- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوٓاْ أُوْلِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينَ وَٱلْمُهَٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوٓاْ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ۖ وليعفوا وليصفحوا ۗ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ۗ والله غفور رحيم
- عربى - التفسير الميسر : ولا يحلف أهل الفضل في الدين والسَّعَة في المال على ترك صلة أقربائهم الفقراء والمحتاجين والمهاجرين، ومنعهم النفقة؛ بسبب ذنب فعلوه، ولْيتجاوزوا عن إساءتهم، ولا يعاقبوهم. ألا تحبون أن يتجاوز الله عنكم؟ فتجاوزوا عنهم. والله غفور لعباده، رحيم بهم. وفي هذا الحثُّ على العفو والصفح، ولو قوبل بالإساءة.
- السعدى : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
{ وَلَا يَأْتَلِ } أي: لا يحلف { أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا } كان من جملة الخائضين في الإفك " مسطح بن أثاثة " وهو قريب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان مسطح فقيرا من المهاجرين في سبيل الله، فحلف أبو بكر أن لا ينفق عليه، لقوله الذي قال.
فنزلت هذه الآية، ينهاهم عن هذا الحلف المتضمن لقطع النفقة عنه، ويحثه على العفو والصفح، ويعده بمغفرة الله إن غفر له، فقال: { أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } إذا عاملتم عبيده، بالعفو والصفح، عاملكم بذلك، فقال أبو بكر - لما سمع هذه الآية-: بلى، والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع النفقة إلى مسطح، وفي هذه الآية دليل على النفقة على القريب، وأنه لا تترك النفقة والإحسان بمعصية الإنسان، والحث على العفو والصفح، ولو جرى عليه ما جرى من أهل الجرائم.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ثم حض - عز وجل - أصحاب النفوس النقية الطاهرة ، على المواظبة على ما تعودوه من سخاء وسماحة ، فقال : ( وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ والسعة أَن يؤتوا أُوْلِي القربى والمساكين والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله وَلْيَعْفُواْ وليصفحوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
وقد صح أن هذه الآية الكريمة نزلت فى شأن أبى بكر - رضى الله عنه - عندما أقسم أن لا يعطى مسطح بن أثاثة شيئا من النفقة أو الصدقة .
وكان مسطح قريبا لأبى بكر . وكان من الفقراء الذين تعهد - أبو بكر رضى الله عنه - بالإنفاق عليهم لحاجتهم وهجرتهم وقرابتهم منه .
وقوله : ( وَلاَ يَأْتَلِ ) أى : ولا يحلف . يقال : آلى فلان وائتلى . إذا حلف ومنه قوله - تعالى - : ( لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ . . . ) أى : يحلفون .
أى : ولا يحلف " أولوا الفضل منكم والسعة " أى أصحاب الزيادة منكم فى قوة الدين . وفى سعة المال " أن يؤتوا أولى القربى . . " أى : على أن لا يعطوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله ، شيئا من أموالهم .
فالكلام فى قوله : " أن يؤتوا " على تقدير حرف الجر ، أى : لا يحلفوا على أن لا يؤتوا ، وحذف حرف الجر قبل المصدر المنسبك من أن وصلتهما مطرد ، ومفعول " يؤتوا " الثانى محذوف . أى : أن يؤتوا أولى القرى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله ، النفقة التى تعودوا أن يقدموها لهم .
وقوله - تعالى - : ( وَلْيَعْفُواْ وليصفحوا ) تحريض على العفو والصفح .
والعفو معناه : التجاوز عن خطأ المخطىء ونسيانه ، مأخوذ من عفت الريح الأثر ، إذا طمسته وأزالته .
والصفح : مقابلة الإساءة بالإحسان ، فهو أعلى درجة من العفو .
أى : قابلوا - أيها المؤمنون - إساءة المسىء بنسيانها ، وبمقابلتها بالإحسان .
وقوله : ( أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ ) أى : ألا تحبون - أيها المؤمنون أن يغفر الله لكم ذنوبكم ، بسبب عفوكم وصفحكم عمن أساء إليكم؟
فالجملة الكريمة ترغيب فى العفو والصفح بأبلغ أسلوب ، وقد صح أن أبا بكر - رضى الله عنه - لما سمع الآية قال : بلى والله يا ربنا ، إنا لنحب أن تغفر لنا ، وأعاد إلى مسطح نفقته ، وفى رواية : أنه - رضى الله عنه - ضاعف لمسطح نفقته .
قال الآلوسى : " وفى الآية من الحث على مكارم الأخلاق ما فيها . واستدل بها على فضل الصديق - رضى الله عنه - لأنه داخل فى أولى الفضل قطعا ، لأنه وحده أو مع جماعة سبب النزول ، ولا يضر فى ذلك الحكم لجميع المؤمنين كما هو الظاهر . . . " .
ثم ختم - سبحانه - الأية الكريمة بما يرفع من شأن العفو والصفح فقال : ( والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
أى : والله - تعالى - كثيرة المغفرة ، وواسع الرحمة بعباده ، فكونوا - أيها المؤمنون - أصحاب عفو وصفح عمن أساء إليكم .
- البغوى : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله - عز وجل - ( ولا يأتل ) أي : ولا يحلف ، وهو يفتعل من الألية وهي القسم ، وقرأ أبو جعفر : " يتأل " بتقديم التاء وتأخير الهمزة ، وهو يتفعل من الألية . ( أولو الفضل منكم والسعة ) يعني أبا بكر الصديق ( أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ) يعني مسطحا ، وكان مسكينا مهاجرا بدريا ابن خالة أبي بكر ، حلف أبو بكر أن لا ينفق عليه ، ( وليعفوا وليصفحوا ) عنهم خوضهم في أمر عائشة ، ( ألا تحبون ) يخاطب أبا بكر ، ( أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) فلما قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي بكر قال : بلى أنا أحب أن يغفر الله لي ، ورجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه ، وقال : والله لا أنزعها منه أبدا .
وقال ابن عباس والضحاك : أقسم ناس من الصحابة فيهم أبو بكر أن لا يتصدقوا على رجل تكلم بشيء من الإفك ولا ينفعوهم ، فأنزل الله هذه الآية .
- ابن كثير : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى : ( ولا يأتل ) من الألية ، [ وهي : الحلف ] أي : لا يحلف ( أولو الفضل منكم ) أي : الطول والصدقة والإحسان ) والسعة ) أي : الجدة ( أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ) أي : لا تحلفوا ألا تصلوا قراباتكم المساكين والمهاجرين . وهذه في غاية الترفق والعطف على صلة الأرحام; ولهذا قال : ( وليعفوا وليصفحوا ) أي : عما تقدم منهم من الإساءة والأذى ، وهذا من حلمه تعالى وكرمه ولطفه بخلقه مع ظلمهم لأنفسهم .
وهذه الآية نزلت في الصديق ، حين حلف ألا ينفع مسطح بن أثاثة بنافعة بعدما قال في عائشة ما قال ، كما تقدم في الحديث . فلما أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة ، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت ، وتاب الله على من كان تكلم من المؤمنين في ذلك ، وأقيم الحد على من أقيم عليه - شرع تبارك وتعالى ، وله الفضل والمنة ، يعطف الصديق على قريبه ونسيبه ، وهو مسطح بن أثاثة ، فإنه كان ابن خالة الصديق ، وكان مسكينا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر ، رضي الله عنه ، وكان من المهاجرين في سبيل الله ، وقد ولق ولقة تاب الله عليه منها ، وضرب الحد عليها . وكان الصديق ، رضي الله عنه ، معروفا بالمعروف ، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب . فلما نزلت هذه الآية إلى قوله : ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) أي : فإن الجزاء من جنس العمل ، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك ، وكما تصفح نصفح عنك . فعند ذلك قال الصديق : بلى ، والله إنا نحب - يا ربنا - أن تغفر لنا . ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة ، وقال : والله لا أنزعها منه أبدا ، في مقابلة ما كان قال : والله لا أنفعه بنافعة أبدا ، فلهذا كان الصديق هو الصديق [ رضي الله عنه وعن بنته ] .
- القرطبى : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله تعالى : ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة الآية . المشهور من الروايات أن هذه الآية نزلت في قصة أبي بكر بن أبي قحافة - رضي الله عنه - ومسطح بن أثاثة . وذلك أنه كان ابن بنت خالته ، وكان من المهاجرين البدريين المساكين . وهو مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف . وقيل : اسمه عوف ، ومسطح لقب . وكان أبو بكر - رضي الله عنه - ينفق عليه لمسكنته وقرابته ؛ فلما وقع أمر الإفك ، وقال فيه مسطح ما قال ، حلف أبو بكر ألا ينفق عليه ، ولا ينفعه بنافعة أبدا ، فجاء مسطح فاعتذر ، وقال : إنما كنت أغشى مجالس حسان فأسمع ولا أقول . فقال له أبو بكر : لقد ضحكت ، وشاركت فيما قيل ؛ ومر على يمينه ، فنزلت الآية . وقال الضحاك ، وابن عباس : إن جماعة من المؤمنين قطعوا منافعهم عن كل من قال في الإفك ، وقالوا : والله لا نصل من تكلم في شأن عائشة ؛ فنزلت الآية في جميعهم . والأول أصح ؛ غير أن الآية تتناول الأمة إلى يوم القيامة بألا يغتاظ ذو فضل وسعة فيحلف ألا ينفع من هذه صفته غابر الدهر . روي في الصحيح أن الله تبارك وتعالى لما أنزل : إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم العشر آيات ، قال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقره : والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ؛ فأنزل الله تعالى : ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة إلى قوله : ألا تحبون أن يغفر الله لكم . قال عبد الله بن المبارك : هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى ؛ فقال أبو بكر : والله إني لأحب أن يغفر الله لي ؛ فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : لا أنزعها منه أبدا .
في هذه الآية دليل على أن القذف وإن كان كبيرا لا يحبط الأعمال ؛ لأن الله تعالى وصف مسطحا بعد قوله بالهجرة والإيمان ؛ وكذلك سائر الكبائر ؛ ولا يحبط الأعمال غير الشرك بالله ، قال الله تعالى : لئن أشركت ليحبطن عملك .
من حلف على شيء لا يفعله فرأى فعله أولى منه أتاه وكفر عن يمينه ، أو كفر عن يمينه وأتاه ؛ كما تقدم في ( المائدة ) . ورأى الفقهاء أن من حلف ألا يفعل سنة من السنن أو مندوبا وأبد ذلك أنها جرحة في شهادته ؛ ذكره الباجي في المنتقى .
قوله تعالى : ولا يأتل أولوا الفضل ولا يأتل معناه يحلف ؛ وزنها يفتعل ، من الألية وهي اليمين ؛ ومنه قوله تعالى : للذين يؤلون من نسائهم وقد تقدم في ( البقرة ) . وقالت فرقة : معناه يقصر ؛ من قولك : ألوت في كذا إذا قصرت فيه ؛ ومنه قوله تعالى : لا يألونكم خبالا .
قوله تعالى : ألا تحبون أن يغفر الله لكم تمثيل وحجة أي كما تحبون عفو الله عن ذنوبكم فكذلك اغفروا لمن دونكم ؛ وينظر إلى هذا المعنى قوله - عليه السلام - : من لا يرحم لا يرحم .
قال بعض العلماء : هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى ، من حيث لطف الله بالقذفة العصاة بهذا اللفظ . وقيل . أرجى آية في كتاب الله - عز وجل - قوله تعالى : وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا . وقد قال تعالى في آية أخرى : والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ؛ فشرح الفضل الكبير في هذه الآية ، وبشر به المؤمنين في تلك . ومن آيات الرجاء قوله تعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم . وقوله تعالى : الله لطيف بعباده . وقال بعضهم : أرجى آية في كتاب الله - عز وجل - : ولسوف يعطيك ربك فترضى ؛ وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرضى ببقاء أحد من أمته في النار .
السابعة والعشرون : قوله تعالى : أن تؤتوا أي ألا يؤتوا ، فحذف ( لا ) ؛ كقول القائل [ امرؤ القيس ] :
فقلت يمين الله أبرح قاعدا [ ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي ]
ذكره الزجاج . وعلى قول أبي عبيدة لا حاجة إلى إضمار ( لا ) . وليعفوا من عفا الربع أي درس ، فهو محو الذنب حتى يعفو كما يعفو أثر الربع .
- الطبرى : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى ذكره: ولا يحلف بالله ذوو الفضل منكم، يعني: ذوي التفضل والسَّعة، يقول: وذوو الجِدَه.
واختلف القرّاء في قراءة قوله: ( ولا يَأْتَلِ ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار.( وَلا يَأْتَلِ ) بمعنى: يفتعل من الألَيَّة، وهي القسم بالله، سوى أبي جعفر وزيد بن أسلم، فإنه ذكر عنهما أنهما قرآ ذلك " وَلا يَتألّ" بمعنى: يتفعل، من الألِية.
والصواب من القراءة في ذلك عندي، قراءة من قرأ: ( ولا يَأْتَلِ ) بمعنى: يفتعل من الألية، وذلك أن ذلك في خطّ المصحف كذلك، والقراءة الأخرى مخالفة خطّ المصحف، فاتباع المصحف مع قراءة جماعة القرّاء وصحّة المقروء به أولى من خلاف ذلك كله، وإنما عُنِي بذلك أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه في حلفه بالله لا ينفق على مِسْطَح، فقال جلّ ثناؤه: ولا يحلف من كان ذا فضل من مال وسعة منكم أيها المؤمنون بالله ألا يُعْطُوا ذَوي قَرابتهم، فيصلوا به أرحامهم، كمِسْطح، وهو ابن خالة أبي بكر ( والمسَاكِين ) يقول: وذوي خَلَّة الحاجة، وكان مِسْطح منهم؛ لأنه كان فقيرا محتاجا( وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) وهم الذين هاجروا من ديارهم وأموالهم في جهاد أعداء الله، وكان مِسْطَح منهم; لأنه كان ممن هاجر من مكة إلى المدينة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا( وَلْيَعْفُوا ) يقول: وليعفوا عما كان منهم إليهم من جُرم، وذلك كجرم مِسطَح إلى أبي بكر في إشاعته على ابنته عائشة ما أشاع من الإفك ، ( وَلْيَصْفَحُوا ) يقول: وليتركوا عقوبتهم على ذلك، بحرمانهم ما كانوا يؤتونهم قبل ذلك، ولكن ليعودوا لهم إلى مثل الذي كانوا لهم عليه من الإفضال عليهم ، ( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) يقول: ألا تحبون أن يستر الله عليكم ذنوبكم بإفضالكم عليهم، فيترك عقوبتكم عليها( واللهُ غَفُورٌ ) لذنوب من أطاعه واتبع أمره، ( رَحِيمٌ ) بهم أن يعذبهم مع اتباعهم أمره، وطاعتهم إياه على ما كان لهم من زلة وهفوة قد استغفروه منها، وتابوا إليه من فعلها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزهريّ، عن عَلقمة بن وقاص الليثيّ، وعن سعيد بن المسيب، وعن عروة بن الزبير، وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة، قال: وثني ابن إسحاق، قال: ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قال: وثني ابن إسحاق، قال: ثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: لما نـزل هذا، يعني قوله: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ في عائشة، وفيمن قال لها ما قال قال أبو بكر، وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، وأدخل عليها ما أدخل، قالت: فأنـزل الله في ذلك ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ )... الآية. قالت: فقال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجَّع إلى مسطح نفقته التي كان يُنْفِق عليه، وقال: والله لا أنـزعها منه أبدا.
حدثني عليّ، قال ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ) يقول: لا تقسموا ألا تنفعوا أحدا.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ )... إلى آخر الآية، قال: كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رَمَوا عائشة بالقبيح، وأفشَوا ذلك وتكلموا به، فأقسم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيهم أبو بكر، ألا يتصدّق على رجل تكلم بشيء من هذا ولا يصله، فقال: لا يُقْسِم أولو الفضل منكم والسعة أن يصلوا أرحامهم، وأن يعطوهم من أموالهم كالذي كانوا يفعلون قبل ذلك. فأمر الله أن يُغْفَر لهم وأن يُعْفَى عنهم.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ) : لما أنـزل الله تعالى ذكره عذر عائشة من السماء، قال أبو بكر وآخرون من المسلمين، والله لا نصل رجلا منهم تكلم بشيء من شأن عائشة ولا ننفعه، فأنـزل الله ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ) يقول: ولا يحلف.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى ) قال: كان مِسْطَح ذا قرابة.( وَالْمَسَاكِينَ ) قال: كان مسكينا( والمهاجرين في سبيل الله ) كان بدْريا.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ) قال: أبو بكر حلف أن لا ينفع يتيما في حِجْره كان أشاع ذلك، فلما نـزلت هذه الآية قال: بلى أنا أحب أن يغفر الله لي، فلأكوننّ ليتيمي خيرَ ما كنت له قطُّ.
- ابن عاشور : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)
عطف على جملة : { لا تتبعوا خطوات الشيطان } [ النور : 21 ] عطف خاص على عام للاهتمام به لأنه قد يخفى أنه من خطوات الشيطان فإن من كيد الشيطان أن يأتي بوسوسة في صورة خواطر الخير إذا علم أن الموسوس إليه من الذين يتوخون البر والطاعة ، وأنه ممن يتعذر عليه ترويج وسوسته إذا كانت مكشوفة .
وإن من ذيول قصة الإفك أن أبا بكر رضي الله عنه كان ينفق على مسطح بن أثاثة المُطَّلبي إذ كان ابن خالة أبي بكر الصديق وكان من فقراء المهاجرين فلما علم بخوضه في قضية الإفك أقسم أن لا ينفق عليه . ولما تاب مسطح وتاب الله عليه لم يزل أبو بكر واجداً في نفسه على مسطح فنزلت هذه الآية . فالمراد من أولي الفضل ابتداء أبو بكر ، والمراد من أولي القربى ابتداء مسطح بن أثاثة ، وتعم الآية غيرهما ممن شاركوا في قضية الإفك وغيرهم ممن يشمله عموم لفظها فقد كان لمسطح عائلة تنالهم نفقة أبي بكر . قال ابن عباس : إن جماعة من المؤمنين قطعوا منافعهم عن كل من قال في الإفك وقالوا : والله لا نصل مَن تكلَّم في شأن عائشة . فنزلت الآية في جميعهم .
ولما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية إلى قوله : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } قال أبو بكر : بلى أحب أن يغفر الله لي . ورجّع إلى مسطح وأهله ما كان ينفق عليهم . قال ابن عطية : وكفّر أبو بكر عن يمينه ، رواه عن عائشة .
وقرأ الجمهور : { ولا يأتل } . والايتلاء افتعال من الإلية وهي الحلف وأكثر استعمال الإلية في الحلف على امتناع ، يقال : آلى وائتلى . وقد تقدم عند قوله تعالى : { للذين يؤلون من نسائهم } في سورة البقرة ( 226) . وقرأه أبو جعفر { ولا يتألّ } من تألّى تفعّل من الأليّة .
والفضل : أصله الزيادة فهو ضد النقص ، وشاع إطلاقه على الزيادة في الخير والكمال الديني وهو المراد هنا . ويطلق على زيادة المال فوق حاجة صاحبه وليس مراداً هنا لأن عطف { والسعة } عليه يبعد ذلك . والمعنيّ من أولي الفضل ابتداء أبو بكر الصديق .
والسعة : الغنى . والأوصاف في قوله : { أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله } مقتضية المواساة بانفرادها ، فالحلف على ترك مواساة واحد منهم سد لباب عظيم من المعروف وناهيك بمن جمع الأوصاف كلها مثل مسطح الذي نزلت الآية بسببه .
والاستفهام في قوله : { ألا تحبون } إنكاري مستعمل في التحضيض على السعي فيما به المغفرة وذلك العفو والصفح في قوله : { وليعفوا وليصفحوا } . وفيه إشعار بأنه قد تعارض عن أبي بكر سبب المعروف وسبب البر في اليمين وتجهم الحنث وأنه أخذ بجانب البر في يمينه وترك جانب ما يفوته من ثواب الإنفاق ومواساة القرابة وصلة الرحم وكأنه قدم جانب التأثم على جانب طلب الثواب فنبهه الله على أنه يأخذ بترجيح جانب المعروف لأن لليمين مخرجاً وهو الكفارة .
وهذا يؤذن بأن كفارة اليمين كانت مشروعة من قبل هذه القصة ولكنهم كانوا يهابون الإقدام على الحنث كما جاء في خبر عائشة . أن لا تكلم عبد الله بن الزبير حين بلغها قوله : إنه يحجر عليها لكثرة إنفاقها المال . وهو في «صحيح البخاري» في كتاب الأدب باب الهجران .
وعُطف { والله غفور رحيم } على جملة : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } زيادة في الترغيب في العفو والصفح وتطميناً لنفس أبي بكر في حنثه وتنبيها على الأمر بالتخلق بصفات الله تعالى .
- إعراب القرآن : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
. «وَلا» الواو استئنافية لا ناهية «يَأْتَلِ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة «أُولُوا» فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والجملة مستأنفة «الْفَضْلِ» مضاف إليه «مِنْكُمْ» متعلقان بيأتل «وَالسَّعَةِ» معطوف على الفضل «أَنْ يُؤْتُوا» أن ناصبة ومضارع منصوب بحذف النون والواو فاعل والمصدر المؤول منصوب بنزع الخافض «أُولِي» مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. «الْقُرْبى » مضاف إليه مجرور «وَالْمَساكِينَ» معطوف على القربى «وَالْمُهاجِرِينَ» معطوف على المساكين «فِي سَبِيلِ» متعلقان بالمهاجرين «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَلْيَعْفُوا» الواو عاطفة واللام لام الأمر ومضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة معطوفة «وَلْيَصْفَحُوا» معطوف على ما قبله «أَلا تُحِبُّونَ» ألا حرف عرض ومضارع وفاعله والجملة مستأنفة «أَنْ» ناصبة «يَغْفِرَ اللَّهُ» مضارع ولفظ الجلالة فاعله والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل نصب مفعول به «لَكُمْ» متعلقان بيغفر «وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» لفظ الجلالة مبتدأ وغفور ورحيم خبراه والجملة معطوفة
- English - Sahih International : And let not those of virtue among you and wealth swear not to give [aid] to their relatives and the needy and the emigrants for the cause of Allah and let them pardon and overlook Would you not like that Allah should forgive you And Allah is Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(24:22) Those among you, who are bountiful and persons of means, should not swear on oath that they would withhold their help from their relatives, the indigent and those who have left their homes for the cause of Allah: they should forgive and forbear. Do you not wish that Allah should forgive you? and Allah is Forgiving and Merciful. *20
- Français - Hamidullah : Et que les détenteurs de richesse et d'aisance parmi vous ne jurent pas de ne plus faire des dons aux proches aux pauvres et à ceux qui émigrent dans le sentier d'Allah Qu'ils pardonnent et absolvent N'aimez-vous pas qu'Allah vous pardonne et Allah est Pardonneur et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und es sollen diejenigen von euch die Überfluß und Wohlstand besitzen nicht schwören sie würden den Verwandten den Armen und denjenigen die auf Allahs Weg ausgewandert sind nichts mehr geben sondern sie sollen verzeihen und nachsichtig sein Liebt ihr es selbst nicht daß Allah euch vergibt Allah ist Allvergebend und Barmherzig
- Spanish - Cortes : Quienes de vosotros gocen del favor y de una vida acomodada que no juren que no darán más a los parientes a los pobres y a los que han emigrado por Alá Que perdonen y se muestren indulgentes ¿Es que no queréis que Alá os perdone Alá es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Que os dignos e os opulentos dentre vós jamais jurem não favorecerem seus parentes os necessitados e expatriadospela causa de Deus; porém que os tolerem e os perdoem Não vos agradaria por acaso que Deus vos perdoasse Ele éIndulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : Пусть обладающие достоинствами и достатком среди вас не клянутся что не будут помогать родственникам беднякам и переселенцам на пути Аллаха Пусть они простят и будут великодушны Разве вы не желаете чтобы Аллах простил вас Аллах - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
Пусть обладающие достоинствами и достатком среди вас не клянутся, что не будут помогать родственникам, беднякам и переселенцам на пути Аллаха. Пусть они простят и будут снисходительны. Разве вы не желаете, чтобы Аллах простил вас? Аллах - Прощающий, Милосердный.Одним из клеветников был Мистах б. Усаса. Он приходился родственником Абу Бакру и был бедняком, переселившимся на пути Аллаха. Когда же он принялся наговаривать на Аишу, Абу Бакр поклялся, что никогда не будет давать ему милостыню. Однако Аллах сказал, что если люди будут снисходительны к окружающим, то Он будет снисходителен к ним. Услышав этот аят, Абу Бакр воскликнул: «О да! Клянусь Аллахом, я хочу, чтобы Аллах простил меня». Так он решил и впредь раздавать пожертвования Мистаху. Из этого откровения следует, что пожертвования можно раздавать родственникам, что грехи не должны быть основанием для прекращения пожертвований в пользу таких людей и что мусульмане должны быть снисходительными к окружающим, даже если они совершают тяжкие преступления. Затем Всевышний Господь обещал сурово покарать тех, кто бросает тень на целомудренных верующих женщин, и сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : İçinizde lütuf ve servet sahibi olanlar yakınlarına düşkünlere ve Allah yolunda hicret edenlere vermemek için yemin etmesinler affetsinler geçsinler Allah'ın sizi bağışlamasından hoşlanmaz mısınız Allah bağışlayandır merhametli olandır
- Italiano - Piccardo : Coloro di voi che godono di favore e agiatezza non giurino di non darne ai parenti ai poveri e a coloro che emigrano sul sentiero di Allah Perdonino e passino oltre Non desiderate che Allah vi perdoni Allah è perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی که خاوهنی سامان و بهخشندهیین له ئێوه با سوێند نهخۆن که یارمهتی خزمان و ههژاران و کۆچبهران له پێناوی خوا نهدهن لهبهر ئهوهی بهشداربوون له وتنی بوختانهکهدا دهبا لێبووردهبن دهبا چاوپۆشی بکهن مهگهر حهز ناکهن خوا لێتان خۆش ببێت خوایش ههمیشه لێخۆشبوو میهرهبانه
- اردو - جالندربرى : اور جو لوگ تم میں صاحب فضل اور صاحب وسعت ہیں وہ اس بات کی قسم نہ کھائیں کہ رشتہ داروں اور محتاجوں اور وطن چھوڑ جانے والوں کو کچھ خرچ پات نہیں دیں گے۔ ان کو چاہیئے کہ معاف کردیں اور درگزر کریں۔ کیا تم پسند نہیں کرتے کہ خدا تم کو بخش دے اور خدا تو بخشنے والا مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : Neka se čestiti i imućni među vama ne zaklinju da više neće pomagati rođake i siromahe i one koji su na Allahovu putu rodni kraj svoj napustili; neka im oproste i ne zamjere Zar vam ne bi bilo drago da i vama Allah oprosti A Allah prašta i samilostan je
- Swedish - Bernström : De av er som åtnjuter en gynnad ställning och lever i välstånd får aldrig vägra att hjälpa sina närmaste och de nödställda och dem som övergett ondskans rike för Guds sak; [har dessa begått fel] skall de förlåta dem och glömma Eller önskar ni inte att Gud skall ge er Sin förlåtelse Gud är ständigt förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan janganlah orangorang yang mempunyai kelebihan dan kelapangan di antara kamu bersumpah bahwa mereka tidak akan memberi bantuan kepada kaum kerabatnya orangorang yang miskin dan orangorang yang berhijrah pada jalan Allah dan hendaklah mereka memaafkan dan berlapang dada Apakah kamu tidak ingin bahwa Allah mengampunimu Dan Allah adalah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(Dan janganlah bersumpah orang-orang yang mempunyai kelebihan) yaitu orang-orang kaya (dan kelapangan di antara kalian, bahwa mereka) tidak (akan memberi bantuan kepada kaum kerabatnya, orang-orang yang miskin dan orang-orang yang berhijrah pada jalan Allah) ayat ini diturunkan berkenaan dengan sahabat Abu Bakar r. a, ia bersumpah tidak akan memberikan nafkah lagi kepada Misthah saudara sepupunya yang miskin lagi seorang Muhajir, padahal Misthah adalah sahabat yang ikut dalam perang Badar. Misthah terlibat dalam peristiwa berita bohong ini; maka sahabat Abu Bakar menghentikan nafkah yang biasa ia berikan kepadanya. Para sahabat lainnya telah bersumpah pula, bahwa mereka juga tidak akan memberikan nafkah lagi kepada seorang yang terlibat membicarakan masalah berita bohong tersebut (dan hendaklah mereka memaafkan dan berlapang dada) terhadap mereka yang terlibat, dengan mengembalikan keadaan seperti semula. (Apakah kalian tidak ingin bahwa Allah mengampuni kalian? Dan Allah adalah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang) terhadap orang-orang yang beriman. Sahabat Abu Bakar r.a. berkata sesudah turunnya ayat ini, "Tentu saja, aku menginginkan supaya Allah mengampuni aku", lalu ia memberikan lagi bantuannya kepada Misthah sebagaimana biasanya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমাদের মধ্যে যারা উচ্চমর্যাদা ও আর্থিক প্রাচুর্যের অধিকারী তারা যেন কসম না খায় যে তারা আত্নীয়স্বজনকে অভাবগ্রস্তকে এবং আল্লাহর পথে হিজরতকারীদেরকে কিছুই দেবে না। তাদের ক্ষমা করা উচিত এবং দোষক্রটি উপেক্ষা করা উচিত। তোমরা কি কামনা কর না যে আল্লাহ তোমাদেরকে ক্ষমা করেন আল্লাহ ক্ষমাশীল পরম করুণাময়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் உங்களில் இறைவனின் கொடை அருளப் பெற்றவர்களும் தக்க வசதி உடையவர்களும் உறவினர்களுக்கும் ஏழைகளுக்கும் தம்மிடங்களை விட்டு அல்லாஹ்வின் பாதையில் ஹிஜ்ரத் செய்தவர்களுக்கும் எதுவும் கொடுக்க முடியாது என்று சத்தியம் செய்ய வேண்டாம்; அவர்கள் தவறு செய்திருப்பின் அதை மன்னித்து அதைப் பொருட்படுத்தாமல் இருக்கவும்; அல்லாஹ் உங்களை மன்னிக்க வேண்டும் என்று நீங்கள் விரும்ப மாட்டீர்களா மேலும் அல்லாஹ் பிழை பொறுப்பவன் மிக மன்னிப்பவன்; அன்பு மிக்கவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และผู้มีเกียรติและผู้มั่งคั่งในหมู่พวกเจ้าอย่าได้สาบานที่จะไม่ให้ ความช่วยเหลือ แก่ญาติมิตร และคนยากจน และผู้อพยพในหนทางของอัลลอฮ์ และพวกเขาจงอภัย และยกโทษ ให้แก่พวกเขาเถิด พวกเจ้าจะไม่ชอบหรือที่อัลลอฮ์จะทรงอภัยให้แก่พวกเจ้า และอัลลอฮ์นั้นเป็นผู้ทรงอภัย ผู้ทรงเมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сизлардан фазл ва бойлик эгаси бўлганлар қариндошларга мискинларга ва Аллоҳнинг йўлида муҳожир бўлганларга нафақа бермасликка қасам ичмасинлар бас авф этсинлар ўтиб юборсинлар Аллоҳ сизларни мағфират қилишини хуш кўрмайсизларми Аллоҳ ўта мағфиратли ўта раҳмли зотдир Ойиша онамиз қуйидагиларни айтадилар Аллоҳ таоло мени оқлаш учун ушбу оятларни нозил қилганида Абу Бакр у киши қариндош бўлгани ва фақирлиги учун Мистоҳ ибн Асосага нафақа бериб турардилар Аллоҳга қасамки Ойиша ҳақида қилган гапи учун Мистоҳга абадий ҳеч нарса бермайман дедилар Шунда Аллоҳ таоло қуйидаги оятни нозил қилди Абу Бакр р а дарҳол Ҳа Аллоҳга қасамки албатта Аллоҳ мени мағфират қилишини хуш кўраман дедилар ва Мистоҳга бериб юрган нафақаларини қайтадан жорий қилдилар Сўнгра Аллоҳга қасамки бу нафақани ундан ҳеч узмайман дедилар
- 中国语文 - Ma Jian : 你们中有恩惠和财富者不可发誓(说):永不周济亲戚、贫民及为主道而迁居者。他们应当恕饶,应当原谅。难道你们不愿真主赦宥你们吗? 真主是至赦的,是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Dan janganlah orangorang yang berharta serta lapang hidupnya dari kalangan kamu bersumpah tidak mahu lagi memberi bantuan kepada kaum kerabat dan orangorang miskin serta orangorang yang berhijrah pada jalan Allah; dan sebaliknya hendaklah mereka memaafkan serta melupakan kesalahan orangorang itu; tidakkah kamu suka supaya Allah mengampunkan dosa kamu Dan ingatlah Allah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Yeyna ku Dhaaranin kuwa Fadliga Dheeraadka leh iyo Ilodanimada inayan wax siinayn Qaraabada Masaakiinta iyo kuwa ku Hijrooda Jidka Eebe hana iska Cafiyaan hana Saamaxeen miyeydaan Jeelayn inuu idiin Dhaafo Eebe Ilaahayna waa Dhaafe Naxariista
- Hausa - Gumi : Kuma kada ma'abũta falala daga gare ku da mawadãta su rantse ga rashin su bãyar da alhẽri ga ma'abũta zumunta da miskĩnai da muhãjirai a cikin hanyar Allah Kuma su yãfe kuma su kau da kai shin bã ku son Allah Ya gãfarta muku alhãli Allah Mai gãfara ne Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Na wale katika nyinyi wenye fadhila na wasaa wasiape kutowapa jamaa zao na masikini na walio hama kwa Njia ya Mwenyezi Mungu Na wasamehe na waachilie mbali Je Nyinyi hampendi Mwenyezi Mungu akusameheni Na Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusamehe Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe le të mos betohen të ndershmit dhe të pasurit prej jush – se nuk do t’u japin të afërmve të varfërve dhe të emigruarve në rrugën e Perëndisë; le të falin ata dhe le të mos brigojnë mos të mbajnë inat Vallë a nuk doni ju që t’ju falë Perëndia E Perëndia është falës e mëshirues
- فارسى - آیتی : توانگران و آنان كه گشايشى در كار آنهاست، نبايد سوگند بخورند كه به خويشاوندان و مسكينان و مهاجران در راه خدا چيزى ندهند. بايد ببخشند و ببخشايند. آيا نمىخواهيد كه خدا شما را بيامرزد؟ و خداست آمرزنده مهربان.
- tajeki - Оятӣ : Тавонгарон ва онон, ки кушоише дар кори онҳост, набояд савганд бихӯранд, ки ба хешовандону мискинон ва муҳоҷирон дар роҳи Худо чизе надиҳанд. Бояд бибахшанду бибахшоянд. Оё намехоҳед, ки Худо шуморо бибахшояд? Ва Худост бахшояндаи меҳрубон.
- Uyghur - محمد صالح : ئاراڭلاردا ئەھلى كەرەم ۋە دۆلەتمەن بولغانلار خىش - ئەقرىبالارغا، مىسكىنلەرگە ۋە دىن يولىدا ھىجرەت قىلغانلارغا (بىر نەرسە) بەرمەسلىككە قەسەم قىلمىسۇن، (ئۇلارنىڭ گۇناھىنى) ئەپۇ قىلسۇن، كەچۈرسۇن، اﷲ نىڭ سىلەرگە مەغپىرەت قىلىشىنى ياقتۇرمامسىلەر؟ اﷲ ناھايىتى مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങളില് ദൈവാനുഗ്രഹവും സാമ്പത്തിക കഴിവുമുള്ളവര്, തങ്ങളുടെ കുടുംബക്കാര്ക്കും അഗതികള്ക്കും അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില് നാടുവെടിഞ്ഞ് പലായനം ചെയ്തെത്തിയവര്ക്കും സഹായം കൊടുക്കുകയില്ലെന്ന് ശപഥം ചെയ്യരുത്. അവര് മാപ്പുനല്കുകയും വിട്ടുവീഴ്ച കാണിക്കുകയും ചെയ്യട്ടെ. അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്ക് പൊറുത്തുതരണമെന്ന് നിങ്ങളാഗ്രഹിക്കുന്നില്ലേ? അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും പരമകാരുണികനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ولا يحلف اهل الفضل في الدين والسعه في المال على ترك صله اقربائهم الفقراء والمحتاجين والمهاجرين ومنعهم النفقه بسبب ذنب فعلوه وليتجاوزوا عن اساءتهم ولا يعاقبوهم الا تحبون ان يتجاوز الله عنكم فتجاوزوا عنهم والله غفور لعباده رحيم بهم وفي هذا الحث على العفو والصفح ولو قوبل بالاساءه
*20) Hadrat `A'ishah has stated that after the revelation of verses 11-21 absolving her from the accusation, Hadrat Abu Bakr swore that he would no longer support Mistah bin Uthatha. This was because the man had shown absolutely no regard for the relationship nor for the favours that Abu Bakr had all along been showing him and his family. At this verse 22 was revealed and Hadrat Abu Bakr, on hearing it, immediately said: "By God! we do want that Allah should forgive us." Consequently he again started to help Mistah and in a more liberal manner than before. According to Hadrat `Abdullah bin `Abbas, some other Companions besides Hadrat Abu Bakr, also had sworn that they would discontinue helping those who had taken an active part in the slander. After the revelation of this verse, all of them revoked their oaths and the ill-will that had been created by the mischief was gone.
Here a question may arise as to whether a person, who swears for something and Later on revokes the oath on fording that there was no good in it and adopts a better and more virtuous course, should offer expiation for breaking the oath or not. One group of the jurists is of the opinion that adoption of the virtuous course itself is the expiation and nothing more needs to be done. They base their argument on this verse where Allah commanded Hadrat Abu Bakr to revoke his oath but did not require him to atone for it. They also cite a Tradition of the Holy Prophet in support of their argument, saying: "lf anybody takes an oath for something and later on fords that another course is better and adopts it, his adoption of a better course by itself is the atonement for breaking the oath."
The other group is of the view that there is a clear Commandment in the Qur'an concerning the breaking of oath (II: 225, V: 89), which has neither been abrogated by this verse nor clearly amended. Therefore the earlier Commandment stands. No doubt, Allah commanded Hadrat Abu Bakr to revoke his oath but He did not tell him that expiation was not necessary. As regards the Tradition of the Holy Prophet, it only means this that the sin of taking an oath for a wrong thing is wiped out when the right course is adopted; it does not absolve one from making expiation for the oath itself. Another Tradition of the Holy Prophet clarifies this view. He said: "Whoso swears for something and then finds that another course is better than the one he had sworn for, he should adopt the better course and atone for his oath. " This shows that expiation for breaking one's oath and expiation of the sin for not doing good are different things. The expiation for the first is to adopt the right course, and for the second the same as has been laid down in the Qur'an. For further explanation, see E.N. 46 of Surah Sad.