- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعْمَٰلُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍۢ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمْ يَجِدْهُ شَيْـًٔا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥ ۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
- عربى - نصوص الآيات : والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه ۗ والله سريع الحساب
- عربى - التفسير الميسر : والذين كفروا بربهم وكذَّبوا رسله، أعمالهم التي ظنوها نافعة لهم في الآخرة، كصلة الأرحام وفك الأسرى وغيرها، كسراب، وهو ما يشاهَد كالماء على الأرض المستوية في الظهيرة، يظنه العطشان ماء، فإذا أتاه لم يجده ماء. فالكافر يظن أن أعماله تنفعه، فإذا كان يوم القيامة لم يجد لها ثوابًا، ووجد الله سبحانه وتعالى له بالمرصاد فوفَّاه جزاء عمله كاملا. والله سريع الحساب، فلا يستبطئ الجاهلون ذلك الوعد، فإنه لا بدَّ مِن إتيانه.
- السعدى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
هذان مثلان، ضربهما الله لأعمال الكفار في بطلانها وذهابها سدى وتحسر عامليها منها فقال: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا } بربهم وكذبوا رسله { أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ } أي: بقاع، لا شجر فيه ولا نبت.
{ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً } شديد العطش، الذي يتوهم ما لا يتوهم غيره، بسبب ما معه من العطش، وهذا حسبان باطل، فيقصده ليزيل ظمأه، { حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا } فندم ندما شديدا، وازداد ما به من الظمأ، بسبب انقطاع رجائه، كذلك أعمال الكفار، بمنزلة السراب، ترى ويظنها الجاهل الذي لا يدري الأمور، أعمالا نافعة، فيغره صورتها، ويخلبه خيالها، ويحسبها هو أيضا أعمالا نافعة لهواه، وهو أيضا محتاج إليها بل مضطر إليها، كاحتياج الظمآن للماء، حتى إذ قدم على أعماله يوم الجزاء، وجدها ضائعة، ولم يجدها شيئا، والحال إنه لم يذهب، لا له ولا عليه، بل { وجد اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ } لم يخف عليه من عمله نقير ولا قطمير، ولن يعدم منه قليلا ولا كثيرا، { وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } فلا يستبطئ الجاهلون ذلك الوعد، فإنه لا بد من إتيانه، ومثلها الله بالسراب الذي بقيعة، أي: لا شجر فيه ولا نبات، وهذا مثال لقلوبهم، لا خير فيها ولا بر، فتزكو فيها الأعمال وذلك للسبب المانع، وهو الكفر.
- الوسيط لطنطاوي : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
وبعد تلك الصورة المشرقة التى بينها - سبحانه - لمن هداهم لنوره ، أتبع ذلك بضرب مثلين لأعمال الكفار ، فقال - تعالى - : ( والذين كفروا أَعْمَالُهُمْ . . . ) .
قال الآلوسى : قوله - تعالى - ( والذين كفروا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ ) عطف على ما قبله ، من باب عطف القصة على القصة ، أو على مقدر ينساق إليه ما قبله ، كأنه قيل : الذين آمنوا أعمالهم حالا ومآلا كما وصف والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة .
والمراد بأعمالهم هنا : الأعمال الصالحة التى كانوا يعملونها فى الدنيا كالإحسان إلى الفقراء ، وصلة الأرحام وما يشبه ذلك .
والسراب : هو الشعاع الذى يتراءى للناظر من بعيد كأنه ماء . ويكون ذلك فى وسط النهار عند اشتداد الحر ، فى الأماكن الواسعة ، وسمى سرابا لأنه يرى من بعيد يتسرب فوق الأرض كأنه ماء ، مع أنه ليس بماء ولا غيره .
والباء فى قوله ( بِقِيعَةٍ ) بمعنى فى . والقيعة : جمع قاع وهو ما انبسط واتسع من الأرض . دون أن يكون فيه زرع ، وفوقه يتراءى السراب . والجار والمجرور متعلق بمحذوف ، صفة للسراب .
أى : والذين كفروا بالحق لما جاءهم : أعمالهم الصالحة فى الدنيا التى يتوقعون الخير من ورائها ، تكون بالنسبة لهم يوم القيامة ، كسراب كائن فى صحراء واسعة ، " يحسبه الظمآن ماء " .
أى : يظن الشخص الذى اشتد به العطش أنه ماء .
وخص - سبحانه - هذا الحسبان بالظمآن ، مع أن كل من يراه يظنه ماء لأن هذا الذى اشتد به العطش أشد حرصا على طلبه من غيره ، فالتشبيه به أتم وأكمل .
و " حتى " فى قوله - سبحانه - : ( حتى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ) غاية لمحذوف ، والتقدير : هذا السراب يظنه الظمآن ماء فيسرع نحوه ، حتى إذا ما وصل إليه ، لم يجد ما حسبه ماء وعلق عليه آماله شيئا أصلا ، لا ماء ولا غيره .
فأنت ترى أن الله - تعالى - قد شبه ما يعمله الكافرون من أعمال البر فى الدنيا ، التى يظنونها نافعة لهم - شبه هذه الأعمال من حيث خيبة أملهم فيها بسراب يحسبه الظمآن ماء ، فيذهب إليه ليروى عطشه ، فإذا ما وصل إليه لم يجده شيئا ، فيخيب أمله ، وتشتد حسرته .
قال الإمام الرازى : فإن قيل : قوله : " حتى إذا جاءه " يدل على كونه شيئا ، وقوله : " لم يجده شيئا " مناقض له؟
قلنا : الجواب عنه من وجوه ثلاثة : الأول : المراد معناه أنه لم يجد شيئا نافعا ، كما يقال : فلان ما عمل شيئا وإن كان قد اجتهد الثانى : حتى إذا جاءه أى : جاء موضع السراب لم يجد السراب شيئا ، فاكتفى بذكر السراب عن ذكر موضعه . الثالث : الكناية للسراب ، لأن السراب يرى من بعيد بسبب الكثافة كأنه ضباب وهباء ، وإذا قرب منه رق وانتثر وصار كالهواء .
وقوله - سبحانه - : ( وَوَجَدَ الله عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ) معطوف على جملة " لم يجده " فهو داخل التشبيه أى : ووجد الظمآن حكم الله - تعالى - وقضاءه فيه عند السراب ، فوفاه - سبحانه - حسابه الذى يستحقه كاملا غير منقوص .
وفى هذه الجملة الكريمة من التصوير المرعب للكافر ما فيها . حيث شبهته بالظمآن الذى ذهب مسرعا ليروى ظمأه مما ظنه ماء فلما وصل إليه لم يجد ماء ، وإنما وجد الله - تعالى - الذى كفر به وجحد وحدانيته - عنده ، فوفاه حسابه الذى يستحقه من العذاب بدلا من وجود الماء الذى أتعب نفسه فى السعى إليه .
" والله " - تعالى - " سريع الحساب " ، لأنه لا يشغله حساب عن حساب ولا عمل عن عمل ، بل حساب الناس جميعا عنده - عز وجل - كحساب النفس الواحدة .
- البغوى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ) " السراب " الشعاع الذي يرى نصف النهار عند شدة الحر في البراري ، يشبه الماء الجاري على الأرض يظنه من رآه ماء ، فإذا قرب منه انفش فلم ير شيئا و " الآل " ما ارتفع من الأرض ، وهو شعاع يرى بين السماء والأرض بالغدوات شبه الملاءة يرفع فيه الشخوص يرى فيه الصغير كبيرا والقصير طويلا و " الرقراق " يكون بالعشايا ، وهو ما ترقرق من السراب ، أي جاء وذهب . و " القيعة " : جمع القاع وهو المنبسط الواسع من الأرض ، وفيه يكون السراب ، ( يحسبه الظمآن ) أي : يتوهمه العطشان ، ( ماء حتى إذا جاءه ) أي : جاء ما قد رأى أنه ماء . وقيل : جاء موضع السراب ، ( لم يجده شيئا ) على ما قدره وحسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله نافعه فإذا أتاه ملك الموت واحتاج إلى عمله لم يجد عمله أغنى منه شيئا ولا نفعه . ( ووجد الله عنده ) أي : عند عمله ، أي : وجد الله بالمرصاد . وقيل : قدم على الله ، ( فوفاه حسابه ) أي جزاء عمله ، ( والله سريع الحساب )
- ابن كثير : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
هذان مثلان ضربهما الله تعالى لنوعي الكفار ، كما ضرب للمنافقين في أول " البقرة " مثلين ناريا ومائيا ، وكما ضرب لما يقر في القلوب من الهدى والعلم في سورة " الرعد " مثلين مائيا وناريا ، وقد تكلمنا على كل منها في موضعه بما أغنى عن إعادته ، ولله الحمد والمنة .
فأما الأول من هذين المثلين : فهو للكفار الدعاة إلى كفرهم ، الذين يحسبون أنهم على شيء من الأعمال والاعتقادات ، وليسوا في نفس الأمر على شيء ، فمثلهم في ذلك كالسراب الذي يرى في القيعان من الأرض عن بعد كأنه بحر طام . والقيعة : جمع قاع ، كجار وجيرة . والقاع أيضا : واحد القيعان ، كما يقال : جار وجيران . وهي : الأرض المستوية المتسعة المنبسطة ، وفيه يكون السراب ، وإنما يكون ذلك بعد نصف النهار . وأما الآل فإنما يكون أول النهار ، يرى كأنه ماء بين السماء والأرض ، فإذا رأى السراب من هو محتاج إلى الماء ، حسبه ماء فقصده ليشرب منه ، فلما انتهى إليه ( لم يجده شيئا ) ، فكذلك الكافر يحسب أنه قد عمل عملا وأنه قد حصل شيئا ، فإذا وافى الله يوم القيامة وحاسبه عليها ، ونوقش على أفعاله ، لم يجد له شيئا بالكلية قد قبل ، إما لعدم الإخلاص ، وإما لعدم سلوك الشرع ، كما قال تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) [ الفرقان : 23 ] .
وقال هاهنا : ( ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) . وهكذا روي عن أبي بن كعب ، وابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة وغير واحد .
وفي الصحيحين : أنه يقال يوم القيامة لليهود : ما كنتم تعبدون؟ فيقولون : كنا نعبد عزير ابن الله . فيقال : كذبتم ، ما اتخذ الله من ولد ، ماذا تبغون؟ فيقولون : أي ربنا ، عطشنا فاسقنا . فيقال : ألا ترون؟ فتمثل لهم النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا ، فينطلقون فيتهافتون فيها .
- القرطبى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
قوله تعالى : والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب
قوله تعالى : والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة لما ضرب مثل المؤمن ضرب مثل الكافر . قال مقاتل : نزلت في شيبة بن ربيعة بن عبد شمس ، كان يترهب متلمسا للدين ، فلما خرج - صلى الله عليه وسلم - كفر . أبو سهل : في أهل الكتاب . الضحاك : في أعمال الخير للكافر ؛ كصلة الرحم ونفع الجيران . ( والسراب ) : ما يرى نصف النهار في اشتداد الحر ، كالماء في المفاوز يلتصق بالأرض . والآل الذي يكون ضحا كالماء إلا أنه يرتفع عن الأرض حتى يصير كأنه بين الأرض والسماء . وسمي السراب سرابا لأنه يسرب أي يجري كالماء . ويقال : سرب الفحل أي مضى وسار في الأرض . ويسمى الآل أيضا ، ولا يكون إلا في البرية والحر فيغتر به العطشان . قال الشاعر :
فكنت كمهريق الذي في سقائه لرقراق آل فوق رابية صلد
وقال آخر :
فلما كففنا الحرب كانت عهودهم كلمع سراب بالفلا متألق
وقال امرؤ القيس :
ألم أنض المطي بكل خرق أمق الطول لماع السراب
والقيعة جمع القاع ؛ مثل جيرة وجار ؛ قاله الهروي ، وقال أبو عبيدة : قيعة وقاع واحد ؛ حكاه النحاس . والقاع ما انبسط من الأرض واتسع ولم يكن فيه نبت ، وفيه يكون السراب . وأصل القاع الموضع المنخفض الذي يستقر فيه الماء ، وجمعه قيعان . قال الجوهري : والقاع المستوي من الأرض ؛ والجمع أقوع ، وأقواع ، وقيعان ، صارت الواو ياء لكسر ما قبلها ؛ والقيعة مثل القاع ، وهو أيضا من الواو . وبعضهم يقول : هو جمع . يحسبه الظمآن أي العطشان ماء أي يحسب السراب ماء . حتى إذا جاءه لم يجده شيئا مما قدره ، ووجد أرضا لا ماء فيها . وهذا مثل ضربه الله تعالى للكفار ، يعولون على ثواب أعمالهم فإذا قدموا على الله تعالى وجدوا ثواب أعمالهم محبطة بالكفر ؛ أي لم يجدوا شيئا كما لم يجد صاحب السراب إلا أرضا لا ماء فيها ؛ فهو يهلك أو يموت . ووجد الله عنده أي وجد الله بالمرصاد . فوفاه حسابه أي جزاء عمله . قال امرؤ القيس :
فولى مدبرا يهوي حثيثا وأيقن أنه لاقى الحسابا
وقيل : وجد وعد الله بالجزاء على عمله . وقيل : وجد أمر الله عند حشره ؛ والمعنى متقارب . وقرئ ( بقيعات ) . المهدوي : ويجوز أن تكون الألف مشبعة من فتحة العين . ويجوز أن تكون مثل رجل عزة وعزهاة ، للذي لا يقرب النساء . ويجوز أن يكون جمع قيعة ، ويكون على هذا بالتاء في الوصل والوقف . وروي عن نافع ، وأبي جعفر ، وشيبة ( الظمان ) بغير همز ، والمشهور عنهما الهمز ؛ يقال : ظمئ يظمأ ظمأ فهو ظمآن ، وإن خففت الهمزة قلت الظمان وقوله : ( والذين كفروا ) ابتداء ، ( أعمالهم ) ابتداء ثان . والكاف من ( كسراب ) الخبر ، والجملة خبر عن الذين . ويجوز أن تكون ( أعمالهم ) بدلا من ( الذين كفروا ) ؛ أي وأعمال الذين كفروا كسراب ، فحذف المضاف .
- الطبرى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
وهذا مثل ضربه الله لأعمال أهل الكفر به، فقال: والذين جحدوا توحيد ربهم وكذّبوا بهذا القرآن، وبمن جاء به مَثَلُ أعمالهم التي عملوها( كسراب ) يقول: مثل سراب، والسراب ما لصق بالأرض، وذلك يكون نصف النهار، وحين يشتدّ الحرّ والآل، ما كان كالماء بين السماء والأرض، وذلك يكون أوّل النهار، يرفع كلّ شيء ضحى. وقوله: ( بقيعة ) وهي جمع قاع، كالجيرة جمع جار، والقاع: ما انبسط من الأرض واتسع، وفيه يكون السراب. وقوله: ( يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً ) يقول: يظن العطشان من الناس السراب ماء ( حَتَّى إِذَا جَاءَهُ ) والهاء من ذكر السراب، والمعنى: حتى إذا جاء الظمآنُ السرابَ ملتمسا ماءً، يستغيث به من عطشه ( لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) يقول: لم يجد السراب شيئا، فكذلك الكافرون بالله من أعمالهم التي عملوها في غرور، يحسبون أنها منجيتهم عند الله من عذابه، كما حسب الظمآن الذي رأى السراب فظنه ماء يُرويه من ظمئه، حتى إذا هلك وصار إلى الحاجة إلى عمله الذي كان يرى أنه نافعه عند الله، لم يجده ينفعه شيئا; لأنه كان عمله على كفر بالله، ووجد الله، هذا الكافرُ عند هلاكه بالمرصاد، فوفاه يوم القيامة حساب أعماله التي عملها في الدنيا، وجازاه بها جزاءه الذي يستحقه عليه منه.
فإن قال قائل: وكيف قيل: ( حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) فإن لم يكن السراب شيئا، فعلام أدخلت الهاء في قوله: ( حَتَّى إِذَا جَاءَهُ ) ؟ قيل: إنه شيء يرى من بعيد كالضباب، الذي يرى كثيفا من بعيد، والهباء، فإذا قرب منه المرء، رقّ وصار كالهواء. وقد يحتمل أن يكون معناه حتى إذا جاء موضع السراب؛ لم يجد السراب شيئا، فاكتفى بذكر السراب من ذكر موضعه، ( وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) يقول والله سريع حسابه; لأنه تعالى ذكره لا يحتاج إلى عقد أصابع، ولا حفظ بقلب، ولكنه عالم بذلك كله قبل أن يعمله العبد، ومن بعد ما عمله.
وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبيّ بن كعب، قال: ثم ضرب مثلا آخر، فقال: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) قال: وكذلك الكافر يجيء يوم القيامة، وهو يحسب أن له عند الله خيرا فلا يجد، فيُدخله النار.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي جعفر الرازي، عن أبي العالية، عن أُبيّ بن كعب، بنحوه.
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) يقول: الأرض المستوية.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) ... إلى قوله: ( وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) قال: هو مثل ضربه الله لرجل عطش فاشتدّ عطشه، فرأى سرابا فحسبه ماء، فطلبه وظنّ أنه قد قدر عليه، حتى أتاه، فلما أتاه لم يجده شيئا، وقبض عند ذلك، يقول الكافر كذلك، يحسب أن عمله مغن عنه، أو نافعه شيئا، ولا يكون آتيًا على شيء حتى يأتيه الموت، فإذا أتاه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئا، ولم ينفعه إلا كما نفع العطشانَ المشتدّ إلى السرابِ.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن. قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) قال: بقاعٍ من الأرض، والسراب: عمله، زاد الحارث في حديثه عن الحسن: والسراب: عمل الكافر ( إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) إتيانه إياه: موته، وفراقه الدنيا( وَوَجَدَ اللَّهَ ) عند فراقه الدنيا، ( فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ).
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قَتَادة، في قوله: ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) قال: بقيعة من الأرض ( يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً ) هو مثل ضربه الله لعمل الكافر، يقول: يحسب أنه في شيء، كما يحسب هذا السراب ماء ( حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) وكذلك الكافر إذا مات لم يجد عمله شيئا( وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ).
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا ) ... إلى قوله: ( وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ ) قال: هذا مثل ضربه الله للذين كفروا( أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) قد رأى السراب، ووثق بنفسه أنه ماء، فلما جاءه لم يجده شيئا، قال: وهؤلاء ظنوا أن أعمالهم صالحة، وأنهم سيرجعون منها إلى خير، فلم يرجعوا منها إلا كما رجع صاحب السراب، فهذا مثل ضربه الله جلّ ثناؤه، وتقدّست أسماؤه.
- ابن عاشور : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)
إلى قوله : { ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب } [ النور : 36 38 ] أعقب ذلك بضده من حال أعمال الكافرين التي يحسبونها قربات عند الله تعالى وما هي بمغنية عنهم شيئاً على عادة القرآن في إرداف البشارة بالنذارة ، وعكس ذلك كقوله : { ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات } [ آل عمران : 197 ، 198 ] الخ فعطْف حال أعمال الكافرين عطف القصة على القصة . ولعل المشركين كانوا إذا سمعوا ما وعد الله به المؤمنين من الجزاء على الأعمال الصالحة يقولون : ونحن نعمر المسجد الحرام ونطوف ونطعم المسكين ونسقي الحاج ونقري الضيف . كما أشار إليه قوله تعالى : { أجعلتم سقاية الحج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر } [ التوبة : 19 ] يعدون أعمالاً من أفعال الخير فكانت هذه الآيات إبطالاً لحسبانهم ، قال تعالى : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً } [ الفرقان : 23 ] وقد أعلمناك أن هذه السورة نزل أكثرها عقب الهجرة وذلك حين كان المشركون يتعقبون أخبار المسلمين في مهاجرهم ويتحسسون ما نزل من القرآن .
والجملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً . { والذين كفروا } مبتدأ وخبره جملة : { أعمالهم كسراب } الخ . وجعل المسند إليه ما يدل على ذوات الكافرين ثم بُني عليه مسند إليه آخر وهو { أعمالهم } . ولم يُجعل المسند إليه أعمال الذين كفروا من أول وهلة لما في الافتتاح بذكر الذين كفروا من التشويق إلى معرفة ما سيذكر من شؤونهم ليتقرر في النفس كمال التقرر وليظهر أن للذين كفروا حظاً في التمثيل بحيث لا يكون المشبه أعمالهم خاصة .
وفي الإتيان بالموصول وصلته إيماء إلى وجه بناء الخبر . وهو أنه من جزاء كفرهم بالله . على أنه قد يكون عنوان الذين كفروا قد غلب على المشركين من أهل مكة فيكون افتتاح الكلام بهذا الوصف إشارة إلى أنه إبطال لشيء اعتقده الذين كفروا . فتشبيه الكافرين وأعمالهم تشبيه تمثيلي : شبهت حالة كدهم في الأعمال وحرصهم على الاستكثار منها مع ظنهم أنها تقربهم إلى رضى الله ثم تبيّن أنها لا تجديهم بل يلقون العذاب في وقت ظنهم الفوز : شبه ذلك بحالة ظمئان يرى السراب فيحسبه ماء فيسعى إليه فإذا بلغ المسافة التي خال أنها موقع الماء لم يجد ماء ووجد هنالك غريماً يأسره ويحاسبه على ما سلف من أعماله السيئة .
واعلم أن الحالة المشبهة مركبة من محسوس ومعقول والحالة المشبه بها حالة محسوسة . أي داخلة تحت إدراك الحواس .
والسراب : رطوبة كثيفة تصعد على الأرض ولا تعلو في الجو تنشأ من بين رطوبة الأرض وحرارة الجو في المناطق الحارة الرملية فيلوح من بعيد كأنه ماء .
وسبب حدوث السراب اشتداد حرارة الرمال في أرض مستوية فتشتد حرارة طبقة الهواء الملاصقة للرمل وتحرُّ الطبقة الهوائية التي فوقها حَرّاً أقل من حرارة الطبقة الملاصقة . وهكذا تتناقص الحرارة في كل طبقة من الهواء عن حرارة الطبقة التي دونها . وبذلك تزداد كثافة الهواء بزيادة الارتفاع عن سطح الأرض . وبحرارة الطبقة السفلى التي تلي الأرض تحدث فيها حركات تموجية فيصعد جزء منها إلى ما فوقها من الطبقات وهكذا . . فتكون كل طبقة أكثف من التي تحتها . فإذا انعكس على تلك الأشعة نور الجو من قرب طلوع الشمس إلى بقية النهار تكيّفت تلك الأشعة بلون الماء . ففي أول ظهور النور يلوح السراب كأنه الماء الراكد أو البحر وكلما اشتد الضياء ظهر في السراب ترقرق كأنه ماء جار .
ثم قد يطلق السراب على هذا الهواء المتموج في سائر النهار من الغدوة إلى العصر . وقد يخص ما بين أول النهار إلى الضحى باسم الآل ثم سَراب . وعلى هذا قول أكثر أهل اللغة والعرب يتسامحون في إطلاق أحد اللفظين مكان الآخر ، وقد شاهدته في شهر نوفمبر فيما بين الفجر وطلوع الشمس بمقربة من موضع يقال له : أم العرائس من جهات توزر ، وأنا في قطار السكة الحديدية فخلت في أول النظر أنا أشرفنا على بحر .
وقوله : { بقيعة } الباء بمعنى في . و ( قيعة) أرض ، والجار والمجرور وصف { لسراب } وهو وصف كاشف لأن السراب لا يتكون إلا في قيعة . وهذا كقولهم في المثل للذليل «هو فَقع في قرقر» فإن الفقع لا ينبت إلا في قرقر . والقيعة : الأرض المنبسطة ليس فيها رُبّى ويُرادفها القاعة . وقيل قيعة جمع قاع مثل جيرة جمع جار ، ولعله غلب لفظ الجمع فيه حتى ساوى المفرد .
وقوله : { يحسبه الظمآن ماء } يفيد وجه الشبه ويتضمن أحد أركان التمثيل وهو الرجل العطشان وهو مشابه الكافر صاحب العمل .
و { حتى } ابتدائية فهي بمعنى فاء التفريع . ومجيء الظمآن إلى السراب يحصل بوصوله إلى مسافة كان يقدرها مبدأ الماء بحسب مرأى تخيله ، كأن يحدده بشجرة أو صخرة . فلما بلغ إلى حيث توهم وجود الماء لم يجد الماء فتحقق أن ما لاح له سراب . فهذا معنى قوله : { حتى إذا جاءه } ، أي إذا جاء الموضع الذي تخيّل أنه إن وصل إليه يجد ماء . وإلا فإن السراب لا يزال يلوح له على بُعد كلما تقدم السائر في سيره . فضرب ذلك مثلاً لقرب زمن إفضاء الكافر إلى عمله وقت موته حين يرى مقعده أو في وقت الحشر .
وقوله : { لم يجده شيئاً } أي لم يجد ما كان يخيل إلى عينه أنه ماء لم يجده شيئاً .
والشيء : هو الموجود وجوداً معلوماً للناس ، والسراب موجود ومرئي ، فقوله : { شيئاً } أي شيئاً من ماء بقرينة المقام .
وهذا التمثيل كقوله تعالى : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً } [ الفرقان : 23 ] .
و ( إذا) هنا ظرف مجرد عن الشرطية . والمعنى : زمن مجيئه إلى السراب ، أي وصوله إلى الموضع .
وقوله : { ووجد الله عنده } هو من تمام التمثيل ، أي لم يجد الماء ووجد في مظنة الماء الذي ينتفع به وجد مَنْ إن أخذ بناصيته لم يفلته ، أي هو عند ظنه الفوز بمطلوبه فاجأه من يأخذه للعذاب ، وهو معنى قوله : { فوفاه حسابه } أي أعطاه جزاء كفره وافياً . فمعنى { فوفاه } أنه لا تخفيف فيه ، فهو قد تعب ونصب في العمل فلم يجد جزاء إلا العذاب بمنزلة من ورد الماء للسقي فوجد من له عنده تِرة فأخذه .
وجملة : { والله سريع الحساب } تذييل . والسريع : ضد البطيء . والمعنى : أنه لا يماطل الحساب ولا يؤخره عند حلول مقتضيه ، فهو عام في حساب الخير والشر ولذلك كان تذييلاً .
واعلم أن هذا التمثل العجيب صالح لتفريق أجزائه في التشبيه بأن ينحل إلى تشبيهات واستعارات . فأعمال الكافرين شبيهة بالسراب في أن لها صورة الماء وليست بماء ، والكافر يشبه الظمآن في الاحتياج إلى الانتفاع بعمله . ففي قوله : { يحسبه الظمآن } استعارة مصرحة ، وخيبة الكافر عند الحساب تشبه خيبة الظمآن عند مجيئه السراب ففيه استعارة مصرحه ، ومفاجأة الكافر بالأخذ والعتْل من جند الله أو بتكوين الله تشبه مفاجأة من حسب أنه يبلغ الماء للشراب فبلغ إلى حيث تحقق أنه لا ماء فوجد عند الموضع الذي بلغه من يترصد له لأخذه أو أسره . فهنا استعارة مكنية إذ شبه أمر الله أو ملائكتِه بالعدوّ ، ورمز إلى العدو بقوله : { فوفاه حسابه } . وتعدية فعل { وجد } إلى اسم الجلالة على حذف مضاف هي تعدية المجاز العقلي .
- إعراب القرآن : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
«وَالَّذِينَ» الواو استئنافية واسم الموصول مبتدأ «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «أَعْمالُهُمْ» مبتدأ والهاء مضاف اليه «كَسَرابٍ» متعلقان بالخبر المحذوف والجملة خبر الذين وجملة الذين وخبرها مستأنفة «بِقِيعَةٍ» متعلقان بصفة لسراب «يَحْسَبُهُ» مضارع ومفعوله الأول «الظَّمْآنُ» فاعل «ماءً» مفعول به ثان والجملة صفة ثانية لسراب «حَتَّى» حرف غاية وجر «إِذا» ظرف يتضمن معنى الشرط «جاءَهُ» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة مضاف إليه «لَمْ يَجِدْهُ» لم حرف جازم ومضارع مجزوم والهاء مفعول به أول وفاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «شَيْئاً» مفعول به ثان «وَوَجَدَ اللَّهَ» الواو عاطفة وماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة معطوفة «عِنْدَهُ» ظرف مكان متعلق بوجد والهاء مضاف إليه «فَوَفَّاهُ حِسابَهُ» الفاء عاطفة وماض ومفعوله وفاعله مستتر وحسابه مفعوله الثاني والهاء مضاف إليه «وَاللَّهُ سَرِيعُ» الواو استئنافية ومبتدأ وخبر «الْحِسابِ» مضاف إليه والجملة استئنافية
- English - Sahih International : But those who disbelieved - their deeds are like a mirage in a lowland which a thirsty one thinks is water until when he comes to it he finds it is nothing but finds Allah before Him and He will pay him in full his due; and Allah is swift in account
- English - Tafheem -Maududi : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ(24:39) (On the other hand,) the deeds of those who disbelieved, *70 maybe likened to a mirage in a waterless desert, which the thirsty one took for water; but when he reached there he found nothing to drink; nay, he found there Allah Who settled his full account, and Allah is very swift at reckoning. *71
- Français - Hamidullah : Quant à ceux qui ont mécru leurs actions sont comme un mirage dans une plaine désertique que l'assoiffé prend pour de l'eau Puis quand il y arrive il s'aperçoit que ce n'était rien; mais y trouve Allah qui lui règle son compte en entier car Allah est prompt à compter
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Die Werke derjenigen aber die ungläubig sind sind wie eine Luftspiegelung in einer Ebene die der Durstige für Wasser hält Wenn er dann dorthin kommt findet er daß es nichts ist; aber er findet Allah da Der ihm dann seine Abrechnung in vollem Maß zukommen läßt Allah ist schnell im Abrechnen
- Spanish - Cortes : Las obras de los infieles son como espejismo en una llanura el muy sediento cree que es agua hasta que llegado allá no encuentra nada Sí encontrará en cambio a Alá junto a sí y Él le saldará su cuenta Alá es rápido en ajustar cuentas
- Português - El Hayek : Quanto aos incrédulos as suas ações são como uma miragem no deserto; o sedento crerá ser água e quando seaproximar dela não encontrará coisa alguma Porém verá ante ele Deus que lhe pedirá contas porque Deus é Expedito nocômputo
- Россию - Кулиев : А деяния неверующих подобны мареву в пустыне которое жаждущий принимает за воду Когда он подходит к нему то ничего не находит Он находит вблизи себя Аллаха который воздает ему сполна по его счету Аллах скор в расчете
- Кулиев -ас-Саади : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
А деяния неверующих подобны мареву в пустыне, которое жаждущий принимает за воду. Когда он подходит к нему, то ничего не находит. Он находит вблизи себя Аллаха, Который воздает ему сполна по его счету. Аллах скор в расчете.Деяния тех, кто не уверовал в своего Господа и Его посланников, подобны пустынной местности, в которой нет ни деревьев, ни другой растительности. Жаждущий принимает их за воду, потому что из-за сильной жажды человек представляет себе то, что никогда не придет ему на ум при иных обстоятельствах. Он надеется утолить жажду, но его предположения оказываются ошибочными. Когда он подходит ближе к мареву, то его постигает величайшее разочарование. Он теряет надежду, и от этого его жажда еще больше усиливается. Деяния неверующих также подобны мареву. Невежественный человек, который не осведомлен об истинной сути вещей, считает, что эти деяния могут принести ему пользу. Он обольщается внешней стороной своих поступков, строит ошибочные предположения и надеется на то, что его поступки помогут ему достичь желаемого. Он нуждается в удовлетворении своих желаний так, как жаждущий путник нуждается в воде. Но наступит День воздаяния, и неверующий окажется лицом к лицу со своими деяниями и увидит, что все они пропадут даром. Все, на что он рассчитывал, бесследно исчезнет и не принесет ему ни вреда, ни пользы. И тогда он окажется один на один с Аллахом, Который потребует от него полной расплаты. Ему известен каждый поступок человека, даже если он величиной с бороздку на финиковой косточке или кожицу, отделяющую косточку финика от мякоти. Ни малые, ни великие поступки не сокрыты от Аллаха, Который скор на расплату. Пусть же невежественные грешники не думают, что эта угроза бесконечно далека от них, потому что она непременно сбудется. Таким образом, в первой притче Аллах уподобил деяния неверующих мареву в пустынной местности, в которой нет ни деревьев, ни другой растительности. И это сравнение справедливо, ибо в сердцах неверующих действительно нет добра и благочестия, из которых произрастают праведные деяния. Причиной этого является укоренившееся в их сердцах неверие. Затем Всевышний привел вторую притчу о порочности и тщетности деяний неверующих и сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : İnkar edenlerin işleri engin çöllerdeki serap gibidir Susayan kimse onu su zanneder fakat oraya geldiğinde hiçbir şey bulamaz Orada Allah'ı bulur ve O da hesabını görür Allah hesabı çabuk görendir
- Italiano - Piccardo : Quanto a coloro che sono miscredenti le loro opere sono come un miraggio in una piana desertica che l'assetato scambia per acqua e poi quando vi giunge non trova nulla; anzi nei pressi trova Allah che gli salda il conto Allah è rapido al conto
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی که ڕێبازی کوفریان گرتۆته بهر کردهوهکانیان وهك تراویلکهو سهرابێك وایه له بیابانێکدا بریسکه بداتهوه کهسێکی تینوو وا بزانێت ئاوه بهتاڵوکه بۆی بچێت ههتا کاتێك گهیشته لای دهبینێت هیچ نیه ئهوسا کاتێك بهخۆی دهزانێت ژیانی کۆتایهو قیامهت بهرپا بووه خوایش ئامادهیه لهلایدا به گوێرهی کردهوهی موحاسهبهی دهکات و لێی دهپرسێتهوه خوایش به خێرایی لێ پرسینهوه ئهنجام دهدات
- اردو - جالندربرى : جن لوگوں نے کفر کیا ان کے اعمال کی مثال ایسی ہے جیسے میدان میں ریت کہ پیاسا اسے پانی سمجھے یہاں تک کہ جب اس کے پاس ائے تو اسے کچھ بھی نہ پائے اور خدا ہی کو اپنے پاس دیکھے تو وہ اسے اس کا حساب پورا پورا چکا دے۔ اور خدا جلد حساب کرنے والا ہے
- Bosanski - Korkut : A djela nevjernika su kao varka u ravnici u kojoj žedan vidi vodu ali kad do tog mjesta dođe ništa ne nađe – a zateći će da ga čeka kraj njega Allahova kazna i On će mu potpuno isplatiti račun njegov jer Allah veoma brzo obračunava –
- Swedish - Bernström : Men de som förnekar sanningen vad de [tror sig ha] åstadkommit är som en hägring i öknen som den törstige uppfattar som vatten till dess han når fram och inte finner något vatten Men där helt nära finner han Gud [som han förnekade och] som skall ge honom hans fulla lön Gud är snar att kalla till räkenskap
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan orangorang kafir amalamal mereka adalah laksana fatamorgana di tanah yang datar yang disangka air oleh orangorang yang dahaga tetapi bila didatanginya air itu dia tidak mendapatinya sesuatu apapun Dan didapatinya ketetapan Allah disisinya lalu Allah memberikan kepadanya perhitungan amalamal dengan cukup dan Allah adalah sangat cepat perhitunganNya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
(Dan orang-orang yang kafir amal-amal mereka adalah laksana fatamorgana di tanah yang datar) lafal Qii'ah adalah bentuk jamak dari lafal Qaa'un, yakni padang sahara yang datar. Yang dimaksud dengan lafal Saraabun adalah pemandangan yang tampak di kala matahari sedang terik-teriknya yang rupanya mirip seperti air yang mengalir, atau lazim disebut fatamorgana (ia disangka) diduga (oleh orang yang kehausan) yaitu orang yang dahaga (air, tetapi bila didatanginya air itu dia tidak mendapatinya sesuatu apa pun) apa yang disangkanya itu, demikian pula halnya orang kafir, ia menduga bahwa amal kebaikannya seperti sedekah, yang ia sangka bermanfaat bagi dirinya, tetapi bila ia mati kemudian ia menghadap kepada Rabbnya, maka ia tidak mendapati amal kebaikannya itu. Atau dengan kata lain amalnya itu tidak memberi manfaat kepada dirinya. (Dan ia mendapatkan Allah di sisinya) yakni di sisi amalnya (lalu Allah memberikan kepadanya perhitungan amal-amal dengan cukup) Allah memberikan balasan amal perbuatannya itu hanya di dunia (dan Allah adalah sangat cepat perhitungan-Nya) di dalam memberikan balasan-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা কাফের তাদের কর্ম মরুভুমির মরীচিকা সদৃশ যাকে পিপাসার্ত ব্যক্তি পানি মনে করে। এমনকি সে যখন তার কাছে যায় তখন কিছুই পায় না এবং পায় সেখানে আল্লাহকে অতঃপর আল্লাহ তার হিসাব চুকিয়ে দেন। আল্লাহ দ্রুত হিসাব গ্রহণকারী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அன்றியும் எவர்கள் காஃபிராக இருக்கிறார்களோ அவர்களுடைய செயல்கள் பாலைவனத்தில் தோற்றமளிக்கும் கானல் நீரைப் போலாகும்; தாகித்தவன் அதைத் தண்ணீரென்றே எண்ணுகிறான் எது வரையெனில் அதற்கு அருகில் அவன் வரும் பொழுது ஒரு பொருளையும் அங்கே காணமாட்டானே அது வரை ஆனால் அங்கு அவன் அல்லாஹ் அவனுக்கு விதித்திருக்கும் முடிவையே காண்கின்றான்; அதன் படி அல்லாஹ் அவன் கணக்கைத் தீர்க்கிறான்; மேலும் அல்லாஹ் கணக்குத் தீர்ப்பதில் துரிதமானவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธานั้น การงานของพวกเขาเปรียบเสมือนภาพลวงตาในที่ราบโล่งเตียน คนกระหายน้ำคิดว่ามันเป็นแอ่งน้ำ เมื่อเขามาถึงมันเขาจะไม่พบสิ่งใดเลย แต่เขาได้พบอัลลอฮ์ทรงอยู่ประจันหน้าเขา แล้วพระองค์ทรงตอบแทนบัญชีการงานของเขาอย่างครบครัน และอัลลอฮ์นั้นทรงเป็นผู้รีบเร่งในการตอบแทน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Куфр келтирганларнинг амаллари саҳродаги саробга ўхшайдир Чанқоқ одам уни сув деб ҳисоблайдир Қачонки унинг олдига келса ҳеч нарсани топмас Ва у олдида Аллоҳни топур Бас У зот унинг ҳисобини тўлиқ қилур Аллоҳ ўта тез ҳисоб қилгувчидир Ушбу ояти каримада Аллоҳ таолонинг нуридан маҳрум бўлган кофир ва мунофиқларнинг ҳоли ажойиб услуб ила васф этилмоқда Ўзлари чанқоқ одамга амаллари эса саҳродаги саробга ўхшатилмоқда Мунофиқлар ҳам бу дунёда ўзларича у қилдимбу қилдим деб амалларини санаб яхшияхши умидлар билан охират томон кетаверадилар Қиёмат қоим бўлиб манзилга етганларида эса ҳеч нарса топмайдилар Қилган амалимизнинг савобини топамиз деб борган жойларида Аллоҳни топадилар ва Аллоҳ уларни бекаму кўст ҳисобкитоб қилади
- 中国语文 - Ma Jian : 不信道者的善功恰如沙漠里的蜃景,口渴者以为那里有水, 等到他来到有蜃景的地方时,没有发现什么,却发现真主在那里。 真主就把他的帐目完全交给他,真主是清算神速的。
- Melayu - Basmeih : Dan orangorang yang kafir pula amalamal mereka adalah umpama riak sinaran panas di tanah rata yang disangkanya air oleh orang yang dahaga lalu ia menuju ke arahnya sehingga apabila ia datang ke tempat itu tidak didapati sesuatu pun yang disangkanya itu; demikianlah keadaan orang kafir tidak mendapat faedah dari amalnya sebagaimana yang disangkanya dan ia tetap mendapati hukum Allah di sisi amalnya lalu Allah meyempurnakan hitungan amalnya serta membalasnya; dan ingatlah Allah Amat segera hitungan hisabNya
- Somali - Abduh : Kuwii Gaaloobay Camalkoodu wuxuu la Midyahay Dhalanteed Dhul Siman Ka Muuqda oos u Malayn kan Oomani biyo Markuu Yimaadana uuna ka Helayn waxba oo uu ka heli Eebe Abaal marintiisa Agtiisa una Oofiyey Xisaabtiisa Eebana way Deg degtaa Xisaabtiisu
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda suka ƙãfirta ayyukansu sunã kamar ƙawalwalniyã ga faƙo mai ƙishirwa yanã zaton sa ruwa har idan ya jẽ masa bai iske shi kõme ba kuma ya sãmi Allah a wurinsa sai Ya cika masa hisãbinsa Kuma Allah Mai gaggãwar sakamako ne
- Swahili - Al-Barwani : Na walio kufuru vitendo vyao ni kama sarabi mazigazi uwandani Mwenye kiu huyadhania ni maji Hata akiyaendea hapati chochote Na atamkuta Mwenyezi Mungu hapo naye amlipe hisabu yake sawa sawa Na Mwenyezi Mungu ni Mwepesi wa kuhisabu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E veprat e atyre që nuk besojnë janë si mjegullirë fatamorgana në rrafshirë të cilën i etshmi e konsideron ujë por kur të arrijë tek ai vend nuk gjen asgjë e do të hasë në dënimin e Perëndisë dhe Ai ia paguan llogarinë e tij se Perëndia është llogaritës i shpejtë
- فارسى - آیتی : اعمال كافران چون سرابى است در بيابانى. تشنه، آبش پندارد و چون بدان نزديك شود هيچ نيابد و خدا را نزد خود يابد كه جزاى او را به تمام بدهد. و خدا زود به حسابها مىرسد.
- tajeki - Оятӣ : Амалҳои кофирон чун саробест (мавҷи ғармӣ) дар биёбоне. Ташна обаш пиндорад ва чун ба он наздик шавад, ҳеҷ наёбад ва Худоро назди худ ёбад, пас ҷазои ӯро ба тамом бидиҳад. Ва Худо зуд ба ҳисобҳо мерасад!
- Uyghur - محمد صالح : كاپىرلارنىڭ (ياخشى ئەمەل دەپ ئويلىغان) ئەمەللىرى باياۋاندىكى سەرابقا ئوخشايدۇ، تەشنا ئادەم ئۇنى سۇ دەپ گۇمان قىلىدۇ، ئۇنىڭ يېنىغا كەلسە ھېچ نەرسە كۆرۈنمەيدۇ (يەنى سۇ كۆرمەيدۇ)، ئۇ اﷲ نىڭ ئۆز (ئەمەلىنىڭ) يېنىدا (كۆزىتىپ تۇرغۇچى) ئىكەنلىكىنى بايقايدۇ، اﷲ ئۇنىڭ قىلمىشىغا تېگىشلىك جازا بېرىدۇ، اﷲ تېز ھېساب ئالغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യത്തെ തള്ളിപ്പറഞ്ഞവരുടെ സ്ഥിതിയോ, അവരുടെ പ്രവര്ത്തനങ്ങള് മരുപ്പറമ്പിലെ മരീചികപോലെയാണ്. ദാഹിച്ചുവലഞ്ഞവന് അത് വെള്ളമാണെന്നു കരുതുന്നു. അങ്ങനെ അവനതിന്റെ അടുത്തുചെന്നാല് അവിടെയൊന്നുംതന്നെ കാണുകയില്ല. എന്നാല് അവനവിടെ കണ്ടെത്തുക അല്ലാഹുവെയാണ്. അല്ലാഹു അവന്ന് തന്റെ കണക്ക് തീര്ത്തുകൊടുക്കുന്നു. അല്ലാഹു അതിവേഗം കണക്കു തീര്ക്കുന്നവനാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : والذين كفروا بربهم وكذبوا رسله اعمالهم التي ظنوها نافعه لهم في الاخره كصله الارحام وفك الاسرى وغيرها كسراب وهو ما يشاهد كالماء على الارض المستويه في الظهيره يظنه العطشان ماء فاذا اتاه لم يجده ماء فالكافر يظن ان اعماله تنفعه فاذا كان يوم القيامه لم يجد لها ثوابا ووجد الله سبحانه وتعالى له بالمرصاد فوفاه جزاء عمله كاملا والله سريع الحساب فلا يستبطئ الجاهلون ذلك الوعد فانه لا بد من اتيانه
*70) That is, they refused to accept sincerely the Divine Message which was brought by the Prophets, and which at that time was being given by the Prophet Muhammad (Allah's peace and blessings be upon him). These verses clearly show that the truthful and righteouse believers only can benefit from Allah's Light. In contrast to them, the state of those people is being described here, who refused to believe and obey the Holy Prophet, who was the real and sole means of attaining the Light of Allah.
*71) This parable describes the condition of those people who, in spite of disbelief and hypocrisy, practise some good deeds and also believe, among other things, in the life after death in the hope that their good deeds will be of some help to thetas in the Hereafter even if they did not believe and follow the Prophet and lacked the qualities of true believers. In this parable they are being told that their expectations of reaping benefits of their ostentatious deeds of virtue in the Hereafter are no more than a mirage. Just as a traveller in the desert takes the glittering sands for a surging pool of water and runs towards it for quenching his thirst, so are these people travelling on the road to death cherishing false hopes on account of their good deeds. But just as the one running towards a mirage does not find anything there to quench his thirst, so will these people find nothing to avail them when they enter the state of death. On the contrary, they will find Allah there, Who will require them to account for their disbelief, hypocrisy and misdeeds, which they committed along with their ostentatious deeds of virtue, and will deal with them in full justice.