- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ ۗ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ۚ كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ۗ وبشر المحسنين
- عربى - التفسير الميسر : لن ينال اللهَ مِن لحوم هذه الذبائح ولا من دمائها شيء، ولكن يناله الإخلاص فيها، وأن يكون القصد بها وجه الله وحده، كذلك ذللها لكم -أيها المتقربون-؛ لتعظموا الله، وتشكروا له على ما هداكم من الحق، فإنه أهلٌ لذلك. وبشِّر- أيها النبي- المحسنين بعبادة الله وحده والمحسنين إلى خلقه بكل خير وفلاح.
- السعدى : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
وقوله: { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا } أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط. ولا ينال الله من لحومها ولا دمائها شيء، لكونه الغني الحميد، وإنما يناله الإخلاص فيها، والاحتساب، والنية الصالحة، ولهذا قال: { وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخرا ولا رياء، ولا سمعة، ولا مجرد عادة، وهكذا سائر العبادات، إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي لا روح فيه.
{ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ } أي: تعظموه وتجلوه، { عَلَى مَا هَدَاكُمْ } أي: مقابلة لهدايته إياكم، فإنه يستحق أكمل الثناء وأجل الحمد، وأعلى التعظيم، { وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ } بعبادة الله بأن يعبدوا الله، كأنهم يرونه، فإن لم يصلوا إلى هذه الدرجة فليعبدوه، معتقدين وقت عبادتهم اطلاعه عليهم، ورؤيته إياهم، والمحسنين لعباد الله، بجميع وجوه الإحسان من نفع مال، أو علم، أو جاه، أو نصح، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو كلمة طيبة ونحو ذلك، فالمحسنون لهم البشارة من الله، بسعادة الدنيا والآخرة وسيحسن الله إليهم، كما أحسنوا في عبادته ولعباده { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }
- الوسيط لطنطاوي : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
ثم ختم - سبحانه - الحديث عن شعائر الحج ، بتوجيه عباده إلى وجوب الإخلاص له ، والاستجابة لأمره ، وشكره على نعمه ، فقال - تعالى - : ( لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا ولكن يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ . . . ) .
أى : لن يصل إلى الله - تعالى - لحم هذه الأنعام ودماؤها ، من حيث هى لحوم ودماء ، ولكن الذى يصل إليه - سبحانه - ويثيبكم عليه ، هو تقواكم ومراقبتكم له - سبحانه - وخوفكم منه ، واستقامتكم على أمره وإخلاصكم العبادة له .
قالوا : وفى هذا إشارة إلى قبح ما كان يفعله المشركون ، من تقطيعهم للحوم الأنعام ، ونشرها حول الكعبة ، وتلطيخها بالدماء ، وتحذير للمسلمين من أن يفعلوا فعل هؤلاء الجهلاء ، إذ رضا الله - تعالى - لا ينال بذلك ، وإنما ينال بتقوى القلوب .
ثم كرر - سبحانه - تكذيره إياهم بنعمه ، ليكون أدعى إلى شكره وطاعته فقال : ( كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ الله على مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المحسنين ) .
أى : كهذا التسخير العجيب الذى ترونه سخرنا لكم هذه الأنعام لكى تكبروا الله وتعظموه وتقدسوه بسبب هدايته لكم إلى الإيمان .
وبشر - أيها الرسول الكريم - المحسنين لأقوالهم وأفعالهم ، بثوابنا الجزيل وبعطائنا الواسع .
وبذلك ترى أن سورة الحج قد سبحت بنا سبحا طويلا فى حديثها عن البيت الحرام ، وعن آداب الحج ومناكسه وأحكامه ، وعن الجزاء الحسن الذى أعده - تعالى - للمستجيبين لأمره .
- البغوى : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ) وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن لطخوا الكعبة بدمائها قربة إلى الله ، فأنزل الله هذه الآية : " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها " قرأ يعقوب " تنال وتناله " بالتاء فيهما ، وقرأ العامة بالياء . قال مقاتل : لن يرفع إلى الله لحومها ولا دماؤها ، ( ولكن يناله التقوى منكم ) ولكن ترفع إليه منكم الأعمال الصالحة والتقوى ، والإخلاص ما أريد به وجه الله ، ( كذلك سخرها لكم ) يعني : البدن ، ( لتكبروا الله على ما هداكم ) أرشدكم لمعالم دينه ومناسك حجه ، وهو أن يقول : الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا وأولانا ، ( وبشر المحسنين ) قال ابن عباس : الموحدين .
- ابن كثير : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
يقول تعالى : إنما شرع لكم نحر هذه الهدايا والضحايا ، لتذكروه عند ذبحها ، فإنه الخالق الرازق لا أنه يناله شيء من لحومها ولا دمائها ، فإنه تعالى هو الغني عما سواه .
وقد كانوا في جاهليتهم إذا ذبحوها لآلهتهم وضعوا عليها من لحوم قرابينهم ، ونضحوا عليها من دمائها ، فقال تعالى : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها )
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا محمد بن أبي حماد ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن ابن جريج قال : كان أهل الجاهلية ينضحون البيت بلحوم الإبل ودمائها ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : فنحن أحق أن ننضح ، فأنزل الله : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) أي : يتقبل ذلك ويجزي عليه .
كما جاء في الصحيح : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " وما جاء في الحديث : " إن الصدقة تقع في يد الرحمن قبل أن تقع في يد السائل ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض " كما تقدم الحديث . رواه ابن ماجه ، والترمذي وحسنه عن عائشة مرفوعا . فمعناه : أنه سيق لتحقيق القبول من الله لمن أخلص في عمله ، وليس له معنى يتبادر عند العلماء المحققين سوى هذا ، والله أعلم .
وقال وكيع ، عن [ يحيى ] بن مسلم أبي الضحاك : سألت عامرا الشعبي عن جلود الأضاحي ، فقال : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ) ، إن شئت فبع ، وإن شئت فأمسك ، وإن شئت فتصدق .
وقوله : ( كذلك سخرها لكم ) أي : من أجل ذلك سخر لكم البدن ، ( لتكبروا الله على ما هداكم ) أي : لتعظموه كما هداكم لدينه وشرعه وما يحبه ، وما يرضاه ، ونهاكم عن فعل ما يكرهه ويأباه .
وقوله : ( وبشر المحسنين ) أي : وبشر يا محمد المحسنين ، أي : في عملهم ، القائمين بحدود الله ، المتبعين ما شرع لهم ، المصدقين الرسول فيما أبلغهم وجاءهم به من عند ربه عز وجل .
[ مسألة ] .
وقد ذهب أبو حنيفة ومالك والثوري إلى القول بوجوب الأضحية على من ملك نصابا ، وزاد أبو حنيفة اشتراط الإقامة أيضا . واحتج لهم بما رواه أحمد وابن ماجه بإسناد رجاله كلهم ثقات ، عن أبي هريرة مرفوعا : " من وجد سعة فلم يضح ، فلا يقربن مصلانا " على أن فيه غرابة ، واستنكره أحمد بن حنبل .
وقال ابن عمر : أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين يضحي . رواه الترمذي .
وقال الشافعي ، وأحمد : لا تجب الأضحية ، بل هي مستحبة; لما جاء في الحديث : " ليس في المال حق سوى الزكاة " . وقد تقدم أنه ، عليه السلام ضحى عن أمته فأسقط ذلك وجوبها عنهم .
وقال أبو سريحة : كنت جارا لأبي بكر وعمر ، فكانا لا يضحيان خشية أن يقتدي الناس بهما .
وقال بعض الناس : الأضحية سنة كفاية ، إذا قام بها واحد من أهل دار أو محلة ، سقطت عن الباقين; لأن المقصود إظهار الشعار .
وقد روى الإمام أحمد ، وأهل السنن وحسنه الترمذي عن مخنف بن سليم; أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعرفات : " على كل أهل بيت في كل عام أضحاة وعتيرة ، هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تدعونها الرجبية " . وقد تكلم في إسناده .
وقال أبو أيوب : كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته ، يأكلون ويطعمون [ حتى تباهى ] الناس فصار كما ترى .
رواه الترمذي وصححه ، وابن ماجه .
وكان عبد الله بن هشام يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله . رواه البخاري .
وأما مقدار سن الأضحية ، فقد روى مسلم عن جابر; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن يعسر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن " .
ومن هاهنا ذهب الزهري إلى أن الجذع لا يجزئ . وقابله الأوزاعي فذهب إلى أن الجذع يجزئ من كل جنس ، وهما غريبان . وقال الجمهور : إنما يجزئ الثني من الإبل والبقر والمعز ، والجذع من الضأن ، فأما الثني من الإبل : فهو الذي له خمس سنين ، ودخل في السادسة . ومن البقر : ما له [ سنتان ] ودخل في [ الثالثة ] ، وقيل : [ ما له ] ثلاث [ ودخل في ] الرابعة . ومن المعز : ما له سنتان . وأما الجذع من الضأن فقيل : ما له سنة ، وقيل : عشرة أشهر ، وقيل : ثمانية أشهر ، وقيل : ستة أشهر ، وهو أقل ما قيل في سنه ، وما دونه فهو حمل ، والفرق بينهما : أن الحمل شعر ظهره قائم ، والجذع شعر ظهره نائم ، قد انعدل صدعين ، والله أعلم .
- القرطبى : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
قوله تعالى : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين
فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : لن ينال الله لحومها قال ابن عباس : كان أهل الجاهلية يضرجون البيت بدماء البدن ، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فنزلت الآية . والنيل لا يتعلق بالبارئ تعالى ، ولكنه عبر عنه تعبيرا مجازيا عن القبول ، المعنى : لن يصل إليه . وقال ابن عباس : لن يصعد إليه . ابن عيسى : لن يقبل لحومها ولا دماءها ، ولكن يصل إليه التقوى منكم ؛ أي ما أريد به وجهه ، فذلك الذي يقبله ويرفع إليه ويسمعه ويثيب عليه ؛ ومنه الحديث إنما الأعمال بالنيات . والقراءة ( لن ينال الله ) و ( يناله ) بالياء فيهما . وعن يعقوب بالتاء فيهما ، نظرا إلى اللحوم .
الثانية : قوله تعالى : كذلك سخرها لكم منه سبحانه علينا بتذليلها وتمكيننا من تصريفها وهي أعظم منا أبدانا وأقوى منا أعضاء ، ذلك ليعلم العبد أن الأمور ليست على ما تظهر إلى العبد من التدبير ، وإنما هي بحسب ما يريدها العزيز القدير ، فيغلب الصغير الكبير ليعلم الخلق أن الغالب هو الله الواحد القهار فوق عباده .
الثالثة : قوله تعالى : لتكبروا الله على ما هداكم ذكر سبحانه ذكر اسمه عليها من الآية قبلها فقال عز من قائل : فاذكروا اسم الله عليها ، وذكر هنا التكبير . وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يجمع بينهما إذا نحر هديه فيقول : باسم الله والله أكبر ؛ وهذا من فقهه - رضي الله عنه - . وفي الصحيح عن أنس قال : ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أملحين أقرنين . قال : ورأيته يذبحها بيده ، ورأيته واضعا قدمه على صفاحهما ، وسمى وكبر .
وقد اختلف العلماء في هذا ؛ فقال أبو ثور : التسمية متعينة كالتكبير في الصلاة ؛ وكافة العلماء على استحباب ذلك . فلو قال ذكرا آخر فيه اسم من أسماء الله تعالى وأراد به التسمية جاز . وكذلك لو قال : الله أكبر فقط ، أو لا إله إلا الله ؛ قال ابن حبيب . فلو لم يرد التسمية لم يجز عن التسمية ولا تؤكل ؛ قال الشافعي ، ومحمد بن الحسن . وكره كافة العلماء من أصحابنا وغيرهم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند التسمية في الذبح أو ذكره ، وقالوا : لا يذكر هنا إلا الله وحده . وأجاز الشافعي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الذبح .
الرابعة : ذهب الجمهور إلى أن قول المضحي : اللهم تقبل مني ؛ جائز . وكره ذلك أبو حنيفة ؛ والحجة عليه ما رواه الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - ، وفيه : ثم قال باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به . واستحب بعضهم أن يقول ذلك بنص الآية ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . وكره مالك قولهم : اللهم منك وإليك ، وقال : هذه بدعة . وأجاز ذلك ابن حبيب من أصحابنا والحسن ، والحجة لهما ما رواه أبو داود عن جابر بن عبد الله قال : ذبح النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الذبح كبشين أقرنين موجوءين أملحين ، فلما وجههما قال : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا - وقرأ إلى قوله : وأنا أول المسلمين - اللهم منك ولك عن محمد وأمته باسم الله والله أكبر ، ثم ذبح . فلعل مالكا لم يبلغه هذا الخبر ، أو لم يصح عنده ، أو رأى العمل يخالفه . وعلى هذا يدل قوله : إنه بدعة . والله أعلم .
الخامسة : قوله تعالى : وبشر المحسنين روي أنها نزلت في الخلفاء الأربعة ؛ حسبما تقدم في الآية التي قبلها . فأما ظاهر اللفظ فيقتضي العموم في كل محسن .
- الطبرى : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
يقول تعالى ذكره: [لم يصل إلى الله لحوم بدنكم ولا دماؤها, ولكن يناله اتقاؤكم إياه أن اتقيتموه فيها فأردتم بها وجهه، وعملتم فيها بما ندبكم إليه وأمركم به في أمرها وعظمتم بها حرماته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:- حدثنا ابن بشار, قال: ثنا يحيى, عن سفيان, عن منصور, عن إبراهيم, في قول الله: ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) قال: ما أريد به وجه الله.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) قال: إن اتقيت الله في هذه البُدن, وعملت فيها لله, وطلبت ما قال الله تعظيما لشعائر الله ولحرمات الله, فإنه قال: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ قال وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ قال: وجعلته طيبا, فذلك الذي يتقبل الله. فأما اللحوم والدماء, فمن أين تنال الله؟ وقوله: ( كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ ) يقول: هكذا سخر لكم البُدن.يقول: ( لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) يقول: كي تعظموا الله على ما هداكم، يعني على توفيقه إياكم لدينه وللنسك في حجكم.
كما:- حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: ( لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) قال: على ذبحها في تلك الأيام ( وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ): يقول: وبشِّر يا محمد الذين أطاعوا الله فأحسنوا في طاعتهم إياه في الدنيا بالجنة في الآخرة.
- ابن عاشور : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)
{ لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا ولكن يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ }
جملة في موضع التعليل لجملة { كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون } [ الحج : 36 ] ، أي دلّ على أنّا سخرناها لكم لتشكروني أنه لا انتفاع لله بشيء من لحومها ولا دمائها حين تتمكنون من الانتفاع بها فلا يريد الله منكم على ذلك إلا أن تتّقُوه .
والنَيْل : الإصابة . يقال ناله ، أي أصابه ووصل إليه . ويقال أيضاً بمعنى أحرز ، فإن فيه معنى الإصابة كقوله تعالى : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } [ آل عمران : 92 ] وقوله : { وهموا بما لم ينالوا } [ التوبة : 74 ].
والمقصود من نفي أن يصل إلى الله لحومها ودماؤها إبطال ما يفعله المشركون من نضح الدماء في المذابح وحول الكعبة وكانوا يذبحون بالمَرْوَةِ . قال الحسن : كانوا يلطخون بدماء القرابين وكانوا يشرّحون لحوم الهدايا وينصبونها حول الكعبة قرباناً لله تعالى ، يعني زيادة على ما يعطونه للمحاويج .
وفي قوله : { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم } إيماء إلى أن إراقة الدماء وتقطيع اللحوم ليسا مقصودين بالتعبد ولكنهما وسيلة لنفع الناس بالهدايا إذ لا يُنتفع بلحومها وجلودها وأجزائها إلا بالنّحر أو الذبح وإن المقصد من شرعها انتفاع الناس المُهدين وغيرهم .
فأما المهدون فانتفاعهم بالأكل منها في يوم عيدهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم صيام يوم النّحر : « يوم تأكلون فيه من نُسككم » فذلك نفع لأنفسهم ولأهاليهم ولو بالادخار منه إلى رجوعهم إلى آفاقهم .
وأما غيرهم فانتفاع من ليس له هدْيٌ من الحجيج بالأكل مما يهديه إليهم أقاربهم وأصحابهم ، وانتفاع المحاويج من أهل الحرم بالشبع والتزود منها والانتفاع بجلودها وجِلالها وقلائدها .
كما أومأ إليه قوله تعالى : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد } [ المائدة : 97 ].
وقد عرض غير مرة سؤال عما إذا كانت الهدايا أوفر من حاجة أهل الموسم قطعاً أو ظناً قريباً من القطع كما شوهد ذلك في مواسم الحجّ ، فما يبقى منها حيّاً يباع وينفق ثمنه في سدّ خلة المحاويج أجدَى من نحره أو ذَبحه حين لا يَرغب فيه أحد ، ولو كانت اللحوم التي فاتَ أن قُطعّت وكانت فاضلة عن حاجة المحاويج يعمل تصبيرها بما يمنع عنها التعفُّن فيُنتفع بها في خلال العام أجدى للمحاويج .
وقد ترددتْ في الجواب عن ذلك أنظار المتصدّين للإفتاء من فقهاء هذا العصر ، وكادوا أن تتفق كلمات من صدرت منهم فتاوى على أن تصبيرها مناف للتعبد بهَديها .
أما أنا فالذي أراه أن المصير إلى كلا الحالين من البيع والتصبير لما فضل عن حاجة الناس في أيام الحج ، لينتفع بها المحتاجون في عامهم ، أوفقُ بمقصد الشارع تجنباً لإضاعَة ما فَضِل منها رعياً لمقصد الشريعة من نفع المحتاج وحفظ الأموال مع عدم تعطيل النحر والذبح للقدر المحتاج إليه منها المشار إليه بقوله تعالى :
{ فاذكروا اسم الله عليها صواف } [ الحج : 36 ] وقوله : { وكذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم } ، جمعاً بين المقاصد الشرعية .
وتعرض صورة أخرى وهي توزيع المقادير الكافية للانتفاع بها على أيام النحر الثلاثة بحيث لا يُتعجل بنحر جميع الهدايا في اليوم الأول طلباً لفضيلة المبادرة ، فإن التقوى التي تصِل إلى الله من تلك الهدايا هي تسليمها للنفع بها .
وهذا قياس على أصل حفظ الأموال كما فرضوه في بيع الفَرس الحُبُس إذا أصابه ما يفضي به إلى الهلاك أو عدم النفع ، وهي المعاوضة لِرَبْع الحبس إذا خرب .
وحكم الهدايا مركب من تعبّد وتعليل ، ومعنى التعليل فيه أقوى ، وعلّته انتفاع المسلمين ، ومسلك العلّة الإيماء الذي في قوله تعال : { فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر } [ الحج : 36 ].
واعلم أن توهم التقرب بتلطيخ دماء القرابين وانتفاع المتقرب إليه بتلك الدماء عقيدة وثنية قديمة فربما كانوا يطرحون ما يتقربون به من لحم وطعام فلا يدَعون أحداً يأكله . وكان اليونان يشوون لحوم القرابين على النار حتى تصير رماداً ويتوهمون أنّ رائحة الشواء تسرّ الآلهة المتقرب إليها بالقرابين ، وكان المصريُّون يُلقون الطعام للتماسيح التي في النيل لأنها مقدّسة .
وقرأ الجمهور { يَنال ، ويَناله } بتحتية في أولهما . وقرأه يعقوب بفوقية على مراعاة ما يجوز في ضمير جمع غير العاقل . وربما كانوا يقذفون بمِزع من اللحم على أنها لله فربما أصابها محتاج وربما لم يتفطن لها فتأكلها السّباع أو تفسد .
ويشمل التقوى ذكر اسم الله عليها والتصدّق ببعضها على المحتاجين .
و { يناله } مشاكلة ل { ينال } الأول ، استعير النيل لتعلّق العلم . شبه علم الله تقواهم بوصول الشيء المبعوث إلى الله تشبيهاً وجهّه الحصول في كلّ وحسنته المشاكلة .
و ( مِن ) في قوله { مِنكم } ابتدائية . وهي ترشيح للاستعارة ، ولذلك عبّر بلفظ { التقوى منكم } دون : تقواكم أو التقوى . مجرداً مع كون المعدول عنه أوجز لأنّ في هذا الإطناب زيادة معنى من البلاغة .
{ كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ الله على مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المحسنين }.
تكرير لجملة : { كذلك سخرناها لكم } [ الحج : 36 ] ، وليبنى عليه التنبيه إلى أن الثناء على الله مسخّرها هو رأس الشكر المنبه عليه في الآية السابقة ، فصار مدلول الجملتين مترادفاً . فوقع التأكيد . فالقول في جملة { كذلك سخرها لكم لتكبروا الله } كالقول في أشباهها .
وقوله { على ما هداكم } { على } فيه للاستعلاء المجازي الذي هو بمعنى التمكن ، أي لتكبّروا الله عند تمكنكم من نحرها . و ( ما ) موصولة ، والعائد محذوف مع جارّه . والتقديرُ : على ما هداكم إليه من الأنعام .
والهداية إليها : هي تشريع الهدايا في تلك المواقيت لينتفع بها الناس ويرتزق سكان الحرم الذين اصطفاهم الله ليكونوا دعاةَ التوحيد لا يفارقون ذلك المكان ، والخطاب للمسلمين .
وتغيير الأسلوب تخريج على خلاف مقتضى الظاهر بالإظهار في مقام الإضمار للإشارة إلى أنهم قد اهتدوا وعملوا بالاهتداء فأحسنوا .
- إعراب القرآن : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
«لَنْ» ناصبة «يَنالَ» مضارع منصوب بلن «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به مقدم «لُحُومُها» فاعل مؤخر والهاء مضاف إليه والجملة مستأنفة «وَلا» الواو عاطفة ولا معطوفة «دِماؤُها» معطوف على لحومها بالضم والهاء مضاف إليه «وَلكِنْ» الواو حرف عطف ولكن حرف استدراك «يَنالُهُ» مضارع والهاء مفعول به «التَّقْوى » فاعل مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «مِنْكُمْ» متعلقان بحال من التقوى «كَذلِكَ» الكاف صفة لمصدر محذوف وذا اسم إشارة في محل جر واللام للبعد والكاف للخطاب «سَخَّرَها» ماض ومفعوله «لَكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة حال «لِتُكَبِّرُوا» اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والواو فاعل وحرف الجر وما بعده متعلقان بما قبله «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «عَلى » حرف جر «ما» موصولية وهما متعلقان بتكبروا «هَداكُمْ» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة صلة «وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ» الواو مستأنفة وأمر ومفعوله والفاعل مستتر والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : Their meat will not reach Allah nor will their blood but what reaches Him is piety from you Thus have We subjected them to you that you may glorify Allah for that [to] which He has guided you; and give good tidings to the doers of good
- English - Tafheem -Maududi : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ(22:37) (Note it well that) neither their flesh reaches Allah nor their blood, but it is your piety that reaches Him. *73 Thus has Allah subjected these animals to you so that you should glorify Him for the guidance He has given you. *74 And, O Prophet, give good news to those who do righteous works.
- Français - Hamidullah : Ni leurs chairs ni leurs sangs n'atteindront Allah mais ce qui L'atteint de votre part c'est la piété Ainsi vous les a-t-Il assujettis afin que vous proclamiez la grandeur d'Allah pour vous avoir mis sur le droit chemin Et annonce la bonne nouvelle aux bienfaisants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Weder ihr Fleisch noch ihr Blut werden Allah erreichen aber Ihn erreicht die Gottesfurcht von euch So hat Er sie euch dienstbar gemacht damit ihr Allah als den Größten preist daß Er euch rechtgeleitet hat Und verkünde frohe Botschaft den Gutes Tuenden
- Spanish - Cortes : Alá no presta atención a su carne ni a su sangre sino a vuestro temor de Él Así os los ha sujetado a vuestro servicio para que ensalcéis a Alá por haberos dirigido ¡Y anuncia la buena nueva a quienes hacen el bien
- Português - El Hayek : Nem suas carnes nem seu sangue chegam até Deus; outrossim alcançaO a vossa piedade Assim volos sujeitou paraque O glorifiqueis por havervos encaminhado Anuncia pois a bemaventurança aos benfeitores
- Россию - Кулиев : Ни мясо ни кровь их не доходят до Аллаха До Него доходит лишь ваша богобоязненность Так Он подчинил их вам чтобы вы возвеличивали Аллаха за то что Он наставил вас на прямой путь Обрадуй же благой вестью творящих добро
- Кулиев -ас-Саади : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
Ни мясо, ни кровь их не доходят до Аллаха. До Него доходит лишь ваша богобоязненность. Так Он подчинил их вам, чтобы вы возвеличивали Аллаха за то, что Он наставил вас на прямой путь. Обрадуй же благой вестью творящих добро.Смысл обряда жертвоприношения не состоит в самом заклании животного, потому что ни мясо, ни кровь заколотых животных не доходят до Аллаха. Он не нуждается в этом и достоин всякой похвалы. Однако искренность, надежда на вознаграждение и чистое намерение доходят до Аллаха. Поведав об этом, Аллах призвал мусульман совершать жертвоприношение искренне ради Аллаха. Нельзя приносить в жертву животных ради славы, похвалы, показухи или для продолжения традиций отцов и дедов, и то же самое относится ко всем обрядам поклонения. Поклонение, которое лишено искренности и богобоязненности, подобно кожице, лишенной мякоти, или бездыханному телу. Аллах одарил людей властью над жертвенными животными также для того, чтобы они возвеличивали и почитали своего Господа. Так они могут выразить Ему свою благодарность за то, что Он наставил их на прямой путь. Воистину, Он заслуживает самой совершенной похвалы и самого прекрасного величания. И пусть возрадуется каждый, кто поклоняется Аллаху так, словно он видит Его. А кто еще не достиг этой высокой степени веры, пусть поклоняется Ему, будучи убежденным в том, что Он видит его и наблюдает за ним. И пусть возрадуется каждый, кто наряду с этим делает добро рабам, кто помогает им материально, обучает их полезному знанию, заступается за них, искренне дает им полезные советы, повелевает им совершать одобряемые поступки, удерживает их от всего порицаемого или хотя бы говорит им добрые слова. Такие праведники заслуживают благой вести о преуспеянии при жизни на земле и после смерти. Аллах непременно одарит их добром за то, что они искренне поклонялись Ему и делали добро Его рабам. Всевышний сказал: «Воздают ли за добро иначе, чем добром?» (55:60); «Тем, которые творили добро, уготовано Наилучшее (Рай), и им будет добавлено еще (они получат возможность взглянуть на Лик Аллаха)» (10:26).
- Turkish - Diyanet Isleri : Bu hayvanların ne etleri ve ne de kanları Allah'a ulaşacaktır Allah'a ulaşacak olan ancak sizin O'nun için yaptığınız gösterişten uzak amel ve ibadettir Size doğru yolu gösterdiğinden Allah'ı yüceltmeniz için onları böylece sizin buyruğunuza vermiştir İyilik yapanlara müjde et
- Italiano - Piccardo : Le loro carni e il loro sangue non giungono ad Allah vi giunge invece il vostro timor [di Lui] Così ve le ha assoggettate affinché proclamiate la grandezza di Allah Che vi ha guidato Danne la lieta novella a coloro che operano il bene
- كوردى - برهان محمد أمين : دڵنیابن ههرگیز گۆشتهکهی و خوێنهکهی بهخوا ناگات بهڵکو تهقواو پارێزکاری ئێوه بهو دهگات و حسابی بۆ دهکات ئا بهو شێوهیه دهبینن بهچاوی خۆتان ماڵاتی بۆ ئێوه ڕام هێناوه تا لهکاتی سهر بڕینیدا الله اکبر بڵێن و قهدری پهروهردگاری گهوره بزانن که هیدایهتی داون و مژدهیش بده به چاکهکاران و خێرخوازان
- اردو - جالندربرى : خدا تک نہ ان کا گوشت پہنچتا ہے اور نہ خون۔ بلکہ اس تک تمہاری پرہیزگاری پہنچتی ہے۔ اسی طرح خدا نے ان کو تمہارا مسخر کر دیا ہے تاکہ اس بات کے بدلے کہ اس نے تم کو ہدایت بخشی ہے اسے بزرگی سے یاد کرو۔ اور اے پیغمبر نیکوکاروں کو خوشخبری سنا دو
- Bosanski - Korkut : Do Allaha neće doprijeti meso njihovo i krv njihova ali će Mu stići iskreno učinjena dobra djela vaša; tako vam ih je potčinio da biste Allaha veličali zato što vas je uputio I obraduj one koji dobra djela čine
- Swedish - Bernström : [Offerdjurens] kött och deras blod når aldrig Gud; men er gudsfruktan [och er lydnad] når Honom Och Han har låtit er råda över dem för att ni skall förhärliga Gud som har väglett er Och förkunna detta glada budskap för dem som gör det goda och det rätta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dagingdaging unta dan darahnya itu sekalikali tidak dapat mencapai keridhaan Allah tetapi ketakwaan dari kamulah yang dapat mencapainya Demikianlah Allah telah menundukkannya untuk kamu supaya kamu mengagungkan Allah terhadap hidayahNya kepada kamu Dan berilah kabar gembira kepada orangorang yang berbuat baik
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
(Daging-daging unta dan darahnya itu sekali-kali tidak dapat mencapai keridaan Allah) tidak dapat diterima di sisi-Nya (tetapi ketakwaan daripada kalianlah yang dapat mencapai keridaan-Nya) yaitu yang dapat sampai kepada-Nya hanyalah amal saleh yang ikhlas disertai iman. (Demikianlah Allah telah menundukkannya untuk kalian supaya kalian mengagungkan Allah terhadap hidayah-Nya) yakni atas petunjuk-Nya yang telah membimbing kalian sehingga dapat mengetahui pertanda-pertanda agama dan manasik-manasik haji-Nya. (Dan berilah kabar gembira kepada orang-orang yang berbuat baik) yaitu orang-orang yang mentauhidkan Allah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এগুলোর গোশত ও রক্ত আল্লাহর কাছে পৌঁছে না কিন্তু পৌঁছে তাঁর কাছে তোমাদের মনের তাকওয়া। এমনিভাবে তিনি এগুলোকে তোমাদের বশ করে দিয়েছেন যাতে তোমরা আল্লাহর মহত্ত্ব ঘোষণা কর এ কারণে যে তিনি তোমাদের পথ প্রদর্শন করেছেন। সুতরাং সৎকর্মশীলদের সুসংবাদ শুনিয়ে দিন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனினும் குhபானியின் மாமிசங்களோ அவற்றின் உதிரங்களோ அல்லாஹ்வை ஒரு போதும் அடைவதில்லை ஆனால் உங்களுடைய தக்வா பயபக்தி தான் அவனை அடையும்; அல்லாஹ் உங்களுக்கு நேர்வழி காண்பித்ததற்காக அவனை நீங்கள் பெருமைப் படுத்தும் பொருட்டு இவ்வாறாக அவற்றை உங்களுக்கு வசப்படுத்திக் கொடுத்திருக்கிறான்; ஆகவே நன்மை செய்வோருக்கு நீர் நன்மாராயங் கூறுவீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เนื้อของมันและเลือดของมันจะไม่ถึงอัลลอฮ์แต่อย่างใด แต่การยำเกรงของพวกเจ้าจะถึงพระองค์ เช่นนั้นแหละเราได้ทำให้มันยอมจำนนต่อพวกเจ้า เพื่อพวกเจ้าจักได้แซ่ซร้องอัลลอฮ์อย่างเกรรียงไกรต่อการที่พระองค์ทรงชี้แนะแก่พวกเจ้า และจงแจ้งข่าวดีแก่บรรดาผู้ทำความดีเถิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Уларнинг гўштлари ҳам қонлари ҳам зинҳор Аллоҳга етмайдир Лекин Унга сиздан тақво етадир Шундай қилиб сизни ҳидоят қилгани эвазига Аллоҳга такбир айтишингиз учун уларни сизга бўйинсундириб қўйди Яхшилик қилгувчиларга башорат бер Қурбонлик қилишдан мақсад банданинг Аллоҳ амрига итоатини тақвосини намоён этишдир Банда Аллоҳни қанча улуғласа шунча оз Биргина ҳидоятга бошлаб қўйгани учун қанча такбир айтса оз Қурбонлик қилиш ҳам Аллоҳнинг йўлида ҳар қандай қурбонлик беришга тайёр эканини кўрсатиш ҳам ўша ҳидоят учун Аллоҳ таолони улуғлашдир
- 中国语文 - Ma Jian : 它们的肉和血,都不能达到真主,但你们的虔诚,能达到他。他为你们这样制服它们,以便你们为真主对你们的引导而尊崇他。你应当向行善者报喜。
- Melayu - Basmeih : Daging dan darah binatang korban atau hadiah itu tidak sekalikali akan sampai kepada Allah tetapi yang sampai kepadaNya ialah amal yang ikhlas yang berdasarkan taqwa dari kamu Demikianlah Ia memudahkan binatangbinatang itu bagi kamu supaya kamu membesarkan Allah kerana mendapat nikmat petunjukNya Dan sampaikanlah berita gembira dengan balasan yang sebaikbaiknya kepada orangorang yang berusaha supaya baik amalnya
- Somali - Abduh : Ma gaadho Eebe Hilibkeedu iyo Dhiiggeedu waxaase Gaadha ka Dhawrsoonidiinna Saasaana Eebe idiinku Fududeeyaa inaad ku Waynaysaan wuxuu idinku Hanuuniyey una Bishaaree kuwa Wanaagga Fala
- Hausa - Gumi : Nãmõminsu bã za su sãmi Allah ba haka jinainansu amma taƙawa daga gare ku tanã sãmun Sa Kamar haka Ya hõre su sabõda ku dõmin ku girmama Allah sabõda shiriyar da Ya yi muku Kuma ka yi bushãra ga mãsu kyautata yi
- Swahili - Al-Barwani : Nyama zao hazimfikii Mwenyezi Mungu wala damu zao lakini unamfikia uchamngu wenu Namna hivi tumewadhalilisha kwenu ili mumtukuze Mwenyezi Mungu kwa alivyo kuongoeni Na wabashirie wafanyao mema
- Shqiptar - Efendi Nahi : Te Perëndia nuk arrin as mishi i tyre as gjaku i tyre por te Ai arrin vepra e mirë – e bërë nga ju kështu Ai – ua ka nënshtruar juve ato për ta madhëruar ju Perëndinë që ju ka udhëzuar në rrugën e drejtë Dhe sihariqoji bamirësit
- فارسى - آیتی : گوشت و خون اين شتران به خدا نمىرسد. آنچه به او مىرسد پرهيزگارى شماست. همچنين آنها را رام شما ساخت تا خدا را به شكرانه آنكه هدايتتان كرده است، به بزرگى ياد كنيد. و نيكوكاران را بشارت ده.
- tajeki - Оятӣ : Гӯшту хуни ин шутурон ба Худо намерасад. Он чӣ ба Ӯ мерасад, парҳезгории шумост. Ҳамчунин онҳоро роми шумо сохт то Худоро ба шукронаи он, ки ҳидоятатон кардааст, ба бузургӣ ёд кунед. Ва некӯкоронро хушхабар деҳ!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ قا ئۇلارنىڭ گۆشلىرى ۋە قانلىرى يېتىپ بارمايدۇ، اﷲ قا يېتىدىغىنى پەقەت سىلەرنىڭ تەقۋادارلىقىڭلاردۇر، اﷲ نىڭ سىلەرنىڭ ئۆزىنىڭ ئەھكاملىرىغا يېتەكلىگەنلىكىنى ئۇلۇغلىشىڭلار ئۈچۈن، اﷲ ئۇلارنى سىلەرگە ئاشۇنداق بويسۇندۇرۇپ بەردى. ياخشى ئىش قىلغۇچىلارغا (ئاخىرەتتە بەختكە ئېرىشىدىغانلىقى بىلەن) خۇش خەۋەر بەرگىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവയുടെ മാംസമോ രക്തമോ അല്ലാഹുവെ പ്രാപിക്കുന്നില്ല. മറിച്ച് അല്ലാഹുവിലെത്തിച്ചേരുന്നത് നിങ്ങളുടെ ഭക്തിയാണ്. അവന് നിങ്ങള്ക്കവയെ അവ്വിധം അധീനപ്പെടുത്തിത്തന്നിരിക്കുന്നു. അല്ലാഹു നിങ്ങളെ നേര്വഴിയിലാക്കിയതിന് നിങ്ങളവന്റെ മഹത്വം കീര്ത്തിക്കാന് വേണ്ടിയാണത്. സച്ചരിതരെ നീ ശുഭവാര്ത്ത അറിയിക്കുക.
- عربى - التفسير الميسر : لن ينال الله من لحوم هذه الذبائح ولا من دمائها شيء ولكن يناله الاخلاص فيها وان يكون القصد بها وجه الله وحده كذلك ذللها لكم ايها المتقربون لتعظموا الله وتشكروا له على ما هداكم من الحق فانه اهل لذلك وبشر ايها النبي المحسنين بعباده الله وحده والمحسنين الى خلقه بكل خير وفلاح
*73) This prescribes a very important condition for the sacrifice made in the worship of Allah. A sacrifice is acceptable to Allah only if it is accompanied by piety and sincerity. Though sacrifice is a Symbol of Allah, yet it has been made plain that it is accepted only if it is accompanied by piety, saying, "Neither their flesh reaches Allah nor their blood, but it is your piety ...." This was also meant to condemn the ritual of the days of ignorance, when the Arabs took the flesh to the Ka'bah and smeard its walls with the blood of the sacrificed animal.
*74) ".... you should glorify Allah" at the time of sacrifice verbally also in order to acknowledge that the animals really belong to Allah and to no one else. One of the sentences uttered at the time of sacrifice is Allahumma minka wa laka (O Allah, this animal is Thine and is presented to Thee).
It should be noted well that the command of sacrifice as contained in verses 36 and 37 is not for the pilgrims alone and that the performance of sacrifice is not confined to Makkah on the occasion of Hajj. It is a general command for all those Muslims who are well off. They have been enjoined to be grateful to Allah because He has subjected these animals for the good of all human beings. Therefore they are required to sacrifice the animals during these days so that they may spiritually join those who go to Makkah to perform Hajj.
There are many authentic Traditions to the effect that the Holy Prophet made sacrifice on this occasion, while he was personally at al-Madinah:
(1) "The one who dces not perform sacrifice even though he can should not join us in the `Id Prayer". (Musnad Ahmad, Ibn Majah).
(2) According to a Tradition reported by Ibn 'Umar, the Holy Prophet dwelt at al-Madinah for ten years and performed sacrifice every year. (Tirmizi).
(3) According to Hadrat Anas, the Holy Prophet said:
"The one who sacrificed an animal before the 'Id Prayer, should offer another sacrifice; but the one who sacrificed his animal after the 'Id Prayer, did the right thing and followed the way of the Muslims". (Bukhari)
It this connection, it is note-worthy that no `Id Prayer is held on the tenth of Zil-Hajj in Makkah: therefore the injunction was meant for all Muslims and not only for those performing Hajj at Makkah.
Thus, it is clear that the sacrifice on the occasion of 'Id which is observed in the whole Muslim world is a Sunnah of the Holy Prophet and has been enjoined by him. The only dispute is whether it is obligatory in nature or only a Sunnah. Ibrahim Nakha'i, Imams Abu Hanifah, Malik, Muhammad and, according to a Tradition, Imam Abu Yusuf too, are of the opinion that it is Obligatory in nature. On the other hand, Imams Shafi`i and Ahmad bin Hanbal regard it only as a Sunnah of the Muslims, and Sufyan _Thauri has also agreed with them, saying that there will be no harm if a person dces not offer a sacrifice. It is, however, an irony that some of the "learned" Muslims of our time, who follow neither the Qur'an nor the Sunnah, and are only guided by personal whims, have declared that if there is a consensus of opinion of the Muslims, they can give up the practice of sacrifice on the occasion of 'Id.