- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍۢ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُۥ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِۦ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ
- عربى - نصوص الآيات : ومن الناس من يعبد الله على حرف ۖ فإن أصابه خير اطمأن به ۖ وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ۚ ذلك هو الخسران المبين
- عربى - التفسير الميسر : ومن الناس مَن يدخل في الإسلام على ضعف وشكٍّ، فيعبد الله على تردده، كالذي يقف على طرف جبل أو حائط لا يتماسك في وقفته، ويربط إيمانه بدنياه، فإن عاش في صحة وسَعَة استمر على عبادته، وإن حصل له ابتلاء بمكروه وشدة عزا شؤم ذلك إلى دينه، فرجع عنه كمن ينقلب على وجهه بعد استقامة، فهو بذلك قد خسر الدنيا؛ إذ لا يغيِّر كفرُه ما قُدِّر له في دنياه، وخسر الآخرة بدخوله النار، وذلك خسران بيِّن واضح. يعبد ذلك الخاسر من دون الله ما لا يضره إن تركه، ولا ينفعه إذا عبده، ذلك هو الضلال البعيد عن الحق. يدعو مَن ضررُه المحقق أقرب من نفعه، قبح ذلك المعبود نصيرًا، وقبح عشيرًا.
- السعدى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
أي: ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ } أي: إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه. فهذا، ربما أن الله يعافيه، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } من حصول مكروه، أو زوال محبوب { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } أي: ارتد عن دينه، { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ } أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، واستحق النار، { ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } أي: الواضح البين.
- الوسيط لطنطاوي : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
ثم بين - سبحانه - نوعاً آخر من الناس ، لا يقل جرماً عن سابقه فقال - تعالى - : ( وَمِنَ الناس مَن يَعْبُدُ الله على حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطمأن بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقلب على وَجْهِهِ . . ) .
قال صاحب الكشاف : " على حرف " أى : على طرف من الدين لا فى وسطه وقلبه . وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب فى دينهم : لا على سكون وطمأنينة ، كالذى يكون على طرف من العسكر ، فإن أحس بظفر وغنيمة قر واطمأن ، وإلا فر وطار على وجهه . . " .
وقد ذكر المفسرون فى سبب نزول هذه الآية روايات منها : ما أخرجه البخارى عن ابن عباس قال : كان الرجل يقدم المدينة ، فإذا ولدت أمرأته غلاماً ، ونتجت خيله . قال : هذا دين صالح ، وإن لم تلد امرأته ، ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء . . . "
.والمتأمل فى هذه الآية الكريمة يراها قد صورت المذبذبين فى عقيدتهم أكمل تصوير ، فهم يقيسون العقيدة بميزان الصفقات التجارية ، إن ربحوا من ورائها فرحوا ، وإن خسروا فيها أصابهم الغم والحزن .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - فى شأن المنافقين : ( وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصدقات فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ) والتعبير بقوله - سبحانه - ( على حَرْفٍ ) يصور هذا النوع من الناس ، وكأنه يتأرجح فى عبادته كما يتأرجح من يكون على طرف الشىء . فهو معرض للسقوط فى أية لحظة .
والمراد من الخير فى قوله - تعالى - ( فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطمأن بِهِ ) الخير الدنيوى من صحة وغنى ومنافع دنيوية .
أى : فإن نزل بهذا المذبذب فى عبادته خير دنيوى ( اطمأن بِهِ ) أى : ثبت على ما هو عليه من عبادة ثباتاً ظاهرياً ، وليس ثباتاً قلبياً حقيقياً كما هو شأن المؤمنين الصادقين الذين لا يزحزحهم عن إيمانهم وعد أو وعيد .
( وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ) أى : مصيبة أو شر ( انقلب على وَجْهِهِ ) أى : ارتد ورجع عن عبادته ودينه إلى الكفر والمعاصى .
وقوله - تعالى - : ( خَسِرَ الدنيا والآخرة ذلك هُوَ الخسران المبين ) بيان لسوء عاقبة صنيعه .
أى : هذا الذى يعبد الله على حرف ، جمع على نفسه خسارتين ، خسارة الدنيا بسبب عدم حصوله على ما يريده منها ، وخسارة الآخرة بسبب ارتداده إلى الكفر وغشيان السيئات ، وذلك الذى جمعه على نفسه هو الخسران الواضح ، الذى لا ينازع فى شأنه عاقلان ، إذ لا خسران أشد وأظهر ، من الخسران الذى ضيع دنياه وآخرته .
- البغوى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
قوله عز وجل : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) الآية نزلت في قوم من الأعراب كانوا يقدمون المدينة مهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا قدم المدينة فصح بها جسمه ونتجت بها فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلاما وكثر ماله قال هذا دين حسن وقد أصبت فيه خيرا واطمأن إليه وإن أصابه مرض وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وقل ماله ، قال ما أصبت منذ دخلت في هذا الدين إلا شرا فينقلب عن دينه وذلك الفتنة فأنزل الله عز وجل
( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) أكثر المفسرين قالوا على شك وأصله من حرف الشيء وهو طرفه نحو حرف الجبل والحائط الذي كالقائم عليه غير مستقر فقيل للشاك في الدين إنه يعبد الله على حرف لأنه على طرف وجانب من الدين لم يدخل فيه على الثبات والتمكن وأصله كالقائم على حرف الجبل مضطرب غير مستقر يعرض أن يقع في أحد جانبي الطرف لضعف قيامه ولو عبدوا الله في الشكر على السراء والصبر على الضراء لم يكونوا على حرف قال الحسن : هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه ( فإن أصابه خير ) صحة في جسمه وسعة في معيشته ، ( اطمأن به ) أي رضي به وسكن إليه ( وإن أصابته فتنة ) بلاء في جسده وضيق في معيشته ، ( انقلب على وجهه ) ارتد ورجع على عقبه إلى الوجه الذي كان عليه من الكفر ( خسر الدنيا ) يعني هذا الشاك خسر الدنيا بفوات ما كان يؤمل ، ( والآخرة ) بذهاب الدين والخلود في النار قرأ يعقوب " خاسر " بالألف والآخرة جر ( ذلك هو الخسران المبين ) الظاهر
- ابن كثير : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
قال مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما : ( على حرف ) : على شك .
وقال غيرهم : على طرف . ومنه حرف الجبل ، أي : طرفه ، أي : دخل في الدين على طرف ، فإن وجد ما يحبه استقر ، وإلا انشمر .
وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن الحارث ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) قال : كان الرجل يقدم المدينة ، فإن ولدت امرأته غلاما ، ونتجت خيله ، قال : هذا دين صالح . وإن لم تلد امرأته ، ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أشعث بن إسحاق القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون ، فإذا رجعوا إلى بلادهم ، فإن وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن ، قالوا : " إن ديننا هذا لصالح ، فتمسكوا به " . وإن وجدوا عام جدوبة وعام ولاد سوء وعام قحط ، قالوا : " ما في ديننا هذا خير " . فأنزل الله على نبيه : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه ) .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : كان أحدهم إذا قدم المدينة ، وهي أرض وبيئة ، فإن صح بها جسمه ، ونتجت فرسه مهرا حسنا ، وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأن إليه ، وقال : " ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيرا " . وإن أصابته فتنة - والفتنة : البلاء - أي : وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته جارية ، وتأخرت عنه الصدقة ، أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرا . وذلك الفتنة .
وهكذا ذكر قتادة ، والضحاك ، وابن جريج ، وغير واحد من السلف ، في تفسير هذه الآية .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هو المنافق ، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة ، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت ، انقلب فلا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه ، فإن أصابته فتنة أو شدة أو اختبار أو ضيق ، ترك دينه ورجع إلى الكفر .
وقال مجاهد في قوله : ( انقلب على وجهه ) أي : ارتد كافرا .
وقوله : ( خسر الدنيا والآخرة ) أي : فلا هو حصل من الدنيا على شيء ، وأما الآخرة فقد كفر بالله العظيم ، فهو فيها في غاية الشقاء والإهانة; ولهذا قال : ( ذلك هو الخسران المبين ) أي : هذه هي الخسارة العظيمة ، والصفقة الخاسرة .
- القرطبى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
قوله تعالى : ومن الناس من يعبد الله على حرف ( من ) في موضع رفع بالابتداء ، والتمام انقلب على وجهه على قراءة الجمهور ( خسر ) . وهذه الآية خبر عن المنافقين . قال ابن عباس : يريد شيبة بن ربيعة كان قد أسلم قبل أن يظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فلما أوحي إليه ارتد شيبة بن ربيعة . وقال أبو سعيد الخدري : أسلم رجل من اليهود فذهب بصره ، وماله ، فتشاءم بالإسلام ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : أقلني ! فقال : إن الإسلام لا يقال ، فقال : إني لم أصب في ديني هذا خيرا ! ذهب بصري ، ومالي ، وولدي ! فقال : يا يهودي ، إن الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد ، والفضة ، والذهب ؛ فأنزل الله تعالى : ومن الناس من يعبد الله على حرف . وروى إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف قال : كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح ؛ فإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء ) . وقال المفسرون : نزلت في أعراب كانوا يقدمون على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسلمون ؛ فإن نالوا رخاء أقاموا ، وإن نالتهم شدة ارتدوا . وقيل : نزلت في النضر بن الحارث . وقال ابن زيد وغيره : نزلت في المنافقين . ومعنى على حرف على شك ، قاله مجاهد ، وغيره . وحقيقته أنه على ضعف في عبادته كضعف القائم على حرف مضطرب فيه . وحرف كل شيء طرفه ، وشفيره ، وحده ؛ ومنه حرف الجبل ، وهو أعلاه المحدد . وقيل : على حرف أي على وجه واحد ، وهو أن يعبده على السراء دون الضراء ؛ ولو عبدوا الله على الشكر في السراء والصبر على الضراء لما عبدوا الله على حرف . وقيل : على حرف على شرط ؛ وذلك أن شيبة بن ربيعة قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يظهر أمره : ادع لي ربك أن يرزقني مالا ، وإبلا ، وخيلا ، وولدا حتى أومن بك وأعدل إلى دينك ؛ فدعا له فرزقه الله - عز وجل - ما تمنى ؛ ثم أراد الله - عز وجل - فتنته واختباره وهو أعلم به ، فأخذ منه ما كان رزقه بعد أن أسلم فارتد عن الإسلام ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه : ومن الناس من يعبد الله على حرف يريد شرط . وقال الحسن : هو المنافق يعبد الله بلسانه دون قلبه . وبالجملة فهذا الذي يعبد الله على حرف ليس داخلا بكليته ؛ فإن أصابه خير صحة جسم ورخاء معيشة رضي وأقام على دينه . وإن أصابته فتنة أي خلاف ذلك مما يختبر به انقلب على وجهه أي ارتد فرجع إلى وجهه الذي كان عليه من الكفر . خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين قرأ مجاهد ، وحميد بن قيس ، والأعرج ، والزهري ، وابن أبي إسحاق - وروي عن يعقوب - ( خاسر الدنيا ) بألف نصبا على الحال ، وعليه فلا يوقف على ( وجهه ) . وخسرانه الدنيا بأن لا حظ في غنيمة ، ولا ثناء ، والآخرة بأن لا ثواب له فيها .
- الطبرى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
يعني جلّ ذكره بقوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) أعرابا كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهاجرين من باديتهم، فإن نالوا رخاء من عيش بعد الهجرة والدخول في الإسلام أقاموا على الإسلام، وإلا ارتدّوا على أعقابهم، فقال الله ( ومن الناس من يعبد الله ) على شك، ( فإن أصابه خير اطمأن به ) وهو السعة من العيش وما يشبهه من أسباب الدنيا اطمأنّ به يقول: استقرّ بالإسلام وثبت عليه ( وإن أصابته فتنة ) وهو الضيق بالعيش وما يشبهه من أسباب الدنيا( انقلب على وجهه ) يقول: ارتدّ فانقلب على وجهه الذي كان عليه من الكفر بالله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) ... إلى قوله ( انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) قال: الفتنة البلاء، كان أحدهم إذا قدم المدينة وهي أرض وبيئة، فإن صحّ بها جسمه ، ونُتِجت فرسه مُهرا حسنا، وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأنّ إليه وقال: ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيرا ، وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته &; 18-576 &; جارية وتأخرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرّا، وذلك الفتنة.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عنبسة، عن أبي بكر، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن القاسم بن أبي بَزَّة، عن مجاهد في قول الله ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ) قال: على شكّ.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( عَلَى حَرْفٍ ) قال: على شك (فإن أصابه خير ) رخاء وعافية ( اطمأن به) اسْتَقَرَّ (وإن أصابته فتنة ) عذاب ومصيبة (انْقَلَبَ ) ارتد ( على وجهه ) كافرا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، بنحوه.
قال ابن جُرَيج: كان ناس من قبائل العرب ومن حولهم من أهل القرى يقولون: نأتي محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن صادفنا خيرا من معيشة الرزق ثبتنا معه، وإلا لحقنا بأهلنا.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قَتادة ( من يعبد الله على حرف ) قال: شك.( فإن أصابه خير ) يقول: أكثر ماله وكثرت ماشيته اطمأنّ وقال: لم يصبني في ديني هذا منذ دخلته إلا خير ( وإن أصابته فتنة ) يقول: وإن ذهب ماله، وذهبت ماشيته ( انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) .
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، نحوه.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) الآية، كان ناس من قبائل العرب ومن حول المدينة من القرى كانوا يقولون: نأتي محمدا صلى الله عليه وسلم فننظر في شأنه، فإن صادفنا خيرا ثبتنا معه، وإلا لحقنا بمنازلنا وأهلينا. وكانوا يأتونه فيقولون: نحن على دينك! فإن أصابوا معيشة ونَتَجُوا خيلهم وولدت نساؤهم الغلمان، اطمأنوا وقالوا: هذا دين صدق ، وإن تأخر عنهم الرزق، وأزلقت خيولهم ، وولدت نساؤهم البنات، قالوا: هذا دين سَوْء، فانقلبوا على وجوههم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) قال: هذا المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صَلَح من دنياه. وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر.
وقوله ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ) يقوله: غَبِن هذا الذي وصف جلّ ثناؤه صفته دنياه، لأنه لم يظفر بحاجته منها بما كان من عبادته الله على الشك، ووضع في تجارته فلم يربح والآخرة : يقول: وخسر الآخرة، فإنه معذّب فيها بنار الله الموقدة. وقوله ( ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) يقول : وخسارته الدنيا والآخرة هي الخسران : يعني الهلاك المبين : يقول : يبين لمن فكّر فيه وتدبره أنه قد خسر الدنيا والآخرة .
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته قراء الأمصار جميعا غير حميد الأعرج ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ) على وجه المضيّ. وقرأه حميد الأعرج ( خاسِرًا) نصبا على الحال على مثال فاعل.
- ابن عاشور : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)
هذا وصف فريق آخر من الذين يقابلون الأمر بالتقوى والإنذار بالساعة مقابلة غير المطمئن بصدق دعوة الإسلام ولا المُعرض عنها إعراضاً تاماً ولكنهم يضعون أنفسهم في معرض الموازنة بين دينهم القديم ودين الإسلام . فهم يقبلون دعوة الإسلام ويدخلون في عداد متبعيه ويرقبون ما ينتابهم بعد الدخول في الإسلام فإن أصابهم الخيَر عقب ذلك عَلموا أن دينهم القديم ليس بحق وأنّ آلهتهم لا تقدر على شيء لأنها لو قدرت لانتقمت منهم على نبذ عبادتها وظنوا أن الإسلام حق ، وإن أصابهم شرّ من شرور الدنيا العارضة في الحياة المسببة عن أسباب عادية سخطوا على الإسلام وانخلعوا عنه . وتوهموا أن آلهتهم أصابتهم بسوء غضباً من مفارقتهم عبادتها كما حكى الله عن عَاد إذ قالوا لرسولهم { إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } [ هود : 54 ].
فالعبادة في قوله تعالى { من يعبد الله على حرف } مراد بها عبادة الله وحده بدليل قوله تعالى : { يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه } [ الحج : 12 ].
والظاهر أن هذه الآية نزلت بالمدينة ، ففي «صحيح البخاري» عن ابن عباس في قوله : { ومن الناس من يعبد الله على حرف } قال : كان الرجل يقدم المدينة فإن وَلدت امرأته غلاماً ونُتجت خيله قال : هذا دينٌ صالح ، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال : هذا دينُ سُوءٍ .
وفي رواية الحسن : أنها نزلت في المنافقين يعني المنافقين من الذين كانوا مشركين مثل : عبد الله بن أبي بن سلول ، وهذا بعيد لأنّ أولئك كانوا مبطنين الكفر فلا ينطبق عليهم قوله { فإن أصابه خير اطمأن به }. وممن يصلح مثالاً لهذا الفريق العرنيُّون الذين أسلموا وهاجروا فاجتووا المدينة ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يلحقوا براعي إبل الصدقة خارج المدينة فيشربوا من ألبانها وأبوالها حتى يصحوا فلمّا صحوا قتلوا الراعي واستاقوا الذّود وفَروا ، فألحق بهم النبي صلى الله عليه وسلم الطلبَ في أثرهم حتى لحقوا بهم فأمر بهم فقتلوا .
وفي حديث «الموطأ» : أن أعرابياً أسلم وبايع النبي صلى الله عليه وسلم فأصابه وعكٌ بالمدينة ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستقيله بَيعته فأبى أن يقيله ، فخرج من المدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم " المدينة كالكير تنفي خبَثها وينصَع طيبها " فجعله خبثاً لأنه لم يكن مؤمناً ثابتاً . وذكر الفخر عن مقاتل أن نفراً من أسد وغَطفان قالوا : نخاف أن لا ينصر الله محمداً فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود فلا يميروننا فنزل فيهم قوله تعالى : { من كان يظن أن لن ينصره الله } [ الحج : 15 ] الآيات .
وعن الضحاك : أن الآية نزلت في المؤلفة قلوبهم ، منهم : عيينة بن حِصن والأقرع بن حَابِس والعبّاس بن مِرداس قالوا : ندخل في دين محمد فإن أصبْنا خيراً عرفنا أنه حق ، وإن أصبنا غير ذلك عرفنا أنه باطل .
وهذا كله ناشىء عن الجهل وتخليط الأسباب الدنيوية بالأسباب الأخروية ، وجعل المقارنات الاتفاقية كالمعلومات اللزومية . وهذا أصل كبير من أصول الضلالة في أمور الدين وأمور الدنيا . ولنعم المعبّر عن ذلك قوله تعالى { خسر الدنيا والآخرة } إذ لا يهتدي إلى تطلب المسببات من أسبابها .
وحَرف الشيء طَرفه وجَانبه سواء كان مرتفعاً كحرف الجبل والوادي أم كان مستوياً كحرف الطريق . ويطلق الحرف على طرف الجيش ويجمع على طِرَف بوزن عِنب قال في «القاموس» : ولا نظير له سوى طَللٍ وطِلَل .
وقوله تعالى : { يعبد الله على حرف } تمثيل لحال المتردد في عمله ، يريد تجربة عاقبته بحال من يمشي على حرف جَبَل أو حرف وادٍ فهو متهيّىء لأن يزِل عنه إلى أسفله فينقلب ، أي ينكَب .
ومعنى اطمأن : استقر وسكن في مكانه . ومصدره الاطمئنان واسم المصدر الطُمَأنينة . وتقدم في قوله تعالى : { ولكن ليطمئن قلبي } في [ سورة البقرة : 260 ].
والمعنى : استمر على التوحيد فرحاً بالخير الذي أصابه ، واستقرار مثل هذا على الإيمان يصيره مؤمناً إذا زال عنه التردد . وحال هؤلاء قريب من حال المؤلّفة قلوبهم .
والانقلاب : مطاوع قلبه إذا كبّه ، أي ألقاه على عكس ما كان عليه بأن جعل ما كان أعلاه أسفله كما يُقلب القالب بفتح اللام . فالانقلاب مستعمل في حقيقته ، والكلام تمثيل . وتفسيرنا الانقلاب هنا بهذا المعنى هو المناسب لقوله { على وجهه } أي سقط وانكب عليه ، كقول امرىء القيس :
يكب على الأذقان دوح الكنهبل ... وكقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم فيه أحد إلا كبّهُ الله على وجهه " . وحرف الاستعلاء ظاهر وهو أيضاً الملائم لتمثيل أول حاله بحال من هو على حرف .
ويطلق الانقلاب كثيراً على الانصراف من الجهة التي أتاها إلى الجهة التي جاء منها ، وهو مجاز شائع وبه فسر المفسرون . ولا يناسب اعتباره هنا لأن مثله يقال فيه : انقلب على عقبيه لا على وجهه ، كما قال تعالى : { إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه } [ البقرة : 143 ] إذ الرجوع إنما يكون إلى جهة غير جهة الوجه .
والفتنة : اضطراب الحال وقلق البال من حدوث شر لا مدفع له ، وهي مقابل الخير .
وجملة { خسر الدنيا والآخرة } بدل اشتمال من جملة { انقلب على وجهه }.
وجملة { ذلك هو الخسران المبين } معترضة بين جملة { انقلب على وجهه } وجملة { يدعو من دون الله } [ الحج : 12 ] التي هي في موضع الحال من ضمير { انقلب } أي أسقط في الشرك .
والخسران : تلف جزء من أصل مال التجارة ، فشبه نفع الدنيا ونفع الآخرة بمال التاجر الساعي في توفيره لأن الناس يرغبون تحصيله ، وثني على ذلك إثبات الخسران لصاحبه الذي هو من مرادفات مال التجارة المشبه به ، فشبه فوات النفع المطلوب بخسارة المال .
وتعليق الخسران بالدنيا والآخرة على حذف مضاف . والتقدير خسر خير الدنيا وخير الآخرة .
فخسارة الدنيا بسبب ما أصابه فيها من الفتنة ، وخسارة الآخرة بسبب عدم الانتفاع بثوابها المرجوّ له .
والمبين : الذي فيه ما يبين للناس أنه خسران بأدنى تأمل . والمراد أنه خسران شديد لا يخفى .
والإتيان باسم الإشارة لزيادة تمييز المسند إليه أتم تمييز لتقرير مدلوله في الأذهان .
وضمير { هو } ضمير فصل ، والقصر المستفاد من تعريف المسند قصر ادعائي . ادعي أن ماهية الخسران المبين انحصرت في خسرانهم ، والمقصود من القصر الادعائي تحقيق الخبر ونفي الشك في وقوعه . وضمير الفصل أكد معنى القصر فأفاد تقوية الخبر المقصور .
- إعراب القرآن : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
«وَ مِنَ النَّاسِ» الواو استئنافية ومتعلقان بخبر مقدم «مِنَ» موصولية في محل رفع مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة «يَعْبُدُ اللَّهَ» مضارع ومفعوله لفظ الجلالة والفاعل مستتر والجملة صلة لا محل لها «عَلى حَرْفٍ» متعلقان بمحذوف حال من فاعل يعبد «فَإِنْ» الفاء استئنافية وإن شرطية «أَصابَهُ خَيْرٌ» ماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر «اطْمَأَنَّ» ماض فاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط لم تقترن بالفاء ولا بإذا الفجائية به متعلقان بالفعل «وَ إِنْ» الواو عاطفة وإن شرطية «أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ» ماض ومفعوله وفاعله المؤخر والتاء للتأنيث والجملة معطوفة على إن الأولى إلخ «انْقَلَبَ» ماض فاعله مستتر «عَلى وَجْهِهِ» متعلقان بحال محذوفة والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط لم تقترن بالفاء ولا بإذا الفجائية «خَسِرَ» ماض فاعله مستتر «الدُّنْيا» مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر «وَ الْآخِرَةَ» معطوف على الدنيا مثلها والجملة مستأنفة أو حالية من فاعل انقلب «و ذلك» الواو استئنافية وذا اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب «هُوَ» ضمير فصل أو مبتدأ ثان «الْخُسْرانُ» خبر المبتدأ الثاني وجملة هو الخسران خبر المبتدأ الأول «الْمُبِينُ» صفة للخسران مرفوع مثلها
- English - Sahih International : And of the people is he who worships Allah on an edge If he is touched by good he is reassured by it; but if he is struck by trial he turns on his face [to the other direction] He has lost [this] world and the Hereafter That is what is the manifest loss
- English - Tafheem -Maududi : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(22:11) And there is a type of man who serves Allah standing on the borders (of the Faith *15 ); is if some good comes to him, he is satisfied (with his Faith), but if he encounters a trial, he turns his back (upon it). *16 Thus he loses both this world and the Hereafter: this is the manifest loss. *17
- Français - Hamidullah : Il en est parmi les gens qui adorent Allah marginalement S'il leur arrive un bien ils s'en tranquillisent et s'il leur arrive une épreuve ils détournent leur visage perdant ainsi le bien de l'ici-bas et de l'au-delà Telle est la perte évidente
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und unter den Menschen gibt es manchen der Allah nur am Rande dient Wenn ihn etwas Gutes trifft ist er damit beruhigt doch wenn ihn eine Versuchung trifft macht er eine Kehrtwende Er verliert das Diesseits und das Jenseits Das ist der deutliche Verlust
- Spanish - Cortes : Hay entre los hombres quien vacila en servir a Alá Si recibe un bien lo disfruta tranquilamente Pero si sufre una tentación gira en redondo perdiendo así la vida de acá y la otra es una pérdida irreparable
- Português - El Hayek : Entre os humanos há também quem adora Deus com restrições se lhe ocorre um bem satisfazse com isso; porém se oaçoita um adversidade renega e perde este mundo e o outro Esta é a evidencia desventura
- Россию - Кулиев : Среди людей есть и такой который поклоняется Аллаху находясь на грани между верой и неверием Если ему достается добро то благодаря этому он чувствует себя уверенно; если же его постигает искушение то он оборачивается вспять Он теряет как этот мир так и Последнюю жизнь Это и есть очевидный убыток
- Кулиев -ас-Саади : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
Среди людей есть и такой, который поклоняется Аллаху, находясь на грани между верой и неверием. Если ему достается добро, то благодаря этому он чувствует себя уверенно; если же его постигает искушение, то он оборачивается вспять. Он теряет как этот мир, так и Последнюю жизнь. Это и есть очевидный убыток!Среди людей встречаются маловеры, в сердца которых не проникла истинная вера. Они не чувствуют ее прелести, потому что обратились в ислам либо из-за страха перед людьми, либо следуя традициям своих отцов, а именно такая вера не выдерживает трудностей и испытаний. Если такие люди живут в достатке, пользуются многочисленными благами и не знают трудностей, то они чувствуют себя уверенно. При этом они не полагаются на веру, а надеются на собственное богатство. Если Аллах дарует таким людям благополучие и убережет их от испытаний, то они не отступят от правой веры. Если же на их долю выпадут трудности, и они лишатся желанных благ, то они выйдут из лона религии и нанесут ущерб своим мирской и будущей жизням. Отрекаясь от веры, такие люди пытаются благоустроить свою мирскую жизнь, однако их усердия не приносят им пользы, потому что они получают в удел только то, что им было предопределено изначально. Таков ущерб, который они несут в мирской жизни. Что же касается ущерба в жизни будущей, то совершенно очевидно, что такие люди будут лишены Рая, ширина которого равна протяженности небес и земли. Их обителью будет огненная Геенна, и это есть явный убыток!
- Turkish - Diyanet Isleri : İnsanlar içinde Allah'a bir yar kenarındaymış gibi kulluk eden vardır Ona bir iyilik gelirse yatışır başına bir bela gelirse yüz üstü döner Dünyayı da ahireti de kaybeder İşte apaçık kayıp budur
- Italiano - Piccardo : Fra gli uomini c'è chi adora Allah tentennando Se gli giunge il bene si acquieta; se gli giunge una prova fa voltafaccia e perde in questa vita e nell'altra Questa è una perdita evidente
- كوردى - برهان محمد أمين : ههندێك له خهڵکی ههیه تهنها له یهك حاڵهتدا خواپهرستی دهکات ئهویش ئهو حاڵهتهیه که دنیا بهدڵی ئهو بێت ئهگهر تووشی خێرو خۆشی بوو دڵی پێی خۆشه خۆ ئهگهر تووشی تاقیکردنهوهیهك هات سواری سهری خۆی دهبێت و ههڵدهگهرێتهوه ئا بهو حاڵهتهی دنیا و قیامهت له دهست خۆی دهدات و زهرهرمهندی ههردوو لایه و ههر ئهوهشه خهسارهتمهند و زهرهرمهندی ڕوون و ئاشکرا
- اردو - جالندربرى : اور لوگوں میں بعض ایسا بھی ہے جو کنارے پر کھڑا ہو کر خدا کی عبادت کرتا ہے۔ اگر اس کو کوئی دنیاوی فائدہ پہنچے تو اس کے سبب مطمئن ہوجائے اور اگر کوئی افت پڑے تو منہ کے بل لوٹ جائے یعنی پھر کافر ہوجائے اس نے دنیا میں بھی نقصان اٹھایا اور اخرت میں بھی۔ یہی تو نقصان صریح ہے
- Bosanski - Korkut : Ima ljudi koji se Allahu klanjaju ali bez pravog uvjerenja; ako ga prati sreća on je smiren a ako zapadne i u najmanje iskušenje vraća se nevjerstvu pa tako izgubi i ovaj i onaj svijet To je uistinu očiti gubitak
- Swedish - Bernström : Det finns även den bland människorna som dyrkar Gud fastän han står på gränsen [mellan tro och otro]; om gott kommer honom till del känner han lugn och tillförsikt men om han sätts på prov gör han helt om; på detta sätt förverkar han sitt liv både på jorden och i evigheten Detta är en ohjälplig och total förlust
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan di antara manusia ada orang yang menyembah Allah dengan berada di tepi; maka jika ia memperoleh kebajikan tetaplah ia dalam keadaan itu dan jika ia ditimpa oleh suatu bencana berbaliklah ia ke belakang Rugilah ia di dunia dan di akhirat Yang demikian itu adalah kerugian yang nyata
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
(Dan di antara manusia ada orang yang menyembah Allah dengan berada di tepi) ia ragu di dalam ibadahnya itu. Keadaannya diserupakan dengan seseorang yang berada di tepi bukit, yakni ia tidak dapat berdiri dengan tetap dan mantap (maka jika ia memperoleh kebaikan) maksudnya kesehatan dan kesejahteraan pada diri dan harta bendanya (tetaplah ia dalam keadaan itu dan jika ia ditimpa oleh suatu bencana) cobaan pada hartanya dan penyakit pada dirinya (berbaliklah ia ke belakang) ia kembali menjadi kafir. (Rugilah ia di dunia) disebabkan terlepasnya semua apa yang ia harapkan dari dunia (dan di akhirat) disebabkan kekafirannya itu. (Yang demikian itu adalah kerugian yang nyata) jelas ruginya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মানুষের মধ্যে কেউ কেউ দ্বিধাদ্বন্দ্বে জড়িত হয়ে আল্লাহর এবাদত করে। যদি সে কল্যাণ প্রাপ্ত হয় তবে এবাদতের উপর কায়েম থাকে এবং যদি কোন পরীক্ষায় পড়ে তবে পূর্বাবস্থায় ফিরে যায়। সে ইহকালে ও পরকালে ক্ষতিগ্রস্ত। এটাই প্রকাশ্য ক্ষতি
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும்; மனிதர்களில் ஓர் உறுதியும் இல்லாமல் ஓரத்தில் நின்று கொண்டு அல்லாஹ்வை வணங்குகிறவனும் இருக்கிறான் அவனுக்கு ஒரு நன்மை ஏற்படுமாயின் அதைக் கொண்டு அவன் திருப்தியடைந்து கொள்கிறான்; ஆனால் அவனுக்கு ஒரு சோதனை ஏற்படுமாயின் அவன் தன் முகத்தை அல்லாஹ்வை விட்டும் திருப்பிக் கொள்கிறான்; இத்தகையவன் இம்மையிலும் மறுமையிலும் நஷ்டமடைகிறான் இதுதான் தெளிவான நஷ்டமாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และในหมู่มนุษย์บางคน มีผู้เคารพภักดีต่ออัลลอฮฺบนขอบทางของศาสนา หากความดีประสบแก่เขา เขาก็พออกพอใจต่อสิ่งนั้น หากความทุกข์ยากประสบแก่เขา เขาก็จะผินหน้าของเขากลับสู่การปฏิเสธ เขาขาดทุนทั้งในโลกนี้และในโลกหน้า นั่นคือการขาดทุนอย่างชัดแจ้ง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Одамлардан Аллоҳга бир томонлама ибодат қиладиганлари ҳам бор Агар унга яхшилик етса кўнгли тўлур Агар унга бало етса юз ўгириб кетур У дунёда ҳам охиратда ҳам зиён кўрур Ана ўша очиқойдин зиёндир Ислом тижорат эмаски унга ўткинчи фойдани кўзлаб кирилса Ислом–иймон эътиқод Аллоҳга бандалик қилиш Унинг йўлида жонни ҳам молни ҳам фидо этиш ҳар хил балоофатларга бардош бериш демакдир Ана ўша синовлардан ўтганлар икки дунё бахтига сазовор бўладилар Аммо Исломга муайян фойдани кўзлаб кирган ўша фойдага эришса хурсанд бўлиб эришмаса динни тарк этиб юз ўгириб кетадиган мунофиқлар икки дунёда зиён кўришлари муқаррар Аслини олганда мунофиқ Исломдан Аллоҳдан юз ўгириб қаёққа ҳам борарди кимга ҳам топинарди
- 中国语文 - Ma Jian : 有人在边缘上崇拜真主,若获福利,他就安然享受;若遭祸害, 他就轻率背叛。他将丧失今世和后世,这是明显的亏损。
- Melayu - Basmeih : Dan ada di antara manusia yang menyembah Allah dengan sikap dan pendirian yang tidak tetap iaitu kalau ia beroleh kebaikan senanglah hatinya dengan keadaan itu; dan kalau pula ia ditimpa fitnah kesusahan berbaliklah ia semula kepada kekufurannya Dengan sikapnya itu rugilah ia akan dunia dan akhirat itulah kerugian yang terang nyata
- Somali - Abduh : Waxaa ka mid ah Dadka mid u Caabudi Eebe Dhinac Shaki Hadduu soo Gaadho Khayra Xasili Hadduu soo Gaadho Imtixaan Dhibna u Gabdooma Wajigiisa Gaalooba wuxuu Khasaariyey Adduun iyo Aakhiraba Kaasina waa Khasaaraha Cad uun
- Hausa - Gumi : Kuma daga mutãne akwai mai bauta wa Allah a kan wani gefe Sa'an nan idan wani alhẽri ya sãme shi sai ya natsu da shi kuma idan wata fitina ta sãme shi sai ya jũya bãya a kan fuskarsa Yã yi hasãrar dũniya da Lãhira Waccan ita ce hasãra bayyananna
- Swahili - Al-Barwani : Na katika watu wapo wanao muabudu Mwenyezi Mungu kwa ukingoni Ikimfikia kheri hutulia kwayo na ukimfikia msukosuko hugeuza uso wake Amekhasiri dunia na Akhera; hiyo ndiyo khasara iliyo wazi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ka njerëz që e adhurojnë Perëndinë sipas laverdisë e interesit që – nëse e përcjellë fati ai qetësohet e nëse e goditë fatkeqësia ai kthehet në mohim; e kështu e humbë këtë botë dhe tjetrën Kjo në të vërtetë është humbje e qartë
- فارسى - آیتی : و از ميان مردم كسى است كه خدا را با ترديد مىپرستد. اگر خيرى به او رسد دلش بدان آرام گيرد، و اگر آزمايشى پيش آيد رخ برتابد. در دنيا و آخرت زيان بيند و آن زيانى آشكار است.
- tajeki - Оятӣ : Ва аз миёни мардум касест, ки Худоро бо шубҳа мепарастад. Агар хайре ба ӯ расад, дилаш ба он ором гирад ва агар озмоише пеш ояд, рӯй бартобад. Дар дунёву охират зиён бинад ва он зиёне ошкор аст.
- Uyghur - محمد صالح : بەزىلەر اﷲ قا شەك - شۈبھە بىلەن (يەنى تۇراقسىز ھالدا) ئىبادەت قىلىدۇ، ئەگەر ئۇنىڭغا ياخشىلىق يەتسە دىنىدا تۇرىدۇ (بۇنداق ئادەم مۇناپىق بولۇپ، اﷲ قا دىلى بىلەن ئەمەس پەقەت تىلى بىلەن ئىبادەت قىلىدۇ)، ئەگەر ئۇنىڭغا بەختسىزلىك يەتسە دىنىدىن يېنىۋالىدۇ، ئۇ دۇنيا ۋە ئاخىرەتتە زىيان تارتىدۇ، بۇ روشەن زىياندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഓരത്ത്നിന്ന് അല്ലാഹുവിന് വഴിപ്പെടുന്ന ചിലരുണ്ട്. നേട്ടം വല്ലതും കിട്ടുകയാണെങ്കില് അതിലവന് സമാധാനമടയും. വല്ല വിപത്തും വന്നാലോ, അപ്പോഴവന് തിരിഞ്ഞുകളയും. അവന് ഇഹവും പരവും നഷ്ടപ്പെട്ടതുതന്നെ. പ്രകടമായ നഷ്ടവും ഇതത്രെ.
- عربى - التفسير الميسر : ومن الناس من يدخل في الاسلام على ضعف وشك فيعبد الله على تردده كالذي يقف على طرف جبل او حائط لا يتماسك في وقفته ويربط ايمانه بدنياه فان عاش في صحه وسعه استمر على عبادته وان حصل له ابتلاء بمكروه وشده عزا شوم ذلك الى دينه فرجع عنه كمن ينقلب على وجهه بعد استقامه فهو بذلك قد خسر الدنيا اذ لا يغير كفره ما قدر له في دنياه وخسر الاخره بدخوله النار وذلك خسران بين واضح يعبد ذلك الخاسر من دون الله ما لا يضره ان تركه ولا ينفعه اذا عبده ذلك هو الضلال البعيد عن الحق يدعو من ضرره المحقق اقرب من نفعه قبح ذلك المعبود نصيرا وقبح عشيرا
*15) This type of man is a time server, who stands on the boundary line between Islam and kufr so that he may join the winning side whether it be Islam or kufr.
*16) As this type of man has a weak character and wavers between kufr and Islam he becomes the slave of his "self". He accepts Islam for the sake of selfinterest: he is faithful to it if all his wishes are fulfilled and he has a life of ease and comfort; he is well-pleased with his Allah and is "firm" in his faith. On the contrary, if his "faith" demands some sacrifice from him, or he is visited by some affliction, or encounters some hardship and loss in the way of Allah, or he does not have his way, he begins to waver about the Godhead of Allah and the Prophethood of the Messenger and becomes sceptical about everything of the "Faith". Then he is ready to bow down before any power from which he expects some benefit and security from loss.
*17) This is a great moral proposition that has been stated concisely. The fact is that the wavering man remains a loser in this world as well as in the Next World, and fares worse even than an unbeliever. The unbeliever applies himself exclusively to the benefits of this world and becomes more or less successful in his object because he is not handicapped by the fear of Allah, accountability of the Hereafter and restrictions of Divine Law. Likewise a true believer follows the way of Allah with fortitude and perseverance and may as well become successful in this world, but even if he loses it altogether, he is assured of success in the Next Y World. But the "wavering Muslim" becomes a loser both in this world and in the Next World because he is handicapped by doubt and indecision and cannot make his choice between the two worlds. As he cannot decide whether there is Allah and the Hereafter, he cannot apply himself exclusively to the worldly affairs with that single-mindedness which the unbeliever enjoys. And when he thinks of Allah and the Hereafter, the allurements of this world and the fear of the disadvantages here and the abhorrence of observing the Divine restrictions do not let him apply himself exclusively to the demands of the Hereafter. This conflict between "Godworship" and "World-worship" makes him a loser in this world as well as in the next.