- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وألق عصاك ۚ فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ۚ يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون
- عربى - التفسير الميسر : فلما جاء موسى النارَ ناداه الله وأخبره أن هذا مكانٌ قدَّسه الله وباركه فجعله موضعًا لتكليم موسى وإرساله، وأن الله بارك مَن في النار ومَن حولها مِنَ الملائكة، وتنزيهًا لله رب الخلائق عما لا يليق به. يا موسى إنه أنا الله المستحق للعبادة وحدي، العزيز الغالب في انتقامي من أعدائي، الحكيم في تدبير خلقي. وألق عصاك فألقاها فصارت حية، فلما رآها تتحرك في خفة تَحَرُّكَ الحية السريعة ولَّى هاربًا ولم يرجع إليها، فطمأنه الله بقوله: يا موسى لا تَخَفْ، إني لا يخاف لديَّ من أرسلتهم برسالتي، لكن مَن تجاوز الحدَّ بذنب، ثم تاب فبدَّل حُسْن التوبة بعد قبح الذنب، فإني غفور له رحيم به، فلا ييئس أحدٌ من رحمة الله ومغفرته. وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء كالثلج من غير بَرَص في جملة تسع معجزات، وهي مع اليد: العصا، والسنون، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم؛ لتأييدك في رسالتك إلى فرعون وقومه، إنهم كانوا قومًا خارجين عن أمر الله كافرين به.
- السعدى : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
وَأَلْقِ عَصَاكَ فألقاها فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وهو ذكر الحيات سريع الحركة، وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ذعرا من الحية التي رأى على مقتضى الطبائع البشرية، فقال الله له: يَا مُوسَى لا تَخَفْ وقال في الآية الأخرى: أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ * إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ لأن جميع المخاوف مندرجة في قضائه وقدره وتصريفه وأمره، فالذين اختصهم الله برسالته واصطفاهم لوحيه لا ينبغي لهم أن يخافوا غير الله خصوصا عند زيادة القرب منه والحظوة بتكليمه.
- الوسيط لطنطاوي : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك بعض ما أمر به موسى - عليه السلام - فقال : ( وَأَلْقِ عَصَاكَ ) .
والجملة الكريمة معطوفة على ما تضمنه النداء .
أى : نودى أن بورك من فى النار ومن حولها . . . ونودى أن ألق عصاك التى بيدك .
وقوله : ( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ ولى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ . . . ) معطوف على كلام مقدر؟
أى : فاستجاب موسى - عليه السلام - لأمر ربه فألقى عصاه فصارت حية ، فلما رآها تهتز . أى : تضطرب وتتحرك بسرعة شديدة حتى لكأنها ( جَآنٌّ ) فى شدة حركتها وسرعة تقلبها ( ولى مُدْبِراً ) عنها من الخوف ( وَلَمْ يُعَقِّبْ ) أى : ولم يرجع على عقبه . بل استمر فى إدباره عنها دون أن يكفر فى الرجوع إليها . يقال : عقب المقاتل . إذا كر على عدوه بعد الفرار منه .
والجان : الحية الصغيرة السريعة الحركة . أو الحية الكبيرة ، والمراد هنا : التشبيه بها فى شدة الحركة وسرعتها مع عظم حجمها .
وإنما ولى موسى مدبراً عنها ، لأنه لم يخطر بباله أن عصاه التى بيده ، يحصل منها ما رآه بعينه ، من تحولها إلى حية تسعى وتضطرب وتتحرك بسرعة كأنها جان ، ومن طبيعة الإنسان أنه إذا رأى أمرا غريباً اعتراه الخوف منه ، فما بالك بعصا تتحول إلى حية تسعى .
ثم بين - سبحانه - ما نادى به موسى على سبيل التثبيت وإدخال الطمأنينة على قلبه ، فقال : ( ياموسى لاَ تَخَفْ ) .
أى : فلما ولى موسى ولم يعقب عندما ألقى عصاه فانقلبت حية ، ناداه ربه - تعالى - بقوله : ( ياموسى لاَ تَخَفْ ) مما رأيت؛ أو من شىء غيرى ما دمت فى حضرتى .
وجملة ( إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ المرسلون ) تعليل للنهى عن الخوف ، أى إنى لا يخاف عندى من اخترته لحمل رسالتى ، وتبليغ دعوتى .
- البغوى : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
ثم أرى موسى آية على قدرته ، فقال : ( وألق عصاك فلما رآها تهتز ) تتحرك ) ( كأنها جان ) وهي الحية الصغيرة التي يكثر اضطرابها ) ( ولى مدبرا ) هرب من الخوف ) ( ولم يعقب ) لم يرجع ، يقال : عقب فلان إذا رجع ، وكل راجع معقب . وقال قتادة : ولم يلتفت ، فقال الله - عز وجل - : ( يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون ) يريد إذا آمنتهم لا يخافون ، أما الخوف الذي هو شرط الإيمان فلا يفارقهم ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أنا أخشاكم لله " .
- ابن كثير : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
ثم أمره أن يلقي عصاه من يده ; ليظهر له دليلا واضحا على أنه الفاعل المختار ، القادر على كل شيء . فلما ألقى موسى تلك العصا من يده انقلبت في الحال حية عظيمة هائلة في غاية الكبر ، وسرعة الحركة مع ذلك ; ولهذا قال : ( فلما رآها تهتز كأنها جان ) والجان : ضرب من الحيات ، أسرعه حركة ، وأكثره اضطرابا - وفي الحديث نهي عن قتل جنان البيوت - فلما عاين موسى ذلك ( ولى مدبرا ولم يعقب ) أي : لم يلتفت من شدة فرقه ( ياموسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون ) أي : لا تخف مما ترى ، فإني أريد أن أصطفيك رسولا وأجعلك نبيا وجيها .
- القرطبى : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
قوله تعالى : وألق عصاك قال وهب بن منبه : ظن موسى أن الله أمره أن يرفضها فرفضها وقيل : إنما قال له ذلك ليعلم موسى أن المكلم له هو الله ، وأن موسى رسوله ; وكل نبي لا بد له من آية في نفسه يعلم بها نبوته . وفي الآية حذف : أي وألق عصاك فألقاها من يده فصارت حية تهتز كأنها جان ، وهي الحية الخفيفة الصغيرة الجسم . وقال الكلبي : لا صغيرة ولا كبيرة . وقيل : إنها قلبت له أولا حية صغيرة فلما أنس منها قلبت حية كبيرة . وقيل : انقلبت مرة حية صغيرة ، ومرة حية تسعى وهي الأنثى ، ومرة ثعبانا وهو الذكر الكبير من الحيات . وقيل : المعنى انقلبت ثعبانا تهتز كأنها جان ، لها عظم الثعبان وخفة الجان واهتزازه ، وهي حية تسعى . وجمع الجان جنان ; ومنه الحديث ( نهى عن قتل الجنان التي في البيوت ) .
ولى مدبرا خائفا على عادة البشر ولم يعقب أي لم يرجع ; قاله مجاهد . وقال قتادة : لم يلتفت . يا موسى لا تخف أي من الحية وضررها . إني لا يخاف لدي وتم الكلام
- الطبرى : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
وقوله: (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ) في الكلام محذوف تُرك ذكره, استغناء بما ذُكِر عما حذف, وهو فألقاها فصارت حية تهتز (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ) يقول: كأنها حية عظيمة, والجانّ: جنس من الحيات معروف.
وقال ابن جُرَيْج في ذلك ما حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, قال: قال ابن جُرَيج: (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ) قال: حين تحوّلت حية تسعى، وهذا الجنس من الحيات عنى الراجز بقوله:
يَــرْفَعْنَ بــاللَّيِل إذَا مــا أسْـدَفا
أعْنــاقَ جِنَّــانِ وَهامــا رُجَّفَــا
وَعَنَقا بَعْدَ الرَّسِيم خَيْطَفَا (3)
وقوله: (وَلَّى مُدْبِرًا) يقول تعالى ذكره: ولى موسى هاربا خوفا منها(وَلَمْ يُعَقِّبْ) يقول: ولم يرجع . من قولهم: عقب فلان: إذا رجع على عقبه إلى حيث بدأ.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: (وَلَمْ يُعَقِّبْ) قال: لم يرجع.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.
قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان عن معمر, عن قتادة, قال: لم يلتفت.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (وَلَمْ يُعَقِّبْ) قال: لم يرجع (يَا مُوسَى) قال: لما ألقى العصا صارت حية, فرعب منها وجزع, فقال الله: (إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) قال: فلم يرعو لذلك, قال: فقال الله له: أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ قال: فلم يقف أيضا على شيء من هذا حتى قال: سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى قال: فالتفت فإذا هي عصا كما كانت, فرجع فأخذها, ثم قوي بعد ذلك حتى صار يرسلها على فرعون ويأخذها.
وقوله: ( يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلا مَنْ ظَلَمَ ) يقول تعالى ذكره: فناداه ربه: يا موسى لا تخف من هذه الحية, إني لا يخاف لديّ المرسلون. يقول: إني لا يخاف عندي رسلي وأنبيائي الذين أختصهم بالنبوّة, إلا من ظلم منهم, فعمل بغير الذي أذن له في العمل به.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قوله: (يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) قال: لا يخيف الله الأنبياء &; 19-432 &; إلا بذنب يصيبه أحدهم, فإن أصابه أخافه حتى يأخذه منه.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا عبد الله الفزاري, عن عبد الله بن المبارك, عن أبي بكر, عن الحسن, قال: قوله: ( يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلا مَنْ ظَلَمَ ) قال: إني إنما أخفتك لقتلك النفس, قال: وقال الحسن: كانت الأنبياء تذنب فتعاقب.
واختلف أهل العربية في وجه دخول إلا في هذا الموضع, وهو استثناء مع وعد الله الغفران المستثنى من قوله: (إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) بقوله: (فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ).وحكم الاستثناء أن يكون ما بعده بخلاف معنى ما قبله, وذلك أن يكون ما بعده إن كان ما قبله منفيا مثبتا كقوله: ما قام إلا زيد, فزيد مثبت له القيام, لأنه مستثنى مما قبل إلا وما قبل إلا منفيّ عنه القيام, وأن يكون ما بعده إن كان ما قبله مثبتا منفيا كقولهم: قام القوم إلا زيدًا; فزيد منفيّ عنه القيام; ومعناه: إن زيدًا لم يقم, القوم مثبت لهم القيام.
------------------------
الهوامش:
(3) هذه أبيات ثلاثة من مشطور الرجز للخطفي وهو حذيفة بن بدر جد جرير بن عطية شاعر تميم يصف إبله وسيرها في الليل. وأسدف: أظلم. والجنان جنس من الحيات، إذا مشت رفعت رءوسها والهام. جمع هامة. والرجف جمع راجفة أي مضطربة، لاهتزازها في مشيها وسرعتها. والعنق: ضرب من السير السريع. والرسيم سير خفيف. والخيطف: السريع ويروى: خطفا وبهذا لقب حذيفة جد جرير الخطفي، لمجيء اللفظة في شعره وفي (اللسان خطف) والخيطفي سرعة انجذاب السير، كأنه يختطف في سيره عنقه، أي يجتدبه وجمل خيطف أي سريع المر ويقال عنق خيطف وخطفي، قال جد جرير * وعنقــا بعـد الرسـيم خيطفـا *
وقيل هو مأخوذ من الخطف، وهو الخلس وجمل خيطف سيره كذلك أي سريع المر
- ابن عاشور : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) فلذلك أتبع هذا بقوله : { وألق عصاك } . والمعنى : وقلنا ألق عصاك .
والاهتزاز : الاضطراب ، وهو افتعال من الهَزّ وهو الرفع كأنها تطاوع فعل هازَ يهزُّها . والجانّ : ذَكَر الحيات ، وهو شديد الاهتزاز وجمعه جِنّان ( وأما الجانّ بمعنى واحد الجن فاسم جمعه جنّ ) . والتشبيه في سرعة الاضطراب لأن الحيات خفيفة التحرك ، وأما تشبيه العصا بالثعبان في آية { فإذا هي ثعبان مبين } [ الأعراف : 107 ] فذلك لضخامة الجرم .
والتولي : الرجوع عن السير في طريقه . وفعل ( تولى ) مرادف فعل { ولّى } كما هو ظاهر صنيع «القاموس» وإن كان مقتضى ما في فعل ( تولى ) من زيادة المبنى أن يفيد ( تولى ) زيادة في معنى الفعل . وقد قال تعالى : { ثم تولى إلى الظل } في سورة القصص ( 24 ) . ولعل قصد إفادة قوة توليه لمّا رأى عصاه تهْتَزّ هو الداعي لتأكيد فعل { ولّى } بقوله : { مدبراً ولم يعقب } فتأمّل .
والإدبار : التوجه إلى جهة الخلف وهو ملازم للتولي فقوله : { مدبراً } حال لازمة لفعل { ولَّى } .
والتعقب : الرجوع بعد الانصراف مشتق من العَقب لأنه رجوع إلى جهة العَقب ، أي الخلْف ، فقوله : { ولم يعقب } تأكيد لشدة تولّيه ، أي ولّى تولياً قوياً لا تردد فيه . وكان ذلك التولي منه لتغلّب القوة الواهمة التي في جبلة الإنسان على قوة العقل الباعثة على التأمل فيما دل عليه قوله : { أنا الله العزيز } من الكناية عن إعطائه النبوءة والتأييد ، إذ كانت القوة الواهمة متأصلة في الجبلة سابقة على ما تلقاه من التعريض بالرسالة ، وتأصُّل القوة الواهمة يزول بالتخلق وبمحاربة العقل للوهَم فلا يزالان يتدافعان ويضعف سلطان الوَهَم بتعاقب الأيام .
وقوله : { يا موسى لا تخف } مقول قول محذوف ، أي قلنا له . والنهي عن الخوف مستعمل في النهي عن استمرار الخوف . لأن خوفه قد حصل . والخوف الحاصل لموسى عليه السلام خوف رغب من انقلاب العصا حية وليس خوف ذَنب ، فالمعنى : لا يَجْبُنُ لديَّ المرسلون لأني أحفَظُهم .
و { إني لا يخاف لديّ المرسلون } تعليل للنهي عن الخوف وتحقيق لما يتضمنه نهيه عن الخوف من انتفاء موجبه .
وهذا كناية عن تشريفه بمرتبة الرسالة إذ عُلّل بأن المرسلين لا يخافون لدى الله تعالى . ومعنى { لديّ } في حضرتي ، أي حين تلقِّي رسالتي . وحقيقة { لدي } مستحيلة على الله لأن حقيقتها المكان .
وإذا قد كان انقلاب العصا حية حصل حين الوحي كان تابعاً لما سبقه من الوحي ، وهذا تعليم لموسى عليه السلام التخلق بخلق المرسلين من رِبَاطة الجأش . وليس في النهي حط لمرتبة موسى عليه السلام عن مراتب غيره من المرسلين وإنما هو جار على طريقة : مثلُكَ لا يبخل . والمراد النهي عن الخوف الذي حصل له من انقلاب العصا حية وعن كل خوف يخافه كما في قوله : { فاضْرِب لهم طريقاً في البَحر يَبَساً لا تخافُ درَكاً ولا تخشى } [ طه : 77 ] .
- إعراب القرآن : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
«وَأَلْقِ عَصاكَ» أمر فاعله مستتر ومفعول به والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة «فَلَمَّا رَآها» لما ظرفية شرطية غير جازمة «رَآها» ماض وفاعله مستتر والها مفعول به والجملة مضاف إليه «تَهْتَزُّ» الجملة حالية «كَأَنَّها جَانٌّ» كأن واسمها وخبرها والجملة حالية «وَلَّى مُدْبِراً» ماض فاعله مستتر ومدبرا حال «وَلَمْ يُعَقِّبْ» الجملة معطوفة «يا مُوسى » منادى بيا «لا تَخَفْ» لا ناهية ومضارع مجزوم «إِنِّي» إن واسمها «لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ» مضارع وفاعله ولدي ظرف متعلق بالفعل والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : And [he was told] "Throw down your staff" But when he saw it writhing as if it were a snake he turned in flight and did not return [Allah said] "O Moses fear not Indeed in My presence the messengers do not fear
- English - Tafheem -Maududi : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ(27:10) Just cast down your staff." No sooner did Moses see the staff writhing like a snake *12 than he turned about and fled, without even looking behind. "O Moses fear not: the Messengers never feel afraid in My Presence, *13
- Français - Hamidullah : Et Jette ton bâton Quand il le vit remuer comme un serpent il tourna le dos [pour fuir] sans revenir sur ses pas N'aie pas peur Moïse Les Messagers n'ont point peur auprès de Moi
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und "Wirf deinen Stock hin" Doch als er sah daß er sich hin und her bewegte als wäre er eine flinke Schlange kehrte er den Rücken und wandte sich nicht mehr um "O Musa fürchte dich nicht denn bei Mir brauchen sich die Gesandten nicht zu fürchten
- Spanish - Cortes : Y ¡Tira tu vara Y cuando vio que se movía como si fuera una serpiente dio media vuelta para escapar sin volverse ¡Moisés ¡No tengas miedo Ante Mí los enviados no temen
- Português - El Hayek : Arroja o teu cajado E ao fazer isso viuo agitarse como se fosse uma serpente; voltouse em fuga sem se virar Foilhe dito Ó Moisés Não temas porque os mensageiros não devem temer a Minha presença
- Россию - Кулиев : Брось свой посох Когда он увидел как тот извивается словно змея то бросился бежать назад и не вернулся или не обернулся Аллах сказал О Муса Моисей Не бойся ибо посланникам нечего бояться когда они находятся предо Мною
- Кулиев -ас-Саади : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
Брось свой посох!» Когда он увидел, как тот извивается, словно змея, то бросился бежать назад и не вернулся (или не обернулся). Аллах сказал: «О Муса (Моисей)! Не бойся, ибо посланникам нечего бояться, когда они находятся предо Мною.Муса бросил посох, и тот стал извиваться, словно змея. Муса принялся бежать без оглядки, испытывая естественный страх перед змеей. Тогда Всевышний Аллах сказал: «О Муса (Моисей)! Подойди и не бойся, ибо ты являешься одним из тех, кто находится в безопасности» (28:31). Все, что может вызвать страх или причинить беспокойство, находится во власти Всемогущего Господа. Он выбрал из числа Своих рабов посланников, почтив их пророческой миссией и Откровением, и поэтому они не должны бояться никого и ничего, кроме Него. Все это в еще большей степени относилось к пророку Мусе, потому что в тот величественный момент Всевышний Аллах был необычайно близок к нему и говорил с ним без посредников.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Değneğini at" Musa değneğinin yılan gibi hareketler yaptığını görünce arkasına bakmadan dönüp kaçtı "Ey Musa Korkma; Benim katımda peygamberler korkmaz; yalnız haksızlık eden bunun dışındadır Kötü hali iyiliğe çeviren kimse bilsin ki Ben şüphesiz bağışlarım merhamet ederim Elini koynuna sok Firavun ve milletine gönderilen dokuz mucizeden biri olarak kusursuz bembeyaz çıksın Gerçekten onlar yoldan çıkmış bir millettir"
- Italiano - Piccardo : Getta il tuo bastone” Quando lo vide contorcersi come fosse un serpente volse le spalle ma non tornò sui suoi passi “Non aver paura Mosè Gli Inviati non hanno niente da temere nei Miei confronti
- كوردى - برهان محمد أمين : عهساکهت فڕێ بده جاکاتێک فڕێیدا بینی وهکو تولهمار بهخێرایی دهجووڵا موسا ههڵات و پشتی تێکردو ئاوڕی نهدایهوه ئهوسا خوای گهوره فهرمووی ئهی موسا مهترسه چونکه بهڕاستی پێغهمبهران له لای من ناترسن و بیمیان نیه
- اردو - جالندربرى : اور اپنی لاٹھی ڈال دو۔ جب اسے دیکھا تو اس طرح ہل رہی تھی گویا سانپ ہے تو پیٹھ پھیر کر بھاگے اور پیچھے مڑ کر نہ دیکھا حکم ہوا کہ موسی ڈرو مت۔ ہمارے پاس پیغمبر ڈرا نہیں کرتے
- Bosanski - Korkut : Baci svoj štap" Pa kad ga vidje da se kao da je hitra zmija kreće on uzmače i ne vrati se "O Musa ne boj se Poslanici se kod Mene ne trebaju ničega bojati;
- Swedish - Bernström : Och "Kasta nu din stav" Och när [Moses] såg den röra sig kvickt som om den hade varit en orm vände han sig bort och ville fly därifrån [Gud talade på nytt till Moses och sade] "Moses Du har ingenting att frukta [Mina] utsända känner ingen fruktan inför Mig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : dan lemparkanlah tongkatmu" Maka tatkala tongkat itu menjadi ular dan Musa melihatnya bergerakgerak seperti dia seekor ular yang gesit larilah ia berbalik ke belakang tanpa menoleh "Hai Musa janganlah kamu takut Sesungguhnya orang yang dijadikan rasul tidak takut di hadapanKu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
(Dan lemparkanlah tongkatmu") Musa melemparkannya. (Tatkala Musa melihat tongkatnya bergerak-gerak) bergerak ke sana dan ke mari (seperti seekor ular yang gesit) ular yang sangat besar tapi gesit gerakannya (larilah ia berbalik ke belakang tanpa menoleh) karena takut. Allah swt. berfirman, ("Hai Musa! Janganlah kamu takut) oleh ular itu. (Sesungguhnya tidak takut di hadapan-Ku) yakni di sisi-Ku (orang-orang yang dijadikan Rasul) mereka tidak takut oleh ular dan selainnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি নিক্ষেপ করুন আপনার লাঠি। অতঃপর যখন তিনি তাকে সর্পের ন্যায় ছুটাছুটি করতে দেখলেন তখন তিনি বিপরীত দিকে ছুটতে লাগলেন এবং পেছন ফিরেও দেখলেন না। হে মূসা ভয় করবেন না। আমি যে রয়েছি আমার কাছে পয়গম্বরগণ ভয় করেন না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "உம் கைத்தடியைக் கீழே எறியும்;" அவ்வாறே அவர் அதை எறியவும் அது பாம்புபோல் நெளிந்ததை அவர் கண்ட பொழுது திரும்பிப் பார்க்காது அதனை விட்டு ஓடலானார் "மூஸாவே பயப்படாதீர் நிச்சயமாக என் தூதர்கள் என்னிடத்தில் பயப்பட மாட்டார்கள்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “และจงโยนไม้เท้าของเจ้า” เมื่อเขาเห็นมันเคลื่อนไหวคล้ายกับว่ามันเป็นงู เขาก็กลับหลังหันและไม่หันกลับมาอีก “โอ้มูซาเอ๋ย เจ้าอย่ากลัว แท้จริงบรรดาร่อซูลนั้นจะไม่กลัวเมื่ออยู่ต่อหน้าข้า”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва асоингни ташла Бас қачонки Мусо уасонинг илондек қимирлаётганини кўрганида ортига қарамай қочди Эй Мусо Қўрқма Зеро Менинг ҳузуримда Пайғамбарлар қўрқмаслар
- 中国语文 - Ma Jian : 你抛下你的手杖吧!当他看见那条手杖蜿蜒如蛇时,就转脸逃避,不敢回顾。穆萨啊!不要畏惧,使者们在我这里,确是不畏惧的。
- Melayu - Basmeih : Dan sekarang campakkanlah tongkatmu Maka apabila ia melihat tongkatnya itu menjadi seekor ular besar bergerak cepat tangkas seolaholah seekor ular kecil berpalinglah dia melarikan diri dan tidak menoleh lagi Lalu ia diseru " Wahai Musa janganlah takut sesungguhnya Rasulrasul itu semasa mengadapku menerima wahyu tidak sepatutnya merasa takut
- Somali - Abduh : Ee Tuur Ushaada Markuu Arkay Iyadoo Gilgilan Sida Maska wuu Jeedsaday Isagoo Carari Mana soo Noqon Muusow ha Cabsanin kuma Cabsadaan Agtayda Rasuulladuye
- Hausa - Gumi : "Kuma ka jẽfa sandarka" To a lõkacin da ya gan ta tanã girgiza kamar dai ita ƙaramin macĩji ne sai ya jũya yanã mai bãyar da bãya kuma bai kõma ba "Yã Musã Kada ka ji tsõro lalle Ni Manzanni bã sujin tsõro a wuriNa"
- Swahili - Al-Barwani : Na itupe fimbo yako Alipo iona ikitikisika kama nyoka aligeuka nyuma wala hakungoja Ewe Musa Usikhofu Hakika hawakhofu mbele yangu Mitume
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe hudhe shkopin tënd E kur e pa Musai atë që po lëvizë si gjarpër ai shkopi u kthye para menjëherë e nuk shikoi më nga frika Perëndia i tha “O Musa mos u friko Me të vërtetë tek Unë nuk frikohen pejgamberët meqë janë të sigurt;
- فارسى - آیتی : عصايت را بيفكن. چون ديدش كه همانند مارى مىجنبد، گريزان بازگشت و به عقب ننگريست. اى موسى، مترس. پيامبران نبايد كه در نزد من بترسند.
- tajeki - Оятӣ : Асоятро бияфкан!»; Чун дидаш, ки монанди море меҷунбад, гурезон бозгашт ва ба ақиб нанигарист. «Эй Мӯсо, матарс. Паёмбарон набояд, ки дар назди ман битарсанд,
- Uyghur - محمد صالح : ھاساڭنى تاشلىغىن!» مۇسا ھاسىسىنىڭ گويا ئەجدىھادەك تېز ھەرىكەتلىنىۋاتقانلىقىنى كۆرگەندە، ئارقىسىغا بۇرۇلۇپ چېكىندى، كەينىگە (يەنى قورققىنىدىن ئەجدىھاغا) قارىيالمىدى. (اﷲ ئېيتتى) «ئى مۇسا! قورقمىغىن، مېنىڭ ھۇزۇرۇمدا پەيغەمبەرلەر ئەلۋەتتە قورقمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "നിന്റെ വടി താഴെയിടൂ.” അങ്ങനെ അതൊരു പാമ്പിനെപ്പോലെ പുളയാന് തുടങ്ങി. ഇതുകണ്ടപ്പോള് മൂസ പിന്തിരിഞ്ഞോടി. തിരിഞ്ഞുനോക്കിയതുപോലുമില്ല. അല്ലാഹു പറഞ്ഞു: "മൂസാ, പേടിക്കേണ്ട. എന്റെ അടുത്ത് ദൈവദൂതന്മാര് ഭയപ്പെടാറില്ല;
- عربى - التفسير الميسر : فلما جاء موسى النار ناداه الله واخبره ان هذا مكان قدسه الله وباركه فجعله موضعا لتكليم موسى وارساله وان الله بارك من في النار ومن حولها من الملائكه وتنزيها لله رب الخلائق عما لا يليق به يا موسى انه انا الله المستحق للعباده وحدي العزيز الغالب في انتقامي من اعدائي الحكيم في تدبير خلقي والق عصاك فالقاها فصارت حيه فلما راها تتحرك في خفه تحرك الحيه السريعه ولى هاربا ولم يرجع اليها فطمانه الله بقوله يا موسى لا تخف اني لا يخاف لدي من ارسلتهم برسالتي لكن من تجاوز الحد بذنب ثم تاب فبدل حسن التوبه بعد قبح الذنب فاني غفور له رحيم به فلا ييئس احد من رحمه الله ومغفرته وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء كالثلج من غير برص في جمله تسع معجزات وهي مع اليد العصا والسنون ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم لتاييدك في رسالتك الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما خارجين عن امر الله كافرين به
*12) In Surahs Al-A`raf and Ash-Shu`araa', the snake has been called thu`ban (a large serpent) but here jaann, a small snake. The reason is that in physical size it was a serpent but in movement it was swift like a small snake. The same thing has been expressed by hayyatun tas `a (a running snake) in Ta Ha: 20.
*13) That is, "In My Presence there is no danger of any harm to the Messenger. When I call someone into My Presence to appoint him to the high office of Prophethood, I Myself become responsible for his safety. Therefore, the Messenger should remain fearless and confident in every kind of unusual situation: it will never harm or hurt him in any way. "