- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَٰحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَٰهُ تَرْتِيلًا
- عربى - نصوص الآيات : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ۚ كذلك لنثبت به فؤادك ۖ ورتلناه ترتيلا
- عربى - التفسير الميسر : وقال الذين كفروا: هلا أنزل القرآن على محمد جملة واحدة كالتوراة والإنجيل والزبور! قال الله سبحانه وتعالى: كذلك أنزلناه مفرقًا؛ لنقوِّي به قلبك وتزداد به طمأنينة، فتعيه وتحمله، وبيَّنَّاه في تثبت ومُهْلَة.
- السعدى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
هذا من جملة مقترحات الكفار الذي توحيه إليهم أنفسهم فقالوا: { لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } أي: كما أنزلت الكتب قبله، وأي محذور من نزوله على هذا الوجه؟ بل نزوله على هذا الوجه أكمل وأحسن، ولهذا قال: { كَذَلِكَ } أنزلناه متفرقا { لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } لأنه كلما نزل عليه شيء من القرآن ازداد طمأنينة وثباتا وخصوصا عند ورود أسباب القلق فإن نزول القرآن عند حدوث السبب يكون له موقع عظيم وتثبيت كثير أبلغ مما لو كان نازلا قبل ذلك ثم تذكره عند حلول سببه.
{ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } أي: مهلناه ودرجناك فيه تدريجا. وهذا كله يدل على اعتناء الله بكتابه القرآن وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم حيث جعل إنزال كتابه جاريا على أحوال الرسول ومصالحه الدينية.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
( وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً . . . )
أى : وقال الذين كفروا بالحق الذى جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم : هلا نزل هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة ، دون أن ينزل مفرقا كما نراه ونسمعه .
وقولهم هذا دليل على سوء أدبهم فقد طلبوا مالا يعنيهم . واقترحوا شيئا لا مدخل لهم فيه ولا علم عندهم بحكمته ، ولذا در سبحانه عليهم بقوله : ( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ) والكاف بمعنى مثل ، والجار والمجرور نعت لمصدر محذوف مع عامله . وقوله ( لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ) تعليل للعامل المحذوف .
فالجملة الكريمة استئناف مسوق للرد عليهم ، ولبيان بعض الحكم فى نزول القرآن مفرقا .
وقوله - سبحانه - : ( وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً ) معطوف على الفعل المحذوف . والتنكير فى " ترتيلا " للتفخيم والتعظيم . وأصل الترتيل ، عدم التلاصق . يقال ، ثغر مرتل . أى مفلج الأسنان غير متلاصقها .
أى : نزلناه مفرقا ، ورتلناه ترتيلا بديعا ، بأن قرأناه عليك بلسان جبريل شيئا فشيئا ، على تؤدة وتمهل ، وجعلنا بعضه ينزل فى إثر بعض .
قال صاحب الكشاف ما ملخصه : وقوله " كذلك " جواب لهم ، أى : كذلك أنزلناه مفرقا ، والحكمة فيه : أن نوقى بتفريقه فؤادك حتى تعيه وتحفظه . . .
فإن قلت : ذلك فى كذلك يجب أن يكون إشارة إلى شىء تقدمه ، والذى تقدمه هو إنزاله جملة واحدة فكيف فسرته بكذلك أنزلناه مفرقا؟
قلت : لأن قولهم : لولا أنزل عليه القرآن جملة ، معناه : لماذا أنزل مفرقا ، والدليل على فساد هذا الاعتراض أنهم عجزوا عن أن يأتوا بنجم واحد من نجومه . . . فكأنهم قدروا على تفاريقه حتى يقدروا على جملته .
- البغوى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) كما أنزلت التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود . قال الله تعالى : ) ( كذلك ) فعلت ، ( لنثبت به فؤادك ) أي : أنزلناه متفرقا ليقوى به قلبك فتعيه وتحفظه ، فإن الكتب أنزلت على الأنبياء يكتبون ويقرءون ، وأنزل الله القرآن على نبي أمي لا يكتب ولا يقرأ ، ولأن من القرآن الناسخ والمنسوخ ، ومنه ما هو جواب لمن سأل عن أمور ، ففرقناه ليكون أوعى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأيسر على العامل به . ( ورتلناه ترتيلا ) قال ابن عباس : بيناه بيانا ، والترتيل : التبيين في ترسل وتثبت . وقال السدي : فصلناه تفصيلا . وقال مجاهد : بعضه في إثر بعض . وقال النخعي والحسن وقتادة : فرقناه تفريقا ، آية بعد آية .
- ابن كثير : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
يقول تعالى مخبرا عن كثرة اعتراض الكفار وتعنتهم ، وكلامهم فيما لا يعنيهم ، حيث قالوا : ( لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) أي : هلا أنزل عليه هذا الكتاب الذي أوحي إليه جملة واحدة ، كما نزلت الكتب قبله ، كالتوراة والإنجيل والزبور ، وغيرها من الكتب الإلهية . فأجابهم الله عن ذلك بأنه إنما أنزل منجما في ثلاث وعشرين سنة بحسب الوقائع والحوادث ، وما يحتاج إليه من الأحكام لتثبيت قلوب المؤمنين به كما قال : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) [ الإسراء : 106 ] ; ولهذا قال : ( لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) . قال قتادة : وبيناه تبيينا . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : وفسرناه تفسيرا .
- القرطبى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
قوله تعالى : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا
قوله تعالى : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة اختلف في قائل ذلك على قولين : أحدهما : أنهم كفار قريش ; قاله ابن عباس . والثاني : أنهم اليهود حين رأوا نزول القرآن مفرقا قالوا : هلا أنزل عليه جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود . فقال الله تعالى : كذلك أي فعلنا لنثبت به فؤادك نقوي به قلبك فتعيه وتحمله ; لأن الكتب المتقدمة أنزلت على أنبياء يكتبون ويقرءون ، والقرآن أنزل على نبي أمي ; ولأن من القرآن الناسخ والمنسوخ ، ومنه ما هو جواب لمن سأل عن أمور ، ففرقناه ليكون أوعى للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأيسر على العامل به ; فكان كلما نزل وحي جديد زاده قوة قلب .
قلت : فإن قيل هلا أنزل القرآن دفعة واحدة وحفظه إذا كان ذلك في قدرته ؟ . قيل : في قدرة الله أن يعلمه الكتاب والقرآن في لحظة واحدة ، ولكنه لم يفعل ولا معترض عليه في حكمه ، وقد بينا وجه الحكمة في ذلك . وقد قيل : إن قوله : كذلك من كلام المشركين ، أي لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك ، أي كالتوراة والإنجيل ، فيتم الوقف على كذلك ثم يبتدئ : لنثبت به فؤادك . ويجوز أن يكون الوقف على قوله : جملة واحدة ثم يبتدئ كذلك لنثبت به فؤادك على معنى أنزلناه عليك كذلك متفرقا لنثبت به فؤادك . قال ابن الأنباري : والوجه الأول أجود وأحسن ، والقول الثاني قد جاء به التفسير ، حدثنا محمد بن عثمان الشيبي قال حدثنا منجاب قال حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى : إنا أنزلناه في ليلة القدر قال : أنزل القرآن جملة واحدة من عند الله عز وجل في اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء ، فنجمه السفرة الكرام على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل عليه السلام على محمد عشرين سنة . قال : فهو قوله فلا أقسم بمواقع النجوم يعني نجوم القرآن وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم . قال : فلما لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة ، قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ; فقال الله تبارك وتعالى : كذلك لنثبت به فؤادك يا محمد . ورتلناه ترتيلا يقول : ورسلناه ترسيلا ; يقول : شيئا بعد شيء .
- الطبرى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
يقول تعالى ذكره: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) بالله ( لَوْلا نـزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ ) يقول: هلا نـزل على محمد صلى الله عليه وسلم القرآن ( جُمْلَةً وَاحِدَةً ) كما أنـزلت التوراة على موسى جملة واحدة؟ قال الله: ( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ) تنـزيله عليك الآية بعد الآية, والشيء بعد الشيء, لنثبت به فؤادك نـزلناه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نـزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا ) قال: كان الله ينـزل عليه الآية, فإذا علمها نبيّ الله نـزلت آية أخرى ليعلمه الكتاب عن ظهر قلب, ويثبت به فؤاده.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نـزلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ) كما أنـزلت التوراة على موسى, قال: (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) قال: كان القرآن ينـزل عليه جوابا لقولهم: ليعلم محمد أن الله يجيب القوم بما يقولون بالحقّ, ويعني بقوله: (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) لنصحح به عزيمة قلبك ويقين نفسك, ونشجعك به.
وقوله (وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا) يقول: وشيئا بعد شيء علمناكه حتى تحفظنه، والترتيل في القراءة: الترسل والتثبت.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا هشيم, قال: أخبرنا مغيرة, عن إبراهيم, في قوله: (وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا) قال: نـزل متفرّقا.
حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن الحسن, في قوله: (وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا) قال: كان ينـزل آية وآيتين وآيات جوابا لهم إذا سألوا عن شيء أنـزله الله جوابا لهم, وردّا عن النبيّ فيما يتكلمون به. وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: (وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا) قال: كان بين ما أنـزل القرآن إلى آخره أنـزل عليه لأربعين, ومات النبيّ صلى الله عليه وسلم لثنتين أو لثلاث وستين.
وقال آخرون: معنى الترتيل: التبيين والتفسير.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا) قال: فسرناه تفسيرا, وقرأ: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا .
- ابن عاشور : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)
عود إلى معاذيرهم وتعلّلاتهم الفاسدة إذ طعنوا في القرآن بأنه نُزّل منجّماً وقالوا : لو كان من عند الله لنَزل كتاباً جملةً واحدة . وضمير { وقال } ظاهر في أنه عائد إلى المشركين ، وهذه جهالة منهم بنسبة كتب الرسل فإنها لم ينزل شيء منها جملةً واحدة وإنما كانت وحياً مفرّقاً؛ فالتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام في الألواح هي عشر كلمات بمقدار سورة الليل في القرآن ، وما كان الإنجيل إلا أقوالاً ينطق بها عيسى عليه السلام في الملإ ، وكذلك الزبور نَزل قطعاً كثيرة ، فالمشركون نسُوا ذلك أو جهلوا فقالوا : هلاّ نزل القرآن على محمد جملةً واحدة فنعلم أنه رسول الله . وقيل : إن قائل هذا اليهودُ أو النصارى ، فإن صح ذلك فهو بهتان منهم لأنهم يعلمون أنه لم تنزل التوراة والإنجيل والزبور إلا مفرقة . فخوض المفسرين في بيان الفرق بين حالة رسولنا من الأُمية وحالة الرسل الذين أُنزلت عليهم الكتب اشتغال بما لا طائل فيه ، فإن تلك الكتب لم تنزل أسفاراً تامة قط .
و { نُزّل } هنا مرادف أنزل وليس فيه إيذان بما يدل عليه التفعيل من التكثير كما تقدم في المقدمة الأولى من مقدمات هذا التفسير بقرينة قولهم : { جملة واحدة } .
وقد جاء قوله : { كذلك لنثبت به فؤادك } ردّاً على طعنهم ، فهو كلام مستأنف فيه ردّ لما أرادوه من قولهم : { لولا نُزّل عليه القرآن جملةً واحدة } وعُدل فيه عن خطابهم إلى خطاب الرسول عليه الصلاة والسلام إعلاماً له بحكمة تنزيله مفرّقاً ، وفي ضمنه امتنان على الرسول بما فيه تثبيت قلبه والتيسيرُ عليه .
وقوله : { كذلك } جواب عن قولهم : { لولا نُزّل عليه القرآن جملةً واحدةً } إشارة إلى الإنزال المفهوم من «لو نُزّل عليه القرآن» وهو حالة إنزال القرآن منجَّماً ، أي أنزلناه كذلك الإنزال ، أي المنجّم ، أي كذلك الإنزال الذي جهلوا حكمته ، فاسم الإشارة في محلّ نصب على أنه نائب عن مفعول مطلق جاء بدلاً عن الفعل . فالتقدير : أنزلناه إنزالاً كذلك الإنزال المنجَّم . فموقع جملة { كذلك } موقع الاستئناف في المحاورة . واللام في { لنثبت } متعلقة بالفعل المقدّر الذي دلّ عليه { كذَلك } . والتثبيت : جعل الشيء ثابتاً . والثبات : استقرار الشيء في مكانه غير متزلزل قال تعالى : { كشجرة طيّبة أصلها ثابت } [ إبراهيم : 24 ] . ويستعار الثبات لليقين وللاطمئنان بحصول الخير لصاحبه قال تعالى : { لكان خيراً لهم وأشدّ تثبيتاً } [ النساء : 66 ] ، وهي استعارات شائعة مبنية على تشبيه حصول الاحتمالات في النفس باضطراب الشيء في المكان تشبيه معقول بمحسوس . والفؤاد : هنا العقل . وتثبيته بذلك الإنزال جعله ثابتاً في ألفاظه ومعانيه لا يضطرب فيه .
وجاء في بيان حكمة إنزال القرآن منجّماً بكلمةٍ جامعة وهي { لنثبت به فؤادك } لأن تثبيت الفؤاد يقتضي كل مَا به خير للنفس ، فمنه ما قاله الزمخشري : الحكمة في تفريقه أن نُقوي بتفريقه فؤادك حتى تَعِيَه وتحفظه ، لأن المتلقن إنما يقوى قلبه على حفظ العلم يُلقى إليه إذ ألقي إليه شيئاً بعد شيء وجُزءاً عقبَ جزء ، وما قاله أيضاً : «أنه كان ينزل على حسب الدواعي والحوادث وجوابات السائلين» اه ، أي فيكونون أوعى لما ينزل فيه لأنهم بحاجة إلى علمه ، فيكثر العمل بما فيه وذلك مما يثبّت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم ويشرح صدره .
وما قاله بعد ذلك : «إن تنزيله مفرّقاً وتحدّيَهم بأن يأتوا ببعض تلك التفارق كلَّما نزل شيء منها ، أدخلُ في الإعجاز وأنور للحجة من أن ينزل كلّه جملة» اه .
ومنه ما قاله الجدّ الوزير رحمه الله : إن القرآن لو لم ينزل منجّماً على حسب الحوادث لما ظهر في كثير من آياته مطابقتُها لمقتضى الحال ومناسبتها للمقام وذلك من تمام إعجازها . وقلت : إن نزوله منجّماً أعون لحفَّاظه على فهمه وتدبره .
وقوله : { ورتلناه ترتيلاً } عطف على قوله { كذلك } ، أي أنزلناه منجّماً ورتَّلناه ، والترتيل يوصف به الكلام إذا كان حسن التأليف بيّن الدلالة . واتفقت أقوال أيمة اللّغة على أن هذا الترتيل مأخوذ من قولهم : ثَغر مرتَّل ورَتِل ، إذا كانت أسنانه مفلّجة تشبه نَور الأقحوان . ولم يوردوا شاهداً عليه من كلام العرب .
والترتيل يجوز أن يكون حالة لنزول القرآن ، أي نزّلناه مفرّقاً منسّقاً في ألفاظه ومعانيه غير متراكم فهو مفرّق في الزمان فإذا كمُل إنزال سورة جاءت آياتها مرتبة متناسبة كأنها أُنزلت جملة واحدة ، ومفرّقٌ في التأليف بأنه مفصّل واضح . وفي هذا إشارة إلى أن ذلك من دلائل أنه من عند الله لأن شأن كلام الناس إذا فُرّق تأليفه على أزمنة متباعدة أن يعتوره التفكك وعدم تشابه الجمل .
ويجوز أن يراد ب { رتّلناه } أمرنا بترتيله ، أي بقراءته مرتَّلاً ، أي بتمهُّل بأن لا يعجِّل في قراءته بأن تُبيّن جميع الحروف والحركات بمهل ، وهو المذكور في سورة المزّمّل )4 )في قوله تعالى : { ورتِّل القرآن ترتيلاً }
و { ترتيلاً } مصدر منصوب على المفعول المطلق قصد به ما في التنكير من معنى التعظيم فصار المصدر مبيّناً لنوع الترتيل .
- إعراب القرآن : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
«وَقالَ الَّذِينَ» ماض واسم الموصول فاعل والجملة مستأنفة «كَفَرُوا» والجملة صلة «لَوْ لا» حرف تحضيض «نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ» ماض مبني للمجهول والقرآن نائب فاعل والجار والمجرور متعلقان بالفعل و الجملة مقول القول «جُمْلَةً» حال «واحِدَةً» صفة «كَذلِكَ» متعلقان بصفة لمفعول مطلق محذوف نزلناه تنزيلا كذلك .. «لِنُثَبِّتَ» اللام للتعليل والمضارع منصوب «بِهِ» متعلقان بنثبت والفاعل مستتر «فُؤادَكَ» مفعول به والكاف مضاف إليه «وَرَتَّلْناهُ» ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة على نزلناه المحذوفة «تَرْتِيلًا» مفعول مطلق
- English - Sahih International : And those who disbelieve say "Why was the Qur'an not revealed to him all at once" Thus [it is] that We may strengthen thereby your heart And We have spaced it distinctly
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا(25:32) The disbelievers say, "Why has not the entire Qur'an been sent down to this man all at nce?" *44 -Well, this has been done to impress it deeply on your mind, *45 and (for the same object) We have sent it down piecemeal by degrees.
- Français - Hamidullah : Et ceux qui ne croient pas disent Pourquoi n'a-t-on pas fait descendre sur lui le Coran en une seule fois Nous l'avons révélé ainsi pour raffermir ton cœur Et Nous l'avons récité soigneusement
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und diejenigen die ungläubig sind sagen "O würde ihm doch der Qur'an als Ganzes offenbart" So geschieht es aber damit Wir dein Herz mit ihm festigen Und Wir haben ihn wohlgeordnet vorgetragen
- Spanish - Cortes : Los infieles dicen ¿Por qué no se le ha revelado el Corán de una vez Para así confirmar con él tu corazón Y lo hemos hecho recitar lenta y claramente
- Português - El Hayek : Os incrédulos dizem Por que não lhe foi revelado o Alcorão de uma só vez Saibam que assim procedemos parafirmar com ele o teu coração e to ditamos em versículos paulatinamente
- Россию - Кулиев : Неверующие сказали Почему Коран не ниспослан ему целиком за один раз Мы поступили так чтобы укрепить им твое сердце и разъяснили его самым прекрасным образом
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
Неверующие сказали: «Почему Коран не ниспослан ему целиком за один раз?» Мы поступили так, чтобы укрепить им твое сердце, и разъяснили его самым прекрасным образом.Почему Коран не ниспослан ему целиком за один раз? Будь это так, то его пророческая миссия не вызывала бы сомнений. Подобные мысли закрадывались в сердца многобожников, но разве то, что Священный Коран был ниспослан по частям, является недостатком божественного откровения? Конечно же, нет. Именно поэтому Всевышний Аллах сказал, что Он ниспослал Коран по частям для того, чтобы укоренить веру в сердце Своего пророка, да благословит его Аллах и приветствует. Всякий раз, когда Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, получал очередное откровение, его душа обретала покой и стойкость, особенно, если это откровение ниспосылалось тогда, когда его сердце переполнялось тревогой и беспокойством. Коранические аяты, которые ниспосылались в связи с происходящими событиями, производили на посланника Аллаха и правоверных гораздо большее впечатление, чем если бы все они были ниспосланы за один раз. А когда это событие становилось достоянием истории, они читали ниспосланное откровение и вспоминали милость Всевышнего Господа. О Мухаммад! Мы не только ниспослали тебе Священное Писание, но и разъяснили его самым прекрасным образом. Мы ниспосылали тебе часть откровения и готовили тебя к следующей части. Мы воспитывали тебя и последовательно обучали тебя истине. Мы опекали тебя и заботились о Нашем писании, и поэтому ниспосылали коранические откровения, когда ты в них нуждался и когда это было необходимо для утверждения на земле твоей религии.
- Turkish - Diyanet Isleri : İnkar edenler "Kuran ona bir defada indirilmeliydi" derler Oysa Biz onu böylece senin kalbine yerleştirmek için azar azar indirir ve onu ağır ağır okuruz
- Italiano - Piccardo : I miscredenti dicono “Perché il Corano non è stato fatto scendere su di lui in un'unica soluzione” [Lo abbiamo invece rivelato] in questo modo per rafforzare il tuo cuore E te lo facciamo recitare con cura
- كوردى - برهان محمد أمين : کافرهکان بیانوویهکی تریان گرت و وتیان ئهوه بۆ قورئان به یهک کهڕهت بۆی ڕهوانه ناکرێت بێگومان ئێمه ههر بهو شێوهیه ڕهوانهی دهکهین تا دڵی تۆ زیاتر دڵنیا بکهین بهردهوام بهجوانی دایدهڕێژین و دهیگهیهنین
- اردو - جالندربرى : اور کافر کہتے ہیں کہ اس پر قران ایک ہی دفعہ کیوں نہیں اتارا گیا۔ اس طرح اہستہ اہستہ اس لئے اتارا گیا کہ اس سے تمہارے دل کو قائم رکھیں۔ اور اسی واسطے ہم اس کو ٹھہر ٹھہر کر پڑھتے رہے ہیں
- Bosanski - Korkut : Oni koji ne vjeruju govore "Trebalo je da mu Kur'an bude objavljen čitav i to odjednom" A tako se objavljuje da bismo njime srce tvoje učvrstili i Mi ga sve ajet po ajet objavljujemo
- Swedish - Bernström : Och de som förnekar sanningen säger "Varför har inte [hela] Koranen uppenbarats för honom i ett sammanhang" Så [har Vi gått till väga] för att stärka din övertygelse; ja Vi har fogat ihop dess stycken i den bästa ordning till ett väl sammanhållet helt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Berkatalah orangorang yang kafir "Mengapa Al Quran itu tidak diturunkan kepadanya sekali turun saja"; demikianlah supaya Kami perkuat hatimu dengannya dan Kami membacanya secara tartil teratur dan benar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
(Berkatalah orang-orang yang kafir, "Mengapa tidak) (diturunkan kepadanya Alquran sekali turun saja?") sebagaimana kitab Taurat, kitab Injil dan kitab Zabur. Allah menjawab melalui firman-Nya, "Kami sengaja menurunkannya (demikian) secara terpisah-pisah (supaya Kami perkuat hatimu dengannya) Kami menguatkan kalbumu dengan Alquran (dan Kami membacakannya kelompok demi kelompok") Kami menurunkannya tahap demi tahap secara perlahan dan tidak tergesa-gesa, supaya mudah dipahami dan dihafal.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : সত্য প্রত্যাখানকারীরা বলে তাঁর প্রতি সমগ্র কোরআন একদফায় অবতীর্ণ হল না কেন আমি এমনিভাবে অবতীর্ণ করেছি এবং ক্রমে ক্রমে আবৃত্তি করেছি আপনার অন্তকরণকে মজবুত করার জন্যে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும்; "இவருக்கு இந்த குர்ஆன் மொத்தமாக ஏன் ஒரே தடவையில் முழுதும் இறக்கப்படவில்லை" என்று நிராகரிப்போர் கேட்கிறார்கள்; இதைக் கொண்டு உம் இதயத்தை உறுதிப்படுத்துவதற்காக இதனை படிப்படியாக நாம் இறக்கினோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธา กล่าวว่า”ทำไมอัลกุรอานจึงไม่ถูกประทานลงมาแก่เขาครั้งเดียวกันทั้งหมด” เช่นนั้นแหละเพื่อเราจะทำให้หัวใจของเจ้ามั่นคงหนักแน่น และเราได้จัดให้เป็นเป็นระเบียบเรียบร้อย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Куфр келтирганлар Унга Қуръон бир йўла нозил қилинса эди дедилар Биз сенинг қалбингни у билан собит қилиш учун шундай қилдик ва уни донадона қилиб ўқидик Яъни эй Муҳаммад Биз сенинг қалбингни Қуръон билан собит қилиш қувватлаш учун уни бўлакбўлак ҳолда нозил этдик ва гўзал равишда донадона қилиб ўқиб бердик Қуръон бирданига тушмасдан бўлакбўлак бўлиб тушар ҳар ваҳий келганида Пайғамбарнинг с а в қалблари қувватланар кучларига куч ғайратларига ғайрат қўшилар эди
- 中国语文 - Ma Jian : 不信道者曾说:怎么不把全部《古兰经》一次降示他呢?我那样零零星星地降示它以便我凭它来坚定你的心,我逐渐降示它。
- Melayu - Basmeih : Dan orangorang yang kafir berkata "Mengapa tidak diturunkan AlQuran itu kepada Muhammad semuanya sekali dengan sekaligus" AlQuran diturunkan dengan cara beransuransur itu kerana Kami hendak menetapkan hatimu wahai Muhammad dengannya dan Kami nyatakan bacaannya kepadamu dengan teratur satu persatu
- Somali - Abduh : Waxay Dheheen kuwii gaaloobay maa lagu Soo Dejiyo Nabiga Quraanka Mar kaliya Isagoo dhan saasaan Yeellay inaan ku Sugno Qalbigaaga waana kugu Akhriyeynaa Akhrin Fiican
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda suka kãfirta suka ce "Don me ba a saukar da Alƙur'ãni a kansa ba jimla guda" kamar wancan Dõmin Mu ƙarfafa zũciyarka game da shi kuma Mun jẽranta karanta shi da hankali jẽrantawa
- Swahili - Al-Barwani : Na wakasema walio kufuru Kwa nini hakuteremshiwa Qur'ani kwa jumla moja Hayo ni hivyo ili tuuthibitishe moyo wako na ndio tumeisoma kwa mafungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E mohuesit thonë “Përse Kur’ani nuk është shpallur në tërësi – përnjëherë” Kështu ta kemi shpallur pjesëpjesë për ta forcuar ty – me te zemrën tënde dhe ta kemi lexuar qartazi
- فارسى - آیتی : كافران گفتند: چرا اين قرآن به يكباره بر او نازل نمىشود؟ براى آن است كه دل تو را بدان نيرومندى دهيم و آن را به آهستگى و ترتيب فرو خوانيم.
- tajeki - Оятӣ : Кофирон гуфтанд: «Чаро ин Қуръон ба якбора бар ӯ нозил намешавад?» Барои он аст, ки дили туро ба он устуворӣ диҳем ва онро ба оҳистагиву тартиб хонем.
- Uyghur - محمد صالح : كاپىرلار: «قۇرئان نېمىشقا ئۇنىڭغا (يەنى مۇھەممەد ئەلەيھىسسالامغا) بىر قېتىمدىلا نازىل قىلىنمىدى؟» دېدى. سېنىڭ دىلىڭنى مۇستەھكەم قىلىش ئۈچۈن، ئۇنى پارچە - پارچە نازىل قىلدۇق، ئۇنى ئايرىم – ئايرىم نازىل قىلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യനിഷേധികള് ചോദിക്കുന്നു: "ഇയാള്ക്ക് ഈ ഖുര്ആന് മുഴുവനും ഒന്നിച്ച് ഒരേസമയം ഇറക്കിക്കൊടുക്കാത്തതെന്ത്?” എന്നാല് അത് ഇങ്ങനെത്തന്നെയാണ് വേണ്ടത്. നിന്റെ ഹൃദയത്തെ ഉറപ്പിച്ചുനിര്ത്താനാണിത്. നാമിത് ഇടവിട്ട് ഇടവിട്ട് പലതവണയായി ഓതിക്കേള്പ്പിക്കുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : وقال الذين كفروا هلا انزل القران على محمد جمله واحده كالتوراه والانجيل والزبور قال الله سبحانه وتعالى كذلك انزلناه مفرقا لنقوي به قلبك وتزداد به طمانينه فتعيه وتحمله وبيناه في تثبت ومهله
*44) As the disbelievers of Makkah considered this objection to be very strong, they repeated it over and over again. The Qur'an also has cited it with its answer at several places; for instance, see E.N.'s 101-106 of Surah An-Naml and E.N. 119 of Bani Isra'il. Their question implied: "Had the Qur'an been really the Word of Allah, it would have been sent as a complete book aII at once; for Allah has the knowledge of everything and every human affair. Thus it is obvious that nothing is being sent down from above; but this man himself fabricates all its themes or gets these from other people or other books. "
*45) Another translation can be: "So that by it We may strengthen your heart and imbue it with courage." The words are comprehensive and imply both the meanings. This concise sentence contains the following explanation why the Qur'an was revealed piecemeal by degrees:
(1) So that the Holy Prophet may commit it to memory perfectly and recite it to his people, who are illiterate, rather than present it in a written form.
(2) So that its teachings and messages may be impressed deeply on the minds.
(3) So that the way of life it teaches, may be followed with complete conviction, which would not be possible if all the Commandments and the whole system of life had been sent down all at once.
(4) So that the hearts of the Prophet and his followers may be imbued with courage during the conflict between the Truth and falsehood. This required that the Divine Guidance and messages of encouragement should be revealed as and when needed according to the practical situation. Obviously, this could not have been possible if these had been sent down all at once. This also showed that Allah had not left His Messenger alone amidst persecution to counter all sorts of resistance and opposition after appointing him to the mission, but He Himself was watching the struggle with concern and guiding His Prophet through every difficulty by direct communion in every critical situation.