- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِۦ جَنَّٰتٍۢ مِّن نَّخِيلٍۢ وَأَعْنَٰبٍۢ لَّكُمْ فِيهَا فَوَٰكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون
- عربى - التفسير الميسر : فأنشأنا بهذا الماء لكم بساتين النخيل والأعناب، لكم فيها فواكه كثيرة الأنواع والأشكال، ومنها تأكلون.
- السعدى : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
{ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ } أي: بذلك الماء { جَنَّاتٍ } أي: بساتين { مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } خص تعالى هذين النوعين، مع أنه ينشئ منه غيرهما من الأشجار، لفضلهما ومنافعهما، التي فاقت بها الأشجار، ولهذا ذكر العام في قوله: { لَكُمُ فيها } أي: في تلك الجنات { فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } من تين، وأترج، ورمان، وتفاح وغيرها
- الوسيط لطنطاوي : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
ثم بين - سبحانه - الآثار الجليلة المترتبة على إنزال الماء من السماء فقال : ( فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ . . . ) .
أى : فأوجدنا لكم بسبب نزول الماء على الأرض بساتين متنوعة ، بعضها من نخيل ، وبعضها من أعناب ، وبعضها منهما معاً ، وبعضها من غيرهما .
وخص النخيل والأعناب بالذكر ، لكثرة منافعهما ، وانتشارهما فى الجزيرة العربية ، أكثر من غيرهما .
( لَّكُمْ فِيهَا ) أى : فى تلك الجنات ( فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ ) تتلذذون بها فى مأكلكم ( وَمِنْهَا ) . أى : ومن هذه البساتين والجنات ( تَأْكُلُونَ ) ما تريدون أكله منها فى كل الأوقات .
- البغوى : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
قوله تعالى : ( فأنشأنا لكم به ) أي : بالماء ، ( جنات من نخيل وأعناب لكم فيها ) في الجنات ، ( فواكه كثيرة ومنها تأكلون ) شتاء وصيفا ، وخص النخيل والأعناب بالذكر لأنها أكثر فواكه العرب .
- ابن كثير : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
وقوله : ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) يعني : فأخرجنا لكم بما أنزلنا من الماء ) جنات ) أي : بساتين وحدائق ذات بهجة ، أي : ذات منظر حسن .
وقوله : ( من نخيل وأعناب ) أي : فيها نخيل وأعناب . وهذا ما كان يألف أهل الحجاز ، ولا فرق بين الشيء وبين نظيره ، وكذلك في حق كل أهل إقليم ، عندهم من الثمار من نعمة الله عليهم ما يعجزون عن القيام بشكره .
وقوله : ( لكم فيها فواكه كثيرة ) أي : من جميع الثمار ، كما قال : ( ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ) [ النحل : 11 ] .
وقوله : ( ومنها تأكلون ) كأنه معطوف على شيء مقدر ، تقديره : تنظرون إلى حسنه ونضجه ، ومنه تأكلون .
- القرطبى : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
قوله تعالى : فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون
فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : ( فأنشأنا ) أي جعلنا ذلك سبب النبات ، وأوجدناه به وخلقناه .
وذكر تعالى النخيل والأعناب لأنها ثمرة الحجاز بالطائف والمدينة وغيرهما ؛ قاله الطبري . ولأنها أيضا أشرف الثمار ، فذكرها تشريفا لها وتنبيها عليها . لكم فيها أي في الجنات . ( فواكه ) من غير الرطب والعنب . ويحتمل أن يعود على النخيل والأعناب خاصة إذ فيها مراتب وأنواع ؛ والأول أعم لسائر الثمرات .
الثانية : من حلف ألا يأكل فاكهة ؛ في الرواية عندنا يحنث بالباقلاء الخضراء وما أشبهها . وقال أبو حنيفة : لا يحنث بأكل القثاء ، والخيار ، والجزر ، لأنها من البقول لا من الفاكهة . وكذلك الجوز ، واللوز ، والفستق ؛ لأن هذه الأشياء لا تعد من الفاكهة ، وإن أكل تفاحا ، أو خوخا ، أو مشمشا ، أو تينا ، أو إجاصا يحنث . وكذلك البطيخ ؛ لأن هذه الأشياء كلها تؤكل على جهة التفكه قبل الطعام وبعده ؛ فكانت فاكهة . وكذلك يابس هذه الأشياء إلا البطيخ اليابس لأن ذلك لا يؤكل إلا في بعض البلدان . ولا يحنث بأكل البطيخ الهندي لأنه لا يعد من الفواكه . وإن أكل عنبا ، أو رمانا ، أو رطبا لا يحنث . وخالفه صاحباه فقالا يحنث ؛ لأن هذه الأشياء من أعز الفواكه ، وتؤكل على وجه التنعم . والإفراد لها بالذكر في كتاب الله عز و جل لكمال معانيها ؛ كتخصيص جبريل ، وميكائيل من الملائكة . واحتج أبو حنيفة بأن قال : عطف هذه الأشياء على الفاكهة مرة فقال فيهما فاكهة ونخل ورمان ومرة عطف الفاكهة على هذه الأشياء فقال : وفاكهة وأبا والمعطوف غير المعطوف عليه ، ولا يليق بالحكمة ذكر الشيء الواحد بلفظين مختلفين في موضع المنة . والعنب والرمان يكتفى بهما في بعض البلدان فلا يكون فاكهة ؛ ولأن ما كان فاكهة لا فرق بين رطبه ويابسه ، ويابس هذه الأشياء لا يعد فاكهة فكذلك رطبها .
- الطبرى : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
يقول تعالى ذكره: فأحدثنا لكم بالماء الذي أنـزلناه من السماء بساتين من نخيل وأعناب ( لَكُمْ فِيهَا ) يقول: لكم في الجنات فواكه كثيرة.( وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) يقول: ومن الفواكه تأكلون، وقد يجوز أن تكون الهاء والألف من ذكر الجنات، ويحتمل أن تكون من ذكر النخيل والأعناب. وخصّ جل ثناؤه الجنات التي ذكرها في هذا الموضع، فوصفها بأنها من نخيل وأعناب ، دون وصفها بسائر ثمار الأرض; لأن هذين النوعين من الثمار كانا هما أعظم ثمار الحجاز وما قرب منها، فكانت النخيل لأهل المدينة، والأعناب لأهل الطائف، فذكَّر القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم، بما أنعم به عليهم من ثمارها.
- ابن عاشور : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) : { فأنشأنا لكم به جنات } إلى آخره . ومعنى هذه الآية تقدّم في سورة الأنعام وسورة الرعد وسورة النحل .
وإنزال الماء هو إسقاطه من السحب ماءً وثَلجاً وبَرَداً على السهول والجبال .
والقدَر هنا : التقدير والتعيين للمقدار في الكَمّ وفي النَّوبة ، فيصح أن يحمل على صريحه ، أي بمقدار معيَّن مُناسب للإنعام به لأنه إذا أنزل كذلك حصل به الري والتعاقب ، وكذلكَ ذَوَبان الثلوج النازلة . ويصح أن يقصد مع ذلك الكناية عن الضبط والإتقان . وليس المراد بالقَدَر هنا المعنى الذي في قول النبي صلى الله عليه وسلم " وتؤمن بالقَدر خيرِه وشره " .
والإسكان : جعل الشيء في مسكن ، والمسكن : محل القرار ، وهو مفعل اسم مكان مشتق من السكون .
وأطلق الإسكان على الإقرار في الأرض على طريق الاستعارة . وهذا الإقرار على نوعين : إقرار قصير مثل إقرار ماء المطر في القشرة الظاهرة من الأرض عقب نزول الأمطار على حسب ما تقتضيه غزارة المطر ورخاوة الأرض وشدةُ الحرارة أو شدةُ البرد ، وهو ما ينبت به النبات في الحرث والبقل في الربيع وتمتص منه الأشجار بعروقها فتثمر إثمارها وتخرج به عروق الأشجار وأصولها من البزور التي في الأرض .
ونوع آخر هو إقرار طويل وهو إقرار المياه التي تنزل من المطر وعن ذوب الثلوج النازلة فتتسرب إلى دواخل الأرض فتنشأ منها العيون التي تنبع بنفسها أو تُفَجَّر بالحفر آباراً .
وجملة { وإنا على ذهاب به لقادرون } معتَرضة بين الجملة وما تفرع عليها . وفي هذا تذكير بأن قدرة الله تعالى صالحة للإيجاد والإعدام
وتنكير { ذهاب } للتفخيممِ والتعظيم . ومعنى التعظيم هنا تعدد أحوال الذهاب به من تغويره إلى أعماق الأرض بانشقاق الأرض بزلزال ونحوه ، ومن تجفيفه بشدة الحرارة ، ومن إمساك إنزاله زمناً طويلاً .
وفي معناه قوله تعالى : { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمَن يأتيكم بماء معين } [ الملك : 30 ] ، وفي «الكشاف» : «وهو ( أي ما في هاته الآية ) أبلغ في الإيعاد من قوله : { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غَوراً فمن يأتيكم بماء معين } [ الملك : 30 ] اه . فبيَّن صاحب «التقريب» للأبلغيَّة ثمانية عشر وجهاً :
الأول : أن ذلك على الفرض والتقدير وهذا على الجزم على معنى أنه أدل على تحقيق ما أوعد به وإن لم يقع .
الثاني : التوكيد ب ( إنّ ) .
الثَّالث : اللام في الخبر .
الرابع : أن هذه في مطلق الماء المنزل من السماء وتلك في ماء مضاف إليهم .
الخامس : أن الغائر قد يكون باقياً بخلاف الذاهب .
السادس : ما في تنكير { ذهاب } من المبالغة .
السابع : إسناده ههنا إلى مُذهِب بخلافه ثَمَّت حيث قيل { غَوراً } [ الملك : 30 ] .
الثامن : ما في ضمير المعظم نفسه من الروعة .
التاسع : ما في { قادرون } من الدلالة على القدرة عليه والفعلُ الواقع من القادر أبلغ .
العاشر : ما في جمعه .
الحادي عشر : ما في لفظ { به } من الدلالة على أن ما يُمسكه فلا مُرسل له .
الثاني عشر : إخلاؤه من التعقيب بإطماععٍ وهنالك ذكر الإتيان المطمع .
الثالث عشر : تقديم ما فيه الإيعاد وهو الذهاب على ما هو كالمتعلّق له أو متعلقُهُ على المذهبين البصري والكوفي .
الرابع عشر : ما بين الجملتين الاسميَّة والفعليَّة من التفاوت ثباتاً وغيره .
الخامس عشر : ما في لفظ { أصبح } [ الملك : 30 ] من الدلالة على الانتقال والصيرورة .
السادس عشر : أن الإذهاب ههنا مصرح به وهنالك مفهوم من سياق الاستفهام .
السابع عشر : أن هنالك نفي ماء خاص أعني المَعين بخلافه ههنا .
الثامن عشر : اعتبار مجموع هذه الأمور التي يكفي كل منها مؤكداً .
وزاد الألوسي في «تفسيره» فقال :
التاسع عشر : إخباره تعالى نفسُه به من دون أمر للغير ههنا بخلافه هنالك فإنه سبحانه أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقول ذلك .
العشرون : عدم تخصيص مخاطب ههنا وتخصيص الكفار بالخطاب هنالك .
الحادي والعشرون : التشبيه المستفادُ من جعل الجملة حالاً فإنه يفيد تحقيق القدرة ولا تشبيه ثمتَ .
الثاني والعشرون : إسناد القدرة إليه تعالى مرتين .
ونقل الألوسي عن عصريِّه المولى محمد الزهاوي وجوهاً وهي :
الثالث والعشرون : تضمين الإيعاد هنا إيعادهم بالإبعاد عن رحمة الله تعالى لأن ( ذهب به ) يستلزم مصاحبة الفاعل المفعول ، وذهاب الله تعالى عنهم مع الماء بمعنى ذهاب رحمته سبحانه عنهم ولعنهم وطردهم عنها ولا كذلك ما هناك .
الرابع والعشرون : أنه ليس الوقت للذهاب معيّناً هنا بخلافه في { إن أصبح } [ الملك : 30 ] فإنه يفهم منه أن الصيرورة في الصبح على أحد استعمالي ( أصبح ) ناقصاً .
الخامس والعشرون : أن جهة الذهاب به ليست معينة بأنها السفل ( أي ما دل عليه لفظ غوراً ) .
السادس والعشرون : أن الإيعاد هنا بما لم يبتَلوا به قط بخلافه بما هنالك .
السابع والعشرون : أن الموعدَ به هنا إن وقع فهم هالكون البتة .
الثامن والعشرون : أنه لم يبق هنا لهم متشبث ولو ضعيفاً في تأميل امتناع الموعَد به وهناك حيث أسند الإصباح غوراً إلى الماء ، ومعلوم أن الماء لا يصبح غوراً بنفسه كما هو تحقيق مذهب الحكيم ، أيضاً احتمل أن يتوهم الشرطية مع صدقها ممتنِعة المقدّم فيأمنوا وقوعه .
التاسع والعشرون : أن الموعَد به هنا يحتمل في بادىء النظر وقوعه حالاً بخلافه هناك فإن المستقبل متعيِّن لوقوعه لمكان ( إنْ ) . وظاهر أن التهديد بمحتمل الوقوع في الحال أهول ، ومتعين الوقوع في الاستقبال أهون .
الثلاثون : أن ما هنا لا يحتمل غير الإيعاد بخلاف ما هناك فإنه يحتمل ولو علم بُعد أن يكون المراد به الامتنان بأنه : إن أصبح ماؤكم غوراً فلا يأتيكم بماء معين سوى الله تعالى .
وأنا أقول : عُنِي هؤلاء النحارير ببيان التفاوت بين الآيتين ولم يتعرّض أحدهم للكشف عن وجه توفير الخصائص في هذه الآية دون الآية الأخرى مما يوازنها ، وليس ذلك لِخلو الآية عن نكت الإعجاز ولا عجزِ الناظرين عن استخراج أمثالها ، ولكن ما يبيّن من الخصائص البلاغيَّة في القرآن ليس يُريد من يبينه أن ما لاح له ووُفق إليه هو قصارى ما أودعه الله في نظم القرآن من الخصائص والمعاني ولكنه مبلغ ما صادف لَوحُه للناظر المتدبر ، والعلماءُ متفاوتون في الكشف عنه على قدر القرائح والفهوم فقد يفاض على أحد من إدراك الخصائص البلاغيَّة في بعض الآيات ولا يفاض عليه مثله أو على مثله في غيرها . وإنما يقصد أهل المعاني بإفاضة القول في بعض الآيات أن تكون نموذجاً لاستخراج أمثال تلك الخصائص في آيات أخرى كما فعل السكاكي في بيان خصائص قوله تعالى : { وقيل يا أرض ابلعي ماءَك } [ هود : 44 ] الآية من مبحث الفصاحة والبلاغة من «المفتاح» ، وأنه قال في منتهى كلامه «ولا تظنَّنَّ الآية مقصورة على ما ذكرتُ فلعل ما تركتُ أكثرُ مما ذكرت لأن المقصود لم يكن إلاّ الإرشادَ لكيفيَّة اجتناء ثمرات علمي المعاني والبيان» .
وقد نقول : إن آية سورة المؤمنين قصد منها الإنذار والتهديد بسلب تلك النعمة العظيمة ، وأما آية سُورة المُلك فالقصد منها الاعتبار بقدرة الله تعالى على سلبها ، فاختلاف المقامين له أثر في اختلاف المقتضيَات فكانت آية سورة المؤمنين آثر بوفرة الخصائص المناسبة لمقام الإنذار والتهديد دون تعطيل لاستخراج خصائص فيها لعلنا نلم بها حين نَصل إليها .
على أن سورة الملك نزلت عقب نزول سورة المؤمنين وقد يتداخل نزول بعضها مع نزول بعض سورة المؤمنين ، فلما أشبعت آية سورة المؤمنين بالخصوصيات التي اقتضاها المقام اكتُفي عن مثلها في نظيرتها من سورة الملك فسَلك في الثانية مسلك الإيجاز لقرب العهد بنظيرها .
وإنشاء الجنات من صنع الله تعالى أول إنبات الجنات في الأرض ومن بعد ذلك أنبتت الجنات بغرس البشر وذلك أيضاً من صنع الله بمَا أودع في العقول من معرفة الغرس والزرع والسقي وتفجير المياه واجتلابها من بُعد فكل هذا الإنشاء من الله تعالى .
والجنَّة : المكان ذو الشجر ، وأكثر إطلاقه على ما كان فيه نخل وكَرْم . وقد تقدم عند قوله تعالى : { كمثَل جنة بربوة } الآية في سورة البقرة ( 265 ) .
وما ذكر هنا من أصناف الشجر الثلاثة هو أكرم الشجر وأنفعه ثمراً وهو النخيل والأعناب والزيتون ، وتقدم الكلام على النخيل والأعناب والزيتون في سورة الأنعام ( 99 ) وفي سورة النحل ( 11 ) .
والفواكه : جمع فاكهة ، وهي الطعام الذي يتفكه بأكله ، أي يتلذذ بطعمه من غير قصد القوت ، فإن قُصد به القوت قيل له طَعام .
فمن الأطعمة ما هو فاكهة وطعام كالتمْر والعِنب لأنه يؤكل رطباً ويابساً ، ومنها ما هو فاكهة وليس بطعام كاللوز والكمثرى ، ومنها ما هو طعام غير فاكهة كالزيتون ، ولذلك أخر ذكر شجرة الزيتون عن ذكر أخويها لأنه أريد الامتنان بما في ثمرتهما من التفكه والقوت فتكون منَّة بالحاجيِّ والتحسيني .
ووصف الفواكه ب { كثيرة } باعتبار اختلاف الأصناف كالبسر والرطب والتمر ، وكالزيت والعنب الرّطْب ، وأيضاً باعتبار كثرة إثمار هذين الشجَريْن .
- إعراب القرآن : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
«فَأَنْشَأْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «لَكُمْ بِهِ» كلاهما متعلقان بأنشأنا «جَنَّاتٍ» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم «مِنْ نَخِيلٍ» متعلقان بصفة محذوفة «وَأَعْنابٍ» عطف «لَكُمْ» متعلقان بمحذوف خبر «فِيها» متعلقان بالخبر المحذوف «فَواكِهُ» مبتدأ مؤخر والجملة صفة ثانية لجنات «كَثِيرَةٌ» صفة فواكه «وَمِنْها» الواو عاطفة ومتعلقان بتأكلون «تَأْكُلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والجملة معطوفة
- English - Sahih International : And We brought forth for you thereby gardens of palm trees and grapevines in which for you are abundant fruits and from which you eat
- English - Tafheem -Maududi : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ(23:19) Then with that rain We caused vine-yards and palm-groves to spring up. In those gardens there are delicious fruits *19 from which you obtain sustenance. *20
- Français - Hamidullah : Avec elle Nous avons produit pour vous des jardins de palmiers et de vignes dans lesquels vous avez des fruits abondants et desquels vous mangez
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Dann lassen Wir euch dadurch Gärten mit Palmen und Rebstöcken entstehen in denen ihr vielerlei Früchte habt und von denen ihr eßt
- Spanish - Cortes : Por medio de ella os hemos creado palmerales y viñedos en los que hay frutos abundantes de los que coméis
- Português - El Hayek : E mediante ela criamos para vós jardins de tamareiras e videiras dos quais obtendes abundantes frutos de que vosalimentais
- Россию - Кулиев : Посредством нее Мы вырастили для вас пальмовые сады и виноградники где растет для вас много плодов которые вы едите
- Кулиев -ас-Саади : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
Посредством нее Мы вырастили для вас пальмовые сады и виноградники, где растет для вас много плодов, которые вы едите.Аллах удостоил пальмовые рощи и виноградники особого внимания, потому что эти деревья превосходят остальные растения и приносят творениям огромную пользу. Безусловно, Аллах также сотворил все остальные деревья и растения. И поэтому в конце аята Аллах упомянул о всевозможных плодах, которые люди употребляют в пищу. Это - смоковница, лимоны, гранаты, яблоки и многое другое.
- Turkish - Diyanet Isleri : Onunla içinde yediğiniz birçok meyvalar bulunan hurmalık ve üzüm bağları Tur-i Sina'da yetişen yiyenlere yağ ve katık veren zeytin ağacını var ettik
- Italiano - Piccardo : E per suo tramite produciamo per voi palmeti e vigneti in cui [trovate] i molti frutti che mangiate
- كوردى - برهان محمد أمين : ئێمه به هۆى ئهو ئاوهوه چهندهها باخ و باخاتى خورماو ڕهزمان بهدى هێناوه بۆتان لهو باخ و باخچانهدا میوههاتى جۆراو جۆرى زۆرو زهبهندمان بۆبهدیهێناون له هه ندێکیان دهخۆن
- اردو - جالندربرى : پھر ہم نے اس سے تمہارے لئے کھجوروں اور انگوروں کے باغ بنائے ان میں تمہارے لئے بہت سے میوے پیدا ہوتے ہیں۔ اور ان میں سے تم کھاتے بھی ہو
- Bosanski - Korkut : i pomoću nje bašče za vas podižemo od palmi i loze vinove – u njima mnogo voća imate i vi ga jedete –
- Swedish - Bernström : Och med [regnet] låter Vi palmlundar och vingårdar grönska för er räkning som ger er riklig frukt som ni får äta av
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Lalu dengan air itu Kami tumbuhkan untuk kamu kebunkebun kurma dan anggur; di dalam kebunkebun itu kamu peroleh buahbuahan yang banyak dan sebahagian dari buahbuahan itu kamu makan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
(Lalu dengan air itu, Kami tumbuhkan untuk kalian kebun-kebun kurma dan anggur) kedua jenis buah-buahan ini kebanyakan terdapat di negeri Arab (di dalam kebun-kebun itu kalian peroleh buah-buahan yang banyak dan sebagian dari buah-buahan itu kalian makan) di waktu musim panas dan musim dingin.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর আমি তা দ্বারা তোমাদের জন্যে খেজুর ও আঙ্গুরের বাগান সৃষ্টি করেছি। তোমাদের জন্যে এতে প্রচুর ফল আছে এবং তোমরা তা থেকে আহার করে থাক।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அதனைக் கொண்டு நாம் உங்களுக்கு பேரீச்சை திராட்சை தோட்டங்களை உண்டாக்கியிருக்கின்றோம்; அவற்றில் உங்களுக்கு ஏராளமான கனிவகைகள் இருக்கின்றன் அவற்றிலிருந்து நீங்கள் புசிக்கிறீர்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และด้วยน้ำนั้นเราทำให้มันเป็นสวนหลากหลายแก่พวกเจ้ามีต้นอินทผลัม และต้นองุ่นสำหรับพวกเจ้าในสวนนั้นมีผลไม้มากมาย และส่วนหนึ่งพวกเจ้าก็บริโภคมัน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва усув ила сиз учун хурмо ва узум боғлари пайдо қилдик сизга убоғларда кўп мевалар бўлиб улардан ерсизлар
- 中国语文 - Ma Jian : 然后,我借它而为你们创造许多枣园和葡萄园,其中有许多水果都是你们的,你们得取而食之。
- Melayu - Basmeih : Kemudian Kami tumbuhkan untuk kamu dengan air itu kebunkebun tamar kurma dan anggur Kamu beroleh dalam kebunkebun itu berbagai jenis lagi buahbuahan yang banyak dan dari kebunkebun itulah kamu beroleh rezeki penghidupan kamu
- Somali - Abduh : Waxaana idinku Ahaysiinnay Beero Timir ah iyo Cinabyo oo Dhexdeed Khudaar Badani ku sugantahay ood wax ka Cuntaan
- Hausa - Gumi : Sai Muka ƙãga muku game da shi ruwan gõnaki daga daĩnai da inabõbi kunã da a cikinsu 'ya'yan itãcen marmari mãsu yawa kuma daga gare su kuke ci
- Swahili - Al-Barwani : Kwa maji hayo tukakufanyieni bustani za mitende na mizabibu mnapata humo matunda mengi na katika hayo mnakula;
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe me ndihmën e tij kemi bërë për ju kopshtije hurmesh dhe rrushi në to ka shumë pemë për ju që hani prej tyre –
- فارسى - آیتی : با آن آب برايتان بوستانهايى از خرما و انگور پديد آورديم. شما را در آن باغها ميوههاى بسيارى است كه از آنها مىخوريد.
- tajeki - Оятӣ : Бо он об бароятон бӯстонҳое аз хурмову ангур пайдо кардем. Шуморо дар он борҳо меваҳои бисё- рест, ки аз онҳо мехӯред.
- Uyghur - محمد صالح : شۇ يامغۇر بىلەن سىلەرگە خورما باغچىلىرى ۋە ئۈزۈم باغچىلىرىنى يېتىشتۈرۈپ بەردۇق، سىلەر ئۈچۈن ئۇ باغلاردا نۇرغۇن مېۋىلەر بار، ئۇلاردىن يەيسىلەر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അങ്ങനെ ആ വെള്ളംവഴി നിങ്ങള്ക്ക് ഈത്തപ്പനകളുടെയും മുന്തിരിവള്ളിയുടെയും തോട്ടങ്ങള് വളര്ത്തിത്തന്നു. നിങ്ങള്ക്കവയില് ഒരുപാട് പഴങ്ങളുണ്ട്. നിങ്ങള് അവയില്നിന്ന് ആഹരിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : فانشانا بهذا الماء لكم بساتين النخيل والاعناب لكم فيها فواكه كثيره الانواع والاشكال ومنها تاكلون
*19) That is, other kinds of fruits than dates and grapes.
*20) That is, you sustain yourselves by the produce that you get from these gardens in the shape of fruit, corn, wood, etc.