- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِى سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُۥ ثُمَّ يَجْعَلُهُۥ رُكَامًا فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَٰلِهِۦ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٍۢ فِيهَا مِنۢ بَرَدٍۢ فَيُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُۥ عَن مَّن يَشَآءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِۦ يَذْهَبُ بِٱلْأَبْصَٰرِ
- عربى - نصوص الآيات : ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ۖ يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار
- عربى - التفسير الميسر : ألم تشاهد أن الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب إلى حيث يشاء، ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكمًا، فينزل مِن بينه المطر؟ وينزل من السحاب الذي يشبه الجبال في عظمته بَرَدًا، فيصيب به مَن يشاء من عباده ويصرفه عمَّن يشاء منهم بحسب حكمته وتقديره، يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين إليه.
- السعدى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
أي: ألم تشاهد ببصرك، عظيم قدرة الله، وكيف { يُزْجِي } أي: يسوق { سَحَابًا } قطعا متفرقة { ثُمَّ يُؤَلِّفُ } بين تلك القطع، فيجعله سحابا متراكما، مثل الجبال.
{ فَتَرَى الْوَدْقَ } أي: الوابل والمطر، يخرج من خلال السحاب، نقطا متفرقة، ليحصل بها الانتفاع من دون ضرر، فتمتلئ بذلك الغدران، وتتدفق الخلجان، وتسيل الأودية، وتنبت الأرض من كل زوج كريم، وتارة ينزل الله من ذلك السحاب بردا يتلف ما يصيبه.
{ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ } بحسب ما اقتضاه حكمه القدري، وحكمته التي يحمد عليها، { يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ } أي: يكاد ضوء برق ذلك السحاب، من شدته { يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ } أليس الذي أنشأها وساقها لعباده المفتقرين، وأنزلها على وجه يحصل به النفع وينتفي به الضرر، كامل القدرة، نافذ المشيئة، واسع الرحمة؟.
- الوسيط لطنطاوي : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
ثم لفت - سبحانه - بعد ذلك أنظار عباده إلى مظاهر قدرته فى هذا الكون ، حيث يزجى السحاب ، ثم يؤلف بينه ، ثم يجعله ركاما . . . وحيث نوع مخلوقاته مع أنها جميعا من أصل واحد فقال - تعالى - : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ . . . . ) .
قوله - تعالى - ( يُزْجِي ) من الإزجاء بمعنى الدفع بأناة ورفق . يقال : زجى الراعى إبله تزجية ، إذا ساقها برفق . وأزجت الريح السحاب ، أى : دفعته .
والمعنى : لقد علمت - أيها العاقل - ورأيت بعينيك ، أن الله - تعالى - يسوق بقدرته السحاب الذى فى الجو ، سوقا رفيقا إلى حيث يريد .
( ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) أى : يسوق - سبحانه - السحاب سوقا هادئا سهلا . ثم بعد ذلك يصل بعضه ببعض ، ويجمع بعضه مع بعض ، ثم بعد ذلك ( يَجْعَلُهُ رُكَاماً ) أى : متراكما بعضه فوق بعض . يقال ركم فلان الشىء يركمه ركما ، إذا جمعه ، وألقى بعضه على بعض ، ومنه : الرمل المتراكم ، أى : المجتمع .
وهذا الذى حكاه القرآن من سوق الله - تعالى - للسحب ثم تجميعها ، ثم تحويلها إلى قطع ضخمة متراكمة متكاثفة كقطع الجبال ، يراه الراكب للطائرات بوضوح وتسليم بقدرة الله - تعالى - ، الذى أحسن كل شىء خلقه .
وقوله - سبحانه - : ( فَتَرَى الودق يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ ) بيان لما يترتب على هذا السوق الرفيق ، والتجمع الدقيق من آثار .
والودق : المطر . وهو فى الأصل مصدر ودَق السحاب يدِق وَدْقاً ، إذا نزل منه المطر . والخلال : جمع خلل - كجبال وجبل - والمارد بها التفوق والشقوق .
قال القرطبى : فى " الودق " قولان : أحدهما : أنه البرق . . . والثانى : أنه المطر . وهو قول الجمهور يقال : ودقت السحابة فهى وادقة . وودق المطر يدق ودقا . أى : قطر .
أى : يسوق الله - تعالى - السحاب إلى حيث يشاء بقدرته ، ثم يؤلف بينه ، ثم يجعله متراكما بعضه فوق بعض ، فترى - أيها العاقل - المطر يخرج من فتوق هذا السحاب المتراكم ومن فروجه ، تارة بشدة وعنف ، وتارة بهدوء ورفق .
وقوله - تعالى - : ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السمآء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ . . . ) بيان لمظهر آخر من مظاهر قدرته - سبحانه - .
أى : وينزل - سبحانه - من جهة السماء قطعا من السحاب الكثير من البرد ، وهو شىء ينزل من السحاب يشبه الحصى ، ويسمى حب الغمام : وحب المزن
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : ما الفرق بين " من " الأولى ، والثانية ، والثالثة فى قوله ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السمآء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ ) ؟
قلت الأولى لابتداء الغاية ، والثانية للتبعيض ، والثالثة للبيان ، أو الأوليان للابتداء ، والآخرة للتبعيض .
فإن قلت : ما معنى " من جبال فيها من برد "؟ قلت : فيه معنيان : أحدهما : أن يخلق الله فى السماء جبال برد . كما فى الأرض جبال حجر ، والثانى : أن يريد الكثرة بذكر الجبال ، كما يقال : فلان يملك جبالا من ذهب .
وقوله - تعالى - : ( فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ ) أى : فيصيب بالذى ينزله من هذا البرد من يشاء إصابته من عباده ، ويصرفه عمن يشاء صرفه عنهم ، إذ الإصابة والصرف بمقتضى حكمته وإرادته .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : ( يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بالأبصار ) . والسنا : شدة الضوء . يقال : سنا الشىء يسنو سنا ، إذا أضاء .
أى : يكاد ضوء برق السحاب الموصوف بما مر من الإزجاء والتأليف والتراكم . . . يخطف الأبصار من شدة إضاءته ، وزيادة لمعانه وسرعة توهجه .
- البغوى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
( ألم تر أن الله يزجي ) يعني : يسوق بأمره ، ( سحابا ) إلى حيث يريد ، ( ثم يؤلف بينه ) أي : يجمع بين قطع السحاب المتفرقة بعضها إلى بعض ، ( ثم يجعله ركاما ) متراكما بعضه فوق بعض ، ( فترى الودق ) يعني المطر ، ( يخرج من خلاله ) وسطه وهو جمع الخلل ، كالجبال جمع الجبل . ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) يعني : ينزل البرد ، و " من " صلة ، وقيل : معناه وينزل من السماء من جبال ، أي : مقدار جبال في الكثرة من البرد ، و " من " في قوله " من جبال " صلة ، أي : وينزل من السماء جبالا من برد . وقيل : معناه وينزل من جبال في السماء تلك الجبال من برد . وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أخبر الله - عز وجل - أن في السماء جبالا من برد ، ومفعول الإنزال محذوف تقديره : وينزل من السماء من جبال فيها برد ، فاستغنى عن ذكر المفعول للدلالة عليه . قال أهل النحو ذكر الله تعالى " من " ثلاث مرات في هذه الآية فقوله " من السماء " لابتداء الغاية ، لأن ابتداء الإنزال من السماء ، وقوله تعالى " من جبال " للتبعيض لأن ما ينزله الله تعالى بعض تلك الجبال التي في السماء ، وقوله تعالى : " من برد " للتجنيس لأن تلك الجبال من جنس البرد . ( فيصيب به ) يعني بالبرد ( من يشاء ) فيهلك زروعه وأمواله ، ( ويصرفه عن من يشاء ) فلا يضره ، ( يكاد سنا برقه ) يعني ضوء برق السحاب ، ( يذهب بالأبصار ) شدة ضوئه وبريقه ، وقرأ أبو جعفر : " يذهب " بضم الياء وكسر الهاء .
- ابن كثير : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
يذكر تعالى أنه بقدرته يسوق السحاب أول ما ينشئها وهي ضعيفة ، وهو الإزجاء ( ثم يؤلف بينه ) أي : يجمعه بعد تفرقه ، ( ثم يجعله ركاما ) أي : متراكما ، أي : يركب بعضه بعضا ، ( فترى الودق ) أي المطر ( يخرج من خلاله ) أي : من خلله . وكذا قرأها ابن عباس والضحاك .
قال عبيد بن عمير الليثي : يبعث الله المثيرة فتقم الأرض قما ، ثم يبعث الله الناشئة فتنشئ السحاب ، ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف بينه ، ثم يبعث [ الله ] اللواقح فتلقح السحاب . رواه ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، رحمهما الله .
وقوله : ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) : قال بعض النحاة : " من " الأولى : لابتداء الغاية ، والثانية : للتبعيض ، والثالثة : لبيان الجنس . وهذا إنما يجيء على قول من ذهب من المفسرين إلى أن قوله : ( من جبال فيها من برد ) ومعناه : أن في السماء جبال برد ينزل الله منها البرد . وأما من جعل الجبال هاهنا عبارة عن السحاب ، فإن " من " الثانية عند هذا لابتداء الغاية أيضا ، لكنها بدل من الأولى ، والله أعلم .
وقوله : ( فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) يحتمل أن يكون المراد بقوله : ( فيصيب به ) أي : بما ينزل من السماء من نوعي البرد والمطر فيكون قوله : ( فيصيب به من يشاء ) رحمة لهم ، ( ويصرفه عن من يشاء ) أي : يؤخر عنهم الغيث .
ويحتمل أن يكون المراد بقوله : ( فيصيب به ) أي : بالبرد نقمة على من يشاء لما فيه من نثر ثمارهم وإتلاف زروعهم وأشجارهم . ويصرفه عمن يشاء [ أي : ] رحمة بهم .
وقوله : ( يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ) أي : يكاد ضوء برقه من شدته يخطف الأبصار إذا اتبعته وتراءته .
- القرطبى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
قوله تعالى : ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار
قوله تعالى : ألم تر أن الله يزجي سحابا ذكر من حججه شيئا آخر ؛ أي ألم تر بعيني قلبك . يزجي سحابا أي يسوق إلى حيث يشاء . والريح تزجي السحاب ، والبقرة تزجي ولدها أي تسوقه . ومنه زجا الخراج يزجو زجاء ( ممدودا ) إذا تيسرت جبايته . وقال النابغة :
إني أتيتك من أهلي ومن وطني أزجي حشاشة نفس ما بها رمق
وقال أيضا :
أسرت عليه من الجوزاء سارية تزجي الشمال عليه جامد البرد
ثم يؤلف بينه أي يجمعه عند انتشائه ؛ ليقوى ويتصل ويكثف . والأصل في التأليف الهمز ، تقول : تألف . وقرئ ( يولف ) بالواو تخفيفا . والسحاب واحد في اللفظ ، ولكن معناه جمع ؛ ولهذا قال : وينشئ السحاب . و ( بين ) لا يقع إلا لاثنين فصاعدا ، فكيف جاز بينه ؟ فالجواب أن ( بينه ) هنا لجماعة السحاب ؛ كما تقول : الشجر قد جلست بينه لأنه جمع ، وذكر الكناية على اللفظ ؛ قال معناه الفراء . وجواب آخر : وهو أن يكون السحاب واحدا فجاز أن يقال ( بينه ) لأنه مشتمل على قطع كثيرة ، كما قال :
. . . بين الدخول فحومل
فأوقع ( بين ) على الدخول ، وهو واحد لاشتماله على مواضع . وكما تقول : ما زلت أدور بين الكوفة لأن الكوفة أماكن كثيرة ؛ قاله الزجاج وغيره . وزعم الأصمعي أن هذا لا يجوز ، وكان يروى :
. . . بين الدخول وحومل
ثم يجعله ركاما أي مجتمعا ، يركب بعضه بعضا ؛ كقوله تعالى : وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم . والركم جمع الشيء ؛ يقال منه : ركم الشيء يركمه ركما إذا جمعه وألقى بعضه على بعض . وارتكم الشيء وتراكم إذا اجتمع . والركمة الطين المجموع . والركام : الرمل المتراكم . وكذلك السحاب وما أشبهه . ومرتكم الطريق - ( بفتح الكاف ) - جادته . فترى الودق يخرج من خلاله في الودق قولان : أحدهما : أنه البرق ؛ قاله أبو الأشهب العقيلي . ومنه قول الشاعر :
أثرنا عجاجة وخرجن منها خروج الودق من خلل السحاب
الثاني : أنه المطر ؛ قاله الجمهور . ومنه قول الشاعر :
فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
وقال امرؤ القيس :
فدمعهما ودق وسح وديمة وسكب وتوكاف وتنهملان
يقال : ودقت السحابة فهي وادقة . وودق المطر يدق ودقا ؛ أي قطر . وودقت إليه دنوت منه . وفي المثل : ودق العير إلى الماء ؛ أي دنا منه . يضرب لمن خضع للشيء لحرصه عليه . والموضع مودق . وودقت ودقا استأنست به . ويقال لذات الحافر إذا أرادت الفحل : ودقت تدق ودقا ، وأودقت واستودقت . وأتان ودوق وفرس ودوق ، ووديق أيضا ، وبها وداق . والوديقة : شدة الحر . وخلال جمع خلل ؛ مثل الجبل والجبال ، وهي فرجه ومخارج القطر منه . وقد تقدم في ( البقرة ) أن كعبا قال : إن السحاب غربال المطر ؛ لولا السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه من الأرض . وقرأ ابن عباس ، والضحاك ، وأبو العالية ( من خلله ) على التوحيد . وتقول : كنت في خلال القوم ؛ أي وسطهم . وينزل من السماء من جبال فيها من برد قيل : خلق الله في السماء جبالا من برد ، فهو ينزل منها بردا ؛ وفيه إضمار ، أي ينزل من جبال البرد بردا ، فالمفعول محذوف . ونحو هذا قول الفراء ؛ لأن التقدير عنده : من جبال برد ؛ فالجبال عنده هي البرد . و ( برد ) في موضع خفض ؛ ويجب أن يكون على قوله المعنى : من جبال برد فيها ، بتنوين جبال . وقيل : إن الله تعالى خلق في السماء جبالا فيها برد ؛ فيكون التقدير : وينزل من السماء من جبال فيها برد . و ( من ) صلة . وقيل : المعنى وينزل من السماء قدر جبال ، أو مثل جبال من برد إلى الأرض ؛ ف ( من ) الأولى للغاية لأن ابتداء الإنزال من السماء ، والثانية للتبعيض لأن البرد بعض الجبال ، والثالثة لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال من البرد . وقال الأخفش : إن ( من ) في الجبال و ( برد ) زائدة في الموضعين ، والجبال والبرد في موضع نصب ؛ أي ينزل من السماء بردا يكون كالجبال . والله أعلم . فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء فيكون إصابته نقمة وصرفه نعمة . وقد مضى في ( البقرة ) . و ( الرعد ) أن من قال حين يسمع الرعد : ( سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي مما يكون في ذلك الرعد ) . يكاد سنا برقه أي ضوء ذلك البرق الذي في السحاب يذهب بالأبصار من شدة بريقه وضوئه . قال الشماخ :
وما كادت إذا رفعت سناها ليبصر ضوءها إلا البصير
وقال امرؤ القيس :
يضيء سناه أو مصابيح راهب أهان السليط في الذبال المفتل
فالسنا ( مقصور ) ضوء البرق . والسنا أيضا نبت يتداوى به . والسناء من الرفعة ممدود . وكذلك قرأ طلحة بن مصرف ( سناء ) بالمد على المبالغة من شدة الضوء والصفاء ؛ فأطلق عليه اسم الشرف . قال المبرد : السنا ( مقصور ) وهو اللمع ؛ فإذا كان من الشرف والحسب فهو ممدود وأصلهما واحد وهو الالتماع . وقرأ طلحة بن مصرف ( سناء برقه ) قال أحمد بن يحيى : وهو جمع برقة . قال النحاس : البرقة المقدار من البرق ، والبرقة المرة الواحدة . وقرأ الجحدري ، وابن القعقاع ( يذهب بالأبصار ) بضم الياء وكسر الهاء ؛ من الإذهاب ، وتكون الباء في بالأبصار صلة زائدة . الباقون يذهب بالأبصار بفتح الياء والهاء ، والباء للإلصاق . والبرق دليل على تكاثف السحاب ، وبشير بقوة المطر ، ومحذر من نزول الصواعق .
- الطبرى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( أَلَمْ تَرَ ) يا محمد ( أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي ) يعني: يسوق ( سحابا ) حيث يريد ( ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) يقول: ثم يؤلف بين السحاب، وأضاف بين إلى السحاب، ولم يذكر مع غيره، وبين لا تكون مضافة إلا إلى جماعة أو اثنين؛ لأن السحاب في معنى جمع، واحده سحابة، كما يجمع النخلة: نخل، والتمرة تمر، فهو نظير قول قائل: جلس فلان بين النخل، وتأليف الله السحاب: جمعه بين متفرّقها.
وقوله: ( ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا ) يقول: ثم يجعل السحاب الذي يزجيه، ويؤلف بعضه إلى بعض ركاما، يعني: متراكما بعضه على بعض.
وقد حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا خالد، قال: ثنا مطر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبيد بن عمير الليثي، قال: الرياح أربع: يبعث الله الريح الأولى فتقُمّ الأرض قما، ثم يبعث الثانية فتنشئ سحابا، ثم يبعث الثالثة فتؤلف بينه فتجعله ركاما، ثم يبعث الرابعة فتمطره.
وقوله: ( فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ) يقول: فترى المطر يخرج من بين السحاب، وهو الودق، قال: الشاعر:
فَـــلا مُزْنَــةٌ ودقَــتْ ودْقَهَــا
ولا أَرْضٌ أبْقَـــــلَ إبْقَالَهــــا (1)
والهاء في قوله: ( مِنْ خِلالِهِ ) من ذكر السحاب، والخلال: جمع خلل. وذُكر عن ابن عباس وجماعة أنهم كانوا يقرءون ذلك: " مِنْ خَلَلِهِ".
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا حرمي بنُ عمارة، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا قَتَادة، عن الضحاك بن مزاحم أنه قرأ هذا الحرف: ( فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ) : " مِنْ خَلَلِهِ".
قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عمارة، عن رجل، عن ابن عباس أنه قرأ هذا الحرف: ( فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ) : " من خَلَله ".
حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا حجاج، عن هارون، قال: أخبرني عمارة بن أبي حفصة، عن رجل، عن ابن عباس، أنه قرأها: " مِنْ خَلَلِهِ" بفتح الخاء، من غير ألف.
قال هارون: فذكرت ذلك لأبي عمرو، فقال: إنها لحسنة، ولكن خلاله أعمّ.
وأما قرّاء الأمصار، فإنهم على القراءة الأخرى من خلاله ، وهي التي نختار لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ) قال: الودْقَ: القطر، والخلال: السحاب.
وقوله: ( وَيُنـزلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ ) : قيل في ذلك قولان: أحدهما: أن معناه أن الله ينـزل من السماء من جبال في السماء من برد مخلوقة هنالك خلقه، كأن الجبال على هذا القول هي من برد، كما يقال: جبال من طين. والقول الآخر: أن الله ينـزل من السماء قدر جبال، وأمثال جبال من برد إلى الأرض، كما يقال: عندي بيتان تبنا، والمعنى قدر بيتين من التبن، والبيتان ليسا من التبن.
وقوله: ( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ) يقول: فيعذّب بذلك الذي ينـزل من السماء من جبال فيها من برد، من يشاء فيهلكه، أو يهلك به زروعه وماله ( وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ) من خلقه، يعني: عن زروعهم وأموالهم.
وقوله: ( يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ ) يقول: يكاد شدّة ضوء برق هذا السحاب يذهب بأبصار من لاقى بصره، والسنا مقصور، وهو ضوء البرق.
كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس قوله: ( يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ ) قال: ضوء برقه.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قَتادة، في قوله: ( يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ ) يقول: لمعان البرق يذهب بالأبصار.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ ) قال: سناه ضوء يذهب بالأبصار.
وقرأت قرّاء الأمصار ( يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ ) بفتح الياء من يذهب سوى أبي جعفر القارئ، فإنه قرأه بضم الياء " يُذْهِبُ بِالأبْصَارِ".
والقراءة التي لا أختار غيرها هي فتحها؛ لإجماع الحجة من القرّاء عليها، وأن العرب إذا أدخلت الباء في مفعول ذهبت، لم يقولوا: إلا ذهبت به، دون أذهبت به، وإذا أدخلوا الألف في أذهبت لم يكادوا أن يدخلوا الباء في مفعوله، فيقولون: أذهبته وذهبت به.
------------------------
الهوامش:
(1) البيت لعامر بن جوين الطائي ( اللسان : ودق ) قال : الودق : المطر كله شديده و هينه وقد ودق يدق ودقًا أي قطر ، قال عامر بن جوين الطائي " فلا مزنة " البيت والمزنة سحابة واستشهد المؤلف بالبيت على أن معنى الودق المطر.
- ابن عاشور : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)
أعقب الدلالة على إعطاء الهدى في قوانين الإلهام في العجماوات بالدلالة على خلق الخصائص في الجماد بحيث تسير على السير الذي قدره الله لها سيراً لا يتغير ، فهي بذلك أهدى من فريق الكافرين الذين لهم عقول وحواس لا يهتدون بها إلى معرفة الله تعالى والنظر في أدلتها ، وفي ذلك دلالة على عظم القدرة وسعة العلم ووحدانية التصرف . وهذا استدلال بنظام بعض حوادث الجو حتى آل إلى قوله { فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء } .
وقد حصل من هذا حسن التخلص للانتقال إلى الاستدلال على عظم القدرة وسمو الحكمة وسعة العلم الإلهي .
و { يزجي } : يسوق . يقال : أزجى الإبل إزجاء .
وأطلق الإزجاء على دنو بعض السحاب من بعض بتقدير الله تعالى الشبيهِ بالسوْق حتى يصير سحاباً كثيفاً ، فانضمام بعض السحاب إلى بعض عبر عنه بالتأليف بين أجزائه بقوله تعالى : { ثم يؤلف بينه } الخ .
وتقدم الكلام على السحاب في سورة البقرة ( 164) في قوله : { والسحاب المسخر } وفي أول سورة الرعد ( 12) .
ودخلت ( بين) على ضمير السحاب لأن السحاب ذو أجزاء كقول امرىء القيس
: ... بَيْن الدخول فحَوْمَل
أي يؤلف بين السحابات منه .
والركام : مشتق من الركم . والركم : الجمع والضم . ووزن فُعال وفُعالة يدل على معنى المفعول . فالركام بمعنى المركوم كما جاء في قوله تعالى : { وإن يَروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم } في سورة الطور ( 44) .
فإذا تراكم السحاب بعضه على بعض حدث فيه ما يسمى في علم حوادث الجو بالسيال الكهربائي وهو البرق . فقال بعض المفسرين : هو الودق . وأكثر المفسرين على أن الودق هو المطر ، وهو الذي اقتصرت عليه دواوين اللغة ، والمطر يخرج من خلال السحاب .
والخلال : الفتوق ، جمع خَلَل كجبل وجبال . وتقدم { خلال الديار } في سورة الإسراء ( 5) .
ومعنى { ينزل من السماء } يُسقط من علو إلى سفل ، أي يُنزل من جو السماء إلى الأرض . والسماء : الجو الذي فوق جهة من الأرض .
وقوله : { من جبال } بدل من { السماء } بإعادة حرف الجر العامل في المبدل منه وهو بدل بعض لأن المراد بالجبال سحاب أمثال الجبال .
وإطلاق الجبال في تشبيه الكثرة معروف . يقال : فلان جبل علم ، وطود علم . وفي حديث البخاري من طريق أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لو كان لي مثل أحُد ذهباً لسَرّني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيئاً أرصده لدين » أي ما كان يسرني ، فالكلام بمعنى النفي ، أي لمَا سرني . أو لما كان سرني الخ .
وحرف { من } الأول للابتداء و { من } الثاني كذلك و { من } في قوله { من برد } مزيدة في الإثبات على رأي الذين جوزوا زيادة { من } في الإثبات .
أو تكون { من } اسماً بمعنى بعض .
ومفعول { ينزل } محذوف يدل عليه قوله : { فيها من برد } والتقدير : يُنزل بَرداً .
ووقوع { من } زائدة لقصد مشاكلة قوله : { من جبال } .
وقوله : { فيصيب به من يشاء } جعل نزول البرد إصابة لأن الإصابة إذا أطلقت في كلامهم دلت على أنها حلول مكروه . ومن ذلك سميت المصيبةَ الحادثةُ المكروهة . وأما قوله تعالى : { إن تصبك حسنة تسؤهم } [ التوبة : 50 ] فلأن قوله : { حسنة } قرينة على إطلاق الإصابة على مطلق الحدوث إما مجازاً مرسلاً وإما مشتركاً لفظياً أو مشتركاً معنوياً فإن ( أصاب) مشتق من الصوب وهو النزول ومنه صوب المطر ، فجعل نزول البرَد إصابة لأنه يفسد الزرع والثمرة ، فضمير { به } للبرَد .
وجملة : { يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار } وصف ل { سحاباً } . وضمير { برقه } عائد إلى { سحاباً } . وفائدة هذه الصفة تنبيه العقول إلى التدبر في هذه التغيرات إذ كان شعور الناس بحدوث البرق أوضح وأكثر من شعورهم بتكوّن السحاب وتراكمه ونزول المطر والبرَد ، إذ قد يغفل الناس عن ذلك لكثرة حدوثه وتعودهم به بخلاف اشتداد البرْق فإنه لا يخلو أحد من أن يكون قد عرض له مرات ، فإن أصحاب الأبصار التي حركها خفق البرق يتذكرون تلك الحالة العجيبة الدالة على القدرة . ولهذه النكتة خصصت هذه الحالة من أحوال البرق بالذكر .
والسنا مقصوراً : ضوء البرق وضوء النار . وأما السناء الممدود فهو الرفعة . قال ابن دريد في أبيات له في متشابه المقصور والممدود
: ... زال السنا عن ناظري
ه وزال عن شرف السناء ... ولام التعريف في { بالأبصار } لام الحقيقة . وقوله : { يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار } هو كقوله في سورة البقرة ( 20) { يكاد البرق يخطف أبصارهم } سوى أن هذه الآية زيد فيها لفط { سنا } لأن هذه الآية واردة في مقام الاعتبار بتكوين السحاب وإنزال الغيث فكان المقام مقتضياً للتنويه بهذا البرق وشدة ضيائه حتى يكون الاعتبار بأمرين : بتكوين البرق في السحاب . وبقوة ضيائه حتى يكاد يذهب بالأبصار . وآية البقرة واردة في مقام التهديد والتشويه لحالهم حين كانوا مظهرين الإسلام ومنطوين على الكفر والجحود فكانت حالهم كحالة الغيث المشتمل على صواعق ورعد وبرق فظاهره منفعة وفي باطنه قوارع ومصائب .
ومن أجل اختلاف المقامين وضع التعبير هنا ب { يذهب بالأبصار } وهنالك بقوله : { يخطف أبصارهم } لأن في الخطف من معنى النكاية بهم والتسلط عليهم ما ليس في { يذهب } إذ هو مجرد الاستلاب .
وأما التعبير هنا ب { الأبصار } معرفاً باللام فلأن المقصود أن البرق مقارب أن يزيل طائفة من جنس الأبصار إذ اللام هنا لام الحقيقة كما في قوله : { أن يأكله الذئب } [ يوسف : 13 ] وقولهم : ادخل السوق ، لأن الحكم على حالة البرق الشديد من حيث هي . بخلاف آية البقرة فإنها في مقام التوبيخ لهم بأن ما شأنه أن ينتفع الناس به قد أشرف على الضر بهم فلذلك ذكر لفظ أبصار مضافاً إلى ضميرهم مع ما في هذا التخالف من تفنين الكلام الواحد على أفانين مختلفة حتى لا يكون الكلام معاداً وإن كان المعنى متحداً ولا تجد حق الإيجاز فائتاً فإن هذين الكلامين في حد التساوي في الحروف والنطق . وهكذا نرى بلاغة القرآن وإعجازه وحلاوة نظمه .
وقرأ الجمهور { يذهب } بفتح التحتية وفتح الهاء ، فالباء للتعدية ، أي يُذهب الأبصار . وقرأه أبو جعفر وحده بضم التحتية وكسر الهاء فتكون الباء مزيدة لتأكيد اللصوق مثل { وامسحوا برؤوسكم } [ المائدة : 6 ] .
- إعراب القرآن : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
«أَلَمْ» الهمزة للاستفهام ولم جازمة «تَرَ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والفاعل مستتر «أَنَّ اللَّهَ» أن واسمها وقد سدت مسد مفعولي تر «يُزْجِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر والجملة خبر أن «سَحاباً» مفعول به «ثُمَّ» عاطفة «يُؤَلِّفُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة معطوفة «بَيْنَهُ» ظرف مكان متعلق بيؤلف والهاء مضاف إليه «ثُمَّ» عاطفة «يَجْعَلُهُ رُكاماً» مضارع ومفعوله الأول وفاعله مستتر وركاما مفعوله الثاني والجملة معطوفة «فَتَرَى» الفاء عاطفة ومضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله مستتر. «الْوَدْقَ» مفعول به وهو المطر «يَخْرُجُ» مضارع فاعله مستتر «مِنْ خِلالِهِ» متعلقان بيخرج «وَيُنَزِّلُ» معطوف على يخرج وإعرابه مثله «مِنَ السَّماءِ» متعلقان بينزل «مِنْ» حرف جر زائد «جِبالٍ» مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به «فِيها» متعلقان بخبر مقدم محذوف «مِنْ» حرف جر زائد «بَرَدٍ» مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر والجملة صفة لجبال «فَيُصِيبُ» الفاء استئنافية ومضارع فاعله مستتر «بِهِ» متعلقان بيصيب «مِنْ» اسم موصول مفعول به «يَشاءُ» مضارع وفاعله والجملة صلة «وَيَصْرِفُهُ» معطوف على فيصيب «عَنْ مَنْ» متعلقان بيصرف «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «يَكادُ» مضارع ناقص «سَنا» اسم ليكاد مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة مستأنفة «بَرْقِهِ» مضاف إليه والهاء مضاف إليه «يَذْهَبُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر «بِالْأَبْصارِ» متعلقان بالفعل والجملة خبر يكاد.
- English - Sahih International : Do you not see that Allah drives clouds Then He brings them together then He makes them into a mass and you see the rain emerge from within it And He sends down from the sky mountains [of clouds] within which is hail and He strikes with it whom He wills and averts it from whom He wills The flash of its lightening almost takes away the eyesight
- English - Tafheem -Maududi : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ(24:43) Do you not observe that Allah makes the cloud move gently then joins its pieces together: then gathers it into a mass of thick cloud: then you see that rain-drops fall down from its midst: and He sends down hail out of the high up mountains in the heaven: *75 then He smites with it whom He wills and turns it away from whom He pleases: then a flash of lightning from it dazzles the eyes.
- Français - Hamidullah : N'as-tu pas vu qu'Allah pousse les nuages Ensuite Il les réunit et Il en fait un amas et tu vois la pluie sortir de son sein Et Il fait descendre du ciel de la grêle [provenant] des nuages [comparables] à des montagnes Il en frappe qui Il veut et l'écarte de qui Il veut Peu s'en faut que l'éclat de son éclair ne ravisse la vue
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Siehst du nicht daß Allah die Wolken sanft bewegt sie hierauf zusammenfügt und hierauf zu einem Haufen macht Dann siehst du den Platzregen dazwischen herauskommen Und Er sendet vom Himmel Wolkenberge herab mit Hagel darin dann trifft Er damit wen Er will und wendet ihn ab von wem Er will Das Aufleuchten Seines Blitzes nimmt beinahe das Augenlicht
- Spanish - Cortes : ¿No ves que Alá empuja las nubes y las agrupa y luego forma nubarrones Ves entonces que el chaparrón sale de ellos Hace bajar del cielo montañas de granizo y hiere o no con él según que quiera o no quiera El resplandor del relámpago que acompaña deja casi sin vista
- Português - El Hayek : Porventura não reparas em como Deus impulsiona as nuvens levemente Então as junta e depois as acumula Não vês achuva manar do seio delas E que Ele envia massas de nuvens de granizo com que atinge quem Lhe apraz livrando delequem quer Pouco falta para que o resplendor das centelhas lhes ofusque as vistas
- Россию - Кулиев : Разве ты не видишь что Аллах гонит облака потом соединяет их потом превращает их в кучу облаков и ты видишь как из расщелин ее изливается ливень Он низвергает град с гор которые на небе Он поражает им кого пожелает и отвращает его от кого пожелает Блеск их молний готов унести зрение
- Кулиев -ас-Саади : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
Разве ты не видишь, что Аллах гонит облака, потом соединяет их, потом превращает их в кучу облаков, и ты видишь, как из расщелин ее изливается ливень. Он низвергает град с гор, которые на небе. Он поражает им, кого пожелает, и отвращает его, от кого пожелает. Блеск их молний готов унести зрение.Разве ты не являешься свидетелем могущества Аллаха? Он гонит по небу мелкие облака, которые собираются вместе и превращаются в слоистые тучи, подобные высоким горам. А из расщелин этих туч выпадают дожди и ливни. Эти осадки выпадают на землю в виде крошечных капель для того, чтобы принести пользу и не причинить вред. Благодаря этим осадкам переполняются водоемы и каналы, а по долинам начинают стекать реки. Так на свет появляются всевозможные прекрасные растения. А иногда Всевышний Аллах низвергает их туч градины, которые уничтожают все, на что они попадают. Аллах поражает этими градинами, кого пожелает, и оберегает от них, кого пожелает. И происходит это в строгом соответствии с божественным предопределением и божественной мудростью, за которую Аллах достоин самой прекрасной похвалы. Блеск молний, которые порождаются этими облаками, способен лишить человека зрения. Разве не Аллах сотворил эти явления, направил их на служение людям, сделал их полезными для людей и обезопасил людей от их зла? И разве не свидетельствует это о совершенном могуществе, непреклонной воле и безграничном милосердии Аллаха?
- Turkish - Diyanet Isleri : Bilmez misiniz ki Allah bulutları sürer sonra onları bir araya getirir; üstüste yığar sen de onların arasından yağmur yağdığını görürsün Gökten içinde dolu bulunan dağlar gibi bulutlar indirir dilediğini ona uğratır dilediğinden de uzak tutar Bu bulutların şimşeğinin parıltısı nerdeyse gözleri alır
- Italiano - Piccardo : Non vedi che Allah spinge le nuvole e poi le raduna per farne ammassi E vedi la pioggia scaturire dai loro recessi E fa scendere dal cielo montagne gonfie di grandine Colpisce con esse chi vuole e ne preserva chi vuole e per poco il lampo della folgore [che le accompagna] non rapisce la vista
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا نابینیت که بێگومان خوا به ئارامی و شێنهیی ههورهکان به ئاسماندا دهبات دوایی پهیوهستیان دهکات بهیهکهوه ئهوسا کهڵهکهیان دهکات لهسهر یهك ئینجا دهبینیت له توێی ئهو ههورانهوه که وهکو کێو وان باران و تهرزه دهبارێنێت کاتێك که بهفرۆکه سهروو ههورهکان دهکهوین به چاکی بۆمان دهردهکهوێت که ههورهکان وهك چیا چوون به ئاسمانداو دۆڵ و شیو له نێوانیاندا ههیه جا له سوودی ئهو بارانه به ههر کهس خوا بیهوێت خێرو بهرهکهت دهبهخشێت ههر کهسیش که بیهوێت لێی دوور دهخاتهوه ههوره بروسکهکان ئهوهنده بههێزن خهریکه بریسکهکهیان بینایی چاوان بهرێت
- اردو - جالندربرى : کیا تم نے نہیں دیکھا کہ خدا ہی بادلوں کو چلاتا ہے اور ان کو اپس میں ملا دیتا ہے پھر ان کو تہ بہ تہ کردیتا ہے پھر تم دیکھتے ہو کہ بادل میں سے مینہ نکل کر برس رہا ہے اور اسمان میں جو اولوں کے پہاڑ ہیں ان سے اولے نازل کرتا ہے تو جس پر چاہتا ہے اس کو برسا دیتا ہے اور جس سے چاہتا ہے ہٹا دیتا ہے۔ اور بادل میں جو بجلی ہوتی ہے اس کی چمک انکھوں کو خیرہ کرکے بینائی کو اچکے لئے جاتی ہے
- Bosanski - Korkut : Zar ne vidiš da Allah razgoni oblake i onda ih spaja i jedne nad drugima gomila pa ti vidiš kišu kako iz njih pada; On s neba iz oblaka veličine brda spušta grad pa njime koga hoće pogodi a koga hoće poštedi – bljesak munje Njegove gotovo da oduzme vid
- Swedish - Bernström : Har du inte klart för dig att det är Gud som driver fram molnen och får dem att flyta samman och skocka sig i bankar till dess regnet ses strömma ur deras mitt Och Han låter hela berg [av moln] fyllda av hagel sänka sig från höjden och [detta hagel] drabbar den ene och skonar den andre allt enligt Hans vilja; och skenet från Hans blixtar är nära att förta dem deras syn
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Tidaklah kamu melihat bahwa Allah mengarak awan kemudian mengumpulkan antara bagianbagiannya kemudian menjadikannya bertindihtindih maka kelihatanlah olehmu hujan keluar dari celahcelahnya dan Allah juga menurunkan butiranbutiran es dari langit yaitu dari gumpalangumpalan awan seperti gununggunung maka ditimpakanNya butiranbutiran es itu kepada siapa yang dikehendakiNya dan dipalingkanNya dari siapa yang dikehendakiNya Kilauan kilat awan itu hampirhampir menghilangkan penglihatan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
(Tidaklah kamu melihat bahwa Allah mengarak awan) menggiringnya secara lembut (kemudian mengumpulkan antara bagian-bagiannya) dengan menghimpun sebagiannya dengan sebagian yang lain, sehingga yang tadinya tersebar kini menjadi satu kumpulan (kemudian menjadikannya bertindih-tindih) yakni sebagiannya di atas sebagian yang lain (maka kelihatanlah olehmu air) hujan (keluar dari celah-celahnya) yakni melalui celah-celahnya (dan Allah juga menurunkan dari langit). Huruf Min yang kedua ini berfungsi menjadi Shilah atau kata penghubung (yakni dari gunung-gunung yang menjulang padanya) menjulang ke langit; Min Jibaalin menjadi Badal daripada lafal Minas Samaa-i dengan mengulangi huruf Jarrnya (berupa es) sebagiannya terdiri dari es (maka ditimpakannya es tersebut kepada siapa yang dikehendaki-Nya dan dipalingkan-Nya dari siapa yang dikehendaki-Nya. Hampir-hampir) hampir saja (kilauan kilat awan itu) yakni cahayanya yang berkilauan (menghilangkan penglihatan) mata yang memandangnya, karena silau olehnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তুমি কি দেখ না যে আল্লাহ মেঘমালাকে সঞ্চালিত করেন অতঃপর তাকে পুঞ্জীভূত করেন অতঃপর তাকে স্তরে স্তরে রাখেন; অতঃপর তুমি দেখ যে তার মধ্য থেকে বারিধারা নির্গত হয়। তিনি আকাশস্থিত শিলাস্তুপ থেকে শিলাবর্ষণ করেন এবং তা দ্বারা যাকে ইচ্ছা আঘাত করেন এবং যার কাছ থেকে ইচ্ছা তা অন্যদিকে ফিরিয়ে দেন। তার বিদ্যুৎঝলক দৃষ্টিশক্তি যেন বিলীন করে দিতে চায়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நீர் பார்க்கவில்லையா நிச்சயமாக அல்லாஹ் மேகத்தை மெதுவாக இழுத்து பின்னர் அவற்றை ஒன்றாக இணையச்செய்து அதன் பின் அதை ஒன்றின் மீது ஒன்று சேர்த்து அடர்த்தியாக்குகிறான்; அப்பால் அதன் நடுவேயிருந்து மழை வெளியாவதைப் பார்க்கிறீர்; இன்னும் அவன் வானத்தில் மலைகளைப் போன்ற மேக கூட்டங்களிலிருந்து பனிக்கட்டியையும் இறக்கி வைக்கின்றான்; அதைத் தான் நாடியவர்கள் மீது விழும்படிச் செய்கிறான் தான் நாடியவர்களை விட்டும் அதை விலக்கியும் விடுகிறான் அதன் மின்னொளி பார்வைகளைப் பறிக்க நெருங்குகிறது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เจ้ามิได้เห็นดอกหรือว่า แท้จริงอัลลอฮ์นั้นทรงให้เมฆลอย แล้วทรงทำให้ประสานตัวกันแล้วทรงทำให้รวมกันเป็นกลุ่มก้อน แล้วเจ้าก็จำเห็นฝนโปรยลงมาจากกลุ่มเมฆนั้น และพระองค์ทรงให้มันตกลงมาจากฟากฟ้า มีขนาดเท่าภูเขา ในนั้นมีลูกเห็บ แล้วพระองค์จะทรงให้มันหล่นลงมาโดนผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์ และพระองค์จะทรงให้มันผ่านพ้นไปจากผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์ แสงประกายของสายฟ้าแลบเกือบจะเฉี่ยวสายตาผู้มอง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ булутларни ҳайдашини сўнгра бирга тўплашини сўнгра уйиб қўйишини кўрмаяпсанми Бас унинг орасидан ёмғир чиқаётганини кўрурсан У зот осмондан ундаги тоғлардан дўл тушириб у билан Ўзи хоҳлаган кишиларга мусибат етказур ва уни Ўзи хоҳлаган кишилардан буриб юборур Унинг чақмоғининг ярқираши кўзларни кетказгудек бўлур
- 中国语文 - Ma Jian : 难道你不知道吗?真主使云缓缓移动,而加以配合,然后把它堆积起来。你就看见雨从云间降下。他从天空中,从山岳般的云内,降下冰雹, 用来折磨他所意欲者,而免除他所意欲者。电光闪闪,几乎夺取目光。
- Melayu - Basmeih : Tidakkah engkau melihat bahawasanya Allah mengarahkan awan bergerak perlahanlahan kemudian Dia mengumpulkan kelompokkelompoknya kemudian Dia menjadikannya tebal berlapislapis Selepas itu engkau melihat hujan turun dari celahcelahnya Dan Allah pula menurunkan hujan batu dari langit dari gunungganang awan yang ada padanya; lalu Ia menimpakan hujan batu itu kepada sesiapa yang dikehendakiNya dan menjauhkannya dari sesiapa yang dikehendakiNya Sinaran kilat yang terpancar dari awan yang demikian keadaannya hampirhampir menyambar dan menghilangkan pandangan
- Somali - Abduh : Miyeydaan Arkayn in Eebe Kexeeyo Daruuro Markaas Isudumo Kana Yeelo Mid is dulSaaran ood aragto Roobkoo ka Soo Bixi Dhexdiisa wuxuuna ka soo Dejiyaa Eebe Samada Buuro Qabow ah Thalaj wuxuuna Gaadhsiiyaa Cidduu Doono wuxuuna u Dhawyahay Nuurka Hilaaciisu inuu la Tago Aragga
- Hausa - Gumi : Ashe ba ka ganĩ ba lalle ne Allah Yanã kõra girgije sa'an nan kuma Ya haɗa a tsakãninsa sa'an nan kuma Ya sanya shi mai hauhawar jũna Sai ka ga ruwa yanã fita daga tsattsakinsa kuma Ya saukar daga waɗansu duwãtsu a cikinsa na ƙanƙarã daga sama sai ya sãmu wanda Yake so da shi kuma Ya karkatar da shi daga barin wanda Yake so Hasken walƙiyarsa Yanã kusa ya tafi da gannai
- Swahili - Al-Barwani : Je Huoni ya kwamba Mwenyezi Mungu huyasukuma mawingu kisha huyaambatisha kisha huyafanya mirundi Basi utaona mvua ikitoka kati yake Na huteremsha kutoka juu kwenye milima ya mawingu mvua ya mawe akamsibu nayo amtakaye na akamuepusha nayo amtakaye Hukurubia mmetuko wa umeme wake kupofua macho
- Shqiptar - Efendi Nahi : A nuk e vëren ti se Perëndia i shtyan ngadalë retë e pastaj i bashkon e i grumbullon njërën mbi tjetrën e ti sheh shiun se si del nga mesi i tyre dhe bie nga qielli; Ai prej reve të mëdha si mali lëshon breshërin e me të e godit kë të dojë kurse e shmangë prej kujt të dojë Shkëlqimi i vetëtimës së tij – gati t’i merr sytë
- فارسى - آیتی : آيا نديدهاى كه خدا ابرهايى را به آهستگى مىراند، آنگاه آنها را به هم مىپيوندد و ابرى انبوه پديد مىآورد و باران را بينى كه از خلال آن بيرون مىآيد. و از آسمان، از آن كوهها كه در آنجاست تگرگ مىفرستد و هر كه را خواهد با آن مىزند و از هر كه مىخواهد بازش مىدارد. روشنايى برقش نزديك باشد كه ديدگان را كور سازد.
- tajeki - Оятӣ : Оё надидаӣ, ки Худо абрҳоеро ба оҳистагӣ меронад, он гоҳ, онҳоро ба ҳам мепайвандад ва абре бузург падид меоварад ва боронро бинӣ, ки дар он ҷост, тагарг (жола) мефиристад ва ҳар киро хоҳад, бо он мезанад ва аз ҳар кӣ мехоҳад, бозаш медорад. Рӯшноии барқаш наздик бошад, ки дидагонро кӯр созад.
- Uyghur - محمد صالح : كۆرمەمسەنكى، اﷲ بۇلۇتلارنى ھەيدەيدۇ، ئاندىن ئۇلارنى بىر – بىرىگە قوشىدۇ، ئاندىن ئۇلارنى توپلايدۇ، شۇنىڭ بىلەن بۇلۇتنىڭ ئارىسىدىن يامغۇر ياغقانلىقىنى كۆرىسەن، اﷲ ئاسماندىكى تاغدەك بۇلۇتلاردىن مۆلدۈر ياغدۇرىدۇ، ئۇنى اﷲ خالىغان ئادەمگە يەتكۈزىدۇ (يەنى ئۇنىڭ بىلەن خالىغان ئادەمنىڭ زىرائىتى، مېۋىسى ۋە چارۋىلىرىغا زىيان يەتكۈزىدۇ) ۋە ئۇنىڭ (زىيىنىدىن) خالىغان ئادەمنى ساقلايدۇ، چاقماقنىڭ يورۇقى (قارىغۇچىلارنى) كۆزلىرىدىن ئايرىۋەتكىلى تاس قالىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു കാര്മേഘത്തെ മന്ദംമന്ദം തെളിച്ചുകൊണ്ടുവരുന്നതും പിന്നീടവയെ ഒരുമിച്ചു ചേര്ക്കുന്നതും എന്നിട്ടതിനെ അട്ടിയാക്കിവെച്ച് കട്ടപിടിച്ചതാക്കുന്നതും നീ കണ്ടിട്ടില്ലേ? അങ്ങനെ അവയ്ക്കിടയില് നിന്ന് മഴത്തുള്ളികള് പുറപ്പെടുന്നത് നിനക്കു കാണാം. മാനത്തെ മലകള്പോലുള്ള മേഘക്കൂട്ടങ്ങളില്നിന്ന് അവന് ആലിപ്പഴം വീഴ്ത്തുന്നു. എന്നിട്ട് താനിച്ഛിക്കുന്നവര്ക്ക് അതിന്റെ വിപത്ത് വരുത്തുന്നു. താനിച്ഛിക്കുന്നവരില്നിന്നത് തിരിച്ചുവിടുകയും ചെയ്യുന്നു. അതിന്റെ മിന്നല്വെളിച്ചം കാഴ്ചകളെ ഇല്ലാതാക്കാന് പോന്നതാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : الم تشاهد ان الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب الى حيث يشاء ثم يجمعه بعد تفرقه ثم يجعله متراكما فينزل من بينه المطر وينزل من السحاب الذي يشبه الجبال في عظمته بردا فيصيب به من يشاء من عباده ويصرفه عمن يشاء منهم بحسب حكمته وتقديره يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب من شدته يذهب بابصار الناظرين اليه
*75) This may mean frozen clouds which have been called `mountains in the heavens' metaphorically. It may also mean the mountains of the earth which stand high in the heavens and whose snow-capped peaks cause condensation in the clouds which results in hailstorms.