- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَّوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ
- عربى - نصوص الآيات : لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين
- عربى - التفسير الميسر : هلا ظن المؤمنون والمؤمنات بعضهم ببعض خيرًا عند سماعهم ذلك الإفك، وهو السلامة مما رموا به، وقالوا: هذا كذب ظاهر على عائشة رضي الله عنها.
- السعدى : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
ثم أرشد الله عباده عند سماع مثل هذا الكلام فقال: { لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا } أي: ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا، وهو السلامة مما رموا به، وأن ما معهم من الإيمان المعلوم، يدفع ما قيل فيهم من الإفك الباطل، { وَقَالُوا } بسبب ذلك الظن { سُبْحَانَكَ } أي: تنزيها لك من كل سوء، وعن أن تبتلي أصفياءك بالأمور الشنيعة، { هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ } أي: كذب وبهت، من أعظم الأشياء، وأبينها. فهذا من الظن الواجب، حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن، مثل هذا الكلام، أن يبرئه بلسانه، ويكذب القائل لذلك.
- الوسيط لطنطاوي : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
ثم وجه - سبحانه - المؤمنين إلى الطريق الذى كان يجب عليهم أن يسلكوه فى مثل هذه الأحوال فقال :
( لولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المؤمنون والمؤمنات بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هاذآ إِفْكٌ مُّبِينٌ ) .
و " لولا " حرف تحضيض بمعنى هلا والمراد " بأنفسهم " هنا إخوانهم فى الدين والعقيدة .
أى : هلا وقت أن سمعتم - أيها المؤمنون والمؤمنات - حديث الإفك هذا ظننتم " بأنفسكم " . أى : بإخوانكم وبأخواتكم ظنا حسنا جميلا ، وقلتم : هذا الحديث الذى أذاعه المنافقون كذب شنيع وبهتان واضح لا يصدقه عقل أو نقل .
وفى التعبير عن إخوانهم وأخواتهم فى الدين بأنفسهم ، أسمى ألوان الدعوة إلى غرس روح المحبة والمودة والإخاء الصادق بين المؤمنين ، حتى لكأن الذى يظن السوء بغيره إنما ظنه بنفسه .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( . . . ثُمَّ أَنْتُمْ هؤلاء تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ . . . ) وقوله - سبحانه - ( . . وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ . . . ) قال أبو حيان - رحمه الله - : " وعدل بعد الخطاب - فى الآية الأولى - إلى الغيبة فى هذه الآية - ، وعن الضمير إلى الظاهر ، فلم يجىء التركيب ظننتم بأنفسكم خيرا وقلتم هذا إفك مبين . ليبالغ - سبحانه - فى التوبيخ بطريقة الالتفات ، وليصرح بلفظ الإيمان ، دلالة على أن الاشتراك فيه ، مقتض فى أن لا يصدق مؤمن على أخيه قو عائب ولا طاعن ، وفيه تنبيه على أن المؤمن إذا سمع قالة سوء فى أخيه أن يبنى الأمر فيه على ظن الخير ، وأن يقول بناء على ظنه : هذا إفك مبين . هكذا باللفظ الصرحي ببراءة أخيه ، كما يقول المستيقن المطلع على حقيقة الحال ، وهذا من الأدب الحسن ، ومعنى بأنفسهم ، أى : كأن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات هذا الأمر على أنفسهم ، فإذا كان ذلك يبعد عليهم قضوا بأنه فى حق من هو خير منهم أبعد . . " .
ولقد فعل المؤمنون الصادقون ذلك ، فها هو ذا أبو ايوب خالد بن زيد الأنصارى ، قالت له امرأته أم أيوب : يا أبا أيوب ، أما تسمع ما يقوله الناس فى عائشة - رضى الله عنها -؟ قال : نعم ، وذلك الكذب . أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت : لا . والله ما كنت لأفعله . قال : فعائشة والله خير منك .
وفى رواية أن أبا أيوب قال لزوجته أم أيوب : ألا ترين ما يقال؟ فقالت له : لو كنت بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم سوءا؟ قال : لا ، فقالت : ولو كنت أنا بدل عائشة - رضى الله عنها - ما خنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعائشة خير منى ، وصفوان خير منك .
وهكذا المؤمنون الأطهار الأخيار ، يبنون أمورهم على حسن الظن بالناس .
ورحم الله صاحب الانتصاف . فقد علق على ما قالته أم أيوب لزوجها فقال : ولقد ألهمت - أم أيوب - بنور الإيمان إلى هذا السر الذى انطوى عليه التعبير عن الغير من المؤمنين بالنفس ، فإنها نزلت زوجها منزلة صفوان ونفسها منزلة عائشة ، ثم أثبتت لنفسها ولزوجها البراءة والأمانة ، حتى أثبتتها لصفوان وعائشة بالطريق الأولى - رضى الله عنها - .
- البغوى : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
قوله - عز وجل - : ( لولا ) هلا ( إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم ) بإخوانهم ( خيرا ) قال الحسن : بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة ، نظيره قوله تعالى : ولا تقتلوا أنفسكم ( النساء - 29 ) فسلموا على أنفسكم ( النور - 61 ) . ( وقالوا هذا إفك مبين ) أي كذب بين .
- ابن كثير : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
هذا تأديب من الله للمؤمنين في قضية عائشة ، رضي الله عنها ، حين أفاض بعضهم في ذلك الكلام السيئ ، وما ذكر من شأن الإفك ، فقال : ( لولا ) بمعنى : هلا ) إذ سمعتموه ) أي : ذلك الكلام ، أي : الذي رميت به أم المؤمنين ( ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ) أي : قاسوا ذلك الكلام على أنفسهم ، فإن كان لا يليق بهم فأم المؤمنين أولى بالبراءة منه بطريق الأولى والأحرى .
وقد قيل : إنها نزلت في أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وامرأته ، رضي الله عنهما ، كما قال الإمام محمد بن إسحاق بن يسار ، عن أبيه ، عن بعض رجال بني النجار; أن أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب : يا أبا أيوب ، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة ، رضي الله عنها؟ قال : نعم ، وذلك الكذب . أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله . قال : فعائشة والله خير منك . قال : فلما نزل القرآن ذكر الله ، عز وجل ، من قال في الفاحشة ما قال من أهل الإفك : ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ) [ النور : 11 ] وذلك حسان وأصحابه ، الذين قالوا ما قالوا ، ثم قال : ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون ) الآية ، أي : كما قال أبو أيوب وصاحبته .
وقال محمد بن عمر الواقدي : حدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين ، عن أبي سفيان ، عن أفلح مولى أبي أيوب ، أن أم أيوب قالت لأبي أيوب : ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال : بلى ، وذلك الكذب ، أفكنت يا أم أيوب [ فاعلة ذلك ] ؟ قالت : لا والله . قال : فعائشة والله خير منك . فلما نزل القرآن ، وذكر أهل الإفك ، قال الله عز وجل : ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين ) يعني : أبا أيوب حين قال لأم أيوب ما قال .
ويقال : إنما قالها أبي بن كعب .
وقوله : ( ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ) أي : هلا ظنوا الخير ، فإن أم المؤمنين أهله وأولى به ، هذا ما يتعلق بالباطن ، ( وقالوا ) أي : بألسنتهم ( هذا إفك مبين ) أي : كذب ظاهر على أم المؤمنين ، فإن الذي وقع لم يكن ريبة ، وذلك أن مجيء أم المؤمنين راكبة جهرة على راحلة صفوان بن المعطل في وقت الظهيرة ، والجيش بكماله يشاهدون ذلك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم ، لو كان هذا الأمر فيه ريبة لم يكن هكذا جهرة ، ولا كانا يقدمان على مثل ذلك على رءوس الأشهاد ، بل كان يكون هذا - لو قدر - خفية مستورا ، فتعين أن ما جاء به أهل الإفك مما رموا به أم المؤمنين هو الكذب البحت ، والقول الزور ، والرعونة الفاحشة [ الفاجرة ] والصفقة الخاسرة .
- القرطبى : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
قوله تعالى : لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين هذا عتاب من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين في ظنهم حين قال أصحاب الإفك ما قالوا . قال ابن زيد : ظن المؤمنون أن المؤمن لا يفجر بأمه ؛ قاله المهدوي . و لولا بمعنى هلا . وقيل : المعنى أنه كان ينبغي أن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات الأمر على أنفسهم ؛ فإن كان ذلك يبعد فيهم فذلك في عائشة ، وصفوان أبعد . وروي أن هذا النظر السديد وقع من أبي أيوب الأنصاري وامرأته ؛ وذلك أنه دخل عليها فقالت له : يا أبا أيوب ، أسمعت ما قيل ؟ ! فقال : نعم ، وذلك الكذب ، أكنت أنت يا أم أيوب تفعلين ذلك ! قالت : لا والله ، قال : فعائشة والله أفضل منك ؛ قالت أم أيوب : نعم . فهذا الفعل ونحوه هو الذي عاتب الله تعالى عليه المؤمنين إذ لم يفعله جميعهم .
قوله تعالى : بأنفسهم قال النحاس : معنى بأنفسهم بإخوانهم . فأوجب الله على المسلمين إذا سمعوا رجلا يقذف أحدا ويذكره بقبيح لا يعرفونه به أن ينكروا عليه ويكذبوه . وتواعد من ترك ذلك ومن نقله .
قلت : ولأجل هذا قال العلماء : إن الآية أصل في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان ؛ ومنزلة الصلاح التي حلها المؤمن ، ولبسة العفاف التي يستتر بها المسلم لا يزيلها عنه خبر محتمل وإن شاع ، إذا كان أصله فاسدا أو مجهولا .
- الطبرى : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
وهذا عتاب من الله تعالى ذكره أهل الإيمان به فيما وقع في أنفسهم من إرجاف من أرجف في أمر عائشة بما أرجف به، يقول لهم تعالى ذكره: هلا أيها الناس إذ سمعتم ما قال أهل الإفك في عائشة ظن المؤمنون منكم والمؤمنات بأنفسهم خيرا: يقول: ظننتم بمن قرف بذلك منكم خيرا، ولم تظنوا به أنه أتى الفاحشة، وقال بأنفسهم، لأن أهل الإسلام كلهم بمنـزلة نفس واحدة، لأنهم أهل ملة واحدة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن بعض رجال بني النجار، أن أبا أيوب خالد بن زيد، قالت له امرأته أمّ أيوب: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أمّ أيوب؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير منك، قال: فلما نـزل القرآن، ذكر الله من قال في الفاحشة ما قال من أهل الإفك: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ وذلك حسان وأصحابه الذين قالوا ما قالوا، ثم قال: ( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ )... الآية: أي كما قال أبو أيوب وصاحبته.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ) ما هذا الخير ظنّ المؤمن أن المؤمن لم يكن ليفجر بأمه، وأن الأم لم تكن لتفجر بابنها، إن أراد أن يفجر فجر بغير أمه،
يقول: إنما كانت عائشة أما، والمؤمنون بنون لها، محرّما عليها، وقرأ: لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ... الآية.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: ( ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ) قال لهم خيرا، ألا ترى أنه يقول: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ . يقول: بعضكم بعضا، وسلموا على أنفسكم، قال: يسلم بعضكم على بعض.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف عن الحسن، في قوله: ( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ) يعني بذلك المؤمنين والمؤمنات.
وقوله: ( وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ) يقول: وقال المؤمنون والمؤمنات: هذا الذي سمعناه من القوم الذي رمي به عائشة من الفاحشة كذب وإثم، يبين لمن عقل وفكر فيه أنه كذب وإثم وبهتان.
كما حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: أخبرنا عوف عن الحسن: ( وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ) قالوا: إن هذا لا ينبغي أن يتكلم به إلا من أقام عليه أربعة من الشهود، وأقيم عليه حدّ الزنا.
- ابن عاشور : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)
استئناف لتوبيخ عصبة الإفك من المؤمنين وتعنيفهم بعد أن سماه إفكاً .
و { لولا } هنا حرف بمعنى ( هلا) للتوبيخ كما هو شأنها إذا وليها الفعل الماضي وهو هنا { ظن المؤمنون } . وأما { إذ سمعتموه } فهو ظرف متعلق بفعل الظن فقدم عليه ومحل التوبيخ جملة : { ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً } فأسند السماع إلى جميع المخاطبين وخص بالتوبيخ من سمعوا ولم يكذبوا الخبر .
وجرى الكلام على الإبهام في التوبيخ بطريقة التعبير بصيغة الجمع وإن كان المقصود دون عدد الجمع فإن من لم يظن خيراً رجُلان ، فعبر عنهما بالمؤمنين وامرأة فعبر عنها بالمؤمنات على حد قوله : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم } [ آل عمران : 173 ] .
وقوله : { بأنفسهم خيراً } وقع في مقابلة { ظن المؤمنون والمؤمنات } فيقتضي التوزيع ، أي ظن كل واحد منهم بالآخرين ممن رموا بالإفك خيراً إذ لا يظن المرء بنفسه .
وهذا كقوله تعالى : { ولا تلمزوا أنفسكم } [ الحجرات : 11 ] أي يلمز بعضكم بعضاً ، وقوله : { فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم } [ النور : 61 ] .
روي أن أبا أيوب الأنصاري لما بلغه خبر الإفك قال لزوجه : ألا ترين ما يقال؟ فقالت له : لو كنتَ بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله سوءاً؟ قال : لا . قالت : ولو كنت أنا بدل عائشة ما خنت رسول الله فعائشة خير مني وصفوان خير منك . قال : نعم .
وتقديم الظرف وهو { إذ سمعتموه } على عامله وهو { قلتم } [ النور : 16 ] للاهتمام بمدلول ذلك الظرف تنبيهاً على أنهم كان من واجبهم أن يطرق ظن الخير قلوبهم بمجرد سماع الخير وأن يتبرؤا من الخوض فيه بفور سماعه .
والعدول عن ضمير الخطاب في إسناد فعل الظن إلى المؤمنين التفات ، فمقتضى الظاهر أن يقال : ظننتم بأنفسكم خيراً ، فعدل عن الخطاب للاهتمام بالتوبيخ فإن الإلتفات ضرب من الاهتمام بالخبر ، وليُصرَّح بلفظ الإيمان ، دلالة على أن الاشتراك في الإيمان يقتضي أن لا يصدق مؤمن على أخيه وأخته في الدين ولا مؤمنة على أخيها وأختها في الدين قول عائب ولا طاعن . وفيه تنبيه على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في مؤمن أن يبني الأمر فيها على الظن لا على الشك ثم ينظر في قرائن الأحوال وصلاحية المقام فإذا نسب سوءٌ إلى من عُرف بالخير ظن أن ذلك إفك وبهتان حتى يتضح البرهان . وفيه تعريض بأن ظن السوء الذي وقع هو من خصال النفاق التي سرت لبعض المؤمنين عن غرور وقلة بصارة فكفى بذلك تشنيعاً له .
وهذا توبيخ على عدم إعمالهم النظر في تكذيب قول ينادي حاله ببهتانه وعلى سكوتهم عليه وعدم إنكاره .
وعطف { وقالوا هذا إفك مبين } تشريع لوجوب المبادرة بإنكار ما يسمعه المسلم من الطعن في المسلم بالقول كما ينكره بالظن وكذلك تغيير المنكر بالقلب واللسان .
والباء في { بأنفسهم } لتعدية فعل الظن إلى المفعول الثاني لأنه متعد هنا إلى واحد إذ هو في معنى الاتهام .
والمبين : البالغ الغاية في البيان ، أي الوضوح كأنه لقوة بيانه قد صار يبين غيره .
- إعراب القرآن : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
«لَوْ لا» حرف تحضيض لا محل له من الإعراب «إِذْ» ظرف زمان متعلق بفعل ظن «سَمِعْتُمُوهُ» ماض وفاعله ومفعوله والواو لإشباع الضمة والجملة مضاف إليه «ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ» ماض وفاعله «وَالْمُؤْمِناتُ» معطوف على المؤمنون «بِأَنْفُسِهِمْ» متعلقان بخيرا «خَيْراً» مفعول به «وَقالُوا» الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة «هذا» الها للتنبيه واسم الإشارة مبتدأ «إِفْكٌ» خبر «مُبِينٌ» صفة والجملة مقول القول
- English - Sahih International : Why when you heard it did not the believing men and believing women think good of one another and say "This is an obvious falsehood"
- English - Tafheem -Maududi : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ(24:12) When you heard of it, why didn't the Believing men and the Believing women have a good opinion of themselves, *12 and why did they not say, "This is a manifest slander?" *13
- Français - Hamidullah : Pourquoi lorsque vous l'avez entendue [cette calomnie] les croyants et les croyantes n'ont-ils pas en eux-mêmes conjecturé favorablement et n'ont-ils pas dit C'est une calomnie évidente
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Hätten doch als ihr es hörtet die gläubigen Männer und Frauen eine gute Meinung voneinander gehabt und gesagt "Das ist deutlich eine ungeheuerliche Lüge"
- Spanish - Cortes : Cuando los creyentes y las creyentes lo han oído ¿por qué no han pensado bien en sus adentros y dicho ¡Es una mentira manifiesta
- Português - El Hayek : Por que quando ouviram a acusação os fiéis homens e mulheres não pensaram bem de si mesmos e disseram É umacalúnia evidente
- Россию - Кулиев : Почему же когда вы услышали это верующие мужчины и женщины не подумали о самих себе друг о друге хорошее и не сказали Это - очевидная клевета
- Кулиев -ас-Саади : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
Почему же, когда вы услышали это, верующие мужчины и женщины не подумали о самих себе (друг о друге) хорошее и не сказали: «Это - очевидная клевета»?В таких случаях правоверные обязаны не думать плохо о своих собратьях и не верить слухам и ложным обвинениям. Если человек известен как верующий, то это должно защищать его от лживой клеветы. Услышав подобную ложь, правоверные должны восхвалить Аллаха. Он бесконечно далек от любых недостатков, а Его избранные рабы далеки от распутных деяний. Мусульманин также обязан засвидетельствовать, что слова сплетников являются ужасной клеветой. Он обязан защитить своего верующего брата от подобных обвинений и опровергнуть слова лжецов.
- Turkish - Diyanet Isleri : Onu işittiğiniz zaman erkek kadın müminlerin kendiliklerinden hüsnü zanda bulunup da "Bu apaçık bir iftiradır" demeleri gerekmez miydi
- Italiano - Piccardo : Perché quando ne sentirono [parlare] i credenti e le credenti non pensarono al bene in loro stessi e non dissero “Questa è una palese calunnia”
- كوردى - برهان محمد أمين : دهبوا ههر که ئهو بوختانهتان بیست ئیمانداران له پیاوان و له ئافرهتان گومانی چاکیان به خۆیان ببوایهو دڵنیا بوونایه له پاکی خۆیان و بیانوتایه ئهمه بوختانێکی ئاشکرایهو کاری ناڕهوای وا له دایکی موسوڵمانان و له هاوهڵانی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم ناوهشێتهوه
- اردو - جالندربرى : جب تم نے وہ بات سنی تھی تو مومن مردوں اور عورتوں نے کیوں اپنے دلوں میں نیک گمان نہ کیا۔ اور کیوں نہ کہا کہ یہ صریح طوفان ہے
- Bosanski - Korkut : Zašto čim ste to čuli nisu vjernici i vjernice jedni o drugima dobro pomislili i rekli "Ovo je očita potvora"
- Swedish - Bernström : Alla troende män och kvinnor borde då de hör sådant [tal] tro det bästa om varandra och säga "Detta är en uppenbar lögn"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mengapa di waktu kamu mendengar berita bohon itu orangorang mukminin dan mukminat tidak bersangka baik terhadap diri mereka sendiri dan mengapa tidak berkata "Ini adalah suatu berita bohong yang nyata"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
(Mengapa tidak, sewaktu kalian mendengar berita bohong itu orang-orang Mukmin dan Mukminat berprasangka terhadap diri mereka sendiri) sebagian dari mereka mempunyai prasangka terhadap sebagian yang lain (dengan sangkaan yang baik, dan mengapa tidak berkata, "Ini adalah suatu berita bohong yang nyata") dan jelas bohongnya. Di dalam ayat ini terkandung ungkapan Iltifat dari orang-orang yang diajak bicara. Maksudnya, mengapa kalian hai golongan orang-orang yang menuduh, mempunyai dugaan seperti itu dan berani mengatakan hal itu?
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা যখন একথা শুনলে তখন ঈমানদার পুরুষ ও নারীগণ কেন নিজেদের লোক সম্পর্কে উত্তম ধারণা করনি এবং বলনি যে এটা তো নির্জলা অপবাদ
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : முஃமினான ஆண்களும் முஃமினான பெண்களுமாகிய நீங்கள் இதனைக் கேள்வியுற்றபோது தங்களைப் போன்ற முஃமினானவர்களைப் பற்றி நல்லெண்ணங் கொண்டு "இது பகிரங்கமான வீண் பழியேயாகும்" என்று கூறியிருக்க வேண்டாமா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เมื่อพวกเจ้าได้ยินข่าวเท็จนี้ ทำไมบรรดามุอ์มินและบรรดามุอ์มินะฮ์ จึงไม่คิดเปรียบเทียบกับตัวของพวกเขาเองในทางที่ดี และกล่าวว่า “นี่เป็นเรื่องโกหกอย่างชัดแจ้ง”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Уифкни эшитган вақтингизда мўминлар ва мўминалар ўзлари ҳақида яхши гумонга бориб Бу очиқойдин ифкку десалар бўлмасмиди
- 中国语文 - Ma Jian : 当你们听见谣言的时候,信士和信女对自己的教胞, 为何不作善意的猜想,并且说:这是明显的谣言呢?
- Melayu - Basmeih : Sepatutnya semasa kamu mendengar tuduhan itu orangorang yang beriman lelaki dan perempuan menaruh baik sangka kepada diri orangorang mereka sendiri dan berkata "Ini ialah tuduhan dusta yang nyata"
- Somali - Abduh : Maxaydaan Markaad Maqasheen Xaalka Qadafka ayna ugu malayn Mu'miniinta ragga iyo Haween Naftooda Khayr oyna u Dhihin Kaasi waa Been Abuur Cad
- Hausa - Gumi : Don me a lõkacin da kuka ji shi mũminai maza da mũminai mãta ba su yi zaton alhẽri game da kansu ba kuma su ce "Wannan ƙiren ƙarya ne bayyananne"
- Swahili - Al-Barwani : Kwa nini mlipo sikia khabari hii wanaume Waumini na wanawake Waumini hawakuwadhania wenzao mema na kusema Huu ni uzushi dhaahiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Përse me të dëgjuar këtë shpifje – besimtarët dhe besimtaret nuk menduan mirë për njëritjetrin dhe të thonë “Kjo është shpifje e hapët”
- فارسى - آیتی : چرا هنگامى كه آن بهتان را شنيديد مردان و زنان مؤمن به خود گمان نيك نبردند و نگفتند كه اين تهمتى آشكار است؟
- tajeki - Оятӣ : Чаро ҳангоме ки он бӯҳтонро шунидед, мардону занони мӯъмин ба худ гумони нек набурданд ва нагуфтанд, ки ин тӯҳмате ошкор аст?
- Uyghur - محمد صالح : بوھتاننى ئاڭلىغان چاغلىرىڭلاردا ئەر - ئايال مۆمىنلەر نېمىشقا ئۆزلىرىنى ياخشى دەپ قاراپ، بۇ ئېنىق بوھتان دېمىدى؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആ വാര്ത്ത കേട്ടപ്പോള്തന്നെ സത്യവിശ്വാസികളായ സ്ത്രീ പുരുഷന്മാര്ക്ക് സ്വന്തം ആളുകളെപ്പറ്റി നല്ലതു വിചാരിക്കാമായിരുന്നില്ലേ? “ഇതു തികഞ്ഞ അപവാദമാണെ”ന്ന് അവര് പറയാതിരുന്നതെന്തുകൊണ്ട്?
- عربى - التفسير الميسر : هلا ظن المومنون والمومنات بعضهم ببعض خيرا عند سماعهم ذلك الافك وهو السلامه مما رموا به وقالوا هذا كذب ظاهر على عائشه رضي الله عنها
*12) This may also be translated as: "Why did they not have a good opinion of the people of their own community and society?" The words in the Text are comprehensive and contain a subtle meaning which should be understood well. What happened concerning Hadrat `A'ishah and Safwan bin Mu`attal was only this: A woman belonging to the caravan (apart from the fact that she was the Holy Prophet's wife) was left behind, and a man belonging to the same caravan, who was also left behind, chanced to see her and brought her on his camel to the camp. Now if a person alleges that when the two found themselves alone, they became involved in sin, the accusation would imply two other hypotheses: First, if the accuser himself (whether man or woman) had been there, he would certainly have availed of the rare opportunity and committed the sinful act, for he had never before chanced upon a person of the opposite sex in a situation like this. Second, the accuser's assessment of the moral condition of the society he belongs to is that in that society there is no man or woman who could possibly have abstained from sin in similar circumstances. This will be the case when it involves any one man and any one woman. But supposing if the man and the woman happened to belong to the same place, and the woman who was left behind by chance was the wife, or sister, or daughter of a friend, or a relative, or a neighbour, or an acquaintance of the man, the matter would become much more serious and grave. Then it would mean that the one who utters such an accusation has a very poor and degraded opinion of himself as well as of his society, which has nothing to do with morality and good sense. No gentleman can imagine that if he finds a woman belonging to the family of a friend, or a neighbour or an acquaintance, stranded on the way, the first thing he would do would be to molest and dishonour her, and then would think of escorting her home. But here the matter was a thousand times more serious. The lady was no other than the wife of the Holy Prophet of Allah, whom every Muslim esteemed higher than his own mother, and whom Allah Himself had forbidden for every Muslim just like his own mother. The man was not only a follower of the same caravan and a soldier of the same army, and an inhabitant of the same city, but also a Muslim, who believed in the lady's husband to be the Messenger of Allah and his religious leader and guide, and had even followed him and fought in the most dangerous battle at Badr. Viewed against this background, it would seem that the person who uttered such an accusation and those who considered the accusation as probable, formed a very poor opinion not only of their moral selves but also of the whole society.
*13) That is, `The accusation was not worth any consideration; the Muslims should have rejected it there and then as a lie and a falsehood." A question might be asked: Why did not the Holy Prophet and Hadrat Abu Bakr Siddiq reject it on the very first day, and why did they give it all that importance? The answer is that the position of the husband and the father is different from that of the common people. Though none else can know a woman better than her husband and a righteous husband cannot doubt the character of a virtuous and pious wife only on account of the people's accusations, but when the wife is accused, the husband is placed in a difficult situation. Even if he rejects it outright as a calumny, the accusers will not listen. They will rather say that the woman is clever and has beguiled the husband into believing that she is virtuous and pious whereas she is not. A similar situation is faced by the parents. They also cannot remove . the accusers' slander regarding their daughter's chastity even if they know that the accusation is manifestly false. The same thing had afflicted the Holy Prophet, Hadrat Abu Bakr and Umm Ruman, otherwise they did not entertain any doubt about Hadrat `A'ishah's character. That is why the Holy Prophet had declared in his sermon that he had neither seen any evil in his wife nor in the man who was being mentioned in the slander.