پێشووهکاندا ڕوون نهکراوهتهوه کاتی خۆی نیشانی قهومه پێشووهکانمان داوه بهڵام خۆ باوهڕیان نههێناوه بۆ ئامانیشی پێش بهێنین ههر باوهڕ ناهێنن
- اردو - جالندربرى : اور کہتے ہیں کہ یہ پیغمبر اپنے پروردگار کی طرف سے ہمارے پاس کوئی نشانی کیوں نہیں لاتے۔ کیا ان کے پاس پہلی کتابوں کی نشانی نہیں ائی
- Bosanski - Korkut : Mnogobošci govore "Zašto nam ne donese kakvo čudo od Gospodara svoga" A zar im ne dolazi objašnjenje o onome što ima u davnašnjim listovima
- Swedish - Bernström : DE [SOM sätter gudar vid Guds sida] säger "Om han ändå [kunde] visa oss ett tecken från sin Herre" Har alltså det klara vittnesbörd [om sanningen i denna Skrift] som de äldre Skrifterna avger inte kommit till deras kännedom"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan mereka berkata "Mengapa ia tidak membawa bukti kepada kami dari Tuhannya" Dan apakah belum datang kepada mereka bukti yang nyata dari apa yang tersebut di dalam kitabkitab yang dahulu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ
(Dan mereka berkata,) orang-orang musyrik ("Mengapa tidak) tidakkah (ia datang kepada kami) yakni Nabi Muhammad (dengan membawa bukti dari Rabbnya?") sesuai dengan apa yang diminta mereka. (Dan apakah belum datang kepada mereka) dapat dibaca Ta-tihim dan Ya-tihim (bukti yang nyata) yakni penjelasan (dari apa yang tersebut di dalam kitab-kitab yang terdahulu?) yang kesemuanya disebutkan oleh Alquran, yaitu mengenai berita umat-umat terdahulu yang telah dibinasakan disebabkan mereka mendustakan para Rasul.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এরা বলেঃ সে আমাদের কাছে তার পালনকর্তার কাছ থেকে কোন নিদর্শন আনয়ন করে না কেন তাদের কাছে কি প্রমাণ আসেনি যা পূর্ববর্তী গ্রন্থসমূহে আছে
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "தம் இறைவனிடமிருந்து ஓர் அத்தாட்சியை ஏன் அவர் நம்மிடம் கொண்டு வரவில்லை" என்று நிராகரிப்போர் கேட்கின்றனர்; முந்தைய வேதங்களில் உள்ள தெளிவான அத்தாட்சிகள் அவர்களுக்கு வரவில்லையா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเขากล่าวว่า “ทำไมเขาจึงไม่นำสัญญาณหนึ่งจากพระเจ้าของเขามาให้เรา” หรือว่าหลักฐานอันชัดแจ้งที่ปรากฏอยู่ในคัมภีร์ต่าง ๆ สมัยก่อนนั้น มิได้มีมายังพวกเขาดอกหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар Бизга Роббидан оятмўъжиза келтирса эди дейдилар Ахир уларга аввалги саҳифалардаги нарсаларнинг баёноти келмадими Кофир ва мушриклар Муҳаммад Роббидан бир лол қолдирувчи мўъжиза келтирса эди дейдилар Ахир Қуръонда аввалги умматларга келган нарсаларнинг баёни келдику Шу уларга кифоя қилмайдими
- 中国语文 - Ma Jian : 他们说:他怎么不从他的那里拿一种迹象来给我们呢?关于《古兰经》的阐明,难道没有降临他们吗?
- Melayu - Basmeih : Dan mereka yang kafir berkata "Mengapa ia tidak membawa kepada kami satu tanda mukjizat dari Tuhannya yang membuktikan kebenarannya" Bukankah telah datang kepada mereka berbagaibagai keterangan dan khasnya AlQuran yang menjadi kenyataan yang menerangkan apa yang terkandung dalam Kitabkitab yang dahulu
- Somali - Abduh : waxay dheheen gaaladii muu noola yimaaddo aayad xagga Eebihiis ka timid miyuuna u imaanin Maraggii wixii ku sugnaa Kutubihii hore
- Hausa - Gumi : Kuma suka ce "Don me bã ya zo mana da wata ãyã daga Ubangijinsa" Shin kuwa hujjar abin da ke a cikin littattafan farko ba ta jẽ musu ba
- Swahili - Al-Barwani : Na walisema Kwa nini hakutuletea muujiza kutoka kwa Mola wake Mlezi Je Haikuwafikilia dalili wazi ya yaliyomo katika Vitabu vya kale
- Shqiptar - Efendi Nahi : Mohuesit thonë “Përse të mos na sjellë ai ndojë argument të qartë që gjendej në librat e mëparshëm”
- فارسى - آیتی : و گفتند: چرا معجزهاى از پروردگارش براى ما نمىآورد؟ آيا دليلهاى روشنى كه در صحيفههاى پيشين آمده، به آنها نرسيده است؟
- tajeki - Оятӣ : Ва гуфтанд: «Чаро муъҷизае аз Парвардигораш барои мо намеоварад?» Оё далелҳои равшане, ки дар сахифаҳои пешин омада, ба онҳо нарасидааст?
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار (يەنى مۇشرىكلار): «(مۇھەممەد) پەرۋەردىگارى تەرىپىدىن بىزگە بىرەر مۆجىزە كەلتۈرسىچۇ!» دەيدۇ، ئۇلارغا بۇرۇنقى ئۈممەتلەرنىڭ خەۋەرلىرىنى ئۆز ئىچىگە ئالغان قۇرئان كەلمىدىمۇ؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് ചോദിക്കുന്നു: "ഇയാള് തന്റെ നാഥനില്നിന്ന് ദൈവികമായ അടയാളമൊന്നും കൊണ്ടുവരാത്തതെന്ത്?” പൂര്വവേദങ്ങളിലെ വ്യക്തമായ തെളിവുകളൊന്നും അവര്ക്കു വന്നുകിട്ടിയിട്ടില്ലേ?
- عربى - التفسير الميسر : وقال مكذبوك ايها الرسول هلا تاتينا بعلامه من ربك تدل على صدقك اولم ياتهم هذا القران المصدق لما في الكتب السابقه من الحق
*116) This means that the Qur'an itself is a great miracle, for though it is being presented by an unlettered person from among them, it contains the essence of the teachings and guidance of all tire previous Divine Books. Not only this: it makes those teachings and guidance so plain and clear that even a simple man of the desert can benefit from them.