- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهْلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون
- عربى - التفسير الميسر : قال هؤلاء التسعة بعضهم لبعض: تقاسموا بالله بأن يحلف كل واحد للآخرين: لنأتينَّ صالحًا بغتة في الليل فنقتله ونقتل أهله، ثم لنقولَنَّ لوليِّ الدم مِن قرابته: ما حضرنا قتلهم، وإنا لصادقون فيما قلناه.
- السعدى : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
فلم يزالوا بهذه الحال الشنيعة حتى إنهم من عداوتهم تَقَاسَمُوا فيما بينهم كل واحد أقسم للآخر لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ أي نأتيه ليلا هو وأهله فلنقتلنهم ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ إذا قام علينا وادعى علينا أنا قتلناه ننكر ذلك وننفيه ونحلف إِنَّا لَصَادِقُونَ فتواطئوا على ذلك
- الوسيط لطنطاوي : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
وقوله : ( تَقَاسَمُواْ ) فعل أمر محكى بالقول ، بمعنى : احلفوا بالله ، ويجوز أن يكون فعلا ماضيا مفسرا لقالوا ، فكأنه قيل : ما الذى قالوا؟ فكان الجواب : تقاسموا أى : أقسموا .
وقوله : ( لَنُبَيِّتَنَّهُ ) من البيات وهو مباغتة العدو ليلا لقتله . يقال بيت القوم العدو ، إذا أوقعوا به ليلا .
والمراد بوليه : المطالبون بدمه من أقاربه ، وفى ذلك إشارة إلى أن هؤلاء الظالمين لم يكونوا ليستطيعوا قتل صالح - عليه السلام - علانية ، خوفا من مناصرة أقاربه له .
و ( مَهْلِكَ ) بضم الميم وفتح اللام - من أهلك الرباعى ، فهو أيضا مصدر ميمى من أهلك ، ويجوز أن يكون اسم زمان أو مكان .
والمعنى : وكان فى المدينة التى يسكنها صالح - عليه السلام - وقومه ، تسعة أشخاص ، دأبهم وديدنهم ، الإفساد فى الأرض ، وعدم الإصلاح فيها ، بأى حال من الأحوال .
وقد تعاهد هؤلاء التسعة . وأكدوا ما تعاهدوا عليه بالأيمان المغلظة . على أن يباغتوا نبيهم وأهله ليلا ، فيقتلوهم جميعا ، ثم ليقولن بعد جريمتهم الشنعاء لأقارب صالح - عليه السلام - : ما حضرنا هلاك أهله وهلاك صالح معهم ، ولا علم عندنا بما حل بهم وبه من قتل ، وإنا لصادقون فى كل ما قلناه .
وهكذا المفسدون فى الأرض ، يرتكبون أبشع الجرائم وأشنعها ، ثم يبررونها بالحيل الساذجة الذميمة ثم بعد ذلك يحلفون بأغلظ الأيمان أنهم بريئون من تلك الجرائم .
ومن العجيب أن هؤلاء المجرمين الغادرين يقولون فيما بينهم : ( تَقَاسَمُواْ بالله ) أى : احلفوا بالله ، على أن تنفذوا ما اتفقنا عليه من قتل صالح وأهله ليلا غيلة وغدرا . فهم يؤكدون إصرارهم على الإجرام بالحلف بالله ، مع أن الله - تعالى - برئى منهم ومن غدرهم .
وقولهم : ( مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ ) نفى منهم لحضور قتلهم ، فضلا عن مباشرة قتلهم ، كأنهم أرادوا بهذه الجملة الإتيان بحيلة يبررون بها كذبهم ، أى : أننا قتلناهم فى الظلام ، فلم نشاهد أشخاصهم ، وإنا لصادقون فى ذلك .
- البغوى : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
قالوا ( تقاسموا بالله ) تحالفوا ، يقول بعضهم لبعض : أي : احلفوا بالله أيها القوم . وموضع " تقاسموا " جزم على الأمر ، وقال قوم : محله نصب على الفعل الماضي ، يعني : أنهم تحالفوا وتواثقوا ، تقديره : قالوا متقاسمين بالله ، ( لنبيتنه ) أي : لنقتلنه بياتا أي : ليلا ( وأهله ) أي : وقومه الذين أسلموا معه ، وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي " لتبيتنه " و " لتقولن " بالتاء فيهما وضم لام الفعل على الخطاب ، وقرأ الآخرون بالنون فيهما وفتح لام الفعل ، ( ثم لنقولن لوليه ) أي : لولي دمه ، ( ما شهدنا ) ما حضرنا ، ( مهلك أهله ) أي : إهلاكهم ، ولا ندري من قتله ، ومن فتح الميم فمعناه هلاك أهله ، ( وإنا لصادقون ) في قولنا ما شهدنا ذلك .
- ابن كثير : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
وقوله : ( قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ) أي : تحالفوا وتبايعوا على قتل نبي الله صالح ، عليه السلام ، من لقيه ليلا غيلة . فكادهم الله ، وجعل الدائرة عليهم .
قال مجاهد : تقاسموا وتحالفوا على هلاكه ، فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم أجمعين .
وقال قتادة : توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه ، وذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح ليفتكوا به ، إذ بعث الله عليهم صخرة فأهمدتهم .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : هم الذين عقروا الناقة ، قالوا حين عقروها : نبيت صالحا [ وأهله ] وقومه فنقتلهم ، ثم نقول لأولياء صالح : ما شهدنا من هذا شيئا ، وما لنا به من علم . فدمرهم الله أجمعين .
وقال محمد بن إسحاق : قال هؤلاء التسعة بعدما عقروا الناقة : هلم فلنقتل صالحا ، فإن كان صادقا عجلناه قبلنا ، وإن كان كاذبا كنا قد ألحقناه بناقته! فأتوه ليلا ليبيتوه في أهله ، فدمغتهم الملائكة بالحجارة ، فلما أبطؤوا على أصحابهم ، أتوا منزل صالح ، فوجدوهم منشدخين قد رضخوا بالحجارة ، فقالوا لصالح : أنت قتلتهم ، ثم هموا به ، فقامت عشيرته دونه ، ولبسوا السلاح ، وقالوا لهم : والله لا تقتلونه أبدا ، وقد وعدكم أن العذاب نازل بكم في ثلاث ، فإن كان صادقا فلا تزيدوا ربكم عليكم غضبا ، وإن كان كاذبا فأنتم من وراء ما تريدون . فانصرفوا عنهم ليلتهم تلك .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : لما عقروا الناقة وقال لهم صالح : ( تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ) [ هود : 65 ] قالوا : زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاثة أيام ، فنحن نفرغ منه وأهله قبل ثلاث . وكان لصالح مسجد في الحجر عند شعب هناك يصلي فيه ، فخرجوا إلى كهف ، أي : غار هناك ليلا فقالوا : إذا جاء يصلي قتلناه ، ثم رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله ، ففرغنا منهم . فبعث الله صخرة من الهضب حيالهم ، فخشوا أن تشدخهم فتبادروا فانطبقت عليهم الصخرة وهم في ذلك الغار ، فلا يدري قومهم أين هم ، ولا يدرون ما فعل بقومهم . فعذب الله هؤلاء هاهنا ، وهؤلاء هاهنا ، وأنجى الله صالحا ومن معه ، ثم قرأ : ( ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية ) أي : فارغة ليس فيها أحد ( بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون . وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .
- القرطبى : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
قوله تعالى : قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله يجوز أن يكون ( تقاسموا ) فعلا مستقبلا وهو أمر ; أي قال بعضهم لبعض احلفوا . ويجوز أن يكون ماضيا في معنى الحال كأنه قال : قالوا متقاسمين بالله ; ودليل هذا التأويل قراءة عبد الله : ( يفسدون في الأرض ولا يصلحون تقاسموا بالله ) وليس فيها قالوا . ( لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ) قراءة العامة بالنون فيهما واختاره أبو حاتم . وقرأ حمزة والكسائي : بالتاء فيهما وضم التاء واللام على الخطاب أي أنهم تخاطبوا بذلك ; واختاره أبو عبيد . وقرأ مجاهد وحميد بالياء فيهما ، وضم الياء واللام على الخبر . والبيات مباغتة العدو ليلا . ومعنى لوليه أي لرهط صالح الذي له ولاية الدم . ما شهدنا مهلك أهله أي ما حضرنا ، ولا ندري من قتله وقتل أهله . والمهلك بمعنى الإهلاك ; ويجوز أن يكون الموضع . وقرأ عاصم والسلمي : ( بفتح الميم واللام ) أي الهلاك ; يقال : ضرب يضرب مضربا أي ضربا . وقرأ المفضل وأبو بكر : ( بفتح الميم وجر اللام ) فيكون اسم المكان كالمجلس لموضع الجلوس ; ويجوز أن يكون مصدرا ; كقوله تعالى : إليه مرجعكم أي رجوعكم .
- الطبرى : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
وقوله: (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ) يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء التسعة الرهط الذين يُفسدون في أرض حجر ثمود, ولا يصلحون: تقاسموا بالله: تحالفوا بالله أيها القوم, ليحلف بعضكم لبعض: لنبيتنّ صالحا وأهله, فلنقتلنه, ثم لنقولنّ لوليه: ما شهدنا مهلك أهله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ ) قال: تحالفوا على إهلاكه, فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم أجمعون.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, بنحوه.
ويتوجه قوله (تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ ) إلى وجهين: أحدهما النصب على وجه الخبر, كأنه قيل: قالوا متقاسمين وقد ذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله: " ولا يصلحون تقاسموا بالله " وليس فيها " قالوا ", فذلك من قراءته يدل على وجه النصب في " تقاسموا " على ما وصفت. والوجه الآخر: الجزم, كأنهم قال بعضهم لبعض: اقسموا بالله, فعلى هذا الوجه الثاني تصلح قراءة (لَنُبَيِّتَنَّهُ ) بالياء والنون, لأن القائل لهم تقاسموا, وإن كان هو الآمر فهو فيمن أقسم, كما يقال في الكلام: انهضوا بنا نمض إلى فلان, وانهضوا نمضي إليه. وعلى الوجه الأوّل الذي هو وجه النصب القراءة فيه بالنون أفصح, لأن معناه: قالوا متقاسمين لنبيتنه, وقد تجوز الياء على هذا الوجه، كما يقال في الكلام: قالوا لنكرمنّ أباك, وليكرمنّ أباك, وبالنون قرأ ذلك قرَّاء المدينة, وعامة قراء البصرة وبعض الكوفيين. وأما الأغلب على قرّاء أهل الكوفة, فقراءته بالياء وضمّ التاء جميعا. وأما بعض المكيين, فقرأه بالياء.
وأعجب القراءات في ذلك إليّ النون, لأن ذلك أفصح الكلام على الوجهين اللذين بيَّنت من النصب والجزم, وإن كان كل ذلك صحيحا غير فاسد لما وصفت, وأكرهها إليّ القراءة بها الياء, لقلة قارئ ذلك كذلك. وقوله: ( لَنُبَيِّتَنَّهُ ) قال: ليبيتنّ صالحا ثم يفتكوا به.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, قال: قال التسعة الذين عقروا الناقة: هلمّ فلنقتل صالحا, فإن كان صادقا -يعني فيما وعدهم من العذاب بعد الثلاث- عجلناه قبله, وإن كان كاذبا نكون قد ألحقناه بناقته، فأتوه ليلا ليبيتوه في أهله, فدمغتهم الملائكة بالحجارة; فلما أبطئوا على أصحابهم أتوا منـزل صالح, فوجدوهم مشدوخين قد رضخوا بالحجارة. وقوله: (وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) نقول لوليه: وإنا لصادقون, أنا ما شهدنا مهلك أهله.
- ابن عاشور : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)
عطف جزء القصة على جزء منها . و { المدينة } : هي حِجْر ثمود بكسر الحاء وسكون الجيم المعروف مكانُها اليوم بديار ثمود ومدائن صالح ، وهي بقايا تلك المدينة من أطلال وبيوت منحوتة في الجبال . وهي بين المدينة المنورة وتبوك في طريق الشام وقد مرّ بها النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون في مسيرهم في غزوة تبوك ورأوا فيها آباراً نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب والوضوء منها إلا بئراً واحدة أمرهم بالشرب والوضوء بها وقال : " إنها البئر التي كانت تشرب منها ناقة صالح "
والرهط : العدد من الناس حوالي العشرة وهو مِثل النَفر . وإضافة تسعة إليه من إضافة الجزء إلى اسم الكل على التوسع وهو إضافة كثيرة في الكلام العربي مثل : خمس ذود . واختلف أيمة النحو في القياس عليها ، ومذهب سيبويه والأخفش أنها سماعية .
وكان هؤلاء الرهط من عتاة القوم ، واختلف في أسمائهم على روايات هي من أوضاع القصّاصين ولم يثبت في ذلك ما يعتمد . واشتهر أن الذي عقر الناقة اسمه «قُدَار» بضم القاف وتخفيف الدال ، وقد تشاءم بعض الناس بعدد التسعة بسبب قصة ثمود وهو من التشاؤم المنهي عنه .
و { الأرض } : أرض ثمود فالتعريف للعهد .
وعطف { لا يصلحون } على { يفسدون } احتراس للدلالة على أنهم تمحّضوا للإفساد ولم يكونوا ممن خلطوا إفساداً بإصلاح .
وجملة : { قالوا } صفة ل { تسعة } ، أو خبر ثان ل { كان } ، أو هو الخبر ل { كان } . وفي { المدينة } متعلق ب { كان } ظرفاً لغواً ولا يحسن جعل الجملة استئنافاً لأنها المقصود من القصة والمعنى : قَال بعضهم لبعض .
و { تقاسموا } فعل أمر ، أي قال بعضهم : تقاسموا ، أي ابتدأ بعضهم فقال : تقاسموا . وهو يريد شمول نفسه إذ لا يأمرهم بذلك إلا وهو يريد المشاركة معهم في المقسم عليه كما دل عليه قوله : { لنبيتنه } . فلما قال ذلك بعضهم توافقوا عليه وأعادوه فصار جميعهم قائلاً ذلك فلذلك أسند القول إلى التسعة .
والقَسَم بالله يدل على أنهم كانوا يعترفون بالله ولكنهم يشركون به الآلهة كما تقدم في قصصهم فيما مرّ من السور .
و { لنُبَيّتَنّهُ } جواب القسم ، والضمير عائد إلى صالح . والتبييت والبيات : مباغتة العدوّ ليلاً . وعكسه التصبيح : الغارة في الصباح ، وكان شأن الغارات عند العرب أن تكون في الصباح ، ولذلك يقول مَن ينذر قوماً بحلول العدوّ : «يَا صبَاحَاهُ» ، فالتبييت لا يكون إلا لقصد غدْر . والمعنى : أنهم يغيرون على بيته ليلاً فيقتلونه وأهلَه غدْراً من حيث لا يُعرف قاتله ثم ينكرون أن يكونوا هم قتلوهم ولا شهدوا مقتلهم .
والمُهلك : مصدر ميمي من أهلك الرباعي ، أي شهدنا إهلاك من أهلكهم . وقولهم : { وإنا لصادقون } هو من جملة ما هيَّأوا أن يقولوه فهو عطف على { ما شهدنا مهلك } أي ونؤكد إنّا لصادقون .
ولم يذكروا أنهم يحلفون على أنهم صادقون .
وقرأ الجمهور : { لنُبيّتنَّه } بنون الجماعة وفتح التاء التي قبل نون التوكيد . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بتاء الخطاب في أوله وبضم التاء الأصلية قبل نون التوكيد . وذلك على تقدير : أمر بعضهم لبعض . وهكذا قرأ الجمهور { لنقولَنَّ } بنون الجماعة في أوله وفتح اللام . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بتاء الخطاب وبضم اللام .
وقرأ الجمهور : { مُهْلَك } بضم الميم وفتح اللام وهو مصدر الإهلاك أو مكانُه أو زمانه . وقرأه حفص بفتح الميم وكسر اللام ويحتمل المصدر والمكان والزمان . وقرأ أبو بكر عن عاصم بفتح الميم وفتح اللام فهو مصدر لا غير .
ووليُّ صالح هم أقرب القوم له إذا راموا الأخذ بثأره .
وهذا الجزء من قصة ثمود لم يذكر في غير هذه السورة . وأحسب أن سبب ذكره أن نزول هذه السورة كان في وقتتٍ تآمرَ فيه المشركون على الإيقاع بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو التآمر الذي حكاه الله في قوله : { وإذ يمكُرُ بك الذين كفروا ليُثْبِتُوك أو يَقْتُلُوك أو يُخْرِجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } [ الأنفال : 30 ] ؛ فضرب الله لهم مثلاً بتآمر الرهط من قوم صالح عليه ومكرِهم وكيف كان عاقبة مكرهم ، ولذلك ترى بين الآيتين تشابهاً وترى تكرير ذكر مكرهم ومكر الله بهم ، وذكر أن في قصتهم آية لقوم يعلمون .
- إعراب القرآن : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
«قالُوا» الجملة مستأنفة «تَقاسَمُوا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة مقول القول «بِاللَّهِ» متعلقان بتقاسموا «لَنُبَيِّتَنَّهُ» اللام واقعة في جواب القسم والمضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة لا محل لها من الإعراب «وَأَهْلَهُ» الواو حرف عطف وأهله معطوف على الهاء من لنبيتنه والهاء مضاف إليه «ثُمَّ» عاطفة «لَنَقُولَنَّ» الجملة معطوفة «لِوَلِيِّهِ» متعلقان بنقولن «ما» نافية «شَهِدْنا مَهْلِكَ» ماض وفاعل ومفعول به والجملة مقول القول «أَهْلَهُ» مضاف إليه والهاء مضاف إليه «وَإِنَّا لَصادِقُونَ» الواو حالية وإن واسمها وخبرها واللام المزحلقة والجملة حالية.
- English - Sahih International : They said "Take a mutual oath by Allah that we will kill him by night he and his family Then we will say to his executor 'We did not witness the destruction of his family and indeed we are truthful' "
- English - Tafheem -Maududi : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ(27:49) They said to one another, "Let us pledge on an oath by Allah that we shall attack Salih and his household by night, and then tell his guardian *63 that we were not even present at the time his family were killed: we are telling the truth." *64
- Français - Hamidullah : Ils dirent Jurons par Allah que nous l'attaquerons de nuit lui et sa famille Ensuite nous dirons à celui qui est chargé de le venger Nous n'avons pas assisté à l'assassinat de sa famille et nous sommes sincères
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sie sagten "Schwört einander bei Allah Wir werden ganz gewiß ihn und seine Angehörigen nachts überfallen und hierauf werden wir zu seinem nächsten Verwandten sagen Wir waren bei der Vernichtung seiner Angehörigen nicht zugegen und wir sagen ganz gewiß die Wahrheit'"
- Spanish - Cortes : Dijeron ¡Juramentémonos ante Alá que hemos de atacarles de noche a él y a su familia Luego diremos a su pariente próximo que no presenciamos el asesinato de su familia y que decimos la verdad
- Português - El Hayek : Eles disseram Juramos que o surpreenderemos a ele e à sua família durante a noite matandoos; então diremos ao seuprotetor Não presenciamos o assassinato de sua família e somos verazes nisso
- Россию - Кулиев : Они сказали Поклянитесь друг другу Аллахом что ночью мы обязательно нападем на Салиха и его семью а потом скажем его близкому родственнику что мы не присутствовали при убийстве его семьи и что мы говорим правду
- Кулиев -ас-Саади : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
Они сказали: «Поклянитесь друг другу Аллахом, что ночью мы обязательно нападем на Салиха и его семью, а потом скажем его близкому родственнику, что мы не присутствовали при убийстве его семьи и что мы говорим правду».Нечестивцы продолжали совершать свои отвратительные деяния до тех пор, пока не решились на ужасное преступление. Они договорились ночью напасть на Салиха и его семью и решили, что если ближайший родственник Салиха станет обвинять их в убийстве пророка и его семейства, то они поклянутся, что не присутствовали при убиении его семьи и что они говорят правду.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Biz gece ona ve ailesine baskın verelim sonra da onun dostuna ailesinin yok edilişinde bulunmadık şüphesiz biz doğru söylüyoruz diyelim" diye aralarında Allah'a yemin ettiler
- Italiano - Piccardo : Dissero giurando fra loro [in nome di] Allah “Attaccheremo di notte lui e la sua famiglia Poi diremo a chi vorrà vendicarlo Non siamo stati testimoni dello sterminio della sua famiglia Davvero siamo sinceri"”
- كوردى - برهان محمد أمين : ههموویان سوێندیان به خوا بۆ یهکتر خوارد که له شهودا بدهن بهسهر صاڵح و ماڵ و منداڵیدا و لهناویان بهرن پاشان ئهگهر گومانیان لێکردین سوێند دهخۆین و به کهس و کاری دهڵێین ئێمه ئاگامان له تیاچوونی ئهوان نیه و دڵنیا بن ئێمه ڕاستگۆشین
- اردو - جالندربرى : کہنے لگے کہ خدا کی قسم کھاو کہ ہم رات کو اس پر اور اس کے گھر والوں پر شب خون ماریں گے پھر اس کے وارث سے کہہ دیں گے کہ ہم تو صالح کے گھر والوں کے موقع ہلاکت پر گئے ہی نہیں اور ہم سچ کہتے ہیں
- Bosanski - Korkut : "Zakunite se najtežom zakletvom" – rekoše – "da ćemo noću njega i porodicu njegovu ubiti a onda njegovom najbližem krvnom srodniku reći 'Mi nismo prisustvovali pogibiji porodice njegove mi zaista istinu govorimo'"
- Swedish - Bernström : De sade ”Låt oss svära vid Gud att vi skall överfalla honom och hans familj under natten [och slå ihjäl dem]; därefter skall vi säga till den som bevakar hans rätt 'Vi har inte bevittnat mordet på dem; det vi säger är rena sanningen'”
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka berkata "Bersumpahlah kamu dengan nama Allah bahwa kita sungguhsungguh akan menyerangnya dengan tibatiba beserta keluarganya di malam hari kemudian kita katakan kepada warisnya bahwa kita tidak menyaksikan kematian keluarganya itu dan sesungguhnya kita adalah orangorang yang benar"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
(Mereka berkata) sebagian dari mereka berkata kepada sebagian yang lainnya, ("Bersumpahlah kalian) lakukanlah sumpah oleh kalian (dengan nama Allah bahwa kita sungguh-sungguh akan menyerangnya dengan tiba-tiba di malam hari) lafal Lanubayyitannahu ini dapat pula dibaca Latubayyitunnahu (beserta keluarganya) yakni orang-orang yang beriman kepadanya. Maksudnya, kami bunuh mereka di malam hari secara sekonyong-konyong (kemudian kita katakan) dapat dibaca Lanaqulanna dan Lataqulunna (kepada ahli warisnya) yakni kepada orang-orang yang memiliki darahnya (bahwa kita tidak menyaksikan) tidak terlibat (kematian keluarganya) dapat dibaca Mahlika dan Muhlika, maksudnya, kami tidak mengetahui siapakah yang telah membunuh mereka (dan sesungguhnya kita adalah orang-orang yang benar").
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা বলল তোমরা পরস্পরে আল্লাহর নামে শপথ গ্রহণ কর যে আমরা রাত্রিকালে তাকে ও তার পরিবারবর্গকে হত্যা করব। অতঃপর তার দাবীদারকে বলে দেব যে তার পরিবারবর্গের হত্যাকান্ড আমরা প্রত্যক্ষ করিনি। আমরা নিশ্চয়ই সত্যবাদী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள்; "நாம் அவரையும் ஸாலிஹையும் அவருடைய குடும்பத்தாரையும் இரவோடிரவாக திட்டமாக அழித்து விடுவோம்; இதனை யாரிடமும் சொல்வதில்லை என்று நாம் அல்லாஹ்வின் மீது சத்தியம் செய்து கொள்வோமாக" பிறகு அவருடைய வாரிஸ்தாரிடம் அவர்கள் பழிக்குப்பழி வாங்க வந்தால் "உங்கள் குடும்பத்தார் அழிக்கப்பட்டதை நாங்கள் காணவேயில்லை நிச்சயமாக நாங்கள் உண்மையாளர்கள்" என்று திட்டமாகக் கூறிவிடலாம் எனச் சதி செய்தார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขากล่าวว่า “จงร่วมกันสาบานด้วยพระนามของอัลลอฮ์ แน่นอนพวกเราเตรียมที่จะทำร้ายเขาและครอบครัวของเขาในเวลากลางคืนแล้วเราก็จะกล่าวแก่ทายาทของเขาว่า เราไม่รู้เห็นความพินาศของครอบครัวของเขา และแท้จริงเรานั้นเป็นผู้สัตว์จริง”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар Аллоҳнинг номига қасам ичинглар Албатта уСолиҳни ва унинг аҳлини тунда ўлдирармиз сўнгра валийсига биз унинг аҳлининг ҳалокатига гувоҳ эмасмиз албатта биз ростгўйлармиз дермиз дедилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们说:你们指真主互相盟誓吧!他们说:我们必在夜间谋害他,和他的信徒。然后,我们必对他的主说:'他的信徒遇害的时候,我们没有在场,我们确是诚实的人。
- Melayu - Basmeih : Mereka berkata sesama sendiri "Hendaklah kamu masingmasing bersumpah dengan nama Allah bahawa sesungguhnya kita akan membunuh Soleh dan pengikutpengikutnya secara mengejut pada waktu malam kemudian kita akan berkata kepada warisnya ` Kami tidak hadir di tempat pembunuhan Soleh apalagi membunuhnya atau membunuh pengikutpengikutnya dan sesungguhnya kami adalah berkata benar ' "
- Somali - Abduh : Waxayna Dheheen isku Dhaarta Eebe inaan mirro isaga iyo Ehelkiisaba Markaas aan ky Dhahno Qaraabadiisa Maanaan Joogin Meeju ku Halaagmay Ehelkiisu waxaana Sheegaynaa Run
- Hausa - Gumi : Kuma suka ƙulla mãkirci kuma Muka ƙulla sakamakon mãkirci alhãli sũ ba su sani ba
- Swahili - Al-Barwani : Wakasema Apishaneni kwa Mwenyezi Mungu tutamshambulia usiku yeye na ahali zake; kisha tutamwambia mrithi wake Sisi hatukuona maangamizo ya watu wake na sisi bila ya shaka tunasema kweli
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata i thanë njëritjetrit “Betohuni në Perëndinë – se ne natën do ta mbysim atë Salihun dhe familjen e tij; e pastaj gjithsesi do t’ju themi të afërmve të tij “Na nuk kemi prezentuar në zhdukjen e familjes së tij dhe na – me siguri flasim të vërtetën”
- فارسى - آیتی : گفتند: به خدا سوگند خوريد كه بر او و كسانش شبيخون زنيم. و چون كسى به طلب خونش برخيزد، بگوييم: ما به هنگام هلاكت كسان او آنجا نبودهايم، و ما راست گفتاريم.
- tajeki - Оятӣ : Гуфтанд; «Ба Худо савганд хӯред, ки ӯ ва касонаш ро шабона мекушем. Ва чун касе ба талаби хунаш бархезад, бигӯем: «Мо ба ҳангомн ҳалокати касони ӯ он ҷо набудаем ва мо ростгуфторем».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار: «ئۆز ئارا اﷲ بىلەن قەسەم قىلىڭلار» دېدى. ئۇلار ئېيتتى: «بىر كېچىدە سالىھنى ۋە ئۇنىڭ تەۋەلىرىنى چوقۇم ئۆلتۈرەيلى، ئاندىن چوقۇم ئۇنىڭ (يەنى ئۇلارنىڭ) ئىگىسىگە، ئۇ ئۆلتۈرۈلگەن چاغدا بىز ئۈستىدە ئەمەس ئىدۇق، بىز ھەقىقەتەن راستچىلمىز، دەيلى»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരന്യോന്യം പറഞ്ഞു: "നിങ്ങള് ദൈവത്തിന്റെ പേരില് സത്യം ചെയ്യുക, “സ്വാലിഹിനെയും കുടുംബത്തെയും നാം രാത്രി കൊന്നുകളയു”മെന്ന്. എന്നിട്ട് അവന്റെ അവകാശിയോട് തന്റെ ആള്ക്കാരുടെ നാശത്തിന് ഞങ്ങള് സാക്ഷികളായിട്ടില്ലെന്നു ബോധിപ്പിക്കണം. തീര്ച്ചയായും ഞങ്ങള് സത്യം പറയുന്നവരാണെന്നും.”
- عربى - التفسير الميسر : قال هولاء التسعه بعضهم لبعض تقاسموا بالله بان يحلف كل واحد للاخرين لناتين صالحا بغته في الليل فنقتله ونقتل اهله ثم لنقولن لولي الدم من قرابته ما حضرنا قتلهم وانا لصادقون فيما قلناه
*63) "The guardian": the chief of the Prophet Salih's tribe, who, according to the ancient tribal tradition and custom, could make a claim to blood vengeance. The same was the position in Makkah of the Holy Prophet's uncle, Abu Talib. The Quraish were hesitant that if they attacked and killed the Holy Prophet, Abu Talib, the chief of Bani Hashim, would come out with a claim to blood vengeance on behalf of his clan .
*64) This precisely was the kind of plot which the Makkan chiefs of the clans were devising against the Holy Prophet, and they devised the same ultimately on the occasion of migration (Hijrah) to kill him. They decided that men from all the clans would attack him in a body so that the Bani Hashim could not hold any one of the clans as responsible for the murder, and, therefore, would fmd it impossible to fight all of them at one and the same time.