- عربي - نصوص الآيات عثماني : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ۚ ذلك أزكى لهم ۗ إن الله خبير بما يصنعون
- عربى - التفسير الميسر : قل - أيها النبي - للمؤمنين يَغُضُّوا مِن أبصارهم عمَّا لا يحلُّ لهم من النساء والعورات، ويحفظوا فروجهم عمَّا حَرَّم الله من الزنى واللواط، وكشف العورات، ونحو ذلك، ذلك أطهر لهم. إن الله خبير بما يصنعون فيما يأمرهم به وينهاهم عنه.
- السعدى : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
أي: أرشد المؤمنين، وقل لهم: الذين معهم إيمان، يمنعهم من وقوع ما يخل بالإيمان: { يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات، وإلى المردان، الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة، وإلى زينة الدنيا التي تفتن، وتوقع في المحذور.
{ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } عن الوطء الحرام، في قبل أو دبر، أو ما دون ذلك، وعن التمكين من مسها، والنظر إليها. { ذَلِكَ } الحفظ للأبصار والفروج { أَزْكَى لَهُمْ } أطهر وأطيب، وأنمى لأعمالهم، فإن من حفظ فرجه وبصره، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكت أعماله، بسبب ترك المحرم، الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه، فمن ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، ومن غض بصره عن المحرم، أنار الله بصيرته، ولأن العبد إذا حفظ فرجه وبصره عن الحرام ومقدماته، مع داعي الشهوة، كان حفظه لغيره أبلغ، ولهذا سماه الله حفظا، فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه، وعمل الأسباب الموجبة لحفظه، لم ينحفظ، كذلك البصر والفرج، إن لم يجتهد العبد في حفظهما، أوقعاه في بلايا ومحن، وتأمل كيف أمر بحفظ الفرج مطلقا، لأنه لا يباح في حالة من الأحوال، وأما البصر فقال: { يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } أتى بأداة " من " الدالة على التبعيض، فإنه يجوز النظر في بعض الأحوال لحاجة، كنظر الشاهد والعامل والخاطب، ونحو ذلك. ثم ذكرهم بعلمه بأعمالهم، ليجتهدوا في حفظ أنفسهم من المحرمات.
- الوسيط لطنطاوي : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
وبعد أن نهى - سبحانه - عن دخول البيوت بدون استئذان . أتبع ذلك بالأمر بغض البصر ، وحفظ الفرج ، وعدم إبداء الزينة إلى فى الحدود المشروعة ، فقال - تعالى - : ( قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ . . . ) .
قال الآلوسى : قوله - تعالى - ( قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ . . . ) شروع فى بيان أحكام كلية شاملة للمؤمنين كافة ، يندرج فيها حكم المستأذنين عند دخول البيوت اندراجا أوليا .
وقوله - تعالى - : ( يَغُضُّواْ ) من الغض بمعنى الخفض . يقال : غض الرجل صوته إذا خفضه . وغض بصره إذا خفضه ومنعه من التطلع إلى مالا يحل له النظر إليه . قال الشاعر :
وأغض طرفى إن بدت لى جارتى ... حتى يوارى جارتى مأواها
وهو جواب الأمر " قل " أى : قل - أيها الرسول الكريم - للمؤمنين بأن يغضوا من أبصارهم عما يحرم أو يكره النظر إليه وبأن يحفظوا فروجهم عما لا يحل لهم ، فإن ذلك دليل على كمال الإيمان! وعلى حسن المراقبة وشدة الخوف من الله - تعالى - .
وجمع - سبحانه - بين غض البصر وحفظ الفرج ، باعتبارهما كالسبب والنتيجة ، إذ أن عدم غض البصر كثيرا ما يؤدى إلى الوقوع فى الفواحش ، ولذا قدم - سبحانه - الأمر بغض البصر ، على الأمر بحفظ الفرج .
وجاء التعبير بقوله - سبحانه - ( قُلْ ) للإشعار بأن المؤمنين الصادقين ، من شأنهم إذا ما أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر ، فإنهم سرعان ما يمتثلون ويطيعون ، لأنه صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله - تعالى - الذى يجب الامتثال لأمره ونهيه .
وخص - سبحانه - المؤمنين بهذا الأمر ، لأنهم أولى الناس بالمخاطبة . وبالإرشاد إلى ما يرفع درجاتهم ، ويعلى أقدارهم .
قال صاحب الكشاف : و " من " للتبعيض . . . فإن قلت : كيف دخلت فى غض البصر ، دون حفظ الفروج؟ قلت : للدلالة على أن أمر النظر أوسع ألا ترى أن المحارم لا بأس بالنظر إلى شعورهن . . . والأجنبية ينظر إلى وجهها وكفيها . . . وأما أمر الفرج فمضيق .
واسم الإشارة فى قوله - تعالى - : ( ذلك أزكى لَهُمْ ) يعود إلى ما ذكر من الغض والحفظ .
أى : ذلك الذى كلفناك بأمر المؤمنين به - أيها الرسول الكريم - أزكى لقلوبهم ، وأطهر لنفوسهم ، وأنفع لهم فى دنياهم وآخرتهم .
وقوله - سبحانه - : ( إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) تحذير من مخالفة أمره - سبحانه - .
أى : مرهم - أيها الرسول الكريم - بالتزام ما أمرناهم به وما نهيناهم عنه ، لأننا لا يخفى علينا شىء من تصرفاتهم ، ولأننا أعلم بهم من أنفسهم ، وسنحاسبهم على ما يصنعون فى دنياهم ، يوم القيامة .
- البغوى : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
قوله - عز وجل - : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) أي : عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه . وقيل : " من " صلة أي : يغضوا أبصارهم . وقيل : هو ثابت لأن المؤمنين غير مأمورين بغض البصر أصلا لأنه لا يجب الغض عما يحل النظر إليه ، وإنما أمروا بأن يغضوا عما لا يحل النظر إليه ، ( ويحفظوا فروجهم ) عما لا يحل ، قال أبو العالية : كل ما في القرآن من حفظ الفرج فهو عن الزنا والحرام ، إلا في هذا الموضع فإنه أراد به الاستتار حتى لا يقع بصر الغير عليه ، ( ذلك ) أي : غض البصر وحفظ الفرج ، ( أزكى لهم ) أي : خير لهم وأطهر ، ( إن الله خبير بما يصنعون ) عليم بما يفعلون ، روي عن بريدة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي : " يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة " .
وروي عن جرير بن عبد الله قال : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نظرة الفجأة فقال : " اصرف بصرك " . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد ، حدثنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا زيد بن الحباب ، عن الضحاك بن عثمان قال : أخبرني زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ، ولا المرأة إلى عورة المرأة ، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد " .
- ابن كثير : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم ، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه ، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم ، فإن اتفق أن وقع البصر على محرم من غير قصد ، فليصرف بصره عنه سريعا ، كما رواه مسلم في صحيحه ، من حديث يونس بن عبيد ، عن عمرو بن سعيد ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن جده جرير بن عبد الله البجلي ، رضي الله عنه ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن نظرة الفجأة ، فأمرني أن أصرف بصري .
وكذا رواه الإمام أحمد ، عن هشيم ، عن يونس بن عبيد ، به . ورواه أبو داود والترمذي والنسائي ، من حديثه أيضا . وقال الترمذي : حسن صحيح . وفي رواية لبعضهم : فقال : " أطرق بصرك " ، يعني : انظر إلى الأرض . والصرف أعم; فإنه قد يكون إلى الأرض ، وإلى جهة أخرى ، والله أعلم .
وقال أبو داود : حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، حدثنا شريك ، عن أبي ربيعة الإيادي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة "
ورواه الترمذي من حديث شريك ، وقال : غريب ، لا نعرفه إلا من حديثه .
وفي الصحيح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والجلوس على الطرقات " . قالوا : يا رسول الله ، لا بد لنا من مجالسنا ، نتحدث فيها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أبيتم ، فأعطوا الطريق حقه " . قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال : " غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر " .
وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا طالوت بن عباد ، حدثنا فضل بن جبير : سمعت أبا أمامة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، وإذا اؤتمن فلا يخن ، وإذا وعد فلا يخلف . وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ، واحفظوا فروجكم " .
وفي صحيح البخاري : " من يكفل لي ما بين لحييه وما بين رجليه ، أكفل له الجنة " .
وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة قال : كل ما عصي الله به ، فهو كبيرة . وقد ذكر الطرفين فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) .
ولما كان النظر داعية إلى فساد القلب ، كما قال بعض السلف : " النظر سهام سم إلى القلب " ; ولذلك أمر الله بحفظ الفروج كما أمر بحفظ الأبصار التي هي بواعث إلى ذلك ، فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) . وحفظ الفرج تارة يكون بمنعه من الزنى ، كما قال ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ) [ المعارج : 29 ، 30 ] وتارة يكون بحفظه من النظر إليه ، كما جاء في الحديث في مسند أحمد والسنن : احفظ عورتك ، إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك " .
( ذلك أزكى لهم ) أي : أطهر لقلوبهم وأنقى لدينهم ، كما قيل : "
من حفظ بصره ، أورثه الله نورا في بصيرته " . ويروى : " في قلبه " .وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عتاب ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة [ أول مرة ] ثم يغض بصره ، إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها " .وروي هذا مرفوعا عن ابن عمر ، وحذيفة ، وعائشة ، رضي الله عنهم ولكن في إسنادها ضعف ، إلا أنها في الترغيب ، ومثله يتسامح فيه .
وفي الطبراني من طريق عبيد الله بن زحر ، ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعا : "
لتغضن أبصاركم ، ولتحفظن فروجكم ، ولتقيمن وجوهكم - أو : لتكسفن وجوهكم " .وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن زهير التستري قال : قرأنا على محمد بن حفص بن عمر الضرير المقرئ ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا هريم بن سفيان ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم ، من تركه مخافتي ، أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه " .وقوله : ( إن الله خبير بما يصنعون ) ، كما قال تعالى : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) [ غافر : 19 ] .
وفي الصحيح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
كتب على ابن آدم حظه من الزنى ، أدرك ذلك لا محالة . فزنى العينين : النظر . وزنى اللسان : النطق . وزنى الأذنين : الاستماع . وزنى اليدين : البطش . وزنى الرجلين : الخطي . والنفس تمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه " .رواه البخاري تعليقا ، ومسلم مسندا من وجه آخر بنحو ما تقدم .
وقد قال كثير من السلف : إنهم كانوا ينهون أن يحد الرجل بصره إلى الأمرد . وقد شدد كثير من أئمة الصوفية في ذلك ، وحرمه طائفة من أهل العلم ، لما فيه من الافتتان ، وشدد آخرون في ذلك كثيرا جدا .
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا أبو سعيد المدني ، حدثنا عمر بن سهل المازني ، حدثني عمر بن محمد بن صهبان ، حدثني صفوان بن سليم ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
كل عين باكية يوم القيامة ، إلا عينا غضت عن محارم الله ، وعينا سهرت في سبيل الله ، وعينا يخرج منها مثل رأس الذباب ، من خشية الله ، عز وجل " . - القرطبى : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
قوله تعالى : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون
فيه سبع مسائل : الأولى : قوله تعالى : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وصل تعالى بذكر الستر ما يتعلق به من أمر النظر ؛ يقال : غض بصره يغضه غضا ؛ قال الشاعر :
فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وقال عنترة :
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
ولم يذكر الله تعالى ما يغض البصر عنه ويحفظ الفرج ، غير أن ذلك معلوم بالعادة ، وأن المراد منه المحرم دون المحلل . وفي البخاري : ( وقال سعيد بن أبي الحسن للحسن إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورءوسهن ؟ قال : اصرف بصرك ؛ يقول الله تعالى : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقال قتادة : عما لا يحل لهم ؛ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن خائنة الأعين من النظر إلى ما نهي عنه .
الثانية : قوله تعالى : من أبصارهم من زائدة ؛ كقوله : فما منكم من أحد عنه حاجزين . وقيل : من للتبعيض ؛ لأن من النظر ما يباح . وقيل : الغض النقصان ؛ يقال : غض فلان من فلان أي وضع منه ؛ فالبصر إذا لم يمكن من عمله فهو موضوع منه ومنقوص . ف ( من )
صلة للغض ، وليست للتبعيض ولا للزيادة .الثالثة : البصر هو الباب الأكبر إلى القلب ، وأعمر طرق الحواس إليه ، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته . ووجب التحذير منه ، وغضه واجب عن جميع المحرمات ، وكل ما يخشى الفتنة من أجله ؛ وقد قال : صلى الله عليه وسلم - : إياكم والجلوس على الطرقات فقالوا : يا رسول الله ، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها . فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . رواه أبو سعيد الخدري ، خرجه البخاري ، ومسلم . وقال : صلى الله عليه وسلم - لعلي : لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية . وروى الأوزاعي قال : حدثني هارون بن رئاب أن غزوان ، وأبا موسى الأشعري كانا في بعض مغازيهم ، فكشفت جارية فنظر إليها غزوان ، فرفع يده فلطم عينه حتى نفرت ، فقال : إنك للحاظة إلى ما يضرك ولا ينفعك ؛ فلقي أبا موسى فسأله فقال : ظلمت عينك ، فاستغفر الله وتب ، فإن لها أول نظرة وعليها ما كان بعد ذلك . قال الأوزاعي : وكان غزوان ملك نفسه فلم يضحك حتى مات - رضي الله عنه - . وفي صحيح مسلم ، عن جرير بن عبد الله قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نظرة الفجاءة ؛ فأمرني أن أصرف بصري . وهذا يقوي قول من يقول : إن من للتبعيض ؛ لأن النظرة الأولى لا تملك فلا تدخل تحت خطاب تكليف ، إذ وقوعها لا يتأتى أن يكون مقصودا ، فلا تكون مكتسبة فلا يكون مكلفا بها ؛ فوجب التبعيض لذلك ، ولم يقل ذلك في الفرج ؛ لأنها تملك . ولقد كره الشعبي أن يديم الرجل النظر إلى ابنته أو أمه أو أخته ؛ وزمانه خير من زماننا هذا وحرام على الرجل أن ينظر إلى ذات محرمة نظر شهوة يرددها .
الرابعة : قوله تعالى : ويحفظوا فروجهم أي يستروها عن أن يراها من لا يحل .
وقيل : ويحفظوا فروجهم أي عن الزنا ؛ وعلى هذا القول لو قال : ( من فروجهم ) لجاز . والصحيح أن الجميع مراد واللفظ عام . وروى بهز بن حكيم بن معاوية القشيري ، عن أبيه ، عن جده قال : قلت يا رسول الله ، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك . قال : الرجل يكون مع الرجل ؟ قال : إن استطعت ألا يراها فافعل . قلت : فالرجل يكون خاليا ؟ فقال : الله أحق أن يستحيا منه من الناس . وقد ذكرت عائشة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحالها معه فقالت : ما رأيت ذلك منه ، ولا رأى ذلك مني .
الخامسة : بهذه الآية حرم العلماء نصا دخول الحمام بغير مئزر . وقد روي عن ابن عمر أنه قال : أطيب ما أنفق الرجل درهم يعطيه للحمام في خلوة . وصح عن ابن عباس أنه دخل الحمام وهو محرم بالجحفة . فدخوله جائز للرجال بالمآزر ، وكذلك النساء للضرورة كغسلهن من الحيض ، أو النفاس ، أو مرض يلحقهن ؛ والأولى بهن والأفضل لهن غسلهن إن أمكن ذلك في بيوتهن ، فقد روى أحمد بن منيع ، حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا زبان ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، عن أم الدرداء أنه سمعها تقول : لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد خرجت من الحمام فقال : من أين يا أم الدرداء ؟ فقالت من الحمام ؛ فقال : والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن - عز وجل - . وخرج أبو بكر البزار ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : احذروا بيتا يقال له الحمام . قالوا : يا رسول الله ، ينقي الوسخ ؟ قال : فاستتروا . قال أبو محمد عبد الحق : هذا أصح إسناد حديث في هذا الباب ؛ على أن الناس يرسلونه عن طاوس ، وأما ما خرجه أبو داود في هذا من الحظر والإباحة فلا يصح منه شيء لضعف الأسانيد ، وكذلك ما خرجه الترمذي .
قلت : أما دخول الحمام في هذه الأزمان فحرام على أهل الفضل والدين ؛ لغلبة الجهل على الناس واستسهالهم إذا توسطوا الحمام رمي مآزرهم ، حتى يرى الرجل البهي ذو الشيبة قائما منتصبا وسط الحمام وخارجه باديا عن عورته ضاما بين فخذيه ولا أحد يغير عليه . هذا أمر بين الرجال فكيف من النساء ! لا سيما بالديار المصرية إذ حماماتهم خالية عن المظاهر التي هي من أعين الناس سواتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
السادسة : قال العلماء : فإن استتر فليدخل بعشرة شروط :
الأول : ألا يدخل إلا بنية التداوي أو بنية التطهير عن الرحضاء .
الثاني : أن يعتمد أوقات الخلوة أو قلة الناس .
الثالث : أن يستر عورته بإزار صفيق .
الرابع : أن يكون نظره إلى الأرض أو يستقبل الحائط لئلا يقع بصره على محظور .
الخامس : أن يغير ما يرى من منكر برفق ، يقول : استتر سترك الله ! .
السادس : إن دلكه أحد لا يمكنه من عورته ، من سرته إلى ركبته إلا امرأته أو جاريته .
وقد اختلف في الفخذين هل هما عورة أم لا ؟ .
السابع : أن يدخله بأجرة معلومة بشرط أو بعادة الناس .
الثامن : أن يصب الماء على قدر الحاجة .
التاسع : إن لم يقدر على دخوله وحده اتفق مع قوم يحفظون أديانهم على كرائه .
العاشر : أن يتذكر به جهنم . فإن لم يمكنه ذلك كله فليستتر وليجتهد في غض البصر .
ذكر الترمذي أبو عبد الله في نوادر الأصول من حديث طاوس ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اتقوا بيتا يقال له الحمام . قيل : يا رسول الله ، إنه يذهب به الوسخ ويذكر النار فقال : إن كنتم لا بد فاعلين فادخلوه مستترين . وخرج من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نعم البيت يدخله الرجل المسلم بيت الحمام - وذلك لأنه إذا دخله سأل الله الجنة واستعاذ به من النار - وبئس البيت يدخله الرجل بيت العروس . وذلك لأنه يرغبه في الدنيا وينسيه الآخرة . قال أبو عبد الله : فهذا لأهل الغفلة ، صير الله هذه الدنيا بما فيها سببا للذكر لأهل الغفلة ليذكروا بها آخرتهم ؛ فأما أهل اليقين فقد صارت الآخرة نصب أعينهم ، فلا بيت حمام يزعجه ولا بيت عروس يستفزه ، لقد دقت الدنيا بما فيها من الصنفين والضربين في جنب الآخرة ، حتى أن جميع نعيم الدنيا في أعينهم كنثارة الطعام من مائدة عظيمة ، وجميع شدائد الدنيا في أعينهم كتفلة عوقب بها مجرم أو مسيء قد كان استوجب القتل أو الصلب من جميع عقوبات أهل الدنيا .
السابعة : قوله تعالى : ذلك أزكى لهم أي غض البصر وحفظ الفرج أطهر في الدين وأبعد من دنس الأنام . إن الله خبير أي عالم . بما يصنعون تهديد ووعيد .
- الطبرى : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ ) بالله وبك يا محمد ( يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) يقول: يكفوا من نظرهم إلى ما يشتهون النظر إليه، مما قد نهاهم الله عن النظر إليه ( وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) أن يراها من لا يحلّ له رؤيتها، بلبس ما يسترها عن أبصارهم ( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) يقول: فإن غضها من النظر عما لا يحلّ النظر إليه، وحفظ الفرج عن أن يظهر لأبصار الناظرين؛ أطهر لهم عند الله وأفضل ( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) يقول: إن الله ذو خبرة بما تصنعون أيها الناس فيما أمركم به من غض أبصاركم عما أمركم بالغضّ عنه، وحفظ فروجكم عن إظهارها لمن نهاكم عن إظهارها له.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ بن سهل الرملي، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية في قوله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) قال: كل فرج ذُكِرَ حِفْظُهُ في القرآن فهو من الزنا إلا هذه وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ فإنه يعني الستر.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ قال: يغضوا أبصارهم عما يكره الله.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) قال: يغضّ من بصره: أن ينظر إلى ما لا يحلّ له، إذا رأى ما لا يحلّ له غضّ من بصره لا ينظر إليه، ولا يستطيع أحد أن يغضّ بصره كله، إنما قال الله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ).
- ابن عاشور : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) أعقب حكم الاستئذان ببيان آداب ما تقتضيه المجالسة بعد الدخول وهو أن لا يكون الداخل إلى البيت محدقاً بصره إلى امرأة فيه بل إذا جالسته المرأة غض بصره واقتصر على الكلام ولا ينظر إليها إلا النظر الذي يعسر صرفه .
ولما كان الغض التام لا يمكن جيء في الآية بحرف { من } الذي هو للتبعيض إيماء إلى ذلك إذ من المفهوم أن المأمور بالغض فيه هو ما لا يليق تحديق النظر إليه وذلك يتذكره المسلم من استحضاره أحكام الحلال والحرام في هذا الشأن فيعلم أن غض البصر مراتب : منه واجب ومنه دون ذلك ، فيشمل غض البصر عما اعتاد الناس كراهية التحقق فيه كالنظر إلى خبايا المنازل ، بخلاف ما ليس كذلك فقد جاء في حديث عمر بن الخطاب حين دخل مشربة النبي صلى الله عليه وسلم « فرفعت بصري إلى السقف فرأيت أهَبَةً معلقة » .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : « لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية » .
وفي هذا الأمر بالغض أدب شرعي عظيم في مباعدة النفس عن التطلع إلى ما عسى أن يوقعها في الحرام أو ما عسى أن يكلفها صبراً شديداً عليها .
والغض : صرف المرء بصره عن التحديق وتثبيت النظر . ويكون من الحياء كما قال عنترة
: ... وأغض طرفي حين تبدو جارتي
حتى يواري جارتي مأواها ... ويكون من مذلة كما قال جرير
: ... فغض الطرف إنك من نمير
ومادة الغض تفيد معنى الخفض والنقص .
والأمر بحفظ الفروج عقب الأمر بالغض من الأبصار لأن النظر رائد الزنى . فلما كان ذريعة له قصد المتذرع إليه بالحفظ تنبيهاً على المبالغة في غض الأبصار في محاسن النساء . فالمراد بحفظ الفروج حفظها من أن تباشر غير ما أباحه الدين .
واسم الإشارة إلى المذكور ، أي ذلك المذكور من غض الأبصار وحفظ الفروج .
واسم التفضيل بقوله : { أزكى } مسلوب المفاضلة . والمراد تقوية تلك التزكية لأن ذلك جنة من ارتكاب ذنوب عظيمة .
وذيل بجملة : { إن الله خبير بما يصنعون } لأنه كناية عن جزاء ما يتضمنه الأمر من الغض والحفظ لأن المقصد من الأمر الامتثال .
- إعراب القرآن : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
«قُلْ» أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة «لِلْمُؤْمِنِينَ» متعلقان بقل «يَغُضُّوا» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل «مِنْ» حرف جر زائد «أَبْصارِهِمْ» مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به والهاء مضاف اليه «وَيَحْفَظُوا» معطوف على يغضوا وإعرابه مثله «فُرُوجَهُمْ» مفعول به والهاء مضاف إليه «ذلِكَ» اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب «أَزْكى » خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة مستأنفة «إِنَّ اللَّهَ» إن واسمها «خَبِيرٌ» خبر إن «بِما» ما اسم موصول ومتعلقان بيصنعون «يَصْنَعُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة الموصول.
- English - Sahih International : Tell the believing men to reduce [some] of their vision and guard their private parts That is purer for them Indeed Allah is Acquainted with what they do
- English - Tafheem -Maududi : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(24:30) O Prophet, enjoin the Believing men to restrain their gaze *29 and guard their private parts. *30 This is a more righteous way for them: Allah has knowledge of what they do.
- Français - Hamidullah : Dis aux croyants de baisser leurs regards et de garder leur chasteté C'est plus pur pour eux Allah est certes Parfaitement Connaisseur de ce qu'ils font
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sag zu den gläubigen Männern sie sollen ihre Blicke senken und ihre Scham hüten Das ist lauterer für sie Gewiß Allah ist Kundig dessen was sie machen
- Spanish - Cortes : Di a los creyentes que bajen la vista con recato y que sean castos Es más correcto Alá está bien informado de lo que hacen
- Português - El Hayek : Dize aos fiéis que recatem os seus olhares e conservem seus pudores porque isso é mais benéfico para eles; Deus estábem inteirado de tudo quanto fazem
- Россию - Кулиев : Скажи верующим мужчинам чтобы они опускали свои взоры и оберегали свои половые органы Так будет чище для них Воистину Аллаху ведомо о том что они творят
- Кулиев -ас-Саади : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
Скажи верующим мужчинам, чтобы они опускали свои взоры и оберегали свои половые органы. Так будет чище для них. Воистину, Аллаху ведомо о том, что они творят.О Мухаммад! Обратись к правоверным, которые обладают верой, удерживающей человека от всего, что с ней несовместимо. Вели им не смотреть на те части человеческого тела, которые необходимо прикрывать, на посторонних женщин, на то, что может вызвать соблазн и подвергнуть человека искушению, а также на мирские прелести, которые обольщают человека и подталкивают его к ослушанию. Вели им оберегать половые органы от запрещенных половых связей через половые органы или задний проход, и пусть они не позволяют посторонним прикасаться к ним или смотреть на них. Они будут чище и праведнее, если будут оберегать свои взоры и половые органы, потому что всякий, кто поступает так, очищается от мерзости, которая оскверняет распутных людей. Деяния таких людей становятся чище, потому что они избегают грехов, к совершению которых склоняется и призывает человеческая душа. Если человек избегает чего-либо ради Аллаха, то Аллах возмещает ему упущенное тем, что лучше. И если человек опускает взоры, то Аллах просветляет его сознание. Раб Божий, который борется со страстью и оберегает свои взоры и половые органы от грехов и деяний, которые подталкивают человека к ослушанию, в еще большей степени воздерживается от совершения остальных грехов. Именно поэтому Аллах назвал воздержание от этих грехов обереганием. Человек не сможет уберечь какую-либо вещь, если не будет усердно заботиться о ней и принимать необходимые для этого меры. И то же самое можно сказать о взорах и половых органах, которые можно уберечь от грехов и искушения только благодаря усердию и старанию. Следует отметить, что повеление оберегать от грехов половые органы носит общий характер, потому что нарушать этот запрет нельзя ни при каких обстоятельствах. Что же касается повеления опускать взоры, то оно носит частный характер, о чем свидетельствует использованный в этом откровении арабский предлог мин. Это связано с тем, что при необходимости свидетель, работник, проповедник или другой мужчина может посмотреть на постороннюю женщину. Затем Всевышний Аллах напомнил о том, что Ему известно о человеческих деяниях, и тем самым Он призвал людей еще более усердно избегать грехов и ослушания. А после обращения к верующим мужчинам с повелением опускать взоры и оберегать половые органы Всевышний Аллах ниспослал такое же предписание в отношении верующих женщин. Всевышний сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Mümin erkeklere söyle Gözlerini bakılması yasak olandan çevirsinler mahrem yerlerini korusunlar Bu onların arınmasını daha iyi sağlar Allah yaptıklarından şüphesiz haberdardır
- Italiano - Piccardo : Di' ai credenti di abbassare il loro sguardo e di essere casti Ciò è più puro per loro Allah ben conosce quello che fanno
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم به پیاوانی ئیماندار بڵێ چاویان بپارێزن لهسهرنجدانی ئافرهتانی نامهحرهم ههروهها نامووس و عهورهتی خۆیان له حهرام بپارێزن بێگومان ئهوه پاکترو پوختتره بۆیان بۆ دڵ و دهروون و ڕواڵهت و ڕۆح و لاشهیان بهڕاستی خوا ئاگاداره بهو ههڵس و کهوت و ڕهفتارانهی که دهیکهن
- اردو - جالندربرى : مومن مردوں سے کہہ دو کہ اپنی نظریں نیچی رکھا کریں اور اپنی شرم گاہوں کی حفاظت کیا کریں۔ یہ ان کے لئے بڑی پاکیزگی کی بات ہے اور جو کام یہ کرتے ہیں خدا ان سے خبردار ہے
- Bosanski - Korkut : Reci vjernicima neka obore poglede svoje i neka vode brigu o stidnim mjestima svojim; to im je bolje jer Allah uistinu zna ono što oni rade
- Swedish - Bernström : SÄG till de troende männen att de bör sänka blicken och lägga band på sin sinnlighet; det leder till större renhet i deras liv Gud är underrättad om vad de gör
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Katakanlah kepada orang lakilaki yang beriman "Hendaklah mereka menahan pandanganya dan memelihara kemaluannya; yang demikian itu adalah lebih suci bagi mereka sesungguhnya Allah Maha Mengetahui apa yang mereka perbuat"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
(Katakanlah kepada orang laki-laki yang beriman, "Hendaklah mereka menahan pandangannya) dari apa-apa yang tidak dihalalkan bagi mereka melihatnya. Huruf Min di sini adalah Zaidah (dan memelihara kemaluannya) daripada hal-hal yang tidak dihalalkan untuknya (yang demikian itu adalah lebih suci) adalah lebih baik (bagi mereka, sesungguhnya Allah Maha Mengetahui apa yang mereka perbuat") melalui penglihatan dan kemaluan mereka, kelak Dia akan membalasnya kepada mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মুমিনদেরকে বলুন তারা যেন তাদের দৃষ্টি নত রাখে এবং তাদের যৌনাঙ্গর হেফাযত করে। এতে তাদের জন্য খুব পবিত্রতা আছে। নিশ্চয় তারা যা করে আল্লাহ তা অবহিত আছেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே முஃமின்களான ஆடவர்களுக்கு நீர் கூறுவீராக அவர்கள் தங்கள் பார்வைகளைத் தாழ்த்திக் கொள்ள வேண்டும்; தங்கள் வெட்கத் தலங்களைப் பேணிக்காத்துக் கொள்ள வேண்டும்; அது அவர்களுக்கு மிகப் பரிசுத்தமானதாகும்; நிச்சயமாக அல்லாஹ் அவர்கள் செய்பவற்றை நன்கு தெரிந்தவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงกล่าวเถิดมุฮัมมัดแก่บรรดามุอ์มิน ให้พวกเขาลดสายตาของพวกเขาลงต่ำ และให้พวกเขารักษาทวารของพวกเขา นั่นเป็นการบริสุทธิ์ยิ่งแก่พวกเขา แท้จริงอัลลอฮ์ทรงรอบรู้สิ่งที่พวกเขากระทำ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен мўминларга айт кўзларини тийсинлар ва фаржларини сақласинлар Ана шу улар учун покдир Албатта Аллоҳ нима ҳунар қилаётганларидан хабардордир
- 中国语文 - Ma Jian : 你对信士们说,叫他们降低视线,遮蔽下身,这对于他们是更纯洁的。真主确是彻知他们的行为的。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah wahai Muhammad kepada orangorang lelaki yang beriman supaya mereka menyekat pandangan mereka daripada memandang yang haram dan memelihara kehormatan mereka Yang demikian itu lebih suci bagi mereka; sesungguhnya Allah Amat Mendalam PengetahuanNya tentang apa yang mereka kerjakan
- Somali - Abduh : Waxaad ku Dhahdaa Mu'miniinta Ha Laabeen Indhahooda Daymada Reeba hana ka Dhawreen Furuujtooda Zinada saasaa u Wanaagsan Eebana wuu Ogyahay waxay Sameyn
- Hausa - Gumi : Ka ce wa mũminai maza su runtse daga ganinsu kuma su tsare farjõjinsu wannan shĩ ne mafi tsarki a gare su Lalle ne Allah Mai ƙididdigewa ne ga abin da suke sanã'antãwa
- Swahili - Al-Barwani : Waambie Waumini wanaume wainamishe macho yao na wazilinde tupu zao Hili ni takaso bora kwao Hakika Mwenyezi Mungu anazo khabari za wanayo yafanya
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thuaju besimtarëve që të mos hedhin shikimet e tyre dhe le t’i ruajnë organet e veta gjenitale; kjo është më mirë për ta Me të vërtetë Perëndia është i dijshëm për atë që punojnë ata
- فارسى - آیتی : به مردان مؤمن بگو كه چشمان خويش فروگيرند و شرمگاه خود نگه دارند. اين برايشان پاكيزهتر است. زيرا خدا به كارهايى كه مىكنند آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Ба мардони мӯъмин бигӯ, ки чашмони худ бипушанд ва шармгоҳи худ иигаҳ доранд. Ин барояшон покизатар аст. Зеро Худо ба корҳое, ки мекунанд, огоҳ аст!
- Uyghur - محمد صالح : مۆمىن ئەرلەرگە ئېيتقىنكى، (نا مەھرەملەرگە) تىكىلىپ قارىمىسۇن، ئەۋرەتلىرىنى (زىنادىن) ساقلىسۇن، مۇنداق قىلىش ئۇلار ئۈچۈن ئەڭ ياخشىدۇر، اﷲ ھەقىقەتەن ئۇلارنىڭ قىلمىشلىرىدىن تولۇق خەۋەردار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നീ സത്യവിശ്വാസികളോട് പറയുക: അവര് തങ്ങളുടെ ദൃഷ്ടികള് നിയന്ത്രിക്കട്ടെ. ഗുഹ്യഭാഗങ്ങള് സൂക്ഷിക്കുകയും ചെയ്യട്ടെ. അതാണ് അവരുടെ പരിശുദ്ധിക്ക് ഏറ്റം പറ്റിയത്. സംശയം വേണ്ട; അല്ലാഹു അവരുടെ പ്രവര്ത്തനങ്ങളെപ്പറ്റിയെല്ലാം നന്നായി അറിയുന്നവനാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها النبي للمومنين يغضوا من ابصارهم عما لا يحل لهم من النساء والعورات ويحفظوا فروجهم عما حرم الله من الزنى واللواط وكشف العورات ونحو ذلك ذلك اطهر لهم ان الله خبير بما يصنعون فيما يامرهم به وينهاهم عنه
*29) The word ghedd means to reduce, shorten or lower down something. Accordingly, ghadd basar is generally translated as `lowering the gaze' or 'keeping it lowered'. But the Command of ghadd basar does not imply that the gaze should always be kept lowered. It only means to imply that one should restrain one's gaze and avoid casting of looks freely. That is, if it is not desirable to see a thing, one should turn the eyes away and avoid having a look at it. The restriction of a 'restrained gaz' is applicable only in a limited sphere. The context in which the words occur shows that this restriction applies to the men's gazing at women, or casting looks at the satar of the other persons, or fixing the eyes at indecent scenes.
The details of this Divine Commandment as explained in the Sunnah of the Holy Prophet are given below:
(1) It is not lawful for a tnan to cast a full gaze at the other women except at his own wife or the mahram women of his family. The chance look is pardonable but not the second look which one casts when one feels the lure of the object. The Holy Prophet has termed such gazing and glancing as wickedness of the eyes. He has said that man commits adultery with aII his sensory organs. The evil look at the other woman is the adultery of the eyes; lustful talk is the adultery of the tongue; relishing the other woman's voice is adultery of the ears; and touching her body with the hand or walking for an unlawful purpose is adultery of the hands and feet. After these preliminaries the sexual organs either bring the act of adultery to completion or leave it incomplete. (Bukhari, Muslim, Abu Da'ud).
According to a Tradition related by Hadrat Buraidah, the Holy Prophet instructed Hadrat 'Ali: "O 'Ali, do not cast a second look after the first look. The first look is pardonable but not the second one." (Tirmizi;, Ahmad, Abu Da'ud). Hadrat Jarir bin 'Abdullah Bajali says that he asked the Holy Prophet, "What should I do if I happen to cast a chance look?" The Holy Prophet replied, "Turn your eyes away or lower your gaze."(Muslim, Ahmad, Tirmizi, Abu Da'ud, Nasa'i). Hadrat 'Abdullah bin Mas'ud quotes the Holy Prophet as having said: "Allah says that the gaze is one of the poisonous arrows of Satan. Whoever forsakes it, out of His fear, he will be rewarded with a faith whose sweetness he will relish in his own heart." (Tabarani). According to a Tradition related by Abu Umamah, the Holy Prophet said: "If a Muslim happens to glance at the charms of a woman and then turns his eyes away, Allah will bless his worship and devotion and will make it all the more sweet. ''. (Musnad Ahmad). Imam Ja'far Sadiq has quoted from his father, Imam Muhammad Baqir, who has quoted Hadrat Jabir bin 'Abdullah Ansari as saying: "On the occasion of the Farewell Pilgrimage, Fadal bin'Abbas, who was a young cousin of the Holy Prophet, was riding with him on the camelback during the return journey from Mash`ar al-Haram. When they came to a few women passing on the way, Fadal started looking at them. Thereupon the Holy Prophet put his hand on his face and turned it to the other side." (Abu Da'ud). On another occasion during the same Pilgrimage, a woman of the clan of Khath'am stopped the Holy Prophet on the way and sought clarification about a certain matter pertaining to Hajj. Fadal bin `Abbas fixed his gaze at her, but the Holy Prophet turned his face to the other side. (Bukhari, Abu Da'ud, Tirmizi).
(2) Nobody should have the misunderstanding that the Command to restrain the 'gaze was enjoined because the women were allowed to move about freely with open faces, for if veiling of the face had already been enjoined, the question of restraining or not restraining the gaze would not have arisen. This argument is incorrect rationally as well as factually. It is incorrect rationally because even when veiling of the face is the usual custom, occasions can arise where a man and a woman come face to face with each other suddenly, or when a veiled woman has to uncover her face under necessity. Then even if the Muslim women observe purdah, there will be non-Muslim women who will continue to move about unveiled. Thus, the Commandment to lower the gaze or restrain the eyes, does not necessarily presume existence of a custom allowing the women to move about with unveiled faces. It is incorrect factually because the custom of purdah which was introduced after the revelation of the Commandments in Surah Al-Ahzab included veiling of the face, and this is supported by a number of Traditions relating to the time of the Holy Prophet himself. Hadrat `A'ishah in her statement relating to the incident of the "slander", which has been narrated on the authority of reliable reporters, has said: "When I came back to the camp, and found that the caravan had left, I lay down and was ' overpowered by sleep. In the morning when Safwan bin Mu`attal passed that way he recognised me because he had seen me before the Commandment of purdah had been sent down. On recognising me he exclaimed: Inna lillahi wa inna ilaihi raji`un: `To Allah we belong and to Him we shall return'; and I awoke and covered my face with my sheet." (Bukhari, Muslim, Ahmad, Ibn Jarir, Ibn Hisham). Abu Da'ud contains an incident that when the son of Umm Khallad was killed in a battle, she came to the Holy Prophet to enquire about him and was wearing the veil as usual. It was natural to presume that on such a sad occasion one is liable to lose one's balance and ignore the restrictions of purdah. But when questioned she said, "I have certainly lost my son but not my modesty." Another Tradition in Abu Da'ud quoted on the authority of Hadrat `A'ishah relates that a woman handed an application to the Holy Prophet from behind a curtain. The Holy Prophet enquired: "Is it a man's hand or a woman's?" She replied that it was a woman's. Thereupon the Holy Prophet said: "If it is a woman's hand, the nails at least should have been coloured with henna!" As regards the two incidents relating to the occasion of Hajj, which we have mentioned above, they cannot be used as an argument to prove that the veil was not in vogue in the time of the Holy Prophet. This is because wearing of the veil is prohibited in the state of ihram. However, even in that state pious women did not like to uncover their faces before the other men. Hadrat `A'ishah has stated that during the Farewell Pilgrimage when they were moving towards Makkah in the state of ihram, the women would lower down their head sheets over their faces whenever the travellers passed by them, and would uncover their faces as soon as they had passed by. (Abu Da'ud).
(3) There are certain exceptions to the Command of lowering the gaze or restraining the look. These exceptions relate to occasions when it is really necessary to see a woman, for instance, when a man intends to marry her. It is not only permissible to see the woman in such a case but even commendable. Mughirah bin Shu'bah has stated,. "I wanted to marry in a certain family. The Holy Prophet asked me whether I had seen the girl or not. When 1 replied in the negative, he said: `Have a look at her; this will enhance harmonious relationship between you two'." (Ahmad, Tirmizi,
Nasa'i, Ibn Majah, Darimi). According to a Tradition related by Abu Hurairah, a man wanted to marry in a family of the Ansar. The Holy Prophet asked him to have a look at the girl, for the Ansar usually had a defect in their eyes. (Muslim, Nasa'i, Ahmad). According to Jabir bin 'Abdullah, the Holy Prophet said: "When a person from among you wants to marry a woman, he should have a look at her to satisfy himself that there is some quality in the woman which induces him to marry her. " (Ahmad, Abu Da'ud). According to another Tradition emanating from Abu Humaidah and quoted in Musnad Ahmad, the Holy Prophet said that there was no harm in such a procedure. He also permitted that the girl may be seen without her being aware of it. From this the jurists have concluded that there is no harm in looking at a woman when it is really necessary. For instance, there is no harm in looking at a suspect woman when investigating a crime, or in the judge's looking at a female witness, who appears in the court, or in the physician's looking at a female patient, etc.
(4) The intention of the Command to restrain the gaze also implies that no tnan or woman should look at the private parts of the other man or woman. The Holy Prophet has said: "No man should look at the satar of another man nor a woman at the sater of another woman." (Ahmad, Muslim, Abu Da'ud, Tirmizi). Hadrat 'Ali has quoted the Holy Prophet as saying: "Do not look at the thigh of another person, living or dead". (Abu Da'ud, Ibn Majah).
*30) "Guard their private parts": Abstain from illicit sexual gratification and from exposing their satar before others. For males, the satar is the part of the body from the navel to the knee, and it is not permissible to expose that pan of the body intentionally before anybody except one's own wife. (Daraqutni, Baihaqi). Hadrat Jarhad Aslami states that once he was sitting in the company of the Holy Prophet with his thigh exposed. The Holy Prophet said: "Do you not know that the thigh has to be kept concealed." (Tirmizi, Abu Da'ud, Mu'atta). Hadrat 'AIi reports that the Holy Prophet said: "Do not expose your thigh." (Abu Da'ud, Ibn Majah). Not only is the satar to be kept concealed before others but even when alone. The Holy Prophet has warned: "Beware, never remain naked, for with you are those (that is, the angels of goodness and mercy), who never leave you alone except when you ease yourself or you go to your wives. So feel shy of them and give them due respect. " (Tirmizi). According to another Tradition, the Holy Prophet said: "Guard your satar from everybody except from your wife and your slave-girl." The questioner asked, "Even when we are alone?" The Holy Prophet replied, "Yes, even when alone, for Allah has a greater right that you should feel shy of Him." (Abu Da'ud, Tirmizi, Ibn Majah).