- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلِسُلَيْمَٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِۦٓ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَٰلِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ۚ وكنا بكل شيء عالمين
- عربى - التفسير الميسر : وسخَّرنا لسليمان الريح شديدة الهبوب تحمله ومَن معه، تجري بأمره إلى أرض "بيت المقدس" بـ "الشام" التي باركنا فيها بالخيرات الكثيرة، وقد أحاط علمنا بجميع الأشياء.
- السعدى : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
{ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ } أي: سخرناها { عَاصِفَةً } أي: سريعة في مرورها، { تَجْرِي بِأَمْرِهِ } حيث دبرت امتثلت أمره، غدوها شهر ورواحها شهر { إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } وهي أرض الشام، حيث كان مقره، فيذهب على الريح شرقا وغربا، ويكون مأواها ورجوعها إلى الأرض المباركة، { وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ } قد أحاط علمنا بجميع الأشياء، وعلمنا من داود وسليمان، ما أوصلناهما به إلى ما ذكرنا.
- الوسيط لطنطاوي : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
ثم بين - سبحانه - بعد ذلك جانبا من نعمه على سليمان بن داود فقال : ( وَلِسُلَيْمَانَ الريح عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا ) .
وقوله : ( وَلِسُلَيْمَانَ الريح ) معطوف على معمول " سخرنا " فى قوله - تعالى - قبل ذلك : ( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجبال يُسَبِّحْنَ ) و " عاصفة " حال من الريح .
أى : وسخرنا لسليمان الريح حال كونها عاصفة أى : شديدة الهبوب ، كما سخرنا مع أبيه الجبال يسبحن والطير .
يقال : عصفت الريح تعصف إذا اشتدت ، فهى عاصف وعاصفة وعصوف سميت بذلك لتحطيمها ما تمر عليه فتجعله كالعصف وهو التبن .
وقوله - تعالى - : ( تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا ) أى : جعلناها مع قوتها وشدتها تجرى بأمر سليمان وإذنه إلى الأرض التى باركنا فيها وهى أرض الشام . وقيل : يحتمل أن يكون المراد بها ما هو أعم من أرض الشام .
ووصفت الريح هنا بأنها عاصفة ، وفى آية أخرى بأنها رخاء قال - تعالى - : ( تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ ) لأنها تارة تكون عاصفة ، وتارة تكون لينة رخاء . على حسب ما تقتضيه حكمته - سبحانه - .
وإلى هذا المعنى أشار صاحب الكشاف بقوله : " فإن قلت : وصفت هذه الرياح بالعصف تارة وبالرخاوة أخرى ، فما التوفيق بينهما؟
قلت : كانت فى نفسها رخية طيبة كالنسيم ، فإذا مرت بكرسيه أبعدت به فى مدة يسيرة ، على ما قال : "
غدوها شهر ورواحها شهر " فكان جمعها بين الأمرين أن تكون رخاء فى نفسها وعاصفة فى عملها ، مع طاعتها لسليمان على حسب ما يريد " .وقال - سبحانه - هنا : ( تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا ) أى تجرى بأمره إلى تلك الأرض فى حال إيابه ورجوعه إليها ، حيث مقر مملكته ومسكنه . فالمقصود من الآية الكريمة الإخبار عن جريانها فى حال عودته إلى مملكته .
أما الآية الأخرى التى تقول : ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ ) أى : حيث أراد لها أن تجرى ، فالمقصود منها الإخبار عن جربها بإذنه فى غير حال عودته إلى مملكته ، وبذلك أمكن الجمع بين الآيتين ، إذ الجهة فيهما منفكة .
وقوله - تعالى - : ( وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) أى : وكنا بكل شىء يجرى فى هذا الكون عالمين علما مطلقا لا كعلم غيرنا من خلقنا .
فإنه علم محدود بما نشاؤه ونقدره .
فالجملة الكريمة بيان لإحاطة علم الله - تعالى - بكل شىء ، والتنبيه بأن ما أعطاه الله - تعالى - لسليمان ، إنما كان بإرادته - سبحانه - وعلمه .
- البغوى : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
قوله عز وجل : ( ولسليمان الريح عاصفة ) أي وسخرنا لسليمان الريح وهي هواء متحرك وهو جسم لطيف يمتنع بلطفه من القبض عليه ويظهر للحس بحركته والريح يذكر ويؤنث عاصفة شديدة الهبوب فإن قيل قد قال في موضع آخر تجري بأمره رخاء والرخاء اللين؟ قيل كانت الريح تحت أمره إن أراد أن تشتد اشتدت وإن أراد أن تلين لانت ( تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) يعني الشام ، وذلك أنها كانت تجري لسليمان وأصحابه حيث شاء سليمان ، ثم تعود إلى منزله بالشام ، ( وكنا بكل شيء ) علمناه ، ( عالمين ) بصحة التدبير فيه علمنا أن ما يعطى سليمان من تسخير الريح وغيره يدعوه إلى الخضوع لربه عز وجل
قال وهب بن منبه : كان سليمان عليه السلام إذا خرج إلى مجلسه عكفت عليه الطير وقام له الجن والإنس حتى يجلس على سريره وكان امرءا غزاء قل ما يقعد عن الغزو ولا يسمع في ناحية من الأرض بملك إلا أتاه حتى يذله كان فيما يزعمون إذا أراد الغزو أمر بمعسكره فضرب بخشب ثم نصب له على الخشب ثم حمل عليه الناس والدواب وآلة الحرب فإذا حمل معه ما يريد أمر العاصفة من الريح فدخلت تحت ذلك الخشب فاحتملته حتى إذا استقلت به أمر الرخاء فمر به شهرا في روحته وشهرا في غدوته إلى حيث أراد وكانت تمر بعسكره الريح الرخاء وبالمزرعة فما تحركها ولا تثير ترابا ولا تؤذي طائرا . قال وهب : ذكر لي أن منزلا بناحية دجلة مكتوب فيه [ كتبه ] بعض صحابة سليمان إما من الجن وإما من الإنس نحن نزلناه وما بنيناه مبنيا وجدناه غدونا من إصطخر فقلناه ونحن رائحون منه إن شاء الله فبائتون بالشام .
قال مقاتل : نسجت الشياطين لسليمان بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في إبريسم وكان يوضع له منبر من الذهب في وسط البساط فيقعد عليه وحوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب وفضة يقعد الأنبياء على كراسي الذهب والعلماء على كراسي الفضة وحولهم الناس وحول الناس الجن والشياطين وتظله الطير بأجنحتها لا تقع عليه الشمس وترفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح إلى الرواح ومن الرواح إلى الصباح
وعن سعيد بن جبير قال : كان يوضع لسليمان ستمائة ألف كرسي فيجلس الإنس فيما يليه ثم يليهم الجن ثم تظلهم الطير ثم تحملهم الريح .
وقال الحسن : لما شغلت الخيل نبي الله سليمان عليه السلام حتى فاتته صلاة العصر غضب لله عز وجل فعقر الخيل فأبدله الله مكانها خيرا منها وأسرع الريح تجري بأمره كيف شاء فكان يغدو من إيلياء فيقيل بإصطخر ، ثم يروح منها فيكون رواحها ببابل .
وقال ابن زيد : كان له مركب من خشب وكان فيه ألف ركن في كل ركن ألف بيت يركب معه فيه الجن والإنس تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ذلك المركب وإذا ارتفع أتت الريح الرخاء فسارت به وبهم يقيل عند قوم بينه وبينهم شهر ويمسي عند قوم بينه وبينهم شهر لا يدري القوم إلا وقد أظلهم معه الجيوش .
[ وروي أن سليمان سار من أرض العراق غاديا فقال بمدينة مرو ، وصلى العصر بمدينة بلخ ، تحمله وجنوده الريح وتظلهم الطير ثم سار من مدينة بلخ متخللا بلاد الترك ثم جاءهم إلى بلاد الصين يغدو على مسيرة شهر ويروح على مثل ذلك ثم عطف يمنة عن مطلع الشمس على ساحل البحر حتى أتى على أرض القندهار ، وخرج منها إلى أرض مكران وكرمان ، ثم جاوزها حتى أتى أرض فارس فنزلها أياما وغدا منها فقال بكسكر ثم راح إلى الشام وكان مستقره بمدينة تدمر ، وكان أمر الشياطين قبل شخوصه من الشام إلى العراق ، فبنوها له بالصفاح والعمد والرخام الأبيض والأصفر وفي ذلك يقول النابغة :
إلا سليمان إذ قال المليك له قم في البرية فاحددها عن الفند
وجيش الجن أني قد أذنت لهم يبنون تدمر بالصفاح والعمد
- ابن كثير : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
وقوله : ( ولسليمان الريح عاصفة ) أي : وسخرنا لسليمان الريح العاصفة ، ( تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) يعني أرض الشام ، ( وكنا بكل شيء عالمين ) وذلك أنه كان له بساط من خشب ، يوضع عليه كل ما يحتاج إليه من أمور المملكة ، والخيل والجمال والخيام والجند ، ثم يأمر الريح أن تحمله فتدخل تحته ، ثم تحمله فترفعه وتسير به ، وتظله الطير من الحر ، إلى حيث يشاء من الأرض ، فينزل وتوضع آلاته وخشبه ، قال الله تعالى : ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ) ، وقال ( غدوها شهر ورواحها شهر ) [ سبأ : 12 ] .
قال ابن أبي حاتم : ذكر عن سفيان بن عيينة ، عن أبي سنان ، عن سعيد بن جبير قال : كان يوضع لسليمان ستمائة ألف كرسي ، فيجلس مما يليه مؤمنو الإنس ، ثم يجلس من ورائهم مؤمنو الجن ، ثم يأمر الطير فتظلهم ، ثم يأمر الريح فتحمله صلى الله عليه وسلم .
وقال عبد الله بن عبيد بن عمير : كان سليمان يأمر الريح ، فتجتمع كالطود العظيم ، كالجبل ، ثم يأمر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها ، ثم يدعو بفرس من ذوات الأجنحة ، فترتفع حتى تصعد على فراشه ، ثم يأمر الريح فترتفع به كل شرف دون السماء ، وهو مطأطئ رأسه ، ما يلتفت يمينا ولا شمالا تعظيما لله عز وجل ، وشكرا لما يعلم من صغر ما هو فيه في ملك الله تعالى حتى تضعه الريح حيث شاء أن تضعه
- القرطبى : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
قوله تعالى : ولسليمان الريح عاصفة أي وسخرنا لسليمان الريح عاصفة ، أي شديدة الهبوب . يقال منه : عصفت الريح أي اشتدت فهي ريح عاصف وعصوف . وفي لغة بني أسد : أعصفت الريح فهي معصف ومعصفة . والعصف التبن فسمي به شدة الريح ؛ لأنها تعصفه بشدة تطيرها . وقرأ عبد الرحمن الأعرج والسلمي وأبو بكر ( ولسليمان الريح ) برفع الحاء على القطع مما قبله ؛ والمعنى ولسليمان تسخير الريح ؛ ابتداء وخبر . تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها يعني الشام . يروى أنها كانت تجري به وبأصحابه إلى حيث أراد ، ثم ترده إلى الشام . وقال وهب : كان سليمان بن داود إذا خرج إلى مجلسه عكفت عليه الطير ، وقام له الجن والإنس حتى يجلس على سريره . وكان امرأ غزاء لا يقعد عن الغزو ؛ فإذا أراد أن يغزو أمر بخشب فمدت ورفع عليها الناس والدواب وآلة الحرب ، وأمر العاصف فأقلت ذلك ، ثم أمر الرخاء فمرت به شهرا في رواحه وشهرا في غدوه ، وهو معنى قوله تعالى : تجري بأمره رخاء حيث أصاب . والرخاء اللينة . وكنا بكل شيء عالمين أي بكل شيء عملنا عالمين بتدبيره .
- الطبرى : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
يقول تعالى ذكره (وَ) سخرنا(لِسُلَيْمانَ) بن داود ( الرِّيحَ عَاصِفَةً ) وعصوفُها: شدة هبوبها؛( تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ) يقول: تجري الريح بأمر سليمان إلى الأرض التي باركنا فيها، يعني: إلى الشام، وذلك أنها كانت تجري بسليمان وأصحابه إلى حيث شاء سليمان، ثم تعود به إلى منـزله بالشام، فلذلك قيل: ( إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ).
كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه قال: كان سليمان إذا خرج إلى مجلسه عكفت عليه الطير، وقام له الجنّ والإنس حتى يجلس إلى سريره، وكان امرءا غزّاء، قلما يقعد عن الغزو، ولا يسمع في ناحية من الأرض بملك إلا أتاه حتى يذله، وكان فيما يزعمون إذا أراد الغزو، أمر بعسكره فضَرب له بخشب، ثم نصب له على الخشب، ثم حمل عليه الناس والدوابّ وآلة الحرب كلها، حتى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الريح، فدخلت تحت ذلك الخشب فاحتملته، حتى إذا استقلت أمر الرخاء، فمدّته شهرا في روحته، وشهرا في غدوته إلى حيث أراد، يقول الله عزّ وجل فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ قال وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ قال: فذكر لي أن منـزلا بناحية دجلة مكتوب فيه كتاب كتبه بعض صحابة سليمان، إما من الجنّ وإما من الإنس، نحن نـزلناه وما بنيناه، ومبنيا وجدناه، غدونا من إصطخر فقلناه، ونحن راحلون منه إن شاء الله قائلون الشام.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً )... إلى قوله ( وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ) قال: ورث الله سليمان داود، فورثه نبوّته وملكه وزاده على ذلك أن سخر له الريح والشياطين.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ ) قال: عاصفة شديدة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها، قال: الشام.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار بالنصب على المعنى الذي ذكرناه، وقرأ ذلك عبد الرحمن الأعرج ( الرِّيحُ) رفعا بالكلام في سليمان على ابتداء الخبر عن أن لسليمان الريح.
قال أبو جعفر: والقراءة التي لا أستجيز القراءة بغيرها في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجة من القرّاء عليه.
وقوله ( وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) يقول: وكنا عالمين بأن فعلنا ما فعلنا لسليمان من تسخيرنا له، وإعطائنا ما أعطيناه من الملك وصلاح الخلق، فعلى علم منا بموضع ما فعلنا به من ذلك فعلنا، ونحن عالمون بكل شيء لا يخفى علينا منه شيء.
- ابن عاشور : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)
عطف على جملة { وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن } [ الأنبياء : 79 ] بمناسبة تسخيرٍ خارق للعادة في كلتا القصتين معجزة للنبئين عليهما السلام .
والأرض التي بارك الله فيها هي أرض الشام . وتسخير الريح : تسخيرها لما تصلح له ، وهو سير المراكب في البحر . والمراد أنها تجري إلى الشام راجعة عن الأقطار التي خرجت إليها لمصالح مُلك سليمان من غزو أو تجارة بقرينة أنها مسخرة لسليمان فلا بد أن تكون سائرة لفائدة الأمة التي هُو مَلِكها .
وعلم من أنها تجري إلى الأرض التي بارك الله فيها أنها تخرج من تلك الأرض حاملة الجنود أو مصدّرة البضائع التي تصدرها مملكة سليمان إلى بلاد الأرض وتقفل راجعة بالبضائع والميرة ومواد الصناعة وأسلحة الجند إلى أرض فلسطين ، فوقع في الكلام اكتفاء اعتماداً على القرينة . وقد صرح بما اكتفى عنه هنا في آية سورة سبأ ( 12 ) { ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر } ووصفها هنا ب عاصفة } بمعنى قوية . ووصفها في سورة ص ( 36 ) بأنها { رُخاء } في قوله تعالى : { فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب } والرخاء : الليلة المناسبة لسير الفُلك . وذلك باختلاف الأحوال فإذا أراد الإسراع في السير سارت عاصفة وإذا أراد اللين سارت رُخاء ، والمقام قرينة على أن المراد المَواتاه لإرادة سليمان كما دل عليه قوله تعالى : تجري بأمره } في الآيتين المشعر باختلاف مقصد سليمان منها كما إذا كان هو راكباً في البحر فإنه يريدها رُخاء لئلا تزعجه وإذا أصدرت مملكتُه بضاعة أو اجتلبتها سارت عاصفة وهذا بيّن بالتأمل .
وعبر { بأمره } عن رغبته وما يلائم أسفار سفائنه وهي رياح مَوْسمية منتظمة سخرها الله له .
وأمر سليمان دعاؤه الله أن يُجري الريحَ كما يريد سليمانُ : إما دعوة عامة كقوله { وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي } [ ص : 35 ] فيشمل كل ما به استقامة أمور المُلك وتصاريفه ، وإما دعوة خاصة عند كل سفر لمراكب سليمان فجعل الله الرياح الموسمية في بحار فلسطين مدة ملك سليمان إكراماً له وتأييداً إذا كان همه نشر دين الحقّ في الأرض .
وإنما جعل الله الريح تجري بأمر سليمان ولم يجعلها تجري لسفنه لأن الله سخر الريح لكل السفن التي فيها مصلحة مُلك سليمان فإنه كانت تأتيه سفن ( ترشيش ) يُظن أنها طرطوشة بالأندلس أو قرطجنة بإفريقية وسفن حيرام ملك صور حاملة الذهب والفضة والعاج والقِردة والطواويس وهدَايا الآنية والحلل والسلاح والطيب والخيل والبغال كما في الإصحاح 10 من سفر الملوك الأول .
وجملة { وكنا بكل شيء عالمين } معترضة بين الجمل المسوقة لذكر عناية الله بسليمان . والمناسبةُ أن تسخير الريح لمصالح سليمان أثر من آثار علم الله بمختلف أحوال الأمم والأقاليم وما هو منها لائق بمصلحة سليمان فيُجري الأمور على ما تقتضيه الحكمة التي أرادها سبحانه إذ قال : { وشددنا ملكه } [ ص : 20 ].
- إعراب القرآن : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
«وَلِسُلَيْمانَ» الواو عاطفة والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره سخرنا «الرِّيحَ» مفعول به للفعل المحذوف «عاصِفَةً» حال من الريح «تَجْرِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر والجملة حال ثانية «بِأَمْرِهِ» متعلقان بالفعل قبلهما «إِلى الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل قبلهما «الَّتِي» اسم موصول محله جر صفة «بارَكْنا» ماض وفاعله والجملة صلة لا محل لها «فِيها» متعلقان بالفعل قبلهما «وَكُنَّا» كان واسمها والجملة معطوفة «بِكُلِّ» متعلقان بالخبر بعدهما «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «عالِمِينَ» خبر منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم
- English - Sahih International : And to Solomon [We subjected] the wind blowing forcefully proceeding by his command toward the land which We had blessed And We are ever of all things Knowing
- English - Tafheem -Maududi : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ(21:81) And We had subdued to Solomon the strongly blowing wind which sped at his bidding to the land wherein We had placed Our blessings, *74 for We had the knowledge of everything.
- Français - Hamidullah : Et Nous avons soumis à Salomon le vent impétueux qui par son ordre se dirigea vers la terre que Nous avions bénie Et Nous sommes à même de tout savoir
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Sulaiman machten Wir den Sturmwind dienstbar daß er auf seinen Befehl zum Land wehe das Wir gesegnet haben - und Wir wußten über alles Bescheid -
- Spanish - Cortes : Y a Salomón el ventarrón que sopla a una orden suya hacia la tierra que hemos bendecido Lo sabemos todo
- Português - El Hayek : E submetemos a Salomão o vento impetuoso que sopra a seu capricho para a terra que Nós abençoamos porque somosOnisciente
- Россию - Кулиев : Мы подчинили Сулейману Соломону сильный ветер который дул по его повелению на землю которую Мы благословили Мы знаем о всякой вещи
- Кулиев -ас-Саади : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
Мы подчинили Сулейману (Соломону) сильный ветер, который дул по его повелению на землю, которую Мы благословили. Мы знаем о всякой вещи.Ветер был покорен воле Сулеймана. Он преодолевал месячный путь одним утренним дуновением и преодолевал такое же расстояние одним полуденным дуновением. Он дул на благодатную землю Шама, где находилось его пристанище. Благодаря этому ветру Сулейман отправлялся в путешествия на восток и запад, но всякий раз он возвращался на благословенную землю. А поскольку божественное знание Аллаха объемлет всякую вещь, Аллах прекрасно знал обо всем, что происходило с Давудом и Сулейманом.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bereketli kıldığımız yere doğru Süleyman'ın emriyle yürüyen şiddetli rüzgarı onun buyruğuna verdik Biz herşeyi biliyorduk
- Italiano - Piccardo : E [sottomettemmo] il vento impetuoso a Salomone al suo ordine soffiava sulla terra che abbiamo benedetta Noi conosciamo ogni cosa
- كوردى - برهان محمد أمين : بۆ سولهیمانیش بایهکی بههێزو تیژمان ڕهخساند که بهرمانی ئهو جاروبار هاتووچۆی دهکرد بۆ ئهو زهویهی که بهرهکهتمان بهسهردا ڕژاندبوو و ئێمه بهههموو شتێک زاناو شارهزاین
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے تیز ہوا سلیمان کے تابع فرمان کردی تھی جو ان کے حکم سے اس ملک میں چلتی تھی جس میں ہم نے برکت دی تھی یعنی شام اور ہم ہر چیز سے خبردار ہیں
- Bosanski - Korkut : A Sulejmanu vjetar jaki poslušnim učinismo – po zapovijedi njegovoj je puhao prema zemlji koju smo blagoslovili; a Mi sve dobro znamo;
- Swedish - Bernström : Och Vi gjorde stormvinden till Salomos [tjänare] och den skyndade på hans befallning till landet som Vi har välsignat; Vi har kunskap om allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan telah Kami tundukkan untuk Sulaiman angin yang sangat kencang tiupannya yang berhembus dengan perintahnya ke negeri yang kami telah memberkatinya Dan adalah Kami Maha Mengetahui segala sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
(Dan) telah Kami tundukkan (untuk Sulaiman angin yang sangat kencang tiupannya) dan pada ayat yang lain disebutkan Rukha-an, artinya angin yang sangat kencang dan pelan tiupannya, kesemuanya itu sesuai dengan kehendak Nabi Sulaiman (yang berhembus dengan perintahnya ke negeri yang kami telah memberkatinya) yakni negeri Syam. (Dan adalah Kami Maha Mengetahui segala sesuatu) antara lain ilmu Allah yang telah diberikan kepada Sulaiman itu akan mendorongnya tunduk patuh kepada Rabbnya. Allah melakukan hal itu sesuai dengan ilmu-Nya yang maha mengetahui segala sesuatu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এবং সুলায়মানের অধীন করে দিয়েছিলাম প্রবল বায়ুকে; তা তাঁর আদেশে প্রবাহিত হত ঐ দেশের দিকে যেখানে আমি কল্যাণ দান করেছি। আমি সব বিষয়েই সম্যক অবগত রয়েছি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் ஸுலைமானுக்குக் கடுமையாக வீசும் காற்றையும் நாம் வசப்படுத்திக் கொடுத்தோம் அது அவருடைய ஏவலின் படி நாம் எந்த பூமியை பாக்கியமுடையதாக்கினோமோ அந்த பூமிக்கும் அவரை எடுத்துச் சென்றது இவ்வாறு ஒவ்வொரு பொருளையும் பற்றி நாம் அறிந்தோராகவே இருக்கின்றோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และสำหรับสุลัยมาน เราได้ทำให้ลมกลายเป็นพายุ ตามคำบัญชาของเขา ไปยังดินแดนซึ่งเราได้ให้ความจำเริญ ณ ที่นั้น และเราเป็นผู้รอบรู้ทุกสิ่งทุกอย่าง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сулаймонга шамолни қаттиқ эсувчи қилиб бердик Ушамолни унинг амри ила Биз баракали қилган ерга эсадиган қилиб қўйдик Барча нарсани билгувчи бўлдик
- 中国语文 - Ma Jian : 我替素莱曼制服狂风,它奉他的命令而吹到我曾降福的地方, 我是深知万物的。
- Melayu - Basmeih : Dan Kami mudahkan bagi Nabi Sulaiman angin yang kencang tiupannya bertiup menurut kehendaknya ke negeri yang Kami limpahi berkat padanya; dan adalah Kami mengetahui akan tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Suleymaanna waxaan u Sakhirray Dabaysha iyadoo Daran oo ku Socota Amarkiisa Xaggii Dhulkii ahaa kaan Barakaynay Dhexdiisa waxaana Nahay Kuwo wax walba Og
- Hausa - Gumi : Kuma Muka hõre wa Sulaimãn iska mai tsananin bugãwa tanã gudãna da umuruinsa zuwa ga ƙasar nan wadda Muka sanya albarka a cikinta Kuma Mun kasance Masana ga dukkan Kõme
- Swahili - Al-Barwani : Na tukamsahilishia Suleiman upepo wa kimbunga wendao kwa amri yake kwenye ardhi tuliyo ibarikia Na Sisi ndio tunao jua kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe i kemi dhënë Sulejmanit frymë të fortë që të ecë ajo fryma sipas urdhërit të tij kah toka të cilën Ne e kemi bekuar; dhe Na i dimë të gjitha gjërat;
- فارسى - آیتی : و تندباد را مسخّر سليمان كرديم كه به امر او در آن سرزمين كه بركتش داده بوديم حركت مىكرد. و ما بر هر چيزى آگاهيم.
- tajeki - Оятӣ : Ва тундбодро фармонбардори Сулаймон кардем, ки ба амри ӯ дар он сарзамин, ки баракаташ дода будем, ҳаракат мекард. Ва Мо бар ҳар чизе доноем.
- Uyghur - محمد صالح : سۇلايمانغا قاتتىق چىقىدىغان شامالنى مۇسەخخەر قىلىپ بەردۇق، شامال سۇلايماننىڭ ئەمرى بويىچە، بىز بەرىكەتلىك قىلغان زېمىنغا (يەنى شامغا) باراتتى، بىز ھەممىنى بىلگۈچىمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സുലൈമാന്ന് നാം ആഞ്ഞുവീശുന്ന കാറ്റിനെയും അധീനപ്പെടുത്തിക്കൊടുത്തു. അദ്ദേഹത്തിന്റെ കല്പന പ്രകാരം, നാം അനുഗ്രഹങ്ങളൊരുക്കിവെച്ച നാട്ടിലേക്ക് അത് സഞ്ചരിച്ചുകൊണ്ടിരുന്നു. എല്ലാ കാര്യത്തെപ്പറ്റിയും നന്നായറിയുന്നവനാണ് നാം.
- عربى - التفسير الميسر : وسخرنا لسليمان الريح شديده الهبوب تحمله ومن معه تجري بامره الى ارض "بيت المقدس" بـ "الشام" التي باركنا فيها بالخيرات الكثيره وقد احاط علمنا بجميع الاشياء
*74) This is also explained in XXXIV: 12: "And for Solomon We had subjected the wind which covered a month's journey in the morning and a month's journey in the evening", and in XXXVIII: 36: "So We subjected the wind to him. It blew softly at his bidding whither-soever he wanted it to blow." Thus it is clear that the wind was so subjected to Prophet Solomon that the voyages to places at one month's sea journey could be performed conveniently, because a favourable wind was always blowing for his ships to and from those places.
It is confirmed by the Bible that Prophet Solomon had developedsea trade on a large scale. ( I Kings, 10: 22). On the one side, his trade ships sailed from Ezion-geber, through the Red Sea, towards Yaman and other southern and eastern lands, and on the other, his naval fleet called Thar-shish, sailed on the Mediterranean to the western countries. The great furnace which he had built at Ezion-geber for melting and moulding ores extracted from the copper and iron mines in the `Arabah in Edom, has been confirmed by modem archaeological researches as well. This molten iron and copper was used in building ships besides being put to other uses. The Qur'an refers to this when it says: "....and We made a fountain of molten copper to flow for him (Solomon)...." (XXXIV:12).
As ,regards the subjection of the wind, it may mean that Allah, by His special favour, had so arranged that the wind-and sea voyages in those days depended entirely on wind-was always favourable for Prophet Solomon's fleet. But if we take the literal meaning of v. 81: "it sped at his bidding", there will be no harm, for Allah is able to give such powers to any of His servants He pleases.