- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَهُوَ ٱلَّذِى مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
- عربى - نصوص الآيات : ۞ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا
- عربى - التفسير الميسر : والله هو الذي خلط البحرين: العذب السائغ الشراب، والملح الشديد الملوحة، وجعل بينهما حاجزًا يمنع كل واحدٍ منهما من إفساد الآخر، ومانعًا مِن أن يصل أحدهما إلى الآخر.
- السعدى : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
أي: وهو وحده الذي مرج البحرين يلتقيان البحر العذب وهي الأنهار السارحة على وجه الأرض والبحر الملح وجعل منفعة كل واحد منهما مصلحة للعباد، { وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا } أي: حاجزا يحجز من اختلاط أحدهما بالآخر فتذهب المنفعة المقصودة منها { وَحِجْرًا مَحْجُورًا } أي: حاجزا حصينا.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
وقوله - سبحانه - : ( وَهُوَ الذي مَرَجَ البحرين هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً ) بيان لمظهر آخر من مظاهر قدرته - عز وجل - .
و " مرج " من المرج بمعنى الإرسال والتخلية ، ومنه قولهم . مرج فلان دابته إذا أرسلها إلى المرج وهو المكان الذى ترعى فيه الدواب ، ويصح أن يكون المرج بمعنى الخلط ، ومنه قوله - تعالى - : ( فَهُمْ في أَمْرٍ مَّرِيجٍ ) أى : مختلط . ومنه قيل للمرعى : مرج ، لاختلاط الدواب فيه بعضها ببعض .
والعذب الفرات : هو الماء السائغ للشرب ، الذى يشعر الإنسان عند شربه باللذة ، وهو ماء الأنهار وسمى فراتا لأنه يَفْرُت العطش ، أى يقطعه ويكسره ويزيله .
والملح الأجاج : هو الشديد الملوحة والمرارة وهو ماء البحار . سمى أجاجا من الأجيج وهو تلهب النار ، لأن شربه يزيد العطش .
والبرزخ . الحاجز الذى يحجز بين الشيئين .
أى : وهو - سبحانه - الذى أرسل البحرين . العذب والمالح فى مجاريهما متجاورين ، كما ترسل الدواب فى المراعى ، أو جعلهما - بقدرته - فى مجرى واحد ومع ذلك لا يختلط أحدهما بالآخر : بل جعل - سبحانه - بينهما " برزخا " أى : حاجزا عظيما ، وحجرا محجورا .
أى : وجعل كل واحد منهما حراما محرما على الآخر أن يفسده .
والمراد : لزوم كل واحد منهما صفته التى أوجده الله عليها ، فلا ينقلب العذب فى مكانه ملحا ، ولا الملح فى مكانه عذبا .
قال - تعالى - : ( مَرَجَ البحرين يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ ) وقال - سبحانه - : ( أَمَّن جَعَلَ الأرض قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ البحرين حَاجِزاً أإله مَّعَ الله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) وهذا الحاجز الذى جعله - سبحانه - بين البحرين : العذب والملح ، من أكبر الأدلة وأعظمها على قدرة الله - تعالى - ، وعلى أن لهذا الكون إلها صانعا حكيما مدبرا وأن كل شىء فى هذا الكون يسير بنظام معلوم ، وبنسق مرسوم .
- البغوى : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
( وهو الذي مرج البحرين ) خلطهما وأفاض أحدهما في الآخر ، وقيل : أرسلهما في مجاريهما وخلاهما كما يرسل الخيل في المرج ، وأصل " المرج " : الخلط والإرسال ، يقال : مرجت الدابة وأمرجتها إذا أرسلتها في المرعى وخليتها تذهب حيث تشاء ، ( هذا عذب فرات ) شديد العذوبة ، و " الفرات " : أعذب المياه ، ( وهذا ملح أجاج ) شديد الملوحة . وقيل : أجاج أي : مر ( وجعل بينهما برزخا ) أي : حاجزا بقدرته لئلا يختلط العذب بالملح ولا الملح بالعذب ، ) ( وحجرا محجورا ) أي : سترا ممنوعا فلا يبغيان ، ولا يفسد الملح العذب .
- ابن كثير : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
وقوله : ( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ) أي : خلق الماءين : الحلو والملح ، فالحلو كالأنهار والعيون والآبار ، وهذا هو البحر الحلو الفرات العذب الزلال . قاله ابن جريج ، واختاره ابن جرير ، وهذا الذي لا شك فيه ، فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات . والله سبحانه إنما أخبر بالواقع لينبه العباد على نعمه عليهم ليشكروه ، فالبحر العذب هو هذا السارح بين الناس ، فرقه تعالى بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهارا وعيونا في كل أرض بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم .
وقوله : ( وهذا ملح أجاج ) أي : مالح مر زعاق لا يستساغ ، وذلك كالبحار المعروفة في المشارق والمغارب : البحر المحيط وما يتصل به من الزقاق وبحر القلزم ، وبحر اليمن ، وبحر البصرة ، وبحر فارس وبحر الصين والهند وبحر الروم وبحر الخزر ، وما شاكلها وشابهها من البحار الساكنة التي لا تجري ، ولكن تتموج وتضطرب وتغتلم في زمن الشتاء وشدة الرياح ، ومنها ما فيه مد وجزر ، ففي أول كل شهر يحصل منها مد وفيض ، فإذا شرع الشهر في النقصان جزرت ، حتى ترجع إلى غايتها الأولى ، فإذا استهل الهلال من الشهر الآخر شرعت في المد إلى الليلة الرابعة عشرة ثم تشرع في النقص ، فأجرى الله سبحانه وتعالى - وله القدرة التامة - العادة بذلك . فكل هذه البحار الساكنة خلقها الله سبحانه وتعالى مالحة الماء ، لئلا يحصل بسببها نتن الهواء ، فيفسد الوجود بذلك ، ولئلا تجوى الأرض بما يموت فيها من الحيوان . ولما كان ماؤها ملحا كان هواؤها صحيحا وميتتها طيبة; ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن ماء البحر : أنتوضأ به؟ فقال : " هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته " . رواه الأئمة : مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأهل السنن بإسناد جيد .
وقوله : ( وجعل بينهما برزخا وحجرا ) أي : بين العذب والمالح ) برزخا ) أي : حاجزا ، وهو اليبس من الأرض ، ( وحجرا محجورا ) أي : مانعا أن يصل أحدهما إلى الآخر ، كما قال : ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان ) [ الرحمن : 19 - 21 ] ، وقال تعالى : ( أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) [ النمل : 61 ] .
- القرطبى : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
قوله تعالى : وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا .
قوله تعالى : وهو الذي مرج البحرين عاد الكلام إلى ذكر النعم . و مرج خلى وخلط وأرسل . قال مجاهد : أرسلهما وأفاض أحدهما في الآخر . قال ابن عرفة : مرج البحرين أي خلطهما فهما يلتقيان ; يقال : مرجته إذا خلطته . ومرج الدين والأمر اختلط واضطرب ; ومنه قوله تعالى : في أمر مريج . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو بن العاص : إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وهكذا - وشبك بين أصابعه - فقلت له : كيف أصنع عند ذلك ، جعلني الله فداك ! قال : الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة أمر نفسك ودع عنك أمر العامة خرجه النسائي وأبو داود وغيرهما . وقال الأزهري : مرج البحرين خلى بينهما ; يقال مرجت الدابة إذا خليتها ترعى .
وقال ثعلب : المرج الإجراء ; فقوله : مرج البحرين أي أجراهما . وقال الأخفش : يقول قوم : أمرج البحرين ، مثل مرج فعل وأفعل بمعنى . هذا عذب فرات أي حلو شديد العذوبة . وهذا ملح أجاج أي فيه ملوحة ومرارة . وروي عن طلحة أنه قرئ : وهذا ملح بفتح الميم وكسر اللام . وجعل بينهما برزخا أي حاجزا من قدرته لا يغلب أحدهما على صاحبه ، كما قال في سورة الرحمن مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان . وحجرا محجورا أي سترا مستورا يمنع أحدهما من الاختلاط بالآخر . فالبرزخ الحاجز ، والحجر المانع . وقال الحسن : يعني بحر فارس وبحر الروم . وقال ابن عباس وابن جبير : يعني بحر السماء وبحر الأرض . قال ابن عباس : يلتقيان في كل عام وبينهما برزخ : قضاء من قضائه . وحجرا محجورا حراما محرما أن يعذب هذا الملح بالعذب ، أو يملح هذا العذب بالملح .
- الطبرى : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
يقول تعالى ذكره: والله الذي خلط البحرين, فأمرج أحدهما في الآخر, وأفاضه فيه. وأصل المرج الخلط, ثم يقال للتخلية مرج؛ لأن الرجل إذا خلى الشيء حتى اختلط بغيره, فكأنه قد مرجه، ومنه الخبر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم, وقوله لعبد الله بن عمرو: " كَيْفَ بِكَ يا عَبْدَ اللهِ إذَا كُنْتَ في حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ, قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وأماناتُهُمْ, وصَارُوا هَكَذا وشبَّك بين أصابعه. يعني بقوله: قد مرجت: اختلطت, ومنه قول الله: فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ أي مختلط. وإنما قيل للمرج مرج من ذلك, لأنه يكون فيه أخلاط من الدوابّ, ويقال: مَرَجْت دابتك: أي خليتها تذهب حيث شاءت. ومنه قول الراجز:
رَعَى بِهَا مَرَجَ رَبيعٍ مَمْرَج (3)
وبنحو ما قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) يعني أنه خلع أحدهما على الآخر.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) أفاض أحدهما على الآخر.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) يقول: خلع أحدهما على الآخر.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو تميلة, عن أبي حمزة, عن جابر, عن مجاهد ( مَرَجَ ) أفاض أحدهما على الآخر.
وقوله ( هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ) الفرات: شديد العذوبة, يقال: هذا ماء فرات: أي شديد العذوبة وقوله ( وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) يقول: وهذا ملح مرّ، يعني بالعذب الفرات: مياه الأنهار والأمطار, وبالملح الأجاج: مياه البحار.
وإنما عنى بذلك أنه من نعمته على خلقه, وعظيم سلطانه, يخلط ماء البحر العذب بماء البحر الملح الأجاج, ثم يمنع الملح من تغيير العذب عن عذوبته, وإفساده إياه بقضائه وقدرته, لئلا يضرّ إفساده إياه بركبان الملح منهما, فلا يجدوا ماء يشربونه عند حاجتهم إلى الماء, فقال جلّ ثناؤه: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) يعني حاجزا يمنع كل واحد منهما من إفساد الآخر ( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) يقول: وجعل كلّ واحد منهما حراما محرّما على صاحبه أن يغيره ويفسده.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك, قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) يعني أنه خلع أحدهما على الآخر, فليس يفسد العذب المالح, وليس يفسد المالح العذب, وقوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) قال: البرزخ: الأرض بينهما( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) يعني: حجر أحدهما على الآخر بأمره وقضائه, وهو مثل قوله وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا .
وحدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) قال: محبسا، قوله: ( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) قال: لا يختلط البحر بالعذب.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) قال: حاجزا لا يراه أحد, لا يختلط العذب في البحر. قال ابن جُرَيج: فلم أجد بحرا عذبا إلا الأنهار العذاب, فإن دجلة تقع في البحر, فأخبرني الخبير بها أنها تقع في البحر, فلا تمور فيه بينهما مثل الخيط الأبيض، فإذا رجعت لم ترجع في طريقها من البحر, والنيل يصبّ في البحر.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني أبو تميلة, عن أبي حمزة, عن جابر, عن مجاهد ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) قال: البرزخ أنهما يلتقيان فلا يختلطان, وقوله ( حِجْرًا مَحْجُورًا ) : أي لا تختلط ملوحة هذا بعذوبة هذا, لا يبغي أحدهما على الآخر.
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, عن رجاء, عن الحسن, في قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) قال: هذا اليبس.
حدثنا الحسن, قال: ثنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) قال: جعل هذا ملحا أجاجًا, قال: والأجاج: المرّ.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) يقول: خلع أحدهما على الآخر, فلا يغير أحدهما طعم الآخر ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) هو الأجل ما بين الدنيا والآخرة ( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) جعل الله بين البحرين حجرا, يقول: حاجزا حجز أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) وجعل بينهما سترا لا يلتقيان. قال: والعرب إذا كلم أحدهم الآخر بما يكره قال حجرا, قال: سترا دون الذي تقول.
قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في معنى قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) دون القول الذي قاله من قال معناه: إنه جعل بينهما حاجزا من الأرض أو من اليبس, لأن الله تعالى ذكره أخبر في أوّل الآية أنه مرج البحرين, والمرج: هو الخلط في كلام العرب على ما بيَّنت قبل, فلو كان البرزخ الذي بين العذب الفرات من البحرين, والملح الأجاج أرضا أو يبسا لم يكن هناك مرج للبحرين, وقد أخبر جلّ ثناؤه أنه مرجهما, وإنما عرفنا قدرته بحجزه هذا الملح الأجاج عن إفساد هذا العذب الفرات, مع اختلاط كلّ واحد منهما بصاحبه. فأما إذا كان كلّ واحد منهما في حيز عن حيز صاحبه, فليس هناك مرج, ولا هناك من الأعجوبة ما ينبه عليه أهل الجهل به من الناس, ويذكرون به, وإن كان كلّ ما ابتدعه ربنا عجيبا, وفيه أعظم العبر والمواعظ والحجج البوالغ.
-----------------------
الهوامش:
(3) البيت من مشطور الرجز ، للعجاج الراجز ( ديوانه طبع ليبسك سنة 1093 ص 9 ) وهو البيت الثاني والثمانون من أرجوزته التي مطلعها * مـا هـاج أحزانا وشجوا قد شجا *
وضبط ناشره لفظ ممرج ، بضم الميم الأول وكسر الراء ، والصواب ما في اللسان ، ونقلناه عنه ، وهو اسم مكان من مرج الدابة يمرجها ( من باب نصر ) إذا أرسلها ترعى في المرج
- ابن عاشور : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)
عود إلى الاستدلال على تفرده تعالى بالخلق . جمعت هذه الآية استدلالاً وتمثيلاً وتثبيتاً ووعداً؛ فصريحُها استدلال على شيء عظيم من آثار القدرة الإلهية وهو التقاء الأنهار والأبحر كما سيأتي ، وفي ضمنها تمثيل لحال دعوة الإسلام في مكة يومئذ واختلاط المؤمنين مع المشركين بحال تجاوز البحرين : أحدهما عذب فرات والآخر ملح أُجاج . وتمثيلُ الإيمان بالعذْب الفرات والشرك بالملْح الأُجاج ، وأن الله تعالى كما جعل بين البحرين برزخاً يحفظ العَذْب من أن يكدره الأُجاج ، كذلك حجز بين المسلمين والمشركين فلا يستطيع المشركون أن يدسّوا كفرهم بين المسلمين . وفي هذا تثبيت للمسلمين بأن الله يحجز عنهم ضر المشركين لقوله : { لن يضروكم إلا أذى } [ آل عمران : 111 ] . وفي ذلك تعريض كنائي بأن الله ناصر لهذا الدين من أن يكدره الشرك .
ولأجل ما فيها من التمثيل والتثبيت والوعد كان لموقعها عَقِب جملة { فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً } [ الفرقان : 52 ] أكملُ حسن . وهي معطوفة على جملة { وهو الذي أرسل الرياح نشراً بين يدي رحمته } [ الفرقان : 48 ] . ومناسبة وقوعها عقب التي قبلها أن كلتيهما استدلال بآثار القدرة في تكوين المياه المختلفة . ومفاد القصر هنا نظير ما تقدم في الآيتين السابقتين .
والمرج : الخلط . واستعير هنا لشدة المجاورة ، والقرينة قوله : { وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً } . والبحر : الماء المستبحر ، أي الكثير العظيم . والعذب : الحلو . والفرات : شديد الحلاوة . والمِلح بكسر الميم وصف به بمعنى المالح ، ولا يقال في الفصيح إلا مِلح وأما مَالح فقليل . وأريد هنا ملتقى ماء نهرَي الفرات والدجلة مع ماء بَحر خليج العجم .
والبرزخ : الحائل بين شيئين . والمراد بالبرزخ تشبيه ما في تركيب الماء الملح مما يدفع تخلل الماء العذْب فيه بحيث لا يختلط أحدهما بالآخر ويبقى كلاهما حافظاً لطعمه عند المصبّ .
و { حِجْرا } مصدر منصوب على المفعولية به لأنه معطوف على مفعول { جعل } . وليس هنا مستعملاً في التعوذ كالذي تقدم آنفاً في قوله تعالى { ويقولون حِجْراً محجوراً } [ الفرقان : 22 ] . و { محجوراً } وصف ل { حجراً } مشتق من مادته للدلالة على تمكن المعنى المشتق منه كما قالوا : ليل ألْيَل . وقد تقدم في هذه السورة . ووقع في «الكشاف» تكلف بجعل { حجراً محجوراً } هنا بمعنى التعوّذ كالذي في قوله { ويقولون حجراً محجوراً } [ الفرقان : 22 ] ولا داعي إلى ذلك لأن ما ذكروه من استعمال { حجراً محجوراً } في التعوذ لا يقتضي أنه لا يستعمل إلا كذلك .
- إعراب القرآن : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
«وَهُوَ الَّذِي» مبتدأ والموصول خبره والجملة مستأنفة «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ» الجملة صلة وماض فاعله مستتر ومفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى «هذا عَذْبٌ» اسم الإشارة مبتدأ وعذب خبره و«فُراتٌ» صفة والجملة مستأنفة «وَهذا مِلْحٌ» مبتدأ وخبر «أُجاجٌ» صفة والجملة معطوفة «وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً» ماض فاعله مستتر وبينهما متعلق بمحذوف في موضع المفعول الثاني وبرزخا مفعوله الأول والجملة معطوفة «وَحِجْراً» معطوف على برزخا «مَحْجُوراً» صفة
- English - Sahih International : And it is He who has released [simultaneously] the two seas one fresh and sweet and one salty and bitter and He placed between them a barrier and prohibiting partition
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا(25:53) And it is He, Who has let loose the two seas, one palatable and sweet, the other bitter and saltish, and there is a partition between them, which is an insurmountable barrier. *68
- Français - Hamidullah : Et c'est Lui qui donne libre cours aux deux mers l'une douce rafraîchissante l'autre salée amère Et Il assigne entre les deux une zone intermédiaire et un barrage infranchissable
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Er ist es Der den beiden Meeren freien Lauf läßt Das eine ist süß und erfrischend das andere salzig und auf der Zunge brennend Und Er hat zwischen ihnen beiden ein trennendes Hindernis und eine verwehrte Absperrung errichtet
- Spanish - Cortes : Él es Quien ha hecho que las dos grandes masas de agua fluyan una dulce agradable; otra salobre amarga Ha colocado entre ellas una barrera y límite infranqueable
- Português - El Hayek : Ele foi Quem estabeleceu as duas massas de água; uma é doce e saborosa e a outra é salgada e amarga e estabeleceuentre amas uma linha divisória e uma barreira intransponível
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто смешал два моря вида воды одно - приятное пресное а другое - соленое горькое Он установил между ними преграду и непреодолимое препятствие
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
Он - Тот, Кто смешал два моря (вида воды): одно - приятное, пресное, а другое - соленое, горькое. Он установил между ними преграду и непреодолимое препятствие.Речь идет о местах, где реки впадают в моря и океаны. Речные воды - пресные, а воды морей и океанов - соленые, но каждые из них приносят обитателям земли много пользы, и поэтому Аллах воздвиг между ними преграду и непреодолимое препятствие, благодаря которым воды морей и рек не изменяют своих качеств.
- Turkish - Diyanet Isleri : Birinin suyu tatlı ve kolay içimli diğerininki tuzlu ve acı olan iki denizi salıverip aralarına da karışmalarına engel olan bir sınır koyan Allah'tır
- Italiano - Piccardo : Egli è Colui Che ha fatto confluire le due acque una dolce e gradevole l'altra salata e amara e ha posto tra loro una zona intermedia una barriera insormontabile
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر ئهو زاتهیه که ئاوی دوو دهریا یان دوو ڕووبار له پاڵ یهکدا وهک خۆیان دههێلێتهوه و تێکهڵ نابن چونکه چڕیان جیاوازه ئهمهیان شیرین و خۆش و سازگار ئهوی تریان تفت و تاڵه له نێوانیاندا بهربهست و کۆسپی فهراههم هێناوه ناهێڵێت تیکهڵ ببن
- اردو - جالندربرى : اور وہی تو ہے جس نے دو دریاوں کو ملا دیا ایک کا پانی شیریں ہے پیاس بجھانے والا اور دوسرے کا کھاری چھاتی جلانے والا۔ اور دونوں کے درمیان ایک اڑ اور مضبوط اوٹ بنادی
- Bosanski - Korkut : On je dvije vodene površine jednu pored druge ostavio – jedna je pitka i slatka druga slana i gorka a između njih je pregradu i nevidljivu branu postavio
- Swedish - Bernström : OCH DET är Han som låter de två stora vattenmassorna röra sig fritt den enas [vatten] är sött och släcker törsten och den andras är salt och bittert och som har rest ett hinder mellan dem en skiljelinje som de inte kan överskrida
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Dialah yang membiarkan dua laut yang mengalir berdampingan; yang ini tawar lagi segar dan yang lain asin lagi pahit; dan Dia jadikan antara keduanya dinding dan batas yang menghalangi
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
(Dan Dialah yang membiarkan dua laut mengalir) secara berdampingan (yang ini tawar lagi segar) sangat tawar lagi menyegarkan (dan yang lain asin lagi pahit) asin sekali sehingga rasanya pahit (dan Dia jadikan antara keduanya dinding) batas yang menyebabkan kedua air tersebut tidak membaur, antara yang satu dengan yang lainnya (dan batas yang menghalangi) yakni penghalang yang mencegah keduanya untuk bercampur.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই সমান্তরালে দুই সমুদ্র প্রবাহিত করেছেন এটি মিষ্ট তৃষ্ণা নিবারক ও এটি লোনা বিস্বাদ; উভয়ের মাঝখানে রেখেছেন একটি অন্তরায় একটি দুর্ভেদ্য আড়াল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவன்தான் இரு கடல்களையும் ஒன்று சேர்த்தான்; ஒன்று மிக்க இனிமையும் சுவையுமுள்ளது மற்றொன்று உப்பும் கசப்புமானது இவ்விரண்டிற்குமிடையே வரம்பையும் மீற முடியாத ஒரு தடையையும் ஏற்படுத்தியிருக்கிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพระองค์คือผู้ทรงทำให้ทะเลทั้งสองบรรจบติดกัน อันนี้จืดสนิทและอันนี้เค็มจัดและทรงทำที่คั่นระหว่างมันทั้งสอง และที่กั้นขวางอันแน่นหนา
- Uzbek - Мухаммад Содик : У икки денгизнибуниси чучукширин униси шўраччиқ қилиб оқизиб қўйган ва ораларига кўринмас тўсиқ ҳамда очилмас сарҳад қилган Зотдир Барча уммонлар ва денгизлар шўр дарёлар чучук Дарёлар оқиб бориб сувини денгизларга уммонларга қуяди Аммо бу билан денгиз суви чучук бўлиб қолмайди дарё суви шўр бўлиб қолмайди Зотан дарёларнинг суви ҳам денгиз ва уммонлардан буғланиб кўтарилган сувдан иборат
- 中国语文 - Ma Jian : 他就是任两海之间自由交流的,这是很甜的淡水,那是很苦的咸水;他在两海之间设置屏障和堤防。
- Melayu - Basmeih : Dan Dia lah Tuhan yang telah mengalirkan dua laut berdampingan yang satu tawar lagi memuaskan dahaga dan yang satu lagi masin lagi pahit; serta Ia menjadikan antara keduadua laut itu sempadan dan sekatan yang menyekat percampuran keduanya
- Somali - Abduh : Eebe wuu isku daraa Labada Badood Kaasi waa Macaan Daran kaasna waa Khadhaadh Daran Afku Diido yeelayna Dhexdooda Soohdin iyo Xaajis Awdan
- Hausa - Gumi : Kuma shĩ ne Ya garwaya tẽkuna biyu wannan mai dãdi mai sauƙin haɗiya kuma wannan gishiri gurɓatacce kuma Ya sanya wani shãmaki a tsakãninsu da kãriya mai shãmakacẽwa
- Swahili - Al-Barwani : Naye ndiye aliye zipeleka bahari mbili hii tamu mno na hii ya chumvi chungu Na akaweka baina yao kinga na kizuizi kizuiacho
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Ai është që u ka dhënë rrjedhje të lirë dy sipërfaqeve ujore det e lum i madh Njëri është i pijshëm i ëmbël; e tjetri është i njelmët i idhët Dhe ka ngritur pengesa ndërmjet tyre rryp toke
- فارسى - آیتی : اوست كه دو دريا به هم بياميخت: يكى شيرين و گوارا و ديگرى شورابى سخت گزنده. و ميان آن دو مانعى و سدى استوار قرار داد.
- tajeki - Оятӣ : Ӯст, ки ду дарё ба ҳам биёмехт — яке ширину гуворо ва дигаре шӯробе сахт газанда. Ва миёни он ду мрнеъае ва садде устувор қарор дод.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ (قۇدرىتى بىلەن) بىرى تاتلىق بولغان دەريانى، بىرى تۇزلۇق بولغان دېڭىزنى (ئۇلار بىر - بىرىگە تۇتىشاڭغۇ بولغان ھالدا (قويۇۋەتتى) ئارلىشىپ كەتمەسلىكى ئۈچۈن (ئۇلارنىڭ ئارىسىدا پەردە، توسما بەرپا قىلدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : രണ്ടു സമുദ്രങ്ങളെ സംയോജിപ്പിച്ചതും അവനാണ്. ഒന്നില് ശുദ്ധമായ തെളിനീരാണ്. രണ്ടാമത്തേതില് ചവര്പ്പുള്ള ഉപ്പുവെള്ളവും. അവ രണ്ടിനുമിടയില് അവനൊരു മറയുണ്ടാക്കിയിരിക്കുന്നു. ശക്തമായ തടസ്സവും.
- عربى - التفسير الميسر : والله هو الذي خلط البحرين العذب السائغ الشراب والملح الشديد الملوحه وجعل بينهما حاجزا يمنع كل واحد منهما من افساد الاخر ومانعا من ان يصل احدهما الى الاخر
*68) This phenomenon has been perceived in many places in the sea and on the land that sweet water and bitter water has existed side by side. Turkish Admiral Syedi Ali Ra'is, in his book Mir 'at-al-Mamalik, written in the 16th century, has mentioned a place in the Persian Gulf, where springs of sweet waver exist under the bitter waters of the sea, where he could get drinking water for his fleet. The American Oil Company at first obtained water from the same springs in the Persian Gulf, before they dug up wells near Dhahran for supply of drinking water. Near Bahrain also there exist springs of sweet water at the sea bed from which people have been taking water until quite recently. Besides this apparent meaning which gives a rational proof of Allah's being the One and the only Lord of the universe, the verse contains a subtle suggestion as well: When Allah wills, He can raise up a righteous community from among a large wicked society just as He can cause springs of palatable and sweet water to gush out from under the salty waters of the sea.