- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَٰلِحًا ۖ إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ۖ إني بما تعملون عليم
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الرسل كلوا من طيب الرزق الحلال، واعملوا الأعمال الصالحة، إني بما تعملون عليم، لا يخفى عليَّ شيء من أعمالكم. والخطاب في الآية عام للرسل- عليهم السلام- وأتباعهم، وفي الآية دليل على أن أكل الحلال عون على العمل الصالح، وأن عاقبة الحرام وخيمة، ومنها رد الدعاء.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
هذا أمر منه تعالى لرسله بأكل الطيبات، التي هي الرزق الطيب الحلال، وشكر الله، بالعمل الصالح، الذي به يصلح القلب والبدن، والدنيا والآخرة. ويخبرهم أنه بما يعملون عليم، فكل عمل عملوه، وكل سعي اكتسبوه، فإن الله يعلمه، وسيجازيهم عليه أتم الجزاء وأفضله، فدل هذا على أن الرسل كلهم، متفقون على إباحة الطيبات من المآكل، وتحريم الخبائث منها، وأنهم متفقون على كل عمل صالح وإن تنوعت بعض أجناس المأمورات، واختلفت بها الشرائع، فإنها كلها عمل صالح، ولكن تتفاوت بتفاوت الأزمنة.
ولهذا، الأعمال الصالحة، التي هي صلاح في جميع الأزمنة، قد اتفقت عليها الأنبياء والشرائع، كالأمر بتوحيد الله، وإخلاص الدين له، ومحبته، وخوفه، ورجائه، والبر، والصدق، والوفاء بالعهد، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والإحسان إلى الضعفاء والمساكين واليتامى، والحنو والإحسان إلى الخلق، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة، ولهذا كان أهل العلم، والكتب السابقة، والعقل، حين بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم، يستدلون على نبوته بأجناس ما يأمر به، وينهى عنه، كما جرى لهرقل وغيره، فإنه إذا أمر بما أمر به الأنبياء، الذين من قبله، ونهى عما نهوا عنه، دل على أنه من جنسهم، بخلاف الكذاب، فلا بد أن يأمر بالشر، وينهى عن الخير.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
ثم ختم - سبحانه - الحديث عن هؤلاء الأنبياء ، بتوجيه خطاب إلى الرسل جميعاً ، أمرهم فيه بالأكل من الطيبات ، وبالتزود من العمل الصالح ، فقال - تعالى - : ( ياأيها الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات واعملوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) .
ووجه - سبحانه - الخطاب إلى الرسل جميعاً ، مع أن الموجود منهم عند نزول الآية واحد فقط ، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم للدلالة على أن كل رسول أمر فى زمنه بالأكل من الطيبات التى أحلها - تعالى - وبالعمل الصالح .
وفى اية غشارة إلى أن المداومة على الأكل من الطيبات التى أحلها الله ، والتى لا شبهة فيها ، له أثره فى مواظبة الإنسان على العمل الصالح .
قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية : يأمر الله - تعالى - عباده المرسلين بالأكل من الحلال ، والقيام بالصالح من الأعمال ، فدل هذاعلى أن الحلال عون على العمل الصاحل ، فقام الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بهذا أتم قيام ، وجمعوا بين كل خير . قولاً وعملاً . ودلالة ونصحاً .
ثم ساق - رحمه الله - عدداً من الأحاديث فى هذا المعنى منها : أن أم عبد الله - بنت شداد بن أوس - " بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم ، وذلك مع طول النهار وشدة الحر . فرد إليها رسولها : أنّى كانت لك الشاة؟ - أى : على أية حال تملكينها - فقالت : اشتريتها من مالى ، فشرب منه ، فلما كان من الغد أتته أم عبد الله فقالت له : يا رسول الله . بعثتث إليك بلبن مرثية لك من طول النهار وشدة الحر ، فرددت إلىّ الرسول فيه؟ فقال لها : " بذلك أمرت الرسل . أن لا تأكل إلا طيبًا ولا تعمل إلا صالحاً " " .
ومنها : ما ثبت فى صحيح مسلم ، عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( ياأيها الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات واعملوا صَالِحاً ) وقال : ( ياأيها الذين آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، ومطعمه من حرام . ومشربه من حرام ، وملبسه من حرام ، وغذى بالحرام . يمد يديه إلى السماء : يارب يا رب فأنى يستحاب لذلك " .
وقوله - سبحانه - : ( إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) تحذير من مخالفة ما أمر به - تعالى .
أى : إنى بما تعملون - أيها الرسل وأيها الناس - عليم فأجازيكم على هذا العمل بما تستحقون .
- البغوى : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
قوله عز وجل : ( يا أيها الرسل ) قال الحسن ومجاهد وقتادة والسدي والكلبي وجماعة : أراد به محمدا صلى الله عليه وسلم وحده على مذهب العرب في مخاطبة الواحد بلفظ الجماعة . وقال بعضهم : أراد به عيسى . وقيل : أراد به جميع الرسل عليهم السلام ، ( كلوا من الطيبات ) أي : الحلالات ، ( واعملوا صالحا ) الصلاح هو الاستقامة على ما توجبه الشريعة ، ( إني بما تعملون عليم )
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
أمر تعالى عباده المرسلين ، عليهم الصلاة والسلام أجمعين ، بالأكل من الحلال ، والقيام بالصالح من الأعمال ، فدل هذا على أن الحلال عون على العمل الصالح ، فقام الأنبياء ، عليهم السلام ، بهذا أتم القيام . وجمعوا بين كل خير ، قولا وعملا ودلالة ونصحا ، فجزاهم الله عن العباد خيرا .
قال الحسن البصري في قوله : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ) قال : أما والله ما أمروا بأصفركم ولا أحمركم ، ولا حلوكم ولا حامضكم ، ولكن قال : انتهوا إلى الحلال منه .
وقال سعيد بن جبير ، والضحاك : ( كلوا من الطيبات ) يعني : الحلال .
وقال أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي ميسرة بن شرحبيل : كان عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمه .
وفي الصحيح : " ما من نبي إلا رعى الغنم " . قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : " نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة " .
وفي الصحيح : أن داود ، عليه السلام ، كان يأكل من كسب يده .
وفي الصحيحين : " إن أحب الصيام إلى الله صيام داود ، وأحب القيام إلى الله قيام داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه وينام سدسه ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، ولا يفر إذا لاقى " .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم ، عن ضمرة بن حبيب ، أن أم عبد الله ، أخت شداد بن أوس بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم ، وذلك في أول النهار وشدة الحر ، فرد إليها رسولها : أنى كانت لك الشاة؟ فقالت : اشتريتها من مالي ، فشرب منه ، فلما كان الغد أتته أم عبد الله أخت شداد فقالت : يا رسول الله ، بعثت إليك بلبن مرثية لك من طول النهار وشدة الحر ، فرددت إلي الرسول فيه؟ . فقال لها : " بذلك أمرت الرسل ، ألا تأكل إلا طيبا ، ولا تعمل إلا صالحا " .
وقد ثبت في صحيح مسلم ، وجامع الترمذي ، ومسند الإمام أحمد واللفظ له من حديث فضيل بن مرزوق ، عن عدي بن ثابت ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) . وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) [ البقرة : 172 ] . ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، يمد يديه إلى السماء : يا رب ، يا رب ، فأنى يستجاب لذلك " .
وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
قوله تعالى : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : روى الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم - ثم ذكر - الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك .
الثانية : قال بعض العلماء : والخطاب في هذه الآية للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه أقامه مقام الرسل ؛ كما قال : الذين قال لهم الناس يعني نعيم بن مسعود . وقال الزجاج : هذه مخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ودل الجمع على أن الرسل كلهم كذا أمروا ؛ أي كلوا من الحلال . وقال الطبري : الخطاب لعيسى - عليه السلام - ؛ روي أنه كان يأكل من غزل أمه . والمشهور عنه أنه كان يأكل من بقل البرية . ووجه خطابه لعيسى ما ذكرناه من تقديره لمحمد - صلى الله عليه وسلم - تشريفا له . وقيل : إن هذه المقالة خوطب بها كل نبي ؛ لأن هذه طريقتهم التي ينبغي لهم الكون عليها . فيكون المعنى : وقلنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ؛ كما تقول لتاجر : يا تجار ينبغي أن تجتنبوا الربا ؛ فأنت تخاطبه بالمعنى . وقد اقترن بذلك أن هذه المقالة تصلح لجميع صنفه ، فلم يخاطبوا قط مجتمعين صلوات الله عليهم أجمعين ، وإنما خوطب كل واحد في عصره . قال الفراء : هو كما تقول للرجل الواحد : كفوا عنا أذاكم .
الثالثة : سوى الله تعالى بين النبيين والمؤمنين في الخطاب بوجوب أكل الحلال وتجنب الحرام ، ثم شمل الكل في الوعيد الذي تضمنه قوله تعالى : إني بما تعملون عليم صلى الله على رسله وأنبيائه . وإذا كان هذا معهم فما ظن كل الناس بأنفسهم . وقد مضى القول في الطيبات والرزق في غير موضع ، والحمد لله . وفي قوله - عليه السلام - : يمد يديه دليل على مشروعية مد اليدين عند الدعاء إلى السماء ؛ وقد مضى الخلاف في هذا والكلام فيه والحمد لله . وقوله - عليه السلام - : فأنى يستجاب لذلك على جهة الاستبعاد ؛ أي أنه ليس أهلا لإجابة دعائه لكن يجوز أن يستجيب الله له تفضلا ولطفا وكرما .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
يقول تعالى ذكره: وقلنا لعيسى: يا أيها الرسل كلوا من الحلال الذي طيبه الله لكم دون الحرام، ( وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) تقول في الكلام للرجل الواحد: أيها القوم كفوا عنَّا أذاكم، وكما قال: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ ، وهو رجل واحد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني ابن عبد الأعلى بن واصل، قال: ثني عبيد بن إسحاق الضبيّ العطار، عن حفص بن عمر الفزاريّ، عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن عمرو بن شرحبيل: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) قال: كان عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمه.
وقوله: ( إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) يقول: إني بأعمالكم ذو علم، لا يخفى عليّ منها شيء، وأنا مجازيكم بجميعها، وموفِّيكم أجوركم وثوابكم عليها، فخذوا في صالحات الأعمال واجتهدوا.
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)
يتعيَّن تقدير قول محذوف اكتفاء بالمقول ، وهو استئناف ابتدائي ، أي قلنا : يا أيها الرسل كلوا . والمحكي هنا حكي بالمعنى لأن الخطاب المذكور هنا لم يكن موجهاً للرسل في وقت واحد بضرورة اختلاف عصورهم . فالتقدير : قلنا لكل رسول مِمَّنْ مضَى ذكرُهم كُلْ من الطيبات واعمل صالحاً إني بما تعمل عليم .
وذلك على طريقة التوزيع لمدلول الكلام وهي شائعة في خطاب الجماعات . ومنه : ركب القوم دوابَّهم .
والغرض من هذا بيان كرامة الرسل عند الله ونزاهتهم في أمورهم الجسمانيَّة والروحانيَّة ، فالأكل من الطيبات نزاهة جسميَّة والعمل الصالح نزاهة نفسانيَّة .
والمناسبة لهذا الاستئناف هي قوله : { وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين } [ المؤمنون : 50 ] وليحصل من ذلك الرد على اعتقاد الأقوام المعلّلين تكذيبهم رسلهم بعلة أنهم يأكلون الطعام كما قال تعالى في الآية السابقة { ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون } [ المؤمنون : 33 ] ، وقال : { وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } [ الفرقان : 7 ] ، وليبطل بذلك ما ابتدعه النصارى من الرهبانيَّة . وهذه فوائد من الاستدلال والتعليم كان لها في هذا المكان الوقع العظيم .
والأمر في قوله : { كلوا } للإباحة ، وإن كان الأكل أمراً جبلِّياً للبشر إلا أن المراد به هنا لازمه وهو إعلام المكذبين بأن الأكل لا ينافي الرسالة وأن الذي أرسل الرسل أباح لهم الأكل .
وتعليق { من الطيبات } بكسب الإباحة المستفادة من الأمر شرط أن يكون المباح من الطيبات ، أي أن يكون المأكول طيّباً . ويزيد في الرد على المكذبين بأن الرسل إنما يجتنبون الخبائث ولا يجتنبون ما أحل الله لهم من الطيبات . والطيبات : ما ليس بحرام ولا مكروه .
وعطف العمل الصالح على الأمر بأكل الطيبات إيماء إلى أن همة الرسل إنما تنصرف إلى الأعمال الصالحة ، وهذا كقوله تعالى { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طَعمُوا إذا ما اتَّقَوْا وآمنوا وعملوا الصّالحات } [ المائدة : 93 ] المراد به ما تناولوه من الخمر قبل تحريمها .
وقوله : { إني بما تعملون عليم } تحريض على الاستزادة من الأعمال الصالحة لأن ذلك يتضمن الوعد بالجزاء عنها وأنه لا يضيع منه شيء ، فالخبر مستعمل في التحريض .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
«يا أَيُّهَا» يا أداة نداء أيها نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب والها للتنبيه «الرُّسُلُ» بدل «كُلُوا» أمر مبني على حذف النون وفاعله والألف للتفريق والجملة لا محل لها لأنها مستأنفة «مِنَ الطَّيِّباتِ» متعلقان بكلوا «وَاعْمَلُوا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «صالِحاً» صفة لموصوف محذوف تقديره اعملوا عملا صالحا «إِنِّي» إن واسمها «بِما» متعلقان بعليم. «تَعْمَلُونَ» مضارع وفاعله والجملة صلة «عَلِيمٌ» خبر إن
- English - Sahih International : [Allah said] "O messengers eat from the good foods and work righteousness Indeed I of what you do am Knowing
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ(23:51) O Messengers, *45 eat of pure things and do righteous deeds, *46 for I am fully aware of what you do.
- Français - Hamidullah : O Messagers Mangez de ce qui est permis et agréable et faites du bien Car Je sais parfaitement ce que vous faites
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : "O ihr Gesandten eßt von den guten Dingen und handelt rechtschaffen; gewiß Ich weiß über das was ihr tut Bescheid
- Spanish - Cortes : ¡Enviados ¡Comed de las cosas buenas y obrad bien ¡Yo sé bien lo que hacéis
- Português - El Hayek : Ó mensageiros desfrutai de todas as dádivas e praticai o bem porque sou Sabedor de tudo quanto fazeis
- Россию - Кулиев : О посланники Вкушайте блага и поступайте праведно Воистину Мне известно о том что вы совершаете
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
О посланники! Вкушайте блага и поступайте праведно. Воистину, Мне известно о том, что вы совершаете.Всевышний повелел Своим посланникам вкушать чистую и заработанную честным путем пищу и благодарить Аллаха, совершая праведные деяния, которые способны привести в порядок душу и тело, а также мирскую и будущую жизни. Он сообщил им о том, что Ему ведомо обо всех их деяниях. Любое деяние и любое устремление непременно становятся известны Аллаху, Который не оставляет человеческие поступки без воздаяния. И, безусловно, воздаяние посланников будет самым лучшим и самым прекрасным. Из всего сказанного следует, что всем посланникам было дозволено вкушать чистую и добротную пищу, запрещено питаться скверной пищей и велено совершать праведные деяния. И хотя некоторые религиозные предписания, данные различным пророкам, различались, все они относились к числу праведных деяний. А существовавшие между ними различия объяснялись требованиями того или иного времени. Но среди праведных деяний есть такие, которые приносят благо во все времена, и поэтому они были присущи учениям всех Божьих пророков и всем небесным законодательствам. Это - предписание уверовать в Единого Аллаха и искренне поклоняться Ему одному, питать к Нему любовь, испытывать перед Ним страх, возлагать на Него надежды, делать добро, говорить одну только правду, всегда выполнять данные обещания, поддерживать родственные связи, проявлять почтение к родителям, оказывать помощь слабым и нуждающимся, опекать сирот, проявлять сострадание к живым тварям и совершать многие другие добрые дела. Именно поэтому люди, которые обладали знаниями о предыдущих Небесных Писаниях, узнавали о правдивости пророческой миссии Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, опираясь на проповедуемые им повеления и запреты. Примерами этого могут служить история об императоре Ираклии и другие подобные истории. Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, приказывал людям совершать благодеяния, к совершению которых призывали предшествовавшие ему пророки, и запрещал людям совершать грехи, от которых их удерживали другие пророки. Все это свидетельствовало о том, что он был представителем славной плеяды Божьих посланников и отличался от лжецов, которые проповедовали зло и удерживали людей от добра.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey Peygamberler Temiz şeylerden yiyin yararlı iş işleyin; doğrusu Ben yaptığınızı bilirim
- Italiano - Piccardo : O Messaggeri mangiate quello che è puro e operate il bene Sì io conosco bene il vostro agire
- كوردى - برهان محمد أمين : ئینجا وتمان ئهی گرۆی پێغهمبهران بخۆن له ڕزق و ڕۆزیه چاك و پاکهکان کارو کردهوهی چاکیش ئهنجام بدهن به ڕاستی من زانام به ههموو ئهو کارو کردهوانهی که دهیکهن
- اردو - جالندربرى : اے پیغمبرو پاکیزہ چیزیں کھاو اور عمل نیک کرو۔ جو عمل تم کرتے ہو میں ان سے واقف ہوں
- Bosanski - Korkut : "O poslanici dozvoljenim i lijepim jelima se hranite i dobra djela činite jer Ja dobro znam što vi radite
- Swedish - Bernström : NJUT ni sändebud av allt [i livet] som är gott och sunt och lev rättskaffens; Jag har full vetskap om vad ni gör
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai rasulrasul makanlah dari makanan yang baikbaik dan kerjakanlah amal yang saleh Sesungguhnya Aku Maha Mengetahui apa yang kamu kerjakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
(Hai Rasul-rasul! Makanlah dari makanan yang baik-baik) makanan-makanan yang halal (dan kerjakanlah amal yang saleh) amal-amal yang fardu dan sunah. (Sesungguhnya Aku Maha Mengetahui apa yang kalian kerjakan) maka kelak Aku akan memperhitungkannya atas kalian.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে রসূলগণ পবিত্র বস্তু আহার করুন এবং সৎকাজ করুন। আপনারা যা করেন সে বিষয়ে আমি পরিজ্ঞাত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நம் தூதர்கள் ஒவ்வொருவரிடத்திலும்; "தூதர்களே நல்ல பொருள்களிலிருந்தே நீங்கள் உண்ணுங்கள்; ஸாலிஹான நல்லமல்களை செய்யுங்கள்; நிச்சயமாக நீங்கள் செய்பவற்றை நான் நன்கு அறிபவன் என்றும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้ บรรดาร่อซูลเอ๋ย พวกเจ้าจงบริโภคส่วนที่ดี ฮะล้าล และจงกระทำความดีเถิดเพราะแท้จริง ข้ารอบรู้สิ่งพวกเจ้ากระทำ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй Пайғамбарлар Пок нарсалардан енглар ва солиҳ амаллар қилинглар Албатта Мен нима амал қилаётганингизни ўта билгувчиман
- 中国语文 - Ma Jian : 众使者啊!你们可以吃佳美的食物,应当力行善功, 我对于你们的行为确是全知的。
- Melayu - Basmeih : Wahai Rasulrasul makanlah dari bendabenda yang baik lagi halal dan kerjakanlah amalamal soleh; sesungguhnya Aku Maha Mengetahui akan apa yang kamu kerjakan
- Somali - Abduh : Rasuullow ka Cuna Xalaasha Falana Wanaag Anigu waxaad Falaysan waan Ogahaye
- Hausa - Gumi : Yã ku Manzanni Ku ci daga abũbuwa mãsu dãɗi kuma ku aikata aikin ƙwarai Lalle Nĩga abin da kuke aikatãwa Masani ne
- Swahili - Al-Barwani : Enyi Mitume Kuleni vyakula vizuri na tendeni mema Hakika Mimi ni Mjuzi wa mnayo yatenda
- Shqiptar - Efendi Nahi : O Pejgamberë Hani nga të mirat dhe punoni vepra të mira Unë me të vërtetë e di mirë çka punoni ju
- فارسى - آیتی : اى پيامبران، از چيزهاى پاكيزه و خوش بخوريد و كارهاى شايسته كنيد كه من به كارهايى كه مىكنيد آگاهم.
- tajeki - Оятӣ : Эй паёмбарон, аз чизҳои покизаву хуш бихӯред ва корҳои шоиста кунед, ки Ман ба корҳое, ки ме- кунед, огоҳам!
- Uyghur - محمد صالح : ئى پەيغەمبەرلەر! ھالال نەرسىلەرنى يەڭلار، ياخشى ئەمەللەرنى قىلىڭلار، مەن ھەقىقەتەن سىلەرنىڭ قىلغان ئەمەللىرىڭلارنى ئوبدان بىلىمەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവിന്റെ ദൂതന്മാരേ, നല്ല ആഹാരപദാര്ഥങ്ങള് ഭക്ഷിക്കുക. സല്ക്കര്മങ്ങള് ചെയ്യുക. തീര്ച്ചയായും നിങ്ങള് പ്രവര്ത്തിക്കുന്നതിനെപ്പറ്റിയെല്ലാം നന്നായറിയുന്നവനാണ് നാം.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الرسل كلوا من طيب الرزق الحلال واعملوا الاعمال الصالحه اني بما تعملون عليم لا يخفى علي شيء من اعمالكم والخطاب في الايه عام للرسل عليهم السلام واتباعهم وفي الايه دليل على ان اكل الحلال عون على العمل الصالح وان عاقبه الحرام وخيمه ومنها رد الدعاء
*45) In the preceding passage (vv. 23-50), the stories of some Prophets have been related as individuals, but in this verse all of them have been addressed together. However, it does not mean that they were present at one and the same place at the time of address. As a matter of fact, this way of address has been adopted to show that the Message of all the Messengers, who came to different countries in different ages, was the same and they all belonged to one and the same community. (v. 52). Therefore the Message to one Messenger was meant to be the Message for each one of them. In this verse, they have been addressed together as if they were present at one and the same place in order to emphasize this same aspect of the matter. But it is an irony that some stupid people of this age have concluded that this verse has been addressed to those messengers who were to come after Prophet Muhammad (Allah's peace be upon him). It is obvious that this interpretation cannot fit in the context in which the verse occurs.
*46) "Pure things" implies that they should be wholesome and must have been earned in lawful ways. Here the instruction, "eat of pure things", is meant to refute the theory and practice of asceticism. The Qur'an teaches the middle way between the life of asceticism and that of licence. The fact that the instruction, "eat of pure things", precedes "do righteous deeds", is meant to impress that righteous deeds are meaningless without eating lawful provisions. The Holy Prophet impressed this very thing, saying, "O people, Allah is pure and loves pure things." Then he recited this verse (51) and said, "A person makes a long pilgrimage in a dishevelled condition and prays with raised hands, `O my Lord, O my Lord', whereas he eats unlawful food, wears unlawful clothes and has been brought up on unlawful provisions. How can such a one expect that Allah will grant his prayer?" (Related by Abu Hurairah).