- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ ٱلَّذِى عِندَهُۥ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِىٓ ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ۚ فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ۖ ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ۖ ومن كفر فإن ربي غني كريم
- عربى - التفسير الميسر : قال الذي عنده علم من الكتاب: أنا آتيك بهذا العرش قبل ارتداد أجفانك إذا تحرَّكَتْ للنظر في شيء. فأذن له سليمان فدعا الله، فأتى بالعرش. فلما رآه سليمان حاضرًا لديه ثابتًا عنده قال: هذا مِن فضل ربي الذي خلقني وخلق الكون كله؛ ليختبرني: أأشكر بذلك اعترافًا بنعمته تعالى عليَّ أم أكفر بترك الشكر؟ ومن شكر لله على نعمه فإنَّ نَفْعَ ذلك يرجع إليه، ومن جحد النعمة وترك الشكر فإن ربي غني عن شكره، كريم يعم بخيره في الدنيا الشاكر والكافر، ثم يحاسبهم ويجازيهم في الآخرة.
- السعدى : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
وهذا الملك العظيم الذي عند آحاد رعيته هذه القوة والقدرة وأبلغ من ذلك أن قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ قال المفسرون: هو رجل عالم صالح عند سليمان يقال له: " آصف بن برخيا "كان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعا الله به أجاب وإذا سأل به أعطى.
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ بأن يدعو الله بذلك الاسم فيحضر حالا وأنه دعا الله فحضر. فالله أعلم [هل هذا المراد أم أن عنده علما من الكتاب يقتدر به على جلب البعيد وتحصيل الشديد]
فَلَمَّا رَآهُ سليمان مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ حمد الله تعالى على إقداره وملكه وتيسير الأمور له و قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ أي: ليختبرني بذلك. فلم يغتر عليه السلام بملكه وسلطانه وقدرته كما هو دأب الملوك الجاهلين، بل علم أن ذلك اختبار من ربه فخاف أن لا يقوم بشكر هذه النعمة، ثم بين أن هذا الشكر لا ينتفع الله به وإنما يرجع نفعه إلى صاحبه فقال: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ غني عن أعماله كريم كثير الخير يعم به الشاكر والكافر، إلا أن شكر نعمه داع للمزيد منها وكفرها داع لزوالها.
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
وكأن سليمان قد استبطأ إحضاره عرش تلك المملكة فى هذه الفترة التى حددها ذلك العفريت القوة ، فنهض جندى آخر من جنوده ، ذكره القرآن بقوله : ( قَالَ الذي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكتاب أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) . قالوا : والمراد بهذا الذى عنده علم من الكتاب : آصف بن برخيا ، وهو رجل من صلحاء بنى إسرائيل ، آتاه الله - تعالى - من لدنه علما ، وكان وزيرا لسليمان .
قالوا : وكان يعلم اسم الله الأعظم ، الذى إذا دعى به - سبحانه - أجاب الداعى ، وإذا سئل به - تعالى - أجاب السائل .
قيل : المراد به سليمان نفسه ، ويكون الخطاب على هذا العفريت ، فكأنه استبطأ ما قاله العفريت فقال له : - على سبيل التحقير - أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك .
وقيل : المراد به جبريل ، والأول هو المشهور عند المفسرين .
أى : قال الرجل الذى عنده علم من كتاب الله - تعالى - يا سليمان أنا آتيك بعرش بلقيس ، قبل أن تغمض عينك وتفتحها ، وهو كناية عن السرعة الفائقة فى إحضاره .
وفى ذلك ما فيه من الدلالة على شرف العلم وفضله وشرف حاملية وفضلهم وأن هذه الكرامة التى وهبها الله - تعالى - لهذا الرجل ، كانت بسبب ما آتاه - سبحانه - من علم .
وجاء عرش الملكة لسليمان من بلاد اليمن إلى بلاد الشام ، بتلك السرعة الفائقة ( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ ) أى : فلما رأى سليمان العرش المذكور حاضرا لديه ، وكائنا بين يديه . . . لم يغتر ولم يتكبر ، ولم يأخذه الزهو والعجب . بل قال - كما حكى القرآن عنه - : ( هذا مِن فَضْلِ رَبِّي ليبلوني أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ) .
أى : قال سليمان : هذا الذى أراهى من إحضار العرش بتلك السرعة من فضل ربى وعطائه ، لكى يمتحننى أأشكره على نعمه أم أجحد هذه النعم .
( وَمَن شَكَرَ ) الله - تعالى - على نعمه ( فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ) حيث يزيده - سبحانه - منها .
( وَمَن كَفَرَ ) نعم الله - تعالى - وجحدها ( فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ ) عن خلقه ( كَرِيمٌ ) فى معاملته لهم ، حيث لم يعاجلهم بالعقوبة ، بل يعفو ويصفح عن كثير من ذنوبهم .
- البغوى : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
( قال الذي عنده علم من الكتاب ) واختلفوا فيه فقال بعضهم هو جبريل . وقيل : هو ملك من الملائكة أيد الله به نبيه سليمان عليه السلام . وقال أكثر المفسرين : هو آصف بن برخياء ، وكان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى . وروى جويبر ، ومقاتل ، عن الضحاك عن ابن عباس قال : إن آصف قال لسليمان حين صلى : مد عينيك حتى ينتهي طرفك ، فمد سليمان عينيه ، فنظر نحو اليمين ، ودعا آصف فبعث الله الملائكة فحملوا السرير من تحت الأرض يخدون به خدا حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان .
وقال الكلبي : خر آصف ساجدا ودعا باسم الله الأعظم فغاب عرشها تحت الأرض حتى نبع عند كرسي سليمان . وقيل : كانت المسافة مقدار شهرين . واختلفوا في الدعاء الذي دعا به آصف ، فقال مجاهد ، ومقاتل : يا ذا الجلال والإكرام . وقال الكلبي : يا حي يا قيوم . وروي ذلك عن عائشة . وروي عن الزهري قال : دعاء الذي عنده علم من الكتاب : يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت ائتني بعرشها . وقال محمد بن المنكدر : إنما هو سليمان ، قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما : ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال سليمان : هات ، قال : أنت النبي ابن النبي ، وليس أحد أوجه عند الله منك ، فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك ، فقال : صدقت ، ففعل ذلك ، فجيء بالعرش في الوقت .
وقوله تعالى : ( قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال سعيد بن جبير : يعني : من قبل أن يرجع إليك أقصى من ترى ، وهو أن يصل إليك من كان منك على مد بصرك . قال قتادة : قبل أن يأتيك الشخص من مد البصر . وقال مجاهد : يعني إدامة النظر حتى يرتد الطرف خاسئا . وقال وهب : تمد عينيك فلا ينتهي طرفك إلى مداه ، حتى أمثله بين يديك ) ( فلما رآه ) يعني : رأى سليمان العرش ) ( مستقرا عنده ) محمولا إليه من مأرب إلى الشام في قدر ارتداد الطرف ( قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر ) نعمته ) ( أم أكفر ) فلا أشكرها ( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) أي : يعود نفع شكره إليه ، وهو أن يستوجب به تمام النعمة ودوامها ، لأن الشكر قيد النعمة الموجودة وصيد النعمة المفقودة ( ومن كفر فإن ربي غني ) عن شكره ) ( كريم ) بالإفضال على من يكفر نعمه .
- ابن كثير : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
فلما قال سليمان : أريد أعجل من ذلك ، ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) قال ابن عباس : وهو آصف كاتب سليمان . وكذا روى محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن رومان : أنه آصف بن برخياء ، وكان صديقا يعلم الاسم الأعظم .
وقال قتادة : كان مؤمنا من الإنس ، واسمه آصف . وكذا قال أبو صالح ، والضحاك ، وقتادة : إنه كان من الإنس - زاد قتادة : من بني إسرائيل .
وقال مجاهد : كان اسمه أسطوم .
وقال قتادة - في رواية عنه - : كان اسمه بليخا .
وقال زهير بن محمد : هو رجل من الأندلس يقال له : ذو النور .
وزعم عبد الله بن لهيعة : أنه الخضر . وهو غريب جدا .
وقوله : ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) أي : ارفع بصرك وانظر مد بصرك مما تقدر عليه ، فإنك لا يكل بصرك إلا وهو حاضر عندك .
وقال وهب بن منبه : امدد بصرك ، فلا يبلغ مداه حتى آتيك به .
فذكروا أنه أمره أن ينظر نحو اليمن التي فيها هذا العرش المطلوب ، ثم قام فتوضأ ، ودعا الله عز وجل .
قال مجاهد : قال : يا ذا الجلال والإكرام . وقال الزهري : قال : يا إلهنا وإله كل شيء ، إلها واحدا ، لا إله إلا أنت ، ائتني بعرشها . قال : فتمثل له بين يديه .
قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن إسحاق ، وزهير بن محمد ، وغيرهم : لما دعا الله ، عز وجل ، وسأله أن يأتيه بعرش بلقيس - وكان في اليمن ، وسليمان عليه السلام ببيت المقدس - غاب السرير ، وغاص في الأرض ، ثم نبع من بين يدي سليمان ، عليه السلام .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، لم يشعر سليمان إلا وعرشها يحمل بين يديه . قال : وكان هذا الذي جاء به من عباد البحر ، فلما عاين سليمان وملؤه ذلك ، ورآه مستقرا عنده ( قال هذا من فضل ربي ) أي : هذا من نعم الله علي ( ليبلوني ) أي : ليختبرني ، ( أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) ، كقوله ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) [ فصلت : 46 ] ، وكقوله ( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ) [ الروم : 44 ] .
وقوله : ( ومن كفر فإن ربي غني كريم ) أي : هو غني عن العباد وعبادتهم ، ( كريم ) أي : كريم في نفسه ، وإن لم يعبده أحد ، فإن عظمته ليست مفتقرة إلى أحد ، وهذا كما قال موسى : ( إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ) [ إبراهيم : 8 ] .
وفي صحيح مسلم : " يقول الله تعالى : يا عبادي لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على أفجر قلب رجل منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم [ ثم أوفيكم إياها ] فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " .
- القرطبى : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
و ( علم الكتاب ) على هذا علمه بكتب الله المنزلة ، أو بما في اللوح المحفوظ . وقيل : علم كتاب سليمان إلى بلقيس . قال ابن عطية : والذي عليه الجمهور من الناس أنه رجل صالح من بني إسرائيل اسمه آصف بن برخيا ; روي أنه صلى ركعتين ، ثم قال لسليمان : يا نبي الله امدد بصرك فمد بصره نحو اليمن فإذا بالعرش ، فما رد سليمان بصره إلا وهو عنده . قال مجاهد : هو إدامة النظر حتى يرتد طرفه خاسئا حسيرا . وقيل : أراد مقدار ما يفتح عينه ثم يطرف ، وهو كما تقول : افعل كذا في لحظة عين ; وهذا أشبه ; لأنه إن كان الفعل من سليمان فهو معجزة ، وإن كان من آصف أو من غيره من أولياء الله فهي كرامة ، وكرامة الولي معجزة النبي . قال القشيري : وقد أنكر كرامات الأولياء من قال إن الذي عنده علم من الكتاب هو سليمان ، قال للعفريت : أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك . وعند هؤلاء ما فعل العفريت فليس من المعجزات ولا من الكرامات ، فإن الجن يقدرون على مثل هذا . ولا يقطع جوهر في حال واحدة مكانين ، بل يتصور ذلك بأن يعدم الله الجوهر في أقصى الشرق ثم يعيده في الحالة الثانية ، وهي الحالة التي بعد العدم في أقصى الغرب . أو يعدم الأماكن المتوسطة ثم يعيدها . قال القشيري : ورواه وهب عن مالك . وقد قيل : بل جيء به في الهواء ; قاله مجاهد . وكان بين سليمان والعرش كما بين الكوفة والحيرة . وقال مالك : كانت باليمن وسليمان عليه السلام بالشام . وفي التفاسير انخرق بعرش بلقيس مكانه الذي هو فيه ثم نبع بين يدي سليمان ; قال عبد الله بن شداد : وظهر العرش من نفق تحت الأرض ; فالله أعلم أي ذلك كان .
قوله تعالى : فلما رآه مستقرا عنده أي ثابتا عنده . قال هذا من فضل ربي أي هذا النصر والتمكين من فضل ربي . ليبلوني قال الأخفش : المعنى لينظر أأشكر أم أكفر وقال غيره : معنى ليبلوني ليتعبدني ; وهو مجاز . والأصل في الابتلاء : الاختبار ، أي ليختبرني أأشكر نعمته أم أكفرها ومن شكر فإنما يشكر لنفسه أي لا يرجع نفع ذلك إلا إلى نفسه ، حيث استوجب بشكره تمام النعمة ودوامها والمزيد منها . والشكر قيد النعمة الموجودة ، وبه تنال النعمة المفقودة . ومن كفر فإن ربي غني أي عن الشكر ، كريم في التفضل .
- الطبرى : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
قوله: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) يقول جلّ ثناؤه: قال الذي عنده علم من كتاب الله, وكان رجلا فيما ذكر من بني آدم, فقال بعضهم: اسمه بليخا.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن بشار, قال: ثنا أبو عثمة, قال: ثنا شعبة, عن بشر, عن قتادة, في قوله: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) قال: كان اسمه بليخا.
حدثني يحيى بن داود الواسطي, قال: ثنا أبو أسامة, عن إسماعيل, عن أبي صالح, في قوله: (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) رجل من الإنس.
حدثنا ابن عرفة, قال: ثنا مروان بن معاوية الفزاريّ, عن العلاء بن عبد الكريم, عن مجاهد, في قول الله: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ ) قال: أنا أنظر في كتاب ربي, ثم آتيك به (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: فتكلم ذلك العالم بكلام دخل العرش تحت الأرض حتى خرج إليهم.
حدثنا ابن عرفة, قال: ثني حماد بن محمد, عن عثمان بن مطر, عن الزهري, قال: دعا الذي عنده علم من الكتاب: يا إلهنا وإله كلّ شيء إلها واحدا, لا إله إلا أنت, ائتني بعرشها, قال: فمثل بين يديه.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) قال: رجل من بني آدم، أحسبه قال: من بني إسرائيل, كان يعلم اسم الله الذي إذا دعي به أجاب.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) قال: الاسم الذي إذا دعي به أجاب, وهو: يا ذا الجلال والإكرام.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول: قال سليمان لمن حوله: (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) فقال عفريت (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ) قال سليمان: أريد أعجل من ذلك, فقال رجل من الإنس عنده علم من الكتاب, يعني اسم الله إذا دعي به أجاب.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: (قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) لا آتيك بغيره, أقول غيره أمثله لك. قال: وخرج يومئذ رجل عابد في جزيرة من البحر, فلما سمع العفريت ، (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: ثم دعا باسم من أسماء الله, فإذا هو يحمل بين عينيه, وقرأ: (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي )... حتى بلغ (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ).
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال رجل من الإنس.
قال: وقال مجاهد: الذي عنده علم من الكتاب: علم اسم الله.
وقال آخرون: الذي عنده علم من الكتاب, كان آصف.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (قَالَ عِفْريتٌ ) لسليمان (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) فزعموا أن سليمان بن داود قال: أبتغي أعجل من هذا, فقال آصف بن برخيا, وكان صدّيقا يعلم الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب, وإذا سئل به أعطى: أَنَا يا نبيّ الله (آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ).
وقوله: (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم: معناه: أنا آتيك به قبل أن يصل إليك من كان منك على مدّ البصر.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني إبراهيم, قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد, عن سعيد بن جُبَير: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: من قبل أن يرجع إليك أقصى من ترى, فذلك قوله (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ).
قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, قال: قال غير قتادة: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قبل أن يأتيك الشخص من مدّ البصر.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: من قبل أن يبلغ طرفك مداه وغايته.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) تمدّ عينيك فلا ينتهي طرفك إلى مداه حتى أمثله بين يديك. قال: ذلك أريد.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا عثام, عن إسماعيل, عن سعيد بن جبير, قال: أخبرت أنه قال: ارفع طرفك من حيث يجيء, فلم يرجع إليه طرفه حتى وضع العرش بين يديه.
حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا يحيى, قال: ثنا سفيان, عن عطاء, عن مجاهد, في قوله: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: مدّ بصره.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: إذا مدّ البصر حتى يردّ الطرف خاسئا.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: إذا مدّ البصر حتى يحسر الطرف.
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: قبل أن يرجع إليك طرفك من أقصى أثره, وذلك أن معنى قوله (يَرْتَدَّ إِلَيْكَ ) يرجع إليك البصر, إذا فتحت العين غير راجع, بل إنما يمتدّ ماضيا إلى أن يتناهى ما امتدّ نوره. فإذا كان ذلك كذلك, وكان الله إنما أخبرنا عن قائل ذلك (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ ) لم يكن لنا أن نقول: أنا آتيك به قبل أن يرتدّ راجعا(إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) من عند منتهاه.
وقوله: (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ ) يقول: فلما رأى سليمان عرش ملكة سبأ مستقرا عنده. وفي الكلام متروك استغنى بدلالة ما ظهر عما ترك, وهو: فدعا الله, فأتى به; فلما رآه سليمان مستقرا عنده. وذُكر أن العالم دعا الله, فغار العرش في المكان الذي كان به, ثم نبع من تحت الأرض بين يدي سليمان.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه, قال: ذكروا أن آصِف بن برخيا توضأ, ثم ركع ركعتين, ثم قال: يا نبيّ الله, امدد عينك حتى ينتهي طرفك, فمدّ سليمان عينه ينظر إليه نحو اليمن, ودعا آصف فانخرق بالعرش مكانه الذي هو فيه, ثم نبع بين يدي سليمان (فَلَمَّا رَآهُ ) سليمان (مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي )... الآية.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال: نبع عرشها من تحت الأرض.
وقوله: (قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ) يقول: هذا البصر والتمكن والملك والسلطان الذي أنا فيه حتى حمل إليّ عرش هذه في قدر ارتداد الطرف من مأرب إلى الشام, من فضل ربي الذي أفضله عليّ وعطائه الذي جاد به علي, ليبلوني, يقول: ليختبرني ويمتحنني, أأشكر ذلك من فعله عليّ, أم أكفر نعمته عليّ بترك الشكر له.
وقد قيل: إن معناه: أأشكر على عرش هذه المرأة إذ أتيت به, أم كفر إذ رأيت من هو دوني في الدنيا أعلم مني.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: أخبرني عطاء الخراساني, عن ابن عباس, في قوله: (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ ) على السرير إذ أتيت به (أَمْ أَكْفُرُ ) إذ رأيت من هو دوني في الدنيا أعلم مني؟ .
وقوله: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ) يقول: ومن شكر نعمة الله عليه, وفضله عليه, فإنما يشكر طلب نفع نفسه, لأنه ليس ينفع بذلك غير نفسه؛ لأنه لا حاجة &; 19-469 &; لله إلى أحد من خلقه, وإنما دعاهم إلى شكره تعريضا منه لهم للنفع, لا لاجتلاب منه بشكرهم إياه نفعا إلى نفسه, ولا دفع ضرّ عنها(وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) يقول: ومن كفر نعمه وإحسانه إليه, وفضله عليه, لنفسه ظلم, وحظَّها بخَس, والله غنيّ عن شكره, لا حاجة به إليه, لا يضرّه كفر من كفر به من خلقه, كريم, ومن كرمه إفضاله على من يكفر نعمه, ويجعلها وصلة يتوصل بها إلى معاصيه.
- ابن عاشور : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)
و { مِن } في قوله : { من الكتاب } ابتدائية ، أي عنده علم مكتسب من الكتب ، أي من الحكمة ، وليس المراد بالكتاب التوراة . وقد عدّ في سفر الملوك الأول في الإصحاح الرابع أحد عشر رجلاً أهل خاصة سليمان بأسمائهم وذكر أهل التفسير والقصص أن : { الذي عنده علم من الكتاب } هو «آصف بن برخيا» وأنه كان وزير سليمان .
وارتداد الطرف حقيقته : رجوع تحديق العين من جهة منظورة تَحُول عنَها لحظة . وعبر عنه بالارتداد لأنهم يعبرون عن النظر بإرسال الطرف وإرسال النظر فكان الارتداد استعارة مبنية على ذلك .
وهذه المناظرة بين العفريت من الجن والذي عنده علم من الكتاب ترمز إلى أنه يتأتى بالحكمة والعلم ما لا يتأتى بالقوة ، وأن الحكمة مكتسبة لقوله : { عنده علم من الكتاب } ، وأن قوة العناصر طبيعة فيها ، وأن الاكتساب بالعلم طريق لاستخدام القوى التي لا تستطيع استخدام بعضها بعضاً . فذكر في هذه القصة مثلاً لتغلب العلم على القوة . ولما كان هذان الرجلان مسخرَيْن لسليمان كان ما اختصا به من المعرفة مزية لهما ترجع إلى فضل سليمان وكرامته أن سخر الله له مثل هذه القوى .
ومقام نبوته يترفع عن أن يباشر بنفسه الإتيان بعرش بلقيس .
والظاهر أن قوله : { قبل أن تقوم من مقامك } وقوله : { قبل أن يرتد إليك طرفك } مثلان في السرعة والأسرعية ، والضمير البارز في { رءاه } يعود إلى العرش .
والاستقرار : التمكن في الأرض وهو مبالغة في القرار . وهذا استقرار خاص هو غير الاستقرار العام المرادف للكون ، وهو الاستقرار الذي يقدر في الإخبار عن المبتدأ بالظرف والمجرور ليكون متعلِّقاً بهما إذا وقعا خبراً أو وقعا حالاً ، إذ يقدر ( كائن ) أو ( مستقر ) فإن ذلك الاستقرار ليس شأنه أن يصرح به . وابن عطية جعله في الآية من إظهار المقدر وهو بعيد .
ولما ذَكر الفضل أضافه إلى الله بعنوان كونه ربّه لإظهار أن فضله عليه عظيم إذ هو عبد ربه . فليس إحسان الله إليه إلا فضلاً محضاً ، ولم يشتغل سليمان حين أحضر له العرش بأن يبتهج بسلطانه ولا بمقدرة رجاله ولكنه انصرف إلى شكر الله تعالى على ما منحه من فضل وأعطاه من جند مسخرين بالعلم والقوة ، فمزايا جميعهم وفضلهم راجع إلى تفضيله .
وضرب حكمة خُلقية دينية وهي : { من شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كَفر فإن ربي غني كريم } ؛ فكل متقرب إلى الله بعمل صالح يجب أن يستحضر أن عمله إنما هو لنفسه يرجو به ثواب الله ورضاه في الآخرة ويرجو دوام التفضل من الله عليه في الدنيا ، فالنفع حاصل له في الدارين ولا ينتفع الله بشيء من ذلك .
فالكلام في قوله : { يشكر لنفسه } لام الأجْل وليست اللام التي يُعدى بها فعل الشكر في نحو { واشكُروا لي } [ البقرة : 152 ] . والمراد ب { من كفر } من كفر فضل الله عليه بأن عبَد غير الله ، فإن الله غني عن شكره وهو كريم في إمهاله ورزقه في هذه الدنيا . وقد تقدم عند قوله فيما تقدم : { قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك } [ النمل : 19 ] .
والعدول عن الإضمار إلى الإظهار في قوله : { فإن ربي غني كريم } دون أن يقول : فإنه غني كريم ، تأكيد للاعتراف بتمحض الفضل المستفاد من قوله : { فضل ربي } .
- إعراب القرآن : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
«قالَ الَّذِي» اسم الموصول فاعل والجملة مستأنفة «عِنْدَهُ» ظرف مكان متعلق بخبر مقدم «عِلْمٌ» مبتدأ مؤخر والجملة صلة «مِنَ الْكِتابِ» متعلقان بصفة لعلم «أَنَا» مبتدأ «آتِيكَ» الجملة خبر «بِهِ» و«قَبْلَ» كلاهما متعلقان بآتيك والجملة مقول القول «أَنْ يَرْتَدَّ» مضارع منصوب بأن المصدر المؤول مضاف إليه «إِلَيْكَ» متعلقان بتقوم «طَرْفُكَ» فاعل يرتد «فَلَمَّا» الفاء عاطفة على محذوف مقدر ولما ظرفية «رَآهُ» ماض ومفعوله الجملة مضاف إليه «مُسْتَقِرًّا» حال «عِنْدَهُ» متعلق بمستقرا «قالَ» الجملة جواب شرط غير جازم «هذا» مبتدأ «مِنْ فَضْلِ» متعلقان بالخبر «رَبِّي» مضاف إليه والجملة مقول القول «لِيَبْلُوَنِي» اللام لام التعليل والمضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وفاعله مستتر والياء مفعول به «أَأَشْكُرُ» الهمزة للاستفهام وجملة أشكر مفعول به ليبلوني والتقدير ليبلو شكري «أَمْ أَكْفُرُ» معطوف على ما قبله «وَمَنْ شَكَرَ» من موصول مبتدأ وجملة شكر صلة «فَإِنَّما» الفاء زائدة وإنما كافة ومكفوفة «يَشْكُرُ» الجملة خبر المبتدأ «لِنَفْسِهِ» متعلقان بيشكر «وَمَنْ كَفَرَ» من اسم شرط جازم مبتدأ وكفر ماض فاعله مستتر «فَإِنَّ» الفاء واقعة في جواب الشرط وإن حرف مشبه بالفعل «رَبِّي» اسم إن والياء مضاف إليه «غَنِيٌّ كَرِيمٌ» خبران لإن والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ.
- English - Sahih International : Said one who had knowledge from the Scripture "I will bring it to you before your glance returns to you" And when [Solomon] saw it placed before him he said "This is from the favor of my Lord to test me whether I will be grateful or ungrateful And whoever is grateful - his gratitude is only for [the benefit of] himself And whoever is ungrateful - then indeed my Lord is Free of need and Generous"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ(27:40) He who possessed knowledge of the Book, spoke out, "1 will fetch it to you in the twinkling of an eye. " *47 As soon as Solomon saw the throne placed before him, he exclaimed: "This is by the Grace of my Lord so that He may test me (to see) whether I am grateful or ungratefull! *48 And the one who is grateful is grateful only for the good of his own self; as for the one who is ungrateful, my Lord is All-Sufficient and Self-Exalted. " *49
- Français - Hamidullah : Quelqu'un qui avait une connaissance du Livre dit Je te l'apporterai avant que tu n'aies cligné de l'œil Quand ensuite Salomon a vu le trône installé auprès de lui il dit Cela est de la grâce de mon Seigneur pour m'éprouver si je suis reconnaissant ou si je suis ingrat Quiconque est reconnaissant c'est dans son propre intérêt qu'il le fait et quiconque est ingrat alors mon Seigneur Se suffit à Lui-même et Il est Généreux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Derjenige der Wissen aus der Schrift hatte sagte "Ich bringe ihn dir bevor dein Blick zu dir zurückkehrt" Als er ihn unbeweglich bei sich stehen sah sagte er "Dies ist von der Huld meines Herrn damit Er mich prüft ob ich dankbar oder undankbar bin Wer dankbar ist der ist nur zu seinem eigenen Vorteil dankbar; wer aber undankbar ist - so ist mein Herr unbedürftig und freigebig"
- Spanish - Cortes : El que tenía ciencia de la Escritura dijo Yo te lo traeré en un abrir y cerrar de ojos Cuando lo vio puesto junto a sí dijo éste es un favor de mi Señor para probarme si soy o no agradecido Quien es agradecido lo es en realidad en provecho propio Y quien es desagradecido Mi Señor Se basta a Sí mismo es generoso
- Português - El Hayek : Disse aquele que possuía o conhecimento do Livro Eu to trarei em menos tempo que um abrir e fechar de olhos Equando Salomão viu o trono ante ele disse Isto provém da graça de meu Senhor para verificar se sou grato ou ingrato Pois quem agradece certamente o faz em benefício próprio; e saiba o malagradecido que meu Senhor não necessita deagraciamentos e é Generoso
- Россию - Кулиев : А тот который обладал знанием из Писания сказал Я принесу его тебе в мгновение ока Увидев установленный перед ним трон он сказал Мой Господь оказал мне эту милость для того чтобы испытать меня буду ли я благодарен или же буду непризнателен Кто благодарен тот благодарен во благо себе А если кто непризнателен то ведь мой Господь - Богатый Великодушный
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
А тот, который обладал знанием из Писания, сказал: «Я принесу его тебе в мгновение ока». Увидев установленный перед ним трон, он сказал: «Мой Господь оказал мне эту милость для того, чтобы испытать меня, буду ли я благодарен или же буду непризнателен. Кто благодарен, тот благодарен во благо себе. А если кто непризнателен, то ведь мой Господь - Богатый, Великодушный».Затем произошло нечто еще более удивительное. Некий муж, обладающий знанием из Писания, сказал, что может принести трон в мгновение ока. По мнению многих толкователей Корана, этим ученым мужем был один из приближенных пророка Сулеймана, праведник по имени Асаф б. Бархия. Он знал величайшее из имен Аллаха и взывал к Аллаху посредством этого прекрасного имени. Благодаря этому Господь постоянно внимал его молитвам и исполнял все его благие пожелания. Он надеялся на то, что Аллах услышит его мольбу и в мгновение ока перенесет трон из Йемена в царство Сулеймана. Одному Аллаху известно, насколько достоверно это толкование. Возможно, этот праведник обладал знанием из Писания о том, как можно сократить расстояние и облегчить тяжелое. В любом случае, Аллаху об этом известно лучше. Увидев перед собой установленный трон, Сулейман воздал хвалу Аллаху за то, что Тот одарил его властью и могуществом и облегчил для него самые невероятные начинания. Святой пророк не стал обольщаться дарованными ему властью и могуществом, поскольку так поступают только невежественные правители. Сулейман знал, что земные блага являются всего лишь испытанием, и опасался того, что не сумеет должным образом отблагодарить Аллаха за Его многочисленные щедроты. Более того, он прекрасно понимал, что Всевышний Господь не нуждается в его благодарности и что праведность и признательность приносят пользу только самому человеку. Среди прекрасных имен Аллаха - Богатый и Великодушный. Господь настолько богат, что не нуждается в праведных делах Своих рабов, а Его великодушие настолько велико, что Он ниспосылает милости как благодарным праведникам, так и непризнательным грешникам. Тем не менее, благодарность приумножает благосостояние человека, а неблагодарность лишает его благополучия.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kitabın bilgisine sahip olan biri "Gözünü açıp kapamadan ben onu sana getiririm" dedi Süleyman tahtı yanına yerleşivermiş görünce "Bu şükür mü edeceğim yoksa nankörlük mü edeceğim diye beni sınayan Rabbimin lütfundandır Şükreden ancak kendisi için şükretmiş olur; fakat nankörlük eden bilsin ki Rabbim müstağnidir kerem sahibidir" dedi
- Italiano - Piccardo : Uno che aveva conoscenza del Libro disse “Te lo porterò prima ancora che tu possa battere ciglio” Quando poi [Salomone] lo vide posarsi presso di sé disse “Questo è parte della grazia del mio Signore per mettermi alla prova [e vedere] se sarò riconoscente o ingrato Quanto a chi è riconoscente lo è per se stesso e chi è ingrato [sappia che] il mio Signore basta a Se Stesso ed è generoso”
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڵام یهکێک له پیاو چاکان که زانستی و زانیاری له نهێنیهکانی کتێبی تهورات ههبوو وتی من بۆت دههێنم به چاو تروکاندنێک دهستی کرد به نزاو پاڕانهوه و داوای له خوا کرد ئهوسا کتو پڕ سولهیمان بینی تهختی پاشایهتی لهلایدا دانراوه وتی ئهمه فهزڵ و بهخششهکانی پهروهردگارمه بۆ ئهوهی تاقیم بکاتهوه که ئایا سوپاسگوزار دهبم یان ناشکورو بهدنمهک جا ئهوهی سوپاسگوزار بێت ئهوه بهڕاستی سوپاسگوزاره بۆ خۆی ئهوهش که سپڵهیه ئهوه بێگومان پهروهردگارم دهوڵهمهند و بێ نیازه و خاوهنی بهخششه به ههمووان ڕایهکیش ههیه لهسهر ئهوهی که ئهو کهسه سولهیمان خۆی بووه
- اردو - جالندربرى : ایک شخص جس کو کتاب الہی کا علم تھا کہنے لگا کہ میں اپ کی انکھ کے جھپکنے سے پہلے پہلے اسے اپ کے پاس حاضر کئے دیتا ہوں۔ جب سلیمان نے تخت کو اپنے پاس رکھا ہوا دیکھا تو کہا کہ یہ میرے پروردگار کا فضل ہے تاکہ مجھے ازمائے کہ میں شکر کرتا ہوں یا کفران نعمت کرتا ہوں اور جو شکر کرتا ہے تو اپنے ہی فائدے کے لئے شکر کرتا ہے اور جو ناشکری کرتا ہے تو میرا پروردگار بےپروا اور کرم کرنے والا ہے
- Bosanski - Korkut : "A ja ću ti ga donijeti" – reče onaj koji je učio iz Knjige – "prije nego što okom trepneš" I kad Sulejman vidje da je prijesto već pored njega postavljen uzviknu "Ovo je blagodat Gospodara moga koji me iskušava da li ću zahvalan ili nezahvalan biti A ko je zahvalan – u svoju je korist zahvalan a ko je nezahvalan – pa Gospodar moj je neovisan i plemenit
- Swedish - Bernström : Den som hade kunskap om uppenbarelsen sade då "Jag skall föra hit den innan din blick återvänder till ditt öga" Och när [Salomo] såg den stå framför sig sade han "Detta är en nåd från min Herre; Han vill pröva mig [och låta mig visa] om jag är tacksam eller otacksam Den tacksamme har [själv] gott av sin tacksamhet och den som är otacksam [vållar inte Gud någon skada]; min Herre är Sig själv nog och Han är den givmilde Givaren"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Berkatalah seorang yang mempunyai ilmu dari Al Kitab "Aku akan membawa singgasana itu kepadamu sebelum matamu berkedip" Maka tatkala Sulaiman melihat singgasana itu terletak di hadapannya iapun berkata "Ini termasuk kurnia Tuhanku untuk mencoba aku apakah aku bersyukur atau mengingkari akan nikmatNya Dan barangsiapa yang bersyukur maka sesungguhnya dia bersyukur untuk kebaikan dirinya sendiri dan barangsiapa yang ingkar maka sesungguhnya Tuhanku Maha Kaya lagi Maha Mulia"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
(Seorang yang mempunyai ilmu dari Al kitab) yang diturunkan (berkata,) ia bernama Ashif ibnu Barkhiya; dia terkenal sangat jujur dan mengetahui tentang asma Allah Yang Teragung, yaitu suatu asma apabila dipanjatkan doa niscaya doa itu dikabulkan ("Aku akan membawa singgasana itu kepadamu sebelum matamu berkedip") jika kamu tujukan pandanganmu itu kepada sesuatu. Maka Ashif berkata kepadanya, "Coba lihat langit itu", maka Nabi Sulaiman pun menujukan pandangannya ke langit, setelah itu ia mengembalikan pandangannya ke arah semula sebagaimana biasanya, tiba-tiba ia menjumpai singgasana ratu Balqis itu telah ada di hadapannya. Ketika Nabi Sulaiman mengarahkan pandangannya ke langit, pada saat itulah Ashif berdoa dengan mengucapkan Ismul A'zham, seraya meminta kepada Allah supaya Dia mendatangkan singgasana tersebut, maka dikabulkan permintaan Ashif itu oleh Allah. Sehingga dengan seketika singgasana itu telah berada di hadapannya. Ibaratnya Allah meletakkan singgasana itu di bawah bumi, lalu dimunculkan-Nya di bawah singgasana Nabi Sulaiman. (Maka tatkala Sulaiman melihat singgasana itu terletak) telah berada (di hadapannya, ia pun berkata, "Ini) yakni didatangkannya singgasana itu untukku (termasuk karunia Rabbku untuk mencoba aku) untuk menguji diriku (apakah aku bersyukur) mensyukuri nikmat, lafal ayat ini dapat dibaca Tahqiq dan Tas-hil (atau mengingkari) nikmat-Nya. (Dan barang siapa yang bersyukur maka sesungguhnya dia bersyukur untuk kebaikan dirinya) artinya pahalanya itu untuk dirinya sendiri (dan barang siapa yang ingkar) akan nikmat-Nya (maka sesungguhnya Rabbku Maha Kaya) tidak membutuhkan kesyukurannya (lagi Maha Mulia") yakni tetap memberikan kemurahan kepada orang-orang yang mengingkari nikmat-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কিতাবের জ্ঞান যার ছিল সে বলল আপনার দিকে আপনার চোখের পলক ফেলার পূর্বেই আমি তা আপনাকে এনে দেব। অতঃপর সুলায়মান যখন তা সামনে রক্ষিত দেখলেন তখন বললেন এটা আমার পালনকর্তার অনুগ্রহ যাতে তিনি আমাকে পরীক্ষা করেন যে আমি কৃতজ্ঞতা প্রকাশ করি না অকৃতজ্ঞতা প্রকাশ করি। যে কৃতজ্ঞতা প্রকাশ করে সে নিজের উপকারের জন্যেই কৃতজ্ঞতা প্রকাশ করে এবং যে অকৃতজ্ঞতা প্রকাশ করে সে জানুক যে আমার পালনকর্তা অভাবমুক্ত কৃপাশীল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இறைவேதத்தின் ஞானத்தைப் பெற்றிருந்த ஒருவர் "உங்களுடைய கண்ணை மூடித்திறப்பதற்குள் அதை உங்களிடம் கொண்டு வந்து விடுகிறேன்" என்று கூறினார்; அவர் சொன்னவாறே அது தம்மிடம் வைக்கப்பட்டிருப்பதைக் கண்டதும்; "இது என்னுடைய இறைவனின் அருட் கொடையாகும் நான் நன்றியறிதலுடன் இருக்கின்றேனா அல்லது மாறு செய்கிறேனா என்று இறைவன் என்னைச் சோதிப்பதற்காகவும்; எவன் ஒருவன் இறைவனுக்கு நன்றி செலுத்துகின்றானோ அவன் நன்றி செலுத்துவது அவனுக்கே நன்மையாவும்; மேலும் எவன் நன்றி மறந்து மாறு செய்கிறானோ அது அவனுக்கே இழப்பாகும்; ஏனெனில் என் இறைவன் எவரிடத்தும் தேவைப் படாதவனாகவும் மிகவும் கண்ணியம் மிக்கவனாகவும் இருக்கின்றான்" என்று ஸுலைமான் கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ผู้ที่มีความรู้ในเรื่องคัมภีร์ กล่าวว่า “ฉันจะนำมันมาเสนอท่านชั่วพริบตาเดียว” เมื่อเขา สุลัยมาน เห็นมันวางมั่นคงอยู่ต่อหน้าเขา เขากล่าวว่า “นี่เนื่องจากความโปรดปรานของพระเจ้าของฉัน เพื่อพระองค์จะได้ทรงทดสอบฉันว่าฉันกตัญญูหรือเนรคุณ และผู้ใดกตัญญูแท้จริงเขาก็กตัญญูต่อตัวเขาเอง และผู้ใดเนรคุณแท้จริงพระเจ้าของฉันนั้นเป็นผู้ทรงมั่งมี ผู้ทรงเอื้อเฟื้อเผื่อแผ่ยิ่ง”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Китобдан илми бор шахс Мен уни сенга кўзингни очиб юмгунингча келтирурман деди Қачонки уСулаймон утахтни ўз ҳузурида қарор топганини кўргач Бу Роббимнинг фазлидандир Мен шукр қиламанми ёки куфрони неъмат қиламанми синаш учундир Ким шукр келтирса ўзи учунгина шукр қилур Ким куфрони неъмат қилса бас Роббим беҳожат ва карамли зотдир деди Уламолар китобдан илми бор шахснинг кимлиги ҳақида кўп фикрлар айтганлар У Тавротни Исмул Аъзамни биладиган Лавҳул Маҳфуздан хабардор эди деган гапларни айтишган Лекин Қуръони Карим ёки Пайғамбаримиз с а в айтмаганларидан кейин ишончли илмий далил бўлмагач Қуръон ибораси билан кифояланиб Аллоҳ ўша шахсни китобдан илми бор деб айтибди у ёғини ўзи билади дейишимиз тўғридир
- 中国语文 - Ma Jian : 那深知天经的人说:转瞬间我就把它拿来给你。当他看见那个宝座安置在他面前的时候他说:这是我的主的恩惠之一,他欲以此试验我,看我是感谢者还是孤负者。感谢者,只为自己的利益而感谢;孤负者(须知)我的主确是无求的、确是尊荣的。
- Melayu - Basmeih : Berkata pula seorang yang mempunyai ilmu pengetahuan dari Kitab Allah "Aku akan membawakannya kepadamu dalam sekelip mata" Setelah Nabi Sulaiman melihat singgahsana itu terletak di sisinya berkatalah ia "Ini ialah dari limpah kurnia Tuhanku untuk mengujiku adakah aku bersyukur atau aku tidak mengenangkan nikmat pemberianNya Dan sebenarnya sesiapa yang bersyukur maka faedah syukurnya itu hanyalah terpulang kepada dirinya sendiri dan sesiapa yang tidak bersyukur maka tidaklah menjadi hal kepada Allah kerana sesungguhnya Tuhanku Maha Kaya lagi Maha Pemurah"
- Somali - Abduh : Wuxuuse yidhi kay Agtiisa ahayd Ogaanshaha Kitaabka Anaa kuu keeni Ishaada Laabideeda horteed Ilbidhiqsi Markuu ku Arkay Agtiisa Isagoo ku Sugan wuxuu Yidhi Kani waa Fadliga Eebahay inuu Imtixaamo inaan ku Mahdiyo iyo Inaan ka Gaaloobo Ciddii ku Mahadisa wuxuu uun u Mahdiyey Naftiisa Ciddii Gaalowdana Eebahay waa ka Kaaftoonyahay waana Sharafbadanyahay
- Hausa - Gumi : Wanda yake a wurinsa akwai wani ilmi daga Littafin ya ce "Ni inã zo maka da shi a gabãnin ƙyaftãwar ganinka ta kõma gare ka" To a lõkacin da ya gan shi matabbaci a wurinsa ya ce "Wannan daga falalar Ubangijĩna yake dõmin Ya jarraba ni Shin zan gõde ne kõ kuwa zan butulce Kuma wanda ya gõde to yanã gõdẽwa ne dõmin kansa kuma wanda ya kãfirta to lalle Ubangijina Wadãtacce ne Karĩmi"
- Swahili - Al-Barwani : Akasema mwenye ilimu ya Kitabu Mimi nitakuletea kabla ya kupepesa jicho lako Basi alipo kiona kimewekwa mbele yake akasema Haya ni katika fadhila zake Mola wangu Mlezi ili anijaribu nitashukuru au nitakufuru Na mwenye kushukuru kwa hakika anashukuru kwa manufaa ya nafsi yake; na anaye kufuru kwa hakika Mola wangu Mlezi ni Mkwasi na Karimu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai që ishte i pajisur me dijen e Librit – prezent te Sulejmani tha “Unë do të ta sjellë ty atë – sa çel e mbyll sytë” Kur Sulejmani pa fronin e vendosur para tij tha “Kjo është nga dhuntitë e Zotit tim për të më provuar mua se – a jam mirënjohës apo mohues i dhuntisë Kus falenderon ai falenderon për dobi të veten e kush mohon dënohet e Zoti im është i pavarur s’ka nevojë për falenderim dhe i madhërueshëm
- فارسى - آیتی : و آن كس كه از علم كتاب بهرهاى داشت گفت: من، پيش از آنكه چشم بر هم زنى، آن را نزد تو مىآورم. چون آن را نزد خود ديد، گفت: اين بخشش پروردگار من است، تا مرا بيازمايد كه سپاسگزارم يا كافر نعمت. پس هر كه سپاس گويد براى خود گفته است و هر كه كفران ورزد پروردگار من بىنياز و كريم است.
- tajeki - Оятӣ : Ва он кас, ки аз илми китоб баҳрае дошт, гуфт: «Ман, пеш аз он, ки чашм бар ҳам занӣ, онро назди ту меоварам». Чун онро назди худ дид, гуфт: «Ин бахшиши Парвардигори ман аст, то маро биёзмояд, ки шукргузорам ё кофири неъмат. Пас ҳар кӣ шукр гӯяд, барои худ гуфтааст ва ҳар кӣ ношукрӣ кунад, Парвардигори ман бениёзу карим аст».
- Uyghur - محمد صالح : (نازىل بولغان) كىتابنى چوڭقۇر بىلىدىغان زات (يەنى ئاسەف ئىبن بۇرخىيا): «ئۇنى مەن ساڭا كۆزۈڭنى يۇمۇپ ئاچقۇچە ئېلىپ كېلىمەن» دېدى (ئۇ دۇئا قىلىۋېدى، تەخت دەرھال ئالدىدا ھازىر بولدى). سۇلايمان تەختنىڭ يېنىدا تۇرغانلىقىنى كۆرگەندە: «بۇ پەرۋەردىگارىمنىڭ (ماڭا قىلغان) ئېھسانىدۇر، ئۇ شۈكۈر قىلامدىم، يا تۇز كورلۇق قىلامدىم، بۇنىڭ بىلەن مېنى سىنىدى، كىمكى شۈكۈر قىلىدىكەن، ئۇ ئۆزىنىڭ پايدىسى ئۈچۈن شۈكۈر قىلىدۇ، كىمكى تۇزكورلۇق قىلىدىكەن، (بىلىش كېرەككى) ھەقىقەتەن پەرۋەردىگارىم (ئۇنىڭ شۈكۈر قىلىشىدىن بىھاجەتتۇر)، (اﷲ نىڭ) كەرىمى كەڭدۇر» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അപ്പോള് വേദവിജ്ഞാനം കൈമുതലായുണ്ടായിരുന്ന ഒരാള് പറഞ്ഞു: "അങ്ങ് കണ്ണുചിമ്മി തുറക്കും മുമ്പായി ഞാനത് ഇവിടെ എത്തിക്കാം.” അങ്ങനെ അത് തന്റെ അടുത്ത് കൊണ്ടുവന്ന് സ്ഥാപിച്ചതായി കണ്ടപ്പോള് അദ്ദേഹം പറഞ്ഞു: "ഇത് എന്റെ നാഥന്റെ അനുഗ്രഹം കൊണ്ടാണ്. എന്നെ പരീക്ഷിക്കാനാണിത്. ഞാന് നന്ദി കാണിക്കുമോ അതല്ല നന്ദികേട് കാണിക്കുമോയെന്ന് അറിയാന്. നന്ദി കാണിക്കുന്നവര് സ്വന്തം നന്മക്കുവേണ്ടിത്തന്നെയാണ് നന്ദി കാണിക്കുന്നത്. എന്നാല് ആരെങ്കിലും നന്ദികേടു കാണിക്കുന്നുവെങ്കില് സംശയംവേണ്ട; എന്റെ നാഥന് അന്യാശ്രയമില്ലാത്തവനാണ്. അത്യുല്കൃഷ്ടനും.”
- عربى - التفسير الميسر : قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك بهذا العرش قبل ارتداد اجفانك اذا تحركت للنظر في شيء فاذن له سليمان فدعا الله فاتى بالعرش فلما راه سليمان حاضرا لديه ثابتا عنده قال هذا من فضل ربي الذي خلقني وخلق الكون كله ليختبرني ااشكر بذلك اعترافا بنعمته تعالى علي ام اكفر بترك الشكر ومن شكر لله على نعمه فان نفع ذلك يرجع اليه ومن جحد النعمه وترك الشكر فان ربي غني عن شكره كريم يعم بخيره في الدنيا الشاكر والكافر ثم يحاسبهم ويجازيهم في الاخره
*47) Nothing is known with certainty as to who this person was, what special knowledge he had and what Book is referred to here, whose knowledge he had. No explanation of these things has been given either in the Qur'an or in any authentic Hadith. Some of the commentators say that it was an angel; others say that it was a tnan. Then they differ as to the identity of the man. Someone mentions the name of Asaf bin Barchiah, who, according to the rabbinical traditions, was the Prince of Men. Someone says that he was Khidr; someone mentions some other name; and Imam Razi insists that it was the Prophet Solomon himself. But none of these has any reliable source for his information, and Imam Razi's opinion does not even fit in with the Qur'anic context. Likewise, about the Book also the commentators differ. Someone says that it refers to Lauh-i-Mahfuz (the Preserved Tablet) and some other takes it for the Book of Law. But all this is mere guess-work. Similar guesses have been made about the knowledge the man had from the Book. We only know and believe what has been said in the Qur'an, or what becomes evident from its words In any case the person was not from among the jinns, and possibly he was a man. He possessed some extraordinary knowledge, which had been derived from some Divine Book (al-Kitab) . The jinn had claimed to fetch the throne within a few hours by means of his physical strength; this man fetched it in a moment by the power of his knowledge.
*48) The words of the Qur'an are very clear in this regard. This person's claim did not remain a claim like the jinn's, but, in tact, as soon as he made the claim the throne was seen placed before the Prophet Solomon the next moment. just consider these words: - "The person said, `I will bring it to you in the twinkling of an eye.' As soon as Solomon saw the throne placed before him...." Anyone who reads these words, regardless of the extraordinary nature of the event, will surely understand that no sooner did the person utter these words than the event as claimed by him took place forthwith. There is, therefore, no need to make far-fetched interpretations of this plain matter. Then, on seeing the throne, the Prophet Solomon's exclaiming, "This is by the Grace of my Lord so that He may test me (to see) whether I am grateful or ungrateful!" can be relevant only if the event be extraordinary; otherwise if only a skilful craftsman of the king had hurriedly made or arranged a throne for the queen, it could not be so novel an event at which the Prophet Solomon should have spontaneously exclaimed: "This is by the Grace of my Lord!..." and feared that the prompt arrangement of a throne for the honourable guest might cause him to become ungrateful to Allah instead of being grateful. After all, there could be no question of a believing ruler's becoming involved in vanity and self-conceit on this small achievement, especially when he was not merely an ordinary believer but a Prophet of AIIah As for the question as to how a royal throne was fetched over a distance of I ,500 miles in the twinkling of an eye, it can be briefly answered thus: "The concepts of time and space, and matter and movement, that we have formed on the basis of our experiments and observations, are only applicable to us. These concepts are not correct in respect to God, nor is He bound by these. Not to speak of an ordinary throne, His power can make the sun; and even much larger stars, travel millions of millions of miles in the matter of moments. The God Who by His one Command brought this huge universe into being, had the power to have moved the throne of the queen of Sheba at a speed greater than the speed of light. In this very Qur'an it has been stated that AIIah, by His powers, took his servant Muhammad (may Allah's peace be upon him) from Makkah to Jerusalem and also brought him back in the same night.
*49) That is. He dces not stand in need of somebody's gratefulness. His Godhead is neither enhanced by an iota by somebody's gratefulness nor diminished by that amount by somebody's ingratitude or thanklessness. He is a Sovereign in His own right. His Sovereignty is not dependent on His creation's acknowledgement or rejection. The same thing has been expressed in the Qur'an through the Prophet Moses: "If you prove thankless, you and all the dwellers of the earth, (you should know that) AIIah is All-Sufficient and worthy of all praise by Himself." (Ibrahim: 8). The same theme is contained in a Hadith Qudsi related in Muslims saying: "AIIah says: O My servants, if you all men and jinns, from the beginning to the end, together become like the heart of the most righteous person among you, it will not cause any increase in My Kingdom; and O My servants, if you aII men and jinns, from the beginning to the end, together become like the heart of the most sinful person among you, it will not cause any decrease in My Kingdom. O My servants, it is your own deeds which I credit to your account, and then fully recompense you for them. So, whoever receives something good, Iet him be grateful to AIIah, and whoever receives something else, let him curse his own self only".