- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِى ٱلْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ
- عربى - نصوص الآيات : إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ۚ إنه كان من المفسدين
- عربى - التفسير الميسر : إن فرعون تكبر وطغى في الأرض، وجعل أهلها طوائف متفرقة، يستضعف طائفة منهم، وهم بنو إسرائيل، يذبِّح أبناءهم، ويستعبد نساءهم، إنه كان من المفسدين في الأرض.
- السعدى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
فأول هذه القصة { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ } في ملكه وسلطانه وجنوده وجبروته، فصار من أهل العلو فيها، لا من الأعلين فيها.
{ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا } أي: طوائف متفرقة، يتصرف فيهم بشهوته، وينفذ فيهم ما أراد من قهره، وسطوته.
{ يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ } وتلك الطائفة، هم بنو إسرائيل، الذين فضلهم اللّه على العالمين، الذين ينبغي له أن يكرمهم ويجلهم، ولكنه استضعفهم، بحيث إنه رأى أنهم لا منعة لهم تمنعهم مما أراده فيهم، فصار لا يبالي بهم، ولا يهتم بشأنهم، وبلغت به الحال إلى أنه { يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } خوفا من أن يكثروا، فيغمروه في بلاده، ويصير لهم الملك.
{ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } الذين لا قصد لهم في إصلاح الدين، ولا إصلاح الدنيا، وهذا من إفساده في الأرض.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
وقوله - تعالى - : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرض وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً . . ) كلام مستأنف لتفصيل ما أجمله من النبأ .
وقوله ( عَلاَ فِي الأرض ) أى تكبر فيها وطغى ، من العلو بمعنى الارتفاع . والمقصود أنه جاوز كل حد فى غروره وظلمه وعدوانه . والمراد بالأرض : أرض مصر وما يتبعها من بلاد .
و ( شِيَعاً ) جمع شيعة ، وهم الأتباع والجماعات ، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعته .
أى : إن فرعون طغى وبغى وتجبر فى الأرض ، وجعل أهلها شيعا وأتباعا له ، وصار يستعمل كل طائفة منهم ، فيما يريده من أمور دولته ، فهذه الطائفة للبناء ، وتلك للسحر ، وثالثة لخدمته ومناصرته على ما يريد . . .
وجملة ( يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ ) لبيان حال الذين جعلهم شيعا وأحزابا .
والمراد بهذه الطائفة : بنو إسرائيل .
أى : أنه بعد أن جعل أهل مملكته شيعا وأحزابا اختص طائفة منهم بالإذلال والقهر والظلم ، فصار يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم . أى : يذبح الذكور من بنى إسرائيل بمجرد ولادتهم ، ويترك الإناث أحياء .
قال الإمام الرازى ما ملخصه : وفى ذبح الذكور دون الإناث مضرة من وجوه :
أحدهما : أن ذبح الأبناء يقتضى فناء الرجال . وذلك يقتضى انقطاع النسل . .
ثانيها : أن هلاك الذكور يقتضى فساد مصالح النساء فى المعيشة ، فإن المرأة لتتمنى الموت إذا انقطع عنها تعهد الرجال .
ثالثها : أن قتل الذكور عقب الحمل الطويل ، وتحمل الكد ، والرجاء القوى فى الانتفاع به ، من أعظم العذاب . . .
رابعها : أن بقاء النساء بدون الذكران من أقاربهن ، يؤدى إلى صيرورتهن مستفرشات للأعداء ، وذلك نهاية الذل والهوان .
قالوا : وإنما كان فرعون يذبح الذكور من بنى إسرائيل دون الإناث . لأن الكهنة أخبروه ، بأن مولودا سيولد من بنى إسرائيل ، يكون ذهاب ملك فرعون على يده .
وقوله - سبحانه - : ( إِنَّهُ كَانَ مِنَ المفسدين ) تعليل وتأكيد لما كان عليه فرعون من تجبر وطغيان .
أى : إن فرعون كان من الراسخين فى الفساد والإفساد ، ولذلك فعل ما فعل من ظلم لغيره ، ومن تطاول جعله يقول للناس : ( أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى ).
- البغوى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
( إن فرعون علا ) استكبر وتجبر وتعظم ( في الأرض ) أرض مصر ( وجعل أهلها شيعا ) فرقا وأصنافا في الخدمة والتسخير ( يستضعف طائفة منهم ) أراد بالطائفة : بني إسرائيل ثم فسر الاستضعاف فقال : ( يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ) سمى هذا استضعافا ؛ لأنهم عجزوا وضعفوا عن دفعه عن أنفسهم ( إنه كان من المفسدين )
- ابن كثير : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
ثم قال : ( إن فرعون علا في الأرض ) أي : تكبر وتجبر وطغى . ( وجعل أهلها شيعا ) أي : أصنافا ، قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته .
وقوله : ( يستضعف طائفة منهم ) يعني : بني إسرائيل . وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم . هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العنيد يستعملهم في أخس الأعمال ، ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته ، ويقتل مع هذا أبناءهم ، ويستحيي نساءهم ، إهانة لهم واحتقارا ، وخوفا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته من أن يوجد منهم غلام ، يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه . وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل ، حين ورد الديار المصرية ، وجرى له مع جبارها ما جرى ، حين أخذ سارة ليتخذها جارية ، فصانها الله منه ، ومنعه منها بقدرته وسلطانه . فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك ملك مصر على يديه ، فكانت القبط تتحدث بهذا عند فرعون ، فاحترز فرعون من ذلك ، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل ، ولن ينفع حذر من قدر ; لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ، ولكل أجل كتاب ;
- القرطبى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
قوله تعالى : إن فرعون علا في الأرض أي استكبر وتجبر ; قاله ابن عباس والسدي وقال قتادة : علا في نفسه عن عبادة ربه بكفره وادعى الربوبية . وقيل : بملكه وسلطانه فصار عاليا على من تحت يده في الأرض أي أرض مصر وجعل أهلها شيعا أي فرقا وأصنافا في الخدمة . قال الأعشى :
وبلدة يرهب الجواب دجلتها حتى تراه عليها يبتغي الشيعا
يستضعف طائفة منهم أي من بني إسرائيل يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم تقدم القول في هذا في ( البقرة ) عند قوله : يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم الآية ; وذلك لأن الكهنة قالوا له : إن مولودا يولد في بني إسرائيل يذهب ملكك على يديه ، أو قال المنجمون له ذلك ، أو رأى رؤيا فعبرت كذلك قال الزجاج : العجب من حمقه لم يدر أن الكاهن إن صدق فالقتل لا ينفع ، وإن كذب فلا معنى للقتل وقيل : جعلهم شيعا فاستسخر كل قوم من بني إسرائيل في شغل مفرد إنه كان من المفسدين أي في الأرض بالعمل والمعاصي والتجبر .
- الطبرى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
يقول تعالى ذكره: إن فرعون تجبر في أرض مصر وتكبر, وعلا أهلها وقهرهم, حتى أقرّوا له بالعُبُودَةِ.
كما حدثنا محمد بن هارون, قال: ثنا عمرو بن حماد, قال: ثنا أسباط, عن السدي (إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ) يقول: تجبر في الأرض.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة (إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ) أي: بغى في الأرض.
وقوله: ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) يعني بالشيع: الفِرَق، يقول: وجعل أهلَها فرقًا متفرّقين.
كماحدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة (وَجَعَل أَهْلَهَا شِيَعًا): أي فرقًا يذبح طائفة منهم, ويستحيي طائفة, ويعذب طائفة, ويستعبد طائفة، قال الله عز وجل: ( يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ).
حدثني موسى بن هارون, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السدي, قال: كان من شأن فرعون أنه رأى رؤيا في منامه, أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر, فأحرقت القبط, وتركت بني إسرائيل, وأحرقت بيوت مصر, فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة (2) فسألهم عن رؤياه, فقالوا له: يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه, يعنون بيت المقدس, رجل يكون على وجهه هلاك مصر, فأمر ببني إسرائيل أن لا يولد لهم غلام إلا ذبحوه, ولا تولد لهم جارية إلا تركت, وقال للقبط: انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجا, فأدخلوهم, واجعلوا بني إسرائيل يلون تلك الأعمال القذرة, فجعل بني إسرائيل في أعمال غلمانهم, وأدخلوا غلمانهم, فذلك حين يقول: ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) يعني بني إسرائيل، حين جعلهم في الأعمال القذرة.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) قال: فرّق بينهم.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد : ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) قال: فِرَقا.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) قال: الشيع: الفِرَق.
وقوله: ( يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ ) ذكر أن استضعافه إياها كان استعباده.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة: يستعبد طائفة منهم, ويذبح طائفة, ويقتل طائفة, ويستحي طائفة.
وقوله: ( إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) يقول: إنه كان ممن يفسد في الأرض بقتله من لا يستحقّ منه القتل, واستعباده من ليس له استعباده، وتجبره في الأرض على أهلها, وتكبره على عبادة ربه.
------------------------
الهوامش:
(1) يريد أن (من) ليست للتفضيل، ولذلك قدمها على خير، وإنما هي للتعليل أو نحوه.
(2) لعله: الحزاة، بضم الحاء، جمع الحازي، وهو المتكهن. قال في (اللسان: حزا) التحزي: التكهن، حزى حزيًا، وتحزى: تكهن. ولم نجده في مادة (حوز) معنى التكهن. فلعل ما في الأصل خطأ الناسخ. ويؤيد ما قلناه أنه سيجيء في صفحة 8 سطر 23 صحيحًا كما قلناه.
- ابن عاشور : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
وهذه الجملة وما عطف عليها بيان لجملة { نتلو } [ القصص : 3 ] أو بيان ل { نبأ موسى وفرعون } [ القصص : 3 ] فقدم له الإجمال للدلالة على أنه نبأ له شأن عظيم وخطر بما فيه من شتى العبر . وافتتاحها بحرف التوكيد للاهتمام بالخبر .
وابتدئت القصة بذكر أسبابها لتكون عبرة للمؤمنين يتخذون منها سنناً يعلمون بها علل الأشياء ومعلولاتها ، ويسيرون في شؤونهم على طرائقها ، فلولا تجبر فرعون وهو من قبيح الخلال من حلّ به وبقومه الاستئصال ، ولما خرج بنو إسرائيل من ذل العبودية . وهذا مصداق المثل : مصائب قوم عند قوم فوائد ، وقوله تعالى { وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم } [ البقرة : 216 ] .
وصورت عظمة فرعون في الدنيا بقوله { علا في الأرض } لتكون العبرة بهلاكه بعد ذلك العلو أكبر العبر .
ومعنى العلوّ هنا الكِبْر ، وهو المذموم من العلو المعنوي كالذي في قوله تعالى { نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض } [ القصص : 83 ] . ومعناه : أن يستشعر نفسه عالياً على موضع غيره ليس يساويه أحد ، فالعلو مستعار لمعنى التفوّق على غيره ، غير محقوق لحق من دين أو شريعة أو رعي حقوق المخلوقات معه فإذا استشعر ذلك لم يعبأ في تصرفاته برعي صلاح وتجنب فساد وضر وإنما يتبع ما تحدوه إليه شهوته وإرضاء هواه ، وحسبك أن فرعون كان يجعل نفسه إلهاً وأنه ابن الشمس .
فليس من العلو المذموم رجحان أحد في أمر من الأمور لأنه جدير بالرجحان فيه جرياً على سبب رجحان عقلي كرجحان العالم على الجاهل والصالح على الطالح والذكي على الغبي ، أو سبب رجحان عادي ويشمل القانوني وهو كل رجحان لا يستقيم نظام الجماعات إلا بمراعاته كرجحان أمير الجيش على جنوده ورجحان القاضي على المتخاصمين .
وأعدل الرجحان ما كان من قبل الدين والشريعة كرجحان المؤمن على الكافر ، والتقي على الفاسق ، قال تعالى { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى } [ الحديد : 10 ] ويترجح في كل عمل أهل الخبرة به والإجادة فيه وفيما وراء ذلك فالأصل المساواة .
وفرعون هذا هو ( رعمسيس ) الثاني وهو الملك الثالث من ملوك العائلة التاسعة عشرة في اصطلاح المؤرخين للفراعنة ، وكان فاتحاً كبيراً شديد السطوة وهو الذي ولد موسى عليه السلام في زمانه على التحقيق .
و { الأرض } : هي أرض مصر ، فالتعريف فيها للعهد لأن ذكر فرعون يجعلها معهودة عند السامع لأن فرعون اسم ملك مصر . ويجوز أن تجعل المراد بالأرض جميع الأرض يعني المشهور المعروف منها ، فإطلاق الأرض كإطلاق الاستغراق العرفي فقد كان ملك فرعون ( رعمسيس ) الثاني ممتداً من بلاد الهند من حدود نهر ( الكنك ) في الهند إلى نهر ( الطونة ) في أوروبا ، فالمعنى أرض مملكته ، وكان علوه أقوى من علو ملوك الأرض وسادة الأقوام .
والشيع : جمع شيعة . والشيعة : الجماعة التي تشايع غيرها على ما يريد ، أي تتابعه وتطيعه وتنصره كما قال تعالى { هذا من شيعته وهذا من عدوه } [ القصص : 15 ] ، وأطلق على الفرقة من الناس على سبيل التوسع بعلاقة الإطلاق عن التقييد قال تعالى { من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون } [ الروم : 32 ] .
ومن البلاغة اختياره هنا ليدل على أنه جعل أهل بلاد القبط فرقاً ذات نزعات تتشيع كل فرقة إليه وتعادي الفرقة الأخرى ليتم لهم ضرب بعضهم ببعض ، وقد أغرى بينهم العداوة ليأمن تألبهم عليه كما يقال «فرّق تحكم» وهي سياسة لا تليق إلا بالمكر بالضد والعدو ولا تليق بسياسة ولي أمر الأمة الواحدة .
وكان ( رعمسيس ) الثاني قسم بلاد مصر إلى ست وثلاثين إيالة وأقام على كل إيالة أمراء نواباً عنه ليتسنى له ما حكي عنه في هذه الآية بقوله تعالى { يستضعف طائفة منهم } الواقع موقع الحال من ضمير { جعل } وأبدلت منها بدل اشتمال جملة { يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم } لأنه ما فعل ذلك بهم إلا لأنه عدّهم ضعفاء ، أي أذلة فكان يسومهم العذاب ويسخّرهم لضرب اللبن وللأعمال الشاقة . والطائفة المستضعفة هي طائفة بني إسرائيل ، وضمير { منهم } عائد إلى { أهلها } لا إلى { شيعاً } . وتقدم الكلام على ذبح أبناء بني إسرائيل في سورة البقرة .
وجملة { إنه كان من المفسدين } تعليل لجملة { إن فرعون علا في الأرض } . وقد علمت مما مضى عند قوله { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } في سورة [ البقرة : 67 ] أن الخبر بتلك الصيغة أدل على تمكن الوصف مما لو قيل : أن أكون جاهلاً ، فكذلك قوله { إنه كان من المفسدين } دال على شدة تمكن الإفساد من خلقه ولفعل الكون إفادة تمكن خبر الفعل من اسمه .
فحصل تأكيد لمعنى تمكن الإفساد من فرعون ، ذلك أن فعله هذا اشتمل على مفاسد عظيمة .
المفسدة الأولى : التكبر والتجبر فإنه مفسدة نفسية عظيمة تتولد منها مفاسد جمة من احتقار الناس والاستخفاف بحقوقهم وسوء معاشرتهم وبث عداوته فيهم ، وسوء ظنه بهم وأن لا يرقب فيهم موجبات فضل سوى ما يرضي شهوته وغضبه ، فإذا انضم إلى ذلك أنه ولي أمرهم وراعيهم كانت صفة الكبر مقتضية سوء رعايته لهم والاجتراء على دحض حقوقهم ، وأن يرمقهم بعين الاحتقار فلا يعبأ بجلب الصالح لهم ودفع الضر عنهم ، وأن يبتز منافعهم لنفسه ويسخر من استطاع منهم لخدمة أغراضه وأن لا يلين لهم في سياسة فيعاملهم بالغلظة وفي ذلك بث الرعب في نفوسهم من بطشه وجبروته ، فهذه الصفة هي أمّ المفاسد وجماعها ولذلك قدمت على ما يذكر بعدها ثم أعقبت بأنه { كان من المفسدين } .
المفسدة الثانية : أنه جعل أهل المملكة شيعاً وفرّقهم أقساماً وجعل منهم شيعاً مقربين منه ويفهم منه أنه جعل بعضهم بضد ذلك وذلك فساد في الأمة لأنه يثير بينها التحاسد والتباغض ، ويجعل بعضها يتربص الدوائر ببعض ، فتكون الفرق المحظوظة عنده متطاولة على الفرق الأخرى ، وتكدح الفرق الأخرى لتزحزح المحظوظين عن حظوتهم بإلقاء النميمة والوشايات الكاذبة فيحلوا محل الآخرين .
وهكذا يذهب الزمان في مكائد بعضهم لبعض فيكون بعضهم لبعض فتنة ، وشأن الملك الصالح أن يجعل الرعية منه كلها بمنزلة واحدة بمنزلة الأبناء من الأب يحب لهم الخير ويقومهم بالعدل واللين ، لا ميزة لفرقة على فرقة ، ويكون اقتراب أفراد الأمة منه بمقدار المزايا النفسية والعقلية .
المفسدة الثالثة : أنه يستضعف طائفة من أهل مملكته فيجعلها محقرة مهضومة الجانب لا مساواة بينها وبين فرق أخرى ولا عدل في معاملتها بما يعامل به الفرق الأخرى ، في حين أن لها من الحق في الأرض ما لغيرها لأن الأرض لأهلها وسكانها الذين استوطنوها ونشأوا فيها .
والمراد بالطائفة : بنو إسرائيل وقد كانوا قطنوا في أرض مصر برضى ملكها في زمن يوسف وأعطوا أرض ( جاسان ) وعمروها وتكاثروا فيها ومضى عليهم فيها أربعمائة سنة ، فكان لهم من الحق في أرض المملكة ما لسائر سكانها فلم يكن من العدل جعلهم بمنزلة دون منازل غيرهم ، وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى { طائفة منهم } إذ جعلها من أهل الأرض الذين جعلهم فرعون شيعاً .
وأشار بقوله { طائفة } إلى أنه استضعف فريقاً كاملاً ، فأفاد ذلك أن الاستضعاف ليس جارياً على أشخاص معيّنين لأسباب تقتضي استضعافهم ككونهم ساعين بالفساد أو ليسوا أهلاً للاعتداد بهم لانحطاط في أخلاقهم وأعمالهم بل جرى استضعافه على اعتبار العنصرية والقبلية وذلك فساد لأنه يقرن الفاضل بالمفضول .
من أجل ذلك الاستضعاف المنوط بالعنصرية أجرى شدته على أفراد تلك الطائفة دون تمييز بين مستحق وغيره ولم يراع غير النوعية من ذكورة وأنوثة وهي :
المفسدة الرابعة : أنه { يذبح أبناءهم } أي يأمر بذبحهم ، فإسناد الذبح إليه مجاز عقلي . والمراد بالأبناء : الذكور من الأطفال . وقد تقدم ذكر ذلك في سورة البقرة . وقصده من ذلك أن لا تكون لبني إسرائيل قوة من رجال قبيلتهم حتى يكون النفوذ في الأرض لقومه خاصة .
المفسدة الخامسة : أنه يستحيي النساء ، أي يستبقي حياة الإناث من الأطفال ، فأطلق عليهم اسم النساء باعتبار المآل إيماء إلى أنه يستحييهن ليصرن نساء فتصلحن لما تصلح له النساء وهو أن يصرن بغايا إذ ليس لهن أزواج . وإذ كان احتقارهن بصد قومه عن التزوج بهن فلم يبق لهن حظ من رجال القوم إلا قضاء الشهوة ، وباعتبار هذا المقصد انقلب الاستحياء مفسدة بمنزلة تذبيح الأبناء إذ كل ذلك اعتداء على الحق . وقد تقدم آنفاً موقع جملة { إنه كان من المفسدين } .
- إعراب القرآن : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
«إِنَّ فِرْعَوْنَ» إن واسمها «عَلا» ماض فاعله مستتر «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل والجملة خبر إن والجملة الاسمية ابتدائية لا محل لها. «وَجَعَلَ» الواو حرف عطف وماض فاعله مستتر «أَهْلَها» مفعول به أول «شِيَعاً» مفعول به ثان والجملة معطوفة على ما قبلها «يَسْتَضْعِفُ» مضارع فاعله مستتر «طائِفَةً» مفعول به والجملة حال «مِنْهُمْ» متعلقان بصفة طائفة ، «يُذَبِّحُ» مضارع فاعله مستتر «أَبْناءَهُمْ» مفعول به والجملة بدل من سابقتها «وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ» معطوفة على ما قبلها. «إِنَّهُ» إن واسمها «كانَ» ماض ناقص اسمه مستتر «مِنَ الْمُفْسِدِينَ» متعلقان بمحذوف خبر كان والجملة خبر إن. والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها.
- English - Sahih International : Indeed Pharaoh exalted himself in the land and made its people into factions oppressing a sector among them slaughtering their [newborn] sons and keeping their females alive Indeed he was of the corrupters
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ(28:4) The fact is that Pharaoh adopted an attitude of rebellion in the land *3 and divided its dwellers into groups *4 , one of which he debased, putting their sons to death, and letting their daughters live: *5 indeed he was one of the mischief-makers.
- Français - Hamidullah : Pharaon était hautain sur terre; il répartit en clans ses habitants afin d'abuser de la faiblesse de l'un d'eux Il égorgeait leurs fils et laissait vivantes leurs femmes Il était vraiment parmi les fauteurs de désordre
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß Fir'aun zeigte sich überheblich im Land und machte seine Bewohner zu Lagern von denen er einen Teil unterdrückte indem er ihre Söhne abschlachtete und nur ihre Frauen am Leben ließ Gewiß er gehörte zu den Unheilstiftern
- Spanish - Cortes : Faraón se condujo altivamente en el país y dividió a sus habitantes en clanes Debilitaba a un grupo de ellos degollando a sus hijos varones y dejando con vida a sus mujeres Era de los corruptores
- Português - El Hayek : É certo que o Faraó se envaideceu na terra do Egito e dividiu em castas o seu povo; subjugou um grupo deles sacrificandolhes os filhos e deixando com vidas as suas mulheres Ele era um dos corruptores
- Россию - Кулиев : Фараон возгордился на земле и разделил ее жителей на группы Одних он ослаблял убивая их сыновей и оставляя в живых их женщин Воистину он был одним из тех кто распространял нечестие
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
Фараон возгордился на земле и разделил ее жителей на группы. Одних он ослаблял, убивая их сыновей и оставляя в живых их женщин. Воистину, он был одним из тех, кто распространял нечестие.Всевышний начал сказание о Мусе и Фараоне словами о том, что последний возгордился на земле. Он правил великим царством, обладал огромной властью и руководил несметными полчищами. Это породило в нем высокомерие и заносчивость, но в действительности не ставило его выше остальных. Фараон деспотично правил своей страной, разделив ее жителей на сословия. Он поступал со своими подданными, потакая своим желаниям. Одних он ослаблял, убивая их сыновей и оставляя в живых дочерей. Такова была горькая участь сынов Исраила. Тем не менее, именно этот народ снискал благоволение Аллаха и был превознесен над остальными. Египетский владыка должен был почитать и уважать их, но он делал все наоборот. Он унижал израильтян, полагая, что они никогда не сумеют освободиться из-под его гнета. Он пренебрегал даже их жизнями и опасался, что порабощенный народ может, подняв бунт, захватить власть. Для того чтобы обезопасить свой престол, он убивал сынов Исраила и оставлял в живых только их дочерей. Воистину, он был одним из тех, кто творил нечестие, ведь он не стремился к благочестию ни в религии, ни в мирских делах.
- Turkish - Diyanet Isleri : Firavun memleketin başına geçti ve halkını fırkalara ayırdı İçlerinden bir topluluğu güçsüz bularak onların oğullarını boğazlıyor kadınları sağ bırakıyordu; çünkü o bozguncunun biriydi
- Italiano - Piccardo : Davvero Faraone era altero sulla terra; divise in fazioni i suoi abitanti per approfittare della debolezza di una parte sgozzava i loro figli maschi e lasciava vivere le femmine In verità era uno dei corruttori
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان فیرعهون زاڵ و دڕنده بوو له وڵتهكهیدا خهڵكهكهی پارچه پارچه كرد جیاوازی خسته نێوانیانهوه دهستهیهكیانی دهچهوساندهوه و لوازی دهكردن منداڵه نێرینهكانی سهردهبڕین كچان و ئافرهتانی بهزهلیلی دههێشتهوه بهڕاستی ئهو ستهمكاره یهكێك بوو لهوانهی تۆوی خراپی دهچاند
- اردو - جالندربرى : کہ فرعون نے ملک میں سر اٹھا رکھا تھا اور وہاں کے باشندوں کو گروہ گروہ بنا رکھا تھا ان میں سے ایک گروہ کو یہاں تک کمزور کر دیا تھا کہ ان کے بیٹوں کو ذبح کر ڈالتا اور ان کی لڑکیوں کو زندہ رہنے دیتا۔ بیشک وہ مفسدوں میں تھا
- Bosanski - Korkut : Faraon se u zemlji bio ponio i stanovnike njezine na stranke bio izdijelio; jedne je tlačio mušku im djecu klao a žensku u životu ostavljao doista je smutljivac bio
- Swedish - Bernström : Farao var en tyrann på jorden Han delade in [sitt] folk i olika klasser av vilka han [särskilt] förtryckte en grupp; dess söner lät han döda men dess kvinnor skonades; ja han hörde till dem som stör ordningen på jorden och vållar sedernas fördärv
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Fir'aun telah berbuat sewenangwenang di muka bumi dan menjadikan penduduknya berpecah belah dengan menindas segolongan dari mereka menyembelih anak lakilaki mereka dan membiarkan hidup anakanak perempuan mereka Sesungguhnya Fir'aun termasuk orangorang yang berbuat kerusakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
(Sesungguhnya Firaun telah berbuat sewenang-wenang) yaitu berbuat zalim (di muka bumi) di negeri Mesir (dan menjadikan penduduknya berpecah-belah) maksudnya terpecah-pecah, semuanya berkhidmat kepada dirinya (dengan menindas segolongan dari mereka) yakni kaum Bani Israel (menyembelih anak laki-laki mereka) yang baru dilahirkan (dan membiarkan hidup anak-anak perempuan mereka) karena juru peramal telah mengatakan kepada Firaun, bahwa akan ada seorang anak lelaki yang akan dilahirkan di Bani Israel, ia bakal menjadi penyebab hilangnya takhta kerajaan. (Sesungguhnya Firaun termasuk orang-orang yang berbuat kerusakan) yakni gemar membunuh dan melakukan perbuatan-perbuatan kejam lainnya
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ফেরাউন তার দেশে উদ্ধত হয়েছিল এবং সে দেশবাসীকে বিভিন্ন দলে বিভক্ত করে তাদের একটি দলকে দূর্বল করে দিয়েছিল। সে তাদের পুত্রসন্তানদেরকে হত্যা করত এবং নারীদেরকে জীবিত রাখত। নিশ্চয় সে ছিল অনর্থ সৃষ্টিকারী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக ஃபிர்அவ்ன் இப்பூமியில் பெருமையடித்துக் கொண்டு அந்த பூமியிலுள்ளவர்களைப் பல பிரிவினர்களாக்கி அவர்களிலிருந்து ஒரு கூட்டத்தாரை பலஹீனப்படுத்தினான்; அவர்களுடைய ஆண் குழந்தைகளை அறுத்துக் கொலை செய்து பெண் குழந்தைகளை உயிருடன் விட்டும் வைத்தான்; நிச்சயமாக அவன் குழப்பம் செய்வோரில் ஒருவனாக இருந்தான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงฟิรเอานหยิ่งผยองในแผ่นดิน และทำให้ประชาชนนั้นแตกแยกเป็นกลุ่ม ๆ เขาทำให้ชนกลุ่มหนึ่งในพวกเขาอ่อนแอ โดยฆ่าลูกหลานผู้ชายของพวกเขาและไว้ชีวิตเหล่าสตรีของพวกเขา แท้จริงเขาเป็นผู้หนึ่งในหมู่ผู้บ่อนทำลาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта Фиръавн ер юзида баланд кетди У ўша ернинг аҳолисини бўлиб ташлади Улардан бир тоифасини эзар ўғилларини сўйиб қизларини тирик қолдирарди Албатта у бузғунчилардан бўлган эди Ушбу ояти каримадаги Албатта Фиръавн ер юзида баланд кетди дегани Фиръавн бутун ер юзига ҳоким бўлган экан деган маънони эмас балки Миср ерида баланд кетди–такаббурлик қилди туғёнга кетди ҳаддан ошди каби маъноларни беради Ўзи ҳоким бўлган ер аҳолисини бўлиб ташлаш ҳар бир фиръавннинг одати
- 中国语文 - Ma Jian : 法老确已在国中傲慢,他把国民分成许多宗派,而欺负其中的一派人;屠杀他们的男孩,保全他们的女孩。他确是伤风败俗的。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya Firaun telah berlaku zalim di bumi Mesir dengan melampaui batas serta ia menjadikan penduduknya berpuakpuak Ia menindas sepuak di antaranya dengan membunuh anakanak lelaki mereka dan membiarkan hidup anakanak perempuan mereka Sesungguhnya adalah ia dari golongan yang membuat kerosakan
- Somali - Abduh : Fircoon wuu Isku Kibriyey Dhulka Masar wuxuuna ka Yeelay Ehelkiisii Kooxo Isagoo Yaraysan Dullayn Koox ka Mid ah Gawricina Wiilashooda oo Dayn Haweenkooda wuxuuna ka mid ahaa kuwa wax Fasaadiya
- Hausa - Gumi : Lalle ne Fir'auna ya ɗaukaka a cikin ƙasa kuma ya sanya mutãnenta ƙungiyaƙungiya yanã raunanar da wata jama'a daga gare su; yanã yanyanka ɗiyansu maza kuma yanã rãyar da mãtan Lalle shĩ ya kasance daga mãsu ɓarna
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Firauni alitakabari katika nchi na akawagawa wananchi makundi mbali mbali Akalidhoofisha taifa moja miongoni mwao akiwachinja watoto wao wanaume na akiwaacha watoto wao wanawake Hakika yeye alikuwa katika mafisadi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë Faraoni është madhështuar në Tokë dhe banorët e tij i ka në grupacione shtresa shoqërore; disa prej tyre i ka shtypur – ua mbyste fëmijët mashkuj e femrat e tyre ua linte në jetë Ai me të vërtetë ka qenë ngatërrestar
- فارسى - آیتی : فرعون در آن سرزمين برترى جست و مردمش را فرقهفرقه ساخت. فرقهاى را زبون مىداشت و پسرانشان را مىكشت و زنانشان را زنده مىگذاشت كه او از تبهكاران بود.
- tajeki - Оятӣ : Фиръавн дар он сарзамин бартарӣ ҷуст ва мардумашро фирқа-фирқа сохт. Фирқаеро хор медошт ва писаронашонро мекушт ва занонашонро зинда мегузошт, ки ӯ аз фасодкорон буд.
- Uyghur - محمد صالح : شۈبھىسىزكى، پىرئەۋن (مىسىر) زېمىنىدا (زومىگەرلىكتە) ھەددىدىن ئاشتى، ئاھالىسىنى بۆلەكلەرگە بۆلۈپ، ئۇلاردىن بىر تائىپە (يەنى بەنى ئىسرائىل) نى بوزەك قىلدى. ئۇلاردىن ئوغۇللىرىنى ئۆلتۈرۈپ، قىزلىرىنى) خىزمەتكە سېلىش ئۈچۈن) تىرىك قالدۇردى، پىرئەۋن ھەقىقەتەن بۇزغۇنچىلاردىن ئىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഫറവോന് നാട്ടില് അഹങ്കരിച്ചുനടന്നു. അന്നാട്ടുകാരെ വിവിധ വിഭാഗങ്ങളാക്കി. അവരിലൊരു വിഭാഗത്തെ പറ്റെ ദുര്ബലമാക്കി. അവരിലെ ആണ്കുട്ടികളെ അറുകൊല ചെയ്തു. പെണ്മക്കളെ ജീവിക്കാന് വിട്ടു. അവന് നാശകാരികളില് പെട്ടവനായിരുന്നു; തീര്ച്ച.
- عربى - التفسير الميسر : ان فرعون تكبر وطغى في الارض وجعل اهلها طوائف متفرقه يستضعف طائفه منهم وهم بنو اسرائيل يذبح ابناءهم ويستعبد نساءهم انه كان من المفسدين في الارض
*3) The words ala fil-ard in the Text are comprehensive and mean that he adopted a rebellious attitude in the land, assumed independence and godhead and superiority instead of behaving like a servant and a subordinate, and started oppressing his subjects like a tyrannical and haughty ruler.
*4) That is, "He did not rule his subjects with an even hand giving equal rights to all of them, but he had adopted the polity of dividing them into groups. He bestowed privileges and preferential rights on some to be made the ruling class and reduced others to serfs to be oppressed and exploited."
Here, nobody should have the doubt that an Islamic government also discriminates between its Muslim and dhimmi subjects, and does not allow them equal rights and privileges in every way This doubt is misplaced because this distinction, contrary to Pharaonic discrimination, is not based on any distinction owing to race, colour, language or class, but on the distinction of ideology and way of life. In the Islamic system there is absolutely no difference between the legal rights of the Muslims and the dhimmis. The only difference is in their political rights, for the simple reason that in an ideological state the ruling class can only be the one which believes in its basic ideology. Every person who accepts this ideology can enter that class, and anyone who rejects it quits it. Thus, there can be no element of resemblance between this discrimination and the Pharaonic discrimination according to which no member of the oppressed race can ever enter the ruling class, under which the people of the oppressed race do not even enjoy the basic human rights, not to speak of their political and economic rights; so much so that they are even deprived of their right to live and survive, and denied security of any right whatever, all special privileges and benefits and high of offices and good things of life being reserved for the ruling class and for every such person who happens to have been born in it.
*5) The Bible elucidates this as follows:
"Now there arose up a new king over Egypt, which knew not Joseph. And he said unto his people, Behold, the people of the children of Israel are more and mightier than we: Come on, let us deal wisely with them: lest they multiply, and it come to pass, that, when there falleth out any war, they join also unto our enemies, and fight against us, and so get them up out of the land. Therefore they did set over them task masters to afflict them with their burdens. And they built for Pharaoh treasure cities, Pithom and Ra`amses ....And the Egyptians trade the children of Israel to serve with rigour; And they made their lives bitter with hard bondage, in mortar, and in brick, and in all manner of service in the field: all their service, wherein they made them serve, was with rigour .... And the king of Egypt spake to the Hebrew midwives .... And he said, When ye do the office of a midwife to Hebrew women, and see them upon the stools; if it be a son, then ye shall kill him: but if it be a daughter, then she shall live." (Exod. 1: 8-16).
This shows that after the passing away of the Prophet Joseph a nationalist revolution took place in Egypt, and when the Copts regained power the new nationalist government employed every means to subdue the Israelites. They did not _ only humiliate and disgrace them and took mean services from them, but, over and above this, they adopted the policy of reducing their population, by killing their sons and allowing their daughters to live so that their women should gradually pass into the Copts' hands and produce the Coptic instead of the Israelite race. The Talmud adds that this revolution had taken place a little over a hundred years after the death of the Prophet Joseph. According to it, the new government, in the first instance, deprived the Israelites of their fertile lands and houses and possessions, and then removed them from the government jobs and offices. Even after this whenever the Coptic rulers felt that the Israelites and their Egyptian coreligionists were becoming formidable they would disgrace them and employ them in rigorous jobs on little or no wages at all. This is the explanation of the Qur'anic verse: "He debased a section of the Egyptian population", and of verse 49 of AlBaqarah: "They had inflicted a dreadful torment on you. " However, neither the Bible nor the Qur'an mentions that the Pharaoh was told by an astrologer that a boy would be born among the Israelites, who would become a cause of his deposition from power and to meet this danger he had issued orders to kill the male children born in the Israelite homes, or that Pharaoh himself had seen a dreadful dream and the explanation given was that a son would be born among the Israelites, who would cause his downfall. Our commentators have taken this '`legend from the Talmud and other Israelite traditions. (See Jewish Encyclopedia, under ;"Moses", and The Talmud Selections, pp. 123-24).