- عربي - نصوص الآيات عثماني : ثُمَّ قَبَضْنَٰهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
- عربى - نصوص الآيات : ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا
- عربى - التفسير الميسر : ألم تر كيف مدَّ الله الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس؟ ولو شاء لجعله ثابتًا مستقرًا لا تزيله الشمس، ثم جعلنا الشمس علامة يُستَدَلُّ بأحوالها على أحواله، ثم تَقَلَّصَ الظل يسيرًا يسيرًا، فكلما ازداد ارتفاع الشمس ازداد نقصانه. وذلك من الأدلة على قدرة الله وعظمته، وأنه وحده المستحق للعبادة دون سواه.
- السعدى : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
{ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا } فكلما ارتفعت الشمس تقلص الظل شيئا فشيئا، حتى يذهب بالكلية فتوالي الظل والشمس على الخلق الذي يشاهدونه عيانا وما يترتب على ذلك من اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما وتعاقب الفصول، وحصول المصالح الكثيرة بسبب ذلك- من أدل دليل على قدرة الله وعظمته وكمال رحمته وعنايته بعباده وأنه وحده المعبود المحمود المحبوب المعظم، ذو الجلال والإكرام.
- الوسيط لطنطاوي : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
وقوله - تعالى - : ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً ) معطوف - أيضا - على " مد " وداخل فى حكمه .
والقبض : ضد المد والبسط ، واليسير : السهل الذى لا عسر فيه .
أى : ثم قبضنا ذلك الظل المدود بقدرتنا وحكمتنا - قبضا يسيرا وهينا علينا .
بأن محوناه بالتدريج عند إيقاعنا الشمس عليه . حتى انتهى أمره إلى الزوال والاضمحلال .
وقال - سبحانه - : ( إِلَيْنَا ) للتنصيص على أن مد الظل وقبضه مرجعه إليه - تعالى - وحده . فليس فى إمكان أحد سواه - عز وجل - أن يفعل ذلك .
قال صاحب الكشاف : قوله : ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً ) أى : على مهل . وفى هذا القبض اليسير شيئا بعد شىء من النمافع مالا يعد ولا يحصر . ولو قبض دفعة واحدة لتعطلت أكثر مرافق الناس بالظل والشمس جميعا .
فإن قلت : " ثم " فى هذين الموضعين كيف موقعها؟ قلت : موقعها لبيان تفاضل الأمور الثلاثة : كان الثانى أعظم من الأول ، والثالث أعظم منهما ، تشبيها لتباعد ما بينهما فى الفضل ، بتباعد ما بين الحوادث فى الوقت . . . ويحتمل أن يريد قبضه عند قيام الساعة بقبض أسبابه وهى الأجرام التى تبقى الظل ، فيكون قد ذكر إعدامه بإعدام أسبابه .
- البغوى : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
( ثم قبضناه ) يعني الظل ، ( إلينا قبضا يسيرا ) بالشمس التي تأتي عليه ، و " القبض " : جمع المنبسط من الشيء ، معناه : أن الظل يعم جميع الأرض قبل طلوع الشمس ، فإذا طلعت الشمس قبض الله الظل جزءا فجزءا " قبضا يسيرا " ، أي : خفيا .
- ابن كثير : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
وقوله : ( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) أي : الظل ، وقيل : الشمس . ) يسيرا ) أي : سهلا . قال ابن عباس : سريعا . وقال مجاهد : خفيا . وقال السدي; قبضا خفيا ، حتى لا يبقى في الأرض ظل إلا تحت سقف أو تحت شجرة ، وقد أظلت الشمس ما فوقه .
وقال أيوب بن موسى : ( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) أي : قليلا قليلا .
- القرطبى : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
ثم قبضناه يريد ذلك الظل الممدود . إلينا قبضا يسيرا أي يسيرا قبضه علينا . وكل أمر ربنا عليه يسير . فالظل مكثه في هذا الجو بمقدار طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضا ، وخلفه في هذا الجو شعاع الشمس فأشرق على الأرض وعلى الأشياء إلى وقت غروبها ، فإذا غربت فليس هناك ظل ، إنما ذلك بقية نور النهار . وقال قوم : قبضه بغروب الشمس ; لأنها ما لم تغرب فالظل فيه بقية ، وإنما يتم زواله بمجيء الليل ودخول الظلمة عليه . وقيل : إن هذا القبض وقع بالشمس ; لأنها إذا طلعت أخذ الظل في الذهاب شيئا فشيئا ; قاله أبو مالك وإبراهيم التيمي . وقيل : ثم قبضناه أي قبضنا ضياء الشمس بالفيء قبضا يسيرا . وقيل : يسيرا أي سريعا ، قاله الضحاك . قتادة : خفيا ; أي إذا غابت الشمس قبض الظل قبضا خفيا ، كلما قبض جزء منه جعل مكانه جزء من الظلمة ، وليس يزول دفعة واحدة . فهذا معنى قول قتادة ; وهو قول مجاهد .
- الطبرى : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
قوله: ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) قال: حوى الشمس الظلّ. وقيل: إن الهاء التي في قوله: ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا ) عائدة على الظلّ, وإن معنى الكلام: ثم قبضنا الظلّ إلينا بعد غروب الشمس، وذلك أن الشمس إذا غربت غاب الظلّ الممدود, قالوا: وذلك وقت قبضه.
واختلف أهل التأويل في معنى قوله: ( يَسِيرًا ) فقال بعضهم: معناه: سريعا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) يقول: سريعا.
وقال آخرون: بل معناه: قبضا خفيا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن عبد العزيز بن رفيع, عن مجاهد ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) قال: خفيا.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, قال: قال ابن جُرَيج ( قَبْضًا يَسِيرًا ) قال: خفيا, قال: إن ما بين الشمس والظلّ مثل الخيط, واليسير الفعيل من اليسر, وهو السهل الهين في كلام العرب. فمعنى الكلام إذ كان ذلك كذلك, يتوجه لما روي عن ابن عباس ومجاهد؛ لأن سهولة قبض ذلك قد تكون بسرعة وخفاء. وقيل: إنما قيل ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) لأن الظلّ بعد غروب الشمس لا يذهب كله دفعة, ولا يقبل الظلام كله جملة, وإنما يقبض ذلك الظلّ قبضا خفيا, شيئا بعد شيء ويعقب كل جزء منه يقبضه جزء من الظلام.
- ابن عاشور : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)
استئناف ابتدائي فيه انتقال من إثبات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وإثبات أن القرآن من عند الله أنزله على رسوله ، وصفات الرسل وما تخلل ذلك من الوعيد وهو من هذا الاعتبار متصل بقوله : { وقال الذين كفروا لولا نُزِّل عليه القرآن جملة واحدة } [ الفرقان : 32 ] الآية .
وفيه انتقال إلى الاستدلال على بطلان شركهم وإثبات الوحدانية لله وهو من هذه الجهة متصل بقوله في أول السورة { واتخَذَوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً } [ الفرقان : 3 ] الآية .
وتوجيه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي أن الكلام متصل بنظيره من قوله تعالى : { قل أنزله الذي يعلم السرّ في السموات والأرض } [ الفرقان : 6 ] . وما عطف عليه { قل أذلك خير } [ الفرقان : 15 ] { وما أرسلنا قبلَك من المرسلين } [ الفرقان : 20 ] { وكفى بربك هادياً } [ الفرقان : 31 ] فكلها مخاطبات للنبيء صلى الله عليه وسلم وقد جُعل مَدُّ الظل وقبْضُه تمثيلاً لحكمة التدريج في التكوينات الإلهية والعدول بها عن الطَفْرَة في الإيجاد ليكون هذا التمثيل بمنزلة كبرَى القياسسِ للتدليل على أن تنزيل القرآن منجَّماً جارٍ على حكمة التدرج لأنه أمكن في حصول المقصود ، وذلك ما دل عليه قوله سابقاً { كذلك لنُثَبّت به فؤادك } [ الفرقان : 32 ] . فكان في قوله : { ألم تر إلى ربك كيف مدّ الظّل . . . } الآية زيادةٌ في التعليل على ما في قوله { كذلك لِنُثبّت به فؤادك } [ الفرقان : 32 ] .
ويستتبع هذا إيماءً إلى تمثيل نزول القرآن بظهور شمس في المواضع التي كانت مظلَّلة إذ قال تعالى : { ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } فإن حال الناس في الضلالة قبل نزول القرآن تشبَّه بحال امتداد ظلمة الظل ، وصار ما كان مظلّلاً ضاحياً بالشمس وكان زوال ذلك الظل تدريجاً حتى ينعدم الفيء .
فنظم الآية بما اشتمل عليه من التمثيل أفاد تمثيل هيئة تنزيل القرآن منجَّماً بهيئة مدّ الظل مدرّجاً ولو شاء لجعله ساكناً .
وكان نظْمُها بحمله على حقيقة تركيبه مفيداً العبرة بمد الظل وقبضِه في إثبات دقائق قدرة الله تعالى ، وهذان المُفادان من قبيل استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه الذي ذكرناه في المقدمة التاسعة . وكان نظم الكلام بمعنى ما فيه من الاستعارة التصريحية من تشبيه الهداية بنور الشمس ، وتقلّص ضلال الكفر بانقباض الظل بعد أن كان مديداً قبل طلوع الشمس . وبهذه النكتة عُطف قوله { ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً } إلى قوله { وجعل النهار نشوراً } [ الفرقان : 47 ] .
والاستفهام تقريري فهو صالح لطبقات السامعين : مِن غافل يُسأل عن غفلته ليُقِرَّ بها تحريضاً على النظر ، ومِن جَاحد يُنكَر عليه إهماله النظر ، ومن موفق يُحَثّ على زيادة النظر .
والرؤية بصرية ، وقد ضمن الفعل معنى النظر فعدّي إلى المرْئي بحرف )إلى ). والمدّ : بسط الشيء المنقبض المتداخل يقال : مد الحبل ومد يده ، ويطلق المد على الزيادة في الشيء وهو استعارة شائعة ، وهو هنا الزيادة في مقدار الظل .
ثم إذا كان المقصود بفعل الرؤية حالةً من أحوال الذات تصحّ رؤيتها فلك تعدية الفعل إلى الحالة كقوله تعالى : { ألم ترَ كيفَ فَعَل ربّك بأصحاب الفيل } [ الفيل : 1 ] { ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً } [ نوح : 15 ] ، وصحّ تعديته إلى اسم الذات مقيّدة بالحالة المقصودة بحال أو ظرف أو صلة نحو { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت } [ الغاشية : 17 ] { ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه } [ البقرة : 258 ] { ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبيء لهم ابعث لنا ملكاً } [ البقرة : 246 ] .
والفرق بين التعديتين أن الأولى يقصد منها العناية بالحالة لا بصاحبها ، فالمقصود من آية سورة الفيل : الامتنان على أهل مكة بما حلّ بالذين انتهكوا حرمتَها من الاستئصال ، والمقصود من آية سورة الغاشية العبرة بكيفية خلقه الإبل لِما تشتمل عليه من عجيب المنافع ، وكذلك الآيتان الأخِيرتان . وإذ قد كان المقام هنا مقام إثبات الوحدانية والإلهية الحقّ لله تعالى ، أوثرَ تعلق فعل الرؤية باسم الذات ابتداء ثم مجيء الحال بعد ذلك مجيئاً كمجيء بدل الاشتمال بعد ذكر المبدَل منه .
وأما قوله في سورة نوح )15 ){ ألم تَروا كيف خلق الله } دون أن يقال : ألم تروا رَبَّكم كيف خلق ، لأن قومه كانوا متصلبين في الكفر وكان قد جادلهم في الله غيرَ مرة فعَلِم أنه إن ابتدأهم بالدعوة إلى النظر في الوحدانية جعلوا أصابعهم في آذانهم فلم يسمعوا إليه فبادأهم باستدعاء النظر إلى كيفية الخلق .
وعلى كل فإن { كيف } هنا مجردة عن الاستفهام وهي اسم دال على الكيفية فهي في محلّ بدل الاشتمال من { ربك } ، والتقدير : ألم ترَ إلى ربك إلى هيئة مده الظل . وقد تقدم ذكر خروج )كيف )عن الاستفهام عند قوله تعالى : { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } في سورة آل عمران )6 )، فإنه لا يخلو النهار من وجود الظل .
وفي وجود الظل دقائقُ من أحواللِ النظام الشمسي فإن الظل مقدار محدد من الظلمة يحصل من حيلولة جسم بين شعاع الشمس وبين المكان الذي يقع عليه الشعاعُ فينطبع على المكان مقدار من الظل مقدَّر بمقدار كيفية الجسم الحائل بين الشعاع وبين موقع الشعاع على حسب اتجاه ذلك الجسم الحائل من جهته الدقيقة أو الضخمة ، ويكون امتداد تلك الظلمة المكيَّفية بكيفية ذلك الجسم متفاوتاً على حسب تفاوت بُعد اتجاه الأشعة من موقعها ومن الجسم الحائل ومختلفاً باستواء المكان وتحدُّبه ، فذلك التفاوت في مقادير ظل الشيء الواحد هو المعبر عنه بالمَدّ في هذه الآية لأنه كلما زاد مقدار الظلمة المكيّفية لكيفية الحائل زاد امتداد الظل . فتلك كلها دلائل كثيرة من دقائق التكوين الإلهي والقدرة العظيمة .
وقد أفاد هذا المعنى كاملاً فعلُ مَدّ } .
وهذا الامتداد يكثر على حسب مقابلة الأشعة للحائل فكلّما اتجهت الأشعة إلى الجسم من أخفض جهةٍ كان الظل أوسع ، وإذا اتجهت إليه مرتفعةً عنه تقلّص ظلّه رويداً رويداً إلى أن تصير الأشعة مُسامتة أعلى الجسم ساقطة عليه فيزول ظِله تماماً أو يكاد يزول ، وهذا معنى قوله تعالى : { ولو شاء لجعله ساكناً } أي غير متزايد لأنه لما كان مدّ الظل يشبه صورة التحرك أطلق على انتفاء الامتدادِ اسم السكون بأن يلازم مقداراً واحداً لا ينقص ولا يزيد ، أي لو شاء الله لجعل الأرض ثابتة في سَمت واحد تُجاه أشعة الشمس فلا يختلف مقدار ظل الأجسام التي على الأرض وتلزم ظلالُها حالة واحدة فتنعدم فوائد عظيمة .
ودلت مقابلة قوله : { مد الظل } بقوله { لجعله ساكناً } على حالة مطوية من الكلام ، وهي حالة عموم الظل جميع وجه الأرض ، أي حالة الظلمة الأصلية التي سبقت اتجاه أشعة الشمس إلى وجه الأرض كما أشار إليه قول التوراة «وكانت الأرض خالية ، وعلى وجه القمر ظلمة» ثم قال «وقال الله ليكن نور فكان نور . . . » وفصل الله بين النور والظلمة )إصحاح واحد من سفر الخروج )، فاستدلال القرآن بالظل أجدى من الاستدلال بالظلمة لأن الظلمة عدم لا يكاد يحصل الشعور بجمالها بخلاف الظل فهو جامع بين الظلمة والنور فكلا دلالتيه واضحة .
وجملة { ولو شاء لجعله ساكناً } معترضة للتذكير بأن في الظل منّة .
وقوله : { ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } عطف على جملة { مد الظل } وأفادت { ثُمّ } أن مدلول المعطوف بها متراخ في الرتبة عن مدلول المعطوف عليه شأن { ثُم } إذا عطفت الجملة . ومعنى تراخي الرتبة أنها أبعد اعتباراً ، أي أنها أرفع في التأثير أو في الوجود فإن وجود الشمس هو علة وجود الظّل للأجسام التي على الأرض والسبب أرفع رتبة من المسبّب ، أي أن الله مد الظل بأن جعل الشمس دليلاً على مقادير امتداده . ولم يفصح المفسرون عن معنى هذه الجملة إفصاحاً شافياً .
والالتفات من الغيبة إلى التكلم في قوله : { ثم جعلنا } لأن ضمير المتكلم أدخل في الامتنان من ضمير الغائب فهو مشعر بأن هذا الجعل نعمة وهي نعمة النور الذي به تمييز أحوال المرئيات وعليه فقوله )تعالى ): { ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } ارتقاء في المنّة .
والدليل : المرشد إلى الطريق والهادي إليه ، فجُعل امتداد الظل لاختلاف مقاديره كامتداد الطريق وعلامات مقادير مثلَ صُوى الطريق ، وجعلت الشمس من حيث كانت سبباً في ظهور مقادير الظل كالهادي إلى مَراحلَ ، بطريقة التشبيه البليغ ، فكما أن الهادي يخبر السائر أين ينزل من الطريق ، كذلك الشمس بتسببها في مقادير امتداد الظل تعرّف المستدل بالظل بأوقات أعماله ليشرع فيها .
وتعدية { دليلاً } بحرف )على )تفيد أن دلالة الشمس على الظل هنا دلالة تنبيه على شيء قد يخفى كقول الشاعر :
«إلا عليّ دليل» ... وشمل هذا حالتي المد والقبض .
وجملة { ثم قبضناه إلينا } إلخ عطف على جملة { مد الظل } ، أو على جملة { جعلنا الشمس عليه دليلاً } لأن قبض الظل من آثار جعل الشمس دليلاً على الظل .
و { ثم } الثانية مثل الأولى مفيدة التراخي الرتبي ، لأن مضمون جملة { قبضناه إلينا قبضاً يسيراً } أهم في الاعتبار بمضمونها من مضمون { جعلنا الشمس عليه دليلاً } إذ في قبض الظل دلالة من دلالة الشمس هي عكس دلالتها على امتداده فكانت أعجب إذ هي عملٌ ضدٌّ للعمل الأول ، وصدور الضدين من السبب الواحد أعجب من صدور أحدهما السابق في الذكر .
والقبض : ضد المدّ فهو مستعمل في معنى النقص ، أي نقصنا امتداده ، والقبض هنا استعارة للنقص . وتعديته بقوله : { إلينا } تخييل ، شُبِّه الظل بحبل أو ثوب طواه صاحبه بعد أن بسطه على طريقة المكنية ، وحرف )إلى )ومجروره تخييل .
وموقع وصف القبض بيسير هنا أنه أريد أن هذا القبض يحصل ببطء دون طفرة ، فإن في التريث تسهيلاً لقبضه لأن العمل المجزّأ أيسر على النفوس من المجتمع غالباً ، فأطلق اليسر وأريد به لازم معناه عرفاً ، وهو التدريج ببطء ، على طريقة الكناية ، ليكون صالحاً لمعنى آخر سنتعرض إليه في آخر كلامنا .
وتعدية القبض ب { إلينا } لأنه ضد المدّ الذي أسند إلى الله في قوله : { مد الظل } . وقد علم من معنى { قبضناه } أن هذا القبض واقع بعد المد فهو متأخر عنه .
وفي مَدِّ الظل وقبضِه نعمةُ معرفة أوقات النهار للصلوات وأعمال الناس ، ونعمةُ التناوب في انتفاع الجماعات والأقطار بفوائد شعاع الشمس وفوائد الفيء بحيث إن الفريق الذي كان تحت الأشعة يتبرد بحلول الظلّ ، والفريق الذي كان في الظل ينتفع بانقباضه .
هذا محل العبرة والمنّة اللتين تتناولهما عقول النّاس على اختلاف مداركهم . ووراء ذلك عبرة علمية كبرى توضحها قواعد النظام الشمسي وحركةُ الأرض حول الشمس وظهورُ الظلمة والضياء ، فليس الظل إلا أثر الظلمة فإن الظلمة هي أصل كيفيات الأكوان ثم انبثق النور بالشمس ونشأ عن تداول الظلمة والنور نظام الليل والنهار وعن ذلك نظام الفصول وخطوط الطول والعرض للكرة الأرضية وبها عرفت مناطق الحرارة والبرودة .
ومن وراء ذلك إشارة إلى أصل المخلوقات كيف طرأ عليها الإيجاد بعد أن كانت عدماً ، وكيف يمتد وجودها في طور نمائها ، ثم كيف تعود إلى العدم تدريجاً في طور انحطاطها إلى أن تصير إلى العدم ، فذلك مما يشير إليه { ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً } فيكون قد حصل من التذكير بأحوال الظلّ في هذه الآية مع المنّة والدلالة على نظام القدرة تقريب لحالة إيجاد الناس وأحوال الشباب وتقدم السن ، وأنهم عقب ذلك صائرون إلى ربّهم يوم البعث مصيراً لا إحالة فيه ولا بعد ، كما يزعمون ، فلما صار قبض الظل مثلاً لمصير الناس إلى الله بالبعث وُصف القبض بيسير تلميحاً إلى قوله : { ذلك حَشْر علينا يسير } [ ق : 44 ] .
وفي هذا التمثيل إشارة إلى أن الحياة في الدنيا كظل يمتد وينقبض وما هو إلا ظل .
فهذان المَحملان في الآية من معجزات القرآن العلمية .
- إعراب القرآن : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
«ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً» ماض وفاعل ومفعول به ومفعول مطلق وصفة له والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبله والجملة معطوفة
- English - Sahih International : Then We hold it in hand for a brief grasp
- English - Tafheem -Maududi : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا(25:46) then (as the sun climbs up), We roll it up little by little towards Ourselves. *59
- Français - Hamidullah : puis Nous la saisissons [pour la ramener] vers Nous avec facilité
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Hierauf ziehen Wir ihn leicht zu Uns ein
- Spanish - Cortes : Luego la atraemos hacia Nosotros con facilidad
- Português - El Hayek : Logo a recolhemos até Nós paulatinamente
- Россию - Кулиев : и затем постепенно сжимаем ее к Себе
- Кулиев -ас-Саади : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
и затем постепенно сжимаем ее к Себе.Разве Аллах не предоставил тебе возможность воочию убедиться в совершенстве Его могущества и безграничности Его милосердия? Именно благодаря этим прекрасным качествам Аллах простирает тень. Речь идет о том, что происходит с того момента, как занимается утренняя заря, вплоть до восхода солнца. Существование солнца на небе определяет существование тени на земле. А если бы солнца не было, то люди не могли бы увидеть тень, потому что антагонисты всегда познаются в сравнении. Затем Аллах постепенно оттягивает тень к себе. По мере того, как солнце поднимается над горизонтом, тень постепенно уменьшается в размерах. В конце концов, она полностью или почти полностью исчезает. В этот момент солнце находится над головой человека, а тень - под его ногами. Люди без труда могут наблюдать это природное явление, результатом которого является смена дня и ночи, а также смена времен года. Все это приносит обитателям земли многочисленную пользу и является величайшим свидетельством могущества, величия и милосердия Аллаха, Который непрестанно заботится о Своих рабах. Все это также обязывает людей поклоняться только одному Аллаху, любить и почитать только Обладателя божественного величия и достоинства.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rabbinin gölgeyi nasıl uzattığını görmez misin İsteseydi onu durdururdu Sonra Biz güneşi ona delil kılıp yavaş yavaş kendimize çekmişizdir
- Italiano - Piccardo : e poi la prendiamo [per ricondurla] a Noi con facilità
- كوردى - برهان محمد أمين : لهوهودوا به شێنهیی ئهو سێبهره بۆ لای خۆمان دهگێڕینهوه و دهیگرینهوه دیاره که خوا دهیهوێت له ڕێگهی ئهو دیاردهیهوه زاتی مهزنی فهرامۆش نهکهین
- اردو - جالندربرى : پھر اس کو ہم اہستہ اہستہ اپنی طرف سمیٹ لیتے ہیں
- Bosanski - Korkut : a poslije je malopomalo Sebi privlačimo
- Swedish - Bernström : och till sist griper Vi den och drar den till Oss steg för steg
- Indonesia - Bahasa Indonesia : kemudian Kami menarik bayangbayang itu kepada kami dengan tarikan yang perlahanlahan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
(Kemudian Kami menarik bayang-bayang itu) yakni bayang-bayang yang memanjang itu (kepada Kami dengan tarikan yang perlahan-lahan), yaitu dengan terbitnya matahari.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর আমি একে নিজের দিকে ধীরে ধীরে গুটিয়ে আনি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பிறகு நாம் அதனைச் சிறுகச் சிறுக குறைத்து நம்மிடம் கைப்பற்றிக் கொள்கிறோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วเราได้ให้เงาสูญสิ้นไปยังเราที่ละน้อย ๆ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сўнгра Биз уни Ўзимизга астасекин тортиб олдик
- 中国语文 - Ma Jian : 然后我逐渐地收回阴影。
- Melayu - Basmeih : Kemudian Kami tarik balik bayangbayang itu kepada Kami dengan beransuransur
- Somali - Abduh : Markaasaan u Soo qabanaa Xagganaga Qabasho Yar
- Hausa - Gumi : Sa'an nan Muka karɓe ta inuwa zuwa gare Mu karɓa mai sauƙi
- Swahili - Al-Barwani : Kisha tunakivutia kwetu kidogo kidogo
- Shqiptar - Efendi Nahi : pastaj e kemi tërhequr atë dalëngadalë – pranë Vetes
- فارسى - آیتی : سپس بر گرفتيمش، گرفتنى اندكاندك.
- tajeki - Оятӣ : Сипас баргиркфтемаш, гирифтане андак-андак.
- Uyghur - محمد صالح : ئاندىن ئۇنى ئاستا – ئاستا يوقاتتۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പിന്നെ നാം ആ നിഴലിനെ അല്പാല്പമായി നമ്മുടെ അടുത്തേക്ക് ചുരുക്കിക്കൊണ്ടുവരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : الم تر كيف مد الله الظل من طلوع الفجر الى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ثابتا مستقرا لا تزيله الشمس ثم جعلنا الشمس علامه يستدل باحوالها على احواله ثم تقلص الظل يسيرا يسيرا فكلما ازداد ارتفاع الشمس ازداد نقصانه وذلك من الادله على قدره الله وعظمته وانه وحده المستحق للعباده دون سواه
*59) "We roll it up......Curselves": "We annihilate it or cause it to disappear", for everything which is annihilated returns to Allah, because everything comes from Elim and returns to Him.
The Qur'an has used the phenomenon of the shadow caused by the sun for two purposes. (fit is taken literally, it is meant to warn the disbelievers that they should learn a lesson from this and should not behave like cattle, as if to say, "If you had considered the benefits of the shadow in regard to your everyday experience, you would have accepted without any hesitation the Doctrine of Tauhid. Had the shadow been constant, there would have been no life en earth, for life depends on the light and heat of the sun. On the other hand, if there had been no shadow at all, the constant heat and light of the sun would have made life impossible. Besides this, if there had been sudden changes in the sun and the shadow, they would not have been able to endure it for long; therefore you should reflect on this phenomenon and understand it well that it has been so ordained by the AII-Wise and the AII-Powerful Creator so that it always increases or decreases gradually in accordance with fixed natural laws. Thus it is obvious that it could not have come into existence by itself nor produced by blind mechanisms nor functioned so regularly and continuously under many independent gods."
But if it is taken in the metaphorical sense, there is between the lines a subtle suggestion, and it is this: Just as the shadow dces not remain in one and the same state, likewise the shadow of disbelief and shirk, which appears to have spread far and wide, will begin to shorten as the "Sun" of Guidance gradually rises; but it requires patience, for Allah never brings about sudden changes.