- عربي - نصوص الآيات عثماني : ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍۢ لَّهُدِّمَتْ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَٰتٌ وَمَسَٰجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ
- عربى - نصوص الآيات : الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ۗ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ۗ ولينصرن الله من ينصره ۗ إن الله لقوي عزيز
- عربى - التفسير الميسر : الذين أُلجئوا إلى الخروج من ديارهم، لا لشيء فعلوه إلا لأنهم أسلموا وقالوا: ربنا الله وحده. ولولا ما شرعه الله من دَفْع الظلم والباطل بالقتال لَهُزِم الحقُّ في كل أمة ولخربت الأرض، وهُدِّمت فيها أماكن العبادة من صوامع الرهبان، وكنائس النصارى، ومعابد اليهود، ومساجد المسلمين التي يصلُّون فيها، ويذكرون اسم الله فيها كثيرًا. ومن اجتهد في نصرة دين الله، فإن الله ناصره على عدوه. إن الله لَقوي لا يغالَب، عزيز لا يرام، قد قهر الخلائق وأخذ بنواصيهم.
- السعدى : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ } أي: ألجئوا إلى الخروج بالأذية والفتنة { بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا } أن ذنبهم الذي نقم منهم أعداؤهم { أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ } أي: إلا أنهم وحدوا الله، وعبدوه مخلصين له الدين، فإن كان هذا ذنبا، فهو ذنبهم كقوله تعالى: { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } وهذا يدل على حكمة الجهاد، وأن المقصود منه إقامة دين الله، وذب الكفار المؤذين للمؤمنين، البادئين لهم بالاعتداء، عن ظلمهم واعتدائهم، والتمكن من عبادة الله، وإقامة الشرائع الظاهرة، ولهذا قال: { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } فيدفع الله بالمجاهدين في سبيله ضرر الكافرين، { لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ } أي: لهدمت هذه المعابد الكبار، لطوائف أهل الكتاب، معابد اليهود والنصارى، والمساجد للمسلمين، { يُذْكَرَ فِيهَا } أي: في هذه المعابد { اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا } تقام فيها الصلوات، وتتلى فيها كتب الله، ويذكر فيها اسم الله بأنواع الذكر، فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، لاستولى الكفار على المسلمين، فخربوا معابدهم، وفتنوهم عن دينهم، فدل هذا، أن الجهاد مشروع، لأجل دفع الصائل والمؤذي، ومقصود لغيره، ودل ذلك على أن البلدان التي حصلت فيها الطمأنينة بعبادة الله، وعمرت مساجدها، وأقيمت فيها شعائر الدين كلها، من فضائل المجاهدين وببركتهم، دفع الله عنها الكافرين، قال الله تعالى: { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }
فإن قلت: نرى الآن مساجد المسلمين عامرة لم تخرب، مع أنها كثير منها إمارة صغيرة، وحكومة غير منظمة، مع أنهم لا يدان لهم بقتال من جاورهم من الإفرنج، بل نرى المساجد التي تحت ولايتهم وسيطرتهم عامرة، وأهلها آمنون مطمئنون، مع قدرة ولاتهم من الكفار على هدمها، والله أخبر أنه لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، لهدمت هذه المعابد، ونحن لا نشاهد دفعا.
أجيب بأن هذا السؤال والاستشكال، داخل في عموم هذه الآية وفرد من أفرادها، فإن من عرف أحوال الدول الآن ونظامها، وأنها تعتبر كل أمة وجنس تحت ولايتها، وداخل في حكمها، تعتبره عضوا من أعضاء المملكة، وجزء من أجزاء الحكومة، سواء كانت تلك الأمة مقتدرة بعددها أو عددها، أو مالها، أو عملها، أو خدمتها، فتراعي الحكومات مصالح ذلك الشعب، الدينية والدنيوية، وتخشى إن لم تفعل ذلك أن يختل نظامها، وتفقد بعض أركانها، فيقوم من أمر الدين بهذا السبب ما يقوم، خصوصا المساجد، فإنها -ولله الحمد- في غاية الانتظام، حتى في عواصم الدول الكبار.
وتراعي تلك الدول الحكومات المستقلة، نظرا لخواطر رعاياهم المسلمين، مع وجود التحاسد والتباغض بين دول النصارى، الذي أخبر الله أنه لا يزال إلى يوم القيامة، فتبقى الحكومة المسلمة، التي لا تقدر تدافع عن نفسها، سالمة من [كثير] ضررهم، لقيام الحسد عندهم، فلا يقدر أحدهم أن يمد يده عليها، خوفا من احتمائها بالآخر، مع أن الله تعالى لا بد أن يري عباده من نصر الإسلام والمسلمين، ما قد وعد به في كتابه.
وقد ظهرت -ولله الحمد- أسبابه [بشعور المسلمين بضرورة رجوعهم إلى دينهم والشعور مبدأ العمل] فنحمده ونسأله أن يتم نعمته، ولهذا قال في وعده الصادق المطابق للواقع: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } أي: يقوم بنصر دينه، مخلصا له في ذلك، يقاتل في سبيله، لتكون كلمة الله هي العليا.
{ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } أي: كامل القوة، عزيز لا يرام، قد قهر الخلائق، وأخذ بنواصيهم، فأبشروا، يا معشر المسلمين، فإنكم وإن ضعف عددكم وعددكم، وقوي عدد عدوكم وعدتهم فإن ركنكم القوي العزيز، ومعتمدكم على من خلقكم وخلق ما تعملون، فاعملوا بالأسباب المأمور بها، ثم اطلبوا منه نصركم، فلا بد أن ينصركم.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } وقوموا، أيها المسلمون، بحق الإيمان والعمل الصالح، فقد { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا }
- الوسيط لطنطاوي : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
وقوله - سبحانه - : ( الذين أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا الله . . . ) بيان لبعض الأسباب التى من أجلها شرع الله الجهاد فى سبيله .
أى : إن الله - تعالى - لقدير على نصر المؤمنين الذين أخرجهم الكافرون من ديارهم بغير حق ، وبغير أى سبب من الأسباب ، سوى أنهم كانوا يقولون ربنا الله - تعالى - وحده ، ولن نعبد من دونه إلها آخر .
أى : ليس هناك ما يوجب إخراجهم - فى زعم المشركين - سوى قولهم ربنا الله .
ثم حرض - سبحانه - المؤمنين على القتال فى سبيله ، بأن بين لهم أن هذا القتال يقتضيه نظام هذا العالم وصلاحه ، فقال - تعالى - : ( وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيراً ) .
والمراد بالدفع : إذن الله المؤمنين فى قتال المشركين . والمراد بقوله : ( بَعْضَهُمْ ) الكافرون . وبقوله : ( بِبَعْضٍ ) المؤمنون .
والصوامع : جمع صومعة ، وهى بناء مرتفع يتخذه الرهبان معابد لهم .
والبيع : جمع بيعة - بكسر الباء - وهى كنائس النصارى التى لا تختص بالرهبان .
والصلوات : أماكن العبادة لليهود .
أى : ولولا أن الله - تعالى - أباح للمؤمنين قتال المشركين ، لعاث المشركون فى الأرض فسادا ، ولهدموا فى زمن موسى وعيسى أماكن العبادة الخاصة بأتباعهما ، ولهدموا فى زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - المساجد التى تقام فيها الصلاة .
قال القرطبى : قوله - تعالى - : ( وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ . . . ) أى : ولولا ما شرعه الله - تعالى - للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك . وعطلوا ما بناه أهل الديانات من مواضع العبادات ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة . فالجهاد أمر متقدم فى الأمم . وبه صلحت الشرائع ، واجتمعت المتعبدات ، فكأنه قال : أذن فى القتال فليقاتل المؤمنون . ثم قوى هذا الأمر فى القتال بقوله : ( وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس . . . ) الآية أى : لولا الجهاد والقتال لتغلب أهل الباطل على أهل الحق فى كل أمة . . .
فالآية الكريمة تفيد أن الله - تعالى - قد شرع القتال لإعلاء الحق وإزهاق الباطل ، ولولا ذلك لاختل هذا العالم ، وانتشر فيه الفساد .
والتعبير بقوله - تعالى - : ( لَّهُدِّمَتْ ) بالتشديد للإشعار بأن عدم مشروعية القتال ، يؤدى إلى فساد ذريع ، وإلى تحطيم شديد لأماكن العبادة والطاعة لله - عز وجل - .
وقدم الصوامع والبيع والصلوات على المساجد ، باعتبار أنها أقدم منها فى الوجود ، أو للانتقال من الشريف إلى الأشرف .
ثم ساق - سبحانه - بأسلوب مؤكد سنة من سننه التى لا تتخلف فقال : ( وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) .
أى : والله لينصرن - سبحانه - من ينصر دينه وأولياءه ، لأنه - تعالى - هو القوى على كل فعل يريده ، العزيز الذى لا يغالبه مغالب ، ولا ينازعه منازع .
وقد أنجز - سبحانه - وعده وسنته ، فسلط عباده المؤمنين من المهاجرين والأنصار ، على أعدائه ، فأذلوا الشرك والمشركين وحطموا دولتى الأكاسرة والقياصرة ، وأورثهم أرضهم وديارهم .
- البغوى : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
( الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ) بدل " عن الذين " الأولى ( إلا أن يقولوا ربنا الله ) أي : لم يخرجوا من ديارهم إلا لقولهم ربنا الله وحده .
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) بالجهاد وإقامة الحدود ، ( لهدمت ) قرأ أهل الحجاز بتخفيف الدال ، وقرأ الآخرون بالتشديد على التكثير ، فالتخفيف يكون للقليل ، والتكثير والتشديد يختص بالتكثير ، ( صوامع ) قال مجاهد والضحاك : يعني : صوامع الرهبان . وقال قتادة : صوامع الصابئين ، ( وبيع ) بيع النصارى جمع " بيعة " وهي كنيسة النصارى ، ( وصلوات ) يعني كنائس اليهود ، ويسمونها بالعبرانية صلوتا ، ( ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ) يعني مساجد المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
ومعنى الآية : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدم في شريعة كل نبي مكان صلاتهم ، لهدم في زمن موسى الكنائس ، وفي زمن عيسى البيع والصوامع ، وفي زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد .
وقال ابن زيد : أراد بالصلوات صلوات أهل الإسلام ، فإنها تنقطع إذا دخل العدو عليهم .
( ولينصرن الله من ينصره ) أي : ينصر دينه ونبيه ، ( إن الله لقوي عزيز)
- ابن كثير : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
( الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق )
قال العوفي ، عن ابن عباس : أخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق ، يعني : محمدا وأصحابه .
( إلا أن يقولوا ربنا الله ) أي : ما كان لهم إلى قومهم إساءة ، ولا كان لهم ذنب إلا أنهم عبدوا الله وحده لا شريك له . وهذا استثناء منقطع بالنسبة إلى ما في نفس الأمر ، وأما عند المشركين فهو أكبر الذنوب ، كما قال تعالى : ( يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم ) [ الممتحنة : 1 ] ، وقال تعالى في قصة أصحاب الأخدود : ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) [ البروج : 8 ] . ولهذا لما كان المسلمون يرتجزون في بناء الخندق ، ويقولون :
لاهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا
فيوافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقول معهم آخر كل قافية ، فإذا قالوا : " إذا أرادوا فتنة أبينا " ، يقول : " أبينا " ، يمد بها صوته .
ثم قال تعالى : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) أي : لولا أنه يدفع عن قوم بقوم ، ويكشف شر أناس عن غيرهم ، بما يخلقه ويقدره من الأسباب ، لفسدت الأرض ، وأهلك القوي الضعيف .
( لهدمت صوامع ) وهي المعابد الصغار للرهبان ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وأبو العالية ، وعكرمة ، والضحاك ، وغيرهم .
وقال قتادة : هي معابد الصابئين . وفي رواية عنه : صوامع المجوس .
وقال مقاتل بن حيان : هي البيوت التي على الطرق .
( وبيع ) : وهي أوسع منها ، وأكثر عابدين فيها . وهي للنصارى أيضا . قاله أبو العالية ، وقتادة ، والضحاك ، وابن صخر ، ومقاتل بن حيان ، وخصيف ، وغيرهم .
وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره : أنها كنائس اليهود . وحكى السدي ، عمن حدثه ، عن ابن عباس : أنها كنائس اليهود ، ومجاهد إنما قال : هي الكنائس ، والله أعلم .
وقوله : ( وصلوات ) : قال العوفي ، عن ابن عباس : الصلوات : الكنائس . وكذا قال عكرمة ، والضحاك ، وقتادة : إنها كنائس اليهود . وهم يسمونها صلوتا .
وحكى السدي ، عمن حدثه ، عن ابن عباس : أنها كنائس النصارى .
وقال أبو العالية ، وغيره : الصلوات : معابد الصابئين .
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : الصلوات : مساجد لأهل الكتاب ولأهل الإسلام بالطرق . وأما المساجد فهي للمسلمين .
وقوله : ( يذكر فيها اسم الله كثيرا ) فقد قيل : الضمير في قوله : ( يذكر فيها ) عائد إلى المساجد; لأنها أقرب المذكورات .
وقال الضحاك : الجميع يذكر فيها اسم الله كثيرا .
وقال ابن جرير : الصواب : لهدمت صوامع الرهبان وبيع النصارى وصلوات اليهود ، وهي كنائسهم ، ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيرا; لأن هذا هو المستعمل المعروف في كلام العرب .
وقال بعض العلماء : هذا ترق من الأقل إلى الأكثر إلى أن ينتهي إلى المساجد ، وهي أكثر عمارا وأكثر عبادا ، وهم ذوو القصد الصحيح .
وقوله : ( ولينصرن الله من ينصره ) كقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم . والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ) [ محمد : 7 ، 8 ] .
وقوله : ( إن الله لقوي عزيز ) وصف نفسه بالقوة والعزة ، فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديرا ، وبعزته لا يقهره قاهر ، ولا يغلبه غالب ، بل كل شيء ذليل لديه ، فقير إليه . ومن كان القوي العزيز ناصره فهو المنصور ، وعدوه هو المقهور ، قال الله تعالى : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين . إنهم لهم المنصورون . وإن جندنا لهم الغالبون ) [ الصافات : 171 173 ] وقال [ الله ] تعالى : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) [ المجادلة : 21 ] .
- القرطبى : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
قوله تعالى : الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
فيه [ ثماني ] مسائل : الأولى : قوله تعالى : الذين أخرجوا من ديارهم هذا أحد ما ظلموا به ؛ وإنما أخرجوا لقولهم : ربنا الله وحده . إلا أن يقولوا ربنا الله استثناء منقطع ؛ أي لكن لقولهم ربنا الله ؛ قال سيبويه . وقال الفراء يجوز أن تكون في موضع خفض ، يقدرها مردودة على الباء ؛ وهو قول أبي إسحاق الزجاج ، والمعنى عنده : الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا بأن يقولوا ربنا الله ؛ أي أخرجوا بتوحيدهم ، أخرجهم أهل الأوثان . و الذين أخرجوا في موضع خفض بدلا من قوله : للذين يقاتلون .
الثانية : قال ابن العربي : قال علماؤنا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تحل له الدماء ؛ إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى والصفح عن الجاهل مدة عشرة أعوام ؛ لإقامة حجة الله تعالى عليهم ، ووفاء بوعده الذي امتن به بفضله في قوله : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا . فاستمر الناس في الطغيان وما استدلوا بواضح البرهان ، وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من قومه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم عن بلادهم ؛ فمنهم من فر إلى أرض الحبشة ، ومنهم من خرج إلى المدينة ، ومنهم من صبر على الأذى . فلما عتت قريش على الله تعالى وردوا أمره وكذبوا نبيه - عليه السلام - ، وعذبوا من آمن به ووحده وعبده ، وصدق نبيه - عليه السلام - واعتصم بدينه ، أذن الله لرسوله في القتال والامتناع والانتصار ممن ظلمهم ، وأنزل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا إلى قوله : ( الأمور ) .
الثالثة : في هذه الآية دليل على أن نسبة الفعل الموجود من الملجأ المكره إلى الذي ألجأه وأكرهه ؛ لأن الله تعالى نسب الإخراج إلى الكفار ، لأن الكلام في معنى تقدير الذنب وإلزامه . وهذه الآية مثل قوله تعالى : إذ أخرجه الذين كفروا والكلام فيهما واحد ؛ وقد تقدم في ( براءة ) والحمد لله .
الرابعة : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض أي لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بينته أرباب الديانات من مواضع العبادات ، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة . فالجهاد أمر متقدم في الأمم ، وبه صلحت الشرائع ، واجتمعت المتعبدات ؛ فكأنه قال : أذن في القتال ، فليقاتل المؤمنون . ثم قوي هذا الأمر في القتال بقوله : ولولا دفع الله الناس الآية ؛ أي لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق في كل أمة . فمن استبشع من النصارى ، والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه ؛ إذ لولا القتال لما بقي الدين الذي يذب عنه . وأيضا هذه المواضع التي اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس ، وفي زمن عيسى الصوامع ، والبيع ، وفي زمن محمد - عليه السلام - المساجد .
( لهدمت ) من هدمت البناء أي نقضته فانهدم . قال ابن عطية : هذا أصوب ما قيل في تأويل الآية . وروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال : ولولا دفع الله بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - الكفار عن التابعين فمن بعدهم . وهذا وإن كان فيه دفع قوم بقوم إلا أن معنى القتال أليق ؛ كما تقدم . وقال مجاهد لولا دفع الله ظلم قوم بشهادة العدول . وقالت فرقة : ولولا دفع الله ظلم الظلمة بعدل الولاة . وقال أبو الدرداء : لولا أن الله - عز وجل - يدفع بمن في المساجد عمن ليس في المساجد ، وبمن يغزو عمن لا يغزو ، لأتاهم العذاب . وقالت فرقة : ولولا دفع الله العذاب بدعاء الفضلاء والأخيار إلى غير ذلك من التفصيل المفسر لمعنى الآية ؛ وذلك أن الآية ولا بد تقتضي مدفوعا من الناس ومدفوعا عنه ، فتأمله .
الخامسة : قال ابن خويز منداد : تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة ، وبيعهم ، وبيوت نيرانهم ، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن ، ولا يزيدون في البنيان لا سعة ولا ارتفاعا ، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها ، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها . وينقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس . وإنما لم ينقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة ؛ لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة . ولا يجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر . وجائز أن ينقض المسجد ليعاد بنيانه ؛ وقد فعل ذلك عثمان - رضي الله عنه - بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السادسة : قرئ ( لهدمت ) بتخفيف الدال وتشديدها . ( صوامع ) جمع صومعة ، وزنها فوعلة ، وهي بناء مرتفع حديد الأعلى ؛ يقال : صمع الثريدة أي رفع رأسها وحدده . ورجل أصمع القلب أي حاد الفطنة . والأصمع من الرجال الحديد القول . وقيل : هو الصغير الأذن من الناس ، وغيرهم . وكانت قبل الإسلام مختصة برهبان النصارى وبعباد الصابئين - قال قتادة - ثم استعمل في مئذنة المسلمين . والبيع . جمع بيعة ، وهي كنيسة النصارى . وقال الطبري : قيل هي كنائس اليهود ؛ ثم أدخل عن مجاهد ما لا يقتضي ذلك . ( وصلوات ) قال الزجاج ، والحسن : هي كنائس اليهود ؛ وهي بالعبرانية صلوتا . وقال أبو عبيدة : الصلوات بيوت تبنى للنصارى في البراري يصلون فيها في أسفارهم ، تسمى صلوتا فعربت فقيل صلوات . وفي ( صلوات ) تسع قراءات ذكرها ابن عطية : صلوات ، صلوات ، صلوات ، صلولي على وزن فعولي ، صلوب بالباء بواحدة جمع صليب ، صلوث بالثاء المثلثة على وزن فعول ، صلوات بضم الصاد واللام وألف بعد الواو ، صلوثا بضم الصاد واللام وقصر الألف بعد الثاء المثلثة ، . وذكر النحاس : وروي عن عاصم الجحدري أنه قرأ ( وصلوب ) . وروي عن الضحاك ( وصلوث ) بالثاء معجمة بثلاث ؛ ولا أدري أفتح الصاد أم ضمها .
قلت : فعلى هذا تجيء هنا عشر قراءات . وقال ابن عباس : ( الصلوات الكنائس ) . أبو العالية : الصلوات مساجد الصابئين . ابن زيد : هي صلوات المسلمين تنقطع إذا دخل عليهم العدو وتهدم المساجد ؛ فعلى هذا استعير الهدم للصلوات من حيث تعطل ، أو أراد موضع صلوات فحذف المضاف . وعلى قول ابن عباس ، والزجاج ، وغيرهم يكون الهدم حقيقة . وقال الحسن : هدم الصلوات تركها ، قطرب : هي الصوامع الصغار ولم يسمع لها واحد . وذهب خصيف إلى أن القصد بهذه الأسماء تقسيم متعبدات الأمم . فالصوامع للرهبان ، والبيع للنصارى ، والصلوات لليهود ، والمساجد للمسلمين . قال ابن عطية : والأظهر أنها قصد بها المبالغة في ذكر المتعبدات . وهذه الأسماء تشترك الأمم في مسمياتها ، إلا البيعة فإنها مختصة بالنصارى في لغة العرب . ومعاني هذه الأسماء هي في الأمم التي لها كتاب على قديم الدهر . ولم يذكر في هذه الآية المجوس ولا أهل الإشراك ؛ لأن هؤلاء ليس لهم ما يجب حمايته ، ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع . وقال النحاس : يذكر فيها اسم الله الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون يذكر فيها اسم الله عائدا على المساجد لا على غيرها ؛ لأن الضمير يليها . ويجوز أن يعود على صوامع وما بعدها ؛ ويكون المعنى وقت شرائعهم وإقامتهم الحق .
السابعة : فإن قيل : لم قدمت مساجد أهل الذمة ومصلياتهم على مساجد المسلمين ؟ قيل : لأنها أقدم بناء . وقيل لقربها من الهدم وقرب المساجد من الذكر ؛ كما أخر السابق في قوله : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات .
الثامنة : قوله تعالى : ولينصرن الله من ينصره أي من ينصر دينه ونبيه . إن الله لقوي أي قادر . قال الخطابي : القوي يكون بمعنى القادر ، ومن قوي على شيء فقد قدر عليه . ( عزيز ) أي جليل شريف ؛ قال الزجاج . وقيل الممتنع الذي لا يرام ؛ وقد بيناهما في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى .
- الطبرى : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
يقول تعالى ذكره: أذن للذين يقاتلون ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ) فالذين الثانية ردّ على الذين الأولى. وعنى بالمخرجين من دورهم: المؤمنين الذين أخرجهم كفار قريش من مكة. وكان إخراجهم إياهم من دورهم وتعذيبهم بعضهم على الإيمان بالله ورسوله, وسبهم بعضهم بألسنتهم ووعيدهم إياهم, حتى اضطرّوهم إلى الخروج عنهم. وكان فعلهم ذلك بهم بغير حقّ، لأنهم كانوا على باطل والمؤمنون على الحقّ, فلذلك قال جل ثناؤه: ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ).
وقوله: ( إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) يقول تعالى ذكره: لم يخرجوا من ديارهم إلا بقولهم: ربنا الله وحده لا شريك له! فأن في موضع خفض ردّا على الباء في قوله: ( بِغَيْرِ حَقٍّ ) , وقد يجوز أن تكون في موضع نصب على وجه الاستثناء.
وقوله: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: ولولا دفع الله المشركين بالمسلمين.
*ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, قوله: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) دفع المشركين بالمسلمين.
وقال آخرون: معنى ذلك: ولولا القتال والجهاد في سبيل الله.
*ذكر من قال ذلك:حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) قال لولا القتال والجهاد.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولولا دفع الله بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن بعدهم من التابعين.
*ذكر من قال ذلك: حدثنا إبراهيم بن سعيد, قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم, عن سيف بن عمرو, عن أبي روق, عن ثابت بن عوسجة الحضرميّ, قال: حدثني سبعة وعشرون من أصحاب عليّ وعبد الله منهم لاحق بن الأقمر, والعيزار بن جرول, وعطية القرظي, أن عليا رضي الله عنه قال: إنما أنـزلت هذه الآية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) لولا دفاع الله بأصحاب محمد عن التابعين ( لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ ).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لولا أن الله يدفع بمن أوجب قبول شهادته في الحقوق تكون لبعض الناس على بعض عمن لا يجوز شهادته وغيره, فأحيا بذلك مال هذا ويوقي بسبب هذا إراقة دم هذا, وتركوا المظالم من أجله, لتظالم الناس فهدمت صوامع.
*ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) يقول: دفع بعضهم بعضا في الشهادة, وفي الحقّ, وفيما يكون من قبل هذا. يقول: لولاهم لأهلكت هذه الصوامع وما ذكر معها.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنه لولا دفاعه الناس بعضهم ببعض, لهُدم ما ذكر, من دفعه تعالى ذكره بعضهم ببعض, وكفِّه المشركين بالمسلمين عن ذلك; ومنه كفه ببعضهم التظالم, كالسلطان الذي كفّ به رعيته عن التظالم بينهم; ومنه كفُّه لمن أجاز شهادته بينهم ببعضهم عن الذهاب بحق من له قبله حق, ونحو ذلك. وكلّ ذلك دفع منه الناس بعضهم عن بعض, لولا ذلك لتظالموا, فهدم القاهرون صوامع المقهورين وبيَعهم وما سمّى جل ثناؤه. ولم يضع الله تعالى دلالة في عقل على أنه عنى من ذلك بعضا دون بعض, ولا جاء بأن ذلك كذلك خبر يجب التسليم له, فذلك على الظاهر والعموم على ما قد بيَّنته قبل لعموم ظاهر ذلك جميع ما ذكرنا.
وقوله: ( لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ) اختلف أهل التأويل في المعنيّ بالصوامع, فقال بعضهم: عني بها صوامع الرهبان.
*ذكر من قال ذلك:حدثنا محمد بن المثنى, قال: ثنا عبد الوهاب, قال: ثنا داود, عن رفيع في هذه الآية: ( لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ) قال: صوامع الرهبان.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ) قال: صوامع الرهبان.
- حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ) قال: صوامع الرهبان.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ) قال: صوامع الرهبان.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ, يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول: في قوله: ( لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ) وهي صوامع الصغار يبنونها (2) وقال آخرون: بل هي صوامع الصابئين.
*ذكر من قال ذلك:حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة: (صَوَامِعُ) قال: هي للصابئين.
حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قَتادة, مثله.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (لَهُدّمَتْ). فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة: " لَهُدِمَتْ". خفيفة. وقرأته عامة قرّاء أهل الكوفة والبصرة: (لَهُدّمَتْ) بالتشديد بمعنى تكرير الهدم فيها مرّة بعد مرّة. والتشديد في ذلك أعجب القراءتين إليّ. لأن ذلك من أفعال أهل الكفر بذلك.
وأما قوله (وَبِيَعٌ) فإنه يعني بها: بيع النصارى.
وقد اختلف أهل التأويل في ذلك, فقال بعضهم مثل الذي قلنا في ذلك.
*ذكر من قال ذلك:- حدثني محمد بن المثنى, قال: ثنا عبد الأعلى, قال: ثنا داود, عن رفيع: (وَبِيَعٌ) قال: بيع النصارى.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قَتادة: (وَبِيَعٌ) للنصارى.
حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, مثله.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول: البِيَع: بيع النصارى.
وقال آخرون: عني بالبيع في هذا الموضع: كنائس اليهود.
*ذكر من قال ذلك:حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث. قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: (وَبِيَعٌ) قال: وكنائس.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (وَبِيَعٌ) قال: البيع للكنائس.
قوله: (وَصَلَوَاتٌ) اختلف أهل التأويل في معناه, فقال بعضهم: عني بالصلوات الكنائس.
*ذكر من قال ذلك:- حدثنا محمد سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: (وَصَلَوَاتٌ) قال: يعني بالصلوات الكنائس.
حُدثت عن الحسن, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَصَلَوَاتٌ) كنائس اليهود, ويسمون الكنيسة صلوتا.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قَتادة: (وَصَلَوَاتٌ) كنائس اليهود.
حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قَتادة, مثله.
وقال آخرون: عنى بالصلوات مساجد الصابئين.
*ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا عبد الأعلى, قال: ثنا داود, قال: سألت أبا العالية عن الصلوات. قال: هي مساجد الصابئين.
قال: ثنا عبد الوهاب, قال: ثنا داود, عن رفيع, نحوه.
وقال آخرون: هي مساجد للمسلمين ولأهل الكتاب بالطرق.
*ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَصَلَوَاتٌ ) قال: مساجد لأهل الكتاب ولأهل الإسلام بالطرق.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, نحوه.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (وَصَلَوَاتٌ) قال: الصلوات صلوات أهل الإسلام, تنقطع إذا دخل العدو عليهم, انقطعت العبادة, والمساجد تهدم, كما صنع بختنصر.
وقوله: ( وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ) اختلف في المساجد التي أريدت بهذا القول, فقال بعضهم: أريد بذلك مساجد المسلمين.
*ذكر من قال ذلك:- حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا عبد الوهاب, قال: ثنا داود, عن رفيع, قوله: (وَمَساجِدُ) قال: مساجد المسلمين.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, قال: ثنا معمر, عن قتادة: ( وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ) قال: المساجد: مساجد المسلمين يذكر فيها اسم الله كثيرا.
حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, عن معمر, عن قَتاده, نحوه.
وقال آخرون: عني بقوله: (وَمَساجِدُ) الصوامع والبيع والصلوات.
* ذكر من قال ذلك:- حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: (وَمَساجِدُ) يقول في كل هذا يذكر اسم الله كثيرا, ولم يخصّ المساجد.
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: الصلوات لا تهدم, ولكن حمله على فعل آخر, كأنه قال: وتركت صلوات. وقال بعضهم: إنما يعني: مواضع الصلوات. وقال بعضهم: إنما هي صلوات, وهي كنائس اليهود, تدعى بالعِبرانية: صلوتا.
وأولى هذه الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: لهدِّمت صوامع الرهبان وبِيَع النصارى, وصلوات اليهود, وهي كنائسهم, ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيرا.
وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل ذلك; لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب المستفيض فيهم, وما خالفه من القول وإن كان له وجه فغير مستعمل فيما وجهه إليه من وجهه إليه.
وقوله: ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ) يقول تعالى ذكره: وليعيننّ الله من يقاتل في سبيله, لتكون كلمته العليا على عدوّه; فنصْر الله عبده: معونته إياه, ونصر العبد ربه: جهاده في سبيله, لتكون كلمته العليا.
وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) يقول تعالى ذكره: إن الله لقويّ على نصر من جاهد في سبيله من أهل ولايته وطاعته, عزيز في مُلكه, يقول: منيع في سلطانه, لا يقهره قاهر, ولا يغلبه غالب.
------------------------
الهوامش:
(2) لعله وهي الصوامع الصغار : أي المعابد الصغار . . الخ .
- ابن عاشور : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)
{ الذين أُخْرِجُواْ مِن ديارهم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا الله }
بدل من { الذين يقاتلون } [ الحج : 39 ] ، وفي إجراء هذه الصلة عليهم إيماء إلى أن المراد بالمقاتلة الأذى ، وأعظمه إخراجهم من ديارهم كما قال تعالى : { والفتنة أشد من القتل } [ البقرة : 191 ].
و { بغير حق } حال من ضمير { أخرجوا ، } أي أخرجوا متلبسين بعدم الحق عليهم الموجِب إخراجهم ، فإن للمرء حقاً في وطنه ومعاشرة قومه ، وهذا الحق ثابت بالفطرة لأن من الفطرة أن الناشىء في أرض والمتولَّد بين قوم هو مساوٍ لجميع أهل ذلك الموطن في حق القرار في وطنهم وبين قومهم بالوجه الذي ثبت لجمهورهم في ذلك المكان من نشأة متقادمة أو قهر وغلبة لسكانه ، كما قال عمر بن الخطاب : «إنها لِبلاَدُهم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام» . ولا يزول ذلك الحق إلاّ بموجب قرره الشرّع أو العوائد قبل الشرع . كما قال زُهير :
فإن الحق مقطعه ثلاث ... يمينٌ أو نِفار أو جَلاء
فمن ذلك في الشرائع التغريب والنّفي ، ومن ذلك في قوانين أهل الجاهلية الجلاء والخَلع ، وإنما يكون ذلك لاعتداء يعتديه المرء على قومه لا يجدون له مسلكاً من الردع غير ذلك .
ولذلك قال تعالى : { بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله } فإن إيمانهم بالله لا ينجر منه اعتداء على غيرهم إذ هو شيء قاصر على نفوسهم والإعلان به بالقول لا يضر بغيرهم . فالاعتداء عليهم بالإخراج من ديارهم لأجل ذلك ظلم بَواح واستخدام للقوة في تنفيذ الظلم .
والاستثناء في قوله : { إلا أن يقولوا ربنا الله } استثناء من عموم الحق ، ولما كان المقصود من الحق حقاً يوجب الإخراج ، أي الحقَّ عليهم ، كان هذا الاستثناء مستعملاً على طريقة الاستعارة التهكمية ، أي إن كان عليهم حق فهو أن يقولوا ربنا الله ، فيستفاد من ذلك تأكيد عدم الحق عليهم بسبب استقراء ما قد يُتخيّل أنه حق عليهم . وهذا من تأكيد الشيء بما يوهم نقضه . ويسمى عند أهل البديع تأكيد المدح بما يشبه الذم ، وشاهده قول النابغة :
ولا عَيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بِهِنّ فُلول من قِراع الكتائب
وهذه الآية لا محالة نزلت بالمدينة .
{ وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صوامع وَبِيَعٌ وصلوات ومساجد يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ }
اعتراض بين جملة { أُذِن للذين يقاتلون } [ الحج : 39 ] الخ وبين قوله { الذين إن مكناهم في الأرض } [ الحج : 41 ] الخ . فلما تضمنت جملة { أذن للذين يقاتلون } [ الحج : 39 ] الخ الإذن للمسلمين بدفاع المشركين عنهم أُتبع ذلك ببيان الحكمة في هذا الإذن بالدفاع ، مع التنويه بهذا الدفاع ، والمتولّين له بأنه دفاع عن الحق والدين ينتفع به جميع أهل أديان التوحيد من اليهود والنصارى والمسلمين ، وليس هو دفاعاً لنفع المسلمين خاصة .
والواو في قوله { ولولا دفاع الله الناس } إلى آخره ، اعتراضية وتسمى واو الاستئناف ومفاد هذه الجملة تعليل مضمون جملة { أذن للذين يقاتلون } [ الحج : 39 ] الخ .
و { لولا } حرف امتناع لوجود ، أي حرف يدل على امتناع جوابه ، أي انتفائه لأجل وجود شرطه ، أي عند تحقق مضمون جملة شرطه فهو حرف يقتضي جملتين . والمعنى : لولا دفاع الناس عن مواضع عبادة المسلمين لصري المشركون ولتجاوزوا فيه المسلمين إلى الاعتداء على ما يجاور بلادهم من أهل الملل الأخرى المناوية لملّة الشرك ولهَدَموا مَعَابدهم من صوامع ، وبِيَععٍ ، وصلوات ، ومساجد ، يذكر فيها اسم الله كثيراً ، قصداً منهم لمحو دعوة التوحيد ومحقاً للأديان المخالفة للشرك . فذكر الصوامع ، والبِيَع ، إدماج لينتبهوا إلى تأييد المسلمين فالتّعريف في { النّاس } تعريف العهد ، أي الناس الذين يتقاتلون وهم المسلمون ومشركو أهل مكة .
ويجوز أن يكون المراد : لولا ما سبق قبل الإسلام من إذن الله لأمم التوحيد بقتال أهل الشرك ( كما قاتل داوود جالوت ، وكما تغلّب سليمان على مَلِكَة سبأ ). لمَحق المشركون معالم التوحيد ( كما محق بختنصر هيكل سليمان ) فتكون هذه الجملة تذييلاً لجملة { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } [ الحج : 39 ] ، أي أذن للمسلمين بالقتال كما أذن لأمم قبلَهم لكيلا يطغى عليهم المشركون كما طغوا على من قبلهم حين لم يأذن الله لهم بالقتال ، فالتعريف في { الناس } تعريف الجنس .
وإضافة الدفاع إلى الله إسناد مجازي عقلي لأنه أذن للناس أن يدفعوا عن معابدهم فكان إذن الله سبب الدفع . وهذا يهيب بأهل الأديان إلى التألب على مقاومة أهل الشرك .
وقرأ نافع ، وأبو جعفر ، ويعقوب { دفاع . } وقرأ الباقون { دَفْع } بفتح الدال وبدون ألف . و { بعضهم } بدل من { الناسَ } بدل بعض . و { ببعض } متعلق ب { دفاع } والباء للآلة .
والهدم : تقويض البناء وتسقيطه .
وقرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو جعفر { لهُدِمت } بتخفيف الدال . وقرأه الباقون بتشديد الدال للمبالغة في الهدم ، أي لهدّمت هدْماً ناشئاً عن غيظ بحيث لا يبقون لها أثراً .
والصوامع : جمع صومعة بوزن فَوْعلة ، وهي بناء مستطيل مرتفع يصعُد إليه بدرج وبأعلاه بيت ، كان الرهبان يتّخذونه للعبادة ليكونوا بعداء عن مشاغلة الناس إياهم ، وكانوا يوقدون به مصابيح للإعانة على السهر للعبادة ولإضاءة الطريق للمارين . من أجل ذلك سُمّيت الصومعة المنارة . قال امرؤ القيس :
تضيء الظلام بالعشيّ كأنها ... مَنارة مُمْسَى رَاهب مُتَبتّل
والبِيَع : جمع بيعة بكسر الباء وسكون التحتية مكان عبادة النصارى ولا يعرف أصل اشتقاقها ، ولعلها معرّبة عن لغة أخرى .
والصلوات : جمع صلاة وهي هنا مراد بها كنائس اليهود معرّبة عن كلمة ( صلوثا ) ( بالمثلثة في آخره بعدها ألف ). فلمّا عُربت جعلوا مكان المثلثة مثناة فوقية وجمعوها كذلك . وعن مجاهد ، والجحدري ، وأبي العالية ، وأبي رجاء أنهم قرأوها هنا { وصلواث } بمثلثة في آخره . وقال ابن عطية : قرأ عكرمة ، ومجاهد { صِلْويثا بكسر الصاد وسكون اللام وكسر الواو وقصر الألف بعد الثاء ( أي المثلثة كما قال القرطبي ) وهذه المادة قد فاتت أهل اللغة وهي غفلة عجيبة .
والمساجد : اسم لمحل السجود من كل موضع عبادة ليس من الأنواع الثلاثة المذكورة قبله وقت نزول هذه الآية فتكون الآية نزلت في ابتداء هجرة المسلمين إلى المدينة حين بنَوا مسجدَ قباء ومسجد المدينة .
وجملة { يذكر فيها اسم الله كثيراً } صفة والغالب في الصفة الواردة بعد جمل متعاطفة فيها أن ترجع إلى ما في تلك الجمل من الموصوف بالصفة . فلذلك قيل برجوع صفة { يذكر فيها اسم الله } إلى { صوامع ، وبيع ، وصلوات ، ومساجد } للأربعة المذكورات قبلها وهي معاد ضمير { فيها .
وفائدة هذا الوصف الإيماء إلى أن سبب هدمها أنها يذكر فيها اسم الله كثيراً ، أي ولا تذكر أسماء أصنام أهل الشرك فإنهم لما أخرجوا المسلمين بلا سبب إلا أنهم يذكرون اسم الله فيقولون ربنا الله ، لِمَحْو ذكرِ اسم الله من بلدهم لا جرم أنهم يهدمون المواضع المجعولة لذكر اسم الله كثيراً ، أي دون ذكر الأصنام . فالكثرة مستعملة في الدوام لاستغراق الأزمنة ، وفي هذا إيماء إلى أن في هذه المواضع فائدة دينية وهي ذكر اسم الله .
قال ابن خويز منداد من أيمة المالكية ( من أهل أواخر القرن الرابع ) تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة وبِيَعهم وبيوت نارهم اه .
قلت : أما بيوت النار فلا تتضمن هذه الآية منع هدمها فإنها لا يذكر فيها اسم الله وإنما مَنع هدمَها عقدُ الذمة الذي ينعقد بين أهلها وبين المسلمين ، وقيل الصفة راجعة إلى مساجد خاصة .
وتقديم الصوامع في الذكر على ما بعده لأنّ صوامع الرهبان كانت أكثر في بلاد العرب من غيرها ، وكانت أشهر عندهم ، لأنهم كانوا يهتدون بأضوائها في أسفارهم ويأوون إليها ، وتعقيبها بذكر البيع للمناسبة إذ هي معابد النصارى مثل الصوامع . وأما ذكر الصلوات بعدهما فلأنه قد تهيأ المقام لذكرها ، وتأخير المساجد لأنها أعم ، وشأن العموم أن يعقب به الخصوص إكمالاً للفائدة .
وقوله ولينصرن الله من ينصره } عطف على جملة { ولولا دفاع الله الناس } ، أي أمر الله المسلمين بالدفاع عن دينهم . وضمن لهم النصر في ذلك الدفاع لأنهم بدفاعهم ينصرون دين الله ، فكأنهم نصروا الله ، ولذلك أكد الجملة بلام القسم ونون التوكيد . وهذه الجملة تذييل لما فيها من العموم الشامل للمسلمين الذين أخرجهم المشركون .
وجملة { إن الله لقوي عزيز } تعليل لجملة { ولينصرن الله من ينصره } ، أي كان نصرهم مضموناً لأنّ ناصرهم قدير على ذلك بالقوة والعزة . والقوة مستعملة في القدرة : والعزّة هنا حقيقة لأنّ العزّة هي المنعة ، أي عدم تسلّط غير صاحبها على صاحبها .
بدل من { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق } وما بينهما اعتراض . فالمراد من { الذين إن مكناهم في الأرض } [ الحج : 41 ] المهاجرون فهو ثناء على المهاجرين وشهادة لهم بكمال دينهم . وعن عثمان : «هذا والله ثناء قبلَ بَلاء» ، أي قبل اختبار ، أي فهو من الإخبار بالغيب الذي علمه الله من حالهم . ومعنى { إن مكناهم في الأرض } [ الحج : 41 ] أي بالنصر الذي وعدناهم في قوله : { إن الله على نصرهم لقدير } [ الحج : 39 ].
- إعراب القرآن : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
«الَّذِينَ» بدل من الذين السابقة «أُخْرِجُوا» ماض مبني للمجهول مبني على الضم لا تصاله بواو الجماعة والواو نائب فاعل والجملة صلة «مِنْ دِيارِهِمْ» متعلقان بأخرجوا والهاء مضاف إليه «بِغَيْرِ» متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة. «حَقٍّ» مضاف إليه «إِلَّا» أداة حصر «أَنْ» ناصبة «يَقُولُوا» مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعل والمصدر المؤول بدل من حق «رَبُّنَا اللَّهُ» مبتدأ ولفظ الجلالة خبر ونا مضاف إليه والجملة في محل نصب مقول القول «وَلَوْ لا» الواو استئنافية ولولا حرف شرط غير جازم «دَفْعُ» مبتدأ «اللَّهُ» لفظ الجلالة مضاف إليه والخبر محذوف وجوبا «النَّاسَ» مفعول به لدفع من إضافة المصدر إلى فاعله «بَعْضَهُمْ» بدل من الناس منصوب والهاء مضاف إليه «بِبَعْضٍ» متعلقان بدفع والجملة استئنافية «لَهُدِّمَتْ» اللام واقعة في جواب الشرط و«لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ» فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل والتاء للتأنيث والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «وَبِيَعٌ» معطوف على صوامع «وَصَلَواتٌ» معطوف على صوامع «وَمَساجِدُ» معطوف أيضا وهو ممنوع من الصرف لأنه على وزن مفاعل «يُذْكَرُ» مضارع مبني للمجهول «فِيهَا» متعلقان بيذكر «اسْمُ» نائب فاعل «اللَّهُ» لفظ الجلالة مضاف إليه «كَثِيراً» صفة لمفعول مطلق محذوف تقديره ذكرا كثيرا «وَلَيَنْصُرَنَّ» الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وينصرن مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل مرفوع «مِنْ» اسم موصول في محل نصب مفعول به والجملة مستأنفة «يَنْصُرُهُ» مضارع فاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة صلة لا محل لها «إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ» إن واسمها وخبرها واللام المزحلقة «عَزِيزٌ» خبر ثان مرفوع والجملة مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : [They are] those who have been evicted from their homes without right - only because they say "Our Lord is Allah" And were it not that Allah checks the people some by means of others there would have been demolished monasteries churches synagogues and mosques in which the name of Allah is much mentioned And Allah will surely support those who support Him Indeed Allah is Powerful and Exalted in Might
- English - Tafheem -Maududi : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(22:40) These are the people who have been expelled unjustly from their homes *80 only for the reason that they said, "Our Lord is Allah." *81 Had Allah not repelled one people by means of another people, monasteries, churches, synagogues *82 and mosques, wherein the name of Allah is often mentioned, would have been demolished. *83
- Français - Hamidullah : ceux qui ont été expulsés de leurs demeures - contre toute justice simplement parce qu'ils disaient Allah est notre Seigneur - Si Allah ne repoussait pas les gens les uns par les autres les ermitages seraient démolis ainsi que les églises les synagogues et les mosquées où le nom d'Allah est beaucoup invoqué Allah soutient certes ceux qui soutiennent Sa Religion Allah est assurément Fort et Puissant
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : ihnen die zu Unrecht aus ihren Wohnstätten vertrieben wurden nur weil sie sagen Unser Herr ist Allah Und wenn Allah nicht die einen Menschen durch die anderen abgewehrt hätte so wären fürwahr Mönchsklausen Kirchen Bethäuser und Gebetsstätten zerstört worden in denen Allahs Name häufig genannt wird Und Allah wird ganz gewiß denjenigen helfen die Ihm helfen Allah ist wahrlich Stark und Allmächtig
- Spanish - Cortes : A quienes han sido expulsados injustamente de sus hogares sólo por haber dicho ¡Nuestro Señor es Alá Si Alá no hubiera rechazado a unos hombres valiéndose de otros habrían sido demolidas ermitas iglesias sinagogas y mezquitas donde se menciona mucho el nombre de Alá Alá auxiliará ciertamente a quienes Le auxilien Alá es en verdad fuerte poderoso
- Português - El Hayek : São aqueles que foram expulsos injustamente dos seus lares só porque disseram Nosso Senhor é Deus E se Deus nãotivesse refreado os instintos malignos de uns em relação aos outros teriam sido destruídos mosteiros igrejas sinagogas emesquitas onde o nome de Deus é freqüentemente celebrado Sabei que Deus secundará quem O secundar em Sua causa porque é Forte Poderosíssimo
- Россию - Кулиев : Они были несправедливо изгнаны из своих жилищ только за то что говорили Наш Господь - Аллах Если бы Аллах не позволил одним людям защищаться от других то были бы разрушены кельи церкви синагоги и мечети в которых премного поминают имя Аллаха Аллах непременно помогает тому кто помогает Ему Воистину Аллах - Всесильный Могущественный
- Кулиев -ас-Саади : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
Они были несправедливо изгнаны из своих жилищ только за то, что говорили: «Наш Господь - Аллах». Если бы Аллах не позволил одним людям защищаться от других, то были бы разрушены кельи, церкви, синагоги и мечети, в которых премного поминают имя Аллаха. Аллах непременно помогает тому, кто помогает Ему. Воистину, Аллах - Всесильный, Могущественный.Язычники доставляли правоверным страдания, искушали их и своими поступками вынудили их покинуть родной город. Это было величайшей несправедливостью, потому что язычники мстили правоверным только за то, что те говорили: «Наш Господь - Аллах». Они считали единственным грехом мусульман то, что они уверовали в Единственного Господа и искренне поклонялись Ему одному. И если это было грехом, то они действительно были грешниками. Всевышний сказал: «Они вымещали им только за то, что те уверовали в Аллаха Могущественного, Достохвального» (85:8). Все это свидетельствует о мудрости предписания сражаться за веру. Мусульмане ведут джихад для того, чтобы дать отпор неверующим, которые притесняют правоверных и первыми начинают притеснять их. Джихад позволяет положить конец несправедливости и враждебности со стороны неверующих и помогает правоверным открыто выполнять предписания религии. Но это было бы невозможно, если бы Аллах не наделил борцов за веру возможностью сражаться с неверующими. И тогда были бы разрушены кельи людей Писания, иудейские синагоги, христианские церкви и мусульманские мечети. В этих местах поклонения часто поминают имя Аллаха, совершают молитвы, читают Его писания и поминают Его самыми различными способами. И если бы Аллах не разрешил правоверным сражаться с неверующими, то безбожники покорили бы мусульман, разрушили бы мечети и отвратили бы верующих от правой веры. Из всего сказанного следует, что целью джихада является не просто сражение с неверующими, а противостояние агрессорам и бесчинствующим противникам. И спокойствие на мусульманских землях, где люди могут поклоняться Аллаху, строить мечети и придерживаться всех обрядов религии, является безусловной заслугой борцов за правую веру, руками которых Аллах сокрушил неверующих. Всевышний сказал: «Если бы Аллах не сдерживал одних людей посредством других, то земля пришла бы в расстройство. Однако Аллах милостив к мирам» (2:251). Кто-то может сказать, что сегодня мусульманские мечети переполнены, и никто не пытается их разрушить. Наряду с этим многие мусульманские страны представляют собой маленькие независимые государства. Казалось бы, такое возможно, если мусульмане станут сражаться с европейцами, которые живут бок о бок с ними. Однако мы видим, что во многих странах, в которых господствуют неверующие, воздвигают мечети, в которых мусульмане преспокойно поклоняются Аллаху, хотя неверующие правители этих стран могут разрушить эти мечети. Аллах сказал, что если бы правоверные не защищались от неверующих, то места поклонения были бы разрушены. Почему же мы не видим никакого противостояния? Дело в том, что обсуждаемый нами аят имеет общий смысл, тогда как данная ситуация является частным случаем. Каждому человеку, который знаком с государственным устройством современных стран, известно, что они признают представителей любых религиозных конфессий и национальностей гражданами своего государства, на которых распространяются законы этого государства. Каждый гражданин считается частью общества, и это относится к представителям любых религиозных конфессий, независимо от их численности, умения, богатства, образования или занятости. Немусульманские государства заботятся о религиозных и мирских интересах своих граждан и опасаются того, что несоблюдение этих интересов приведет к упадку их государственных устоев и нарушению узаконенных ими принципов. Именно поэтому правительство этих государств создает условия для того, чтобы его граждане исповедовали религию, и даже строит мечети, которые - хвала Аллаху! - находятся в полном порядке даже в столицах крупных немусульманских государств. Эти независимые государства проявляют заботу об интересах граждан, которые являются мусульманами, потому что между христианскими государствами существуют взаимная вражда и зависть, которые, по свидетельству Аллаха, сохранятся вплоть до наступления Дня воскресения. Благодаря этому мусульманским странам, которые сегодня не способны самостоятельно отстаивать собственные интересы, удается уберечься от вреда враждебно настроенных государств. Между ними царят взаимная зависть и разногласия, и поэтому ни одно вражеское государство не решается напасть на мусульман, опасаясь того, что другое крупное государство встанет на сторону мусульман. Однако Всевышний Аллах все равно непременно поможет исламу и мусульманам восторжествовать, как это было обещано нам в Священном Коране. Хвала Аллаху, сегодня мусульмане осознали, что для торжества религии они обязаны вернуться в лоно истинного ислама. А сознательный подход является основой любого начинания, и поэтому мы восхваляем Аллаха и просим Его и впредь осенять нас милостью. Он помогает тому, кто помогает Ему, и это правдивое обещание полностью соответствует действительности. Для того чтобы помогать Ему, мусульманин должен искренне ради Него отстаивать интересы религии и даже сражаться на этом поприще, дабы прославить имя Аллаха, среди прекрасных имен которого - Сильный, Могущественный. Его сила совершенна, а могущество безгранично. Все творения подвластны и покорны Ему. Возрадуйтесь же, мусульмане! Ваша численность мала, ваши возможности ограниченны, а ваши противники очень сильны. Но зато у вас есть Сильный и Могущественный Покровитель, Который сотворил вас и ваши деяния и на которого вы уповаете. Повинуйтесь Ему и молите Его о помощи, и Он непременно окажет вам помощь и одарит вас победой. Всевышний сказал: «О те, которые уверовали! Если вы поможете Аллаху, то и Он поможет вам и утвердит ваши стопы» (47:7). О мусульмане! Исповедуйте правильные воззрения и совершайте праведные дела, ибо гласит Коран: «Аллах обещал тем из вас, которые уверовали и совершали праведные деяния, что Он непременно сделает их наместниками на земле, подобно тому, как Он сделал наместниками тех, кто был до них. Он непременно одарит их возможностью исповедовать их религию, которую Он одобрил для них, и сменит их страх на безопасность. Они поклоняются Мне и не приобщают сотоварищей ко Мне» (24:55). Затем Аллах упомянул о качествах, которыми обладают те, кто помогает Ему. Этих праведников можно узнать по этим отличительным признакам. Но если человек утверждает, что он помогает Аллаху и Его религии, но не обладает этими качествами, то он - лжец. Всевышний сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Onlar haksız yere ve "Rabbimiz Allah'tır" dediler diye yurtlarından çıkarılmışlardır Allah insanların bir kısmını diğeriyle savmasaydı manastırlar kiliseler havralar ve içinde Allah'ın adı çok anılan camiler yıkılıp giderdi And olsun ki Allah'a yardım edenlere O da yardım eder Doğrusu Allah kuvvetlidir güçlüdür
- Italiano - Piccardo : a coloro che senza colpa sono stati scacciati dalle loro case solo perché dicevano “Allah è il nostro Signore” Se Allah non respingesse gli uni per mezzo degli altri sarebbero ora distrutti monasteri e chiese sinagoghe e moschee nei quali il Nome di Allah è spesso menzionato Allah verrà in aiuto di coloro che sostengono [la Sua religione] In verità Allah è forte e possente
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی که بهناحهق له وڵاتیان دهربهدهر کران تهنها تاوانیان ئهوهبوو که دهیانوت پهروهردگارمان الله یه خۆ ئهگهر خوا خهڵکی نهدا بهیهکداو حهق دژی بهتاڵ نهوهستێت ههرچی شوێنی خواپهرستی جوولهکه و گاور ههیه له خهڵوهتگه و کڵێساو کهنیسه ههروهها مزگهوتانیش کهناوی خوای زۆر تێدا دهبرێت ههمووی کاول دهکرێت سوێند بێت بێگومان خوا ئهو کهسه سهردهخات که پشتگیری ئاین و بهرنامهکهی دهکات و ههواڵی سهرخستنی دهدات بهڕاستی خوا زۆر بههێز و باڵادهسته
- اردو - جالندربرى : یہ وہ لوگ ہیں کہ اپنے گھروں سے ناحق نکال دیئے گئے انہوں نے کچھ قصور نہیں کیا ہاں یہ کہتے ہیں کہ ہمارا پروردگار خدا ہے۔ اور اگر خدا لوگوں کو ایک دوسرے سے نہ ہٹاتا رہتا تو راہبوں کے صومعے اور عیسائیوں کے گرجے اور یہودیوں کے عبادت خانے اور مسلمانوں کی مسجدیں جن میں خدا کا بہت سا ذکر کیا جاتا ہے ویران ہوچکی ہوتیں۔ اور جو شخص خدا کی مدد کرتا ہے خدا اس کی ضرور مدد کرتا ہے۔ بےشک خدا توانا اور غالب ہے
- Bosanski - Korkut : onima koji su ni krivi ni dužni iz zavičaja svoga prognani samo zato što su govorili "Gospodar naš je Allah" A da Allah ne suzbija neke ljude drugima do temelja bi bili porušeni manastiri i crkve i havre a i džamije u kojima se mnogo spominje Allahovo ime A Allah će sigurno pomoći one koji vjeru Njegovu pomažu – ta Allah je zaista moćan i silan –
- Swedish - Bernström : de som i strid mot all rätt jagas bort från sina hem därför att de säger "Gud är vår Herre"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : yaitu orangorang yang telah diusir dari kampung halaman mereka tanpa alasan yang benar kecuali karena mereka berkata "Tuhan kami hanyalah Allah" Dan sekiranya Allah tiada menolak keganasan sebagian manusia dengan sebagian yang lain tentulah telah dirobohkan biarabiara Nasrani gerejagereja rumahrumah ibadat orang Yahudi dan masjidmasjid yang di dalamnya banyak disebut nama Allah Sesungguhnya Allah pasti menolong orang yang menolong agamaNya Sesungguhnya Allah benarbenar Maha Kuat lagi Maha Perkasa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
Mereka adalah (orang-orang yang telah diusir dari kampung halaman mereka tanpa alasan yang benar) di dalam pengusiran itu; mereka sekali-kali tidak diusir (melainkan karena mereka berkata) disebabkan perkataan yang mereka ucapkan yaitu, ("Rabb kami hanyalah Allah") semata. Perkataan ini adalah perkataan yang hak dan benar, maka mengusir hanya dengan alasan karena mengucapkan perkataan itu adalah tidak dibenarkan. (Dan sekiranya Allah tiada menolak keganasan sebagian manusia) lafal Ba'dhahum menjadi Badal Ba'dh lafal An-Naas (dengan sebagian yang lain, tentulah telah dirobohkan) dibaca Lahuddimat dengan memakai harakat Tasydid menunjukkan makna banyak, yakni telah banyak dirobohkan; sebagaimana dapat dibaca Takhfif yaitu Lahudimat (biara-biara) bagi para rahib (gereja-gereja) bagi orang-orang Nasrani (rumah-rumah ibadah) bagi orang-orang Yahudi; lafal shalawaat artinya tempat peribadatan menurut bahasa Ibrani (dan mesjid-mesjid) bagi kaum Muslimin (yang disebut di dalamnya) maksudnya di dalam tempat-tempat yang telah disebutkan tadi (nama Allah dengan banyak) sehingga ibadah menjadi terhenti karena robohnya tempat-tempat tersebut. (Sesungguhnya Allah pasti menolong orang yang menolong-Nya) menolong agama-Nya. (Sesungguhnya Allah benar-benar Maha Kuat) di atas semua makhluk-Nya (lagi Maha Perkasa) pengaruh dan kekuasaan-Nya maha perkasa.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যাদেরকে তাদের ঘরবাড়ী থেকে অন্যায়ভাবে বহিস্কার করা হয়েছে শুধু এই অপরাধে যে তারা বলে আমাদের পালনকর্তা আল্লাহ। আল্লাহ যদি মানবজাতির একদলকে অপর দল দ্বারা প্রতিহত না করতেন তবে খ্রীষ্টানদের নির্ঝন গির্জা এবাদত খানা ইহুদীদের উপাসনালয় এবং মসজিদসমূহ বিধ্বস্ত হয়ে যেত যেগুলাতে আল্লাহর নাম অধিক স্মরণ করা হয়। আল্লাহ নিশ্চয়ই তাদেরকে সাহায্য করবেন যারা আল্লাহর সাহায্য করে। নিশ্চয়ই আল্লাহ পরাক্রমশালী শক্তিধর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இவர்கள் எத்தகையோரென்றால் நியாயமின்றித் தம் வீடுகளை விட்டு வெளியேற்றப்பட்டார்கள்; 'எங்களுடைய இறைவன் ஒருவன்தான்' என்று அவர்கள் கூறியதைத் தவிர வேறெதுவும் அவர்கள் சொல்லவில்லை; மனிதர்களில் சிலரைச் சிலரைக் கொண்டு அல்லாஹ் தடுக்காதிருப்பின் ஆசிரமங்களும் சிறிஸ்தவக் கோயில்களும் யூதர்களின் ஆலயங்களும் அல்லாஹ்வின் திரு நாமம் தியானிக்கப்படும் மஸ்ஜிதுகளும் அழிக்கப்பட்டு போயிருக்கும்; அல்லாஹ்வுக்கு எவன் உதவி செய்கிறானோ அவனுக்கு திடனாக அல்லாஹ்வும் உதவி செய்வான் நிச்சயமாக அல்லாஹ் வலிமை மிக்கோனும் யாவரையும் மிகைத்தோனுமாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาผู้ที่ถูกขับไล่ออกจากบ้านเรือนของพวกเขา โดยปราศจากความยุติธรรม นอกจากพวกเขากล่าวว่า “อัลลอฮ์คือพระเจ้าของเราเท่านั้น” และหากว่าอัลลอฮ์ทรงขัดขวางมิให้มนุษย์ต่อสู้ซึ่งกันและกันแล้ว บรรดาหอสวด และโบสถ์ ของพวกคริสต์ และสถานที่สวด ของพวกยิว และมัสยิดทั้งหลายที่พระนามของอัลลอฮ์ ถูกกล่าวรำลึกอย่างมากมาย ต้องถูกทำลายอย่างแน่นอน และแน่นอนอัลลอฮ์ จะทรงช่วยเหลือผู้ที่สนับสนุนศาสนาของพระองค์ แท้จริงอัลลอฮ์เป็นผู้ทรงพลัง ผู้ทรงเดชานุภาพอย่างแท้จริง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар ноҳақдан фақатгина Роббимиз Аллоҳ деганлари учун ўз диёрларидан чиқарилгандирлар Агар Аллоҳ одамларнинг баъзиларини баъзилари билан даф қилиб турмаса узлатгоҳлар канисалар ҳавралар ва Аллоҳнинг номи кўплаб зикр қилинадиган масжидлар вайрон қилинган бўлур эди Албатта Аллоҳ Ўзига ёрдам берганларга ёрдам берур Албатта Аллоҳ кучли ва ғолибдир
- 中国语文 - Ma Jian : 他们被逐出故乡,只因他们常说:我们的主是真主。 要不是真主以世人互相抵抗,那么许多修道院、礼拜堂、犹太会堂, 清真寺其中常有人记念真主之名的建筑物必定被人破坏了。凡扶助真主的大道者, 真主必定扶助他;真主确是至强的,确是万能的。
- Melayu - Basmeih : Iaitu mereka yang diusir dari kampung halamannya dengan tidak berdasarkan sebarang alasan yang benar mereka diusir sematamata kerana mereka berkata "Tuhan kami ialah Allah" Dan kalaulah Allah tidak mendorong setengah manusia menentang pencerobohan setengahnya yang lain nescaya runtuhlah tempattempat pertapaan serta gerejagereja kaum Nasrani dan tempattempat sembahyang kaum Yahudi dan juga masjidmasjid orang Islam yang sentiasa disebut nama Allah banyakbanyak padanya dan sesungguhnya Allah akan menolong sesiapa yang menolong ugamaNya ugama Islam; sesungguhnya Allah Maha Kuat lagi Maha Kuasa;
- Somali - Abduh : waana kuwa laga Bixiyey Guryahoodii xaq Darro iyo Inay Dheheen Eebahanno waa Ilaahay haddayna Jirin ku Daficidda Eebe Dadka Qaarkood Qaar waxaa la Dumin lahaa Macaabidda Yuhuud iyo Biyac Kaniisadaha iyo Kaniisadda Dad kale iyo Masaajidda lagu Xuso Dhexdeeda magaca Eebe wax badan wuuna u Gargaari Eebe Cidii u Gargaarta Diintiisa Eebana waa Xoog Badane Adkaada
- Hausa - Gumi : Waɗanda aka fitina daga gidajensu bã da wani hakki ba fãce sunã cẽwa Ubangijinmu Allah ne"Kuma ba dõmin tunkuɗẽwar Allah ga mutãne ba sãshensu da sãshe haƙĩƙa da an rũsa sauma'õ'in Ruhbãnãwa dã majãmi'õ'in Nasãra da gidãjen ibãdar Yahudu da masallatai waɗanda ake ambatar Allah a cikinsu da yawa Kuma lalle haƙĩƙa Allah Yanã taimakon wanda yake taimakon Sa Lalle Allah ne haƙĩƙa Mai ƙarfi Mabuwãyi
- Swahili - Al-Barwani : Wale ambao wametolewa majumbani mwao pasipo haki ila kwa kuwa wanasema Mola wetu Mlezi ni Mwenyezi Mungu Na lau kuwa Mwenyezi Mungu hawakingi watu kwa watu basi hapana shaka zingeli vunjwa nymba za wat'awa na makanisa na masinagogi na misikiti ambamo ndani yake jina la Mwenyezi Mungu linatajwa kwa wingi Na bila ya shaka Mwenyezi Mungu humsaidia yule anaye msaidia Yeye Hakika Mwenyezi Mungu ni Mwenye nguvu Mtukufu
- Shqiptar - Efendi Nahi : atyre që janë dëbuar nga vatra e tyre padrejtësisht vetëm për shkak se thanë “Zoti ynë është Perëndia Dhe sikur Perëndia të mos prapsonte të keqen nga një pjesë e njerëzve nga pjesa tjetër do të shkatërroheshin manastiret faltoret e vogla kishat sinagoget dhe xhamitë në të cilat përmendet shumë emri i Perëndisë Me të vërtetë Perëndia e ndihmon atë i cili ndihmon Ate fenë islame Perëndia me të vërtetë është i fortë dhe i fuqishëm u jep pushtet e fuqi
- فارسى - آیتی : آنهايى كه به ناحق از ديارشان رانده شدهاند جز آن بود كه مىگفتند: پروردگار ما خداى يكتاست؟ و اگر خدا بعضى را به وسيله بعضى ديگر دفع نكرده بود، ديرها و كليساها و كنشتها و مسجدهايى كه نام خدا به فراوانى در آن برده مىشود ويران مىگرديد. و خدا هر كس را كه ياريش كند، يارى مىكند و خدا توانا و پيروزمند است.
- tajeki - Оятӣ : Онҳое, ки ба ноҳақ аз диёрашон ронда шудаанд, фақат ин буд, ки мегуфтанд; «Парвардигори мо Худои яктост?» Ва агар Худо баъзеро ба василаи баъзе дигар дафъ накарда буд, дайрҳову калисоҳо ва куништҳову масҷидҳое, ки номи Худо ба фаровонӣ дар он бурда мешавад, вайрон мегардид. Ва Худо ҳар касро, ки ёриаш кунад, ёрӣ мекунад ва Худо тавонову пирӯзманд аст!
- Uyghur - محمد صالح : (ئۇلار) پەقەت پەرۋەردىگارىمىز اﷲ دېگەنلىكلىرى ئۈچۈنلا ئۆز يۇرتلىرىدىن ناھەق ھەيدەپ چىقىرىلدى، ئەگەر اﷲ ئىنسانلارنى بىر - بىرىگە قارشىلىق كۆرسەتكۈزمىگەن بولسا، راھىبلارنىڭ ئىبادەتخانىلىرى، چېركاۋلار، يەھۇدىيلارنىڭ ئىبادەتخانىلىرى ۋە اﷲ نىڭ نامى كۆپ يادلىنىدىغان مەسجىدلەر ئەلۋەتتە ۋەيران قىلىناتتى، كىمكى اﷲ نىڭ دىنىغا ياردەم بېرىدىكەن، ئەلۋەتتە اﷲ ئۇنىڭغا ياردەم بېرىدۇ، اﷲ ئەلۋەتتە كۈچلۈكتۇر، غالىبتۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സ്വന്തം വീടുകളില്നിന്ന് അന്യായമായി ഇറക്കപ്പെട്ടവരാണവര്. “ഞങ്ങളുടെ നാഥന് അല്ലാഹുവാണ്” എന്നു പ്രഖ്യാപിച്ചതല്ലാതെ ഒരു തെറ്റുമവര് ചെയ്തിട്ടില്ല. അല്ലാഹു ജനങ്ങളില് ചിലരെ മറ്റുചിലരെക്കൊണ്ട് പ്രതിരോധിക്കുന്നില്ലായെങ്കില് ദൈവനാമം ധാരാളമായി സ്മരിക്കപ്പെടുന്ന സന്യാസിമഠങ്ങളും ചര്ച്ചുകളും സെനഗോഗുകളും മുസ്ലിംപള്ളികളും തകര്ക്കപ്പെടുമായിരുന്നു. തന്നെ സഹായിക്കുന്നവരെ ഉറപ്പായും അല്ലാഹു സഹായിക്കും. അല്ലാഹു സര്വശക്തനും ഏറെ പ്രതാപിയും തന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : الذين الجئوا الى الخروج من ديارهم لا لشيء فعلوه الا لانهم اسلموا وقالوا ربنا الله وحده ولولا ما شرعه الله من دفع الظلم والباطل بالقتال لهزم الحق في كل امه ولخربت الارض وهدمت فيها اماكن العباده من صوامع الرهبان وكنائس النصارى ومعابد اليهود ومساجد المسلمين التي يصلون فيها ويذكرون اسم الله فيها كثيرا ومن اجتهد في نصره دين الله فان الله ناصره على عدوه ان الله لقوي لا يغالب عزيز لا يرام قد قهر الخلائق واخذ بنواصيهم
*80) The mention of their expulsion from their homes in v. 40 is a clear proof that this portion of Surah al-Hajj was revealed at al-Madinah.
*81) In order to have an idea of the severe persecution of the Muslims, a few instances of this are cited.
(1) Hadrat Suhaib Rumi was deprived of everything, when he was about to migrate to al-Madinah. When he reached there, he had nothing with him except the clothes he was wearing. Though he had earned all that through his own labours he was deprived of everything by the disbelievers of Makkah.
(2) When Hadrat Abu Salmah was about to leave Makkah with his wife and a suckling child, his in-laws forcibly separated his wife from him, and then the people of his own family tore away the child from them. Thus the poor woman had to pass one whole year in sorrow and grief. After a year, she secured the child somehow and journeyed from Makkah to al-Madinah with it all alone on a dangerous route.
(3) `Ayyash bin Rabi`ah was a half brother of Abu Jahl: When he migrated to alMadinah, he was followed by Abu Jahl and another brother of his, and they told him the lie: "Your mother has taken the oath that she will not move from the sun to the shade nor comb her hair until she should see you (`Ayyash) You should therefore go back with us to Makkah,' show her your face and then come back". He was taken in by this trick. When they were journeying back the two brothers made him a prisoner, took him to Makkah with his hands and feet tied, and proclaimed, "O people of Makkah, this is how these lads should be treated and set right". He remained in that state for a long time and was at last rescued by a brave Muslim.
*82) Saumah (pl. Swami), Biy`ah and Salawat in the original Text are the places of worship of the monks who have left the world, the Christians and the Jews respectively. Salawat was Salauta in Aramaic, which might be the origin of the English words salute and salutation.
*83) In this sentence, a Divine principle has been stated:
"Allah dces not let a group of people or a community have authority for ever. Every now and then He repels one group by means of another".
If this had not been the case, the permanent dominator would have created chaos not only in the political and economic spheres, but would have encroached upon the places of worship as well. This "principle" has also been stated in v. 251 of Chapter II (Al-Baqarah).