- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَاْذْبَحَنَّهُۥٓ أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَٰنٍۢ مُّبِينٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين
- عربى - التفسير الميسر : وتفقد سليمان حال الطير المسخرة له وحال ما غاب منها، وكان عنده هدهد متميز معروف فلم يجده، فقال: ما لي لا أرى الهدهد الذي أعهده؟ أسَتَره ساتر عني، أم أنه كان من الغائبين عني، فلم أره لغيبته؟ فلما ظهر أنه غائب قال: لأعذبنَّ هذا الهدهد عذابًا شديدًا لغيابه تأديبًا له، أو لأذبحنَّه عقوبة على ما فعل حيث أخلَّ بما سُخِّر له، أو ليأتينِّي بحجة ظاهرة، فيها عذر لغيبته.
- السعدى : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
فحينئذ تغيظ عليه وتوعده فقال: لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا دون القتل، أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ أي: حجة واضحة على تخلفه، وهذا من كمال ورعه وإنصافه أنه لم يقسم على مجرد عقوبته بالعذاب أو القتل لأن ذلك لا يكون إلا من ذنب، وغيبته قد تحتمل أنها لعذر واضح فلذلك استثناه لورعه وفطنته.
- الوسيط لطنطاوي : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
وقوله - تعالى - : ( لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ) بيان للحكم الذى أصدره سليمان - عليه السلام - على الهدهد بسبب غيابه بدون إذن .
أى : لأعذبن الهدهد عذاباً شديداً يؤلمه ، أو لأذبحنه ، أو ليأتينى بحجة قوية توضح سبب غيابه . وتقنعنى بالصفح عنه ، وبترك تعذيبه ، أو ذبحه .
فأنت ترى أن سليمان - عليه السلام - وهو النبى الملك الحكيم العادل - يقيد تعذيب الهدهد أو ذبحه . بعدم إتيانه بالعذر بالمقبول عن سبب غيابه ، أما إذا أتى بهذا العذر فإنه سيعفو عنه ، ويترك عقابه .
فكأنه - عليه السلام - يقول : هذا الهدهد الغائب إما أن أعذبه عذاباً شديداً وإما أن أذبحهى بعد حضوره ، وإما أن يأتينى بعذر مقبول عن سبب غيابه ، وفى هذه الحالة فأنا سأعفو عنه .
- البغوى : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
ثم أوعده على غيبته ، فقال : ( لأعذبنه عذابا شديدا ) واختلفوا في العذاب الذي أوعده به ، فأظهر الأقاويل أن ينتف ريشه وذنبه ويلقيه في الشمس ممعطا ، لا يمتنع من النمل ولا من هوام الأرض . وقال مقاتل وابن حيان : لأطلينه بالقطران ولأشمسنه . وقيل : لأودعنه القفص . وقيل : لأفرقن بينه وبين إلفه . وقيل : لأحبسنه مع ضده . ) ( أو لأذبحنه ) لأقطعن حلقه ( أو ليأتيني بسلطان مبين ) بحجة بينة في غيبته ، وعذر ظاهر ، قرأ ابن كثير : " ليأتينني " بنونين ، الأولى مشددة ، وقرأ الآخرون بنون واحدة مشددة .
وكان سبب غيبة الهدهد على ما ذكره العلماء أن سليمان لما فرغ من بناء بيت المقدس عزم على الخروج إلى أرض الحرم ، فتجهز للمسير ، واستصحب من الجن والإنس والشياطين والطيور والوحوش ما بلغ معسكره مائة فرسخ ، فحملهم الريح ، فلما وافى الحرم أقام به ما شاء الله أن يقيم ، وكان ينحر كل يوم بمقامه بمكة خمسة آلاف ناقة ويذبح خمسة آلاف ثور وعشرين ألف شاة وقال لمن حضره من أشراف قومه : إن هذا مكان يخرج منه نبي عربي صفته كذا وكذا ، يعطى النصر على جميع من ناوأه ، وتبلغ هيبته مسيرة شهر ، القريب والبعيد عنده في الحق سواء ، لا تأخذه في الله لومة لائم . قالوا فبأي دين يدين يا نبي الله ؟ قال : يدين بدين الحنيفية ، فطوبى لمن أدركه وآمن به ، فقالوا : كم بيننا وبين خروجه يا نبي الله ؟ قال مقدار ألف عام فليبلغ الشاهد منكم الغائب ، فإنه سيد الأنبياء وخاتم الرسل ، قال : فأقام بمكة حتى قضى نسكه ، ثم خرج من مكة صباحا ، وسار نحو اليمن فوافى صنعاء وقت الزوال ، وذلك مسيرة شهر ، فرأى أرضا حسناء تزهو خضرتها فأحب النزول بها ليصلي ويتغدى ، فلما نزل قال الهدهد : إن سليمان قد اشتغل بالنزول فارتفع نحو السماء فانظر إلى طول الدنيا وعرضها ، ففعل ذلك ، فنظر يمينا وشمالا فرأى بستانا لبلقيس ، فمال إلى الخضرة فوقع فيه فإذا هو بهدهد فهبط عليه ، وكان اسم هدهد سليمان " يعفور " واسم هدهد اليمن " عنفير " ، فقال عنفير اليمن ليعفور سليمان : من أين أقبلت وأين تريد ؟ قال : أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود . فقال : ومن سليمان ؟ قال ملك الجن والإنس والشياطين والطير والوحوش والرياح ، فمن أين أنت ؟ قال : أنا من هذه البلاد ، قال : ومن ملكها ؟ قال : امرأة يقال لها بلقيس ، وإن لصاحبكم ملكا عظيما ولكن ليس ملك بلقيس دونه ، فإنها ملكة اليمن كلها ، وتحت يدها اثنا عشر ألف قائد ، تحت يد كل قائد مائة ألف مقاتل ، فهل أنت منطلق معي حتى تنظر إلى ملكها ؟ قال : أخاف أن يتفقدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج إلى الماء ، قال الهدهد اليماني : إن صاحبك يسره أن تأتيه بخبر هذه الملكة ، فانطلق معه ونظر إلى بلقيس وملكها ، وما رجع إلى سليمان إلا في وقت العصر . قال : فلما نزل سليمان ودخل عليه وقت الصلاة وكان نزل على غير ماء ، فسأل الإنس والجن والشياطين عن الماء فلم يعلموا ، فتفقد الطير ، ففقد الهدهد ، فدعا عريف الطير - وهو النسر - فسأله عن الهدهد ، فقال : أصلح الله الملك ، ما أدري أين هو ، وما أرسلته مكانا ، فغضب عند ذلك سليمان ، وقال : ) ( لأعذبنه عذابا شديدا ) الآية . ثم دعا العقاب سيد الطير فقال : علي بالهدهد الساعة ، فرفع العقاب نفسه دون السماء حتى التزق بالهواء فنظر إلى الدنيا كالقصعة بين يدي أحدكم ثم التفت يمينا وشمالا فإذا هو بالهدهد مقبلا من نحو اليمن ، فانقض العقاب نحوه يريده ، فلما رأى الهدهد ذلك علم أن العقاب يقصده بسوء فناشده ، فقال : بحق الله الذي قواك وأقدرك علي إلا رحمتني ولم تتعرض لي بسوء ، قال : فولى عنه العقاب ، وقال له : ويلك ثكلتك أمك ، إن نبي الله قد حلف أن يعذبك أو يذبحك ، ثم طارا متوجهين نحو سليمان ، فلما انتهيا إلى المعسكر تلقاه النسر والطير ، فقالوا له : ويلك أين غبت في يومك هذا ؟ ولقد توعدك نبي الله ، وأخبراه بما قال ، فقال الهدهد : أوما استثنى رسول الله ؟ قالوا : بلى ، قال : " أو ليأتيني بسلطان مبين " ، قال : فنجوت إذا ، ثم طار العقاب والهدهد حتى أتيا سليمان وكان قاعدا على كرسيه ، فقال العقاب قد أتيتك به يا نبي الله ، فلما قرب الهدهد رفع رأسه وأرخى ذنبه وجناحيه يجرهما على الأرض تواضعا لسليمان ، فلما دنا منه أخذ برأسه فمده إليه وقال : أين كنت ؟ لأعذبنك عذابا شديدا ، فقال الهدهد : يا نبي الله اذكر وقوفك بين يدي الله تعالى ، فلما سمع سليمان ذلك ارتعد وعفا عنه ، ثم سأله فقال : ما الذي أبطأ بك عني ؟
- ابن كثير : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
وقوله : ( لأعذبنه عذابا شديدا ) : قال الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد ، عن ابن عباس : يعني نتف ريشه .
وقال عبد الله بن شداد : نتف ريشه وتشميسه . وكذا قال غير واحد من السلف : إنه نتف ريشه ، وتركه ملقى يأكله الذر والنمل .
وقوله : ( أو لأذبحنه ) يعني : قتله ، ( أو ليأتيني بسلطان مبين ) أي : بعذر واضح بين .
وقال سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن شداد : لما قدم الهدهد قال له الطير : ما خلفك ، فقد نذر سليمان دمك ! فقال : هل استثنى ؟ فقالوا : نعم ، قال : ( لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ) فقال : نجوت إذا .
قال مجاهد : إنما دفع [ الله ] عنه ببره بأمه .
- القرطبى : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
قوله تعالى : لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه دليل على أن الحد على قدر الذنب لا على قدر الجسد ، أما إنه يرفق بالمحدود في الزمان والصفة . روي عن ابن عباس ومجاهد وابن جريج أن تعذيبه للطير كان بأن ينتف ريشه . قال ابن جريج : ريشه أجمع . وقال يزيد بن رومان : جناحاه . فعل سليمان هذا بالهدهد إغلاظا على العاصين ، وعقابا على إخلاله بنوبته ورتبته ; وكأن الله أباح له ذلك ، كما أباح ذبح البهائم والطير للأكل وغيره من المنافع . والله أعلم . وفي ( نوادر الأصول ) قال : حدثنا سليمان بن حميد أبو الربيع الإيادي ، قال : حدثنا عون بن عمارة ، عن الحسين الجعفي ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة ، قال : إنما صرف الله شر سليمان عن الهدهد لأنه كان بارا بوالديه . وسيأتي . وقيل : تعذيبه أن يجعل مع أضداده . وعن بعضهم : أضيق السجون معاشرة الأضداد . وقيل : لألزمنه خدمة أقرانه . وقيل : إيداعه القفص . وقيل : بأن يجعله للشمس بعد نتفه . وقيل : بتبعيده عن خدمتي ، والملوك يؤدبون بالهجران الجسد بتفريق إلفه . وهو مؤكد بالنون الثقيلة ، وهي لازمة هي أو الخفيفة . قال أبو حاتم : ولو قرئت " لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه " جاز . أو ليأتيني بسلطان مبين أي بحجة بينة . وليست اللام في ليأتيني لام القسم لأنه لا يقسم سليمان على فعل الهدهد ; ولكن لما جاء في أثر قوله : لأعذبنه وهو مما جاز به القسم أجراه مجراه . وقرأ ابن كثير وحده : ( ليأتينني ) بنونين .
- الطبرى : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
وقوله: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) يقول: فلما أخبر سليمان عن الهدهد أنه لم يحضر، وأنه غائب غير شاهد, أقسم (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) وكان تعذيبه الطير فيما ذُكر عنه إذا عذبها أن ينتف ريشها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب قال: ثنا الحماني, عن الأعمش, عن المنهال, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس, في قوله: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال: نتف ريشه.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا ابن عطية, عن شريك, عن عطاء, عن مجاهد, عن ابن عباس في: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) عذابه: نتفه وتشميسه.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال: نتف ريشه وتشميسه.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال: نتف ريشه كله.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد قوله: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال: نتف ريش الهدهد كله, فلا يغفو سِنة.
قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة, قال: نتف ريشه.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) يقول: نتف ريشه.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, قال: ثني ابن إسحاق, عن يزيد بن رومان أنه حدّث أن عذابه الذي كان يعذّب به الطير نتف جناحه.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: قيل لبعض أهل العلم: هذا الذبح, فما العذاب الشديد؟. قال: نتف ريشه بتركه بَضعة تنـزو.
حدثنا سعيد بن الربيع الرازي, قال: ثنا سفيان, عن عمرو بن بشار, عن ابن عباس, في قوله: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال: نتفه.
حدثني سعيد بن الربيع, قال: ثنا سفيان, عن حسين بن أبي شدّاد, قال: نتفه وتشميسه (أَوْ لأذْبَحَنَّهُ ) يقول: أو لأقتلنه.
كما حدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: (أَوْ لأذْبَحَنَّهُ ) يقول: أو لأقتلنه.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا عباد بن العوّام, عن حصين, عن عبد الله بن شدّاد: (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأذْبَحَنَّهُ )... الآية, قال: فتلقَّاهُ الطير, فأخبره, فقال: ألم يستثن.
وقوله: (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) يقول: أو ليأتيني بحجة تبين لسامعها صحتها وحقيقتها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا عليّ بن الحسين الأزدي, قال: ثنا المعافى بن عمران, عن سفيان, عن عمار الدُّهْني, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس قال: كل سلطان في القرآن فهو حجة.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) يقول: ببينة أعذره بها, وهو مثل قوله: الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ يقول: بغير بينة.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا سفيان, عن رجل, عن عكرمة, قال: كل شيء في القرآن سلطان, فهو حجة.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا عبد الله, بن يزيد, عن قباث (3) بن رزين, أنه سمع عكرِمة يقول: سمعت ابن عباس يقول: كل سلطان في القرآن فهو حجة, كان للهدهد سلطان.
حدثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قتادة: (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) قال: بعذر بين.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه: (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) : أي بحجة عذر له في غيبته.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) يقول: ببينة, وهو قول الله الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ بغير بينة.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) قال: بعذر أعذره فيه.
------------------------
الهوامش :
(3) قباث بوزن سحاب، ابن رزين اللخمي (ويقال: التجيبي). وقباث: اسم عربي.
- ابن عاشور : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)
وأكد عزمه على عقابه بتأكيد الجملتين { لأعذبنه لأذبحنه } باللام الموكدة التي تسمى لام القسم وبنون التوكيد ليَعلم الجند ذلك حتى إذا فُقِد الهدهد ولم يرجع يكون ذلك التأكيد زاجراً لباقي الجند عن أن يأتوا بمثل فَعْلته فينالهم العقاب .
وأما تأكيد جملة : { أو ليأتيني بسلطان مبين } فلإفادة تحقيق أنه لا منجى له من العقاب إلا أن يأتي بحجة تبرّر تغيبه ، لأن سياق تلك الجملة يفيد أن مضمونها عديل العقوبة . فلما كان العقاب مؤكّدا محققاً فقد اقتضى تأكيد المخرج منه لئلا يبرئه منه إلا تحقق الإتيان بحجة ظاهرة لئلا تتوهم هوادةٌ في الإدلاء بالحجة فكان تأكيد العديل كتأكيد مُعادله . وبهذا يظهر أن { أو } الأولى للتخيير و { أو } الثانية للتقسيم .
وقيل جيء بتوكيد جملة : { ليأتيني } مشاكلة للجملتين اللتين قبلها وتغليباً . واختاره بعض المحققين وليس من التحقيق .
وكتب في المصاحف { لا أذبحنه } بلاَم ألففٍ بعدها ألفٌ حتى يخال أنه نفي الذبح وليس بنفي ، لأن وقوع نون التوكيد بعده يؤذن بأنه إثبات إذ لا يؤكد المنفي بنون التأكيد إلا نادراً في كلامهم ، ولأن سياق الكلام والمعنى حارس من تطرق احتمال النفي ، ولأن اعتماد المسلمين في ألفاظ القرآن على الحفظ لا على الكتابة ، فإن المصاحف ما كتبت حتى قرىء القرآن نَيِّفاً وعشرين سنة . وقد تقع في رسم المصحف أشياء مخالفة لما اصطلح عليه الراسمون من بعد لأن الرسم لم يكن على تمام الضبط في صدر الإسلام وكان اعتماد العرب على حوافظهم .
وقرأ ابن كثير : { أو ليأتينَّني } بنونين ، الأولى مشددة وهي نون التوكيد ، والثانية نون الوقاية . وقرأ الباقون بنون واحدة مشددة بحذف نون الوقاية لتلاقي النونات .
- إعراب القرآن : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
«لَأُعَذِّبَنَّهُ» اللام واقعة في جواب قسم مقدر والمضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة لا محل لها «عَذاباً» مفعول مطلق «شَدِيداً» صفة «أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ» كإعراب لأعذبنه الجملة معطوفة «أَوْ لَيَأْتِيَنِّي» الجملة معطوفة «بِسُلْطانٍ» متعلقان بيأتيني «مُبِينٍ» صفة.
- English - Sahih International : I will surely punish him with a severe punishment or slaughter him unless he brings me clear authorization"
- English - Tafheem -Maududi : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ(27:21) I will punish him severely, or even slaughter him, unless he presents before me a reasonable excuse' *28
- Français - Hamidullah : Je la châtierai sévèrement ou je l'égorgerai ou bien elle m'apportera un argument explicite
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ich werde ihn ganz gewiß strengstens strafen oder ich werde ihn ganz gewiß hinrichten lassen' es sei denn er bringt mir fürwahr eine deutliche Ermächtigung"
- Spanish - Cortes : He de castigarla severamente o degollarla a menos que me presente sin falta una excusa satisfactoria
- Português - El Hayek : Juro que a castigarei severamente ou a matarei a menos que se apresente uma razão evidente
- Россию - Кулиев : Я подвергну его суровым мучениям или же зарежу его если он не приведет ясного довода
- Кулиев -ас-Саади : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
Я подвергну его суровым мучениям или же зарежу его, если он не приведет ясного довода».Я сурово накажу его или же отрежу ему голову, если он не объяснит своего отсутствия. Слова благородного пророка свидетельствуют о его набожности и справедливости. Он не поклялся просто наказать удода или казнить его, а поклялся сделать это в том случае, если окажется, что птица отсутствовала по собственной вине. Он понимал, что отсутствие удода могло быть вызвано уважительной причиной, и поэтому поставил исполнение своей клятвы в зависимость от обстоятельств. Так поступают только богобоязненные и благоразумные люди.
- Turkish - Diyanet Isleri : Süleyman kuşları araştırarak "Hüdhüd'ü niçin göremiyorum Yoksa kayıplarda mı Bana apaçık bir delil getirmelidir; yoksa onu ya şiddetli bir azaba uğratırım yahut keserim" dedi
- Italiano - Piccardo : Le infliggerò un severo castigo o la sgozzerò a meno che non adduca una valida scusa”
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بێت ئهبێت سزایهکی زۆر سهختی بدهم یان سهری ببڕم یان دهبێت به بهڵگهیهکی ئاشکراوه بێت بۆ لام
- اردو - جالندربرى : میں اسے سخت سزا دوں گا یا ذبح کر ڈالوں گا یا میرے سامنے اپنی بےقصوری کی دلیل صریح پیش کرے
- Bosanski - Korkut : Ako mi ne donese valjano opravdanje teškom ću ga kaznom kazniti ili ću ga zaklati"
- Swedish - Bernström : Jag skall minsann straffa den strängt nej jag skall döda den om den inte kan ge mig ett gott skäl [för sin frånvaro]"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sungguh aku benarbenar akan mengazabnya dengan azab yang keras atau benarbenar menyembelihnya kecuali jika benarbenar dia datang kepadaku dengan alasan yang terang"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
Nabi Sulaiman berkata, ("Sungguh aku benar-benar akan mengazabnya dengan azab) yakni hukuman (yang keras) yaitu akan dicabuti bulu-bulu sayap dan ekornya, kemudian akan dicampakkan di tempat yang amat panas, sehingga ia tidak dapat menghindarkan diri dari bahaya binatang melata dan serangga yang akan memakannya (atau aku benar-benar menyembelihnya) yaitu memotong lehernya (atau benar-benar dia datang kepadaku) dapat dibaca Laya'tiyanniy dan Laya'tiynaniy (dengan alasan yang terang") yang menjelaskan alasan ketidakhadirannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি অবশ্যই তাকে কঠোর শাস্তি দেব কিংবা হত্যা করব অথবা সে উপস্থিত করবে উপযুক্ত কারণ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "நான் நிச்சயமாக அதைக் கடுமையான வேதனையைக் கொண்டு வேதனை செய்வேன்; அல்லது அதனை நிச்சயமாக அறுத்து விடுவேன்; அல்லது வராததற்கு அது என்னிடம் தெளிவான ஆதாரத்தைக் கொண்டு வர வேண்டும்" என்றும் கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “แน่นอน ฉันจะลงโทษมันด้วยการลงโทษอย่างสาหัส หรือฉันจะฆ่ามันอย่างแน่นอนหรือให้มันนำหลักฐานอันชัดแจ้งมาให้ฉัน”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта уни шиддатли азобла азобларман ёки сўйиб юборурман ёхуд менга албатта очиқойдин ҳужжат келтиражак деди
- 中国语文 - Ma Jian : 我必定严厉地惩罚它,或杀掉它,除非它带一个明证来给我。
- Melayu - Basmeih : "Demi sesungguhnya Aku akan menyeksanya dengan seksa yang seberatberatnya atau aku akan menyembelihnya kecuali ia membawa kepadaku alasan yang terang nyata yang membuktikan sebabsebab ia tidak hadir"
- Somali - Abduh : Waxaan Cadaabi Cadaab Daran ama waan Gawrici ama wuxuu iikeeni Xujo Cad
- Hausa - Gumi : "Lalle ne zã ni azabta shi azãba mai tsanani kõ kuwa lalle in yanka shi kõ kuwa lalle ya zo mini da dalĩli bayyananne"
- Swahili - Al-Barwani : Kwa yakini nitamuadhibu kwa adhabu kali au nitamchinja au aniletee hoja ya kutosha
- Shqiptar - Efendi Nahi : Nëse nuk më sjell arsyetim të bindshëm do ta dënoj atë me dënim të rëndë ose do ta pres”
- فارسى - آیتی : به سختترين وجهى عذابش مىكنم يا سرش را مىبرم، مگر آنكه براى من دليلى روشن بياورد.
- tajeki - Оятӣ : Ба сахттарин тарзе азобаш мекунам ё сарашро мебурам, агар барои ман далеле равшан наорад».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇنى چوقۇم قاتتىق جازالايمەن، يا ئۇنى چوقۇم بوغۇزلايمەن، يا چوقۇم (يوقاپ كەتكەنلىكىنى ئاقلايدىغان) بىر روشەن دەلىل كەلتۈرىدۇ»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "അതിനെ ഞാന് കഠിനമായി ശിക്ഷിക്കും. അല്ലെങ്കില് അറുത്തുകളയും. അതുമല്ലെങ്കില് വ്യക്തമായ വല്ല ന്യായവും അതെനിക്കു സമര്പ്പിക്കണം.”
- عربى - التفسير الميسر : وتفقد سليمان حال الطير المسخره له وحال ما غاب منها وكان عنده هدهد متميز معروف فلم يجده فقال ما لي لا ارى الهدهد الذي اعهده استره ساتر عني ام انه كان من الغائبين عني فلم اره لغيبته فلما ظهر انه غائب قال لاعذبن هذا الهدهد عذابا شديدا لغيابه تاديبا له او لاذبحنه عقوبه على ما فعل حيث اخل بما سخر له او لياتيني بحجه ظاهره فيها عذر لغيبته
*28) Some people of the modern time say that the hud-bud (hoopoe) does not mean the bird commonly known by this name, but is the name of a man who was an officer in the army of Solomon. This claim is not based on any historical research in which they might have found a person named hud-hud included in the list of the officers of the government of the Prophet Solomon, but they base their claim on the argument that the custom of naming human beings after animals is prevalent in Arabic as in other languages and was also found in Hebrew. Moreover, the, work that has been ascribed to the hud-hud in the following verses and its conversation with the Prophet Solomon, can, according to them, be only performed by a human being. But if one keeps in view the context in which this thing occurs in the Qur'an, it becomes evident that this is no commentary of the Qur'an but its distortion. After aII, why should the Qur'an put the intellect and intelligence of man to the test by using enigmatic language '? Why should it not clearly say that a soldier of the Prophet Solomon's cavalry, or platoon, or communication department, was missing, whom he ordered to be searched out, and who came and gave this news and whom he despatched on such and such a mission? Instead, it uses such language that the reader, from the beginning to the end, is compelled to regard it as a bird. Let us, in this connection, consider the tarts in their sequence as presented in the Qur'an. First of aII, the Prophet Solomon expresses his gratitude to AIIah for His this bounty: "We have been taught the speech of the birds." In this sentence, firstly, the word Lair has been used absolutely which every Arab and scholar of Arabic will take in the meaning of a bird, because there is nothing in the context that points to its being figurative; secondly, if tair implied a group of men and not a bird, the ward language or tongue would have been used concerning it and not speech. 'Then, a person's knowing the tongue of another people is not so extraordinary a thing that it should be specially mentioned. Today there are among us thousands of men and women, who can speak and understand many foreign languages. This is in no way an unusual achievement which may be mentioned as an extraordinary gift of God. Then the Qur'an says, "For Solomon were gathered hosts of jinns and then and birds." In this sentence, firstly, the words Jinn and ins (men) and tair have been used as names for three well-known and distinct species denoted by these words in Arabic. Then they have been used absolutely and there is nothing in the context that may point to any of them being used metaphorically, or as a simile. hecause of which one may take them in another meaning than their well- known lexical meaning. Then the word ins has occurred between the words jinn and Lair which does not allow taking it in the meaning that the Jinn and the tair were, in tact, two groups included in the species of ins (men). Had this been meant the words would have been: ul jinn wat-tair min-al-ins and not min-al- Jinn wal-ins W at-tair. A little further un the e Qur'an says that the Prophet Solomon said this when-during his review of the birds hr found the hud-hud missing. If the fair were human beings and hud-hud also was the name of a man, a word or two should Dave been there to indicate this so that cite poor reader should not have taken the word for a bird. When the group being mentioned is clearly of the birds and a number of it is called hud-hud. how can it be expected that the reader will of his own accord understand them to be human beings'? Then the Prophet Solomon says, "1 will punish him severely, or even slaughter him, unless he presents before me a reasonable excuse." A man is killed, or hanged, or sentenced to death, but never slaughtered. Some hard-hearted person may even slaughter another person out of vengeance, but it cannot be expected of a Prophet that he would sentence a soldier of his army to be slaughtered only for the offence of desertion, and Allah would mention this heinous act of the Prophet without a word of disapproval. A little further on we shall again see that the Prophet Solomon sends the same hud-hud with a letter to the queen of Sheba and tells him "to cast it before her". Obviously, such an instruction can be given to a bird but not at all to a man when he is sent as an envoy or messenger. Only a foolish person will believe that a king would send his envoy with a letter to the queen of another country and tell him to cast or throw it before her. Should we suppose that the Prophet Solomon was not aware of the preliminary social etiquette which even common people like us also observe when we send our servant to a neighbour? Will a gentleman tell his servant to carry his letter to the other gentleman and throw it before him? All these things show that the word hud-hud here has been used in its lexical meaning, showing that he was not a man but a bird. Now, if a person is not prepared to believe that a hud-hud can speak those things that have been ascribed to it in the Qur'an, he should frankly say that he does not believe in this narrative: of the Qur'an. It is sheer hypocrisy to misconstrue plain and clear words of the Qur'an according to one's own whims only in order to cover up one's lack of faith in it.